X
جديد الموقع
حزب الله يهنئ الشعب الفلسطيني على كسر قيود الاحتلال عن المسجد الأقصى المبارك
حزب الله: ما قام به أبناء عائلة الجبارين في القدس درس لأحرار الأمة..
الإمام الخامنئي: الجرائم بحق الشعب الايراني لن تزيده إلا كرهاً للادارة الأميركية وأذنابها بالمنطقة كالسعودية
بيان صادر عن حزب الله تعليقاً على اقتحام النظام البحراني لمنزل آية الله الشيخ عيسى قاسم
حزب الله يدين بأشد العبارات : الحكم ضد آية الله الشيخ عيسى قاسم جريمة
السيد حسن نصر الله يهنئ الشيخ روحاني بإعادة انتخابه رئيسا للجمهورية الاسلامية

مقالات :: أميركا خسرت أفغانستان مبكرا والهزيمة كانت محتومة

img

اعتبر الباحث في مؤسسة "راند" جيس دوبنز أن الغرب خسر أفغانستان منذ زمن طويل، فالهزيمة كانت محتومة والأخطاء الأولى جعلت من النجاح أمرا بعيد المنال.

ويقول دوبنز في مقال نشرته مجلة "فورين أفيرز" إن هزيمة الولايات المتحدة لم تكن قدرا مكتوبا إلا أن الولايات المتحدة هي التي عرقلت ومنذ البداية جهود تحقيق الاستقرار.

ويضيف أنه من الناحية التاريخية فقد شنت الولايات المتحدة حملات عسكرية بهدف وقف أمر مثل العدوان العسكري أو منع انتشار الأسلحة النووية، وفي حالة أفغانستان 2001 وقف العمليات الإرهابية. وعندما كان يتم تحقيق الأهداف، كما في أفغانستان وبعد إزالة تهديد القاعدة، كانت قوات التدخل العسكري تجد نفسها على منعطف طريق.

ومن أجل منع حدوث أحداث جديدة، فإن عليها الاختيار بين الاحتلال الدائم والاحتلال المتكرر والالتزام ببناء نظام قوي وجديد، وترك مجتمع يعيش بسلام مع نفسه وجيرانه. واختارت إدارة جورج دبليو بوش التي لم تكن مستعدة لحكم أفغانستان وواجهت صعود القاعدة من جديد، الخيار الثالث، لكنها فشلت في فهم الأبعاد الكاملة للتحدي الذي فرضته على نفسها.

ويقول دوبنز إن أشد منتقدي عمليات تحقيق الاستقرار ما بعد النزاع ومهام إعادة الإعمار عادة ما يركزون على أمثلة الفشل السابقة مثل فيتنام والعراق بدون التطرق لقصص النجاح في كوريا الجنوبية واليابان وألمانيا، وفي الفترة الأخيرة في البوسنة وكوسوفو، حيث نجحت الولايات المتحدة وحلف الناتو بإنهاء أول النزاعات المسلحة في أوروبا منذ عام 1945.

ويرى دوبنز أن درسا مهما سيخرج من النظر إلى هذه النجاحات القريبة للتدخل الأميركي إلى جانب في فشلها في أفغانستان. فمعظم القرارات الحيوية التي تتخذ إلى جانب التخطيط تتم في المراحل الأولى، وإذا كانت هذه معيبة فستقضي على أي فرص للنجاح، مهما خصصت واشنطن من مصادر وما تنفقه من وقت. ولم تكن مهمة الولايات المتحدة في أفغانستان محكوما عليها بالفشل لكن البذور التي قادت لفشلها زرعت في بداية 2002.

منع هجوم جديد على اميركا

ويقول إن التدخل في أفغانستان في مرحلة ما بعد 9/11 اكتسب أهمية ضخمة لدى إدارة بوش التي كانت مصرة على منع هجوم كارثي جديد على التراب الأميركي. لكن الإدارة لم تكن لديها رغبة بحماية أفغانستان وللأبد، ولهذا اختارت المساعدة على بناء نظام جديد يخلف نظام طالبان، يستطيع يوما ما، حكم البلد معتمدا على نفسه. وكذا التأكد من عدم تحول أفغانستان مرة أخرى إلى ملجأ آمن للإرهابيين. وكان غزو أفغانستان والإطاحة بطالبان سريعا وتم بطريقة سلسة وانتصارا لم يكلف الكثير من المال والأرواح. وفي ضوء هذا النجاح السريع اعتقدت إدارة بوش أن عملية بناء الدولة ستكون سهلة بنفس القدر.

وكان الفشل الأول لإدارة بوش هو عدم تقديرها للمعوقات الجغرافية أمام جهود إعادة إعمار البلد.. فأفغانستان تقع على الجانب الآخر من العالم وليس لها منفذ على البحر ويحيط بها جيران أقوياء مثل إيران وباكستان وروسيا. والطريق الوحيد لنقل أميركا ما تريده إلى أفغانستان أو إخراجه منها هو عبر باكستان، الدولة التي لا تشترك مع الأهداف الأميركية بل وتعمل بشكل مستمر على تخريبها.

وأكثر من هذا فإن عدد سكان أفغانستان كان أكبر من أي بلد حاولت فيه أميركا التدخل العسكري، ففي وقت التدخل عام 2001 كان عدد سكان أفغانستان يفوق بنسبة الضعفين عدد سكان جنوب فيتنام. ومن الناحية المنطقية فإن نسبة عدد القوات إلى السكان محدد مهم لنجاح عملية إعادة الاستقرار. وقبل عامين من غزو أفغانستان، نشرت الولايات المتحدة وحلفاءها في الناتو 50,000 جندي لفرض الاستقرار في كوسوفو وهو بلد لا يتجاوز تعداد سكانه الـ1.9 مليون نسمة. وكان عدد سكان أفغانستان وقت الغزو هو 21.6 مليون نسمة، وبنهاية عام 2003 كان عدد القوات الأميركية هناك هو 8,000 في بلد يفوق عدد سكانه عشرة أضعاف عدد سكان كوسوفو، وليس فيه جيش أو شرطة.

لا تريد دولة فاعلة

ولم يكن هناك عدد كاف من القوات الأميركية لتأمين بلد سيطرت عليه الولايات المتحدة. وواحد من الأسباب لنشر هذا العدد القليل من الجنود هو أن إدارة بوش لم تكن تنوي القيام بمهمة حفظ سلام أو تحمل مسؤوليات الأمن العام بل وملاحقة بقايا تنظيم القاعدة على حساب الأمن الأساسي المطلوب لبناء دولة فاعلة.

وتجاهلت إدارة بوش تخصيص القدرات المالية اللازمة لجهود تحقيق الاستقرار الأفغانية. وفي البوسنة قدمت الولايات المتحدة والدول المانحة الدعم الاقتصادي الذي وصل إلى 1,600 دولار لكل مواطن في العام وطوال السنوات التي تبعت نهاية الحرب. أما المبلغ المقابل لكل أفغاني فهو 50 دولارا، وهو مبلغ لا يقارن بما حصل عليه البوسني.

وارتكبت إدارة بوش عددا من الأخطاء التي حدت من إمكانية نجاح مهمة تحقيق الاستقرار، فلم تقم بجهود جوهرية لبناء جيش وطني أو قوة شرطة بشكل ترك الأمن في يد أمراء حرب مفترسين وحد من قدرة مواجهة طالبان العائدة من جديد.

ولم تكن هناك جهود دولية لإعادة الإعمار، وأكثر من هذا تبين أن باكستان التي سحبت دعمها لحكومة طالبان لم تتخل عن الحركة حيث إنها منحت قادتها الملجأ الآمن لكي تعيد ترتيب نفسها وتتدرب وتتزود للبدء بحركة تمرد جديدة داخل أفغانستان.

وبناء على هذه الأخطاء فقد تلاشى منظور النجاح في أفغانستان وبشكل كبير مع بداية عام 2003. ثم قامت إدارة بوش بغزو العراق، البلد الكبير كأفغانستان ويعاني من توترات ونزاعات داخلية وتحيط به دول معادية.

هزيمة او خسارة..

وكما فعلت في أفغانستان فقد قللت من حجم مهمة تحقيق الاستقرار في مرحلة ما بعد نهاية النزاع. ولم تمض أيام على الغزو إلا وبدأت حركة تمرد عنيفة، وأصبحت القوات الأميركية تحت ضغوط حادة مع ظهور طالبان كتهديد خطير في أفغانستان. وظل هذا هو الحال طوال فترة بوش ما عرقل جهود الولايات المتحدة لتحقيق الاستقرار في أفغانستان وسمح لطالبان بإيجاد موطئ قدم لها هناك.

ولم يكن الفشل بالحد من صعود طالبان وبناء مؤسسات قوية في أفغانستان محتوما. فلو خصصت الولايات المتحدة المصادر المطلوبة لتحقيق الاستقرار وإعمار البلد، لكانت لديها فرصة لترك أفغانستان وفيه دولة فاعلة. إلا أن أخطاء الولايات المتحدة التي لم تكن مفروضة عليها في البداية تركتها بين خيار إما الخسارة أو عدم الخسارة، وليس الانتصار أو الهزيمة. ولهذا واجهت أميركا خيار البقاء في أفغانستان بكلفة بسيطة ومنعت طالبان من الظهور معتمدة على حليف قوي في مكافحة الإرهاب وهو الحكومة الأفغانية وحفظت المكاسب التي تم تحقيقها أو اعترفت بفشلها في بناء الدولة ومستقبل دائم للأفغان.

وتصارع الرؤساء الأميركيون مع المعضلة التي تركها لهم بوش، فقد تحدث باراك أوباما ودونالد ترامب عن الخروج لكنهما قررا البقاء وعدم مواجهة الخسارة، أما بايدن فقد قرر قطع الحبل السري والاعتراف بالهزيمة.

تعليقات الزوار


مواقيت الصلاة

بتوقيت بيروت

الفجر
5:40
الشروق
6:53
الظهر
12:22
العصر
15:25
المغرب
18:07
العشاء
18:58