لمناسبة الذكرى السنوية التاسعة لتوقيع وثيقة التفاهم بين التيار الوطني الحر وحزب الله في العام2006، نظم قسم الشباب في التعبئة التربوية يوم  الأربعاء 11-2-2015، زيارة إلى رئيس تكتل التغيير والإصلاح العماد ميشال عون، وضم الوفد مسؤول ملف الشباب الأخ يوسف بسام ومسؤولي لجان العمل الجامعي ومندوبي التعبئة في الجامعات من مختلف المناطق اللبنانية، وحضر اللقاء مسؤول لجنة الشباب والشؤون الطلابية في التيار المهندس أنطون سعيد وعدد من العاملين في اللجنة.

وفي اللقاء، أكد العماد ميشال عون أن المناسبة هي مناسبة عزيزة على قلب كل لبناني، مشيراً إلى أن هذا التفاهم جاء انطلاقاً من حيث كلانا مقاومة نرفض الاحتلال الإسرائيلي والفساد، وأن الارتباط بين التيار الوطني الحر وحزب الله هو ارتباط وجودي، لأننا ندافع عن القضية والمبادئ والقيم ذاتها، فأنا ابن الضاحية وعشت عاداتها وتقاليدها. وما حصل من تفاهم هو ربح للوطن، وهو تفكير استراتيجي بعيد وليس قصيراً.

وحول الشأن الداخلي قال العماد عون أن ثمة حاجة عند الجميع لانتخاب رئيس للجمهورية، ومَن ظن أننا تعبنا هو الذي تعب، وعليه أن يقتنع أن رئيس الجمهورية يجب أن يتمتع بمعايير معينة للرئيس ومعايير معينة لبرنامجه، فالمطلوب اليوم هو رئيس توفيقي يوفق بين الجميع وليس رئيسا توافقياً، وهذا ما قاله للموفد الفرنسي جيرو الذي زاره الأسبوع الماضي، رافضاً فكرة جيرو بتسمية اسم ثالث لرئيس الجمهورية بديلاً عنه وعن رئيس حزب القوات اللبنانية سمير جعجع.

وفي موضوع الحوارات التي تحصل قال العماد عون أنها تشكل مرحلة تهدئة وتحضِّر لمشاورات بالعمق، ولكن يجب أن نرتاح لبعضنا، لافتاً إلى أن الحوار بين حزب الله وتيار المستقبل من جهة، وبين التيار الوطني الحر والقوات من جهة ثانية يطمئن الجميع ويخفف من حدة الاحتقان في الشارع. وأضاف العماد عون أنه اليوم وفي الظروف الحالية نحن نقول أنه لا يمكن أن تُلغى المقاومة طالما لبنان بحاجة إلى مقاومة، وطالما أن الجيش لم يقوَ بعد.

وتطرق عون إلى ما يجري في سوريا مشيراً إلى أنها حرب كونية تفوق الحرب العالمية الأولى والثانية، لأنها تشهد مشاركة أكثر من ثمانين دولة تسعى لإسقاط الدولة السورية، لكن كان خيارنا وإيماننا بأن سوريا لن تهزم. متسائلاً ما هو البديل عن الرئيس بشار الأسد؟ هل ما نشاهده من ممارسات التنظيمات الارهابية مثل داعش والنصرة؟ وأضاف: بعض الدول الغربية التي تدعم تنظيم داعش الإرهابي بدأت تقتنع أن هذا التنظيم هو خطر عليها.

وأكد العماد عون أن سوريا اليوم قطعت مرحلة الخطر، وما يجري اليوم في درعا والجنوب السوري هو إنجاز كبير، والحمد لله أن هذه العملية قد بدأت، وهو كان يتوقع من الناحية العسكرية أن تتم هذه العملية. وعن انسحاب حزب الله من سوريا قال: أن هذا السؤال دائماً ما يُسأل عنه من قبول الوفود الغربية، وكان دائماً يقول لهم: عندما تنسحب أكثر من ثمانين دولة من سوريا، أقول لحزب الله انسحب، وعند خروج هذه الدول فإن حزب الله سينسحب دون أن يطلب منه أحد.

وعن سؤاله عما إذا كان توقيع التفاهم النووي بين إيران والولايات المتحدة الأمريكية مستقبلاً يساعد في وصوله إلى رئاسة الجمهورية، أجاب مبتسماً أن "هذا الموضوع حجمه الشرق الأوسط وليس رئاسة الجمهورية فقط".

وحول علاقته الشخصية بالأمين العام لحزب الله سماحة السيد حسن نصر الله، قال رئيس تكتل التغيير والاصلاح بأنها لا يمكن وصفها، فهي ثقة مطلقة لا أحد يزحزحها، وهذا الكلام يقوله السيد نصر الله أيضاً، فما يقوم به سماحته أنا أثق به وأوافق عليه بالمطلق، وما أقوم به أنا يثق بي سماحته ويوافق بالمطلق عليه، وهذه نادرة في تاريخ العلاقات. وأنا أقول للسيد نصر الله اليوم: "ما إلنا دَيْن برقبتك يا سيد" لأن ما نقوم به ينطلق من مبدأ وقناعة أن خيارنا هو المقاومة.

وكانت كلمة لمسؤول الشباب الأخ يوسف بسام عرّف فيها بالوفد الطلابي، مؤكداً للعماد عون أن هذا التفاهم لم يبق على المستوى السياسي فقط، بل انسحب إلى التنسيق والتحالف على مستوى العمل النقابي والتربوي والطلابي.