X
جديد الموقع
حزب الله يهنئ الشعب الفلسطيني على كسر قيود الاحتلال عن المسجد الأقصى المبارك
حزب الله: ما قام به أبناء عائلة الجبارين في القدس درس لأحرار الأمة..
الإمام الخامنئي: الجرائم بحق الشعب الايراني لن تزيده إلا كرهاً للادارة الأميركية وأذنابها بالمنطقة كالسعودية
بيان صادر عن حزب الله تعليقاً على اقتحام النظام البحراني لمنزل آية الله الشيخ عيسى قاسم
حزب الله يدين بأشد العبارات : الحكم ضد آية الله الشيخ عيسى قاسم جريمة
السيد حسن نصر الله يهنئ الشيخ روحاني بإعادة انتخابه رئيسا للجمهورية الاسلامية

مختارات :: علماءالأمة:الشهيد الأوّل(734 ه-786ه)

img

 

اسمه ونسبه

ولد الشهيد الأوّل سنة 734 هـ بقرية جزِّين ، إحدى قرى جبل عامل في لبنان ، وترعرع في بيت من بيوت العلم والدين ، وتلقّى في قريته - وكانت يومذاك مركزاً فكريّاً إسلاميّاً - مبادئَ العلوم العربية والفقه . فتح الشهيد الأوّل عينيه على مخالطة العلماء ومُجالستهم ، وارتاد في ريعان شبابه الندوات العلمية ، التي كانت تُعقد في أطراف جبل عامل ، واشترك في حلقات الدرس التي شُكِّلت في المدارس والمساجد والبيوت . وقد ساهم كذلك في المحاورات العلمية ، التي كانت تدور بين الأساتذة والطلاّب ، أو بين الطلاّب أنفسهم ، حتّى كان له فيما بعد آراؤه في مسائل الفقه والفكر والأدب ، أعانته على ذلك ثقافته الشخصية ، وقريحته الفياضة ، وبيئته النشطة .

 

نشأته

ولد الشهيد الأول في منطقة جزين وهي إحدى مناطق جبل عامل جنوب لبنان، في بيت من بيوت العلم والدين، وتلقى فيها مبادئ العلوم العربيّة والرياضيات والفقه على يد والده الشيخ مكي جمال الدين الذي كان من فقهاء جبل عامل، وهو أوّل من أجازه في الفقه، فكان هذا عاملاً أساسياً في تربية الشهيد تربية دينية يملؤها الطموح لنيل الاجتهاد والمرجعية الدينية. وتتلمذ الشهيد كذلك في جزين على الشيخ أسد الدين الصائغ الجزيني أبو زوجته، وعمّ أبيه وكان عالماً كبيراً يتقن ثلاثة عشر علماً من العلوم الرياضية.

رحلاته

لقد كانت طموحات الشهيد كبيرة في تلقّي العلوم، لذا نرى أنّه لم يكتفِ بما تلقّاه من مسقط رأسه (جزين) بل شدّ الرحال إلى أرجاء البلدان الإسلامية كي ينهل العلوم من مراكزها العلمية.وأهم هذه الأقطار الحلّة، التي كانت حاضرة العلم والفكر الشيعي آنذاك، فقد انتقلت إليها المدرسة الشيعية من بغداد، بعدما غزا المغول بغداد وأحرقوها وشرّدوا أهلها وأمعنوا في التدمير والخراب. فهاجر علماء الشيعة وأعيانهم إلى الحلّة، وعلى رأسهم المحقّق الطوسي وتلميذه العلامة الحلّي، الذي شيّد مدرسة الحلّة بعد وفاة أستاذه الطوسي ومن ثم تطوّرت مدرسة الحلّة على يد فخر المحقّقين ابن العلامة الحلي. رحل الشهيد بعد ذلك إلى كربلاء وبغداد ومكّة المكرمة والمدينة المنوّرة ودمشق والقدس، فهذه المدن تشكل آنذاك أهم المراكز العلمية الإسلامية. وطّد الشهيد علاقاته مع علماء المراكز، وكان على صلة وثيقةٍ ومعرفةٍ تامّةٍ بمشيخة الرواية والفقه والكلام من أعلام أهل السُّنة. وكان يصاحب كثيراً أقطاب مذاهبهم. وبهذا الصّدد يقول الشهيد في إجازته لابن الخازن: "وأما مصنفات العامّة ومرويّاتهم، فإنّي أروي عن نحو أربعين شيخاً من علمائهم بمكّة والمدينة ودار السلام بغداد ومصر ودمشق وبيت المقدس ومقام إبراهيم الخليل، فروى صحيح البخاري عن جماعة كثيرة بسندهم إلى البخاري، وكذا صحيح مسلم، ومسند أبي داود، وجامع الترمذي، ومسند أحمد، وموطأ مالك ومسند الدار قُطنى، ومسند ابن ماجة، والمستدرك على الصحيحين للحاكم ابن عبد الله النيسابوري..).هذا النصّ يطلعنا على مدى الفائدة العلمية التي استقاها الشهيد في رحلاته إلى مختلف البلدان الإسلامية، واطّلاعه على بقيّة المذاهب الأخرى.

أساتذته

بالإضافة إلى الدروس التي تلقاها الشهيد الأول من والده الشيخ وعم والده، درس على أكابر علماء الشيعة وفقهائها منهم:

1 ـ فخر المحققين الحلّي: وهو أبو طالب محمد بن حسن يوسف بن المطهر الحلّي نشأ على يد أبيه العلامة الحلي، بلغ مرتبة الاجتهاد في سنّ متقدمة وأكمل بعض كتب والده العلامة الحلي كالألفين وغيره. أجاز الشهيد مرة بداره بالحلة سنة 751 هـ، في هذا التاريخ كان عمر الشهيد 17 سنة وأجازه بداره بالحلّة سنة 758 وأجازه مرة ثالثة بالمكان المتقدم. ويروى أنه قال: "لقد استفدت من تلميذي محمد بن مكي أكثر مما استفاده مني".

2 ـ ابن معية: من علماء الحلة الكبار، وأحد تلامذة العلامة الحلي، اشتغل بالتدريس والكتابة والتقى به الشهيد في الحلة فوجده عالماً موسوعياً خبيراً واسع المعرفة، فاغتنم مجالسه واستفاد منه واستجازه. وأجاز ولديه (أبا طالب محمد) و(أبا القاسم علي) في سنة 776 قبل موته. قال عنه تلميذه النسابة السيد محمد بن علي الحسيني في كتابه (عمدة الطالب): "شيخي المولى السيد العالم الفاضل الفقيه الحاسب النسابة المصنف، إليه انتهى علم النسب في زمانه وله الأسانيد العالية والسماعات الشريفة أدركته (قدس الله روحه) شيخاً، وخدمته قريباً من اثنتي عشرة سنة قرأت عليه ما أمكن حديثاً ونسباً وفقهاً وحساباً وأدباً وتاريخاً وشعراً..".

3 ـ قطب الدين الرازي البويهي: وهو من تلامذة العلاّمة الحلّي، ومؤلف (شرح المطالع) و(شرح القواعد) و(المحاكمتين). التقاه الشهيد في دمشق ودرس عنده العلوم العقلية، وتوسّع على يديه في دراسة الحكمة الإلهية والفلسفة. قال الشهيد عنه في إجازته لابن الخازن: "ومنهم الإمام العلامة، سلطان العلماء، وملك الفضلاء، الحبر البحر قطب الدين محمد بن محمد الرازي البويهي، فإنّي حضرت خدمته (قدس الله سره) بدمشق عام ثمانية وستين وسبعمائة، واستفدت من أنفاسه وأجاز لي جميع مصنّفاته في المعقول والمنقول أن أرويها عنه وجميع مروياته..".

شخصيّته وإنجازاته

كان الشهيد يقوم في وقت واحد بجهد علمي في جزين، ونشاط سياسي في دمشق، وعمل اجتماعي واسع في تنظيم المرجعية في بلاد الشام وخراسان.

1. تأسيس مدرسة جزين: مع استلام الأيوبيين للحكم من الفاطميين بدأت مرحلة من الضمور الكبير للحالة الشيعية في مصر والشام، ثم جاء من بعدهم المماليك عام 648 ليواصلوا نفس السياسة التي مارسها سلفهم الأيوبيون في التضييق على الشيعة، وكانت أيامهم من أشقّ الفترات على شيعة الشام. في مثل هذه الظروف الصعبة حاول الشهيد الأول أن يوصل جبل عامل بمدرسة الحلّة وينقل إليها العلم والفقاهه والفكر، ويجعل من جبل عامل مدرسة للفقاهة والثقافة الإمامية مستفيداً من موقعها الجغرافي الذي يمنحها حصانة طبيعية في مقابل تعدّي المماليك. وكانت مدرسة (جزين) التي أنشأها الشهيد الأول في جبل عامل البذرة التي نمت فيما بعد وأثمرت واتّسعت واستتبعت مدارس فقهية أخرى في مناطق كثيرة من جبل عامل. وازدهرت هذه المدرسة على يد الشهيد وكان يمارس التدريس فيها بنفسه ويعطيها من اهتمامه وجهده ووقته الكثير.

2. تدوين القواعد الفقهية: وهو أمر جديد في تاريخ الفقه الإمامي. والقواعد الفقهية أحكام كلّية تندرج تحت كلّ منها تطبيقات جزئية من أبواب مختلفة من الفقه أو من باب واحد من أبوابه، وهي كثيرة في أبواب المعاملات والعقود والنكاح والمواريث والعبادات والجنايات وغيرها.

3.انفتاحه الثقافي والعلمي: عُرف الشهيد الأول بانفتاحه الثقافي والعلمي فقد قرأ على عدد من مشايخ أهل السُّنة، وروى عن أربعين شيخاً من علمائهم بمكّة والمدينة وبغداد ومصر ودمشق وبيت المقدس ومقام الخليل إبراهيم. فكان على صله وثيقة بالاتجاهات الفكرية السُّنية، وعلى معرفة تامة بآرائها وأفكارها، كما كان على صلة وثيقة، ومعرفة تامة بمشيخة الرواية والفقه والكلام عن أعلام السنة، ممّا يدل على أنه في أسفاره كان يخالط كثيرا من (أقطاب المذاهب الإسلامية) الأخرى، ولم يكن ممن ينطوي فكريا على نفسه.

4.عمل الشهيد في هذه الفترة على تنظيم علاقة الأمة بالفقهاء من خلال شبكة الوكلاء الذين ينوبون عن الفقهاء في تنظيم شؤون الناس في دينهم ودنياهم كما يقومون بجمع الحقوق المالية الشرعية لتوزيعها على مستحقّيها بنظر الفقيه. والمعروف أن الشهيد الأول هو أول من أسس هذا التنظيم الذي يربط الفقيه المتصدّي بالأمة بواسطة شبكة من الوكلاء، واستمرّ هذا التنظيم فيما بعد ونما وتطور على أيدي الفقهاء الذين تصدوا لشؤون الناس إلى اليوم الحاضر.

5. كان الشهيد يتردّد خلال فترة عمله في جزين على دمشق كثيراً، وكان له بيت عامر في دمشق بالعلماء وطلبة العلم. وكان مجلسه هناك حافلاً بمختلف الطبقات ومن مختلف المذاهب الأربعة.

 

مؤلفاته

 

له العديد من المؤلّفات، امتازت بالتنقيح والتنظيم، وهو أول فقيه إمامي قام بتدوين القواعد الفقهية في تاريخ فقه الشيعة بصورة منهجية. ومن أبرز مؤلفاته:

1.الموجز النفيسي.

2.غاية القصد في معرفة الفصد

3.كتاب الذكرى

4.كتاب الدروس الشرعية في فقه الامامية

5.كتاب غاية المراد في شرح نكت الإرشاد.

 

كتاب اللمعة الدمشقية

 وهو كتاب مختصر في الفقه يتميّز بمتانة الاستدلال وتركيز الدليل وتجنب الخوض في المناقشات المطولة للآراء وجمال التعبير. وكل ذلك كان سببا ليدخل هذا الكتاب في المنهاج الدراسي للحوزات العلمية في الفقه إلى اليوم الحاضر، وهو أول كتاب دراسي استدلالي يقرأه الطالب في الفقه. ويلاحظ في هذا الكتاب استخداما واسعا للقواعد الفقهية، وهذا ما لا نجد نظيراً له في الأعمال الفقهية للشيعة السابقة عليه.

يذهب بعض المؤرخين إلى أن الشهيد ألّف هذا الكتاب في مدّة حبسه في قلعة الشام في سبعة أيام وما كان يحضره من كتب الفقه غير كتاب "المختصر النافع".

فيما يرى البعض الآخر أنه قد ألّفه بطلب من "علي بن الموَيد" ملك خراسـان الشيعي (توفـي عام 795هـ)، وقد ألّفه عام 782هـ، وذلك قبل شهادته بأربع سنوات وكان الرسول بين الشهيد الأول والموَيد هو محمد الآبي النقيب شمس الدين، وهو المرجّح والأقرب للتصديق.

فتنة اليالوشيكان

 اضطراب الوضع السياسي والاجتماعي في البلدان الإسلامية يحمل نواة ظهور بدع في التفكير والعقيدة. فقد ظهر في جبل عامل شخص يسمى بمحمد الجالوش، أو (اليالوش) – نسبة إلى قرية برج يالوش- ويقال إنه كان من تلامذة الشهيد.

لكنه بدأ يدعو إلى مذهب يغلب عليها طابع التصوّف والاعتقاد بوحدة الوجود، ويذهب البعض إلى أنه ادّعى النبوة، ويبدو أن (اليالوش) كان خطيباً متكلماً لذقاً، حلو البيان ومشعوذاً، استطاع أن يشدّ إلى دعوته الجديدة أناساً من السذّج، فأربك الوضع، وخاف الشهيد أن تشيع هذه البدعة الجديدة، ويتسع إطارها فاتّصل بالبلاط واقنع الجهاز بضرورة تلافي الأمر قبل أن يستفحل، فجهزت حكومة دمشق (من المماليك) جيشاً، واصطدموا بمعسكر (اليالوش) بالقرب النبطية الفوقا، فقتل (اليالوش) وتمزق شملهم.

إلا أن هذه الهزيمة لم تكن كافية للقضاء على هذه الظاهرة فقد انتقلت زعامة الدعوة الجديدة بعد مقتل (اليالوش) إلى تقي الدين الجبلي أو (الخيامي) من أهالي الجبل، ومن بعد وفاته تولى الزعامة شخص آخر يدعى ب‍ (يوسف بن يحيى) وكان لهذين الرجلين الجبلي، ويوسف بن يحيى إصبع في مقتل الشهيد الأول وذلك بالوشاية عليه عند (بيدمر) حاكم دمشق، وقضاة بيروت وحلب ودمشق

 وفاته

وكانت وفاته سنة 786، اليوم التاسع من جمادي الأولى، قتل بالسيف ثم صلب ثم رجم وأحرق بدمشق بفتوى القاضي برهان الدين المكي وعباد بن جماعة بعدما سجن سنة كاملة في قلعة الشام.

وكان سبب حبسه وقتله وشاية من رجال (اليالوشي) الذين كتبوا محضراً يشتمل على مقالات شنيعة بحقّ الشهيد، اتهموه بميله للنصيرية، وإباحته الخمر، وغيرها من الافتراءات بهدف التخلص منه.

شهد بذلك جماعة من سبعين نفرا من رجال اليالوشي، ثم أتوا به إلى قاضي الشام فحبس بداية ثم قتل ثم صلب ورجم ثم أحرق.

مواقيت الصلاة

بتوقيت بيروت

الفجر
5:32
الشروق
6:45
الظهر
12:23
العصر
15:33
المغرب
18:17
العشاء
19:08