...............................جريدة السفير................................
أعلن ما أنجز في منتصف ليل الثلاثاء الماضي لم يكن إلا اتفاقاً على تمرير الامتحانات الرسمية. لا وعد بإقرار «سلسلة الرتب والرواتب» من أحد، إنما التزام حكومي نقابي مشترك بأن تبقى ورقة التصحيح جاهزة للضغط على جميع الكتل، علها تؤدي إلى إقرار «السلسلة» في النهاية. لا زمن محدداً لذلك، ومن كان يعتقد أن الاتفاق زاد التفاؤل اتضح له أنه مخطئ.. فالتشاؤم ما يزال سيد الموقف.
مع ذلك، ثمة بريق أمل بالنسبة لمن يعملون على إقرار «السلسلة». التمايز الواضح للنائبة بهية الحريري عن كتلة «المستقبل» هو مصدر التفاؤل. الحريري تؤيد إعطاء الأساتذة الدرجات الست بدون تحفظ. ويتردّد أنها تخطّت الرئيس نبيه بري في تأييدها لإعطاء هذه الدرجات، ففيما هو كان مستعداً للتفاوض بشأنها كانت هي متمسّكة بأحقيتها. زملاؤها في الكتلة يعذرونها على «حماستها»، التي تنطلق من كونها كانت معلمة في السابق، وهي حالياً رئيسة لجنة التربية النيابية. أما الحديث عن اتفاقات تقودها ويمكن أن تؤدي إلى انقلاب موقف «المستقبل»، فذلك يعتبرونه صعباً جداً، مذكرين أن قرار رفض «السلسلة» بدون تأمين التوازن المالي والاقتصادي، اتخذ بالإجماع في اجتماع الكتلة الأخير.
الخميس المقبل هو موعد الجلسة الأولى بعد الاتفاق. «المستقبل» ما يزال عند موقفه الداعي إلى الموازنة بين الإيرادات والنفقات. وعليه، يؤكد النائب أحمد فتفت أن الكتلة لا تمانع إعطاء الأساتذة الدرجات الست، شرط تأمين الإيرادات الكافية لتغطيتها. الشرط الثاني الذي يُصرّ عليه المستقبليون هو التوافق المسبق لأن الدخول إلى الجلسة سيعيد تكرار «الشعبوية والمزايدات» التي شهدتها جلسة 14 أيار الماضي، والتي بحسب عدد من أعضاء الكتلة، هي السبب الرئيس في تطيير الجلسة.
بعد فترة استيعابية، اطمأن فيها الجميع إلى أن التلاميذ بدأوا امتحاناتهم، أعيد أمس تحريك ملف التفاوض. وكان لافتاً في هذا السياق، زيارة النائب ابراهيم كنعان لرئيس مجلس النواب نبيه بري، حيث التقيا مطولاً بحضور الوزير علي حسن خليل. تردد أن ثمة أفكاراً جديدة طرحها كنعان، وتعتمد بشكل أساسي على تخفيض كلفة «السلسلة» والإبقاء على الدرجات الست للمعلمين وزيادات العسكر في آن.
هذه الأفكار وغيرها ستكون محور جلسات عديدة تعقدها الكتل الأسبوع المقبل. من المفيد بالنسبة لكنعان «أن نتفق أن الإيرادات هي مجموعة تقديرات، يمكن لأي هيئة أو جهة أن تقدرها، إلا أن المطلوب الاحتكام في النهاية إلى مرجعية التقدير التي تتحمل مسؤولية الجباية أي وزارة المالية».
بالنسبة للوزارة، فإن المجلس أقر 1352 ملياراً حتى الآن، وهذا المبلغ يمكن أن يرتفع إلى نحو 2000 مليار إذا ما زيدت تعرفة الكهرباء (نحو 350 ملياراً كمعدل وسطي) ورفعت الضريبة على القيمة المضافة على الكماليات إلى 15 بالمئة (150 ملياراً)، ورسوم المخالفات على الأملاك البحرية (65 ملياراً) والرسوم على المشروبات الروحية (60 ملياراً).. وإذا كانت كلفة «السلسلة» نحو 2100 مليار فإن اقتراح بري ما يزال على الطاولة ويقضي بتخفيض 5 إلى 10 بالمئة على مجمل كلفتها.
يكرر أصحاب هذا الرأي دائماً أن 850 ملياراً (كلفة غلاء المعيشة) من أصل كلفة «السلسلة» قد امتصها العجز، وبالتالي فالحديث عن عدم وجود توازن هو أمر يجافي الحقيقة التي تشير إلى أن العجز سيقلّ نحو 500 مليار، مع إقرار «السلسلة».
يرفض فتفت هذه المقاربة نهائياً. يقول إن ما يُسمّى وفراً هو في الواقع تغطية لعجز
سيزداد سريعاً بالتوازي مع زيادة الأجور وزيادة أعداد الموظفين.
وعليه، فإن التوازن الدقيق بين الإيرادات والواردات هو أفضل الحلول لإقرار
«السلسلة».
في مسألة الواردات لـ«المستقبل» أكثر من تحفظ. تعتبر الكتلة أن زيادة الضريبة على
القيمة المضافة نقطة واحدة هو أمر أكثر من ضروري، رافضة ما يُحكى عن أنها ضريبة غير
عادلة «فهي تطال الأغنياء أكثر من الفقراء».
الاعتراض المستقبلي الثاني يطال مسألة الأملاك البحرية إذ تصرّ على أن المطلوب فرض
غرامة على كل المخالفات إن كانت بحرية أو نهرية أو برية، علماً أن «8 آذار» تعتبر
أن هذا الشرط سقط أثناء المناقشات.
عند هذه الاختلافات ما تزال الأمور عالقة. وعلمت «السفير» أن كنعان سيسعى إلى
التواصل مع الكتل بشأنها، علماً أنه سيلتقي النائبة الحريري الاثنين المقبل، بعدما
سبق أن التقى النائب جمال الجراح أمس الأول. مَن يعوّل على الحريري لا يعول على
قدرتها على إقناع الكتلة، أو الرئيس فؤاد السنيورة، لتغيير رأيها، إنما ينطلق
أساساً من قدرتها على التواصل المباشر مع الرئيس سعد الحريري.
الغائب الأكبر عن هذه الجولة من المفاوضات كان النائب غازي يوسف، الذي قرر النأي بنفسه عن أي تسوية يتم الإعداد لها. وبصراحته المعهودة، يقول إنه يرفض الدخول في تسوية تؤدي إلى إقرار «سلسلة» ستنعكس سلباً على الاقتصاد والمالية. أكثر من ذلك، وخلافاً لرأي «المستقبل» العلني، فهو يرفض إعطاء الأساتذة الدرجات الست أو زيادة سلسلة العسكريين، لأنها ببساطة «غير محقة». بالنسبة له، فإن الحل الأمثل هو في استرجاع الحكومة للمشروع برمّته، وإعطاء الموظفين زيادة غلاء معيشة حصراً للأضرار الحتمية للمشروع.
«موظفو الإدارة العامة» مستمرون بالإضراب العام
أكّدت الهيئة الإدارية لـ«رابطة موظفي الإدارة العامة» استمرار الإضراب العام والشامل لغاية موعد جلسة مجلس النواب في 19 الجاري في كل الوزارات والإدارات العامة والمؤسسات العامة والبلديات «من اجل إقرار سلسلة عادلة ومتساوية لجهة منح زيادة 121 في المئة، ومن اجل إنصاف الموظف الإداري المغبون بحيث يكون راتبه لا يقل عن راتب أقرانه في القطاعات الأخرى، ورفضا لأي زيادة في دوام العمل».
وأعلنت «الرابطة»، خلال اجتماع استثنائي عقدته، أمس، لمناقشة المستجدات بشأن «السلسة»، عن برنامج تحرّكها للأسبوع المقبل أمام وزارتي العدل والاتصالات ومجلس الخدمة المدنيّة.
كما نفّذت «الرابطة»، أمس، اعتصاماً أمام وزارة الشؤون الاجتماعية، فتحدّث وسيم عجمي باسم موظفي وزارة الشؤون الاجتماعية وحمّل «الطبقة السياسية الحاكمة التي ترفض اقرار السلسلة، مسؤولية ما يجري لموظفي الادارة العامة»، داعيا الشعب الى «المحاسبة لا ان يكون مسالما جائعا وان يكون هذا الحساب يوم الانتخاب».
بدوره، أكّد رئيس «الرابطة» محمود حيدر أنّ «موظفي الادارة العامة لن يسمحوا بان تمر سلسلة رتب ورواتب على حسابهم ومن دون انصافهم ومن دون مساواة رواتبهم مع رواتب باقي القطاعات الوظيفية». وإذ حذر من «فرض الضرائب على الفقراء وذوي الدخل المحدود»، أكّد حيدر «رفضه لبند زيادة ساعات العمل في الادارات الرسمية من دون مقابل»، مشددا على انه «لن يرضى بأن يمر هذا الامر وأنه ستجري مواجهته بكل الوسائل مهما كلف الثمن».
ايلي الفرزلي
مرّ اليوم الأول من امتحانات الشهادة المتوسطة مريحاً على نحو ستين ألف تلميذ، لجهة
نوعية الأسئلة التي وصفت بالسهلة نسبياً، وغير المعقدة، ومن ضمن المنهاج، ما أعطى
التلامذة تفاؤلا بالأيام المقبلة من الامتحانات، خصوصا أن «قطوع» مادة الرياضيات
سلك طريقه، مستبشرين خيراً، حتى لو جاء سؤال الـ«جيومتري» فيه بعض الصعوبة، ما
أنساهم الضغط النفسي الذي عاشوه، قبل التسوية التي جرت بين وزير التربية والتعليم
العالي الياس بو صعب و«هيئة التنسيق النقابية»،
لجهة إجراء الامتحانات، والمراقبة، وتعليق إصدار النتائج إلى حين إقرار سلسلة الرتب
والرواتب.
حالات الغش كانت محدودة، خصوصاً أن أعمار المتقدمين للامتحانات صغيرة، وتشارك للمرة
الأولى، في حين أن ما تم الكشف عليه من جانب وزير التربية عن ضبط حالة غش واحدة في
احد مراكز بيروت (تقديم تلميذ عن آخر، بعد تزوير إخراج القيد) وقد تمكن التلميذ من
الفرار بعدما فضح أمره. واشتبه بتلميذ آخر في احد المراكز في جبل لبنان، يضع سماعات
في أذنيه، وتبين لاحقا أنها سماعات طبية.
وأفادت غرفة العمليات في دائرة الامتحانات، أنه تم تمديد العمل في الدائرة حتى الثانية من فجر أمس، بسب قبول طلبات التلامذة السوريين، والتلامذة الذين لم تكن أوضاعهم مبررة.
علم أن وزارة التربية تبلغت من عدد من ذوي التلامذة عن عدم تسلم أولادهم لبطاقات الترشيح، وبعد التدقيق تبين أن ثلاث مدارس في الضاحية الجنوبية، وواحدة في البقاع، رفضت إعطاء 12 تلميذاً بطاقاتهم، على أساس أنهم لن ينجحوا. وتعمل الوزارة على التحقق من الموضوع.
بلغ عدد المرشحين للشهادة المتوسطة، 60465 تلميذاً (بيروت 5323، جبل لبنان 22004، الشمال 12824، البقاع 8172، صيدا 7520، والنبطية 4622) شارك منهم 58678، بعدما غاب 1787، أي بنسبة بلغت 3.04 في المئة من المشاركين.
أهالٍ وتلامذة
خارج مراكز الامتحانات عاش الأهالي أطول أربع ساعات من الانتظار. انتظار خبر يأتيهم عما فعل ولدهم في يومه الأول، حتى أن أم وليد شكرت المعلمة كثيراً، عندما أعلمتها بأن ابنتها، تبتسم وهي تجري امتحانها. أول الخارجين من مركز «ثانوية حارة حريك الرسمية للصبيان» قبل ساعة من انتهاء الوقت، كانت التلميذة أسماء، فسارعت والدتها إلى استقبالها، «الجغرافيا سهلة، وأخذنا وقتنا في مراجعتها، وكنت خرجت أبكر لولا آخر سؤال في الرياضيات». وبعدما اطلعت على الأسئلة، رفعت أم أحمد يدها إلى السماء، وقالت: «بيتنا في القلعة.. مشي الحال في الرياضيات، حللت لابنتي نفس السؤال». أما فاروق فقد خرج قبل نصف ساعة، مع رفيقيه فرحين: «هذه المرة رح أنجح.. الأسئلة سهلة.. وراجعت المسابقة مرتين». سهولة اليوم الأول، دفعت بسامر للتنبه إلى اليوم الثاني (علوم الحياة والأرض، ولغة عربية)، وقال: «الله يستر من كم سؤال يروح فرحتنا».
جولة بو صعب
تفقد بو صعب سير عمل الامتحانات الرسمية، وبدأ جولته من «مدرسة انطلياس الرسمية»
يرافقه المدير العام للتربية رئيس اللجان الفاحصة فادي يرق، رئيسة المنطقة التربوية
في جبل لبنان فيرا زيتوني والمستشار الإعلامي البير شمعون، وتوقف في قاعات
الامتحانات سائلاً المرشحين ومستوضحاً كيفية تعاطيهم مع الأسئلة، وقد اطمأن إلى أن
العديد منهم أنهى مسابقته قبل الوقت المحدد.
ثم تفقد الوزير «ثانوية ضبيه الرسمية» حيث كانت الأجواء هادئة وعادية مع الارتياح
نفسه من التلامذة وأهاليهم. وانتقل بعد ذلك إلى «مركز سانت جود»
في حرم «مستشفى الجامعة الأميركية» في بيروت، حيث يتقدم سبعة مرشحين من الأطفال
المصابين بالسرطان من امتحانات الشهادة المتوسطة وكانت في استقباله المفتشة العامة
التربوية فاتن جمعة ورئيس منطقة بيروت التربوية محمد الجمل وفريق عمل المركز.
وسأل الوزير التلامذة عن استعداداتهم وعن مدى قبولهم للأسئلة، وقد فوجئ باستعدادهم
الكامل وأن الأسئلة عادية وليس فيها أي صعوبة، وأنهم على كامل الاستعداد للنجاح،
وهنأهم وهنأ الفريق العامل معهم طبياً وتربويا خصوصاً المتبرعين بالوقت والجهد
لتعليمهم.
وتوجه بو صعب بعد ذلك إلى «ثانوية حارة حريك للصبيان» قرب «السفارة الكويتية»، يرافقه النائب علي بزي، وكان التلامذة قد أنهوا مسابقتهم وغادروا المركز، فالتقى بعدد منهم خارجاً، واستمع إليهم، وعبروا عن الارتياح للامتحانات وانعكس هذا الجو على الأهالي.
ووجه بو صعب الشكر للمدير العام فادي يرق وجميع العاملين معه من فريق العمل الإداري والتربوي، ووجه التحية إلى «هيئة التنسيق النقابية» التي يشارك جميع أساتذتها في الامتحانات بكل مفاصلها، وشكر الأهالي والتلامذة «الذين تحملوا ووصلنا معاً إلى هذه النهاية السعيدة».
وقال: «شاهدت أحد التلامذة السوريين الذي شعر بالإرباك أمام كاميرات وسائل الإعلام،
وأعطينا التعليمات لدعمه نفسياً وإعطائه الماء وقد ارتاح وتابع امتحاناته». ونفى ما
جرى تناقله على مواقع التواصل الاجتماعي عن ترجيحات للأسئلة وتوجه مع المدير العام
إلى اللجان الفاحصة وقارنا ما وضعته اللجنة وما تم تعميميه فتبين أنه شائعات.
ورداً على سؤال حول التوافق مع هيئة التنسيق، وصف بو صعب أن ما جرى بـ«انتصار
للأساتذة والأهالي والتلامذة ونصر للوزارة فقد تعاون الجميع معاً». وكرر موقفه
بأننا لن نتخلى عن الأساتذة ومطالبهم. وقال: «لقد أبلغت مجلس الوزراء عدم الاستعداد
للضغط عليهم من أجل التصحيح بل يجب على الكتل السياسية في مجلس النواب محاورة
الهيئة للوصول إلى حل لقضية السلسلة ترضي الجميع».
ونفى أن يكون الرئيس فؤاد السنيورة معارضاً للسلسلة، وقال: «الخلاف القائم هو ما
إذا كان هناك من توازن بين الإنفاق والواردات».
وعبر النائب بزي عن ارتياح المسؤولين للخطوات التي تحققت
بالتوافق مع هيئة التنسيق.
أكرا
استضافت سفارة لبنان في «أكرا» عاصمة غانا امتحانات الشهادة المتوسطة لسبعة طلاب
لبنانيين يتلقون الدروس في مدرستين تتبعان المنهج اللبناني.
وحضر مندوبان عن وزارة التربية لمراقبة الامتحانات التي تجرى للمرة الأولى في حرم
السفارة.
وأوضح السفير اللبناني في غانا، علي الحلبي أنه تم تخصيص قاعة
في السفارة وربطها الكترونيا بوزارة التربية في بيروت بغية وصول الاسئلة في نفس
الوقت الذي توزع فيه على التلامذة في لبنان، على أن يتم إيصالها إلى وزارة التربية.
عماد الزغبي
لم تترك تلك الوالدة مركز الامتحانات الرسمية في المزرعة، مكثت بجانبه منذ دخول ابنها للخضوع لامتحان الشهادة المتوسطة وحتى خروجه، ظهر أمس. كانت تدخن السجائر واحدة تلو الأخرى متجاهلة احتجاج رفيقتها من عدم الاستفادة وزيارة أسواق المنطقة. لا تعرف أنيسة سبب توترها «ربما لأنه ابني البكر وأخاف من رسوبه». تروي أن ابنة الجيران كانت مجتهدة ورسبت في امتحان الشهادة المتوسطة، ثم تضيف كمن يقنع نفسه «ما طلع بإيدي شغل بالبيت، ولن أركز على البضاعة في الأسواق فمكثت هنا. كلها ثلاثة أيام». تضحك رفيقتها وتقول «سيجن ابنها. هو هادئ وواثق بنفسه وهي تصرّ على توتيره». خرج رامي وطمأن أمه، لكنّها أصرّت على قراءة المسابقة والاستفسار عن كل سؤال وارد فيها. عاد وطمأنها مؤكداً أن «التلميذ الذي لا يعرف الجواب يمكن أن يطلبه من زميل أو حتى من الأستاذ المراقب. بإمكانك انتظاري في البيت غداً وبعد غد».
في انطلياس كما في المزرعة «أجواء مريحة للطالب» كما يقول جوني، ليعلّق أستاذ مراقب بأن «الغش ممنوع، لكن لا بدّ من المساعدة في سؤال أو اثنين». لا ينفي عدد من الطلاب أن السجال الذي دار قبل أيام من الامتحانات بين وزارة التربية من جهة و«هيئة التنسيق النقابية» من جهة أخرى أحدث بلبلة في صفوف الطلاب وذويهم، وأربكهم. أشارت سلوى وهي إحدى الأمهات الى أن ابنتها «ما عادت تركز على الدرس بقدر ما كانت تتابع نشرات الأخبار وآخر المستجدات في ما خصّ الامتحانات». لتضيف أن «هذا الجيل قوي ووقح وطائش، لكن لا خوف عليه إذ يستطيع تدبّر أمره بسهولة».
في أذهان عدد كبير من الطلاب كما ذويهم، أن الأحداث التي سبقت الامتحانات لا بد من أن تنتج «تساهلاً» في المراقبة. وهكذا كان. أشارت مَلَك وزميلاتها الى أن «الأساتذة غضّوا النظر عن كثير من حالات الغش، لا بل كانوا في بعض الأحيان يحملون الجواب من تلميذ إلى آخر». بينما تؤكد إحدى الأمهات أن الأساتذة يتساهلون دائماً وليس لمناسبة السجال فحسب، «لكن هذا لا يبدل كثيراً في مستوى الرسوب والنجاح لأن الأساس هو مستوى التلميذ ومدى صعوبة الأسئلة».
لم يشعر التلاميذ، أمس، بصعوبة استثنائية في ما خص مسابقتي الجغرافيا والرياضيات، لكن وفق ريما مطر، يساهم بعض الأهالي في إرباك أولادهم بإعطائهم سيلاً من الإرشادات «في الوقت الذي هو امتحان عادي وقد سبق وخضعوا لمثيل له في مدارسهم». روت ابنتها أن «الغش ساد في الامتحان»، وأن بعض الأساتذة «يقدمون إجابات خاطئة بدل الاعتراف بأنهم غير ملمين في المادة».
مرّ اليوم الأول من الامتحانات الرسمية على خير، خصوصاً أن الأساتذة تركوا اعتراضاتهم على موضوع السلسلة على أبواب المراكز، ودخلوها كمراقبين كما جرت العادة في كل عام. وحده بقي موضوع التصحيح، القضية الشائكة التي يراهن عليها «بعض الكسالى»، كما تقول التلميذة ربى، للانتقال إلى المرحلة الثانوية من دون شهادة رسمية.
تفاوتت ردود فعل التلامذة في المناطق، بين المرحب بإجراء امتحانات الشهادة المتوسطة، وبين المستاء من التأخير وانعكاس ذلك على التحضيرات للامتحانات، إلا أنّ القاسم المشترك الذي أجمع عليه الطلاب هو سهولة الأسئلة. ولم تحل الأجواء الطبيعية والهادئة وارتياح التلامذة لمسار يومهم الأول من امتحانات الشهادة المتوسطة من الحديث عمّا عانوه في الأيام التي سبقت امتحاناتهم وطغت عليها تعابير التوتر وحرق الأعصاب، جراء التجاذب والصراع الذي دار بين الأساتذة و«الدولة» في «كباش» سلسلة الرتب والرواتب.
وقد انطلقت الامتحانات في محافظة الشمال في أجواء هادئة وسط إقبال لافت للتلامذة، حيث تقدم 12824 تلميذاً في المحافظة، غاب منهم 220 تلميذاً، وتوزعوا على 39 مركزاً. وكان لافتاً عدد التلامذة السوريين الذين بلغوا 131 تلميذاً، والذين كانوا خضعوا للمنهاج اللبناني، كما سجل حضور تلامذة من الجنسيتين الفلسطينية والعراقية، وجرى تأمين أسئلة لهم باللغة العربية ومنهم باللغتين العربية والفرنسية.
في طرابلس جرت الامتحانات وسط أجواء هادئة وحماية أمنية من الجيش في محيط المراكز وقوى الأمن الداخلي في حرم المراكز، والتي شهدت تجمعات لأهالي التلامذة لمواكبة أبنائهم. وواكب الامتحانات جولة قامت بها رئيسة المنطقة التربوية في الشمال نهلة حاماتي نعمة، التي تفقدت العديد من المراكز واطلعت على سير الامتحانات واستمعت للتلامذة.
وفي زغرتا توافد التلامذة إلى مراكز الامتحانات المعتمدة من جانب وزارة التربية، وأشار التلامذة إلى أن الأجواء كانت هادئة وجيدة، واعتبروا أن مادة الجغرافيا كانت سهلة أما مادة الرياضيات فكانت صعبة نسبياً، إلا أن المسابقتين كانتا من ضمن المنهاج، ومسابقة الرياضيات كانت تحتاج الى مزيد من الوقت.
وفي الكورة سادت الأجواء الهادئة وسط مواكبة أمنية، وعبر التلامذة بالإجماع، اثر
خروجهم من الامتحان، عن سعادتهم بإجراء الامتحانات ورفضهم لخيار الإفادات أو
التأجيل، وإعلانهم عن رضاهم على مسابقة الجغرافيا، إلا أن نسبة كبيرة سجلت احتجاجها
على مسابقة الرياضيات لأنها بحاجة لمزيد من الوقت لإنهائها من جهة، ولصعوبة إحدى
المسائل فيها من جهة أخرى. وأكد حنا عبد المسيح أنّ الاسئلة كلها طرحت من ضمن
المنهاج.
وفي البترون تمكن التلامذة من تخطي حاجز الخوف وأجواء البلبلة التي سبقت
الامتحانات، إلا أن الأهالي لم يتمكنوا من ذلك بل خيّم التوتر على تجمعاتهم التي
كانت لافتة أمام المركزين في «مدرسة اسطفان عطيه الرسمية» في البترون، و«تكميلية
شكا الرسمية» لمتابعة أجواء الامتحانات.
وفي عكار جرت الإمتحانات في جو طبيعي وهادئ، حيث لم يسجل أي إشكال في المراكز الـ14 التي توزعت على مختلف مناطق عكار ساحلا وجردا. وأعرب التلامذة أن المسابقات كانت سهلة، وشبيهة بمسابقات الدورات السابقة. وأن المدة الزمنية كافية لحل المسابقة ومراجعتها بشكل جيد.
البقاع
شهدت مراكز الامتحانات للشهادة الرسمية في قرى قضاءي البقاع الغربي وراشيا، أجواء
طبيعية في يومها الأول الذي مر من دون أي مشاكل تذكر، وكان لافتا توافد بعض أولياء
التلامذة إلى أمام المراكز.
وأشار عدد من التلامذة في تلك المراكز أن مادة الجغرافيا كانت
سهلة وواضحة ومستنداتها غير معقدة، فيما مستوى مسابقة الرياضيات كان متوسطاً ولم
يكن سهلا.
وفي البقاع، تنقلت عبارة «أجواء مريحة» ما بين المنطقة التربوية في البقاع والطلاب
والأهالي الذين انتظروا لساعات أبنائهم خارج أسوار 39 مركزا رسميا للامتحانات توزعت
في مختلف أقضية البقاع بدءا من الهرمل مرورا ببعلبك، وصولا إلى زحلة وانتهاء بقضاءي
البقاع الغربي وراشيا.
وفق رئيس المنطقة التربوية في البقاع يوسف بريدي الذي جال على
عدد من مراكز الامتحانات فإن الهدوء والإرتياح طبعا ساعات اليوم الأول من
الامتحانات، مشيرا لـ«لسفير» عن عدم وجود أي عوائق إدارية أو تنظيمية أو حالات غياب
من جانب أساتذة المراقبة. فالكل التزم بالحضور.
في البقاع الشمالي والهرمل، انطلقت الامتحانات وسط أجواء طبيعية هادئة وحضور كثيف
للتلامذة وذويهم وأساتذتهم في جميع مراكز التقديم، وجال المفتش التربوي محمد
الجباوي على مراكز التقديم، مؤكداً أنّ الامتحانات هادئة في مختلف المراكز ولم تسجل
حالة اعتراض واحدة من جانب التلامذة.
الجنوب
لم يختلف المشهد في صيدا وصور، ونقل رئيس المنطقة التربوية في الجنوب باسم عباس عن
التلامذة، بعد جولة قام بها على عدد من مراكز الامتحانات، أن هناك شكوى محدودة
والمراقبون يعملون بشكل مهني.
وفي منطقة النبطية، جالت رئيسة المنطقة التربوية بالتكليف في
المحافظة نشأت الحبحاب على عدد من مراكز الامتحانات في المنطقة واطلعت على سيرها،
وأعربت عن ارتياحها للأجواء التي تسودها.
وأشار رئيس مركز «ثانوية حاصبيا الرسمية» عبد الله عطوي، إلى
أنّ الامتحانات سارت بشكل طبيعي من دون تسجيل أي عقبات، ونعمل على تأمين الأجواء
الهادئة حتى يتمكن التلامذة من تقديم امتحاناتهم.
...............................جريدة الأخبار................................
... وانطلقت الامتحانات الرسمية بعد تأجيل متكرر. رست معادلة: «لا سلسلة، لا تصحيح» بدلاً من «لا سلسلة، لا امتحانات»، معززة بموقف وزير التربية الذي جدد إعلانه عدم الاستعداد للضغط على هيئة التنسيق في هذه الورقة. وسط هذه الأجواء، واجه مرشحو الشهادة المتوسطة استحقاقهم الرسمي الأول
إيفا الشوفي
بهدوء، يمرّ اليوم الأول لامتحانات الشهادة المتوسطة. الجميع في مركز ثانوية عمر فروخ الرسمية للبنات غارق في الكتابة، والارتياح ظاهر على وجوه الطلاب من دون الحاجة إلى استراق نظرةٍ إلى ورقة صديق أو همسٍ لآخر، فـ«الجغرافيا سهلة».
غابت المشاغبات عن مشهد المسابقة الأولى، وفق ما يؤكد الأساتذة المراقبون. هؤلاء يقومون بواجباتهم كاملة، بحسب رئيس المركز محمود مخدر، إلا أنّهم ملتزمون قرار هيئة التنسيق النقابية مقاطعة التصحيح. يقول: «نقوم بامتحانات تشبهنا تربوياً، فالشهادة الرسمية لا يعطيها إلا أصحابها وسنحافظ على مستواها».
على جسر المشاة المقابل للثانوية، يقف عشرات الأهالي في انتظار خروج أبنائهم. ينذر رنين الجرس بانتهاء المسابقة. ثوانٍ قليلة ويتدفّق مئات الطلاب إلى الملعب. يتفوق صراخهم وقهقهاتهم على ضجيج زمامير الفانات في منطقة الكولا. يخرج أحدهم مزهواً، تضيع عيناه في البحث عنها، أخيراً وجدها! ها هي والدته تقف هناك عند الجسر والقلق يعلو وجهها. يراه فيصرخ، لكنها لم تسمع. تفضح ضحكته الصادقة كل شيء، يرفع علامة النصر فينفرج وجه الأم: «لقد تم القضاء على الجغرافيا بنجاح!». لا توحي الأجواء في الملعب بأن هؤلاء يخضعون لامتحان، فالجميع فرح بأن المسابقة كانت «سهلة جداً».
استعدّت ربى شرف الدين جيداً للاستحقاق، رغم الإضرابات، إلا أن ذلك لا يلغي حالة التوتر التي عاشتها وباقي الطلاب طوال الفترة السابقة «بعدنا لهلق متوترين لأنو يمكن ما يصححوا، عدنا البرنامج كتير وكل مرة بأجلوا ننسى معلومات. حيّرونا!». أمّا عبد السلام الرفاعي، فلم تؤثر عليه أي إضرابات لأنه كان يعلم أنّ الامتحانات ستحصل «ما سمعت كتير أخبار وضلّيت أدرس. بدنا نخلص بسرعة لأنو تعبنا. بدنا نفضّي كل معلوماتنا عالورقة ونروح ننبسط». غير أنّ سلوى سليمان كان لها رأيها المغاير «لولا حنا غريب ما كان معنا وقت ندرس زيادة، الله يخليلنا ياه». يتدخل صديقها فيقول: «لولا حنا غريب كنا خلّصنا من زمان وهلق بالبحر»؛ فيطلق أحدهم نكتة من أجواء الحدث «قال جايي بامتحان التاريخ سؤال: تحدّث عن حنا غريب وإنجازاته».
ليس غريب وحده من ذاع صيته بين الممتحنين، فلعضو هيئة التنسيق منافس يتفوّق عليه شعبية لدى الطلاب، إنّه وزير التربية الياس بو صعب محبوب التلامذة الذي كان «سيوزع لنا إفادات لينجح الجميع، بس غريب قلّو لأ». هو انقسام بريء بين تلامذة لا يعلمون عن الحقوق والسياسة سوى ما يسمعون به. يقولون: «الأساتذة بدن مصاري بس الدولة مأفلسة وإذا ما في تصحيح لشو الامتحانات؟».
يرنّ الجرس للمرة الثانية، يختفي الطلاب بلمح البصر ويعود الهدوء إلى المركز. تخفت الأصوات وترتفع دقات القلوب: الرياضيات «أصعب الامتحانات». يترك الأهالي الجسر ويعودون ليفترشوا الأرصفة المقابلة للمدخل. الطالب الذي يخرج أولاً سيكون فريسة لهؤلاء «كيف كان الجغرافيا؟ إجاكن نفط أو خريطة لبنان؟ خلوكن تتنقّلوا؟!». حفظ الآباء والأمهات جميع الدروس، وبدا عليهم التوتر بشكلٍ واضح ريثما يخرج أولادهم ليطمئنوا.
بين الجغرافيا والرياضيات، تختلف المشاعر والانطباعات، فالوجوه في مركز ثانوية حسن صعب الرسمية المختلطة يغلب عليها الحزن والخيبة لأن امتحان الرياضيات بنظر معظمهم كان صعباً. إلا أنّ ربيع شحادة يرى أن «الامتحان حلو، ليس صعباً وليس سهلاً، لكن التأجيل الذي حصل أتعبنا كثيراً. كان من المفترض أن ننهي امتحاننا البارحة». يتعاطف الأساتذة في المركز مع الطلاب، يحاولون تخفيف الضغط عليهم، ويلطفون الأجواء ويعطون وقتاً إضافياً لمن لديه بطء في الكتابة. يقول رئيس المركز مصطفى عليان إنّ «مراقبة البريفيه مريحة لأنها ليست متشددة جداً وحاولنا تأمين أقصى درجات التركيز للطلاب».
2.96% غابوا
لم تسجل غرفة العمليات في دائرة الامتحانات الرسمية شكاوى استثنائية تتجاوز تأخر بعض دوريات الأسئلة لدقائق معدودة أو تأخر بعض الممتحنين بسبب زحمة سير أو حوادث. خبر واحد ضجت به الدائرة نتيجة اتصال تلقته من أحد الأشخاص يفيد بأنّ طالباً يغش في أحد المراكز مستعيناً بجهاز في أذنه، ليتبين بعد التحقيق أنّ الآلة لم تكن سوى جهاز سمع، ما أحدث إرباكاً للجميع بلا طائل.
ولامس عدد الممتحنين في الشهادة المتوسطة في كل لبنان 60465 طالباً، بعدما أتيحت
الفرصة للتلامذة السوريين للمشاركة في الاستحقاق. وحضر 58678 مرشحاً وغاب منهم 1787
طالباً، أي نسبة الغياب الإجمالية بلغت 2.96%.
أما نسب الغياب في المحافظات فكانت كالآتي: بيروت: 5.54%، جبل لبنان:
2.89%،
الشمال: 1.72%، البقاع: 4%، صيدا: 2.21%، والنبطية 3.12%.
وقد جال وزير التربية الياس بو صعب على عدد من مراكز
الامتحانات، بدءاً من مدرسة أنطلياس الرسمية، فثانوية ضبية الرسمية، مروراً بمركز
سرطان الأطفال ـــ سان جود وثانوية حارة حريك للصبيان قرب السفارة الكويتية.
بو صعب بات يجدد في كل مناسبة أنّه لن يفرض على هيئة التنسيق المشاركة في أعمال تصحيح الامتحانات. وفي مجال آخر، كشف أنه «تابع ما نقلته مواقع التواصل الاجتماعي عن ترجيحات للأسئلة، وتوجه مع المدير العام إلى اللجان الفاحصة وقارنا ما وضعته اللجنة وما تم تعميمه فتبيّن أنه محض شائعات ولا يمتّ إلى الواقع بصلة». وقال «التقارير الواردة من المناطق التربوية لم تسجل سوى ثلاث حالات غش عادية تمت معالجتها».
هدوء وقلق في المناطق
إلى ذلك، لم تواجه امتحانات الشهادة المتوسطة في طرابلس والشمال أي إشكال، بخلاف
الأعوام الماضية، إذ كانت تتأثر بالخضات الأمنية. وقد توافد الطلاب إلى مراكزهم قبل
موعد انطلاق الامتحانات، التي توزع أمامها عدد من ناشطي الجمعيات لتوزيع عبوات مياه
ووجبة فطور صباحية على الطلاب، ما عكس أجواء ارتياح في صفوفهم. ولم يسجل خلال سير
الامتحانات انسحاب أي طالب، كما كانت نسبة الشكوى من صعوبة الأسئلة قليلة.
وحده القلق ولا شيء غيره احتل وجوه أهالي طلاب «البريفيه» في البقاع. بدا ذلك
واضحاً على وجوه أرهقها التوتر على مدى الأسابيع الماضية. أسباب القلق تكاد تكون
نفسها لدى الجميع «الولاد قضوا الفترة الماضية عالتلفزيون بدل الدرس. يوم ما في
امتحانات، ويوم في إفادات، وإيام إضرابات وما بعرف شو، والله تلفت أعصابنا وتشوّش
تفكير الولاد، وما عدنا عرفنا إذا فعلاً اولادنا درسوا أو لا؟». هكذا وباستياء ظاهر
عبّر الأهالي عن توترهم. الوالدة رافقت ابنتها إلى ثانوية شمسطار الرسمية من بلدتها
الخضر ـــ شرقي بعلبك. في مركز امتحانات تمنين، لم يكن الوضع مختلفاً. لدى جميع
الأهالي الهواجس نفسها. لكن ما أشارت إليه أليسار كان مختلفاً بعض الشيء وإن تبين
أن جميع الأهل يعانون منه. لقد قمعت الوالدة ابنتها «بالقوة» من مشاهدة المونديال،
ومتابعة مباراة منتخبها المفضل البرازيل بمواجهة كرواتيا. «معقولي ليلة الامتحان
تشوف مباراة حتى ما بعد منتصف الليل، والصبح عندها امتحان، مين بيقبل بهيك حكي!»
هي المرة الأولى التي تعتمد فيها الجامعة اللبنانية مركزاً للامتحانات الرسمية. مئات الطلاب المرشحين للشهادة المتوسطة توزعوا على مدرجات كلية إدارة الأعمال وغرفها، ليخضعوا لاستحقاق طال انتظاره.
أمام مدخل الكلية، «يتجمهر» عشرات الأهالي. يختلس بعضهم النظر من وراء البوابة «لاستكشاف الجوّ»، فيما يتخذ البعض الآخر من الأشجار المحيطة بالكلية وسيلة للاحتماء من أشعة الشمس وخلفية جميلة لالتقاط الصور! وعلى الرغم من أنّ هؤلاء أتوا لإعطاء المعنويات لأولادهم، بحسب ما يؤكدون، إلا أنّه بدا أنّ معظمهم يحتاج إلى أخذ المعنويات لا إعطائها. تتمتم سيدة ثلاثينية بصوت منخفض، فتدعو إلى أن تأتي مسابقة الرياضيات «هينة على ابنتي». «معنوياتي بالأرض»، تقول دارين التي رافقت ابنتها البكر، فهي استاءت من «فرز» ابنتها على مركز الجامعة اللبنانية. برأيها، لقاعات الجامعة رهبة على الطالب ستزيد من توتره. إلا أنّ داليا لم تواجه المشكلة مع ابنها الذي فرح بهذا المركز «حسّو شي جديد، وكان حابب يجرّب أجواء الجامعة».
لم يدرك أي من الأهالي لماذا أجريت الامتحانات هذا العام في الجامعة. وعلى الرغم من أنّه تردد أنّ السبب قد يكون الحواجز الأمنية التي قد تعوق الوصول إلى مركز الامتحانات، إلا أن رئيسة المنطقة التربوية في جبل لبنان فيرا زيتوني تنفي ذلك فتقول: «اختيرت الجامعة لكونها مكاناً واسعاً يستوعب عدداً كبيراً من الطلاب ويمكن الاستفادة من قاعاتها». وتستدرك: «لو كان السبب أمنياً لما تم اعتماد مراكز أخرى في الضاحية».
ضمت الكلية مركزين لإجراء الامتحانات. المركز الأول: كلية إدارة الأعمال/ المدرجات ويضم 391 طالباً، غاب منهم 25 طالباً، توزعوا على 6 مدرجات. لم يسجل غياب للأساتذة المراقبين البالغ عددهم 40 مراقباً، بحسب رئيس المركز حاتم الحكيم. المركز الثاني هو كلية إدارة الأعمال/ الغرف، ويضم 399 طالباً، غاب منهم 28 طالباً، توزعوا على 15 غرفة. ومن أصل 57 مراقباً تغيّب 7 منهم. «إلا أنّ هناك أساتذة احتياط»، يستطرد رئيس المركز الثاني شادي أبو حمدان.
أجواء التشدد والحسم طغت إن لجهة إجراءات الدخول والخروج إلى القاعات، مروراً بإجبار الطلاب الذين أنهوا امتحانهم باكراً على تسليم ورقة الأسئلة قبل خروجهم، وصولاً إلى إجراءات المراقبة التي لم تقتصر على الطلاب فقط، إذ تتأهب المفتشة التربوية في المركز فترصد أحد الأساتذة وهو يتكلم على الهاتف. نادر كان أول الخارجين من قاعة مسابقة الرياضيات. المفارقة أنّه سلّم مسابقته قبل ساعة ونصف من موعد انتهائها بعدما أيقظه أحد المراقبين من نومه. «ما كان بدي قدّم، بس كرمال آخد شهادة إني راسب لإقدر فوت على الدرك».
يطول الانتظار قبل أن يتدفق الطلاب الباقون. معظم هؤلاء وجد الرياضيات
«صعبة»
بخلاف الجغرافيا. فالبعض عبر عن استيائه الشديد بأنّه «زفّت». بعض المجتهدين أقروا
بصعوبتها، لكنهم استطردوا «من استعد جيدّاً يستطيع أن يعالجها». وكما تتفاوت آراء
الطلاب بشأن صعوبة أو سهولة المادة، تتفاوت آراؤهم بشأن اعتماد الجامعة اللبنانية،
ففيما ترتاح فاطمة لجوّ الجامعة لأن
«شقيقتها
تدرس في الكلية وقد سبق أن أتت معها في زيارات عدة». ويعرب جمال عن سروره «لأنّ
الجامعة قريبة من بيتي». أما تالا فلا تخفي غضبها «معوّدة على الصف كرمال هيك توترت».
أما الأساتذة، فقد أعلنوا أننا «قررنا العودة لتحمل مسؤولياتنا». تقول جوزفين،
أستاذة مادة الجغرافيا، إنّ «الأساتذة يثقون بأن هيئة التنسيق لن تخذلهم وستحقق
مطالبهم عبر الضغط بمقاطعة التصحيح».
الطلاب لم يبدوا اكتراثهم لمقاطعة التصحيح، «بدنا نخلص»، يقول أحدهم بصوت مرتفع، إلا أنّ معظم الأهالي رأوا أنّ «التصحيح أهم من الامتحانات كي يتمكن أولادنا من حسم مسألة الحصول على الشهادة الرسمية». من ير تدافع الأهالي عند قرع الجرس ولهفتهم كي يعرفوا كيف أنجز أبناؤهم امتحاناتهم، يشعر أنّ الشهادة الرسمية تستحق كل هذا الصخب!
بات وزير التربية الياس بو صعب متخصصاً في إخضاع الحراكات المطلبية في القطاعات التعليمية الخاضعة لوصايته. فبعد هيئة التنسيق النقابية، حصل الأمر نفسه مع الأساتذة المتعاقدين في الجامعة اللبنانية، إذ أعلنوا قبل ساعات من انطلاق الامتحانات في كليات الجامعة تعليق إضرابهم المفتوح، في مقابل وعود اختبروها طيلة الفترة الماضية. وعلمت «الأخبار» أن بو صعب تعهد بمقاطعة جلسات مجلس الوزراء في حال عدم إقرار ملفات الجامعة اللبنانية خلال أسبوعين.
أعلن بو صعب مساء أول من أمس استئناف الأعمال الجامعية من امتحانات ودروس بشكل
«معتاد»، وإنهاء إضراب الأساتذة المتعاقدين في الجامعة، فبعدما فشل في إقناعهم خلال
اعتصامهم بأن ملفي التفرغ والعمداء سيمران في أول جلسة لمجلس الوزراء. أعاد
المحاولة عبر تنظيم اجتماع عند الساعة الثالثة والنصف، فرفضوا لقاء الوزير، متمسكين
بموقفهم. إلا أن تبايناً حصل في مواقف الأساتذة المتعاقدين إزاء إصرار البعض منهم
على مقابلة الوزير، وقد دخلت الأحزاب السياسية على الخط لتليّن موقفهم، وقبلوا
الاجتماع مع بو صعب. بدأ الاجتماع عند الساعة السابعة مساء، واستمر حوالى أربع
ساعات، نجح خلالها وزير التربية الياس بو صعب في إقناع المتعاقدين بأن ملفي التفرغ
وتعيين عمداء أصيلين سيتم إقرارهما في أول جلسة لمجلس الوزراء، وخلال مهلة أسبوعين
منذ الآن، على أنهم أخذوا ضمانات من رابطة المتفرغين بأنها ستكون في صفهم وداعمة
لتحركهم في حال عدم إقرار الملف، كما أخذوا ضمانات من الرابطة ومن العمداء الحاضرين
في الاجتماع بأنه إن لم تقرّ ملفات اللبنانية، فورقة تصحيح المسابقات تبقى في أيدي
المتعاقدين، ويمنع على أي متفرغ أي يصحح عوضاً عن أي متعاقد. الحديث طال، ومحاولات
الإقناع احتاجت إلى أكثر من أربع ساعات من النقاشات والاختلاف في وجهات النظر
وتذكير المتعاقدين للوزير بتجاربهم السيئة مع الحكومة، أخذ المتعاقدون كل هذه
التطمينات وأكثر. خلال الاجتماع، اتصل الوزير بو صعب برئيس الحكومة تمام سلام، الذي
أبلغ الأساتذة المتعاقدين أن التوافق على الملف حصل وهو بانتظار أول جلسة لمجلس
الوزراء يتخذ فيها قرارات، حتى إن وزير التربية تعهد للحاضرين، بحسب ما أكدت مصادر
«الأخبار»
بأنه في حال عدم إقرار الملف خلال مهلة أسبوعين منذ اليوم، فإنه سيعمد الى مقاطعة
جلسات الحكومة حتى تقر ملفات الجامعة اللبنانية.
اللافت، كما في حالة هيئة التنسيق النقابية، أن الاجتماع بين بو صعب وممثلي
الأساتذة المتعاقدين ضم أيضاً ممثل حركة أمل حسين مرتضى وممثل التيار الوطني الحر
عقل عقل وممثل تيار المستقبل نزيه خياط، الذين ساهموا في الضغط على الأساتذة لإجراء
الامتحانات الجامعية، في مقابل التعهد بعدم الضغط لاحقاً من أجل تصحيح المسابقات
وإعلان النتائج، في حال عدم طرح الملف على مجلس الوزراء.
الأساتذة المتعاقدون أعلنوا تسليم أمرهم للوزير بو صعب، الذي أوضح أنه جرى الاتفاق على استئناف الدروس في كل الكليات، ابتداءً من يوم الجمعة (أمس) والتعويض عن أيام الإضراب عند اللزوم، والمشاركة في كل أعمال الامتحانات الجامعية والأسئلة وإجراء الامتحانات، وتعليق التصحيح وإصدار النتائج حتى يتم إقرار بتّ ملفي التفرغ والعمداء في مجلس الوزراء.
يرفض الأساتذة المتعاقدون تشبيه هذه النتيجة بما حصل مع هيئة التنسيق النقابية، وأكدوا أن أي إخلال بالاتفاق والوعود التي أعطيت «سنكون لها بالمرصاد»، وقد سلمت الأسئلة بعد هذه التطمينات، واعتبر المتعاقدون أن «من سابع المستحيلات أن نصحح أي مسابقة في حال عدم إقرار الملفات»، وخلال مهلة أسبوعين، سيكون من الصعب إنهاء جميع الامتحانات، ولن يبدأ تصحيح ما أنجز قبل أسبوعين. إذاً المتعاقدون يراهنون على إمكانية تعطيل صدور نتائج الامتحانات النهائية في حال عدم إقرار الملفات خلال الأسبوعين المقبلين.
...............................جريدة النهار................................
انطلقت الامتحانات الرسمية في يومها الأول المخصص للشهادة المتوسطة أمس، وامتحن نحو 61 ألف تلميذ في مادتي الجغرافيا والرياضيات، في أجواء هادئة وطبيعية.
وجال وزير التربية الياس بوصعب على عدد من مراكز الامتحانات، متفقداً التلامذة وسير الامتحانات، وبدأ جولته من مدرسة انطلياس الرسمية يرافقه المدير العام للتربية رئيس اللجان الفاحصة فادي يرق، رئيسة المنطقة التربوية في جبل لبنان فيرا زيتوني والمستشار الإعلامي البير شمعون، وتوقف ملياً في قاعات الامتحانات سائلاً ومستوضحاً المرشحين عن طريقة تعاطيهم مع الأسئلة. وعبر المرشحون عن ارتياحهم للأسئلة التي وجدوها عادية وغير معقدة ومطابقة للمناهج والكتب. وتحدث أيضاً إلى الأهالي الذين انتظروا ابناءهم أمام مراكز الامتحانات، وعبروا له عن ارتياحهم لنجاحه في حل مشكلة الإمتحانات، وأملوا في إنجاز التصحيح قريباً.
وقال بو صعب: "أقلعت هذه المسيرة بهدوء إذ يشارك فيها نحو 61 ألف تلميذ بعدما أتيحت الفرصة للتلامذة السوريين للمشاركة في هذه الإمتحانات. وأكد أن الإمتحانات تسير بصورة طبيعية في قطر وفي غانا التي تستضيفها للمرة الأولى بفارق ساعة عن لبنان وقد وصلت الأسئلة بطريقة سرية وآمنة. ووجه الشكر الى المدير العام للتربية فادي يرق وجميع العاملين معه من فريق العمل الإداري والتربوي، كما وجه التحية إلى هيئة التنسيق النقابية التي يشارك جميع أساتذتها في الإمتحانات بكل مفاصلها.
وطمأن الوزير إلى أن أجواء الإمتحانات طبيعية جداً وأن التلامذة مرتاحون، والأسئلة مطابقة للمناهج. وكشف أنه تابع ما نقلته مواقع التواصل الإجتماعي عن ترجيحات للأسئلة وتوجه مع المدير العام إلى اللجان الفاحصة وقارنا ما وضعته اللجنة وما تم تعميمه فتبين أنه محض شائعات ولا يمت إلى الواقع بصلة. ولفت الى أن التقارير الواردة من المناطق التربوية لم تسجل سوى ثلاث حالات غش عادية تمت معالجتها.
وعن التوافق مع هيئة التنسيق، قال بو صعب إن ما حدث انتصار للأساتذة والأهالي
والتلامذة ونصر للوزارة. وكرر موقفه بأننا لن نتخلى عنهم ولا عن مطالبهم. وقال لقد
أبلغت مجلس الوزراء عدم الاستعداد للضغط عليهم من أجل التصحيح بل يتوجب على الكتل
السياسية في مجلس النواب محاورة الهيئة للوصول إلى حل لقضية السلسلة ترضي الجميع.
ثم تفقد الوزير ثانوية ضبية الرسمية حيث كانت الأجواء هادئة وعادية مع الإرتياح
نفسه من التلامذة وأهاليهم.
وانتقل بعد ذلك إلى مركز سان جود في حرم مستشفى الجامعة الأميركية في بيروت، حيث
يتقدم سبعة مرشحين من الأولاد المصابين بالسرطان الى امتحانات الشهادة المتوسطة
وكانت في استقباله المفتشة العامة التربوية فاتن جمعة ورئيس منطقة بيروت التربوية
محمد الجمل وفريق عمل المركز. وقال إن هذا المركز يؤدي خدمة مميزة طبية واجتماعية
كبيرة يحتاجها لبنان. إنها مهمة مميزة تتوافر في مكان آمن لهم صحياً ونفسياً. وهناك
مراكز أخرى لذوي الحاجات الخاصة. وإن هذا العمل هو جزء من رسالة وزارة التربية.
وتوجه الوزير بعد ذلك إلى ثانوية حارة حريك للصبيان قرب السفارة الكويتية. وجال في المركز واستمع إلى المرشحين الذين عبروا عن الإرتياح للإمتحانات وانعكس هذا الجو من الإرتياح على الأهالي.
وفي المناطق "النهار" جرت الامتحانات في مدارس منطقة الهرمل والبقاع الشمالي وسط اجواء طبيعية هادئة واجراءات امنية، وتقدم اليها 1100 تلميذ في غياب 33 توزعوا على ستة مراكز.
وفي منطقة الشوف تقدم نحو 500 تلميذ الى الامتحانات وجرت في شكل طبيعي.
وفي البقاع، توزع الطلاب على عشرات المراكز في ظل اجواء امنية هادئة. وفي مراكز طرابلس والشمال، انطلقت الامتحانات في حماية أمنية مكثفة.
وفي عكار تقدم 5 آلاف تلميذ في 13 مركزاً، وسارت الامتحانات في شكل طبيعي وهدوء
تام. وفي ثانوية حاصبيا الرسمية تقدم إلى الامتحانات 352 تلميذا، تغيب منهم 11 من
دون عذر. وفي صيدا ومنطقتها انطلقت الامتحانات وسط اجراءات امنية مشددة، وبلغ عدد
المرشحين لصيدا والزهراني 3813 مرشحا توزعوا على 12 مركزا.
وفي صور تقدم 3207 تلامذة وتوزعوا على عشرة مراكز في أجواء طبيعية. أما في منطقة
النبطية فبلغ عدد المتقدمين 4578 توزعوا على 7 مراكز، وسجل غياب 144 مرشحا. وفي
مرجعيون سارت الامتحانات في أجواء هادئة.
في اطار نشاطات مشروع MEDAWEL Tempus الممول من الاتحاد الأوروبي والذي يهدف إلى تحسين خدمات الطلاب في الجامعات المشاركة من لبنان، مصر، الأردن وفلسطين، عقدت الجامعة الحديثة للادارة والعلوم (MUBS) اجتماعاً في قاعة المحاضرات في وزارة التربية والتعليم العالي عن تحسين خدمات الطلاب في مؤسسات التعليم العالي اللبنانية، افتتحه نائب رئيس الجامعة للعلاقات الدولية والمنسق الوطني للمشروع في لبنان الدكتور باسم القيسي معرّفاً بالمشروع وعارضاً لهدف هذا الاجتماع، أعقبه الدكتور شربل كفوري من الجامعة اللبنانية، الشريكة في المشروع، الذي تطرق الى النشاطات الطالبية وأهميتها في المشاركة في تطوير المؤسسة الأكاديمية، ومسؤولية الطلاب تجاه المجتمع والجامعة لتحسين المعايير الأكاديمية خصوصاً بعد الحرب الأهلية التي أثّرت في الحياة والتعليم، ما يتيح للطلاب ممارسة الحياة الديموقراطية في معناها الحقيقي.
أما الدكتور عارف الصوفي، منسق مكتب تامبوس الوطني في لبنان، فقال إن "الاهتمام بالطلاب وتقديم خدمات متميزة لهم يعتبر من الاولويات الاستراتيجية لمؤسسات التعليم العالي في لبنان واوروبا"، مشيرا الى برنامج جديد ممول من الاتحاد الاوروبي بعنوان "ERASMUS Plus"، واشار الى انتهاء نشاطات برامج تامبوس بعد سنتين.
بعدها تحدث المدير العام للتعليم العالي الدكتور أحمد الجمّال عن اهتمام الوزارة في
الحفاط على الطلاب وإرساء نظام التعليم الموجّه من خلال وضع شروط التعليم العالي
بالاضافة إلى ضمان الجودة لخدمات الطلاب الجامعيين.
ثم توالت وفود الجامعات الشريكة في تقديم مؤسساتها وعرض نبذة عن اهتماماتها.
عقد المكتب المركزي لقطاع التربية والتعليم في "تيار المستقبل" اجتماعا تداول خلاله في المستجدات التربوية، وأصدر بيانا اكد فيه وقوفه الكامل مع هيئة التنسيق النقابية، وهنأ صمود جميع الاساتذة والمعلمين في وجه كل الضغوط التي مورست عليهم لنأيهم عن التحرك والمطالبة بحقوقهم وشجب محاولات الاستغلال السياسي للتسوية التي رعاها وزير التربية مع هيئة التنسيق التي ادت الى اجراء الامتحانات الرسمية.
واثنى المكتب على موقف الامين العام لتيار المستقبل المطالب بضرورة اقرار سلسلة الرتب والرواتب شرط عدم الاخلال بالتوازن المالي، وطالب وزير المال بضرورة مكاشفة اللبنانيين ومصارحتهم عن الارقام الحقيقية للايرادات لاقرار السلسلة، خصوصا وان الرئيس فؤاد السنيورة اعلن موافقته الاكيدة على اعطاء سلسلة رواتب جديدة للمعلمين، وطالب باجراء مكاشفة علنية امام الرأي العام اللبناني عن الارقام الحقيقية للايرادات.
وحيا المكتب تحرك الاساتذة المتعاقدين المرشحين للتفرغ في الجامعة اللبنانية واثنى
على موقف رابطة الاساتذة المتفرغين ودعم وزير التربية لملفي التفرغ وتعيين عمداء
اصيلين لكليات الجامعة ومعاهدها والتسوية التي قدمها وادت الى تعليق اضراب
المتعاقدين بعد تعهد رئيس الحكومة ادراج ملفي الجامعة على جدول اعمال اول جلسة
لمجلس الوزراء.
ورحب باعادة التواصل بين الهيئة التنفيذية لرابطة الاساتذة المتفرغين في الجامعة
ورئاسة الجامعة على قاعدة التنسيق والتكامل بينهما لما فيه مصلحة جميع اهل الجامعة
من اساتذة وموظفين وطلاب، وتمنى ان يكون هذا المسار خطوة في الاتجاه الصحيح للنهوض
بالجامعة ورفع المستوى الاكاديمي فيها وتحقيق كل المطالب المحقة لجميع العاملين
فيها.
بتوقيت بيروت