................................جريدة السفير................................
طالبت «لجنة المتابعة للمدرسين المعينين بعد 1-1- 2010»، بإعطاء الدرجات الست المقترحة في سلسلة الرتب والرواتب الجديدة لجميع أفراد الهيئة التعليمية في الفئة الرابعة من دون استثناء، وإقرار مشروع قانون مساواة الإجازة الجامعية غير التعليمية بالإجازة التعليمية، من جانب مجلس النواب.
وطالبت بإعطاء المدرسين المعينين بعد 1-1-2010 من حملة البكالوريا اللبنانية عشر درجات، ضمنها الست درجات الملحوظة في السلسلة أسوة بالموظفين الإداريين في الفئة الرابعة، والإسراع بإصدار قرار تثبيت المدرسين المعينين بعد 1-1- 2010، وإلحاق المدرسين المعينين في العام الدراسي 2012 ـ 2013 بكلية التربية ودور المعلمين والمعلمات.
اعتصمت أمس مجموعة من طلاب «الجامعة الأميركية» في بيروت عند مدخل «كوليج هول» بشكل رمزي للتذكير بالمطالب التي رفعوها قبل فترة إثر قرار الإدارة برفع قيمة الأقساط الجامعية. ودام الاعتصام نحو ساعة ونصف ساعة ورفع فيه الطلاب اللافتات التي تطالب باعتماد الشفافية.
وتتلخص المطالب التي حددها الطلاب باعتماد الشفافية من جانب الإدارة أي إطلاعهم على وجهة الأقساط والزيادات عليها، وإشراكهم في القرارات التي تخصهم، وانتداب ثلاثة طلاب من الحكومة الطلابية للمشاركة في التصويت مع مجلس الأمناء على القرارات التي لها علاقة بالجامعة، وإلزام الجامعة بتحديد قيمة الأقساط عن الفترة الدراسية كلها للاختصاص وليس عن العام الدراسي الجامعي فحسب.
وأمهل الطلاب إدارة الجامعة بضعة أيام للاستجابة للمطالب وفي حال عدم حصول ذلك ستستمرّ الاجتماعات مع رئيس الجامعة بيتر دورمان وسيلجأ الطلاب إلى التصعيد بحسب ما أكدوا خلال اعتصامهم.
................................جريدة النهار................................
نظم المعهد العالي للدكتوراه في الحقوق والعلوم السياسية والإدارية والاقتصادية محاضرة عن منهجية البحث العلمي أثناء إعداد أطروحة الدكتوراه.
وتحدث بداية العميد الدكتور جورج سعد منوهاً بكفاءة المحاضرة الدكتورة جنان الخوري رئيسة القسم الحقوقي في مركز المعلوماتية القانونية في الجامعة اللبنانية.
ثم بدأت الخوري محاضرتها بتعريف لمنهجية البحث العلمي، "وهي مجموعة الإجراءات الشكلية والقواعد الموضوعية، العلمية والعملية التي يتقيد بها الباحث في معالجة أي إشكالية من إشكاليات المعرفة العلمية: كشفاً، إختراعاً، تدليلاً، برهاناً، أو لدراسة ظاهرة من الظاهرات العلمية بقصد تشخيصها، تحديد أبعادها، معرفة أسبابها، طرق معالجتها والوصول إلى نتائج عامة يمكن تطبيقها".
وتطرقت المحاضرة إلى النقاط الآتية: "التمييز بين العلم والمعرفة، مفهوم البحث العلمي ومقوماته (البيئة العلمية، المراجع، قدرة الباحث، الأمانة العلمية، المنهجية، الحوافز، أدوات البحث، التحكيم...)، والتمييز بين الدراسة Etude البحث Recherche، وبين رسالة الماجستير Master Mémoire، اطروحة الدكتوراه والكتاب، فبحث الدكتوراه يجب أن يكون أكثر عمقاً وأصالة، وأكثر دلالة على سعة اطلاع الباحث، وقدرته على استخدام المناهج العلمية في البحث، قوامه البحث الإبداعي، الأعمال الإنشائية البارزة والإضافة الغنية إلى المعرفة الإنسانية. ونوقشت أنواع البحوث العلمية (بحوث تمهيدية غير كاملة وبحوث كاملة، بحوث نظرية وبحوث علمية تجريبية).
يسير مشروع الكليات في مجمع المون ميشال في الشمال التابع للجامعة اللبنانية على طريق انجاز مبنيي الفنون والهندسة، فيما انطلق العمل في حفرة كلية العلوم، على رغم الصعوبات. وقد شكل ضغط اللجان عاملاً أساسياً في دفع العمل بعد تأمين التمويل اللازم. لكن ذلك يطرح الكثير من القضايا عن طرق إدارة ملف المجمعات وإنجازها بعدما تضخمت الأمور، ولم يعد في الإمكان إدارتها مركزياً بلا مجلس جامعة.
بدأ العمل أخيراً في حفرة كلية العلوم التي حفرت في 2007 في مجمع المون ميشال للجامعة اللبنانية شمالاً، ضمن شعار "العلوم أولاً"، وذلك على رغم المناقصة التي فضّت في 2010 ولم تلزّم نتيجة نقص الأموال والإرادة وبسبب توقف باريس 3، كما توقف كل شيء تقريبا منذ إسقاط حكومة سعد الحريري، حدث ذلك بعد نضال مرير خاضته لجنة من العلوم بالتعاون مع لجنة المتابعة ما تطلب عشرات اللقاءات والاجتماعات والمناورات والقرارات. وشارك معنا فيه أيوب إذ أعارنا مشكوراً جزءاً من صبره. وقد اضطرت الشركة الملزمة لقضاء شهور منذ 1/1/ 2013 في ردم الفراغات ومن ثم بدأت بأعمال الباطون والحديد والتي نأمل في أن تخرجنا من الحفرة قريباً، علما أن الالتزام يتضمن مضخة مياه للمجمع وموقفاً للسيارات.
وفي موازاة ذلك، جرى تقدم نسبي في مبنيي الفنون والهندسة واللذين تنفذهما شركة تركية طالها تعثر مالي وإداري ما أخرها عن التزام تسليم المباني في الوقت المحدد، وكنا نأمل في ان تبدأ الأعمال الأكاديمية في السنة الدراسية الحالية 2013 - 2014 ونأمل حاليا في أن نبدأ في السنة المقبلة.
وتجدر الإشارة الى أن مشروع مبنى كلية الصحة الواقع بين العلوم والهندسة والمكمل للنصف العلمي للمجمع ينتظر الحكومة والبرلمان منذ ما قبل استقالة الحكومة السابقة بكثير لقبول قرض بنك التنمية الإسلامي الموزع على الصحة وعلى كليتين تتقاسمهما زحلة والفنار، علما أن الكلية تشغل بالايجار جزءاً من مبنى مستشفى طرابلس البائس والمهجور. أما مباني الآداب والحقوق والعلوم الاجتماعية وإدارة الأعمال، فلم تشهد ولو تقدماً كلامياً، علما أن دراساتها حصلت مع الكليات الأربع منذ سنوات طويلة، كما أن بنك التنمية الإسلامي يعرض إقراض ثلاث كليات سنويا في طرابلس والفنار والبقاع.
لا تقدم للأسف في موضوع مبنى كلية الزراعة في عكار ولا مبنى كلية السياحة ولا يوجد حتى دراسات من "لاسيكو" لأنه لم تصدر قرارات تنظيمية بسبب ممانعة رئيس الجامعة ووزير التربية آنذاك، على رغم حماس وتشجيع الرئيس الشهيد رفيق الحريري وموافقة الرئيس اميل لحود، ولم يكلف أحد من المسؤولين نفسه عناء متابعة ذلك في كل الحكومات المتعاقبة، بما فيها الحكومة السوبر طرابلسية، علماً أن بناء مركز التكنولوجيا أصبح ضرورة ماسة للمجمع كما للاقتصاد، ذلك أن طرابلس يمكن أن تؤدي دورا في (soft technology) خصوصاً مع وجود مخارج الألياف البحرية فيها. فهل يشكل إطلاق الحكومة الجديدة فرصة إخراج هذه القضايا من العتمة.
كذلك يجب متابعة قضايا الطرق، الدائرية خصوصا، والتي هي حاجة لكل الشماليين كما
للمجمع، ويجب توسيع وترتيب منطقة البحصاص وحسم اللغط حول الحاجة لجسر، خصوصا أن
الاستملاكات مدفوعة. كما يجب البدء بتنفيذ محطة البحصاص للكهرباء، فهل نشهد تحركا
جديا من مجلس الإنماء والإعمار الذي يرأسه طرابلسي أباً عن جد.
ونأمل في أن يتم تحفيز المجتمع المدني والأكاديمي وحتى السياسي (علماً أن السياسيين
غير معروف عنهم ولعهم بالإنماء) للعمل من أجل استكمال هذا المشروع الكبير بوظائفه
المتعددة، فضلا عن وظيفته الأكاديمية الأصلية، ذلك أنه يعيد ثقة الناس من كل
المناطق والأطياف بالجامعة اللبنانية والتي خسرت جزءاً من رصيدها بسبب موقعها أولا
وبسبب واقعها ثانياً، وبسبب المركزية الشديدة ثالثاً، علما أن المركز بات يعاني
أصلاً من ثقل مهمة إدارة جامعة التي ما فتئت تكبر وتتوسع من دون أي إعادة نظر
تنظيمية، وبظروف سياسية سيئة للغاية وفي ظل سيادة المحاصصة والفئوية، وما يمكن أن
يرافقها من فساد وهدر بما فيها هدر الطاقات الهائلة التي تختزنها الجامعة
اللبنانية، وليس سرا بأننا نناقش المستقبل التنظيمي لفروعنا بما فيها طرح امكان
استقلالها في موازاة معركة استكمال البناء الجامعي في المون ميشال، ذلك أنه لا أمل
لتقدم فروعنا وربما لصمودها في واقعها الراهن.
................................جريدة اللواء................................
مبادرة من «الأميركية» للتأهّب للزلازل
أطلقت الجامعة الأميركية في بيروت في 19 آذار الجاري مبادرة التأهّب للزلازل، وهي
مبادرة تختصّ بالدراسات الاجتماعية والعلمية للكوارث عموماً وللزلازل بشكل خاص.
وستكون هذه المبادرة جزءاً من كلية الآداب والعلوم في الجامعة.
ويقود ثلاثة أكاديميون من الأميركية هذا المشروع، وهم الأستاذة المساعدة في التربية
هدى بيتيّه والأستاذ المساعد في الجيولوجيا عطا الياس، والأستاذ المساعد في العلوم
السياسية والادارة العامة توماس هاس.
وقالت البروفسورة بيتيّه أن مبادرة التأهّب للزلازل تنوي جمع معلومات عن وعي المجتمع وجهوزيته للزلازل وللتعافي من أضرارها. وسيتناول الياس وهاس الجهوزية للزلازل والاستجابة لها من عدة نواحي تشمل قوانين البناء، والسياسات، والفوالق الجيولوجية، والتأثير النفسي للزلازل، والتربية، وغيرها.
وستقوم المبادرة بتنفيذ مشاريع لرفع الوعي بالزلازل في المدارس ولتشكيل فريق من المتطوّعين سيساعدون في الاستجابة للكوارث، وفي اجراء دراسات بحثية حول الجيولوجيا اللبنانية، وفي صياغة اقتراحات سياسات وتخطيط على مستوى الدولة، بالاضافة الى العديد من المشاريع. وسيسعى الفريق للتعاون مع المدارس والجامعات والقطاعين الخاص والعام والوكالات الدولية.
و أثنى عميد كلية الآداب والعلوم الدكتور باتريك ماكغريفي على مبادرة الأساتذة الثلاثة قائلاً إنها تعالج خطراً قلّ أن ينال ما يستحقه من اهتمام. وقال إن للمبادرة عناصر بحثيّة واجتماعية وتعليمية. وختم أن هذه المبادرة ستجعل من الجامعة الأميركية في بيروت مركزاً للمعرفة والمعلومات حول الزلازل والجهوزية لها.
المدرسون المعينون بعد 1-1-2010 في «الأساسي» طالبوا بعشر درجات إسوة بموظفي الفئة الرابعة
اوضحت لجنة المتابعة للمدرسين المعينين بعد 1/1/2010 في بيان لها انها قامت بمحاولات عدة خلال الاسابيع الماضية، من اجل الاجتماع برابطة المدرسين في التعليم الاساسي الرسمي، وهي الجهة النقابية التي تمثل جميع المدرسين في هذه المرحلة من التعليم الرسمي، وتدافع عن حقوقهم، وذلك بهدف مطالبتها بأن لا يتم استثناء حملة الإجازة التعليمية من الدرجات الست التي يقترح مشروع سلسلة الرواتب والرتب اعطاءها لجميع المدرسين والاساتذة في التعليم الرسمي والخاص والمتقاعدين، وقد انتهت جميع تلك المحاولات بعدم التجاوب من قبل الرابطة بتبني مطلبنا.
ولفتت الى ان هذا الموقف السلبي ترافق بالاصرار من قبل الرابطة على عدم الحوار مع اللجنة من اجل رفع الظلم والتمييز اللاحق بما يقارب 3500 مدرس والذين دخلوا ملاك وزارة التربية بعد العام 2010 وذلك اثر الخضوع لمباراة باشراف مجلس الخدمة المدنية، خصوصا وان الظلم يطال أيضا حملة الاجازة الجامعية غير التعليمية وحملة شهادتي البكالوريا اللبنانية والتربية الحضانية BT.
ودعت اللجنة جميع الزملاء المعينين بعد 1-1- 2010 الى عقد الجمعيات العمومية، ورفع التوصيات التي يرتؤونها، وتحديد خطوات التحرك المناسبة حتى تحقيق المطالب الآتية :
أولا: اعطاء الدرجات الست المقترحة في سلسلة الرتب والرواتب الجديدة لجميع افراد الهيئة التعليمية في الفئة الرابعة دون استثناء.
ثانيا: إقرار مشروع قانون مساواة الاجازة الجامعية غير التعليمية بما فيها الفنية والتربية الحضانية بالاجازة التعليمية
من قبل المجلس النيابي مما يجعل الدرجة 15 هي درجة تعيين المدرسين المجازين.
ثالثا: إعطاء المدرسين المعينين بعد 1-1-2010 من حملة البكالوريا اللبنانية عشر درجات ضمنها الست درجات الملحوظة في السلسلة اسوة بالموظفين الاداريين في الفئة الرابعة.
رابعاً: الاسراع باصدار قرار تثبيت المدرسين المعينين بعد 1-1- 2010 خصوصا بعد مرور اكثر من ثلاث سنوات على تعينهم في الملاك
خامساً: إلحاق المدرسين المعينين في العام الدراسي 2012 - 2013 بكلية التربية ودور المعلمين والمعلمات.
بو صعب يبحث مع البنك الدولي تأمين مدارس جاهزة للنازحين ويؤكد لـ «A.U.F» أن التلامذة المحتاجين لا يعلمون بالمنح
اجتمع وزير التربية والتعليم العالي الياس بو صعب مع المديرة الإقليمية للوكالة الجامعية الفرانكوفونية A.U.F سلوى ناكوزي في حضور المدير العام للتعليم العالي الدكتور أحمد الجمال، وإطلع منها على المهام التي تقوم بها الوكالة سيما وأن مكتب بيروت يمثل 13 بلداً في المنطقة . ويرتكز نشاط الوكالة على الحوكمة في مؤسسات التعليم العالي والتربية والأبحاث العلمية والجودة، وهي تتعاون مع الوزارة والجامعة اللبنانية ونحو عشر جامعات خاصة في لبنان، وركزت على مشروع التعليم عن بعد وقوننته والعمل على وضع التشريعات التي تسمح باعتماده رسميا. كما شددت على ترسيخ العلاقة بين مؤسسات التعليم العالي وسوق العمل.
الوزير بو صعب ركز على أهمية الجودة في التعليم العالي التي تضع الأسس والمعايير للقبول والإعتماد في أي مؤسسة تعليم عالٍ، معتبراً أن نظام المنح يساعد العديد من الطلاب والأساتذة، وكشف عن عزمه وضع آلية لتعميم المنح على الجميع، مشيراً إلى أن التلامذة الأكثر حاجة إلى المنح لا يعلمون بوجودها ولا يستطيعون الوصول إليها، أو أنها تأتي في آخر المهلة المتاحة للتقدم إليها ما يجعل الراغبين بالتخصص غير قادرين على تحضير ملفاتهم لضيق الوقت.
ثم اجتمع الوزير بوصعب مع بعثة البنك الدولي برئاسة الدكتور حنين السيد المنسقة
للمشاريع التربوية والاجتماعية.
وتناول البحث في الاجتماع المهام المناطة بمشروع الإنماء التربوي لجهة دعم الوزارة
في الأمور التي ترفع مستوى التعليم ومنها إصدار المعايير الوطنية لإعداد وتدريب
المعلمين ضمن رؤية جديدة لدور المدرسة، لكي تشكل الأطر المرجعية لمهام المدرسة
الرسمية، إضافة إلى مشروع الطفولة المبكرة وتعميم الروضات.
وتطرق
المجتمعون إلى الواقع الجديد الذي فرضه تدفق النازحين من سوريا إلى لبنان وضرورة
وضع أولويات جديدة تداركاً للمخاطر التي يمكن أن يتعرض لها القطاع التربوي نتيجة
هذا الضغط البشري والمادي.
وكلف وزير التربية الإدارة إنجاز لوائح بالمدارس المحتاجة إلى تأهيل أو تتيح
عقاراتها المكان الكافي لوضع مدارس جاهزة عليها. كما كلف الإدارة وضع لائحة
بالأولويات الملحة لتشغيل المدارس، في الوقت الذي تسعى فيه بعثة البنك الدولي
لإيجاد التمويل واتخاذا لقرار السريع بالتنفيذ.
ثم استقبل الوزير بو صعب وفد شركة مايكروسوفت وتناول البحث المشاريع المعلوماتية التربوية والمناهج الرقمية والشراكة في التعليم.
وفي اطار آخر، وجه وزير التربية رسالة بمناسبة عيد البشارة، إلى الطلاب دعا فيها الى «نبذ الطائفية البغيضة لأنها آفة لبنان الكبرى، التي تفرق بينكم وتولد الأحقاد والضغائن، ونأمل منكم الترفع فوق رذائلها وما تولده من الانقسامات والإفرازات في حياتنا العامة».
................................جريدة الاخبار ................................
«أعطينا الادارة المهلة الكافية ولم نلق أي رد ايجابي، اليوم (أمس) كان التحرك رمزيا، أما غدا (اليوم)، فالمشهد سيكون مختلفا»، هذا ما ردده محمود (أحد الطلاب)، بانفعال، بعد مشاركته في السلسلة البشرية الذي نظمتها الحكومة الطلابية البارحة، كخطوة من خطوات تحرّكاتها ضد زيادة الاقساط في الجامعة. حمل المشاركون لافتات سوداء وبيضاء، ورسموا الأحرف الأربعة STFI ، وهي اختصار لجملة stop the tuition fees increase، أي أوقفوا زيادة الأقساط، محمود ليس وحده من يشعر بالحماسة ويدعو الى تصعيد التحرّك «سريعا»، بل يشاركه في ذلك عدد كبير من الطلاب الخائفين من أن «تموت القضية»، أو ان تجري «المفاوضة عليها».
الادارة ما زالت تلتزم الصمت حتى اليوم، مشغولة بقضاياها الداخلية الساخنة. فبيتير
دورمان، رئيس الجامعة، لم يستطع خلال اجتماعه الأخير مع كامل أعضاء الحكومة
الطلابية استمالة أي من الأحزاب السياسية «علانية»،
برغم المحاولات الساعية لعقد صفقات «من تحت الطاولة» أخيرا، ويبدو أنه لم يعد قادرا
أيضا على المحافظة على التماسك «الشكلي» للادارة، فقدم العميد أحمد دلاّل استقالته،
وهو بمثابة أعلى منصب اداري بعد منصب رئيس الجامعة.
الـ «وحدة طلابية» ستتجسد مجددا، في التجمّع الذي ينوي الطلاب اقامته، بدعم مجموعة
من الأساتذة وعدد من الموظفين الاداريين، أمام المبنى الأساسي للادارة (الكوليج
هول) عند العاشرة صباحا، كخطوة تحذيرية أخيرة للتذكير بمطالب الطلاب «تفاديا لأي
تصعيد لاحق»، بحسب نص الدعوة الذي عمم على الصفحات الخاصة بانتفاضة طلاب الجامعة.
اليوم ايضا، تُعقد في نيويورك أولى جلسات مجلس أمناء الجامعة لمناقشة ميزانية الجامعة المقترحة، مع تعديلات معينة أضيفت من قبل دورمان، الذي غابت رسائله عن الطلاب طوال الأسبوع الماضي، بعدما وصلته توصيات اللجنة المؤقتة التي شكلها لمعالجة مشكلة الأقساط الجامعية، وبرغم طلب كل من الحكومة الطلابية ومجلس الشيوخ من دورمان اطلاعهما على مضمون التوصيات، الا أن الأخير وعدهما بارسال ملخص ولم يفعل. ويبدو أن ما يقلقه ليس فقط مسألة الحراك الطلابي بحد ذاته، بل ما يُكشف عنه يوما بعد يوم من خلال طرح القضايا المتعلقة بالشفافية وتسليع التعليم وسوء الادارة. ان من قبل الطلاب، أو اتحاد الأساتذة، أو داخل مجلس الشيوخ، فضلا عما كشفته بعض التقارير المسربة، من فساد داخل الجسم الاداري للجامعة، فبعد سحب الثقة من أحد كبار الموظفين، مدير العمليات جورج ديبين، وطلب سحب الثقة من المدقق الداخلي في الجامعة أندرو كارترايت بسبب قضايا تتعلق بالفساد وسوء الادارة، وآخرها مسألة التنصت، علمت «الأخبار» أن العميد أحمد دلاّل قد تقدم باستقالته من ادارة الجامعة، وقُبلت، في ظل تكتم شديد على الاسباب، الا أنه من المرجح أن يكون دلاّل قد استقال بسبب رفضه سياسة دورمان الداخلية وبدء تكشّف ما هو «مستور» في أروقة الجامعة، أما الخلاف بين الرجلين، فيعود الى بدايات ولاية دورمان كرئيس، لكن تفاقم كل هذه الفضائح والمشاكل دفع به الى التخلي عن دورمان. وبحسب المصادر، فان رفع الأقساط كان العامل «المفجر» للمشكلة.
اذا، الجامعة تغلي، والجميع بانتظار ما ستؤول اليه نتائج اجتماع مجلس الأمناء، الذي سيرد على العديد من القضايا، وخاصة موضوع الأقساط، وذلك خلال هذا الشهر، لا حتى شهر ايار بحسب ما أشاع رئيس الجامعة في احدى رسائله للطلاب.
مجلس الجامعة تلقى رسالتين، الأولى من مجلس الشيوخ (لم يعرف مضمونها)
والثانية من الطلاب. المجلس مطالب اليوم بأخذ الطلاب ومطالبهم على محمل الجد، هذه
خلاصة ما أرسلته نائبة رئيس الحكومة الطلابية جنان أبي رميا الى أعضائه، باسم طلاب
الجامعة الأميركية في بيروت، توضح اسباب اعتراض الطلاب على «الزيادة غير مبررة في
رسوم التدريس في الاعوام الثلاثة الأخيرة، التي وصلت الى ٣٧%، بعد اعتماد سياسة
الـ١٥ رصيدا»، الأمر الذي عده الطلاب
«خرقاً للعادة
القديمة في الأميركية، وهي أن يدفع الطلاب قيمة ١٢ رصيدا منذ أكثر من مئة عام».
الشفافية، تجميد زيادة الأقساط، واشراك الطلاب في القرارات، هي المطالب الأساسية
للطلاب، كانت ضمن رسالة أبي رميا للمجلس، التي أعربت عن تخوف الطلاب من أن تتحول
الأميركية الى «جامعة للأغنياء فقط» واستبعاد باقي طبقات المجتمع، شارحةً أيضا
التحقيقات التي قامت بها الحكومة الطلابية، والتي أظهرت أن أجور الأساتذة زادت فقط
بنسبة 1%، وأشارت الى التناقض بين الاداريين والأكاديميين، حيث أن دخل المدراء
يتجاوز بثلاثة أضعاف أجر المحاضر بدوام كامل. وأيضاً أوضحت الرسالة أن الزيادة في
المساعدات المالية لا تتناسب مع الزيادة في الأقساط، كما انتقدت أيضا غياب التخطيط
المالي الحقيقي الذي يمكّن الجامعة من الوصول الى بدائل مالية، لكي لا يبقى الطالب
المستهدف الأول من أي زيادة في مصاريف الجامعة.
تساءل الطلاب عن السبب الذي يدفعهم الى تمويل مستشفى الجامعة، كما أبدوا تخوفهم من
تمادي ادارة الجامعة في محاولاتها لتطوير نفسها عن طريق
«المنافسة» مع
الجامعات الأخرى التي تجري على حساب الطلاب.
المطالب هذه لن تُناقش، كما أعلن الطلاب سابقا، قبل أن تجمد زيادة الاقساط.
بهذه الطريقة فقط، بحسب الطلاب، تُظهر الادارة نيّة حقيقية بوضع الطلاب في سلم
أولويات الجامعة، عن طريق إيجاد مصادر مالية بديلة، وأن يعطى الطلاب الحق بأن
يكونوا جزءا فعليا في عملية اتخاذ القرار. هل يكون لهذه الرسالة أي صدى فعلي داخل
اجتماعات مجلس الأمناء؟ وهل الطلاب على استعداد للتصعيد والمواجهة المباشرة مع
الادارة؟ هذا ما قد يحسمه اليوم الطلاب في حراكهم الموجه مباشرة الى مبنى ادارة
الجامعة ومكاتب الموظفين، وحكما مكتب رئيس الجامعة.
حسين مهدي
كان بإمكان طلاب كلية العلوم الاقتصادية وإدارة الأعمال في الجامعة اللبنانية المشاركبن في ندوة عن «آفاق لبنان الاقتصادية» أن يقاربوا المسائل نفسها لو كانوا يتحدثون في حلقة غير متخصصة عن مشاكل الشباب مثلا. لم يطرح أي من المتدخلين سؤالاً واحداً ينم عن وعي للاقتصاد السياسي ومسؤولية النظام السياسي ونموذجه الاقتصادي، وشبكة المصالح الكامنة فيه عن معاناتهم، علما ان اللقاء الذي جمعهم يفترض أنّه أكاديمي ويسعى إلى نشر الوعي الاقتصادي والاجتماعي في صفوف الطلاب، أو هذا ما تزعمه جمعية المتخرجين في دعوتها الى سلسلة ندوات ستنظمها في فروع الكلية.
أثار أحد الطلاب صعوبة استيعابه في مؤسسة مالية بلا واسطة. وقالت طالبة أخرى إنّه يستفزها لدى البحث عن عمل سؤالها عن دينها. وانتقدت ثالثة عدم قبول الفتيات المحجبات في بعض المصارف. وشكا رابع من غياب الحوافز وكثرة أعداد النازحين السوريين وتقليص فرص العمل لدى الشباب اللبناني. وسأل متدخل خامس عن الخيارات المفتوحة أمامه في لبنان إذا أراد أن ينفذ مشروعاً صغيراً. وبدت طالبة سادسة فاقدة الأمل مما سيؤول إليه مستقبل لبنان النفطي، بدليل أن الفساد بدأ ينخر في القطاع قبل أن يبصر النور. ورأت سابعة أنّ بناء الدولة يبدأ من الجامعات، «لكن الأحزاب الطائفية لا تسمح لنا بالعمل هنا».
لم يحرج المشاركون بشيء، المحاضر المدير العام لبنك الموارد الوزير السابق مروان
خير الدين. فهو لم يجد نفسه مضطرا إلى الدفاع عن نفسه كفاعل من جملة فاعلين ينتفعون
من النموذج الذي يشكو منه الطلاب، بل بالعكس، استطاع رجل الأعمال أن يبث مقاربته
للاقتصاد بسلاسة وبأسلوب وصفه الطلاب وأساتذتهم بـ
«المشوّق
والممتع». ركز خير الدين على دولة غير منتجة (من دون ان يشير إلى مصلحة من هي غير
منتجة) رغم أنّها غير مكسورة وغير مفلسة، مطالباً بترشيد الإدارة (اي جعلها غير
منتجة اكثر لا العكس) والخروج من مزرعة «مرقلي تمرقلك»، عبر تعزيز الشراكة بين
القطاع الرسمي والخاص، شرط أن تكون هناك ضوابط بتأمين خدمة أفضل للمواطن بسعر أرخص،
وألا تكون مجرد «تنصيبة»،
مستشهداً بـ «نجاح تجربة الخلوي» (هل تذكرون الارباح الخيالية التي جنتها شركتا
ليبانسل وسيليس من جراء فرض التخلّف والندرة في هذا القطاع). بدا خير الدين
متفائلاً بسد عجز الموازنة بالرهان على النفط الذي سيجلب بين 100 ألف و300 ألف
وظيفة جديدة خلال 7 سنوات (لكنه لم يشرح ابدا من الذي سيأخذ ريوع النفط عندما تُخصص
لسد العجز لا لتنمية الاقتصاد والبنى التحتية والمجتمع).
ليس مستغربا ألا يغوص طلاب الاقتصاد في التفكر في النظريات والسياسات الاقتصادية
والاجتماعية وانعكاساتها على الطبقة العاملة والمجتمع، ما دامت المناهج لا تفرد
حيزاً كبيراً لهذا الجانب الأساسي وما دام الأساتذة أنفسهم يرددون على مسامع طلابهم
عبارات «الانبهار» بالقوة الموضوعة بيد المؤسسات المصرفية والمالية التي تموّل
الدولة وتسيطر عليها.
المفارقة التي تسجل في برنامج ندوات الجمعية هي التركيز على استضافة رجال أعمال لا اقتصاديين أكاديميين يشرحون للطلاب مثلاً الفرق بين مفهومي النمو الاقتصادي، الذي لا يعني تماماً أي تحسن في حالة البلد، والتنمية الاقتصادية التي تحدد تقدم الدولة أو تخلفها اقتصادياً واجتماعياً.
فاتن الحاج
الإنذار الأخير الذي أراد طلاب الأميركية توجيهه إلى الإدارة اليوم لم يكن على قدر توقعات أهل الجامعة من طلاب وأساتذة وطاقم إداري. رغم ذلك، فإن افتراش الطلاب الأرض أمام مبنى الكوليج هول، المبنى الأساسي للإدارة، أقلق الإدارة التي استدعت عدداً من المنظمين. أما تحركات الطلاب المتتالية فنجحت بإيصال صوتهم إلى مجلس الأمناء الذي يعقد ثانية جلساته. وقد وجّه فيليب خوري، رئيس المجلس، رسالة «يطمئن» فيها الطلاب إلى أنهم سيتباحثون في مجمل قضايا الجامعة الأميركية، وتحديداً مسألة زيادة الأقساط.
التحرك تأجّل لساعتين، من العاشرة حتى الثانية عشرة، بسبب «مشاكل تقنية»
حالت دون تنفيذه في الوقت المحدد. لكن حالة الضياع كانت واضحة في صفوف الطلاب، لم
يعد أحد يعرف من يقود المنتفضين. قوى طلابية عمّمت أن الاعتصام عند العاشرة، وأخرى
عممت أنه عند الساعة الثانية عشرة. تغيّر التوقيت في ساعة متأخرة أمس دون أي مبرر.
فمن الذي «تعمّد» تغيير الموعد؟ ومن الذي يريد ضرب انتفاضة الطلاب من الداخل؟
لم يستطع المنتفضون إغلاق الممر أمام المبنى، كما أراد عدد منهم. الموظفون مرّوا
فوق الطلاب بسهولة، نتيجة الحصار «الرمزي» فقط للمبنى. فهل بدأت التدخلات السياسية
تفعل فعلها، أم أن ما حدث هو فقط نتيجة نقص في الخبرة التنظيمية؟
اجتمع الطلاب للتباحث في ذلك، وأعرب العديدون عن انزعاجهم من سوء التنظيم و«الرمزية» الزائدة عن حدها، وقد اتفقوا على عقد اجتماعات دائمة للتخطيط لـ«المواجهة المقبلة».
قلق الإدارة كان واضحاً. استُدعي عدد من منظمي الحراك للطلب منهم عدم محاولة تعطيل
العمل الإداري أو القيام بأي عمل تخريبي مستقبلاً، وذلك
«احتراماً
للجامعة وقيمها»، تحت طائلة اتخاذ إجراءات بحقهم.
امتعاض الإدارة لم يكن بسبب الطلاب فحسب، بل أيضاً بسبب نشر «الأخبار» لخبر استقالة
العميد أحمد دلّال البارحة؛ فالنقاشات عن غياب الشفافية (بسبب إخفاء الخبر عنهم)
وأسباب الاستقالة ومواقف دلّال الرافضة لسياسات دورمان الداخلية والفساد المتغلغل
في الجامعة، استمرت على مدى اليوم. وشرحت مصادر مقربة من الإدارة لـ«الأخبار» أن
دلّال الحاضر داخل اجتماعات مجلس الأمناء، سيكون أكثر جرأة، وسيقول الأمور «متل ما
هيّ».
يحضر اجتماع مجلس الأمناء، إضافة إلى أعضائه، رئيس الجامعة دورمان والعميد المستقيل
دلّال، وعدد من كبار الموظفين.
ومن المتوقع أن ينهي أعماله نهار الاثنين، وعلى أساس نتائجه يقرر الطلاب خطوتهم
«التصعيدية» المقبلة، ويقول هنا أدهم شقير أحد المنظمين في حديث لـ«الأخبار»: «لا
تلُمْنا الجامعة على أي خطوة نتخذها، إذا ما كانت نتائج الاجتماع سلبية».
بتوقيت بيروت