................................جريدة السفير................................
عمداء بالوكالة: «المتفرغين» ترحب و«المستقلون» يحذرون
رحبت الهيئة التنفيذية لـ«رابطة الأساتذة المتفرغين في الجامعة اللبنانية» بدعوة رئيس الجامعة مجالس الوحدات إلى اختيار مرشحين للعمادات وفقاً للقانون 66 نصاً وروحاً.
واعتبرت أن «هذه الدعوة تأتي بعد الانتهاء من تجديد المجالس الأكاديمية على صعيد الأقسام والفروع، وهكذا سيتوافر للجامعة طاقم جديد من الأساتذة يسمح للإدارة بترشيحهم لمناصب العمادات فور تشكيل الحكومة، واختيار أحدهم إذا اقتضى الأمر عند شغور إحدى العمادات»، مجددة نداءها أن «تتسم المنافسة في هذه الانتخابات بروح عالية من الديموقراطية وأن يكون المعيار الأكاديمي هو الأساس في الاختيار».
وتوقفت الهيئة في اجتماعها الدوري، برئاسة رئيسها الدكتور حميد حكم دقيقة صمت حداداً على رحيل الدكتور وسيم حجازي. وأشار بيان للرابطة إلى أن «الجامعة تفتقد اليوم رمزاً من رموز العمل النقابي الذي خبرناه منذ تجديد نشاط الرابطة في مطلع التسعينيات الزميل وسيم حجازي، الذي شغل عدة أمانات في الهيئة التنفيذية والرئيس السابق لمجلس المندوبين، وهو الحاضر دائماً في قرارات الرابطة أياً كان الموقع الذي هو فيه. لم تأسره الانقسامات السياسية في ممارسته العمل النقابي، وكان همه تعزيز الرابطة لتحقيق مصلحتين: مصلحة الأستاذ الجامعي، موقعاً وخدمات، ومصلحة اللبنانيين في جامعة وطنية متقدمة».
دان «الأساتذة المستقلون الديموقراطيون في الجامعة اللبنانية» في بيان، «تقاعس المسؤولين على تنوع مواقعهم، ومنذ عشر سنوات، عن تعيين عمداء أصيلين وإعادة أحياء مجلس الجامعة، مستهترين بمصير هذه المؤسسة ومستقبلها»، وذلك بعدما «تناهى إلينا أن رئاسة الجامعة تزمع أن تسدد بعض «الفواتير» لجهات نافذة سياسيا عاثت ولا تزال في هذه المؤسسة الفساد الكبير، من خلال تعيين عمداء جدد بالوكالة في العديد من الكليات وذلك خارج الـقوانين والأنظمة المرعية الإجراء».
وحذر البيان «رئيس الجامعة الحالي من مغبة تعيين عمداء بالوكالة يعرف القاصي والداني الشبهات المرتبطة برتبهم وتاريخهم».
كــــما حــــذر «مــن استمرار بعــــض العــــمداء الآخـــــرين «المحمــــيين» برغــــم تـــــزويرهم لملــــفاتهم الشخـــــصية، والــــــذين يجــــب أن يحالــــوا على النيـابة العامة».
وإذ اعتذر الأساتذة المستقلون «من بعض العمداء الاكفياء الذين يسعون للحفاظ على ما تبقى من التقاليد الاكاديمية في جامعتنا الوطنية»، عاهدوا الرأي العام «أن نعود الى خوض معركة الدفاع عن هذه المؤسسة في مواجهة الأخطار المحدقة بها».
مدرسة حنيدر في خطر
يخيم شبح تداعي مبنى «مدرسة حنيدر الرسمية» في وادي خالد على الأطفال، الذين يحضرون
إلى مقاعد الدراسة بالرغم من الخطر المحدق بهم، لجهة سقوط لوائح الدعم، وسقف
الأترنيت فوق رؤوسهم. فعلى الرغم من الدعوات المتكررة التي أطلقت بهدف ترميم المبنى
الذي تعرضت إحدى غرفه للهدم العام المنصرم جراء السيول والعواصف، إلا أن أيا من
المعنيين لم يلتفت لواقع المدرسة ولحياة الطلاب وتحديدا الأطفال منهم في صفوف
الروضة.
وتضم مدرسة حنيدر ما يقارب الـ500 طالب من بينهم 170 طالبا سوريا، وقد أطلقت
فاعليات البلدة نداءات متكررة الى المؤسسات الدولية التي حضرت مراراً إلى المدرسة،
وقامت بالكشف على البناء الآيل للسقوط في غرفة الروضة، وعلى سقف الملعب الشتوي،
ولكن من دون أي نتيجة تذكر.
وناشد طلاب المدرسة والجهاز التعليمي وزارة التربية والمؤسسات الدولية العمل على تقديم الدعم وترميم البناء قبل تساقط الثلوج حرصا على حياة الأطفال، خصوصا أن السقف مدعم بقطع من الخشب من الممكن أن تتساقط وتؤدي إلى حصول كارثة إنسانية بحق الأطفال.
ويؤكد مختار بلدة حنيدر طلال العلي أن المدرسة تضم عددا كبيرا من الطلاب بالرغم من
أن المبنى صغير
.
وأكد مدير المدرسة محمد جنيد أن وزارة التربية على علم بوضع المدرسة، ونحن ننتظر
إعطاء الأمر لترميمها.
«ثانوية يحمر».. ملعب للرياح
أسف الناظر إلى مبنى «ثانوية بلدة يحمر الشقيف» على ضخامة البناء الذي يتألف من
عشرات الغرف الواسعة، التي لو توفرت في مدينة النبطية مثلاً، أو في أحد المحاور
السكنية الكثيفة المجاورة، لكانت حلت جزءاً من مشاكل الاستيعاب التي تعاني منها
ثانويات المنطقة. أما وجود هذا المبنى في بلدة مقفلة كيحمر الشقيف، أو لكي يكون
تجمعاً للطلاب الثانويين من أبناء القرى والبلدات القريبة لها، فهذا موضع تساؤل، إذ
أن أقرب قرية إليها هي أرنون، أما بقية البلدات المجاورة التي تتمثل في كفرتبنيت
وزوطر الشرقية وزوطر الغربية، فهي أقرب جغرافياً وأسهل طرقاً إلى النبطية منها إلى
يحمر الشقيف، لذلك فإن طلابها وأولياءهم فضلوا ثانويات النبطية منذ زمن بعيد.
لهذه الاعتبارات وغيرها، فقد بقي مبنى ثانوية يحمر مقفلاً حتى اليوم، وتحول إلى
ملعب للرياح وأعشاش العصافير، نظراً لتعذر وجود العدد الكافي من الطلاب الثانويين
لإشغاله، باستثناء استعماله فترة وجيزة من قبل مدرسة البلدة الرسمية، قبل دمجها
بمدرسة أرنون المجاورة منذ ثلاث سنوات، جراء انخفاض عدد طلابها إلى 36 تلميذاً من
بينهم 29 من أبناء أرنون، ويشرف عليهم 17 معلماً، أي بمعدل معلم واحد لكل تلميذين.
ما يحز في نفوس أهالي يحمر الشقيف أن ثانويتهم التي أنشأها «مجلس الإنماء والإعمار» في العام 1996 لتكون تجمعاً للطلاب الثانويين من أبناء البلدة والجوار، ولتحل جزءاً من مشاكل الاستيعاب التي تعاني منها الثانويات والمدارس الرسمية في منطقة النبطية، إذ بها بعد تسعة عشر عاماَ على بنائها، لم تجد من يشغلها من طلاب المراحل الابتدائية والتكميلية والثانوية من أبناء البلدة، بسبب التحاق معظم هؤلاء بمدارس خارج البلدة، كما يقول رئيس بلدية يحمر قاسم عليق، الذي لم ينفِ التراجع الحاد في المستوى التعليمي لمدرسة البلدة، ما جعل الأهالي والطلاب يبحثون عن بدائل في مدارس النبطية وجوارها، محملاً مسؤولية هذا التراجع إلى وزارة التربية التي لم تتولَ الإشراف والمراقبة اللازمة عليها، ومحاسبة إدارتها وهيئتها التعليمية على إهمال واجباتهم، فضلاً عن ظروف العدوان والاحتلال الإسرائيلي وحصاراته المتتالية للبلدة أثناء وجوده في بلدة أرنون قبل العام 2000
ولفت عليق إلى أن البلدية ولجنة من الأهالي كانوا قد حاولوا لدى المسؤولين في
المنطقة التربوية لمحافظة النبطية قبل ثلاث سنوات الاعتراض على دمج مدرسة يحمر
بمدرسة أرنون، لكن المسؤولين في الدائرة المذكورة أبلغوهم بأنهم مضطرين لتنفيذ قرار
وزارة التربية القاضي بدمج المدارس المتعثرة، وإذا كان من اعتراض على هذا القرار
فلتراجع الوزارة المذكورة بهذا الخصوص، وعندها تنفذ المنطقة التربوية ما يطلب منها
على هذا الصعيد، معرباً عن استعداد البلدية لوضع إمكانياتها في تصرف وزارة التربية
في حال قررت إعادة فتح المدرسة على أسس جديدة.
واستغرب إمام بلدة يحمر الشقيف الشيخ نزار سعيد كيف أن دمج مدرستي يحمر وأرنون جاء
على حساب مدرسة يحمر ذات التاريخ العريق، التي تأسست في العام 1948 حتى وصل عدد
طلابها في أواسط الثمانينيات إلى حوالي 500 تلميذ، وكانت نتائج الامتحانات الرسمية
فيها تلامس نسبة المئة في المئة وتخرج منها المئات من أبناء البلدة الذين نجحوا في
مختلف ميادين الحياة.
بدوره يحمّل حسين الجرف وزارة التربية المسؤولية عن تراجع المدرسة، التي لم تكن
تشرف وتراقب الإدارة والمعلمين والطلاب بالشكل المطلوب، معرباً عن أسفه لنقل
المدرسة من بناء ثانوي رحب ومجهز بأحدث التجهيزات والمختبرات والأدوات المدرسية
اللازمة إلى بناء ضيق في مدرسة أرنون يكاد لا يتسع للطلاب والمعلمين.
ويفضل محمود اسماعيل لو بقيت المدرسة في مبنى ثانوية يحمر، لأن ذلك أفضل لطلاب
البلدة، حيث أنها مزودة بالتجهيزات الحديثة اللازمة، معتبراً أنه لا يجوز بعد صمود
الأهالي وتضحياتهم إبان الاعتداءات الإسرائيلية وإصراراهم على فتح المدرسة في أحلك
الظروف، أن تقفل مدرستهم في «شحطة قلم» من الوزير، وكأنها لم تكن بالرغم من سجلها
الذهبي الحافل على الصعيد التعليمي طيلة خمسين عاماً.
وتمنى عدد من طلاب مدرسة يحمر لو بقيت المدرسة في مبنى ثانوية البلدة، وعدم دمجها
في مدرسة أرنون قبل ثلاث سنوات، لأنهم نشأوا وتعلموا فيها، وهي قريبة من منازلهم
وتعني لهم الكثير، ولأنها الأحدث والأوسع ومجهزة بمختلف الأدوات والتجهيزات
الحديثة، وتمنوا على المسؤولين في وزارة التربية إعادة النظر بهذا القرار، بعد
إعادة تفعيل المدرسة على مختلف الأصعدة لتعود إلى صدارة المدارس الرسمية في المنطقة
كما كانت عليه في السابق.
يذكر أن ثانوية يحمر الشقيف الجديدة بلغت كلفتها نحو 600 مليون ليرة، وهي تتألف من
طبقتين، وتشمل ثلاثين قاعة للتدريس، والمرافق الصحية والخدماتية والتجهيزات
المدرسية اللازمة من مختبر وآلات تصوير وأدوات رياضية وملاعب وغيرها.
عدنان طباجة
معرض المهن: توجيه الطلاب
احتارت سمر من أين تبدأ، وقررت أن تستمع إلى مختلف الشروح الممكنة، بعدما حددت
عدداً من أجنحة المعرض التوجيهي السادس بعنوان «مهنة الاتجاه الصحيح»،
لاختيار التخصص الذي تريد، على عكس زميلتها نور التي سبق ووضعت في رأسها هدفاً،
يتمثل في معرفة اختصاصات الجامعات المتوافرة لديها، وشروط الدخول، ونظام الدراسة..
وربط التخصص بسوق العمل. واختارت الطالبة زينة قصير من
«ثانوية الغبيري الأولى للبنات
الرسمية» اختصاص التغذية، «أحب الحياة اليومية، والأكل والعمل به، علماً أنني شاطرة
في الاقتصاد، لذلك ركزت على اختصاص التغذية، ثم على إدارة الأعمال، وسأدرس الموضوع
ثم أقرر». أما زميلتها فاطمة فقد سألت عن اختصاص العلاج الفيزيائي «غير صعب، وله
سوق عمل، ويجعلني أساعد الآخرين، وهذا ما أحبه».
شهدت أقسام التغذية في المعرض الذي أقامته «جمعية المركز الإسلامي للتوجيه والتعليم
العالي»، أمس في «قصر الاونيسكو»، إقبالا لافتا، وتجمع الطلاب أمام جناح قسم
التغذية التابع لـ«الجامعة الحديثة للإدارة»، للتعرف على تفاصيل هذا الاختصاص،
وعملت مديرة العلاقة العامة في الجامعة حكمت ضو على تقديم الشرح للطلاب، وقالت:
«نطلع الطلاب على أنواع الاختصاصات، والشراكة التي تعقدها الجامعة مع الجامعات في
الخارج، خصوصا مع الكلية البريطانية، بحيث ينال الطالب شهادتين بريطانية ولبنانية،
ولطلاب القسم الفرنسي، الاتفاق مع «جامعة بيكاري» على صعيد شهادة الماستر، وأيضاً
تعريفهم على كلية العلوم الصحية، والاختصاصات الثلاثة فيها (تغذية، صحة عامة
وبصريات)، إضافة إلى المشاركة في الحملة الصحية التي تشمل حصول الطالب على بطاقة
صحية من الجامعة يخضع من خلالها إلى فحوص مجانية لأمراض السكري والضغط والنظر
وغيرها».
وجذب اختصاص الهندسة البترولية الطلاب أيضاً، وأوضح نائب رئيس «الجامعة اللبنانية
الدولية» سمير أبو ناصيف، أنه إلى جانب قسم التغذية والإقبال عليه، تمحورت أسئلة
الطلاب حول اختصاص الهندسة البترولية الذي تعتزم الجامعة البدء به في العام المقبل،
وفي علوم التغذية، وليس فقط الحمية والأكل، بل أيضا المعامل التي تنتج الأغذية.
وشاركت الدكتورة وفاء نون كمتطوعة في قسم العلوم، ولفتت إلى أن الطلاب يأخذون فكرة
خاطئة عن «الجامعة اللبنانية»، وأنها تعمد إلى ترسيب الطالب، وقالت: «أشارك إيمانا
مني بالعمل التوجيهي الذي تقوم به الجمعية، علماً أنه من واجب الدولة». وأوضحت
المربية هلا فاعور أنها عمدت إلى مواكبة طلابها، ولم تتدخل في اختياراتهم، «في الصف
سنناقش ذلك، ونحدد قدرة كل طالب أو طالبة على إمكان نجاحه في ما اختار أم لا».
تحول «المعرض» للسنة السادسة على التوالي إلى تظاهرة طلابية من مختلف المناطق،
وأعلن عدد من الجامعات عن تقديم منح تفوق للذي ينال تقديرا في شهادة الثانوية
العامة، ومنح داخل الجامعة، من بين 26 جامعة شاركت في المعرض منها: «اللبنانية،
واللبنانية الأميركية، واليسوعية، والحريري، والعربية، والعربية المفتوحة،
والبلمند، والأنطونية، والمنار في طرابلس». إضافة إلى عشرة قطاعات مهنية.
وجديد هذا
العام مشاركة «الكلية الحربية» التابعة للجيش لتعريف الطلاب على كيفية دخول الكلية،
وسنوات الدراسة فيها.
وأوضح مدير المعرض هشام شحرور أن المعرض يتوجه إلى الطلاب الثانويين والجامعيين
وطلاب المعاهد المهنية وأن من شأنه أن يفسح المجال أمامهم لاختيار الاختصاص المناسب
في المستقبل.
واعتبر أن قيام المعرض في الظروف التي نعيش يشكل تحدياً «علينا خوضه واستنفار
الطاقات برغم الظروف».
وحفل اليوم الأول من المعرض بسلسلة أنشطة، وتناولت العلوم الصحية والطبية، وفيها
تعليم الطلاب على كيفية الإنعاش القلبي والرئوي والعلامات الحياتيّة، وتحديد فئة
الدم والعلاج الفيزيائي. والجديد هذا العام إقامة أنشطة زراعية، وضمت معلومات عن
النباتات الطبيّة، الكائنات ومكافحة الآفات الزراعيّة وغيرها.
افتتح المعرض برعاية رئيس مجلس النواب نبيه بري ممثلا بالوزير علي حسن خليل، وبعد تقديم من شحرور، دعا المدير العام للجمعية علي زلزلي المعنيين إلى ضرورة اعتماد خططٍ تربوية اقتصادية مشتركة. وشدد على أهمية تعديل وتقويم وتطوير المناهج لتتناسبَ مع التطورات والمستجدات العلمية والمعرفية.
وانتقد خليل غرق الدولة ببركة ماء، آملاً أن يكون لدينا اهتمام تربوي مميز حيث القدرة أن نحول الأزمة إلى فعل باتجاه الأفضل و«هي إرادة يتميز بها أركان هذا العمل الذين اختاروا طريقا صعبا في المقاومة والبناء وصناعة المستقبل، وان تستطيع المواءمة بين كل هذا يعني انك شخص تستحق الحياة والاستمرار».
يستمر المعرض حتى يوم غد.
عماد الزغبي
................................جريدة النهار................................
إعداد المعلمين يساهم في تفعيل التربية الحديثة قراءات تطرح أهمية التقويم والإرشاد التربوي
"التجديد التربوي عبر تدريب المعلمين" يشكل العمود الفقري لتحديث التعليم وتطوير إدارة الصف. هذا المطلب الملح الذي يفرض نفسه على خارطة التربية الحديثة كان عنوان المؤتمر الثاني لمؤسسة رفيق الحريري.
في ثانوية الحريري الثانية ، دق المتحدثون أمس جرس إنذار للتربويين، فدعوهم الى التحرك كي لا "يفوتنا قطار التحديث التربوي والذي يبدأ من الجزء إلى الكل".
انضم إلى المربين في المؤتمر السيدة سهى طبارة ممثلة راعية المؤتمر رئيسة المؤسسة السيدة نازك الحريري، وزير التربية السابق حسن منيمنة ممثلاً الرئيس سعد الحريري، ممثل رئيس الحكومة المكلف تمام سلام محمد المشنوق، وزير الاعلام في حكومة تصريف الاعمال وليد الداعوق، المدير العام لوزارة التربية فادي يرق ممثلاً وزير التربية في حكومة تصريف الأعمال، رئيس جمعية المقاصد محمد امين الداعوق.
من الجزء إلى الكل
وضعت الجلسة الأولى التي أدارها الدكتور عدنان الأمين على بساط البحث مواضيع آنية تساهم في دفع التجديد التربوي وهي إدارة الصف ، بناء شخصية التلميذ، اضافة الى التوجيه والارشاد والتعدد اللغوي وادماج التكنولوجيا الرقمية في المناهج.
وقبل عرض هذه المحاور الستّة، لفتت المديرة العامة للمؤسسة سلوى السنيورة بعاصيري
الى ان "اعداد المعلم الكفي والملتزم، لا يقتصر على تزويده المؤهل العلمي المتخصص
فقط، بل هو يحتاج الى ذلك التدريب المستمر على اكتساب المهارات المتنوعة والمتعددة،
ويعوزه الاطلاع الدائم على المستجدات. وقالت: "المعلم الكفي هو طالب علم دائم
القراءة والبحث عن الجديد في اكثر من حقل ومجال، اذ لم يعد من الممكن الاكتفاء
بالكتاب مصدرا وحيدا للمعرفة وان بقي الكتاب وسيبقى، الوسيط المعرفي الذي لا يزال
يضخ دفء الماضي في ادوات الحاضر...".
وبالنسبة الى إدارة الصف، رأى المدير العام للكادر العربي لتطوير وتحديث التعليم
الدكتور محي الدين توق أن
"أنماط
الإدارة الصفية الأربعة، هي النمط المتسلط، النمط المتفرج، الجازم والنمط
اللامبالي"، معتبراً "أن النمط الجازم هو الأفضل وهو يعكس شخصية معلم واثق ومتمكن
من التعامل مع أي مشكلة في الصف وقادر على بناء علاقات جيدة مع التلامذة". وشدد على
"اتباع إجراءات محددة وتحديد العواقب وتوضيحها، وصولاً إلى جعل محيط المكان التربوي
مناخاً جيداً".
أما بناء شخصية التلميذ فهو بالنسبة الى المستشار التربوي الدولي الدكتور جورج ديمون، "يتمّ بالتشارك بين المدرسة وأولياء التلامذة". ورأى ديمون أن "تدريب المعلمين على تملك المهارات المطلوبة لبناء شخصية التلميذ يتطلب صدقية المربي في التعامل مع التلميذ وحسن نيته ونزاهته وكفايته في هذا المضمار". ولا شك، وفقاً له، في "أن تمسك المعلم بنشر القيم عموماً والقيم التي تؤمن بها المؤسسة تعزز الثقة بالمربين". وبرأيه، "المطلوب من المدارس التي تعمل على بناء شخصية التلميذ أن تعتمد المواءمة بين القيم الأخلاقية وعمل التلميذ في المجتمع، فضلاً عن تفعيل الحوار بين المعنيين بهذه العملية".
وفي ما يخص تقويم التلميذ رأت مديرة مكتب التقويم والبحث المؤسساتي في الجامعة الأميركية في بيروت الدكتورة كرمة الحسن "حاجة ماسة إليه، لأن التقويم لم يعد اليوم في تصنيف التلامذة بل يغوص في معرفة الخطوات المقبلة التي يجب إعتمادها لمساعدة التلميذ على تحسين تحصيله العلمي". وبرأيها "إن مشاركة التلميذ في عملية التقويم البناء مؤشر لجودة النظام التعليمي". ولفتت "إلى أن التقويم لا ينحصر كما في السابق في تقويم الإمتحانات بل في تنظيم أعمال دورية ومنتظمة تقويمية لحل المشكلات بإيجابية".
بيت القصيد كان في إثارة دور المرشد التربوي في المدرسة وأهمية التوجيه والإرشاد،
كما شرحته الأستاذة المشاركة في جامعة الخليج العربي الدكتورة سمر مقلد. بالنسبة
اليها "إدخال التوجيه والإرشاد يؤدي إلى تغيير في المدرسة". والمرشد التربوي هو
وفقاُ لها "شخص مؤهل وصاحب مسؤولية وتحتاج إليه المدرسة من الحضانة وصولاً إلى
الصفوف الثانوية". وتمنت لو يمكننا تشكيل جمعية متخصصة لوضع معايير محددة للمرشدين
التربويين ومتابعة عملهم عن كثب". وإعتبرت أن "وجوده يشكل جسر عبور وتعاون بين
موظفي المدرسة في كل أقسامها".
وبعد تشديد منسقة النشاطات البحثية لتدريب المعلمين والتلامذة إيزابيل جراب على دور
التعدد اللغوي، بحث المستشار التربوي الدكتور سمير جرار في إدماج التكنولوجيا
الرقمية في المناهج "وتحديد أنواع المدارس التي ننوي تعليم التكنولوجيا فيها"، وفي
البحث في المناهج وكيفية إستخدام التكنولوجيا لتعزيز التعليم في محيط متعدد
الإختصاصات إن في المضمون أو في المنهج".
يذكر أن الجلسة الثانية خصصت لورش عمل متخصصة في المحاور المذكورة.
................................جريدة الاخبار................................
دور أحداث هذه القصة في «رو هوفلان». وهي قصة أضخم من أن يحتويها شارع واحد. شارع «هوفلان» الشهير. شارع «المقاومة المسيحيّة» ضدّ «الاحتلال السوري». لدينا عدد وافر من الشخصيات وحبكة شائكة، إضافة إلى تفاصيل كثيرة. وهناك أبطال مجهولون وآخرون معروفون. إنها قصة كبيرة وتتسع للجميع. قصة نقل الشارع إلى الجامعة ونقل الجامعة إلى بوسطة الحرب
الخلاف ليس طارئاً. لدينا في «اليسوعيّة» نوعان رئيسيان من الطلاب.
النوع الأول،
«أهل البيت»، هؤلاء الذين يحلو لهم القول: «هذه جامعة بشير الجميّل». والأخير، رغم
غيابه عن الأحداث منذ ثلاثين عاماً، ما زال يُعدّ بطلاً. واحد من أبطال القصة
الرئيسيين. قصة «اليسوعيّة» وأهل البيت، يستندون إلى حسابات رافقت نشأة هذا البلد
العظيم، وشعبه الطيب، ما يتيح لهم أن يخرجوا من جيوبهم، في لحظة الخلاف، شعوراً
قوياً بالعنصريّة ضدّ الآخرين. حدث هذا أكثر من مرة في مناسبات صادقة. في
الانتخابات السابقة، وقف مسؤول طلاب «القوات اللبنانيّة» في منتصف الجامعة وراح
يصدح «حزب الله بدّو يلبسكم شادورات، والعوني قبلان». ثم عاد طلاب قواتيّون ورفعوا
أعلام
«جبهة
النصرة» خلال الانتخابات الأخيرة «نكاية» بحزب الله. القيمة الثابتة محلياً هي ذلك
الشعور الذي لن يتوانى نواب وسياسيون عن قذفه على المنابر، غير آخذين بعين الاعتبار
ما يعنيه المصطلح: «جامعة بشير الجميّل». بشير البطل. أخيراً، ظهر المصطلح، الذي
يبدو موسيقياً لدرجة أنه صالح ليعلّق على لافتة، يدور بها حزبيّون وأبطال ومهمشون
في شوارع العاصمة، على خلفيّة أحداث تتشابك فيها السياسة بالطوائف. وهذا دارج
لبنانياً حتى في جامعة. إنه شعار بديع على لافتة، رغم أنه ليس لطيفاً على الإطلاق.
يمكن تسميتها، مثلاً، «لافتة الحرب الأهليّة»، وتدور كبوسطة بين المناطق. أليس هذا
رائعاً؟ وغالب الظن، مطلقو التسمية لم يرغبوا في أن تكون تسمية اعتباطيّة، فالرجل
كان صاحب موقع في صلب الحرب، وقد مات قبل انتهائها. لم يتسنّ له أن يقيم تسوية على
ظهر موتاها، كما فعل الأبطال الآخرون. لم يعقد مؤتمراً صحافياً وذهب إلى طاولة حوار
وأشياء من هذا النوع. إنه رجل من الحرب ولأجلها، وهكذا يصير إحضاره إلى المشهد
بمثابة إعلان لتبني موقعه في الحرب.
دعوة لا تردّ
للصعود إلى البوسطة.
أما النوع الثاني من الطلاب، هم الآخرون، هؤلاء، الذين بدورهم، ينكرون على جماعة
«رو هوفلان» مقاومتهم ضدّ «الاحتلال السوري». ولدى هؤلاء أبطالهم أيضاً، الذين
يعلّقون صورهم على دراجاتهم الناريّة، و«يطسّون» صورهم على جدران الجامعة. لدى
الجميع متسع من الوقت لهذه «الحركات»، غير أن الاختلاف راديكالي في الأساس، مع «أهل
البيت». ستبيّن مقابلات مع طلاب من حزب الله وحركة أمل أن هذا قابل للتغيّر على
مستويات فرديّة. أما على مستوى
«الجماعة»،
فأثبتت الأحداث في العقد الأخير أن طلاب «المقاومة والتحرير»
أفرطوا في
نقل خلافات الشارع السوسيولوجيّة إلى داخل الجامعة الأكاديميّة.
وبين النوعين
يسبح طلاب ضائعون في هذه الصيغة، التي لم تكن مقررة، على الأرجح، حين أنشئت «جامعة
القديس يوسف»، في أواخر القرن الثامن عشر، في
1875،
أي قبل اندلاع الحرب الأهليّة اللبنانيّة بمئة عام تماماً.
اليسوعيّة البداية
إنها «جامعة القديس يوسف»، لكن معظم الذين يعرفونها يسمّونها «اليسوعيّة». لا ينتقصون من قيمة القديس، إذ يسقطون اسمه من التعريف عنها، إنما يقيم الذين أنشأوا الجامعة في ذاكرتهم أكثر من الجامعة نفسها. ولهذا الإصرار دلالات لبنانيّة حصراً. تاريخ حافٍ يدوس على رؤوس الحاضر. لا نعرف فعلاً إن كانت أشياء مثل التي حدثت أخيراً في «هوفلان» تحدث في جامعة «جورج تاون» مثلاً. نتحدث هنا عن الضرب بالعصيّ والتحرّش بالطالبات لإثبات مفعول «التستوستيرون» في السياسة وتعليق صور لرموز الحرب من الجهتين. ثمة فارق ملحوظ، بلا شك، بين الطلاب والرعاع، في «جورج تاون». الأفعال العنيفة على نحو متكرر من سمات الرعاع، ليس هناك من يساجل في هذا. للمناسبة أيضاً، اختيار «جورج تاون» ليس عبثياً. فالبعثات الكاثوليكيّة التي أنشأت الجامعة الأميركيّة المرموقة في واشنطن، هي ذاتها التي أنشأت «جامعة القديس يوسف» في بيروت. لقد تخرّج في الأولى بيل كلينتون ومادلين أولبرايت، وعلى موازين العالم، للأمانة خرّجت «اليسوعيّة» قامات كبيرة أيضاً. المشكلة ليست في «هويّة» الجامعة إطلاقاً، كما يحلو لأعداء الاستشراق القول على نحو عبثي وممل. حتى في الأحداث الكارثية الأخيرة، اتخذت الإدارة موقفاً حاسماً ضدّ «هويّتها»، وأنقذت ما يمكن إنقاذه: «الجامعة للجميع». يبدو هذا «يسوعيّاً» في ظاهره أيضاً. ولكن، طلاب الجامعة منقسمون كما في الشوارع. أضافوا الشوارع إلى الجامعة. تقول صبية من الذين شاهدوا حادثة ضرب العابرَين على دراجتهما الناريّة، إن ما حدث «ليس معقولاً، لا يمكن أن نصدّق أن هؤلاء يجلسون إلى جانب بعضهم البعض في الصفوف نفسها». وفي المقابل، تقول طالبة أخرى: «هذه ليست جامعة بشير الجميّل، ولا جامعة حسن نصر الله، إنها جامعة القديس يوسف». والأصح، إنها جامعة. ينبغي أن يستعيد طلابها دورهم، لا أن يصيروا مرآة لأحزاب عاثت خراباً حتى انتفخت. لقد سقط طالب اليسوعيّة، فرج الله ميخائيل حنين، عام 1951، من أجل قيام «الجامعة اللبنانيّة». كان ذلك إثر إضراب في «ساحة البرج» نفذه الطلاب، وكان حنين مسؤولاً في قطاع الشباب في الحزب الشيوعي اللبناني، الذي انتهى دوره في الجامعة تماماً، وعلى مراحل، في الجامعة اليسوعيّة. في ذلك الإضراب، وعلى عكس الشائع، كما يذكر متابعون للحركة الطالبيّة اللبنانيّة، فإن طلاب اليسوعيّة شكلوا الأكثريّة بين «المناضلين» من أجل قيام جامعة وطنيّة. كانت الجامعة مختبراً لا مرآة تعكس الوحل. وكان دورهم حاسماً. في الحرب كبرت «كرة الثلج». تخلى الطلاب عن دورهم، وتجلت التخليات اليوم، لمصلحة علم «الصدم»، ولهتاف على بوابة كليّة الحقوق يقول: «اللهم صلّ على محمد وآل محمد». تدحرجت كرة الثلج. لقد نقلوا «الشارع» إلى «الجامعة».
الورثة: كبارة باسم الجامعة
الجامعة ليست بخير، إذ فقد الطلاب دورهم تماماً. فلو كانت كذلك، لما خرج النائب محمد كبارة وتحدث باسم طلابها. النائب المعروف بمواقفه المذهبية ولغته الركيكة. ولا خرج نواب من حزب الله للحديث عنها في واحد من مجالس العزاء التي تقام في القرى، وتهدف إلى إبقاء التواصل بين «السلطة» و«الجماهير» قائماً. إنها جامعة، وليست قرية، ولها وظيفة تتخطى الشق الأكاديمي. وحين ظهرت، كان ذلك في معرض صراع بروتستانتي ـــ كاثوليكي عالمي، لضخ الإرساليات «التنويريّة» في الشرق. وهذا نقاش طويل، فوجئنا بأن عدداً كبيراً من الطلاب لا يعرفون عنه شيئاً. الكثيرون من طلاب جامعات لبنان لا يعرفون تاريخها، بل يستمعون إلى مناهج الحرب، ويبدون مستعدين لتطبيقها. غير أن ثمة اختراقات، يمكن لمسها، حين يقول مناصر لحزب الله، إنه تعرّف في «اليسوعيّة» إلى طلاب «عانوا مع الاستخبارات السوريّة»، ونقل إليهم «مآسينا في الجنوب مع الإسرائيليين». يبدو هذا مأسوياً بعد عشرين عاماً على نهاية الحرب الأهليّة، وعلى حافة «الكليشيه»، لكنه يحدث بوتيرة بطيئة. وتالياً، غير كافية لعقد تسوية نهائية بين اللبنانيين، تمهد لهؤلاء الطلاب أن ينتقلوا إلى نشاطات أكثر أهميّة، من الإنصات إلى مؤتمر صحافي لقادة ميليشيات، وهم يستعملون مفردات من نوع «غزوة» و«حصار» و«مناطقنا»، وأشياء تافهة من هذا النوع. هذه مصطلحات قد تستخدم في معارك لا في جامعات، والإعلام اللبناني العبقري، تروقه المعارك، فيزج بشعاراتها في خلافات الطلاب، معمقاً الفاجعة. المشكلة أعمق من التصريحات الرخيصة، الموضبة والمعدة سلفاً، التي أغضبت إداريّين في الجامعة، رفضوا التصريح عن أسمائهم. ونقصد هنا عنوان مجلة «المسيرة» (التي اكتشفنا أنها ما زالت تصدر): «حصار اليسوعيّة». وبطبيعة الحال، فإن استحضار حبيب الشرتوني المتهم باغتيال الجميّل، إلى جامعة، بوصفها صرحاً للمعرفة لا للقتال، لا يقل سوءاً عن استحضار بشير نفسه، وفي ذات السياق الاستفزازي البائس، النقاش إلى نقطة الصفر: طلاب أم مرآة أم شيء آخر؟ وإذا ارتكز على عشرات الخلافات في الجامعة خلال العقد الأخير، حسب إدارييها الغاضبين، والعاجزين عن منع «كوليرا» الانقسام المجتمعي اللبناني من الانتقال إلى صرح الجامعة، فإن الإجابة ستكون مفجعة.
بين بلس ومونو
وفقاً للمؤرخ حسان حلاق، فإن «الأب مونو رئيس عام الرهبنة اليسوعيّة في سوريا، اشترى الأراضي شرق بيروت للوقف الكاثوليكي قبل خمس سنوات من تأسيس الجامعة (1870) التي كانت في غزير آنذاك، وسجّلها باسمه خوفاً من «الإجراءات العثمانية». وفعل ذلك رداً على تأسيس «الكلية السوريّة الإنجيليّة»، ورئيسها دانيال بلس. مونو وبلس بقيا اسمين لشارعين يحفران عميقاً في تاريخ البلاد، بمعزل عن النقاش عن «الاستشراق» الذي يبدو الآن في غير موضعه. إذاً طلاب «اليسوعيّة» (وأيضاً «الأميركيّة») يبدون على جاهزيّة تامة، لحفر تاريخ جديد، مناقض تماماً لهويّة الجامعات اللبنانيّة الأم: استكمال الحرب التي ألحقت العمل الطالبي بالميليشيات. وعلى سيرة الحرب، تقول أغنية «حرب أهليّة» لفرقة «غانز أن روزس» الشهيرة، إن الحرب هي عبارة «عن مجموعة أشخاص يعجزون عن الاستماع إلى بعضهم البعض». وإذا كان هذا القياس صائباً يعني أن اللبنانيين لا يزالون في حرب أهليّة طويلة. يقول طلاب من «حزب الله» إن منتصف العقد الأخير شهد انفتاحاً عجيباً ومتبادلاً بين الطلاب، لكنه انفتاح مسيّج بضوابط العقائد. والقصد أن طلاباً من الحزب تعرفوا إلى «الآخرين» في «اليسوعيّة»، واكتشفوا أنهم ليسوا جحيماً. لديهم مقاومتهم وقضاياهم، من دون أن يعني ذلك الاعتراف بها. ويقول طلاب من الكتائب والقوات والعونيين أيضاً: «صار لدينا أصدقاء من حزب الله وأمل». غير أنها شهادات شخصية، والحال الصوت في ارتفاع، لدرجة أن أحداً لا يستطيع سماع أحد آخر.
احمد محسن
عاد طلاب «اليسوعية» الى جامعتهم، مر يومهم بسلام من دون أي اشكال جديد. انتشر جنود الجيش اللبناني وعناصر قوى الامن الداخلي في الخارج لمنع انفلات الغرائز على الطريق، فيما تولى الضبط داخل الحرم موظّفو شركة الأمن الخاصة والموظفون الاداريون. ولكن هل انتهى الامر وعاد «المتحاربون» الى مقاعد الدراسة المتجاورة؟ هل نظّفوا رؤوسهم من الحشو «الطائفي» والخطاب «الحربي»؟ يبدو انهم اخذوا استراحة فقط.
الاشكالات الاخيرة اندلعت على خلفية نتائج الانتخابات الطلابية وما سبقها وتخللها وتلاها من شعارات استفزازية و«عنصرية» ضد الآخر، هذه الخلفية باقية، فالجامعة «اليسوعية» تستعد الآن لمعارك من نوع آخر، سيحاول كل طرف ان يُثبت انه هو الذي فاز بالانتخابات. هذه المرّة لن يكون حزب الله هو الطرف المباشر الذي تواجهه القوات اللبنانية وحزب الكتائب، بل التيار الوطني الحر. يصر كلا الطرفين (التيار والقوات) على أنه المنتصر، ويحاولان اقناع الرأي العام بمعطيات واثباتات بحسب ما يؤكد كل منهما لـ«لأخبار».
لا يختلف العمل السياسي في الجامعة اليسوعية كثيرا عن غيرها من الجامعات، فالانقسام
الحاد في البلد يظهر بوضوح في كل الجامعات، ولكن ما يميّز
«اليسوعية» عن
غيرها، ان الفائز في الانتخابات يظهر في جميع الجامعات بعد صدور النتائج مباشرة،
الا في «اليسوعية» حيث يعلن الجميع انتصارهم ويرفض كل طرف الهزيمة، ويستمر الانكار
حتى الانتخابات التالية، وهكذا دواليك. الى ذلك، تُعتبر كلية ادارة الأعمال في
الجامعة «اليسوعية» الكلية الأكثر حساسية، ولا سيما ان الاشكالات الاخيرة اعطتها
حجما اضافيا عن حجمها المنفوخ اصلا، ولا سيما ان الاشكالات فيها اتخذت الطابع
الطائفي بقوة واجبرت ادارة الجامعة على تعليق الدروس فيها يومين. وبعد نحو اسبوعين
لا تزال الأجواء مشحونة بانتظار نتائج التحقيق الذي تقوم به ادارة الجامعة بهدف
معاقبة «المشاغبين»، وما يزيد التوتر، بحسب مصادر مقربة من الادارة، ان بعض الطلاب
أبلغوها بأنهم لم يمثلوا أمام التحقيق.
كيف يستطيع كل طرف ادعاء الفوز؟
لا تملك الجامعة اليسوعية أي حكومة طلابية أو مجلس طلابي موحد، بل هيئات طلابية في 13 كلية و22 معهداً، يتوزعون على 5 مجمعات في بيروت و3 مراكز تدريس في كل من صيدا وزحلة وطرابلس، ويتفاوت عدد أعضاء الهيئة الطلابية في كل كلية بحسب عدد الطلاب المسجلين فيها، فتعتمد الجامعة النظام الانتخابي النسبي على أساس أن كل صف هو الوحدة الانتخابية، ويحصل الصف الذي يقل عدد طلابه عن 50 طالباً وطالبة على ممثلين في الهيئة، وثلاثة ممثلين في حال تخطى عددهم الـ50.
تصدر نتائج انتخابات «اليسوعية» في المجمعات كافة بعد اقل من نصف ساعة على اقفال
صناديق الاقتراع، وذلك لاعتماد الجامعة التصويت الالكتروني. ولكن ذلك لا يساعد ابدا
في اجراء الفرز السياسي، نتحدث هنا عن فائزين وفائزات في عشرات الوحدات الانتخابية،
ما يجعل الفرز من هذا النوع معقّدا ويعتمد على معرفة دقيقة بهوية الفائزين ولا سيما
ان بعضهم غير مصنّفين. هذا الواقع يسمح لكل من الماكينات الانتخابية في التيار
الوطني الحر والقوات اللبنانية بإعلان الفوز الذي لا يقبل التشكيك، علما ان رصد
اعلانات الماكينات يبين تقلبات في النتائج على مدى يومين بعد الانتخابات، وهذا وحده
يسمح بارخاء ظلال الشك. اذ كيف يمكن تفسير ان رئيس مصلحة الطلاب في القوات
اللبنانية، نديم يزبك، يؤكّد أنهم فازوا في 12 كلية مقابل 8 للتيار وفاز المستقلون
بـ3 كليات، في حين ان رئيس قطاع الشباب في التيار الوطني الحر، أنطون سعيّد، يؤكّد
فوزهم بـ16 كلية مقابل 4 للقوات و3 للمستقلين (دون احتساب الكليات خارج الحرم).
يبدو ان القوات والتيار غير متفقين الا على ان المستقلين فازوا بـ3 كليات؟
القوات اللبنانية تحضّر لعقد مؤتمر صحافي بهدف دحض ادعاء الطرف الآخر، ويزبك تحدى
سعيد ان يظهر الحقيقة في مؤتمر صحافي ايضا. سعيد رد على تحدّي يزبك بدعوته الى
مناظرة علنية لاظهار الحقيقة الى الرأي العام.
ولكن اي حقيقة؟ سبق لـ«الاخبار» ان قامت باستقصاء التوزّع الحزبي للفائزين، وتبين
ان التيار فاز بالعدد الاكبر من الكليات، ولكن القوات فازت بالعدد الاكبر من
الكليات الكبيرة او التي يعدّها الطرفان مهمّة لهما.
يبدو ان كل طرف له معياره لتحديد المنتصر. سعيد يعتبر أن الغلبة العددية هي الطريقة
المثلى لتحديد الفائز في «اليسوعية»، أما يزبك فلديه نظرة أخرى، اذ يعتبر أن من
يفوز بادارة الأعمال وكلية الهندسة يعتبر منتصرا، وأن الكليات «الصغيرة» ليس لها أي
دلالة أو مؤشر. لكن اذا ما استندنا الى ما يقوله يزبك، فالطرفان متعادلان اذ إن
كلية الهندسة حسمت بالقرعة لصالح التيار.
اذا، طلاب «اليسوعية» ينتظرون «معركة» مؤتمرات صحافية ابطالها رؤساء الهيئات
الطلابية أنفسهم. ولكن احدا لم يطرح سؤالا عن الدور الفعلي الذي تلعبه الهيئات
الطلابية؟ لماذا تتصارع عليها القوى السياسية؟ ولاي اهداف؟
سبق للطرفان أن اعترفا بأن الهيئات الطلابية لا تتمتع بأي قوة حقيقية، وهي نتاج
مهرجان «ديمقراطي» سنوي، هدفه شبه الوحيد قياس مدى تقدّم كل طرف على الآخر. ولولا
الاشكالات الاخيرة في كلية ادارة الأعمال لما امتد الحديث عن انتخابات «اليسوعية»
هذا الامتداد، فالعام الماضي (مثلا) لم تعرف النتيجة بشكل دقيق أيضا. الهيئات
الطلابية لم تقم باي عمل يستحق الذكر سوى ندوة يتيمة نظمتها هيئة كلية الأداب
والعلوم الانسانية عن الزواج المدني. ما عدا ذلك لم تفعل الهيئات الطلابية اي شيء
للدفاع عن مصالح الطلاب وطرح قضاياهم، فالادارة في الجامعة لها سلطة قادرة على
تقييد هذه الهيئات، وهي لا تمنحها أي هامش لحرية التحرك. وللتذكير، حين قررت احدى
الهيئات التحرك أول العام الماضي للمطالبة بخفض تعرفة موقف السيارات المتعاقد مع
الجامعة، ردت الأخيرة بتهديد منظمي الحراك. وعندما تم توقيع عريضة في احدى الكليات
ترفض رفع الأقساط خاف منظموها حتى من الظهور على الاعلام.
حسين مهدي وجوانا عازار
«الطوفان» في المجمع الجامعي في الحدث عطّل الدروس أمس في كليتي الحقوق وادارة الاعمال. سارعت شركة الخرافي وبعض الاداريين في الجامعة إلى تبرئة ساحتهم من أي مسؤولية مباشرة. عزوا اجتياح المياه لقاعات التدريس إلى سبب لا علاقة للجامعة أو الشركة المكلفة بأعمال الصيانة به... برأيهم: هذه مشيئة الله!
«قوة قاهرة» باغتت أهل مجمع الجامعة اللبنانية في الحدث عصر أول من أمس. التعبير لمدير كلية الحقوق والعلوم السياسية والإدارية ــ الفرع الأول د. غالب فرحات، الذي لم يخف استياءه من رؤية مشهد الطوفان في هذا الصرح التربوي. لكن فرحات رفض ومديرين وأمناء سر آخرين تحميل القيّمين على أعمال الصيانة والتنظيف عبء الحادث. دليل هؤلاء أنّه لم يسبق أن شهدوا مثل هذه الواقعة منذ 9 سنوات، تاريخ انتقالهم إلى المجمع، «شباب الخرافي بيضلوا على الأرض وموجودون بيناتنا وما بيتركونا أبداً».
لكن أن يلبّي عمال شركة الخرافي المكلفة بأعمال الصيانة والتنظيفات احتياجات
الكليات بمجرد أن تطلبها لا يعني أنّ الشركة لا تتحمل مسؤولية ما جرى، يقول رئيس
مجلس طلاب الفرع ــ الأول في كلية العلوم أحمد عرار. هو يعتقد أن غياب الرقابة على
الشركة أدى إلى طوفان «مدرجات» التدريس. يؤكد أنّ «ثمة عطلاً في الأساس وخللاً في
تمديدات تصريف المياه». لم يكن أحمد الطالب الوحيد الذي أكد أنّ هناك إهمالاً في
مكان ما، بل إنّ حادثة المجمع تحولت إلى مادة للسخرية على مواقع التواصل الاجتماعي،
إذ اقترح طلاب استحداث مواد مثل السباحة والإنقاذ والتدريب و«operating
system»،
وحددوا لها القاعات وعدد الأرصدة وأسماء الأساتذة.
المدير د. علي كنج لا يغفل هو أيضاً الحديث عن التقصير في فتح المجاري الصحية
وتنظيفها، و«لو كان هناك كشف دوري على المباني والطوابق عشية الأمطار، ولو كانت كل
جهة تقوم بما هو مطلوب منها، لما حصل ما حصل».
يخرج كنج إلى باحة الكلية للإشراف على أعمال تنظيف المجاري التي بدت مليئة بالأتربة
وأوراق الأشجار. يوعز إلى العمال بفتحها وتنظيفها بالكامل ولو تحت المطر، «ما فينا
ننتظر لتصحا الدنيا بعد 5 أيام، بدنا نشتغل تحت الشتا».
لا ينفي المدير أنّ يكون مبنى كلية العلوم تحديداً متميزاً عن باقي مباني المجمع،
فهو قديم نسبياً ويعاني من مشاكل «نش»، وكانت الكلية، في الآونة الأخيرة، في صدد
إعداد دراسة مناقصة لوضع مواد عازلة تمنع التشققات.
الأمطار دخلت
إلى أربع قاعات كبيرة وبعض المصاعد تم توقيفها، بحسب كنج، حفاظاً على السلامة
العامة. القاعات كانت خالية من الطلاب لحظة اجتياح المياه، لكون المحاضرات للسنوات
الأولى تنتهي عند الواحدة والنصف ظهراً.
أحد العمال
في الكلية يقول إننا «بقينا هنا حتى التاسعة والنصف مساءً ثم حضرنا باكراً لتأمين
دخول الطلاب عند الثامنة صباحاً وضمان عدم تعطيل الدروس».
في «الحقوق ــ 1»، كل شيء تغيّر فجأة. لحظات قليلة كانت كافية لتغرق كل الطبقات السفلية بالمياه. هنا قاعات التدريس حيث كان الطلاب لا يزالون يتابعون محاضراتهم لحظة وقوع الكارثة كما يسمونها هي النقطة الأكثر انخفاضاً في المجمع.
يروي الطلاب كيف امتلأت أولاً باحة المجمع أو «ساحة العدل» المقابلة لمبنى الكلية
بالمياه، فأقفلت كل «الريغارات» وتسربت المياه إلى القاعات من السقف والأرض «كانت
عم تشتي من فوق وتحت».
وما جرى في الحقوق انسحب على مبنى كلية إدارة الأعمال ــ الفرع الأول المجاور.
وتوقفت معظم الدروس في الكليتين من دون أن يكون هناك قرار رسمي معلن بذلك. ببساطة،
لم يحضر الطلاب إلى صفوفهم خوفاً من احتكاك الكهرباء والمياه، كما تقول مصادر
المجلس الطلابي.
في معهد الفنون الجميلة ــ الفرع الأول، لم تتأثر أي من قاعات الدراسة بالعاصفة ولم يكن معظم الطلاب على علم بالحادثة أصلاً. وحدها مكاتب الإدارة وأمانة السر ومحتويات المستودع تضررت بشكل طفيف. وقد تمت معالجة الأمر خلال ساعات قليلة.
وكانت تشكلت لجنة تحقيق من مجلس الإنماء والإعمار جالت على المباني حيث تبين أن السبب خارجي، بحسب رئيس اللجنة الفنية في الجامعة د. عادل مرتضى. في الداخل، كان نظام تصريف المياه شغّالاً وكانت المضخات الأربع تعمل بصورة طبيعية والمشكلة تكمن، كما يقول، في مجاري المياه عند المدخل الشرقي للجامعة في منطقة الحدث، لذا تقرر التنسيق مع بلدية الحدث والقيام ببعض الإجراءات الداخلية مثل وضع سقوف للأدراج المكشوفة فضلاً عن توزيع المياه على القنوات الداخلية
ليست هناك أضرار أو خسائر، يجزم المسؤول في شركة الخرافي بديع العلي. وفيما يتساءل
عن تضخيم الموضوع وإعطائه أكثر من حجمه الطبيعي، يقول إن لدينا
«الوثائق
والصور التي تثبت أن المياه دخلت علينا من الحدث، وأنّه لم يكن هناك أي خطأ فني، إذ
إنّ كل ما في الداخل كان تحت السيطرة وما حصل خارج عن إرادة الجامعة».
بتوقيت بيروت