المستشار العلمي لجامعة المعارف البروفيسور طلال عتريسي تحدث عن القيم الدينية والقيم الوضعية فرأى ان مشكلة القيم الوضعية انها فقدت نقطة الارتكاز المرجعية. هل هي العقل والتجربة المعاشة، وما يريده المجتمع، وما تقرره مصالح الدولة؟ ومثل هذه القيم سوف تتبدل بين زمن وزمن. ام ان هذه النقطة المرجعية المركزية هي القيم الدينية الاخلاقية الثابتة التي ترتبط بدور الانسان فبهذه الحياة وبمعنى وجوده، فهناك فرق كبير على سبيل المثال بين اعتبار الصحة النفسية هي تحقيق للرغبات وبين اعتبارها على العكس من ذلك هي القدرة على السيطرة على تلك الرغبات، هنا تختلف قيمة الرغبة بين تحققها وبين السيطرة عليها.
واعتبر البروفيسور عتريسي "أن القيم الدينية هي قيم تصاعدية تريد أن تسمو بالإنسان نحو الخالق سبحانه وتعالى. في حين أن القيم الوضعية هي إما قيم أفقية نحو المجتمع، وإما داخلية نحو الذات. ما يعني أنها لا تبحث عن المطلق المتعالي )ً غيبيا ً (باعتباره هدفا . وهذا يفسر بالنسبة الينا كيف تبرر القيم الوضعية الحروب التي تشنها الدول الغربية على الأمم والشعوب الأخرى،(من أجل التمدين، ونشر الديمقراطية كقيم إنسانية) بحيث يمكن للطائرات الأميركية أن ترمي المساعدات والحصص الغذائية الى الشعب الأفغاني (مساعدة انسانية)، وترمي هذه الطائرات نفسها الصواريخ التي تقتل المدنيين في الوقت نفسه!!
واضاف البروفيسور عتريسي : إن القلق على القيم اليوم هو من الدول الكبرى الغربية التي تقدم نفسها حامية للقيم على المستوى العالمي (حقوق الإنسان، الحريات، السلام العالمي، الديمقراطية...) وتسمي نفسها المجتمع الدولي. وهي تقدم نفسها على أنها تسهر على العالم لحمايته (قيمة أخلاقية) في حين أنها في الواقع لا تعمل سوى على تدمير هذا العالم من خلال تدمير البيئة، وتعظيم الإستهلاك، واستخدام القوة في التعامل مع الشعوب الأخرى لإخضاعها وكسر كرامتها."
ورأى ان ما يكتب عن ازمة الضحارة الغربية، وعن افول الغرب، هو تأكيد على الطريق المسدود الذي وصلت اليه القيم في تجربة تلك الحضارة الحديثة.