• فياض: نحتاج الى عزل الأمور الإنمائية والمالية والمعيشية عن الخلاف السياسيّ
رعى عضو "كتلة الوفاء للمقاومة" النائب علي فياض الاحتفال الذي نظمته مدرسة يوسف سلمان شمعون الرسمية للروضات في بلدة النبطية الفوقا لاختتام عامها الدراسي بعنوان "لأجلك يا مدينة الصلاة"، في حضور محافظ النبطية بالتكليف الدكتورحسن فقيه، وممثلين عن نواب المنطقة، عضو المجلس الاعلى في الحزب السوري القومي الاجتماعي الدكتور وسام قانصو، سفير المرصد الدولي لتوثيق إنتهاكات حقوق الإنسان لدى هيئات الأمم المتحدة عباس رمضان، المفتشة التربوية فاطمة مهدي، رئيس بلدية النبطية الفوقا ياسر غندور وامام البلدة السيد محمود برجاوي وشخصيات وفاعليات.
فياض
بداية انشد الطلاب النشيد الوطني وقدموا رقصات فولكلورية واغاني وطنية، وألقتمديرة المدرسة اسبيريزا غندور كلمة، تلاها كلمة لراعي الاحتفال هنأ فيها ادارة المدرسةومديرتها على "هذا الجهد التربوي الرائع"، وتطرق الى الاوضاع المحلية، فدعا الى "تشكيل حكومة في أسرع وقت ممكن، سواء اكانت حكومة تصريف أعمال أم حكومةعتيدة، وهي مطالبة بوضع إجراءاتٍ عمليّة في أسرع وقت للإنتقال إلى المرحلة التي يمكنأن نسمّيها إحتواء الأزمة، على أمل أن ننتقل إلى معالجة جذرية لهذه الأزمة وإلّا البلدمن وضع سيئ إلى أكثر سوءًا مما يعقّد أدوات الحلّ والمعالجة". وقال: "هذا هو المطلوب في هذه المرحلة، وبطبيعة الحال سنكون في وضعية أفضل إذا جرى التّسريع في تشكيل الحكومة".
ولفت إلى أنّه "من المفترض ان تكون الامور المعيشية والمالية والإقتصادية والإنمائية خارج الخلاف السياسي، وإذا أردنا دائما أن نخلط بين ما نختلف عليه وما نحتاجه لمعالجة شؤون الناس، فمعنى ذلك اننا نعقّد الحلّ ونؤجّله ونضع العراقيل أمامه وأنّ الطبقة السياسية لا تزال تُقارب هذه المسائل في المنهجية نفسها والتي أنتجت المشكلة في هذا البلد". وشدّد على ان "المقاربة الأكثر مسؤولية هي في أن نفصل بين الملفات التي نختلف عليها على المستوى السياسي وأن نُنظّم الخلاف حولها ونطلق أُطُرا حواريةلمعالجة هذه القضايا".
ورأى أننا "نحتاج الى عزل الأمور الإنمائية والمالية والمعيشية، كموضوع الكهرباءوخطة التعافي وترسيم الحدود، عن الخلاف السياسيّ ونُطلق مبادرات لتقريب المواقف الوطنية حولها، عندها نكون بدأنا العمل في الطريقة الصحيحة وعندها تُقدّم الطبقة السياسيّة أداءً سياسيًا وإنمائيًا مختلفًا عمّا كان سائدًا في الفترة الماضية".
وختاما، قدمت غندور لفياض درعا تقديرية، بعدها وزعت الشهادات التقديرية علىالطلاب.
• الحلبي في جولة بقاعية: نعمل على معالجة موضوع رواتب المعلمين بعد إقفال المصارف في المنطقة
وطنية - زار وزير التربية والتعليم العالي في حكومة تصريف الأعمال عباسالحلبي متوسطة الهرمل الرسمية الثالثة كما وزار ثانوية الهرمل الرسمية والتقى مديرهاوأفراد الهيئة التعليمية، وختم زيارته بقاعا ببلدية الهرمل حيث عقد لقاء بين الحلبي وفريق الوزارة مع مدراء المدارس الرسمية في المنطقة في قاعة الأسد بالمكتبة العامة في الهرمل، في حضور عضوي تكتل نواب بعلبك - الهرمل النائبين إيهاب حمادة وغازي زعيتر ، رئيس بلدية الهرمل صبحي صقر رئيس المنطقة التربوية في محافظة بعلبك – الهرمل حسين عبد الساتر ، مسؤول التعبئة التربوية لـ "حزب الله" في البقاع حسين الحاج حسن، مسؤول المكتب التربوي في "حركة أمل" في البقاع عمار مهدي، وحشد من مدراء المدارس الرسمية في المنطقة.
الحلبي قال بأنه في نهاية السنة الدراسية أصبح همنا ان ننظر إلى الأمام لتحقيق ثلاثة مراحل أساسية وهي إنجاز الامتحانات الرسمية في مواعيدها المحددة والتهيئة للمدرسة الصيفية والتهيئة للعام الدراسي المقبل.
أضاف: "فتحنا في هذه المنطقة للمرة الأولى تسهيلا مراكز امتحانات وتصحيح وكلهمنا ان لا يتعذب التلميذ لإجراء إمتحاناته الرسمية في أماكن بعيدة تكبده وأهله العناء في هذه الأوضاع الصعبة، كذلك الأمر بالنسبة إلى المراقبين والمصححين ليكونوا في اقرب نقطة من مراكز الامتحانات".
واعتبر الحلبي أن المدرسة الصيفية التي تعني استمرار الحوافز للمعلمين والهيئات الإدارية ولكي نعوض لأولانا الفقد التعليمي في هذه الظروف الصعبة التي نتحسب لهامنذ الٱن للعام الدراسي المقبل الذي نامل أن ينجح في شكل كامل.
وأشاد بـ "الإقبال على المدرسة الرسمية الذي يحمل الوزارة مسؤولية إيجاد مشاريع لتعظيم القدرة الاستيعابية للمدرسة الرسمية وإنشاء مدارس جديدة في بعض المناطق حتى نتمكن من استيعاب هذا الكم من الطلاب"، مضيفا بأن "ثمة الكثير من المدارسالتي تحتاج إلى بناء وترميم وإلى الطاقة الشمسية وعلينا جميعا التعاون لإلحاقها فيالعام الدراسي المقبل وبخاصة مع تعاظم مشكلة للمحروقات يوما بعد يوم".
وأكد العمل على معالجة موضوع الرواتب بعد إقفال المصارف في المنطقة، "حتى لا يتكبد المعلمون عناء السفر لمسافات طويلة ومنها دراسة العودة إلى معتمد القبض".
حمادة
حمادة أكد في كلمته أن المطلب الرئيس لقضاء الهرمل هو بناء كليات فروع الجامعة اللبنانية في الهرمل باعتباره الانجاز والحلم الذي يتمناه كل ابناء المنطقة، و"هو يحتاج إلى تضافر الجهود لتأمين تمويل لبناء الكليات الأربع، يوفر على الطلاب عناء السفر ويجنبهم الخطر، وبخاصة بعد سقوط حوالي ست شهداء من الطلاب خلال اجتيازه الطريق إلى الجامعة في زحلة. وأشاد بالتعليم الرسمي في الهرمل الذي هو "فخرالتعليم الرسمي في لبنان بشهادة فريق وزارة التربية، بحيث يتزاحم الأهالي سنويا لتسجيل ابنائهم في متوسطة او ثانوية رسمية في الهرمل حتى وصل عدد الطلاب في بعض المدارس إلى حدود الألفين ما يستوجب تنويها لهذا الجهد المبذول الذي لا يقدر"، مشيرا إلى "بناء ثلاث مدارس رسمية جديدة في القضاء، كما وبدأ العمل على تزويد بعض المدارس بالطاقة الشمسية من خلال التبرعات"، داعيا البيئة الحاضنة إلى التبرع قدر الإمكان لهذا المشروع.
زعيتر
زعيتر دعا بدوره إلى تعزيز التعليم الرسمي المتطور كقاعدة أساسية للتعليم في لبنان من غير إسقاط حرية التعليم التي كفلها الدستور ، لأن قيامة لبنان تبدأ ببناء وطني صحيح موحد لكل بنيه وهذه مهمة المدرسة الرسمية والجامعة الوطنية بامتياز. كما وأكدعلى ضرورة تنمية الموارد البشرية للقطاع التربوي وعنوانه المعلم ، معتبراً أن واجب الدولةوالمجتمع إعادة الاعتبار لمهنة التعليم وإعطاءها حقها المادي والمعنوي من خلال استاذ متفرغ لا من خلال متعاقد قلق على مستقبله ومستقبل عياله.
عبد الساتر
عبد الساتر تطرق إلى موضوع فتح مدارس اللغة الانكليزية في بعلبك – الهرمل ، فأكد بأنه تم فتح ثلاث مدارس تعتمد اللغة الانكليزية في بعلبك – الهرمل وأم المنطقة التربوية تعمل على فتح المزيد.
وجرى حوار بين الوزير والمدراء تمحور حول تعزيز المدرسة الرسمية ودعمها وتحصيل حقوق المعلمين لمواصلة تادية رسالتهم الوطنية قبل أن يقدم النائبان حمادة وزعيتر درعا تقديريا إلى الوزير الحلبي باسم تكتل نواب بعلبك – الهرمل ، كما وقدم رئيس بلدية الهرمل صبحي صقر للحلبي كتابا يحوي صورأ لمناطق الهرمل السياحية والأثرية،
• الحلبي جال في مدارس شمالي شرقي بعلبك: الوزارة وحدها من تقرر بدء العام الدراسي وانتهائه والامتحانات الرسمية ستأخذ بالاعتبار وضع طلاب الرسمية
وطنية - جال وزير التربية والتعليم العالي القاضي عباس الحلبي في ثانويات ومدارسقرى شمالي شرقي بعلبك، للاطلاع على أحوالها وسير العملية التربوية والامتحاناتالرسمية وانتهاء العام الدراسي، ورافقه المدير العام للتربية عماد الأشقر، المدير العامللتعليم الثانوي خالد فايد، مديرة الإرشاد والتوجيه هيلدا خوري، رئيسة المصلحة الثقافيةومديرة التعليم الشامل سونيا خوري، رئيس دائرة التعليم الأساسي هادي زلزلي، رئيسةدائرة الإمتحانات أمل شعبان، رئيس المنطقة التربوية في بعلبك الهرمل حسين عبدالساتر والمستشار الإعلامي ألبير شمعون.
المحطة الاولى كانت في ثانوية العين الرسمية، حيث زار الحلبي متوسطة الجديدة الرسمية وثانوية الفاكهة ومتوسطة وثانوية رأس بعلبك، واستقبله مدراء المدارسوالكوادر التعليمية ورؤساء بلديات ومخاتير وفاعليات.
وشدد وزير التربية على "أولوية دفع بدلات النقل والمنحة الاجتماعية للاساتذة العاملين في الملاك، وعلى دفع بدلات النقل للمتعاقدين ولعدم تأخير أتعاب المتعاقدين الذين لميتقاضوا بدل أتعابهم"، مؤكدا أن "المنحة الاجتماعية ستصرف بوقت قريب، اما بدلاتالنقل فستتأخر ربطا بإقرار الموازنة".
ودعا مجلس النواب في بداية عهده، الى "العمل من أجل إقرار قانون خاص بالهيئة التعليمية في مجلس النواب لإيصال الحقوق الى أصحابها بهدف تمكينهم من الصمود".
أما بالنسبة الى سائر المطالب، فقال: "ستؤخذ بالاعتبار وضمن الامكانيات المتاحة، ونأمل ان نتمكن من تقديم شيء ما للفاكهة والجديدة والعين ولكل المناطق التي سنزورها في البقاع الشمالي والهرمل".
وأكد على دور المدرسة الرسمية التي تعتبر "فخر التعليم في المنطقة نتيجة تفاعل البيئة والمجتمع مع الطلاب وهم حاضر ومستقبل البلد".
وقال: "الامتحانات الرسمية ستأخذ بالاعتبار وضع طلاب المدارس الرسمية ومعاناتهم في ما يتعلق بالوضع الاجتماعي وما نتج عنه من أعباء ابرزها مسألة النقل، وهذا يحفزنا على العمل لتأمين مستلزمات العام المقبل من أجل تعويض ما فات خلال السنتين الماضيتين".
أضاف: "دائما ما كنت أفكر ان أيهما أصلح: وزير يبقى في مكتبه او يخرج بين الناس للاستماع إليهم. لقد اتخذت الخيار الثاني بأن أكون معكم اسمع واعاين وارىوأسعى للتحسين وهناك الكثير من المسؤولين يحذون حذونا، فهناك هوة كبيرة بين مايجري على الارض وما يفكر به كبار القوم، وهناك فرق كبير بين الواقع وبين ما ينقل،وجئنا لنرى على أرض الواقع في ثانوية رأس بعلبك التي سميتموها ثانوية العيش المشترك وهي نموذج يجب أن تكون عليه كل مدرسة".
وختم: "وزارة التربية وحدها من تقرر بدء وانتهاء العام الدراسي وليس كل من يتعاطىالسوشيل ميديا يمكنه إنهاء العام الدراسي، وأخبركم بأننا استحدثنا مراكز جديدةللتصحيح في المنطقة كي لا نكلف المصححين واللجان الفاحصة ورؤساء اللجان الانتقال مع أخذنا بالاعتبار وضع الطلاب والاساتذة بأن يكونوا في المراكز القريبة من أماكن سكنهم".
• الحلبي مكرما في البقاع: وزارة التربية لا تستطيع حل المشاكل بمفردها والتعاون ضروري
أقامت قيادة إقليم البقاع في "حركة أمل" احتفالا تكريميا لوزير التربية والتعليم العالي في حكومة تصريف الاعمال الدكتور عباس الحلبي وفريق عمل الوزارة، في أوتيل "الخيال" في بلدة تمنين التحتا، في حضور النواب: حسين الحاج حسن، غازي زعيتر، إيهاب حمادة، إبراهيم الموسوي وينال صلح، الوزير السابق عباس مرتضى، المدير العام لوزارة التربية رئيس اللجان الفاحصة عماد الأشقر، مدير التعليم الثانوي خالد الفايد، مديرة الإرشاد والتوجيه هيلدا الخوري، رئيسة مصلحة الفنون الجميلة والتعليم الشامل صونيا الخوري، رئيس دائرة التعليم الأساسي هادي زلزلي، رئيس المنطقة التربوية في محافظة بعلبك الهرمل حسين عبد الساتر، والمستشار الإعلامي ألبير شمعون، مسؤول المكتب التربوي في إقليم البقاع الدكتور عمار مهدي، مسؤول التعبئة التربوية ل"حزب الله" في البقاع حسين الحاج حسن، وفاعليات بلدية.
الحاج حسن
رحب النائب الحاج حسن بالوزير الحلبي والوفد المرافق، متمنيا "ان "تكون الزيارة موفقة للاطلاع على القضايا التربوية في هذه المحافظة، ومعالجة ما أمكن من مطالب التربية والتعليم".
ولفت إلى أن "بعض أصحاب المدارس بدأوا طلب فسخ الإيجارات مع المدارس الرسمية، ما قد يرتب مشكلة كبيرة، نتمنى التصدي لهذه القضية الوطنية المتعلقة بعدد من المدارس المستأجرة لانها مشكلة قد تتفاقم مع الوقت، وربما تسبب المشكلات فنفقد عددا من المدارس الرسمية المستأجرة، وهناك بعض إدارات المدارس شاغرة، وقد حصلت مقابلات، نتمنى الإسراع في اصدار القرارات المتعلقه بملء الشواغر. وهناك نقطة أيضا لها علاقة بالنظام الداخلي للمدارس الذي يسمح للمدير بصرف مبالغ تتراوح ما بين 100 ألف ليرة ومليون ليرة، ومثل هذه المبالغ عفا عليها الزمن، مما يقتضي تعديل النظام الداخلي للمدارس ليستطيع المدير القيام بعمله بالشكل المناسب".
وطالب الحاج حسن ب" اعتماد مركز تصحيح للإمتحانات الرسمية في بعلبك الهرمل ومعالجة موضوع المجالس التحكيمية التي لها علاقه بالمدارس الخاصة، مع تمنياتنا بالاستجابة لمطالب المعلمين والمدراء المحقة، التي لها علاقه بواقع المدرسة الرسمية وتدني الرواتب وبدل النقل، والمساعدة الاجتماعية. ومعالجة معاناة الأساتذة المتعاقدين والمستعان بهم".
أضاف: "نشهد هجرة من تلاميذ المدارس الخاصة إلى المدارس الرسمية، مما يستدعي فتح شعب جديدة وعدد المعلمين غير كافٍ، لذا تقدمنا في كتلة الوفاء للمقاومة وتكتل بعلبك الهرمل النيابي باقتراح لتعديل الماده 80 التي تمنع التعاقد الجديد".
وأردف "أعرف تماما أن لديكم جهودا مباركة ومشكورة في وزارة التربية، فقداستطعتم تحصيل مبالغ مالية من الجهات المانحة، والتي توزع بشكل أو بآخر علىالأساتذة، وهذا عوّض جزءا من تدني القدرة الشرائية للرواتب، ولكن بالتأكيد لم يعوض كامل تراجع القدرة الشرائية لرواتب المعلمين في القطاع العام، بل أكثر من ذلك هناك جزء كبير من الناس فقدوا أعمالهم وانتقلوا الى صفوف البطالة، كما نأمل من معاليك معالجة معاناة المتعاقدين الذين يقبضون مستحقاتهم بعد فترات طويلة والمستعان بهمالذين أحيانا نجد أن قسما منهم لا يقبض مستحقاته، وتعرف معاناة الجامعة اللبنانيةوموضوع العمداء وتفرغ الأساتذة وإدخالهم إلى الملاك، فموازنة الجامعة كانت تقدربحوالي 250 مليون دولار عندما كان سعر الصرف 1500 ليرة أما اليوم فموازنة الجامعة تبلغ 20 مليون دولار فقط، هذه المواضيع وغيرها هي قيد متابعة معاليك مع دولة رئيس الحكومة وفخامة رئيس الجمهورية، ونحن في الوقت الذي نحيي فيه جهودك، ولكن كما قطاع التربية، هناك معاناة في قطاع الصحة والدواء والمستشفى والنقل والزراعة والصناعة والاقتصاد، والحل يكمن في ثرواتنا النفطية والغازية التي يمنعنا الأميركي من استخراجها والاستفادة من عائداتها".
زعيتر
بدوره قال النائب زعيتر: "في البقاع السهل الممتنع على الزمن الغادر والباب المفتوح للضيف، نرحب بك معالي وزير التربية والتعليم العالي الدكتور عباس الحلبي والوفد المرافق، في البقاع جسد الأمكنة التي يشعشعها الندى التي تزف عروسها زحلة إلى البردوني، والتي تغسل تعب الهرمل، وتحرس أعمدة القلعة سيدتها بشوات، هذه الارض هي مثلث التاريخ والإبداع والثقافة ، نجتمع في رحابها ونأخذ العبر من تاريخها بعلبك ساحة القسم خلف أمام الوطن والمقاومة وحامل الأمانة الرئيس الأستاذ نبيه بري".
وتابع: "هنا يعلو مقام الكلام تاريخنا عظيم إرثنا مشع وتراثنا مشرق ، كنوزنا تتخطى آفاق التقدير ، أرض بعلبك الخيرة تنبت قمحاً وتنبت العقول على مدى العصور ، ومنذ البدء ومهنة التدريس تشع وتسطع بوصفها من المهن النبيلة التي تصل إلى حدود الرسالة، ومنذ البدء تصدر المعلم مكانا ساميا في الذاكرة والوجدان، وارتبطت مسيرته بما يحمله من كفاءة فكرية وأسلوب في العطاء، المرتكز الأساس والزارع المؤتمن على تنشئة الجيل علميا وأخلاقيا ووطنيا، فالتربية السليمة والصحيحة لأجيالنا تقع على عاتق المؤسسات التربوية، والدولة التي عليها أن تؤمن الكتاب المدرسي الموحد".
أضاف: "إن لقاءنا اليوم، يعبر عن أحلامنا نلمس فيه طاقة البناء، بناء الانسان والعمل والصبر، ويؤكد أن الوعي والتحصيل العلمي لن تقف أمامهما حال الحرمان المزمن، ان انتماءنا للبقاع هو أصالة الإنتماء للبنان الموحد الذي تريده قويا وعادلا، والبقاع الذي قفز فوق كل المحن لم يكن يوما إلا منارة لإلتقاء كل الأديان".
وتوجه إلى العاملين في مجال التربية والتعليم: "أنتم يا حراس الكلمة بل صناعها سلام عليكم، والكلمة بنت تعبكم وثمرة جهودهم، ألم تكن في البدء وأصل البدء؟ اذ في البدء كانت الكلمة. ومن الكلمة فيض الروح والنور وانبجاس الوجود. وكذلك قال تعالى: اقرأ باسم ربك الذي خلق ونادوه أي للسيد المسيح "يا معلم "، وعليه قال صاحب النهج من علمني حرفا كنت له عبداً، والعبودية هذه عند علي منتهى التعظيم والإقرار بالفضل والعرفان بالجميل".
وقال: "نحن اليوم أيها الاعزاء نسأل ونذكر ونتذكر ونستعرض ما يعصف بالبلاد حيث نحن جميعا في قلب المسألة الخطيرة، نعيشها بكل تفاصيلها ودقائقها . فأي مدرسة سنفتح ، وأي سجن سنقفل؟ وأين سنغفر ونسامح وأين سندين وكيف؟ وهل صحيح اننا أمام حيرة وتردد ورؤية غير واضحة؟ نتمنى أن تكون الصورة أمام اللبنانيين جلية وواضحة".
وسلم النائب زعيتر كتابا للوزير الحلبي يتضمن المطالب التربوية المتعلقة بمحافظة بعلبك الهرمل.
الحلبي
وتحدث الوزير الحلبي، فقال: "نشكر منطقة بعلبك الهرمل على حسن الاستقبال والضيافة كما أتوجه إلى صديقي العزيز الدكتور عباس مرتضى الذي جمعتني به، عندما كان وزيرا للثقافة وكنت انا نائب رئيس اللجنة الوطنية لليونسكو، جلسات عديدة أتمسك بذكراها لانها ذكرى طيبة وعطرة، وأنوه بأناقة هذا المكان الجميل الذي يعيدني أيضا إلى ذكريات مضت، اشكر وجود السادة النواب ورئيس اتحاد بلديات غربي بعلبك ورئيس بلدية تمنين التحتا وكل الشخصيات الموجودة. جئنا الى بعلبك الهرمل، هذه المنطقة العزيزة على قلوبنا جميعا والمشهورة بأنها خزان الرجال، لذلك فإنني أحيي اهاليها وعشائرهاط.
واضاف: "جئنا في جولة تربوية من ضمن سلسلة جولات قمنا بها إلى مناطق عزيزةعدة من وطننا، جئنا فريق عمل الوزارة وكبار مسؤوليها، لنستطلع أحوال مدارسهاالرسمية، كما اتيحت لنا الفرصة للمرور إلى مركز امتحانات التعليم المهني في بلدة بدنايل، وشددنا على أيدي الطلاب الذين يمتحنون، وهي انطلاقة إلى تحقيق وإجراء الامتحانات الرسمية التي نعول عليها لاختبار الفاقد التعليمي الذي يعاني منه تلامذتنا منذ سنتين، ولقياس مقدار هذا الفاقد، تمهيدا لمحاولة تعويضهم، لأننا نعتقد كما ذكر بعض الاخوان من اصحاب المعالي والسعادة الذين سبقوني إلى الكلام، أن الميزة التفاضلية في لبنان المتبقية لنا هي التربية والتعليم من هنا تمسكنا بهذا الموضوع، وبالتأكيد تمسكنا بتعزيز المدرسة الرسمية في هذه المنطقة وسمعت ان الاهالي ينظرون الى المدرسة الرسمية بأنها فخر التعليم، وهذا ما جعلني افتخر جدا بتضحيات معلميها ومديريها وإدارييها الذين لم يبخلوا إطلاقا طيلة هذه السنة في التضحية بأن يكون العام الدراسي حضوريا وقد كسبنا الرهان".
وتابع: "أمد يدي اليكم يا سعادة النواب أن نتعاون جميعنا في تهيئة الأجواء المناسبة للمباشرة بعام دراسي جديد، لان صرخة المعلمين هي محقة، وصرخة العاملين في الإدارات العامة هي محقة، وإمكانات الدولة كما نعرف محدودة، ولكن سنتعاون سويا على أكثر من صعيد لمحاولة معالجة هذه المشاكل".
وأكد الحلبي باسم وزارة التربية "إننا لن نسمح بتسكير وإقفال أي مدرسة،وسنسعى معكم لإيجاد الحلول المناسبة، وإلى نقل التلاميذ أو إرضاء المؤجرين حتى لا تقفل أي مدرسة، نحن بحاجة لفتح المدارس وليس إلى اقفالها. واؤكد لكم ان عزيمتناوإرادتنا قوية وتفاؤلنا في المستقبل قوي، لذلك وبالرغم من هذه الظروف الصعبة التينمر بها كنا مصرين على الإنجاز. أنجزنا التعليم الحضوري وبعونه سننجز الامتحانات الرسمية، وفتحنا ورشة تطوير المناهج وورشة ترميم المدارس والكثير من الإنجازات التي تحققت في ظرف لا اسميه إطلاقا ظرفا صعبا، هو ظرف مستحيل من العمل، ولكن تضحيات فريق العمل الوزاري الذي يسهر لمتابعة قضايا الحوافز والمعلمين وما قدر لنا من تقديمات هذه السنة، الكتاب المجاني والحصص الغذائية وتوزيع الأكل في عدد كبير من المدارس وأدوات الحماية الصحية، والقرطاسية وإغراق صناديق المدرسة الرسمية بالأموال، فضلا عما توافر لنا أيضا من إمكانية في إقرار بدل النقل للمتعاقدين لأول مرة في تاريخ عملهم وتعاقدهم، وإن تعثر فهو حق مكتسب لهم، وأيضا بالنسبة للمنحة الاجتماعية التي أقرتها الحكومة، ونأمل إقرار الموازنة التي تسهل عملنا لأنها تتضمن أيضا منحا اجتماعية وتعمل بصناديق التعاقد والاستشفاء وهو اكثر ما اسمعه من صرخات المتعلمين واكثر ما اسمعه من صرخات العاملين في المدارس".
وأشار إلى أن "وزارة التربية لا تستطيع ان تحل كل المشاكل، ولكن بالتعاون بيننا جميعا آمل ان نتمكن من معالجة هذه المشاكل، وعلى الأقل التخفيف من حدتها. أما فيما خص المدارس الخاصة نأمل في ان تتوفر الاعتمادات لصرف القانون الذي اقره المجلس النيابي الكريم بتوزيع 350 مليار ليرة للمدارس الخاصة و 150 مليار ليرة للمدارس الرسمية. واقول للمدارس التي تستوفي اقساطا بالعملة الأجنبية، إننا أصدرنا تعميما بهذا الخصوص، وحذرنا من ان تعمد اي مدرسة خاصة في اجبار أولياء الامور الذين لا يستطيعون الدفع بالعملة الأجنبية ان يدفع ابنهم او ابنتهم في المدرسة ثمنا لذلك، وسنأخذ كل الاجراءات التي يتيحها لنا القانون، ولا سيما تعيين المدققين للتأكد منصحة الموازنات التي تقدمها المدارس الخاصة".
تابع: "نحن حرصاء على التعليم الرسمي وعلى التعليم الخاص، لأنه أيضا يحتوي على أكثر من 70% من تلامذة وطلاب لبنان. وفي موضوع الجامعة اللبنانية وهي موضع شكواي المستمر على مدى ثماني جلسات لمجلس الوزراء أطرح مواضيعها، ولكن يبدو ان الجو العام غير مؤاتٍ لاتخاذ أي خطوة".
وختم الحلبي: "آمل ان تتحسن الاوضاع، وآمل تاليف حكومة جديدة تتصدىللمشاكل التي يعانيها الشعب اللبناني. وأنهى كلمتي باعادة القاء التحية عليكم، شكرالحضوركم وتحية لأهالي هذه المنطقة العزيزة، وسنستكمل جولتنا ان شاء الله في منطقةالهرمل التي هي أيضا عزيزة وتعاني الحرمان لاستطلاع أوضاع طلابها ومدارسهاومعلميها".
وقدم مهدي درعا الى الوزير الحلبي باسم قيادة حركة "أمل" في إقليم البقاع.
• الجامعة اللبنانية:
• بدران: العودة الحضورية للعام الجامعي المقبل مشروطة بتأمين الدعم للهيئة التعليمية والادارية والطلاب
بوابة التربية: شدد رئيس الجامعة اللبنانية الدكتور بسام بدران على أن الجامعة اللبنانية مؤسسة عامة وعلى الدولة ان تتحمل مسؤوليتها، أضاف: الجامعة تتحمل مسؤولية 80 ألف، وانا اسعى لتأمين دعم للجامعة.
ولفت الى اننا نعمل على خطة كاملة تهدف الى دعم الاساتذة لكي تسمح لهم بالعيش الكريم ودعم للمدربين والموظفين وخطة نقل للطلاب للوصول الى مجمعات الدراسة وهذا الطرح هو للعام الدراسي 2022-2023 ولهذا السبب توجهنا الى التعليم الحضوري.
واشار في حديث إذاعي، الى ان مؤشر السمعة المهنية هو تصنيف عالمي وللمرة الاولى احتلت الجامعة اللبنانية المرتبة الاولى محليا بالنسبة للسمعة المهنية والمرتبة الثانية للسمعة الاكاديمية.
اضاف: نحن نطلب اضافة مبلغ 600 مليار ليرة الى موازنة الجامعة، ونشدد على ضرورة تأمين مقومات العام الدراسي المقبل من اجل تأمين التعليم الحضوري، وأيضا تأمين مقومات العمل الاداري.
وشدد على انه لا يمكن أن تذهب موازنة الجامعة لتأمين المازوت، مضيفاً: البحث العلمي بحاجة الى مقومات والى فريش دولار.
واكد على ان بدل رسم التسجيل للطلاب هو 250 ألف ليرة ولن نلجأ الى رفعه إلاّ في حال عدم حصولنا على دعم من الجهات المانحة.
اضاف: نعمل على فتح ماسترات متخصصة لمن يرغب من الشركات بتطوير كفاءات موظفيها وهذه الماسترات ستكون مدفوعة لدعم الجامعة اللبنانية.
ولفت الى ان ملف التفرغ يضم 1520 استاذا ومن ضمنهم الوزير علي حميه، وانا حاولت انصاف العدد الاكبر منهم، الحل هو باستعادة صلاحيات مجلس الجامعة للحفاظ على استقلاليتها.
وشدد على اننا بحاجة الى دعم المطلوب من كل المعنيين لتأمين التعليم الحضوري في العام المقبل ونحن بالرغم من كل الوضع الصعب امتحاناتنا كانت حضورية، الجامعة اللبنانية هي جامعة الكفاءات وخريجيها هم بالمرتبة الاولى.
وتوجه بالتقدير الكبير الى الاساتذة والمدربين الذي يبذلون كل جهدهم وطاقاتهم ويعملون باللحم الحي بالرغم من الوضع الاقتصادي الصعب.
• توقيع بروتوكوليْ تعاون أكاديمي بين الجيش اللبناني والجامعة اللبنانية
بوابة التربية: تم في وزارة الدفاع الوطني في اليرزة، توقيع بروتوكوليْ تعاون أكاديمي بين قيادة الجيش والجامعة اللبنانية. ينص الأول على تمكين التلامذة الضباط في الكلية الحربية من الحصول على إجازة مدنية في أحد الاختصاصات التالية: الجغرافيا السياسية، العلوم السياسية، المعلوماتية الإدارية، بالإضافة إلى اختصاصهم الأساسي الذي يؤهلهم الحصول على إجازة في العلوم العسكرية، وينص الثاني على انشاء ماستر اداري وأكاديمي في العلوم العسكرية في كلية فؤاد شهاب للقيادة والأركان ويكون مرتبط بوحدة كلية الحقوق والعلوم السياسية والإدارية في الجامعة اللبنانية.
وقد وقّع عن قيادة الجيش، قائد الجيش العماد جوزاف عون وعن الجامعة اللبنانية رئيسها البروفسور بسام بدران في حضور عدد من عمداء الجامعة اللبنانية وضباط من الجيش.
عون
وتحدث العماد عون عن أهمية التعليم وبخاصة في الجيش، وقال: “صحيح أن الجيش يمتلك معدات وتجهيزات متواضعة قياساً لباقي جيوش العالم لكنه في المقابل لديه سلاح أقوى وأفضل هو سلاح العلم والمعرفة الذي يتسلّح به ضباطنا وعسكريونا على اختلاف رتبهم”.
وأضاف: بفضل هذا السلاح بات الضباط والعسكريون أكثر إنخراطاً ومشاركة في دورات عسكرية تُقام في الخارج وذلك كنتيجة حتمية للمستوى التعليمي الذي وصلوا إليه، لافتاً إلى ازدياد نسبة العسكريين الذين يتابعون تحصيلهم العلمي وهذا ما تدعمه القيادة وتقدم له كل التسهيلات الممكنة.
بدران
من جهته، القى البروفسور بدران كلمه نوّه فيها بأداء المؤسسة العسكرية رغم الأوضاع الاقتصادية التي تمرّ بها البلاد مشيراً إلى أن عمل الجيش قد أثمر أمناً وهذا الأمن هو الأساس في كل شيء لا سيما في عملية التعليم. وشدد على أهمية التعاون بين المؤسستين الوطنيتين الجامعتين الجيش اللبناني والجامعة اللبنانية، آملاً بالمزيد من التعاون في سبيل اعلاء شأن العلم في لبنان.
• شهادة دكتوراه بدرجة جيد جدا لماري تريز كريدي في علوم الاعلام والاتصال
وطنية - نالت مديرة برامج "تيلي لوميار- نورسات" ماري تريز كريدي، شهادة دكتوراه من المعهد العالي للدكتوراه في الآداب والعلوم الإنسانية والاجتماعية بدرجة جيد جدا في إختصاص علوم الإعلام والإتصال، بإشراف البروفسورة جومانة رشيد شومان، تناولت الأطروحة أهمية"الإستراتجية الإتصالية للكنيسة الكاثوليكية والإعلام المرئي المسيحي، تحديدا مؤسسة تيلي لوميار- نورسات، في التواصل والتفاعل مع الشباب من خلال استخدام الإعلام الرقمي ووسائل التواصل الحديثة".
ترأس لجنة المناقشة وزير الشباب والرياضة في حكومة تصريف الاعمال العميد الدكتور جورج كلاس وعضوية الأساتذة :الدكتورة جومانا رشيد شومان مشرفة، الدكتورة مي العبدالله قارئة، الدكتور زكي جمعة والدكتور حسين سعد مناقشين.
إفتتح الدكتور كلاس الجلسة بكلمة وصف فيها "أهمية الأطروحة التي جمعت بين إختصاصي الإعلام والتواصل والعلاقات العامة"، مؤكدا "أهمية البحث الذي درس حالة الإعلام الفضائي والكاثوليكي في لبنان كنموذج للإعلام المنفتح، ودور الباحثة في تحليل المعطيات والنتائج وفق منهجية محددة خلصت إلى توصيات هادفة لتنمية هذا الإعلام وتحديثه وتحصينه ليكون إعلاما إنسانيا مشغولا بالروحانيات والقيم".
وتابعت المشرفة الدكتورة شومان تقديم العمل منوهة "بالجهد الكبير الذي بذلته الطالبة الباحثة سواء لجهة جمع المعلومات أو لجهة التحليل والإستنتاج"،مؤكدة أن "الإعلام مدعو أن يتسامى إلى مستوى الأديان ليعود الإنسان إلى حرية بشرية ولدت في كينونته ويسمو إلى حرية دينية من أجل كرامته".
بعد إنتهاء المناقشة استقبل عميد المعهد العالي للدكتوراه البروفسور محمد محسن الطالبة وسلمها الشهادة".
• الجامعات الخاصة:
• حفل تخريج طلاب LAU جبيل وتكريم عبد الرحمن الباشا/ معوض: لبنان يعتمد عليكم في التغيير والانتصار على المحنة
وطنية - احتفلت الجامعة اللبنانية الاميركية (LAU) في حرم جبيل بالحفل ٩٧ لتخريج دفعات 2020-2021-2022 على مدى يومين متتاليين، في احتفال ضم خريجي وخريجات بلغ عددهم ،2889 وذلك بسبب ظروف الحجر التي فرضتها جائحة كوفيد-19 والازمة الاقتصادية خلال الاعوام الثلاث الاخيرة وادت الى تعليق احتفالات التخرج.
وافاد بيان للجامعة ان الخريجين توزعوا على 964 للعام 2020، و 982 للعام 2021، وكان التخرج بالنسبة اليهم بمثابة اعادة تأكيد على شهاداتهم وتكريمهم ومكانتهم في LAU، و943 للعام 2022 ممن تخرجوا حديثاً في احياء لتقاليد التخرج العريقة بحيث أتى احتفال الامس بمثابة بارقة أمل ونفحة حياة وسط الاوضاع الصعبة التي يعاني منها لبنان.
تقدم الحضور وزير السياحة في حكومة تصريف الاعمال وليد نصار ممثلاً الرؤساء الثلاثة، الى جانب النائبين زياد حواط وسيمون ابي رميا ونواب سابقين، وممثلين عن قادة القوى العسكرية والامنية والوزارات المعنية بشؤون التربية، ورؤساء بلديات ووجوه وشخصيات من القطاعين العام والخاص والمجتمع المدني، الى حشد من اهالي الخريجين والخريجات الذين غصت بهم باحات الجامعة وملاعبها، والى جانب الجميع كان حضور رئيس الجامعة الدكتور ميشال معوض واركانها واساتذتها وادارييها.
بعد دخول موكب الخريجين والخريجات والاساتذة يتقدمهم "رمز الجامعة"، اعلن الوكيل الاكاديمي الدكتور جورج نصر افتتاح الاحتفال مرحباً بالحضور ومعلناً ان احتفال التخرج "يوم كبير بعد سنين من الازمات التي اوقفت حياة اللبنانيين". ودعا الخريجين الى خوض غمار الحياة بكل ثقة.
وكانت صلاة في اليوم الاول لراعي الكنيسة الانجيلية المشيخية الوطنية في عكار القس هادي غنطوس وراعية الكنيسة الانجيلية المشيخية الوطنية في طرابلس في اليوم الثاني القسيسة رولا سليمان باركا خلالها الجامعة والخريجين والخريجات وتمنيا انتكون معاودة احتفال التخرج علامة أمل لمستقبل افضل وعودة الحياة الى لبنان، وان يمتلك الخريجون والخريجات القوة لاحداث التغيير وبناء المستقبل الافضل.
معوض
وتحدث رئيس الجامعة معوض، في كلمته، عن تجربته في الطب وتحديداً اختصاص علم الدماغ حيث اعتاد "على الدقة والالتزام الصارم بوضع الإجراءات والحكم من خلال نتائج واضحة لا لبس فيها". واعتبر "ان العالم الذي يدخله الخريجون والخريجات ليس كذلك بل هو عالم من التعقيدات الهائلة، وعدم اليقين والغموض والعجز الأخلاقي الخطير الذي يجعل القيم موضع اختبار يومي". وعرض لـ"التحديات المتراكمة والخيارات المتاحة للتعامل معها بالطريقة المناسبة مثل المؤهلات العالمية المستوى، والتعليم الجيد للفنون الليبرالية".
وتوقف عند الوضع في لبنان "وحال الانهيار الاقتصادي والشلل السياسي والتفكك شبه التام لجميع القطاعات، وما يرافق هذا الوضع من احساس بالخسارة والغضب والارتباك"، مشددا على ان "لبنان يحتاج الى الخريجين والخريجات ويعتمد عليهم للمساعدة في التغيير والتخلص من هذه الحال المآساوية"، وحضهم على "التمسك بالايمان وعدم الاستسلام وان العزيمة والتصميم هي مفتاح الانتصار".
وقال: " ان الجامعة اعدت طلابها جيداً لمواجهة العالم من خلال نظام تعليمي متقدم مفعم بالليبرالية يتميز بالمعرفة التقنية المتطورة والفكر النقدي والاعداد لشحذ مهارات الطلاب وتحسينها مدى الحياة"، معتبرا ان "لا جامعة يمكنها ان تقدم افضل مما قدمت LAU ، وان لا شباب ولا شابات يستحقون هذا التعليم المميز اكثر من الخريجين والخريجات الذين جرى اعدادهم لمواجهة العواصف وقساوة عالمنا".
ووصف تعليم LAU الجامعي بأنه عالمي وبأنهم مواطنون عالميون لكنهم مواطنو بلادهم اولاً وابناء جامعتهم العريقة التي سيحملونها معهم واصبحت جزءاً من هويتهم طيلة حياتهم.
وتحدث معوض عن "الازمة القاسية المتعددة الاوجه التي واجهتها الجامعة اللبنانية الاميركية LAU وشملت مختلف الاوجه وخصوصاً هجرة الاساتذة والاطباء وانهيار العملة اللبنانية والتبدل في اسواق الصرف ما ادى الى ارتفاع هائل في الكلفة المالية لتأمين استمرارية مرافق الجامعة". واوضح ان الاعوام الاكاديمية 2019-2020 ، و 2020-2021، و 2021-2022 "كانت ولا تزال من الأصعب بالنسبة للجامعة اللبنانيةالأميركية عبر تاريخها الممتد على مئة عام"، مشيرا الى ان "المزيد من الطلاب يحتاجونإلى المساعدة المالية حيث تمت مواجهة ذلك بشكل مباشر من خلال سلسلة من الإجراءاتغير المسبوقة سواء لجهة زيادة مخصصات المساعدات المالية للسنة القادمة إلى 100 مليون دولار لتغطية 80 الى 85 في المئة من الطلاب بعدما بلغت قيمة المساعدات المالية في العام المنصرم 70 مليون دولار اميركي".
وشدد على ان "جامعة LAU ستبقى في طليعة الجامعات الكبرى من خلال سلسلة من الخطوات وستخرج من العاصفة اقوى من اي وقت مضى"، معتبرا "ان ثروة لبنان هي الانسان وهو ما تعمل عليه LAU ، وان هذا ما يميز لبنان الذي اشتهر بجامعاته وانه مستشفى الشرق ويجب ان يعود كذلك"
ووجه معوض تحية "الى الامهات والآباء الذين صبروا وضحّوا وتفانوا فَلَهُم منّا كل التقدير وأطيب التهاني".
وختم: "ان تخرجكم اليوم يزخر بمعاني الشجاعة والثقة بالنفس والتصميم على تغيير الامور في مجتمعكم ووطنكم الذي يمر في طروف صعبة ومن مهامكم العمل على تغيير الاحوال نحو الافضل. ما ينتظركم صعبٌ، والتحديات كبيرة ولكن جامعتكم التي تفخرُ بالطلبِ القوِّي على خريجيها من مؤسسات التوظيف ستبقى الى جانبكم وانتم من هذه اللحظة في عداد خريجينا ومن عائلة الجامعة".
متفوقون
وكانت كلمة في اليوم الاول للخريجة المتفوقة valedictorian من كلية الهندسة روز ماري الياس شقير وتحدثت في اليوم الثاني الخريجة المتفوقة Valedictorian في علم الاحياء – مرحلة ما قبل دراسة الطب يارا طوني الزغبي.
• دكتوراه الباشا
وفي الفصل المخصص لمنح الدكتوراه الفخرية في الانسانيات الى مؤلف الموسيقى وعازف البيانو العالمي عبد الرحمن الباشا تولى الوكيل الاكاديمي جورج نصر تلاوة سيرة حياته وابرز انجازاته الكثيرة، وقام رئيس الجامعة ميشال معوض بتلاوة نص براءة الدكتوراه الفخرية وخص الباشا بكلمة اعرب فيها عن فخره وفخر كل اللبنانيين و LAUبما انجزه على مدى السنين، واصفاً اياه بالايقونة في عالم الموسيقى وانه يستحق الدكتوراه التي تمنحه اياها الجامعة.
ثم قام معوض ونصر بإلباس العباءة الجامعية ووشاح الدكتوراه الى الباشا الذي رد شاكراً جامعة LAU وكل من وقف وراء تكريمه معتبراً ان لبنان من اجمل دول العالم، وقدم نموذجاً في الحب والكرم ودفء المجتمع. واستذكر والده الموسيقي الراحل توفيق الباشا والمطربة بهية عواد الملقبة وداد، وشكر كل من ساعده وخصوصاً عائلته والرسام الراحل امين الباشا. وشكر ايضاً المجتمع البيروتي الذي وصفه بالنابض بالحياة والمدرسة الراقية وختم بانه سيترك الكلام للموسيقى للتعبير عما في صدره، وعزف على البيانو مقطوعات موسيقى عالمية.
وبدأت بعدها مراسم تسليم الشهادات.
• مذكرة تفاهم بين المركز الدولي لعلوم الانسان - اليونسكو في جبيل وجامعة سيدة اللويزة
وطنية - جبيل -أقيم في المركز الدولي لعلوم الإنسان اليونسكو - بيبلوس،احتفال تم في خلاله توقيع مذكرة تفاهم بين المركز وجامعة سيدة اللويزة، في حضور رئيس الجامعة الاب بشارة الخوري رئيسة المركز الدكتورة دارينا صليبا أبي شدي، عميد كلية العلوم الإنسانية الدكتور كمال أبو شديد والدكتورة مايا الحاج.
أبي شديد
إستهل اللقاء بكلمة لرئيسة المركز أكدت خلالها "أهمية التعاون الثقافي والعلمي ودوره في إنهاض المجتمع اللبناني والسهر على تأمين آفاق جديدة للشباب اللبناني أثبتت على دور جامعة سيدة اللويزة الأكاديمي المميز في لبنان والعالم".
الخوري
ورد رئيس جامعة بكلمة أكد في خلالها حرصه الدائم على تطوير وتحسين سبل التعاون بين المكونات الثقافية، لما لهذا التعاون من دور كبير في تطوير المستويات الثقافية والحضارية.
بعد مراسم التوقيع جال الوفد في ارجاء المركز واطلع على سير العمل وشرب الجميع نخب المناسبة.
• التعليم الرسمي:
• وزير العمل لوفد روابط التعليم: تم تحرير المساعدة الاجتماعية وهناك اقتراح إعطاء بنزين كبدل نقل
التقى وزير العمل مصطفى بيرم وفد روابط التعليم الرسمي (ثانوي، اساسي، مهني وتقني) ضم الوفد كل من حسين جواد، حيدر اسماعيل ، فاروق الحركة، علي شري ، محمد اسماعيل وسمر عسيلي وذلك في إطار متابعة الروابط الهموم والمشاكل التي يعاني منها المعلمون والأساتذة حيث نقل الوفد المعاناة لا سيما عدم صرف بدل النقل منذ خمسة أشهر والحديث عن وقف المساعدة الاجتماعية نصف أساس الراتب وارتباطها بالدوام خلال فصل الصيف وتطرق الحديث الى المعاناة مع المصارف.
بدوره أكد معالي الوزير للوفد أنه وبناء لدعوة رئيس الحكومة حصل صباح هذا اليوم لقاء بحضور بعض الوزراء وعدد من الجهات المعنية وجرى البحث عن كيفية تخفيف الأعباء عن المواطنين في ظل هذه الأزمة الاجتماعية الخانقة وتم التوصل الى إقرار النقاط التالية:
أولا: في موضوع المساعدة الاجتماعية والتي عدّتها الروابط مساعدة مرحلية ريثما يتمّ تعديل الرواتب والأجور عاجلًا؛ فأكد معالي الوزير أنه تقرر اليوم تحريرها من أي رابط على أن أن تتولى الوزارات الإشراف على دوام الموظفين.
ثانيًا: موضوع بدل النقل الذي تأخر صرفه للمعلمين والأساتذة لخمسة أشهر والذي يحتاج الى نقل إعتماد من احتياط الموازنة الى بند الرواتب والأجور وبالتالي لم يعد كافياً ولا يغطي كلفة النقل.
أكد معالي الوزير ان بدل النقل حين أقر بقيمة 64000 كانت صفيحة البنزين لا تتعدى 250,000 ليرة لبنانية وهذا المبلغ لم يعد مقبولاً؛ ونوقش اقتراح اعطاء بونات بنزين كتعويض عن الحضور وابلغ وزير العمل أن وزير المالية قد كلّف بدراسته، فأكدت الروابط على ضرورة اقرار قانون يعطي بدل النقل بحسب المسافات التي يحتاجها الموظف للوصول الى عمله.
ثالثاً: نقل الوفد المعاناة والاذلال الذي يتعرض له الأستاذة والمعلمون في قبض مستحقاتهم المالية من المصارف فابدى استعداده للتدخل مع الجهات المعنية في هذا الموضوع.
رابعا: اكد وفد الروابط أن في سلم الأولويات يبقى تصحيح الرواتب والأجور قبل العام الدراسي المقبل بدوره أكد معالي الوزير أنّ هذا الأمر مرتبط بإقرار الموازنة وقد أصبحت حاجة ماسة في ظل الوضع الراهن وعسى أن تسلك طريقها في الأسابيع المقبلة.
• متعاقدو الأساسي: لإستحدث مركزين لتصحيح الامتحانات في صور والنبطية
بوابة التربية: رفعت لجنة المتعاقدين في التعليم الاساسي توصية لوزير التربية والتعليم العالي عباس الحلبي، للعمل على استحداث مركزين لتصحيح المسابقات للامتحاناتالرسمية في مدينة صور والنبطية لكي يتمكن الاساتذة من الوصول الى مراكز التصحيحنظرا لارتفاع تكاليف الانتقال (تنكة البنزين 700 الف) من قضاء الى قضاء
• انتخاب حسان العلي مقرراً لفرع رابطة التعليم الأساسي في الشمال
بوابة التربية: بدعوة من رئيس رابطى التعليم الأساسي حسين جواد، عقد فرع الشمال إجتماعاً اليوم في مدرسة الفضيلة الرسمية للبنات، حيث جرى توزيع المهام على الأعضاء كالتالي: حسان العلي مقرراً، سامر مبيض نائباً للمقرر، خالد الشيخ أميناً للسر، محمد رجب أميناً للصندوق، سمر هوشر علاقات عامة، سومية غازي اللجنة الاعلامية، سلوى الظفير التدريب النقابي، عبد العزيز الرافعي شؤون المتعاقدين، عامر الشيخ اللجنة التربوية، إيمان بريس لجنة شؤون المرأة، أروى الحسين لجنة الاحصاءات والدراسات، تانيا حرقوص اللجنة الثقافية، نالا ضناوي اللجنة الاجتماعية، حنان يعقوب اللجنة الرياضية، وألين سمعان لجنة صندوق المعلم وبيت المعلم.
• التعليم الخاص:
• فضيحة في معهد الشرق للتعليم المهني: هل تغلقه الوزارة؟
عزة الحاج حسن ــ المدن ــ فضيحة تربوية أكاديمية في أحد المعاهد الفنية الخاصة في منطقة البقاع الأوسط. تكشف الفضيحة عمق الإهمال الذي يتعرّض له طلاب وعموم سكان منطقة البقاع، وتجاهل حقوقهم البديهية المتمثّلة بالحصول على التعليم والطبابة.
وبعد أكثر من فضيحة طالت مستشفيات ومدارس في البقاع، جرى طمسها مراعاة لعائلات وأحزاب ومحسوبيات، يأتي الدور اليوم على طلاب معهد "الشرق" الكائن في زحلة، حيث تكشّفت فضيحة من العيار الثقيل، تمثّلت بعملية "احتيال" وغش قام بها المعهد ووقع ضحيتها عشرات الطلاب الذين حرموا من التقدّم للامتحانات الرسمية، وتالياً ضاع من أعمارهم عام كامل، والسبب "جهل وجشع" إدارة المعهد أولاً، وإهمال مسألة المراقبة والمتابعة من قبل المعنيين بالدرجة الثانية.
• معهد الشرق والإهمال
لطالما كان معهد "الشرق" مهملاً بحق طلابه لجهة عدم إتمام تدريسهم المناهج التعليمية، غير أنه في العام الدراسي الأخير 2021-2022 تجاوز كافة الخطوط الحمر مع طلابه، ففتح فروعاً وسجّل فيها طلاباً من دون أن يعيّن أساتذة، وعمد إلى تأجيل العام الدراسي أسبوعاً تلو الآخر حتى انتهى من دون أن يتلقى غالبية طلابه أي منهج في العديد من الاختصاصات. وأكثر من ذلك، فإن بعض الاختصاصات المهنية لم يفتحها على الإطلاق على الرغم من قبول عدد من الطلاب فيها. فاختصاص التربية المختصة على سبيل المثال لم يتلق طلابه أي محاضرة أو درس في معهد الشرق. كما لم يتم إطلاعهم على مواد الاختصاص. والسبب ببساطة أن لا اساتذة مختصين في المعهد.
وعند مطالبة الطلاب بفتح صفوفهم بداية العام الدراسي، وتصاعد المخاوف لديهم من رسوبهم في الامتحانات الرسمية، كان جواب مدير المعهد أن "لا خوف"، فكل شيء مؤمن والدروس سيتم تعويضها، عازياً سبب التأخير في إعطاء الدروس إلى استقدام معلّمين مختصين جدد إلى المعهد. وقد زوّدنا طلاب بتسجيلات للمدير يبرّر فيها تأخر الدروس بالسعي إلى إحضار المناهج من الدكوانة. وهو ما لم يحصل حتى اليوم. وادعاء المدير لم يكن صادقاً، فلا معلّمين ولا حتى اختصاصات في المعهد. أما طلاب اختصاص التربية المختصة وسواهم من الاختصاصات غير المتوفرة في المعهد، فكانت اسماؤهم تُرسل من دون علمهم إلى أحد معاهد جبل لبنان واسمه سيدر كرست أكاديمي CCAفيتم تسجيلهم فيه شكلياً.
مع اقتراب موعد الامتحانات الرسمية، وبعد تأخر وصول بطاقات الامتحانات لطلاب الشهادات في المعهد، علت صرخة الأهالي الذين تواصل بعضهم مع مدير معهد "الشرق"، محمود المولى، فلم يحصلوا على أجوبة مقنعة. وتذرّع المولى بأن البعض تقدموا بطلبات بوقت متأخر والبعض الآخر لم تصل اسماؤهم، نتيجة خطأ أو نقص بالأوراق وغير ذلك من الذرائع والحجج الواهية. أما حقيقة الأمر فهي أن الإدارة لم ترسل طلبات الطلاب إلى مديرية التعليم المهني ووزارة التربية، ولم يُصرّح عن الطلاب. وبالتالي، لم يعد بإمكانهم التقدّم للامتحانات الرسمية للدورة الحالية.
• معهد على شاكلة "دكان"
مدير معهد "الشرق" محمود المولى لم يخيّب ظن طلاب المعهد فقط ويطيح بعامهم الدراسي، فقد أطاح أيضاً بأموال شريكه وصهره (ص.ص) المغترب في السعودية الذي استثمر بأمواله في معهد الشرق بإدارة المولى، ليُفاجأ اليوم بعشرات الشكاوى من الطلاب وأهاليهم وعدد من الدعاوى بحق المعهد. وقد تردّد نقلاً عن (ص.ص) اعترافه بوقوع أخطاء كثيرة في المعهد، وأن الكثير من الطلاب ضاع مستقبلهم بسبب سوء إدارة المعهد، معرباً عن استعداده للتعويض على الطلاب بالشكل الذي يرونه مناسباً، مشدّداً على مساندتهم في أي شكوى يتقدمون بها بحق إدارة المعهد. كما وعد بإحصاء عدد المتضررين في المعهد، والتواصل معهم للتعويض عليهم الضرر اللاحق بهم.
وحسب معلومات "المدن" فإن أكثر من طالب يتجه للادعاء أمام القضاء على مدير المعهد وشريكه، بتهمة غش الطلاب وإضاعة عامهم الدراسي، واختلاس أموال. فالطلاب سددوا أقساطهم للمعهد الخاص الذي تتراوح فيه الأقساط بين مليون و200 ألف ليرة للطلاب المنتسبين من دون حضور ومليونين و400 ألف ليرة للطلاب الحاضرين في الصفوف.
غش إدارة المعهد للطلاب لا يقتصر على عدم تعليمهم وتنسيبهم وعدم إرسال طلباتهم للوزارة، بل أيضاً غشهم بإعلانات المعهد "الوقحة" المنشورة على صفحاته على مواقع التواصل الاجتماعي، حيث يعلن فيها عن توفر كافة الاختصاصات منها تربية حضانية، محاسبة، تمريض، علوم تربوية، إدارة وتسويق، كمبيوتر، لغات أجنبية، حلاقة وتزيين، مكياج وتجميل، حجز تذاكر سفر وغيرها للصفوف BP-BT-TS-TDS وليس هذا فحسب، بل يعلن أيضاً عن منح مادية ومساعدات مالية لكل طالب يتم تسجيله في المعهد.
يستغل المعهدُ الطلابَ وأهاليهم الراغبين في تعليم أولادهم في المنطقة، من دون أن يتكلّفوا مبالغ طائلة في المعاهد الخاصة، فمعهد الشرق بنظرهم ذات الأقساط المتواضعة يفي بالطلب، كما تستغل إدارة المعهد غياب عدد من الاختصاصات عن المعهد الفني الرسمي الكائن في المنطقة (في بدنايل). أما عن سبب غياب عدد من الاختصاصات عن معهد بدنايل الرسمي فليس سوى إهمال من قبل المراجع التربوية الرسمية، التي جعلت بشكل أو بآخر طلاب المنطقة ضحية احتيال معهد الشرق وربما سواه من المعاهد الخاصة التي تُدار على شاكلة "الدكاكين".
• شهادات طلاب
تقول والدة إحدى الطالبات في حديث لـ"المدن" أن ابنتها لا تعرف أسماء المواد باختصاصها، كما أن هناك مواداً ادعى المعهد أنها مطلوبة، تبيّن لاحقاً أنها غير مطلوبة ولا وجود لها على الإطلاق.
طالبة أخرى أكدت في حديث لـ"المدن" أنها قامت بالتسجيل في المعهد بداية العام الدراسي، قبل أن تضطر لنقل طلبها إلى معهد آخر، لتُفاجأ بأنها لم تكن منتسبة لمعهد الشرق إنما لمعهد آخر في ضاحية بيروت الجنوبية من دون علمها.
وغير هؤلاء العديد من الطلاب الذين عبّر أهاليهم عن امتعاضهم من طريقة تعامل معهد الشرق معهم على مدار العام الدراسي، ومن اختتام العام بعدم ترشيح أبنائهم للامتحانات الرسمية.
• الملف بين أيدي الوزارة
بعد وصول عدد من الشكاوى إلى مكتب المديرة العامة للتعليم المهني والتقني هنادي برّي، عمدت إلى التحقق منها وتحويلها مرفقة بكتاب وتسجيلات من الطلاب إلى مكتب وزير التربية، مؤكدة في حديث لـ"المدن" متابعتها قضية طلاب معهد الشرق، الذين لا وجود لأسمائهم على الإطلاق في جداول الامتحانات. وعن مصير امتحانات عدد من طلاب المعهد قالت برّي "لا يمكننا ترشيح طلاب غير مسجلين على الإطلاق، فطلبات الترشيح واللوائح الإسمية نأخذها من المعهد نفسه وطلاب هذا المعهد غير مسجلين"، لافتة إلى أن القضية قد تفضي إلى إقالة المدير أو ربما إلى إغلاق المعهد كلياً وفقاً لمجرى التحقيقات التي ستتم بالقضية.
• مدير المعهد "مسؤول"!
مدير المعهد محمود المولى يبقى المسؤول الأول والأخير عن عدم ترشّح الطلاب مهما كانت الاسباب المرتبطة بهم. لكنه وحسب ما ادعى في حديثه إلى "المدن" فهناك أسباب عديدة لعدم حصولهم على طلبات ترشيح، منها ما هو مرتبط بنقص المستندات ومنها مرتبط بتأخر تقديمهم طلباتهم وأسباب أخرى. ولا نبرئ المولى من المسؤولية. فمهما كانت الاسباب يبقى على المعهد متابعة التقدم بطلبات الترشح.
أما عن الاتهامات التي وجّهها له الطلاب، لجهة عدم تلقيهم أي حصص دراسية في بعض الاختصاصات فأنكرها، مدّعياً تفاني المعهد بتعليم الطلاب وتطويرهم. الأمر الذي أثار حفيظة إحدى الموظفات التي سبق لها أن عملت في المعهد، وتتحفظ عن ذكر اسمها، فناشدت عبر "المدن" مديرية التعليم المهني والتقني بالقول "افتحوا تحقيقاً بكيفية إدارة معهد الشرق وأغلقوا هذا الدكان".
• المرتضى في تخريج طلاب مدرسة البرج الدولية: القيم عشناها كرامة وطنية واندفاعا في سبيل الحق وانتصارا ودفاعا عن الوطن ضد المعتدين
وطنية - قال وزير الثقافة القاضي محمد وسام المرتضى :"لاتحسبوا أن التعلم ينتهي باحتفال تخرج أو بشهادة تعلَّق على حائط، إنها مسيرة عمرٍ لكل منكم، فأرجو أن تكونوا مستعدين لها، وعاملين من أجلها لتحققوا ذواتكم في عمق المعرفة".
اضاف :"أما القيم، فلقد نشأنا عليها إيمانا قويما، وتلقفناها أخلاقا يومية نمارسها في مجتمعاتنا الصغيرة وفي وطننا الكبير، وعشناها كرامةً وطنيةً لا يمكن المس بها، واندفاعا في سبيل الحق لا يعرف المهادَنة، وانتصارًا تلو انتصارٍ مكَّنَ لنا بين الشعوبِ والأمم أن نتباهى عليهم، ودفاعًا دائمًا عن الوطن وناسه وسيادتِه وحدوده وثرواته ضدَّ جميع المعتدين".
كلام الوزير المرتضى جاء خلال رعايته التخرج السنوي لطلاب الشهادة الثانوية لمدرسة البرج الدولية في احتفال في فندق "كورال بيتش" في حضور مدير المدرسة الاستاذ مفيد الخليل ،اعضاء الهيئة التعليمية وحشد من الفاعليات التربوية والعلمية والثقافية والجامعية والمعرفية واهالي الخريجين وتم خلاله تكريم شخصيات عملت وما زالت تعمل في الشأن الاكاديمي والاجتماعي والانساني .
وقال الوزير المرتضى:" نحن هنا في رحاب صرحٍ من صروح العلم والأدب نستظل أفياء مناسبة من الفرح الخالص، هي تخرج دُفعةٍ من طلاب العلم الذين أنهوا في مسيرة المعرفةِ مرحلةً وتهيّأوا استعدادًا لأخرى، مثابرين على سلوك طريق التميز والتفوق، جاعلين نصْبَ عيونهم الحديث الشريف: "لا يزالُ المرءُ عالمًا ما طلب العلم فإنْ ظنَّ أنَّه علِمَ فقد جهِل".
وأضاف :"إنهم يخرجون الآن من محاريب الصفوف، ومن ملاعب اللهو والشيطنات، منتقلين إلى آفاقٍ أكثرَ اتّساعًا في طلب العلم الجامعي بمختلف اختصاصاته. ونعرف جميعُنا أن نفوسهم مليئة بالذكريات الحلوة المتقلبة بين جِدٍّ وتقصير، بين فرحٍ وحزن، بين رضًى وعتب. لكنهم في غدٍ عندما يبلغون أعمارَنا فسيكتشفون أن أجملَ سنواتِ حياتهم هي التي قضوها في هذا المكان، تحت ظل شجرة المعرفة التي أطلعتهم وكثيرين غيرَهم ثمارًا يانعةً للبنان الجميل".
واستطرد :" لا أخفيكم أنني أكادُ أسمع من على هذا المنبر حجارةَ المدرسة وهي تدعو للخريجين بدُعاءِ التوفيق. تمامًا كما أهلُهم ومعلموهم والإدارةُ، وكلُّ الوطن الذي يرى فيهم وفي رفاقهم من جيل الشباب الطالع، نورَ أملٍ ببناءِ لبنانَ المرتجى. وأنا بدوري أتلو الدعاء نفسَه، وأرجو لهؤلاء الخريجين أن يكونوا الغدَ الحلوَ لأنفسِهم ولأهلهم وللوطن. وذلك لا يكون إلا بمقدار ما يغوصون في المعارف المتخصصة عبر الدراسات الجامعية المعمقة، وإلا بمقدار تشبثهم بالقيم الوطنية والإنسانية العليا".
وتابع:" أما الغوص في العلم، فإنه على التعب الذي يُكابَدُ فيه، مفروش بأجنحة الملائكة، تيمنًا بالحديث الشريف: "إنَّ الملائكة لتفرشُ أجنحتها لطالب العلم". وهنا أوجّه للخريجين نصيحةً قلبية: إن الحياة بذاتها مدرسة يظل فيها الإنسان مهما أوتي من العلم محتاجًا إلى أكثر. فلا تحسبوا أن التعلم ينتهي بحفلة تخرج أو بشهادة تعلَّقُ على حائط، إنها مسيرةُ عمرٍ لكلِّ واحدٍ منكم فأرجو أن تكونوا مستعدين لها، وعاملين من أجلِهالتحققوا ذواتِكم في عمق المعرفة".
وأردف :" أما القيم، فلقد نشأنا عليها إيمانًا قويمًا، وتلقفناها أخلاقًا يومية نمارسُها في مجتمعاتِنا الصغيرة وفي وطننا الكبير، وعشناها كرامةً وطنيةً لا يُمكن المسُّ بها، واندفاعًا في سبيل الحق لا يعرف المهادَنة، وانتصارًا تلو انتصارٍ مكَّنَ لنا بين الشعوبِ والأمم أن نتباهى عليهم، ودفاعًا دائمًا عن الوطن وناسه وسيادتِه وحدوده وثرواته ضدَّ جميع المعتدين. هكذا أيها الخريجون بالعلم والقيم تثبتون أن بناءَ الوطن محتاجٌ إلى عقولٍ عامرة بالمعرفة، وقلوبٍ زاخرةٍ بالإيمان، وزنودٍ شاهرةٍ سيوفَ البطولة المؤيَّدَة بالحق".
ونوه بالتكريم الذي تخلل الاحتفال، قائلا :" يسرُّني ويسعدني أن ينعقد هذا الاحتفال أيضًا لتكريم ثلةٍ من أهلِ العلم والريادة ممَّن كان لهم ، ولا يزال، الأثر العظيم والخلَّاق والمبدع في مسيرة عطاءاتهم الفكرية والاجتماعية من أمثال رئيس الجامعة الوطنيَّة اللبنانية البروفسور بسَّام بدران الذي يقود سفينتَها في الزَّمن الصَّعب، مواجهًا التحدِّيات والأزمات كي تبقى ملاذًا وموئلًا لمعظم طلاب الوطن ومنهم هؤلاء الأبناء الخرِّيجون الجالسون معنا وبيننا. ومن أمثال رئيس الجامعة الإسلاميَّة معالي البروفسور حسن اللقيس صاحب الباع الطويل في العمل التَّربوي الذي وعى إشكالية التربية على الصعيد الوطني بما تحتوي من أزمات ومنجزات وآمال. كما نكرم هذه العشيةَ أيضًا جمعية التخصُّص والتوجيه العلمي بشخص رئيسها الأستاذ أحمد علي خزعل، فهذه المؤسسة الرائدة في العطاء والتوجيه والإرشاد والتوعية النوعية من أجلِ صناعة المجتمع النموذجي المتقدِّم الحضاري المعرفي لا تزال في قلب السعي للعطاء الأكاديمي إغناءً لدور لبنان الذي يقدِّم أبناءه الخريجين المتعلمين كنوزًا معنويَّة حيثما حلُّوا ونزلوا. ونكرم كذلك من نذر حياته في خدمة النَّاس طبيبًا كبيرًا ولامعًا ورئيسًا لقسم التَّخدير في مستشفى الساحل الراحل الكبير المرحوم الدكتور نزيه نحلة".
وتوجه الى الخريجين بالقول:" الآن تفتحون فصلًا جديدًا من كتاب الحياة وتعبرون الجسر إلى المستقبل الذي ستصنعونه إن شاء الله بعد أن عجزت أجيالٌ كثيرةٌ عن صنعه. الخيباتُ التي اكتنفتنا ستنتهي على أيديكم، عندما تمنحونَ الأملَ فرصةَ العمل. واعلموا أنَّ الذين يغلقون أبواب الأمل على الناس ويصادرون الفرص العابرة في حياتهم، إنما يملأون العمر جمودًا والأفق ظلامًا والوطن خيبات. استشرفوا المستقبل بطريقة فضلى، وتجربة أكثرَ عمقًا واتساعًا، لأن جيلًا يؤسس وجيلًا يبني وجيلًا يسكن وجيلًا يطور، تمامًا كالحكمة المأثورة: "غرسوا فأكلنا ونغرس فيأكلون"؛ فالغرس لا أنانية فيه، والفلاحون في كل مكان يعملون على أن لا تعيش الغرسة أنانية كونِها الأولى، فيكثرون غِراسَهم على مدِّ حياتهم. هكذا يصبح ما غرس الأجدادُ نداءً لأن يفعل مثلهم الآباءُ والأبناء والحَفَدة. مرة ثانيةً أقول لكم: كونوا الطليعة الواعية، كونوا صنَّاع الغد، صنَّاع المستقبل، صنَّاع هذا الوطن الذي نريده على صورتكم ونأمل له القيامة على أيديكم المزينة بالعلم والثقافة والمعرفة، التي وشمَها فيكم إداريو ثانويتكم الرائدة ثانوية البرج الدولية وأساتذتها المضحون من أجل بناء النفوس، الذين يعيشون في هذا الزمن أسوأ واقعٍ إقتصادي وصحيٍّ من غير أن يغادروا ميادين التضحيات والعطاء وخدمة التربية وخدمتكم".
وختم:"كل الشكر والتقدير لأصحاب الدَعوة، للمكرَّمين الكبار من طاقات لبنان الكبيرة التي نسأل الله أن يهبها القدرة على الاستمرار في ساحات عطائها وجهادها ونضالها وكفاحِها. التهنئة للخريجين ومعلميهم وأهلهم. عشتم عاشت التربية والثقافة والعلم عاش لبنان".
اشارة الى انه تم تكريم كل من رئيس الجامعة اللبنانية البروفسور بسام بدران، رئيس الجامعة الاسلامية البروفسور حسن اللقيس، جمعية التخصص والتوجيه العلمي بشخص رئيسها احمد علي أسماعيل ورئيس قسم التخدير في مستشفى الساحل الراحل الدكتور نزيه نحلة .
• مسابقة لحفظ القرآن الكريم في ثانوية الصلاح في بعلبك
وطنية - بعلبك - أقامت "ثانوية الصلاح الإسلامية" في بعلبك، إحدى مدارس "جمعية المشاريع الخيرية الإسلامية" مسابقة في "حفظ جزء عمَّ من القرآن الكريم" لمتعلمي الصف الخامس الابتدائي، بمشاركة لجنة تحكيم استمعت إلى تلاوة الطلاب المتسابقين للسور القرآنية.
الرفاعي
وألقت المربية مروى الرفاعي كلمة تناولت فيها "أهمية حفظ القرآن الكريم في زمن انشغال الكثير من الأطفال والنشء الجديد بوسائل التكنولوجيا الحديثة والابتعاد عن التحصيل العلمي والمعارف".
صالح
وألقى مدير الثانوية أيمن صالح كلمة دعا فيها الطلاب إلى "استغلال موسم الصيف وأوقات الفراغ بما ينفعهم من علوم ويكسبهم المهارات المفيدة لهم ولمجتمعهم". وفي الختام وزع صالح شهادات التفوق والجوائز المالية على الطلاب العشرة الفائزين.
• بين الجّهل والتّجاهل: مشاكل القطاع التّربويّ ٳلى تفاقم
بوابة التربية: كتبت د. ندى عويجان: لم يكن القطاع التّربويّ في لبنان بمنأى عن التّجاذبات الّتي سبّبها الانهيار المتواصل للمرتكزات الأساسيّة في بناء الدّولة واستدامتها، والٳفلاس الرّؤيويّ والبشريّ والمادّيّ. انعكس ذلك تراجعًا على السّاحةالتّربويّة، الٳقليّميّة والعالميّة، وتشرذمًا وضياعًا وركودًا وإفلاسًا تربويًّا مترافقًا مع ارتفاع كلفة التّعليم والتّهجير القسريّ، وتفاقم الفاقد التّعليميّ والتّسرّب المدرسيّ والجنوح الاجتماعيّ، من دون إغفال الهروب والانهيار النّفسيّ والّشك بالقدرات وتفشّي الجّهل، وغير ذلك.
• لماذا الاهتمام بموضوع التّربية؟
لأنّ لذلك مردودًا كبيرًا على مستوى الفرد والعائلة، والقطاعات جميعها، ولا سيّما الاقتصاديّ والاجتماعيّ والسّياسيّ منها ، وعلى مستوى الحوكمة العامّة والشّاملة، وعلى مستوى مستقبل الأمّة. إذ إنّ تطوير المنظومة التّربويّة يثبّت البناء الاجتماعيّ القائم، ويعزّز الرّأسمال البشريّ لضخّه في جميع قطاعات ومحاور الدّولة، ممّا يسهم بإدخال لبنان في عصر اقتصاد المعرفة على المستوى المحلّي والإقليميّ والعالميّ.
سنعالج في هذا البحث مشاكل القطاع التّربويّ وانعكاساتها، على أن نستعرض في البحث المقبل الحلول الممكنة.
• أوّلًا في المشاكل:
لم تكن أزمة كورونا السّبب الوحيد لتراجع المستوى التّعليميّ ما قبل الجامعيّ فيلبنان، ولكنّ تداعيات كورونا وضعت مشاكل القطاع التّربويّ تحت المجهر. تنقسّم هذهالمشاكل بين التّراكميّة، منذ مناهج 1997 وحتّى نهاية العام 2011، وبين الأخيرة (2011-2022) الّتي ظهرت مع النّزوح السّوريّ ٳلى لبنان (2011)، مرورًا بالحراك الشّعبيّوٳقفال المدارس (2019)، وصولًا ٳلى أزمة كورونا والتّعلّم من بعد (2020)، وختامًا ٳلىالمشاكل الاقتصاديّة والاجتماعيّة والماليّة والتّربويّة والسّياسيّة الأخيرة. مشاكل وتداعيات ما زالت مستمرّة بمعظمها حتّى اليوم.
من هنا، نستطيع تقسيم مشاكل القطاع التّربويّ ستّة محاور أساسيّة: مشاكل بنيويّة وجوهريّة، مشاكل على مستوى الحوكمة وٳدارة التّغيير، مشاكل في التّمويل، مشاكل فيالٳنتاجيّة التّربويّة، مشاكل في الانطباع العامّ للدّيناميكيّة والجودة التّربويّة، ومشاكل ناتجة من الأزمة السّوريّة وتداعياتها على القطاع التّربويّ في لبنان.
1- تعلّق المشاكل البنيويّة والجوهريّة ببعض عناصر المنظومة التّربويّة وآليّة عملها وبخاصّة المرتبطة منها بـ:
أ. غياب سياسة الدّولة العامّة وغياب السّعي إلى التّطوير الشّامل، وربط سياسات الأنظمة المختلفة في داخل المجتمع الواحد بعضها ببعض.
ب. غياب الرّؤية والتّخطيط التّربويّ المستدام، المبنيّ على البحوث والدّراسات العلميّة التّربويّة، حيث من المفترض أن يعمل النّظام التّربويّ المتجدّد على خدمة بقيّة الأنظمة، خصوصًا مواكبة التّطوّر الاجتماعيّ وحاجات سوق العمل الدّيناميكيّة والمتجدّدة.
ج. اليد التّنفيذيّة وهي الواجهة الأولى للخدمات التّربويّة، أي المؤسّسات والإدارات والمدارس والمراكز التّربويّة وغيرها. فهي بمجملها رهينة للمركزيّة التّربويّة والبيروقراطيّة والتّسلسل الإداريّ وسلطويّة الوزير من ناحية، والتّجاذبات السّياسيّة من ناحية أخرى. الوضع الّذي يؤثّر على مرونة ممارساتها وظائفها وأدوارها وصلاحيّاتها القانونيّة وآليّة عملها في الدّاخل، وفيما بينها، ومع الخارج. ويؤثّر أيضًا على الحدّ من المبادرات الفرديّة، وكلّ أنواع الإبداع والتّجدّد والتّميّز ومواكبة الحاجات الحقيقيّة على أرض الواقع.
د. القوانين والأنظمة الّتي بعضُها جيّد، وبعضُها قديم لم يتجدّد، ولم يواكب التّطوّر الحاصل، وبعضها الآخر وُضع على قياس بعض المشاريع والبرامج المستوردة أو المحليّة، أو للمصلحة الشّخصيّة أو الحزبيّة أو الطّائفيّة أو حتّى المناطقيّة، فيما البعض الآخر ليس إلّا إنجازات استعراضيّة (show off) وتسابق على مبادرات تشريعيّة بين النّواب والوزراء.
ه. المناهج التّربويّة، الّتي تُعتبر من أهمّ العناصر البنيويّة، لم تعد تلبّي، بعد أكثر من25 عامًا (ربع قرن) على مناهج 97، حاجات الفرد والمجتمع وسوق العمل، إن من حيث الفلسفة أو الشّكل أو المحتوى. إضافة إلى أنّ هذه المناهج المتعثّرة لم تتمكّن أصلًا من تأدية وظيفتها بشكل كامل، بخاصّة تحقيق الكفايات الحياتيّة والتّعليميّة المعاصرة (في وقتها)، والوصول ٳلى الأبعاد المختلفة، والرّبط بين الأسرة والمدرسة والمجتمع، وتعزيزالوحدة الوطنيّة والانصهار الوطنيّ. وقد بُترت خطّتها وشُوّهت قبل أن تبصر النّور، بدءًامن اللّغط بين مناهج مبنيّة على الأهداف، ومناهج مبنيّة على الكفاءات، ٳلى تقليص العامالدّراسيّ من 32 ٳلى حوالى 25 أسبوعًا تعليميًّا فعليًّا، ٳلى ٳيقاف العمل بالموادّالٳجرائيّة (تكنولوجيا، معلوماتيّة، فنون، رياضة)، وعدم إلزاميّة تعليمها لغيابمستلزماتها، ٳلى إهمال تطوير المناهج وموادّها ومقارباتها التّعليميّة كلَّ هذه السّنوات،ٳلى عدم استكمال محاور خطّة النّهوض (1994)، خصوصًا المتعلّقة بالٳدارة التّربويّةوبرنامج الدّعم، والصّعوبات التّعلميّة، والأندية المدرسيّة، والنّشاطات اللّاصفيّة، وغيرهاالكثير، والّتي كانت ستسهم مجتمِعةً ببناء شخصيّة المتعلّم على أسس أخلاقيّة وقيميّةوتحقيق الكفاءات المرجوّة.
و. تبيُّن أنَّ هذه المناهج وأدواتها لم تعد قادرة على مواكبة التّعلّم من بعد في ظل جائحة كورونا، فلم تتمّ أقلمتها مع المتطلّبات الجديدة أو بناء أيّ برنامج يمكن أن يحدّ من الضّرر القائم. وجاء أيضًا التّقليص الفاضح والمتكرّر الّذي أوقف العمل بمعظم محتواها ٳلى ما يقارب النّصف في بعض الموادّ، فشوّه فلسفتها المرتكزة على تكامل بعض المواضيع بين بعض الموادّ في الصّفّ الواحد، وعلى المقاربة البنائيّة الّتي تعتمد على بناء المعرفة بين الصّفوف والمراحل التّعليميّة. كما أنّ مناهج الـ97 لم تتضمّن أيّ برنامج أكاديميّ أو دعم نفسيّ-اجتماعيّ للتّعلّم في وقت الأزمات للّجوء إليه في أزمة كورونا، وما تمّ إنتاجه في هذا الإطار جاء متأخّرًا ومجتزءًا. وقد كشفت الأزمات الأخيرة، من ناحية أخرى وبطريقة ساطعة، افتقاد هذه المناهج ٳلى التّعليم والتّعلّم الإلكترونيّ وٳلىالجهوزيّة في تأمين مستلزماته ومقوّماته الأساسيّة التّربويّة واللّوجستيّة والماديّة، خصوصًا المنصّة الإلكترونيّة الرّسميّة الآمنة، والموارد التّربويّة الرّقميّة لجميع الموادّ والصّفوف، والتّدريب والمتابعة الشّاملة للمعلّمين وجميع العاملين في القطاع، الوضع الّذي أظهر الثّغرات والإخفاقات القائمة، وأدّى إلى تفاوت كبير في عمليّة التّعليم والتّعلّم بين مختلف المدارس، وانعكس سلبًا على مخرجات التّعلّم.
ز. التّفاوت في التّجهيزات والأبنية والممتلكات والأصول الملموسة وغير الملموسة، حيث تعمل هذه المؤسّسات والإدارات والمدارس والمراكز، فيها ومعها، وهي بطبيعة الحال لم تعد تتناسب، بحسب حداثتها وهندستها وحجمها وتوزّعها الجّغرافيّ، مع طبيعة العمل المطلوب ومع الإنتاجيّة والخدمات الموجبة، وتلبية حاجات المجتمع المحيط.
• 2- المشاكل المتعلّقة بالحوكمة وٳدارة التّغيير تتمحور على:
أ. كيفيّة فهم الحوكمة وإدارة التّغيير من النّاحية النّظريّة، وكيفيّة تطبيقهما، والاستفادة من فاعليّتهما في المؤسّسات والإدارات الرّسميّة والخاصّة، من أجل أداء مؤسّساتيّ راقٍ، ومنافسة إيجابيّة على التّطوّر والتّقدّم.
إنّ الحوكمة هي مجموعة من الرّؤى والسّياسات التّنمويّة والأهداف والخطط واتّخاذ القرارات، ضمن أجواء من النّزاهة والمشاركة والعدالة والمساواة وحفظ الحقوق، ترتكز على الإدارة الرّشيدة المتّصفة بالحكمة والموضوعيّة والشّفافيّة والمصداقيّة والمحاسبة؛ الحكمة والموضوعيّة في الملاحظة والتّشخيص والتّحليل وعرض الخيارات واتّخاذ القرارات؛ والشّفافيّة والمصارحة في التّنفيذ والتّوجيه والتّحفيز؛ والمصداقيّة في التّعاطي؛ والمحاسبة عند عدم احترام الأنظمة والقوانين أو التّلكّؤ في تطبيقها، ومتابعة المخالفين ومساءلتهم؛ وتفعيل دور أجهزة الرّقابة الرّسميّة، وتسهيل مهمّتها لبسط سلطتها في الأماكن العامّة والخاصّة.
أمّا إدارة التّغيير فتعتمد على الإدارة الاستراتيجيّة الحديثة المرتكزة على البحث العلميّ في اتّخاذ القرارات، وعلى الحوكمة الرّشيدة والقيادة الإبداعية الّتي تعيد تقييمالممارسات والإجراءات وتدرسُها وتحلّلها وتصوّبها.
ب. في هذا الإطار، تتّعلّق مشاكل القطاع التّربويّ، بشكل خاصّ، بالعنصر البشريّ الّذي يدير الحوكمة والتّغيير، ولا سيّما فيما يخصّ التّوظيف السّياسيّ والانتخابيّوالمناطقيّ والطّائفيّ. إذ يوجد عند أصحاب القرار والعاملين الثّابتين في مختلف الفئاتالوظيفيّة وأصحاب العقود المؤقّتة والمستعان بهم وغيرهم في الإدارة التّربويّة والمدرسيّة وفي التّعليم مَن لا يتمتّعون بالمواصفات والكفاءات المطلوبة للموقع الوظيفيّ، إنْ لجهةالإعداد الأساسيّ والتّدريب والتّطوير المهنيّ المستمرّ، أو لجهة المهارات الحياتيّة والمهنيّةوالأخلاقيّة والقيميّة اللّازمة، أو الاستنسابيّة في التّعاطي، أو شعور الانتماء إلى المؤسّسة والعمل على إنجاحها، أو لجهة آليّات المواجهة والدّفاع بوجه الإغراءات على أنواعها.
ج. غياب المحفّزات الماديّة والمعنويّة الّتي تعيق، عند بعض العاملين في القطاعالتّربوي، الالتزام والمشاركة الفاعلة والمستدامة.
د. ضآلة أو ندرة الموارد الأساسيّة على أنواعها، الّتي تؤخّر التّغيير المنتظر.
ه. العجز عن بناء الشّراكة الحقيقيّة بين الإدارة والعاملين في المؤسّسات والإدارات وبين المستفيدين من الخدمات والمنتجات التّربويّة، والمساهمين والشّركاء وأصحاب المصالح وغيرهم.
و.أخيرًا، الجهل أو التّجاهل في ترشيد القروض التّربويّة، بحسب الحاجة والأولويّات .
• 3- المشاكل المتعلّقة بالتّمويل تتمحور على:
أ. شبه غياب في الموازنة العامّة لمساهمة الدّولة في المشاريع التّربويّة، سببُه جهل أو تجاهل أهميّة الاستثمار في القطاع التّربوي، وتأثير هذا الاستثمار على جميع ميادين الحياة في المجتمع.
ب. الاتّكال على أموال الهبات والقروض وتمرير سياسة “الّذي يعطي يأمر”، خصوصًا بغياب رؤية تطويريّة حديثة، وقدرة أو إرادة فعليّة على فرض الإرادة الوطنيّة، وتحديد الأولويّات التّربويّة من منظورٍ موضوعيّ واستراتيجيّ.
• 4- الإنتاجيّة التّربويّة في صلب مشاكل القطاع التّربويّ:
أ. إنّ المقصود بالإنتاجيّة التّربويّة مجموع الخدمات والإنتاجات والنّواتج التّربويّة على أنواعها، وهي الكميّة والنّوعيّة في خلال فترة زمنيّة محدّدة. يقدّم القطاع التّربويّ، ما قبل الجامعيّ، خدمات تربويّة تتعلّق بتعليم التّلامذة وتدريب المدراء والمعلّمين وجميع العاملين في القطاع التّربوي. بالإضافة ٳلى بعض الخدمات الفنيّة والإدارية واللّوجستيّة والتّقنيّةلدعم التّعليم والتّدريب. ولكن هذه الخدمات لم تحقّق العدالة والمساواة والإنصافوالإتاحة لجميع التّلامذة والمعلّمين والإدارات التّربويّة، ولم تحقق أيضًا الأهداف الأكاديميّة الاجتماعيّة والاقتصاديّة والوطنيّة المرجوّة، رغم كلفة التّعليم الباهظة، سيّما في القطاع الرّسميّ.
ب. في الإنتاجات التّربويّة. إنّ الكتاب المدرسيّ الوطنيّ لم يتجدّد منذ تاريخ صدوره، إنْ لناحية الشّكل أو المضمون أو المقاربة. في حين أنّ معظم الدّراسات والأبحاث والكتب والموارد التّربويّة الورقيّة والإكترونيّة عشوائيّة مبعثرة، لا تعكس منهجيّة علميّة واستراتيجيّة موجّهة واضحة. أضف ٳلى ذلك أنّ بعضها لا يتّصف بالأصالة والرّصانة.
ج. في النّواتج التّربويّة. وتشمل النّتائج المدرسيّة ونتائج الامتحانات الرّسميّة والاختبارات الدّوليّة (Pisa, Timss, Egra, DNE, etc.)، فهي تدلّ في الشّكل على تفاوت كبير بين التّلامذة في داخل لبنان، وعلى تراجع عامّ في المستوى التّعليميّ مقارنة بخارج لبنان، وهي لا تعبّر بالتّالي عن الآمال المرجوّة. أمّا في المضمون، فهي ضبابيّة، ٳلى حدٍّ ما، لا تعكس كثيرًا واقع المهارات المكتسبة أو القدرات الحقيقيّة للتّلامذة بحسب اختلافاتهم وكفاءاتهم المتعدّدة، أو حتّى درجة تحقيق الأهداف التّعلّميّة. وٳنّ ما خلّفتهالأزمات الأخيرة والقرارات العشوائيّة في هذا المجال خصوصًا المتعلّقة بالامتحاناتالرّسميّة لم تراع فلسفة مناهج الـ97، وأدخلت بدعة الموادّ الإلزاميّة والموادّ الاختياريّة، وتزامنت مع تقليص جوهريّ للمناهج على سنتين متتاليتين، وتوقيفٍ متقطّع قسريّ للمدارس على ثلاث سنوات. فكانت النّتيجة، امتحانات شكليّة تمتحن التّلميذ بحوالى ربع المنهج، وتُبقي على الكلفة الباهظة والتّنفيعات الحزبيّة والشّخصيّة. إنّ كلّ ذلك يشير ٳلىتشرذم وتفاوت وتناقض مزمن في منظومة تربويّة مهترئة، رسّخت الفاقد التّعليميّ،وأنتجت فقرًا تعليميًّا غيرَ محدّد نوعه أو نسبته.
• 5- تعلّق مشاكل القطاع التّربويّ في الانطباع العامّ للدّيناميكيّة والجّودة التّربويّة:
أ. نتكلّم هنا على الصّورة والانطباع اللّذين يتكوّنان في المجتمع، وعمّا يبقى في أذهان النّاس من تدنٍّ للدّيناميكيّة والإنتاجيّة التّربويّة، ومن جودة وعدالة وإتاحة في التّعليم والتّعلّم، ومن تشرذم وضياع وسوء إدارة في القطاع التّربويّ والمؤسّسات والإدارات العاملة فيه. وأيضا نتكلّم على كميّة ونوعيّة النّجاحات من جهة، والإخفاقات وتداعياتها على جميع الأصعدة من ناحية أخرى.
ب. اتّصال مشاكل القطاع التّربويّ، وفي ظلّ الظّروف الرّاهنة كبقيّة القطاعات، بالانطباع العامّ بشأن غياب القرار الحرّ والشّفافيّة والمصداقيّة والحوكمة الرّشيدة، وبالتّالي الشّكّ الدّائم في نيّة وٳمكانيّة المسؤولين التّربوييّن قيادة عمليّة تغيير حقيقيّة.
6- الأزمة السّورية وتداعياتها على القطاع التّربويّ في لبنان:
أ. مع بداية الحرب السّورية في آذار 2011، بدأ النّزوح السّوريّ ٳلى لبنان. ومن ثمّتتالت الأعداد في السّنوات اللّاحقة. وفي إطار مواجهة الأزمة، استنفرت وزارة التّربيةوالتّعليم العالي لاستقبال التّلامذة السّوريّين. ولم يكن القطاع التّربويّ آنذاك بأحسنحال، ولم يكن على استعداد لاستيعاب هذه الأعداد الهائلة، وتأمين المقاعد الدّراسيّة لهؤلاء التّلامذة. بل كان القطاع التّربويّ في تلك الحقبة يعاني من جميع المشاكل الّتي ذكرناها سابقًا والمتعلّقة بالتّشريعات والمناهج التّربويّة والمباني المدرسيّة والتّجهيزاتالصّفيّة، وكان يعاني أيضًا من التّفاوت بين المدارس والمعلّمين ومن إمكانيّة تطبيقالجودة والعدالة والمساواة وغيرها. فتحت بعض المدارس الرّسميّة أبوبها لدوام ثانٍ بعدالظّهر مخصّصٍ للتّلامذة السّورييّن، واستقبلت مدارس رسميّة أخرى عددًا لا بأس فيهمن التّلامذة السّورييّن في دوام قبل الظّهر. أنشئت وحدةُ إدارة ومتابعة تنفيذ برنامج التّعليم الشّامل (PMU) في العام 2015، واهتمّت بتطبيق ومتابعة خطّة الاستجابة الّتي وضعتها وزارة التّربية والتّعليم العالي في 2014، تحت عنوان “استراتيجيّة توفيرالتّعليم لجميع الأطفال في لبنان Reaching all Children with Education ” (RACE). وقد اهتمّت هذه الاستراتيجيّة بتأمين مقاعد دراسيّة للتّلامذة السّوريّين لتعليمهم في المدارس النّظاميّة، وغير النّظاميّة وفي المراكز المتخصّصة، بالإضافة ٳلىمجموعة برامجِ تعليم نظاميّ وغير نظاميّ، كالبرنامج المكثّف للمناهج اللّبنانيّة (ALP)، وبرامج دعم للتّلامذة، وأخرى للطّفولة المبكّرة، وغيرها من البرامج المتخصّصة في مجالات متعدّدة. كما اهتمّت بتدريب عدد كبير من المعلّمين الجدد والقدامى، وإنتاج الكثير من الموارد التّربويّة. في العام 2021، وصل عدد التّلامذة في المدارس الرّسميّة فقط ٳلى نحو148.000 تلميذ سوريّ في مدارس بعد الظّهر، وما لا يقلّ عن 38.000 تلميذ سوريّ في دوام قبل الظّهر، ونحو 10.00 تلميذ من جنسيّات أخرى، هذا بالإضافة ٳلى ما يقارب الـ336.000 تلميذ لبنانيّ.
ب. منذ بدء الأزمة والنّزوح السّوريّ ٳلى لبنان (في أواخر 2011) وحتّى العامالدّراسيّ 2019-2020 (حوالى 8 سنوات)، كانت الدّول المانحة والمنظّمات الدّوليّة تموّل كلّ الأمور الّتي تتعلّق بوصول تلامذة دوام بعد الظّهر ٳلى المقعد الدّراسي، مع تمويلرمزيّ متقطّع لدعم التّلامذة الآخرين في المدارس الرّسميّة. وكانت الحكومة اللّبنانيّة ممثّلةبوزارة التّربية والمركز التّربويّ، تؤمّن الجهوزيّة البشريّة واللّوجستيّة والماديّة، بالرّغم من قلّة اليد العاملة في تلك الإدارات والمؤسّسات بشكل عامّ، وندرة الكفاءة في بعضها بشكل خاصّ. ولكن، مع الوقت ومع ازدياد سعر صرف الدّولار الأميركيّ منذ العام 2020 تقلّص التّمويل، وبدأ الاتّكال على القطاع التّربويّ اللّبنانيّ يتزايد.
ج. صحيح أنّ بعض المشاريع المموّلة من الجّهات المانحة والمنظّمات الدّوليّة لدعم تعليم التّلامذة السّوريّين في لبنان، تُدفع للعاملين في المشاريع بالعملة الأجنبيّة أو ما يوازيها بالعملة المحليّة، ولكنّ معاشات ومستحقّات العاملين في القطاع التّربويّ، وخصوصًا لمصلحة المدارس الرّسميّة في الدّوام الصّباحيّ الاعتياديّ وكلّ ما يتعلّق بها من إدارة وتعليم وتدريب ومتابعة وغيرها، فتدفع من موازنة الدّولة باللّيرة اللّبنانيّة على معدّل سلسلة الرّتب والرّواتب. الأمر الّذي جعل العديد من المدراء والمعلّمين والمدرّبين والمرشدين، وفي ظلّ الوضع الاقتصاديّ الضّيّق، يتهافتون على العمل بالمشاريع المموّلة من الخارج والّتي تخدم خطّة Race، على حساب التّطوير التّربويّ الدّاخليّ. وكأنّه لا يكفي هذا القطاع مشاكله المتعدّدة، لتتصدّر مشاكل المصالح الخارجيّة الخاصّة على حساب المصلحة الدّاخليّة العامّة، وتتفاقم مشاكل التّمويل وٳيجاد المقاعد الدّراسيّة ومستلزماتهاوالاحتراق الوظيفي وغيرها.
لم تأت هذه المشاكل الّتي ذكرناها في المحاور السّتّة صدفةً، ولم تظهر فجأة، ولكنّها جاءت نتيجة تراكم سنوات عديدة على مرِّ حكومات متعاقبة، أُهمل خلالها القطاع التّربويّ، وجُمّد الاستثمار والتّمويل الوطنيّ فيه، واستبيح من المنظّمات والجمعيّات على أنواعها حتّى أصبح حقل تجارب للجميع. الأمر الّذي أدّى ٳلى تداعيات على مستوىالفرد والقطاع التّربويّ والقطاعات الأخرى والوطن.
• ثانيًا في التّداعيات:
يُعتبر القطاع التّربويّ الحجرَ الأساس لبناء الدّولة. وبعد أن كان مصدر الاعتزاز الوطنيّ، نواجه اليوم معضلات تربويّة عديدة أظهرتها الأحداث الأخيرة، بدءًا من الحراك المدنيّ في تشرين الثّاني 2019 مرورًا بجائحة كورونا في شباط 2020 ، وصولًا ٳلى كلّ أنواع الأزمات المعاصرة حتّى 2022 واتّساع دائرة الفقر. لقد أضاءت هذه الأزمات على هشاشة القطاع التّربويّ بسبب الٳهمال المتراكم له في مجالَي الإصلاح والتّمويل،وغياب الحوكمة الرّشيدة والرّؤية والتّخطيط والبحوث التّربويّة، وعدم صلاحيّة بعضالأنظمة والقوانين، وقِدم الأبنية والتّجهيزات، واهتراء المناهج التّربويّة وبرامجها وأدواتها ومقارباتها وطرائق التّعليم والتّقويم فيها، وضعف العنصر البشريّ الكفؤ في مواقع القرار وفي المواقع الوظيفيّة الأخرى. كما بيّنت هذه الأزمات غياب التّحفيز والمتابعة والمحاسبة، وتغييب المصلحة العامّة والإرادة الوطنيّة في القرار التّربويّ، وعدم فعاليّة الخدمات التّربويّة ٳلى حدٍّ كبير، وركاكة الٳنتاجات والنّواتج التّربويّة على أنواعها، وتدنّيديناميكيّة وجودة ومصداقيّة القطاع التّربويّ والمؤسّسات والإدارات التّابعة له.
ولكلّ ذلك تداعيات كثيرة، على المدى القريب والمتوسّط والبعيد، يمكن أن تتفاقم إذا لم تتّخذ الإجراءات السّريعة والمناسبة للحدّ من الضّرر القائم.
أ. من أهمّ التّداعيات على المستوى القريب على مستوى الفرد والمجموعة والقطاع، نذكر:
– تدنّي مستوى الشّهادة الرّسميّة،
– تراجع مستوى التّعليم على الصّعيدين الإقليميّ والعالميّ،
– تدنّي النّتائج المدرسيّة والمستوى التّعليميّ، وتعميق الفاقد التّعليميّ على حساب المكتسبات المجهولة،
– تزايد ظاهرة التّسرّب المدرسيّ، والمشاكل الاجتماعيّة ونسبة الجريمة،
– تفشّي الجهل والفساد والخنوع والعبوديّة،
– تأثير سلبيّ على الصّحّة النّفسيّة والجسديّة، والابتعاد عن القيم الوطنيّة والاجتماعيّة والاقتصاديّة والبيئيّة وغيرها، على حساب قيم غامضة غير معروفة،
– فقدان القابليّة للتّعلّم،
– فقدان القابليّة للتّعليم،
– ٳنهاك وتشتّت المعلّمين حتّى الهجرة،
– تفاوت في مؤشّرات الجودة في التّعليم والإدارة،
– استنفاذ ٳمكانيّات المدارس حتّى الٳقفال التّام لبعضها،
– تفاوت كبير في عمليّة التّعليم والتّعلّم، بين المدارس والمعلّمين والتّلامذة،
– تفاوت في الٳنصاف والمساواة والٳتاحة بين الجميع،
– تخبّط تربويّ واستقالة ضمنيّة من المسؤوليّات، وترك الأمر للمبادرات الفرديّة،
– فقدان الثّقة بما يقال، وبصوابيّة الحلول المقترحة، بسبب الضّياع والضّبابيّة الكاملة،
– الشّرخ بين مخرجات التّعلّم وحاجات سوق العمل المتجدّدة، بغياب خطّة جامعة وشاملة،
– مبادرات محدودة مشرذمة ناقصة وغير فعّالة في جوٍّ من الانهيار الشّامل والإفلاس التّربويّ،
– غياب في ترشيد القروض التّربويّة،
– تفضيل المصلحة الشّخصيّة على المصلحة العامّة،
– استنسابيّة في تحسين الأبنية والتّجهيزات المدرسيّة، والمحاسبة،
– مخالفة الأنظمة والقوانين.
ب- أهمّ التّداعيات على المستويين المتوسّط والبعيد، تتمحور على:
– ضعف كفاءة الرّأسمال البشريّ، وهجرة الكفاءات،
– انهيار البناء الاجتماعيّ،
– اجتياح ثقافيّ مدمّر،
– تراجع ما تبقى من قدرة تنافسيّة للسّلع والخدمات، على أنواعها، التّعليمية والصّحّية والاقتصاديّة والخدماتيّة وغيرها،
– ركود إقتصاديّ،
– انهيار شامل وكامل في جميع الميادين،
– تفاقم للفلتان الأمنيّ،
– اجتياح اقتصاديّ وسياسيّ مهلك،
– نهب ما تبقّى من الدّولة،
– انتداب شامل ومبطّن، وغيرها الكثير.
إنّ التّعليم هو مستقبل المجتمع، يفتح الآفاق لبناء الدّولة على أسس متينة. وهو يهدف بشكل عامّ ٳلى إنماء التّلامذة إنماءً شاملًا ومتكاملًا ومتوازنًا، وبناء المواطنيّة التّشاركيةالفاعلة، ليكونوا مواطنين فاعلين ومتفاعلين مع بيئتهم الاجتماعيّة والاقتصاديّة، ومنفتحينعلى العالم. ويطمح ٳلى تطوير وتحسين وترقية المجتمع في جميع الميادين.
لذلك لا يجوز التّعايش مع المشاكل الّتي ذكرناها، لتتفاقم وتتجذّر في القطاع التّربويّ، وتمتدّ أكثر على القطاعات الأخرى. ولا يجوز أن تبقى السّاحة التّربويّة حقل تجارب مباحًا لمن يريد. ولا بدّ من الاستفادة من الإمكانيّات والموارد والحلول المتاحة، بدءًا من تحديث السّياسة التّربويّة والتّخطيط التّربويّ، مرورًا بإصلاح النّظام التّربويّ والمنظومات التّربويّة التّابعة له، وبخاصّة تحديث المناهج التّربويّة وإعادة النّظر بدور المدرسة. ولا بدّ أيضا من ابتكار الحلول الممكنة قدر الإمكان والسّعي ٳلى تأمين مستلزماتها بجميع الطّرق المشروعة… وهو ما سنعالجه في البحث المقبل.
بتوقيت بيروت