X
جديد الموقع
حزب الله يهنئ الشعب الفلسطيني على كسر قيود الاحتلال عن المسجد الأقصى المبارك
حزب الله: ما قام به أبناء عائلة الجبارين في القدس درس لأحرار الأمة..
الإمام الخامنئي: الجرائم بحق الشعب الايراني لن تزيده إلا كرهاً للادارة الأميركية وأذنابها بالمنطقة كالسعودية
بيان صادر عن حزب الله تعليقاً على اقتحام النظام البحراني لمنزل آية الله الشيخ عيسى قاسم
حزب الله يدين بأشد العبارات : الحكم ضد آية الله الشيخ عيسى قاسم جريمة
السيد حسن نصر الله يهنئ الشيخ روحاني بإعادة انتخابه رئيسا للجمهورية الاسلامية

مختارات :: رُهاب الإرهاب/علي الهادي زعيتر

img

علي الهادي زعيتر

المرتبة الثانية عن فئة المقالات

مسابقة نواة الجامعية2014

 

 

هل هي عاهة أم بلاهة أم نتيجة غسيل الدماغ أم مخطط لحرق الأخضر المتبقي في الصحراء العربية؟! ما ذنب الأبرياء؟! ما ذنب الطفلة التي كانت تلعب بدميتها! والطفل  الذي كان يلهو بكرته ! والشيخ الذي كان يضع اللمسات الأخيرة على قصته في الحياة !؟ هل ذنبهم أنهم مثلوا دور البشر في هذه الحياة ورفضوا أن يكونوا حيوانات تقودهم غرائزهم الفطرية !!

الإرهاب و الإرهابيين، التكفير والتكفيريين، وغيرها من التسميات للفعل والفاعل، هذا الفعل و من خلال الفاعل حول الكثير من البلدان إلى بحيرات من الدماء تطفو عليها زنبقة الكره والحقد، ها هو يجتاح البلدان الآمنة والمجتمعات الساكنة ساعياً لنشر ثقافة الموت والخراب.   

الكل أجمع على أن هذه الظاهرة لابد لها من بيئة خصبة فالبذرة لا تصبح شجرة من تلقاء نفسها ! إنما من خلال البيئة المناسبة والجو المثالي  لنمو هذه البذرة، فبيئتنا المفككة نتيجة الطائفية، المتخلفة نتيجة نقص الوعي، المنطوية نتيجة التعصب الأعمى، هي بالتأكيد الأكثر ملائمة لإحتضان هذا الفعل  لا بل تقمصه عبر فئة المتعصبين !

 إن مجتمعاتنا تتفكك ببطء، تتجه نحو الهاوية، تتوسط ناراً هادئة وكل ذلك من جراء أنفسنا، لأننا نحن من نتحكم بمصيرنا، بمصير مجتمعاتنا، بمصير مستقبلنا، لأننا نحن مخيرين، نحدد نهايتنا كيفما نشاء إلا في الظروف المستحيلة، فعندما سمحنا للطائفية والمذهبية والعصبية أن تتحكم بعقولنا و تصبح هاجسنا الأول في علاقتنا مع الآخرين، فبالتأكيد ستغدو  مجتمعاتنا جماعات مستقلة عن بعضها البعض منغلقة على نفسها، همها أفرادها  متناسية الآخرين كشريعة أنا أو الطوفان وبالتالي فإنها ستصبح ساحة للعبة "الدومينو" تحكمها شريعة الغاب، شريعة أنا الأقوى أنا أحكم ! لذلك فإن الفكر التكفيري والرجعي سيجد ضالته المنشودة وبيئته الخصبة للنمو في هكذا مجتمعات.

و نتيجة الذي سبق وبعد اكتمال النمو والنضج وفي غياب المراقبة و تجاهل السلطات، وقعت و توالت التفجيرات الإرهابية و التي استهدفت التجمعات المدنية البحتة ! وما النتيجة؟ دمار! حريق! حطام! جثث! وجع! صراخ ؟! كل ذلك لغاية غداء وهمي! أو حورية شقراء ! لا يمكن تسمية ذلك الذي فجر نفسه أو وضع سيارة مففخة في مجمع مدني إلا بمريض تخلص من إنسانيته، من ضميره، من وعيه فأصبح آلة قتل بثوب إبن آدم ! ويستحيل محاورته لأن الإرهاب تأصل في ذاته واصبح جزء منه ولأنه عاش وهما جميلا لا يمكن تحقيقه في الواقع !

إن أغلب هؤلاء الشباب كانوا ضحايا الجهل،  الكبت، الأمية والبطالة، فوجدوا في الحركات الأصولية الخلاص، الحل لمشاكلهم والمرتع الأنسب لتفجير كبتهم، لذلك كان تأقلهم سريع، فأصبحوا رجالا آليين في خدمة قادة مأمورين مستعدين لتنفيذ أي أمر بدون كلل و ملل ! فلا يستغربن أحد إنعدام المشاعر والأحاسيس، كيف لا وغسيل الدماغ قد أخذ مفعوله بمساعدة الحبوب المخدرة التي عبدت الطريق نحو الإيمان بعقيدة التكفير والتفجير! وأصبحوا مرضى سيكوباتيين عدوانيين  أي أن لا علاج لهم أو لأمثاله إلا ما رحم ربي!!

لا شيء يقبل التعميم الكلي، فهناك منهم من المضللين، من المترددين والذين بأغلبهم هم من قاد السيارات المفخخة و عند لحظة التفجير نشط ضميرهم و لكن الآوان يكون قد فات !  ومثله كثر ولكن ما النفع !

إن تلاشي الفكر المضاد، وغياب المدرسة الفكرية المقاومة للإرهاب في بلاد أكثر الإرهابيين، أضف إلى تركيز الدول على محاربة الإرهاب أمنياً وإهمال الجانب الفكري والإجتماعي والإقتصادي ساهم بتفشي هذه الظاهرة فأصبحت كالداء المميت، تنمو بالخفاء وعند البلوغ، تنفجر مخلفة الموت والدماء، هذا الداء تغلغل في نفوس الضعفاء من الناس، وفي النفوس المريضة التي رفضت العلاج فوجدت فيه الذي يروي النفس بعد العطش ويغذي الأنانية وحب الذات !

يستحيل علينا أن نوقف هذه الظاهرة كليا، لأنها ظاهرة وليدة عشرات السنين من الدراسة والتخطيط، إنها ظاهرة منظمة أشبه بفيروس الإيدز كيف لا والإثنان يشتركان في غموض المصدر والتركيبة الأصلية ! ولكن يمكننا أن نحد منها، أن نحاصرها، أن نخفف خطرها ويتحقق ذلك من خلال الوقاية، والوقاية لا تعني حرباً هوجاء ولا قتلاً أعمى لأي سلفي أو أصولي  بل تعني :

- ابتكار فكر مضاد  يستهدف فئة الشباب لأنهم الأكثر عرضة للتلوث الفكري.

-نشر وباء توعوي يستهدف المجتمعات غرضه نشر ثقافة الإنسانية ,ثقافة العقل لا الغريزة ,ثقافة تحمل فكر الإسلام الأصيل الذي علمنا أن نعفو و نغفر لا أن نحقد ونقتل , أن نحاور وأن نضيء دائما طريق العقل.

 -محاربة أئمة الضلال والفساد الذين يعتلون منابر الإيمان ويعقدون جلسات تلوث باسم الهداية والتقوى ونقصد بهؤلاء علماء الدين الذين استغلوا مكانتهم لإنشاء خلايا الشباب التكفيرية.

-إيجاد حلول عملية لمكافحة الفقر و البطالة اللتان ضربتا المجتمعات وحالت بينها وبين التقدم والتطور.

لا حل ينجح بدون الإرادة القصوى والعزيمة المثلى، فمحاربة هذا الداء أشبه بمحاربة المريض للعضال، يحتاج منه كل قواه العقلية و الروحية والجسدية وكذلك الأمر بالنسبة لنا، فلا يمكن أن نقف في وجه هذه الآفة إن لم نكن موحدين ومتحدين، فتعالوا لنقف سويا جنبا إلى جنب ولنبني معا مجتمعا مثاليا يخلو من العدوانية والكراهية، نحارب به كل العصبيات، وننشر من خلاله ثقافة تقبل الآخر، ونعلم الآخرين معنى الحرية!!

 

تعليقات الزوار


مواقيت الصلاة

بتوقيت بيروت

الفجر
5:38
الشروق
6:51
الظهر
12:22
العصر
15:27
المغرب
18:10
العشاء
19:01