تناول الإعلامي والباحث غسان الشامي موضوع القيم الدينية بين العولمة والاعلام الثقافيين فقال: "في عالمنا العربي انقضًّت علينا العولمة فهدمت البناء المتصدع أصلاً وزلزلت الحجر، ولأننا توقفنا عن الإنتاج منذ ألف عام أخذنا الإعلام من أطرافه السفلية، وبدل أن نستغله لتعميم المعرفة والثقافة والانتماء الواحد والمواطنية الحقة، دخلنا في لعبة أرادها لنا الأعداء واستنقعنا بها، أما الذين حاولوا استغلال العولمة في شقها المرئي من الجهات المتسترة بالدين فقد استعملوا رجال الدين كطعم للفرقة والتنابذ والدليل وجود حوالي 140 محطة تلفزيونية إسلامية و9 محطات مسيحية تكرّ، بأغلبيتها الساحقة، على عقول المشاهدين العرب بأسلحة قروسطية ناشرة التلفيق والتجهيل، من دون أن تغوص في تقديم المداميك التي تستند إليها الثقافة الدينية الإسلامية أو المسيحية، بحيث تحولت بعض هذا القنوات إلى وسائل لتعميم القتل والذبح.
واضاف: "نحن أمام واقع موجع، لأنه في الثقافة الدينية يجب أن نستحضر ما يجمع ونبني عليه وأن نحيي إرث المحبة والتسامح على قاعدة " كلمة سواء" وإذا كان النبي العربي قال "إنما بعثت لأتمم مكارم الأخلاق" فما بال الكثيرين ممن يقولون إنهم اهتدوا بهديه يزورّون عن مكارم الأخلاق ، وما بال الكثيرين ممن آمنوا مع المسيح بأن المحبة هي أم الفضائل يعممون ثقافة الكراهية؟.