................................جريدة الأخبار ................................
376 طالبة وطالباً في لبنان مقيّدة حرياتهم العامّة. فهؤلاء يستفيدون من منح دراسية تقدّمها الوكالة الأميركية USAID، وهي مشروطة بجملة واسعة من الشروط والأحكام التعاقدية «المطّاطة»، وفي مقدمها عدم المشاركة بأي نشاط أو عمل أو موقف يمكن أن يعتبره موظّفو الوكالة والسفارة الأميركية في لبنان داعماً للإرهاب... ولكن ما هو مفهوم «الإرهاب» في عرف هؤلاء. هو باختصار كل إطار لا يخدم المصالح والسياسات الأميركية، بما في ذلك شركات أو جمعيات يعمل فيها مؤيدون لمقاومة الاحتلال.
حسين مهدي
بعد الانتهاء من المرحلة الثانوية، يتوجه قسم كبير من الطلاب والطالبات للبحث عن منحة دراسية لاستكمال دراستهم في جامعة خاصة. زينة (اسم مستعار) هي واحدة من هؤلاء. تقدّمت بطلب منحة من الوكالة الأميركية للتنمية الدولية (USAID)، وحصلت عليها بعد استيفاء شروطها وتوقيع العقد النموذجي مع الوكالة ومرفقاته تتعاقد هذه الوكالة مع ثلاث جامعات خاصة في لبنان: الجامعة الاميركية في بيروت، الجامعة اللبنانية الاميركية، وجامعة هايكازيان.
والشروط هي نفسها تقريباً؛ فعلى مقدم الطلب أن يكون لبنانياً حاز علامة 12 على 20 كحد أدنى في الشهادة الثانوية، وأن يكون قد أتمّ دراسته في مدرسة رسمية. زينة تستوفي هذه الشروط، وقد أرفقت مع طلب التسجيل نسخة من علاماتها في السنين الثلاث للمرحلة الثانوية، إضافة الى مستند يقنع الجامعة والجهة المانحة بأنها من الفئات الأكثر عوزاً. اجتازت المراحل الثلاث، إضافة الى إجراء امتحان لغة والعديد من المقابلات.
يتوزع الطلاب المستفيدون من منح الوكالة بشكل متساوٍ جندرياً ومناطقياً. وليس في ذلك أي تمييز بين الطلاب والطالبات، لا سيما أن مراحل القبول والمقابلات مع الطلاب تتولاها إدارات الجامعات الثلاث بشكل مباشر. بيد أن عدداً من الحالات التي قابلتها «الأخبار»، ومنهن زينة، أنذرت بأن حرية التعبير والرأي لدى هؤلاء الطلاب والطالبات مقيّدة بموجب العقد ومرفقاته، فضلاً عن أن حرّية عملهم بعد التخرّج مقيّدة أيضاً لفترة توازي سنوات الدراسة، أي 3 سنوات بعد التخرّج في الجامعة.
كيف ذلك؟
يوقّع الطلاب المقبولون على العقد ومرفقاته مع الوكالة للاستفادة من المنحة. وغالباً لا يطّلع هؤلاء على الأحكام التي يوقّعون عليها، وليس لديهم حق تعديلها أو التحفّظ على بعضها. وبالطبع هم لا يستشيرون خبيراً قانونياً قبل التوقيع عليها. في الواقع، لا يهتم طالب المنحة بكل التفاصيل، كل ما يهمه الفوز بالمنحة نفسها التي تؤمن له دفع مصاريف دراسته كاملة، وتأمين السكن والكتب الدراسية والتأمين الصحي، إضافة الى مصروف شهري بقيمة 500 دولار على مدى 11 شهراً في السنة، وعلى مدى سنوات الدراسة.
هذه المزايا التي يحتاج إليها
الطالب بشدة، في ظل عدم التزام الدولة بمبدأ حق التعليم ومجانيته، تتحوّل بذاتها
الى مقيّد لحريته وحقوقه. يصبح قلقاً من خسارة منحته. يخاف الطالب الإقدام على أي
عمل قد يفسره موظف الوكالة مخالفاً لأحكام العقد ومرفقاته. فكيف إذا كانت هذه
الاحكام هي تقييدية بالفعل؟ وهو ما يكتشفه الطلاب والطالبات لاحقاً. يكتشفون أنهم
ممنوعون من التعبير الحر على شبكات التواصل الاجتماعي أو المشاركة في النشاطات
السياسية أو الانخراط في العمل الطالبي... أو حتى التدرّج لدى مؤسسة، لمجرد أنها
تحمل موقفاً لا يتناسب مع مصالح وسياسات الولايات المتحدة الاميركية وإسرائيل وبعض
القوى السياسية المحلية.
ليس الحديث هنا عن حالات فردية أو هامشية. فالوكالة الأميركية للتنمية الدولية تعدّ
من أبرز الجهات التي تقدم المنح الى الطلاب، فهي تقدم سنوياً منحاً دراسية كاملة،
ويصل عدد المستفدين منها حالياً الى 376 طالباً، سيضاف اليهم 106 طلاب بحلول أيلول
2014. إذن، الحديث هنا عن كتلة طلاب كبيرة نسبياً، يُجبرون على توقيع عقد ظاهره
عادي يحدد الشروط الأساسية المتعلقة بالالتزام بأنظمة الجامعة لناحية الحضور
والنجاح في المواد والانخراط في نشاطات داخل الجامعة، أما باطنه فيحمل في طيّاته
ملامح القمع، وهي تبعات الورقة المرفقة مع العقد بعنوان
certification regarding terrorist financing
implementing
أو «الشهادة المتعلقة بتنفيذ الأمر التنفيذي بشأن الدعم المادي للإرهاب».
ماذا في الورقة المرفقة التي حصلت عليها «الأخبار»؟
يوقّع الطالب، بحسب الفقرة الأولى، على تعهد ينص على الآتي: «سأتحمل كامل المسؤولية لضمان أنه خلال الفترة الممتدة من تاريخ تسجيل الطالب حتى 6 سنوات، لن أقدم ــ بدرايتي ــ أي دعم مادي أو بشري لأي شخص أو مؤسسة تدعم، أو تحاول أن تدعم، تروّج، تسهّل أو تشارك في أي عمل إرهابي، أو سبق أن ارتكبت، حاولت ارتكاب، سهّلت، أو شاركت في عمل إرهابي».
قد يبدو النص مقبولاً ما دامت الجهة المانحة هي وكالة أميركية، لكنّ تفسير التعهّد يبقى مطاطياً، ولا سيما لجهة تفسير «الارهاب». فالعقد يقول إن «الارهاب» هو بحسب التعريف الذي تعتمده الأمم المتحدة. ولكن في الممارسة، كما حصل مع زينة وغيرها، يتجاوز كثيراً هذا التعريف؛ فحزب الله وكل الهيئات المساندة للمقاومة وكل الشركات والمؤسسات التي يعتبرها موظف الوكالة «إرهابية» أو «داعمة للإرهاب» ستصنّف على هذا الاساس ويجري اعتماد هذا التصنيف في التعامل مع الطلاب والطالبات الحائزين المنح من الوكالة. وهذا يشمل أيضاً تفسير «الدعم المادي والبشري»، إذ يتوسع موظفو الوكالة وموظفو السفارة الأميركية في تفسير «الدعم» ليشمل كل «أدوات العملة والخدمات المالية، التدريب، تقديم النصيحة أو المشورة أو المساعدة، التواصل، التسهيل، تقديم السلاح، التواصل الشخصي، المواصلات، أو غيرها من الدعم الجسدي، من الأموال غير المنقولة».
كيف تتم ترجمة ذلك؟
زينة في سنتها الدراسية الثانية كانت بحاجة إلى ساعات تدريب محددة في إحدى الشركات. قامت باختيار إحداها، ولم تعترض إدارة الجامعة على اختيارها لاختصاص الشركة في مجال دراسة هذه الطالبة. بعد حوالى أسبوع، تلقّت اتصالاً من أحد العاملين في الوكالة، استدعاها الى مكتبه «للضرورة»، وطلب منها الاختيار بين استكمال التدريب في هذه المؤسسة وبين المنحة المعطاة اليها، وهي بطبيعة الحال اختارت المنحة، ولم تنجح محاولاتها للاستفسار عن سبب رفض هذه الشركة المسجلة قانوناً في السجل التجاري اللبناني وتقوم بعملياتها مثل سائر الشركات المماثلة. اكتفى الموظف بالقول «إنكم وقّعتم على عقد وعليكم الالتزام به». ولكن أين خالفت العقد؟ تسأل زينة. يشير الموظف الى «الورقة المتعلقة بدعم الارهاب».
تستغرب زينة هذه الإجابة، فهي تعلم أن الشركة التي اختارتها ليست مملوكة أو تابعة أو مدارة من قبل حزب الله أو أي منظمة تعتبرها الادارة الاميركية إرهابية أو داعمة للارهاب. ولكنها، كما تقول، تعلم بأن هذه الشركة يعمل فيها أشخاص يؤيدون المقاومة ضد إسرائيل وينتقدون سياسات الادارة الاميركية. والمفارقة، بحسب زينة، أن معظم هؤلاء الاشخاص يزورون الولايات المتحدة، وبالتالي ليسوا ممنوعين من زيارتها، أي إنهم ليسوا مصنفين إرهابيين لدى السلطات الاميركية. حال زينة كحال غيرها من الطلاب الذين تم استدعاؤهم لدى اختيارهم لمؤسسات لا تعجب العامل في الوكالة، خصوصاً طلاب الجامعة اللبنانية الأميركية، أو الجامعة الأميركية في بيروت، حيث تعتمد الوكالة «توجيه» الطلاب للعمل والتدريب في مؤسسات «تتناسب» مع الوكالة وأهدافها. أما في جامعة هايكازيان فالحال هي الأسوأ، إذ لا يمتلك أي من طلابها نسخاً عن العقود، وهم ممنوعون من أي نشاط سياسي بحجة أن العقد يمنعهم من ذلك. قيود كثيرة تفرض على هؤلاء الطلاب، من خلال توجيه مدبّر من قبل الوكالة وموظفيها، ومن خلال إبعاد العديد من المؤسسات بتصنيفها «إرهابية» رغم عدم إدراجها على لائحة الارهاب وهي مؤسسات اجتماعية، اقتصادية، وحتى إنسانية أحياناً!
كيف تفسّر الوكالة ممارساتها بحق الطلاب؟
لم يكن سهلاً التواصل مع المسؤولين في الوكالة الأميركية للتنمية الدولية. بعد اتصالنا بالوكالة، طلبوا منا إرسال بريد إلكتروني بطلب إجراء مقابلة مع أسبابها، وكان لهم ذلك. بعد إرسال البريد والمتابعة عبر الاتصالات الهاتفية، انتظرنا من 7 تشرين الثاني (تاريخ إرسال البريد) حتى آخر الشهر نفسه. ولدى المتابعة كان ردّ موظف الهاتف أن البريد أصبح لدى العلاقات الدبلوماسية في السفارة، ولم يتم تحويلنا لدى اتصالنا في أي من المرات الى الشخص المسؤول، لذا أبلغناهم أننا سننشر الموضوع من دون رأي أو ردّ من السفارة. وفي اليوم نفسه من الرسالة، قامت إحدى المسؤولات من السفارة بالتواصل معنا طالبةً إعطاء السفارة يوماً لمعاودة الاتصال بنا للإجابة عن الاسئلة، وكان لهم ما أرادوا، إذ عاودت روبين هولزهور مسؤولة العلاقات الدبلوماسية في السفارة في الرابع من الشهر الماضي إرسال بريد فيه تفاصيل عن البرنامج، اضافة الى أنها طلبت مهلة ثانية للرد على الحالات التي قابلتها الأخبار، ليأتي الرد من هولزهور أن الطلاب لهم حرية اختيار المؤسسة أو الجمعية المراد التوجه اليها للتدريب أو العمل، إضافة الى أنهم أحرار في أن ينخرطوا في العمل السياسي «كما يحلو لهم»، مضيفة أن الواقع اللبناني أساساً بأكمله مسيّس. وأشارت إلى أن أي حالة منع من قبل السفارة أو الوكالة مردّها الى أن الطالب قد يكون توجه الى جمعية مملوكة من منظمة إرهابية أو داعمة لها، أو لديها من يموّلها من أفراد يدعمون الارهاب بالموارد البشرية أو المادية، أو أن عدداً من الأفراد المنضمين اليها أو العاملين فيها هم من داعمي الإرهاب، خصوصاً أن العقد يعرّف «الكيان» أو المجموعة المصنفة داعمة للارهاب بأنها كل «شراكة أو تعاون أو منظمة أخرى أو مجموعة أو مجموعة منضوية داخل مجموعة»، مضيفة هولزهور أنه لا يوجد أي حظر أو منع، بل إنهم «يوجهون الطلاب الى بدائل» في حال كانت خياراتهم غير مناسبة لتحسين مستواهم الأكاديمي والمهني. والمستغرب أنها بررت النقطة الاخيرة (وهي التي تفتح الباب واسعاً أمام الاستنسابية التي تقيّد حريات الطلاب) بأنهم يشترطون معدلاً مرتفعاً كشرط للمنحة، في حين أن العقد واضح في هذا المجال، وهو يشترط أن يكون المعدل الوسطي للنجاح هو 2ــ4 أي 50ــ100. أليست هذه ذريعة للتقييد والتحكم في خيارات الطلاب؟
ليس هذا فحسب، فلدى عرض العقد على خبراء قانونيين فوجئوا بمدة العقد، إذ توازي ضعف عدد سنوات الدراسة، أي إن هذا العقد لا يؤثر في حرية الرأي والتعبير للطلاب على مدى ثلاث سنوات دراسية فحسب، بل يمتد الى ثلاث سنوات غيرها، تستطيع خلالها الوكالة أن تتحكم في المستقبل المهني للطالب حتى بعد الانتهاء من الدراسة، ويبقى مفعول العقد سارياً لثلاث سنوات إضافية تستطيع الوكالة أيضاً منعهم من العمل لدى مؤسسات معينة إذا ما أرادت. يقول محام استشارته «الأخبار» إن مدّة العقد تعدّ من «الشروط التعسفية»، إذ يستطيع بسهولة الطرف الأول أن يتحكم في الثاني.
أهداف الوكالة الأميركية
الوكالة الأميركية للتنمية الدولية هي إحدى المؤسسات التابعة لوزارة الخارجية الأميركية، وفي لبنان تديرها مباشرة السفارة الأميركية في بيروت، وتملك العديد من البرامج التي تموّل من خلالها العديد من المؤسسات العامة أو الخاصة، إضافة الى بعض «المنظمات غير الحكومية»، فضلاً عن برنامج المنح الدراسية. فما هو المقابل التي تنتظره السفارة الأميركية من خلال الأموال الضخمة التي تقدمها؟
عدا عمّا تقوله الوكالة عن أن الهدف من هذه المساعدات المقدمة «من الشعب الأميركي» هو لصون الكرامة الانسانية حول العالم، وتطبيقاً للسياسة الخارجية الأميركية المساندة لذلك، لا تقدم أي أجوبة مقنعة حول الأهداف غير المباشرة أو الأجندة السياسية وراء ذلك، غير أن هناك العديد من التحليلات التي تضعها تحت خانة التهرب من الضرائب، فيكون «التبرع المشروط» حلاً لهذه المبالغ الضخمة التي توزّع في أكثر من مئة دولة، فضلاً عن «أجندة» سياسية مخفيّة وراء المشاريع التي تتولى بعض مؤسسات الدولة (حتى العسكرية منها) ومنظمات المجتمع المدني تنفيذها.
................................جريدة النهار ................................
يعود تاريخ المدارس الروسية، أو "الموسكوبية" في لبنان، خصوصاً في عكار، الى العام 1887. فهي ملازمة للتراث الروسي مرتبطة بالكنيسة الارثوذكسية، لكنها تحولت اليوم مدارس رسمية او بيوتاً للطائفة، او حتى قاعات للكنيسة.
أنشئت هذه المدارس بعد 5 اعوام على تأسيس الجمعية الامبراطورية الارثوذكسية الفلسطينية التي تأسست في 8 أيار 1882، والتي صادق على نظامها الداخلي الامبراطور الكسندر الثالث. كانت تتلقى توجيهاتها مباشرة من الأمير نقولا الثاني، ولها الباع الطويلة في تأسيس هذه المدارس وبنائها والاشراف عليها.
شملت تقديمات الجمعية العديد من بلدان الشرق الاوسط، لا سيما لبنان وسوريا وفلسطين، اذ تم بناء 114 مدرسة، منها 40 في لبنان، تتلمذ فيها ما يزيد عن 15 الف تلميذ. وساهمت هذه المدارس حينذاك، في رفع مستوى التعليم لدى ابناء العائلات العكارية، الذين اقبلوا على تعليم ابنائهم فيها وشجعوهم على السفر الى فلسطين لمتابعة دراساتهم. وساهمت عودة التلامذة طلاباً متخرجين بوضع اللبنة الأولى في تطوير التعليم في عكار، رغم الظروف الصعبة والقاسية التي عاشها ابناء المنطقة نتيجة ضيق الحال الاقتصادية والمعيشية.
حصة بارزة لأبرشية عكار
يقول الأب نايف اسطفان، المؤرخ لتاريخ ابرشية عكار الاثوذكسية، ان ابرشية عكار كانت
لها حصة بارزة من هذه المدارس التي تميزت بالتعليم المجاني فيها، كما كانت الجمعية
تؤمن للتلامذة الكتب والقرطاسية من دون اي مقابل.
ولفت الى أن الجمعية "ساهمت في تعريب القسم الأكبر من المواد التعليمية، كما أمنت
التطبيب المجاني للتلامذة، وسمحت للمتفوقين منهم بمتابعة تحصيلهم العلمي في الناصرة
بفلسطين، فيما أكمل بعضهم دراسته الجامعية في روسيا.
كيف توزّعت المدارس؟
توزعت هذه المدارس على مناطق عدة من عكار، لكن وجهة استعمالها تحولت حالياً. فمدرسة ديردلوم، كانت خارجية، تحولت اليوم رسمية، تم تأهيلها واضافة بعض الغرف الاسمنتية الى بنائها الاساسي. بلغ عدد تلامذتها 24 تلميذاً في عام 1907، ابرزهم المعلم حنا الحمصي الذي تخرج العام 1912 من دار المعلمين في الناصرة، ثم درس الحساب والتاريخ في مدرسة البلمند العام 1936. اما مدرسة الحاكور، وهي مدرسة خارجية، فتحولت رسمية تابعة لوزارة التربية، بلغ عدد تلامذتها في عام 1907 اكثر من 70 تلميذاً، اضافة الى مدرسة منيارة التي أزيل بناؤها بالكامل، وبنت الجمعية الخيرية الارثوذكسية بيتاً للطائفة على انقاضها. شكلت هذه المدرسة قديما صرحاً تربوياً قصده اهالي مختلف القرى المحيطة، ومن أبرز تلامذتها مريانا نعمة الراسي من بلدة الشيخ طابا ولطف الله الخوري الصراف الذي تابع علومه في مدرسة الناصرة، ثم درّس اللغة العربية.
بعدها، تأتي مدرسة جبرايل الروسية، التي انشئت قرب كنيسة رقاد السيدة التي تتألف من طبقتين وتعتبر من أقدم الكنائس الارثوذكسية في عكار. بلغ عدد تلامذتها في عام 1907 نحو 80 تلميذاً، وقد تحولت قاعة ملحقة بالكنيسة. أما مدرسة رحبة، فكانت تعتبر من كبريات المدارس "الموسكوبية" في عكار، فتحولت مدرسة رسمية للبنات. حينذاك، انتقل قسم كبير من تلامذتها الى الناصرة في فلسطين لمتابعة تعليمهم.
وأخيراً، لا تزال مدرسة بينو، التي اصبحت رسمية، تحافظ على بنائها المعماري السابق، كما ان قسماً من تلامذتها أيضاً يتابع تحصيله العلمي في الناصرة.
يذكر أن كتاب "المدارس الموسكوبية في لبنان 1914 – 1887"، الصادر العام 2012 احتفاء بمرور 130 سنة على تأسيس الجمعية الامبراطورية الارثوذكسية الفلسطينية، ومرور 125 سنة على تأسيس المدرسة الأولى للجمعية في لبنان، سلّط الضوء على المدارس الموسكوبية في لبنان، مرفقاً بتقرير مفصّل عن المدارس وصور نادرة من ارشيف متحف الدولة للتاريخ الديني ومحفوظاته.
من الكتاب، اخترنا صوراً لعدد من المدارس "الموسكوبية" في عكار، التقطتها عدسة حبيب هواويني، الفلسطيني الجنسية، في تموز 1899.
في المقلب الآخر بعيداً من التشنج السياسي، مشروعان تربويان رائدان للمجلس الثقافي البريطاني ووزارة التربية والتعليم العالي هما: ربط الصفوف الدراسية الأوسع وتعليم مواجهة الانقسامات التاريخية، ويشكلان "على حدة" مفترق طريق أساسي لبناء السلام والتعرف على الآخر وردم الهوة بين الخاص والرسمي.
لنبدأ بمشروع ربط الصفوف الدراسية الأوسع الذي كان أمس محط أنظار مديري المدارس والمربين والتلامذة الوافدين إلى وزارة التربية للمشاركة في الاحتفال بنجاح المدارس اللبنانية الخمس التي حازت جائزة المدارس العالمية المرموقة Full International School Award واعتمادها مدارس ISA رسمية، إضافة إلى المدارس الأربع التي استكملت بنجاح المستويين التأسيسي والمتوسط للجائزة. وقد رعى وزير التربية ممثلاً برئيسة المركز التربوي للبحوث والإنماء الدكتورة ليلى مليحة فياض احتفال توزيع الجوائز بمشاركة سفير بريطانيا طوم فليتشر.
بين ربط الصفوف والتاريخ
كيف يمكن أن نعرّف مشروع "ربط الصفوف الدراسية الأوسع"؟ أوضحت فياض في كلمتها ان المشروع " يهدف إلى إنشاء رابطات متينة ما بين مدارس لبنانية وأخرى عالمية، والتدريب المهني لمديري المدارس ومعلميها، وإقامة شركات ما بين مدارس في لبنان ومدارس في بريطانيا. كما يهدف إلى التواصل ما بين المدارس في لبنان والعالم بواسطة شبكة التواصل الإلكتروني".
وعن علاقة الجائزة بالمشروع ذكرت مديرة المجلس الثقافي البريطاني دونا ماكغاون في
كلمتها أن الـ"ISA"
هي "مكون مهم من
برنامج المجلس الثقافي البريطاني لربط الصفوف الدراسية الذي له هدفان أساسيان:
أولاً: إثراء التعليم كنتيجة لتعاون مستدام بين لبنان وبريطانيا وبلدان أخرى عبر
العالم في مجال التنمية المهنية والمناهج الدراسية وإصلاح النظام التعليمي والحوار
عن السياسات. وثانياً، لزيادة حس المواطنة العالمية كنتيجة لزيادة تعبير الشباب
والمربين عن قدراتهم في المهارات، والفهم والخلفية الضرورية للمساهمة في شكل مسؤول
في المجتمع، على المستويين العالمي والمحلي".
وفي العودة إلى توأمة المدارس اللبنانية والأجنبية، قالت منسقة المشروع في المركز
الثقافي البريطاني ميساء ضاوي: "إننا نلتقي للاحتفالِ بتوزيع جوائزَ فازت بها مدارس
بتوأمتها مع مدارسَ بريطانيّة، بغاية تأهيلٍ عالميٍ يوفر إطاراً جديداً من مجالات
التعلم والتعليم بأبعادٍ عالميةٍ لتحقيق مصالح وطنية من خلال طرقٍ تجديديةٍ
وحديثة". ولفتت إلى "أن الجائزة هي إقرار من مجموعات نظيرة من المربّين، ووزارة
التربية والمجلس الثقافي البريطاني للمعايير العالية المعتمدة في العمل على الصعيد
العالمي"، مشيرة إلى أن الجائزة " تمنَح للمدارس التي عملت لأكثر من سنة على الأقلّ
لتنمية بُعد دولي للسياسات والنشاطات في مدارسها".
وعن "لبننة "المشروع، تحدثت فياض عن توزيع "جائزة المرحلة التأسيسية لمدرسة واحدة وجائزة المرحلة المتوسطة لثلاث مدارس والجائزة الكاملة لخمس مدارس". وقالت: "بعدما لقي هذا المشروع نجاحاً في لبنان إذ إن المدارس المشاركة فيه أصبح عددها 220 مدرسة، ما بين رسمية وخاصة، يبرز أحد مكوناته وهو مشروع جائزة المدرسة العالمية والذي نحتفل بتوزيع جوائزه في هذا الحفل بحلّة جديدة ونقلة نوعية. إذ إن جائزة المدرسة العالمية جرى تطويرها بحيث أصبحت تندرج ضمن أربعة تصنيفات".
وبعد عرض الأعمال التي قامت بتحضيرها المدارس الفائزة خلال المشروع وزعت جوائز وشهادات اﻟISA للمدارس الفائزة من السفير فليتشر وفياض والمدير العام للتربية فادي يرق على الشكل الآتي: فازت بالجائزة التأسيسية مدرسة مار يوحنا المعمداني وهي تشمل مشروعاً واحدا. وتعد فيها المدرسة في مرحلة التوعية عن المواضيع ذات المنحى العالمي. أما الجائزة المتوسطة فقد فازت بها كل من ثانوية الليلكي، مدرسة سيدة العطايا الدكوانة والأكاديمية الأميركية في بيروت. وتشمل الجائزة ثلاثة مشاريع في المدرسة وتصنف فيها المدرسة استنادا إلى تعمّقها بالمواضيع ذات الاهتمام العالمي. أما الجائزة الكاملة ففازت بها كل من مدرسة الراهبات الأنطونيات - الحازمية، مدرسة الراهبات الأنطونيات رومية، مدرسة الراهبات الأنطونيات زحلة، مدرسة الإليزه ومدرسة "كولاج بروتستانت"، وتشمل سبعة مشاريع وتصنف فيها المدرسة استنادا إلى تفاعلها الثقافي مع المدارس في لبنان والعالم.
من جهة ثانية، أعلنت ماكغاوين في كلمتها عن "ولادة" مشروع تعليم الانقسامات التاريخية يهدف إلى إحداث تحول استراتيجي في المقاربات الحالية لتعليم التاريخ، والثقافة والهوية في المدارس، من خلال اعتماد الصورة المتحرّكة والمنهجيات التربوية الرقمية في تعليم التاريخ والتربية المدنية، وكذلك مجموعة واسعة من المواد مثل اللغة الإنكليزية، وتكنولوجيا المعلومات والاتصالات، والفنون، والموسيقى وفي البرامج التعلمية العابرة للمناهج". وقالت: "يبدأ المشروع هذه السنة في 15 مدرسة رسمية وخاصة في لبنان. وسوف تشارك هذه المدارس في برنامج تدريبي في وقت لاحق من هذا الشهر هنا في بيروت، يتولّى تيسيره الشركاء في إيرلندا الشمالية. ويوفر الدرس لهم المهارات والمعرفة الضرورية لإتمام المشروع، وتكريسه في المنهاج اللبناني".
حدّد المدير العام لوزارة التربية رئيس اللجان الفاحصة فادي يرق مواعيد الامتحانات الخطية للشهادة المتوسطة وشهادة الثانوية العامة بفروعها الأربعة لدورة 2014 والتي تبدأ لشهادة "البريفيه" في 7 حزيران المقبل، وللثانوية في 13 منه، وفقاً للجداول الآتية:
الشهادة المتوسطة
اليوم والتاريخ المادة التوقيت
السبت جغرافيا 8:30 - 9:30
7
حزيران 2014 رياضيات 9:50 - 11:50
الاثنين علوم الحياة والأرض 8:30 - 9:30
9
حزيران 2014 لغة عربية 9:50 - 11:50
الثلثاء فيزياء 8:30 - 9:30
10
حزيران 2014 لغة أجنبية 9:50 - 11:50
الأربعاء كيمياء 8:30 - 9:30
11
حزيران 2014 تربية 9:50 - 10:50
تاريخ 11:10 - 12:10
فرع علوم الحياة
اليوم والتاريخ المادة التوقيت
الجمعة تاريخ 8:00 - 9:00
13
حزيران 2014 علوم الحياة 9:20 - 12:20
السبت جغرافيا 8:00 - 9:00
14
حزيران 2014 كيمياء 9:20 - 11:20
الاثنين لغة أجنبية 8:00 - 10:30
16
حزيران 2014 رياضيات 10:50 - 12:50
الثلثاء فيزياء 8:00 - 10:00
17
حزيران 2014 فلسفة وحضارات 10:20 - 12:20
الأربعاء تربية 8:00 - 9:00
18
حزيران 2014 لغة عربية 9:20 - 11:50
فرع العلوم العامة
اليوم والتاريخ المادة التوقيت
الجمعة رياضيات 8:00 - 12:00
13
حزيران 2014
السبت جغرافيا 8:00 - 9:00
14
حزيران 2014 فيزياء 9:20 - 12:20
الإثنين لغة أجنبية 8:00 - 10:30
16
حزيران 2014 تاريخ 10:50 - 11:50
الثلثاء كيمياء 8:00 - 10:00
17
حزيران 2014 فلسفة وحضارات 10:20 - 12:20
الأربعاء تربية 8:00 - 9:99
18
حزيران 2014 لغة عربية 9:20 - 11:50
فرع الاجتماع والاقتصاد
اليوم والتاريخ المادة التوقيت
الجمعة تاريخ 8:00 - 9:00
20
حزيران 2014 اقتصاد 9:20 - 12:20
السبت لغة أجنبية 8:00 - 10:30
21
حزيران 2014 فلسفة وحضارات 10:50 - 12:50
الاثنين رياضيات 8:00 - 10:00
23
حزيران 2014 اجتماع 10:20 - 13:20
تربية 8:00 - 9:00
الثلثاء ثقافة علمية:
24
حزيران 2014 - فيزياء 9:20 - 10:20
-
كيمياء 10:40 - 11:40
-
علوم الحياة 12:00 - 13:00
الأربعاء جغرافيا 8:00 - 9:00
25
حزيران 2014 لغة عربية 9:20 - 11:50
فرع الآداب والإنسانيات
اليوم والتاريخ المادة التوقيت
الجمعة تاريخ 8:00 - 9:00
20
حزيران 2014 فلسفة عربية 9:20 - 12:20
السبت لغة أجنبية 8:00 - 11:00
21
حزيران 2014 جغرافيا 11:20 - 13:20
الاثنين رياضيات 8:00 - 9:00
23
حزيران 2014 لغة عربية 9:20 - 12:20
تربية 8:00 - 9:00
الثلثاء ثقافة علمية:
24
حزيران 2014 - فيزياء 9:20 - 10:20
-
كيمياء 10:40 - 11:40
-
علوم الحياة 12:00 - 13:00
الأربعاء فلسفة عامة 8:00 - 11:00
25
حزيران 2014
................................الوكالة الوطنية للإعلام ................................
أصدر رئيس الجامعة الإسلامية في لبنان الدكتور حسن الشلبي قرارا بتعيين الدكتور الشيخ محمد شقير عميدا لكلية الدراسات الإسلامية خلفا للعميد المنتهية ولايته الدكتور فرح موسى، كذلك عين الدكتور جاك سموري مديرا لكلية العلوم السياحية خلفا للعميد المنتهية ولايته الدكتور محمد عبد الله.
وجرى حفل التسليم والتسلم في كل من الكليتين في حضور الشلبي والأمين العام للجامعة الدكتور عباس نصرالله وعدد من أساتذة الكلية.
نظمت مديرية الجامعة اللبنانية الدولية LIU التابعة لمنفذية الطلبة الجامعيين في الحزب السوري القومي الاجتماعي في بيروت ندوة بعنوان: "كتاب بلا قارئ... مجتمع بلا معرفة"، شارك فيها الدكتور جمال واكيم والشاعرة ريتا باروتا ومنفذ عام الطلبة الجامعيين وسام سميا، بحضور وكيل عميد التربية رامي قمر وأعضاء هيئة المنفذية ومهتمين وحشد من الطلاب الجامعيين.
افتتحت الندوة بالنشيدين اللبناني والقومي الاجتماعي، وقدمها ماهر ابو كامل مركزا
على "أهمية الكتاب والقراءة لتعزيز قيمة الحوار بين المواطنين وبخاصة الطلاب.(..).
................................جريدة اللواء ................................
حفل تأبيني في "اللبنانية"
في أربعين وسيم حجازي
أقامت كلية الإعلام في الجامعة اللبنانية حفلاً تأبينياً لمناسبة مرور أربعين يوماً على وفاة أستاذ الصحافة وسيم حجازي، وذلك يوم أمس في الإدارة المركزية للجامعة، بحضور حشد من العمداء والمدراء والاساتذة والطلاب.
بعد الوقوف دقيقة صمت عن روح الفقيد، ألقى رئيس الجامعة اللبنانية الدكتور عدنان السيد حسين كلمة اشار فيها الى ان «المشاكل الامنية في البلاد لم تؤثر سلبا على اجواء الجامعة اللبنانية»، لافتا الى انه «سيتم اجراء الانتخابات الطالبية في هذه السنة اذا سمحت الظروف الامنية بذلك»، ومشددا على ان «الحياة النقابية في الجامعة يجب ان تكون، لانها من اساس العمل الطالبي».
وأضاف الدكتور السيد حسين: «إنّ حجازي كان في خدمة الجامعة اللبنانية على مدار سنين طويلة، وتابع امور الجامعة ومشاكلها وساهم في بنائها وكان نموذجا للاستاذ الكفؤ».
كما أشار رئيس الهيئة التنفيذية لرابطة الاساتذة المتفرّغين في الجامعة اللبنانية حميد حكم، الى ان «الاوضاع المتردية في لبنان قد ارخت بظلالها على جميع مفاصل الحياة السياسية والنقابية مما دفعنا الى الانكفاء مؤقتا بانتظار تشكيل حكومة جديدة»، لافتا الى انه «من هنا يجب ان تكون الجامعة يقظة وحاضرة بملفاتها».
وأشار حكم الى ان «دعوة مجالس الوحدات بالجامعة اللبنانية لاختيار مرشحيها للعمدات وفقا للقانون 66 ستوفر الجامعة طاقما جديدا من الاساتذة يسمح للادارة بترشيحهم لمناصب العمدات فور تشكيل الحكومة».
ورأى الى ان «السجالات الاعلامية التي استباحت كل شيء واعطت صورة مشوهة عن الجامعة بوقت نحن احوج ما نكون فيه لتسليط الضوء على الجامعة ودورها والحل الانسب ليس باللجوء الى القضاء بل العودة الى المجالس الاكاديمية». كما أُلقيت كلمات لكل من مستشار رئيس الجامعة لشؤون الانماء الاداري الدكتور محمد حمود، وعميد الكلية الدكتور جورج كلاس، رئيس الحركة الثقافية في لبنان بلال شرارة، وكلمة لذوي الفقيد، وقدّم الدكتور السيد حسين في ختام الحفل التأبيني درعاً تقديرية إلى الفقيد تسلّمها ذووه.
«قُدامى
اللبنانية» دانت التفجيرات
ووفد طلابي زار حارة حريك
استنكرت «رابطة قدامى أساتذة الجامعة اللبنانية» التفجيرات الارهابية التي أودت بحياة عدد من اللبنانيين، معتبرة أنّ «هذا العنف لا يولد إلا العنف»، ومحمّلة الدولة اللبنانية والمسؤولين مسؤولية الاوضاع الامنية المتردية في البلد، ومطالبة بالتعويض على المتضررين. هذا، وزار وفد من طلاب ثانوية الامام الخميني التابعة لجمعية الإمداد الخيرية الاسلامية، يرافقه أعضاء الهيئة التعليمية، موقع التفجير في حارة حريك، وعلّقوا لوحة تندّد بـ «العمل الارهابي الجبان». وقدّم الوفد برفقة المدير العام لجمعية الإمداد محمد برجاوي واجب العزاء لرفاقهم في مدرستي الكوثر والمصطفى ولذوي الشهيدين ملاك زهوي وعلي خضرة، ووضعوا إكليلين على ضريحيهما.
بتوقيت بيروت