...............................جريدة السفير................................
ينتظر المتعاقدون بالساعة في "الجامعة اللبنانية" تصاعد الدخان الأبيض، من جلسة
مجلس الوزراء اليوم، وإقرار ملف تفرغهم، إلى جانب تعيين عمداء أصيلين، تبعاً
للترشيحات التي حصلت سابقاً، في ظل إصرار "لجنة الأساتذة المتعاقدين" على عدم تصحيح
المسابقات وإصدار النتائج إلى حين إقرار ملف التفرّغ، وأمل من المتعاقدين (المستثنين
من التفرغ سابقا)، بأن يفي وزير التربية بوعده ويسعى كي لا يُستثنى أو يُظلم أحد من
المستحقين.
وكشفت المعلومات أن ملف التفرغ وتعيين العمداء سيُطرح من خارج جدول الأعمال إذا تم
التوافق على آلية عمل المجلس، وفي حال عدم التوافق فإن الملف سيؤجّل إلى جلسة لاحقة،
علماً أنه لم يطرأ أي تعديل على عدد المتعاقدين في الملف، والذي يتجاوز ألف متعاقد
بقليل.
وفي الإدارة المركزية للجامعة - المتحف عقدت اللجنة مؤتمراً صحافيا تلا فيه د. محمد
طراف بياناً باسم اللجنة، أوضح فيه أن اللجنة نفذت "ما اتفقنا عليه مع الرئيس تمام
سلام ووزير التربية وممثلي عمداء الجامعة ورئيس رابطة الأساتذة المتفرغين والمكاتب
التربوية، فعلّقنا إضرابنا المفتوح وعدنا إلى صفوفنا وطلابنا، فسلّمنا أسئلةَ
الامتحانات وشاركنَا في مراقبة الامتحانات وفي إجرائها ولكننا بحسب الاتفاق لن نصحح
المسابقات ولن نصدر النتائج إلى حين إقرار ملف التفرّغ في أول جلسة لمجلس الوزراء،
وغدًا (اليوم) هي أول جلسة فلعلّ ملف التفرّغ يبصر النور".
ورفض "أساتذة متعاقدون في الجامعة"، بدعة التعاقد الوظيفي الذي أرهق الجامعة
الوطنية، ورأى "أن غياب المعايير القانونية، الأكاديمية والعلمية واعتماد
الاستنسابية والكيدية في اختيار الأسماء المرشحة للتفرغ أو استبعادها أدخل الأسماء
المطروحة للتفرغ في بورصة المذاهب والأحزاب". وطالبوا بعدم استثناء أي أستاذ يستوفي
الشروط القانونية، الأكاديمية والعلمية للتفرغ مهما كان اختصاصه وإلى أي كلية انتمى،
وأياً كان انتماؤه السياسي أو الديني".
واعتبرت لجنة التنسيق المركزية للأساتذة المتعاقدين في الجامعة في "تيار المستقبل"
"أن قطاع التربية والتعليم في التيار يعتبر بت موضوع تفرغ الأساتذة المتعاقدين من
الأولويات ومطلبا مُحقا ولا يحتمل التأجيل أو التأخير". وطالبت مجلس الوزراء بإقرار
ملفي التفرغ والعمداء معاً في الجلسة التي ستُعقد اليوم.
وشدد المكتب التربوي المركزي لحركة "أمل" على ضرورة إنهاء الوضع القائم في الجامعة
وتشكيل مجلس الجامعة المغيب منذ العام 2004 بتعيين عمداء أصيلين وإعادة الصلاحية
لهذا المجلس.
أطلقت «الجامعة اللبنانية الدولية» 2470 متخرجاً في الدفعة العاشرة من فروعها
السبعة المنتشرة على مساحة الوطن، من الجنوب إلى الشمال، للعام الجامعي 2014، على
أن يتم اليوم إطلاق نحو 1500 طالب من فرعي الخيارة والرياق في البقاعين الغربي
والأوسط.
ضاقت قاعة «معرض البيال» بالمتخرجين وذويهم، تجمهر الأهل (معظمهم وقوفا) لرؤية
أولادهم وهم يتسلمون الشهادات بثوب التخرج. سعت أم أحمد جاهدة لأخذ صورة لابنها
بهاتفها النقال، من دون جدوى، جلست على مضض، بعدما فاتها التقاط اللحظة التي
انتظرتها ثلاث سنوات، ليطمئنها والد أحد الطلاب أن بإمكانها الحصول على الصورة من
الجامعة.
يشعر رئيس الجامعة عبد الرحيم مراد بثقل اللحظة، ويعد بأن يكون تخرج العام المقبل
في مكان أكثر اتساعا.
لا تريد مهى التفكير بشيء آخر، تنتظر تسلم شهادتها، «سأتابع دراستي، ولا أهتم
بالعمل حالياً، الإجازة هذه الأيام غير كافية، المطلوب تخصصات عالية، وأيضا اختصاص
مزدوج، هذا ما يطلبه سوق العمل من متخرجي إدارة الأعمال».
أما مروة فلا يشغل بالها سوى تأمين المال لفتح صيدلية خاصة بها، بعدما أنهت دراستها،
وتدريبها في صيدليتين من كبرى الصيدليات وتمكنت من إثبات مقدرتها، «أفكر في تأمين
قرض مصرفي باسم والدي، على أن أباشر بعد عملي في تسديده، كون والدي المعلم، لا
يستطيع تحمل أي ديون عليه، فراتبه بالكاد يكفي». وهمّ تأمين رصيد مالي للبدء بأعمال
صغيرة يشغل أيضا بال عدد من زملائها المتخرجين، كحال خالد الذي يريد فتح مشغل خاص
به بتصليح أجهزة الكومبيوتر «فرص العمل قليلة، والراتب لا يكفي».
وتؤكد طليعة الدفعة صوفيا عيتاوي، أن كل من تخرج وسوف يتخرج غدا ينبغي أن يكون في
خدمة البلد.
لا يخشى مراد على مستقبل المتخرجين، «بهم يتحقق الاستقرار الاجتماعي، الذي نشهد
مظاهر قلقه، بسبب الضائقة الاقتصادية والاختناق المعيشي، وعدم إنصاف أصحاب الحقوق
في القطاعين الرسمي والخاص»، معتبراً ان عدم تحقيق ذلك يهدد ما تم إنجازه في إطار
الأمن الاجتماعي». ويرى أن الدولة ليست عاجزة عن إقرار سلسلة الرتب والرواتب، ما
دامت قادرة على ربطها بحزمة الإصلاحات، مع ما تبشر به الثروة النفطية والغازية من
موارد مالية موعودة، يمكن أن تصل بنا إلى وضع اقتصادي مريح، وأن تسهم في الاستقرار
الاجتماعي.
حضر حفل التخرج قبلان قبلان ممثلا رئيس مجلس النواب نبيه بري، الرئيس حسين الحسيني،
والنواب: قاسم هاشم وعمار الموسوي، وعبد اللطيف الزين.
احتفلت "جامعة بيروت العربية" في طرابلس أمس، بتخريج الدفعة الأولى من طلابها بعد
أربع سنوات من افتتاحها، بحضور المشرف العام على "جمعية العزم والسعادة" الدكتور
عبد الإله ميقاتي، ممثلاً الرئيس نجيب ميقاتي، والنواب سمير الجسر، خالد الضاهر،
خالد زهرمان، وشخصيات سياسية وفاعليات اجتماعية وتربوية، وأهالي الخريجين.
وعمت الاحتفال أجواء من التفاؤل لدى المشاركين بقدرة الجامعة على سد الفراغ
الأكاديمي في المدينة، وتعويض أبنائها عناء التوجه إلى جامعات بيروت، خصوصاً بعد
إضافة العديد من الفروع وإجراء توسيعات في حرمها، وكان آخرها مبنى كلية الهندسة
الذي افتتحه ميقاتي خلال الشهر الحالي.
ونجحت الجامعة خلال السنوات الماضية في تثبيت حضورها واستقطاب الطلاب من مختلف
أقضية الشمال، وهو ما أضاف إلى المدينة صرحاً تربوياً هاماً، يحتاج إلى المزيد من
الدعم والمؤازرة بما يمكنه من لعب الدور المنوط به، وهو ما كان أشار إليه رئيس
الجامعة عمرو جلال العدوي خلال افتتاحه مع ميقاتي مبنى كلية الهندسة، حيث طالب
المتمولين في المدينة بتقديم الدعم اللازم لاستمرار العمل وتقديم الافضل.
في الحفل، تحدثت الطالبة ماريا المرعبي باسم المتخرجين، وألقى العدوي كلمة أكد فيها
أن "الجامعة وضعت في أولويات إستراتيجيتها تحقيق التميز في أداء العملية التعليمية
والبحثية من خلال منظومة برامجها وغنى مكنوناتها العلمية والبشرية. وقد أثمرت الخطط
الموضوعة لتنفيذ هذه الأولويات حصول بعض كليات الجامعة على الاعتماد الدولي
لبرامجها من هيئات علمية ودولية مرموقة وتخطو باقي الكليات خطوات متقدمة على هذا
المسار" .
وتوجه النائب سمير الجسر إلى الطلاب قائلا: "عليكم بالذات كطليعة شابة مثقفة متعلمة
تَمْلك همةَ الشباب وطموحه، أن تعملوا جادين على استعادة دور طرابلس الحضاري
والعلمي والثقافي والتراحمي، وأن لا ندع الأمر يتكرر".
وفي الختام جرى توزيع الشهادات على المتخرجين.
- اعلن وزير التربية الياس بو صعب انه "توافق مع وزير المالية علي حسن خليل على آلية لدفع حقوق جميع المتعاقدين في التعليم الرسمي عن الفصل الثاني خلال الأيام القليلة القادمة". واوضح انه "تم أيضاً تأمين مساهمات الدولة المتعلقة بصناديق المدارس الدفعة الثانية على ان يتم تحويلها خلال الأيام القليلة القادمة".
- نظمت "الرابطة المارونية" لقاء حواريا مع رئيس "الجامعة اللبنانية" عدنان السيد
حسين حول "شؤون الجامعة اللبنانية وشجونها في ظل المواطنة"، في قاعة ريمون روفايل
في مقر الرابطة – بيروت.
- حدد عميد كلية العلوم الاقتصادية، وإدارة الأعمال الدكتور غسان الشلوق موعد إجراء
مباراة الدخول الى الكلية للسنة أولى إجازة (علوم اقتصادية وإدارة أعمال فرنسي/انكليزي)
للعام الجامعي 2014 - 2015 يوم الاحد في 10 آب المقبل. يبدأ الامتحان الساعة
الثامنة والنصف صباحا، وتقبل طلبات الاشتراك لهذه المباراة بين 30 حزيران و31 تموز
ضمنا. وتقدم الطلبات على الموقع الالكتروني lb.edu.ul@ecogestion ويستكمل التسجيل
في الفرع الذي اختاره المرشح بين فروع الكلية الستة (الحدث، الاشرفية، طرابلس،
عاليه، النبطية، راشيا).
- تم توقيع اتفاقية تعاون بين "الجامعة الإسلامية في لبنان" ممثلة بعميد كلية
الدراسات الإسلامية في الجامعة الدكتور الشيخ محمد شقير و"جمعية المبرات الخيرية
الإسلامية" ممثلة بمدير "معهد اقرأ" للعلوم الإسلامية الدكتور وليد حمود. وتشتمل
الاتفاقية على تقديم حسومات للموفدين من المعهد والتعاون في المجالات العلمية
والبحثية وتبادل الخبرات.
- نظمت كلية التربية في جامعة الجنان بالتعاون مع "رابطة الطلاب المسلمين"، ورشة
عمل مكثفة تحت عنوان: "رحلة البحث عن وظيفة".
- تفقد المدير العام لوزارة التعليم المهني والتقني احمد دياب، مركز امتحانات
التعليم المهني والتقني الرسمية في معهد شحيم الفني، في حضور النائب محمد الحجار،
رئيس اتحاد بلديات اقليم الخروب الشمالي الرائد المتقاعد محمد بهيج منصور، رئيس
دائرة التعليم المهني والتقني في جبل لبنان فوزي فواز.
...............................جريدة الأخبار................................
«أخي، جاوز الظالمون المدى»، بهذا الشطر من قصيدة الشاعر المصري علي محمود طه يختصر الموظف في وزارة الزراعة د. علي برّو سبعة أيام من الإضراب عن الطعام. المهندس الزراعي الذي بدأ اعتصامه بالمطالبة بحقوقه كموظف في القطاع العام، بات اليوم يطالب بأبسط حقوقه كمواطن لبناني. وهنا المطالب كثيرة، ليس أقلها الخيمة المنتظرة في درب تحرك يبدو أنّه سيكون طويلاً. برو في صحة جيدة حتى الآن، وقد عانى أول من أمس من هبوط في ضغط الدم، ما لبث أن عالجه بتناول أمصال مع المياه.
أمس، انضمّ موظفو الإدارة العامة إلى برّو في مكان اعتصامه في ساحة رياض الصلح في وقفة تضامنية، وجّه فيها رئيس رابطة الموظفين محمود حيدر عبر وسائل الإعلام رسالة إلى محافظ بيروت القاضي زياد شبيب، قائلاً له: «باسم كل الموظفين، وأنت واحد منهم، أخاطب ضميرك ومن موقع مسؤوليتك أن تأتي إلى هنا وتتضامن مع برّو الذي يخوض معركة كل الموظفين ومعركتك وتأتي إلينا بجواب بشأن تركيب خيمة تقيه حر الشمس ورطوبة الليل». وذكّر حيدر المحافظ بأنّه وعده بالتجاوب مع هذا المطلب عند السابعة من مساء اليوم الأول للإضراب، من دون أن يحصل شيء من هذا القبيل حتى الآن. وقال: «لم نأت لنتضامن مع برو، بل مع أنفسنا، فهو واحد منا وتحركه جزء من تحرك هيئة التنسيق النقابية، لكنه آثر أن يأخذ على عاتقه إطلاق الصرخة المدوية باسم كل الموظفين الإداريين المغبونين برواتبهم، وخصوصاً أن راتبه التقاعدي بعد 11 شهراً لن يتجاوز 500 دولار أميركي، في حين يبلغ إيجار منزله 350 دولاراً أميركياً».
المهندسة مي مزهر، زميلة برو في وزارة الزراعة، كانت حاضرة لتحيي صبره وثباته
وإصراره على الدفاع عن حقوقه وقناعاته في وجه الظلم.
وعلى بعد ثلاثة أيام من انتهاء استحقاق الامتحانات الرسمية والدخول في تحرك مقاطعة
التصحيح، احتكمت هيئة التنسيق أمس إلى الأهالي والطلاب، فوجهت إليهم نداء قالت فيه:
«تعلمون أننا لم نكن لنقاطع التصحيح إلا بعدما سدت بوجهنا كل السبل، اتفقنا معهم
أكثر من مرة، وكنا في كل مرة ننفذ الاتفاقات ونصحح المسابقات وهم لا ينفذون. إننا
أصحاب حقوق، ومن حقكم على المسؤولين الذين انتخبتموهم أن يؤمنوا لكم الشهادة
الرسمية، فهم في الحكم وهم أصحاب القرار ويرفضون اتخاذه، ولا يكترثون. ليس لدينا
خيار إلا مواجهتهم معاً، فتعالوا كي نتوحد جميعاً ونحسم أمرنا وننهي هذه القضية
لمصلحتنا».
ستتشاور هيئة التنسيق، كما تقول، مع الأهالي والطلاب والهيئات المدنية بشأن تأليف
لجان متابعة، وتوسيع دائرة الضغط باتجاه المسؤولين من أجل إعطاء حق مليون لبناني في
لقمة عيشهم، وحق مئة ألف طالب وتلميذ في الحصول على شهاداتهم الرسمية.
وستعقد للغاية لقاءات مشتركة، عند العاشرة والنصف من قبل ظهر الخميس في 3 تموز
المقبل في مدارس بيروت والمحافظات، وفق الآتي:
الشمال: ثانوية سابا زريق الرسمية. بيروت وبعبدا والمتن: ثانوية عمر فروخ الرسمية
ــ الكولا. جبل لبنان: كسروان وجبيل (ثانوية جبيل الرسمية)، الشوف وعاليه (ثانوية
مارون عبود الرسمية). البقاع: بعلبك (دار المعلمين)، زحلة (ثانوية حوش الأمراء).
الجنوب: صيدا (ثانوية صيدا الرسمية للبنات)، النبطية (ثانوية الصبّاح الرسمية) وصور
(ثانوية صور المختلطة).
وفي النداء، ترى الهيئة أن من خرّب ويخرب الاقتصاد الوطني هي السياسات القائمة على:
ـــــ مشروع تصفية ما تبقى من دولة الرعاية الاجتماعية وإلغاء نظام الوظيفة العامة
وإحلال مشروع التعاقد الوظيفي وضرب حقوق الموظفين الداخلين في الملاك وحرمان
المتعاقدين والأجراء مع غيرهم من دخول الملاك.
ــــ رفض المسؤولين تمويل السلسلة من مزاريب الهدر والفساد والسرقات والتهريب، ومن
مغتصبي الأملاك البحرية والنهرية والريوع المصرفية والعقارية، ومحاولة تمويلها على
حساب الفقراء.
ــــ خفض الرواتب والأجور في القطاعين الرسمي والخاص عن سابق تصور وتصميم، لدفع
المتخرجين الشباب والكفاءات العلمية للهجرة إلى الخارج بدلاً من المحافظة عليهم
وإبقائهم في الوطن.
ـــــ سياسة التمييز بين القطاعات بتصحيح رواتب القضاة وأساتذة الجامعة اللبنانية
بنسبة 121% على أساس نسبة التضخم المتراكمة منذ 18 سنة وحرمان بقية الموظفين من هذا
الحق.
ــــ خرق المبدأ القائل «لا عمل دون أجر» من خلال إلغاء الحق المكتسب لأساتذة
التعليم الثانوي 10.5 درجات لقاء الزيادة في ساعات عملهم وفرض زيادة دوام العمل على
الموظف الإداري من دون مقابل.
ــــ رفع الحد الأدنى للأجور في القطاع الخاص وعدم رفعه في القطاع العام، جعل راتب
المعلم قانوناً (640 ألف ل.ل.) أقل من الحد الأدنى للأجور (675 ألف ل.ل.) كذلك رفع
الأسعار والأقساط بسلسلة ومن دون سلسلة، بينما المعلمون في المدارس الخاصة لم
يقبضوا غلاء المعيشة.
فاتن الحاج
يتأبط وزير التربية الياس بو صعب، اليوم، ملفي العمداء والمرشحين للتفرغ في الجامعة اللبنانية، ويدخل مجلس الوزراء. يقول لـ «الأخبار» إنّ الملفين سيطرحان من خارج جدول أعمال الجلسة المقررة، عند الحادية عشرة والنصف صباحاً. الوزير، على الأقل، يبدو متفائلاً بإنجاز قضيتين طال انتظارهما، مراهناً في ذلك على التفاهم ـ التسوية، الذي حصل، في مكتبه، ليل 12 حزيران الجاري، وعاد المتعاقدون بموجبه عن مقاطعة وضع الأسئلة للامتحانات الجامعية.
يومها، أتاح وزير التربية للمتعاقدين الحاضرين سماع صوت رئيس الحكومة تمام سلام وهو يعدهم بطرح ملف تفرغهم وتعيين عمداء أصيلين للجامعة في أول جلسة لمجلس الوزراء، لكن نسأل بو صعب عن كلام سابق لرئيس الحكومة يقول فيه إنّه لن يطرح ملفات الجامعة اللبنانية من خارج جدول الأعمال؟ لا يعلق الوزير على السؤال، ويكتفي بالقول: «فلننتظر يوم غد (اليوم) ونحكم بعد ذلك على النتائج، علماً بأن الجو كان إيجابياً في المرة الأخيرة التي ذهبت فيها إلى قصر بعبدا». وكان بو صعب قد عقد جلسة مطوّلة مع رئيس الحكومة، جرى خلالها الاتفاق على كل التفاصيل. حصل ذلك بعد مشادة إعلامية بين الرئيس والوزير بشأن المسؤول عن تطيير الملفين في جلسة الجمعة في 23 أيار الماضي.
أمس،
بدا هذا الجو الإيجابي منسحباً أيضاً على كل القوى الجامعية، التي أكدت توافقها على
عدم عرقلة ملفين «باتا جاهزين ومكتملين»، لكن تبقى الكلمة للمفاجآت وربع الساعة
الأخير.
أما المتعاقدون، فقد جددوا في مؤتمر صحافي عقدوه أمس في مقر الإدارة المركزية
للجامعة «التزامنا مندرجات الاتفاق، فقد قمنا بما علينا، آملين أن تقوم الأطراف
المعنية بما عليها لتقديم الأفضل إلى الجامعة وتطوّرها، وذلك عبر الإسراع غدًا
الخميس (اليوم) في إقرار ملف التفرغ لإنهاء مأساة مئات العائلات، ورفع الغبن عن
الأساتذة، فقد انتهى زمن السخرة والعمل، مقابل بدل مالي مؤجل لسنتين».
وذكر المتعاقدون بأن «العدد الكبير من الأساتذة الذين يحالون على التقاعد سنويا،
يزيد من نزف الأدمغة من الجامعة، حتى باتت نسبة المتفرغين 20 بالمئة، وتقابلها نسبة
80 بالمئة من المتعاقدين في مخالفة واضحة للقوانين الجامعية، التي لا تسمح بأكثر من
نسبة 20 بالمئة كحدّ أقصى
للتعاقد».
وقالوا إنهم لم يعودوا مؤمنين بالنيات بل بالأفعال، لكنهم يراهنون على المسؤولين في
وضع نهاية سعيدة لبرنامج متسلسل من التحركات على أرصفة الشوارع وفي الساحات العامة.
مستحقات متعاقدي «الرسمي» خلال أيام
ينتظر أن يقبض متعاقدو التعليم الثانوي والأساسي الرسمي مستحقاتهم عن الفصل الثاني من العام الدراسي الحالي (كانون الثاني، شباط وآذار) خلال أيام معدودة، بعدما حلت وزارة المال مسألة الاعتمادات التي تبلغ 28 مليار ليرة لبنانية. يذكر أن القبض سيكون وفق أجرة الساعة القديمة، إذ إنّ قضية رفع الأجرة بنسبة غلاء المعيشة منذ بداية العام الدراسي 2013 ــ 2014 لا تزال بين أخذ ورد، علماً بأنّ هناك موافقة مسبقة لمجلس الوزراء على ذلك، لكن يبدو أنّها لم تكن معممة.
...............................جريدة النهار................................
بالرغم من الأوضاع غير المستقرة التي يعيشها لبنان، تواصل هيئة التنسيق النقابية
تحركها، لكن هذه المرة بطريقة جديدة، ترتكز على مد الجسور مع التلامذة وأهاليهم
لإشراكهم في التحرك، بالتوازي مع مقاطعة أسس التصحيح والتصحيح، الى الإضرابات
والاعتصامات وشل القطاع العام.
وتعقد هيئة التنسيق اليوم لقاءات مع الأهالي في عدد من الثانويات موزعة على
المحافظات، فيما تنطلق في 1 و2 تموز بإضراب يشل القطاع العام. وهي ورقة ضغط جديدة
ستمارسها هيئة التنسيق النقابية مع التحركات والاعتصامات لتحقيق المطالب واقرار
سلسلة الرتب والرواتب، وتهدف الى وضع تلامذة الشهادت الرسمية واهاليهم أمام
مسؤولياتهم للضغط من اجل اقرار السلسلة كمدخل للعودة عن مقاطعة وضع اسس التصحيح
والتصحيح، خصوصا وان اكثر من مئة الف تلميذ ينتظرون شهاداتهم، مع انتهاء امتحانات
الشهادة الثانوية غداً.
وبينما لم تلق التنازلات التي قدمتها الهيئة معاملة بالمثل عند المسؤولين المعنيين
بموضوع السلسلة، عندما قررت المشاركة في الامتحانات، وذلك بعد تعذر انعقاد جلسات
مجلس النواب بسبب عدم تأمين النصاب، وعدم تعيين رئيس مجلس النواب نبيه بري جلسة
جديدة لاقرار السلسلة، قررت هيئة التنسيق اتخاذ منحى تصاعدي مغاير وفق رئيس رابطة
أساتذة الثانوي حنا غريب الذي قال لـ"المركزية" أمس، أنه "تجلّى بدعوة تلامذة
الشهادات الرسمية وأهاليهم الى لقاءات مشتركة مع الاساتذة والمعلمين في المدارس
الرسمية والخاصة في ثانويات لبنان كافة في 3 تموز المقبل بهدف انشاء لجان متابعة
للضغط على المسؤولين والنواب لتنفيذ المطالب، والعمل على توعية الجميع والسعي الى
التقارب في وجهات النظر حول القضايا الحقيقية المباشرة، رفضا لسياسة التمييز بين
القطاعات".
اضاف غريب: هناك أزمة امنية ومعيشية وسياسية تنعكس سلباً على المستويات كافة، وما
نفعله هو اننا نواجه مشروع تصفية دولة الرعاية الاجتماعية والغاء نظام الوظيفة
العامة واحلال مشروع التعاقد الوظيفي على حساب موظفي الملاك ورواتبهم وأجورهم وعلى
حساب المتعاقدين، لذلك نرفع الصوت عالياً من اجل تحقيق الاصلاح".
واشار غريب الى ان ضرب هيئة التنسيق التي وحّدت الجميع هي سياسة "داعشية" خدمة
للتطرف المذهبي والطائفي، لافتاً الى ان القضية لم تعد سلسلة فقط بل انقاذ وطن".
واستنكر غريب سكوت الاحزاب والكتل السياسية عما يحصل، كاشفاً عن خطة تصعيدية سيشارك
فيها الجميع، لنقول "اننا امتثلنا للشروط في وقت ضاعت حقوقنا، وضاع الصوت المحق
مقابل لامبالاة المسؤولين".
الى ذلك، زار عدد من أعضاء هيئة التنسيق النقابية، ساحة رياض الصلح للتضامن مع عضو
الهيئة الدكتور علي برو المضرب عن الطعام منذ أسبوع، وتحدث رئيس رابطة موظفي
الادارة العامة محمود حيدر، مؤكدا أن "الهيئة عبرت عن الوحدة الوطنية وحملت لواءها
ولواء الامن والاستقرار، وما المطالبة بإقرار سلسلة الرتب والرواتب إلا جزء منها،
وهي لكل موظفي القطاع العام وأسلاكه العسكرية والمدنية، وإقرارها يؤدي الى تعزيز
وضع الناس وأمنهم واستقرارهم".
وطالب النواب "بأن يتحملوا مسؤولياتهم في هذه الظروف التي تمر فيها المنطقة ولبنان،
وان يكونوا على قدر مسؤولياتهم ويعملوا لمزيد من التلاقي والحوار وانتخاب رئيس
للجمهورية، وعدم أخذ البلاد الى الفراغ".
ودعا رؤساء الكتل الى "إنهاء قضية السلسلة في جلسة سريعة وفق المذكرة التي سلمتها
الهيئة الى الرئيس نبيه بري، ووفق ما يؤمن حقوق كل القطاعات الوظيفية والعدالة
بينها وينصف الموظفين الاداريين ويرفع الظلم عنهم، من خلال مساواة رواتبهم بمن
يماثلهم فئة". كما طالب "بعدم زيادة الدوام التي تؤدي الى زيادة الاعباء على
الموظفين من دون أن تؤدي الى رفع الانتاجية".
ورفض حيدر "الضرائب على الفقراء، أو المس بالتقديمات الاجتماعية".
وأكد "استمرار الاضراب والتحرك وشل الادارة والامتناع عن التصحيح ما لم تقر السلسلة
من دون خفض او تقسيط، مع المفعول الرجعي والدرجات".
ينتظر الأساتذة
المتعاقدون في الجامعة اللبنانية، تطبيق الاتفاق مع وزير التربية الياس
بو صعب، الذي عادوا بموجبه الى وضع أسئلة الامتحانات والتوقف عن إعلان
النتائج، ريثما يقر ملف تفرغهم في أول جلسة لمجلس الوزراء بعد الاتفاق
على صيغة عمله وفق ما وعد به الوزير.
وعقدت لجنة الأساتذة المتعاقدين في الجامعة مؤتمراً صحافياً في الإدارة
المركزية في المتحف أمس، وتلا الدكتور رأفت طراف بياناً باسم اللجنة
قال فيه: جئنا نؤكدُ التزامَنا قضايا الجامعةِ ورفعِ شأنِها ومتابعة
ملفاتِها ورعايةِ طلابِها، وقد نفّذنا ما اتفقنا عليه مع الرئيس تمام
سلام ووزير التربية وممثلي عمداء الجامعة ورئيس رابطة الأساتذة
المتفرغين والمكاتب التربوية كافة، فعلّقنا اضرابَنا المفتوح وعدنا إلى
صفوفنا وطلابنا، فسلّمنا أسئلةَ الامتحاناتِ وشاركنَا في مراقبةِ
الامتحاناتِ. ولكننا، وفق اتفاقنا، لن نصحح المسابقات ولن نصدر النتائج
إلى حين إقرار ملف التفرّغ في أول جلسة لمجلس الوزراء، وغداً (اليوم)
هي أول جلسة فلعلّ ملف التفرّغ يبصرُ النورَ".
أضاف: إننا كلجنة للأساتذة المتعاقدين نجدّد التزامنا مندرجاتِ الاتفاق
بين الأطرافِ المذكورةِ فقمنا بما علينا، آملين في أن تقوم الأطراف
المعنية بما عليها لتقديم الأفضل للجامعة وتطوّرها، وذلك عبر التعجيل
بإقرار ملف التفرغ في جلسة مجلس الوزراء لدعم جامعة الوطن ولإنهاء
مأساة مئات العائلات، ورفع الغبن عن الأساتذة. لقد انتظرنا من العام
2008 جلسة (اليوم) لوضع حدّ للحلقة المفرغة التي تدور فيها الجامعة من
حيث العدد الكبير من الزملاء الذين يحالون على التقاعد سنويا، فيما
التفرغ مفقود، ما يزيد من نزف الأدمغة من الجامعة حتى باتت نسبة
المتفرغين 20 في المئة ويقابلها نسبة80 في المئة من المتعاقدين في
مخالفة واضحة للقوانين الجامعية التي لا تسمح بأكثر من نسبة 20 في
المئة حدّاً أقصى للتعاقد حرصُا على مصلحة الطلاب ورفعًا للمستوى
الأكاديمي التعليمي.
تابع: من هنا ندعو مجلس الوزراء إلى التعامل في جلسته بحكمة مع ملفات
الجامعة ضنًّا بمصالح 75 ألف طالب ينتظرون نتائجهم بصبر لاستكمال مسيرة
حياتهم، وقد تعهّدت الحكومة بإقرار ملف التفرغ في أوّل جلسة مجلس وزراء،
ويأمل مئات المتعاقدين في أن يسمعوا أجراس التفرغ تقرع لمصلحة الجامعة
ولراحة المتعاقدين.
وختم بالقول، إنّ الأساتذة المتعاقدين وقد ذاقوا الأمرّين منذ العام
2008 لا يؤمنون بالنيات بل بالأفعال، وهذا ما شهدوا له في الاجتماع مع
الوزير بوصعب، إلا أن اصرار الوزير على أحقّية الملف وعلى الاتفاق
السياسي والأكاديمي حوله دفعَ المتعاقدين إلى إفساح المجال للمعنيين
لمتابعة الموضوع والسهر على تذليل ما تبقّى من إشكاليات. ولكن ما يطرح
نفسه اليوم: هل من قرار كبير غداً (اليوم) لملف التفرغ؟ إن الشكر
لموصولٌ إذا تمكن مجلس الوزراء من إقرار ملف التفرغ لوضع النهاية
السعيدة لبرنامج متسلسل من الوقوف لدكاترة مثقفين على أرصفة الشوارع
وفي الساحات العامة، ولولا نضالهم وتعبهم لما كان ملف التفرغ وصل إلى
مراحله الأخيرة تأكيدا على العمل الجماعي النقابي الاكاديمي.
عقدت لجنة التنسيق المركزية للأساتذة
المتعاقدين في الجامعة اللبنانية في "تيار المستقبل"، اجتماعاً، ناقشت
خلاله المرحلة التي وصل اليها ملف التفرّغ، لا سيما بنود الاتفاق مع
لجنة الاساتذة المتعاقدين الذي دعمه رئيس مجلس الوزراء تمام سلام ورعاه
وزير التربية والتعليم العالي الياس بوصعب ورابطة الأساتذة المتفرغين
والعمداء والمكاتب التربوية للاحزاب.
وخلصت اللجنة الى التنويه بالاتفاق، داعية كل الاطراف الى "الالتزام
بكل مندرجاته"، وحيت "نضالات الاساتذة المتعاقدين، الذين لولاهم لما
وصل ملف التفرغ الى هذه المرحلة المتقدمة، وهو على قاب قوسين أو أدنى
من عرضه على مجلس الوزراء تمهيداً لاقراره"، وشكرت "الدعم الذي قدم من
كل المعنيين بهذا الملف، لا سيما رئيس مجلس الوزراء ووزير التربية
ورئيس الجامعة اللبنانية ورابطة الاساتذة المتفرغين والمكاتب التربوية
للاحزاب".
ولفتت الى أن "قطاع التربية والتعليم في "المستقبل" يعتبر أن بت موضوع
تفرغ الأساتذة المتعاقدين هو من الأولويات ومطلب محق ولا يحتمل التأجيل
أو التأخير"، مطالبة مجلس الوزراء بـ"اقرار ملفي التفرغ والعمداء معاً
في الجلسة التي ستعقد اليوم، خصوصا وأن البلد والمنطقة يعيشان ظروفاً
أمنية واقتصادية صعبة، وان إقرار ملف تفرغ الأساتذة المتعاقدين يساهم
باستقرار هؤلاء الاساتذة في بلدهم ولا يدفعهم الى الهجرة التي باتت
تسيطر على تفكير العديد منهم".
ودعت اللجنة الى "تلبية دعوة لجنة المتابعة للاساتذة المتعاقدين في
الجامعة لأوسع مشاركة للتجمع اليوم في ساحة رياض الصلح العاشرة قبل
الظهر، دعماً لتوجه وزير التربية بضرورة اقرار ملفي الجامعة، وحرصاً
منا على إبقاء تحركنا حياً في ذاكرة المسؤولين وصولاً الى الاقرار في
جلسة مجلس الوزراء".
عقد المجلس التربوي في
حزب "الكتائب" اجتماعاً استثنائياً للتداول بأمور الجامعة اللبنانية.
ورأى في بيان أن "تعامل البعض، من أهل الجامعة، بقضاياها ومشكلاتها
الحقيقية يتم أحياناً بشيء من الاستخفاف وعدم المسؤولية، وتفرد نتج منه
تهميش لجزء كبير من مكونات الجامعة، وأدى إلى ابتعادها عن المشاركة في
تكوين القرارات، إلى تفرد واستنسابية في تطبيق القوانين".
واعتبر أن "تعدد أسلوب التعامل مع الفروع من نواح مختلفة نتج منه خلل
واضح وفوارق في ما بينها، إن من ناحية الأبنية والتجهيزات، أو من ناحية
الاهتمام الأكاديمي والتنموي".
وأشار إلى أن "قوانين وتوصيات كثيرة صدرت عن العمداء أو رئاسة الجامعة
في أعوام سابقة لم تلاحق وبقيت حبراً على ورق، وخصوصا ما يتعلق
بـ"المجمعات الجامعية" لفروع المناطق كلها، ولا سيما المجمع الجامعي -
بيار الجميل- في الفنار ومجمع جبيل".
أضاف البيان: "نريد الجامعة الوطنية أن تكون دائماً خاضعة لمبدأ العلم
والمعرفة محررة من معظم القيود، خصوصا الحزبية والفئوية والمذهبية. من
هنا، ونحن على أبواب تعيينات العمداء، نرجو أن يأخذ المعنيون كلهم من
داخل الجامعة أو من خارجها أن اختيار أي عميد يجب أن يكون وفق الآلية
التي ينص عليها القانون 66 وعلى أساس أكاديمي لا سياسي. وفي كل طائفة
هناك كفاءات وقدرات ودكاترة قادرة على تحمل هذه المسؤولية".
وطالب المجتمعون بـ"وضع قانون جديد للجامعة اللبنانية ليصبح أكثر قدرة
على سرعة العمل بمفهوم الجامعة التي تغيرت من الستينات حتى اليوم، لأن
الفروع التي تتكون منها الكليات في حاجة إلى تشريع يراعي التنوع
والتعددية ضمن الوحدة، ويساهم في الإنماء المتوازن ويخلق مجتمعاً حاضناً
للمجمعات الجامعية في كل المحافظات".
وأشاروا إلى "ضرورة أن تتحول كل وحدة جامعية إلى ورشة عمل تدرس أسباب
الخلل والمعوقات التي أدت أحيانًا إلى بطء في النمو المرتجى لتعود
الجامعة إلى ساحة المشاركة بالارتقاء بالمجتمع والوطن".
نظمت الرابطة المارونية لقاء حواريًا مع
رئيس الجامعة اللبنانية عدنان السيد حسين عن "شؤون الجامعة اللبنانية
وشجونها في ظل المواطنة"، في مقر الرابطة، بيروت.
وسأل السيد حسين: "ألا يحق للجامعة اللبنانية أن تفرغ أساتذتها سنويًا
كما جاء في قانون تنظيمها؟ وهل الجامعة تخالف القانون أم الحكومات
المتعاقبة؟"
واستعرض بالأرقام عدد الأساتذة المتفرغين في الجامعة والذين "يتناقصون
مع بلوغهم التقاعد، وعدد الأساتذة المتعاقدين بموجب عقود المصالحة،
يفوق عدد المتفرغين بأضعاف، ما يعني أن نسبة الملاك والتفرغ أقل من 25
في المئة من عدد الأساتذة الإجمالي، وهذا مخالف للقانون بفعل الحكومات
اللبنانية المتعاقبة وليس مجلس الجامعة"، متابعاً: "ممنوع على الجامعة
منذ 17 عاماً أن توظف إداريين وغيرهم".
وسأل: "لماذا تتقلص مساهمة الدولة في موازنة الجامعة، على الرغم من
ارتفاع المصاريف للإيجار والترميم والتدفئة، إضافة إلى مصادرة صلاحيات
مجلس الجامعة في تعيين الموظفين؟ ماذا يبقى من استقلالية الجامعة؟ كيف
يمكن للجامعة أن تسير من دون أساتذة جدد، ومن دون تعاقد ولو بالساعة مع
موظفين؟ إذا كان البعض يعتقد بتخصيص الجامعة اللبنانية فنقول له: لا.
جامعة الدولة يجري تخصيصها؟ كيف يكون ذلك؟".
إذا كان القول بأن عصرنا هو عصر الإعلام مبالغاً فيه، فاليوم ومع التطور التكنولوجي الذي أتى بالإنترنت فوسائل التواصل الإجتماعي فالترانسميديا، اصبح هذا القول وصفاً دقيقاً لواقعنا. واليوم، لم يتجاوز الإعلام وسائله التقليدية، من التلفزيون، السينما، الجريدة والراديو ليتعداها إلى الإنترنت عموماً ووسائل التواصل الإجتماعي خصوصاً فقط، بل ما فتئ يأتي بوسائل تواصل جديدة تجمع ما بين القديم والحديث.
من هنا، كانت ولادة مشروع (DIA SUD MED) الذي، كما يدل
اسمه، يهدف إلى تطوير صناعة السمعي والبصري في جنوب البحر
الأبيض المتوسط عبر دورات تدريبية ولقاءات مهنية، وهو ممول
من الإتحاد الأوروبي، في إطار برنامج "أورو ميد" السمعي
والبصري.
والواضح أن براعة الشباب اللبناني لا تقل عن نظرائه من
البلدان المجاورة بالرغم من الصعوبات التي يواجهها يومياً
ـ فقد شاركت جامعة الـ"ألبا" في بيروت في مشروع "أورو ميد"،
الذي ضم ثلاث مدارس متخصصة في حقل السمعي البصري، الفنون
والملتيميديا من جنوب البحر الأبيض المتوسط. فكانت، إلى
جانب "ألبا"، جامعتا "أسام" في تونس و"أساف" في مراكش.
وفي هذا المشروع، عملت هذه المدارس على تقديم معايير جديدة
ومتطورة لإدارة السمعي البصري للطلاب والمهنيين في المنطقة،
وقد أطلق على مدى ثلاث سنوات، فكان هذه السنة بنسخته
الثالثة.(..).
فتى طرابلسي في الحادية عشرة من عمره، كان مع والده، على متن مركب صغير في البحر، واذ به يسقط في الماء. انقطع نفسه وكاد ان يغرق لو لم يسارع "اهل الغطس" الى نجدته. بعدها دخل في حوار طويل مع ذاته، ليخرج من هذا الحوار باختراعات متعددة، كان اولها "اختراع بحري" يمنع الغرق، وهو عبارة عن خياشم اصطناعية. فكما السمك يتنفس عبر الخياشم، سيتمكن الانسان بعد اختراع "نيوتن طرابلس ايهاب سمير حلاب" من التنفس تحت الماء، عبر خياشم اصطناعية تحول الاوكسجين الذاتي بعد تفكيكه بآليات معينة الى اوكسجين غازي، من دون الحاجة الى جرة غطس وما شابه ذلك من عدة البحر والسباحة. لا بل أكثر من ذلك، يجزم حلاب بان اختراعه يحول الفرد انساناً بر-مائياً ويحميه من التسونامي!.
"لست مدّعيا"، يقول حلاب
لـ"النهار"، وانما "حادثة حصلت لي جعلتني افكر وبعد سنين
من التفكير والبحث والتجارب انجزت الاختراع الاول، واخذت
فيه براءة اختراع صادرة عن وزارة الاقتصاد الللبنانية
مصلحة حماية الملكية الفكرية".
لم تكن حادثة الغرق سوى المفتاح الذي عبره سيدخل حلاب عالم
الاختراع والمخترعين، فما ان انجز اختراعه الاول، وتأكد من
جديته ودقته بعد تجارب عديدة، حتى وضع امام الاصدقاء "حذاء
الكتروني"، اختراع الكتروني بيئي صحي، يمكنك من خلاله
السير مسافة 15 كيلو مترا بالساعة من دون تعب. تسهم في
التخفيف من زحمة السير وتكون صديقا للبيئة في الوقت عينه.
فللحذاء دواليب وفرامل، فكأنك تقود سيارة لكن من دون حاجة
لحجمها واضرارها البيئية والصحية والنفسية. اختراع رياضي
نال عليه ايهاب براءة اختراع من
وزارة الاقتصاد. وخلفية الاختراع، ايضا، حادثة حصلت مع
ايهاب شخصيا، يرويها لـ"النهار": "كنت عائدا الى المنزل
واضطررت الى السير على قدم يمسافة طويلة فشعرت بالتعب
وفكرت بطريقة تساعد في هذا المضمار، فكان الحذاء
الالكتروني".
ثالث الاختراعات التي حصل ايهاب على براءة اختراع فيها هو
"صندوق الاوكسجين"، كبديل من قوارير الاوكسجين الكبيرة
التي توضع في المستشفيات، حيث "بالامكان تحويل المياه
الموجودة في صندوق معين يمكن حمله على الظهر، الى اوكسجين
يمنح للمريض".
ليست الاختراعات الثلاثة هذه فقط هي كل ما في جعبة "نيوتن
طرابلس"، بل لدى ايهاب اكثر من 40 مشروع اختراع منها ما
انجز ومنها ما هو على طريق الانجاز، في مواضيع متعددة،
كالبحر والمطبخ والكمبيوتر والنقل، والمرض والزراعة
وعناوين اخرى اكثر اهمية. لكن كل ما ينقص حلاب هو التمويل
لهذه الاختراعات، فهو، وان كان في صدد مناقشة موضوع شراكة
معينة تؤمن له تسويق اختراعاته عالميا يقول: "وضعت تصميما
مع مستثمرين لتسويق تكنولوجيا الاختراعات الحديثة تحت اسم
"صنع في لبنان"، يحتاج اولا واخيرا الى الدولة اللبنانية
لتبنيه وحمايته وتأمين كل مسلتزماته ليستمر في ابداعاته
واختراعاته، وهو مصر كما اخبر "النهار"، على ان تكون
اختراعاته "صنع في لبنان" وان يسجل اختراعاته في وزاراته
المعنية، رغم عدم الاهتمام الرسمي او الخاص من اي احد حتى
الآن.
وحدها جمعية "مبدعون" الطرابلسية احتضنت حلاب وقدمت له ما
يمكنها من دعم معنوي وتحفيز على العمل والابداع وتشجيع على
عدم فقدان الامل بلبنان، واصرار على ان تكون الاختراعات
داخل لبنان ومن اجله.
ولا شك في ان حلاب يمثل نموذجا للشاب الطرابلسي المتقد
الفكر والعقل، والمختزن في دواخله ابداعات تكاد لا تعد ولا
تحصى، لكن جل ما ينقصه لفتة حكومية ودعم معنوي يكون حافزا
له لمزيد من النجاحات والابداعات.
بتوقيت بيروت