لارا أبي رافع ــ MTV ــ الامتحانات الرسميّة بعد حوالى الشهرين، هكذا قرّر الوزير. ولكن، في بلد العجائب كلّ شيء وارد، خصوصاً مع تزامن هذه الامتحانات مع انتخابات لا تُشبه سواها من الأعوام السابقة وفي فترة لم يسبق لها مثيل. هل تحصل خضّة أمنيّة ما تُطيّر الانتخابات، ومعها تطير الامتحانات؟ هل تكون الأجواء عندها مهيّئة لإجرائها؟ هل تحصل في موعدها؟ وهل الأموال للمعلّمين والحاجيّات الأخرى من أوراق وغيرها مؤمّنة؟ أسئلة عدّة من دون أجوبة، فماذا يقول وزير التربية عباس الحلبي لموقع mtv؟
يؤكّد الحلبي أنّ الجواب قاطع، "فنحن حدّدنا الامتحانات لكي تتمّ في مواعيدها". ويُضيف: "طلبنا من قيادة الجيش تهيئة المطبوعات المطلوبة إن كانت الترشيحات أو الأوراق المستعملة أو الشهادات. وهذا الأمر سيؤمّن، وسندفع ثمنه على سعر منصة صيرفة وذلك من أموال الجهات المانحة. كذلك، فإنّ الأموال المطلوبة للمعلّمين أيضاً مؤمّنة من أموال الجهات المانحة إلا أنّ آلية الدفع لا تزال غير محدّدة بعد".
ويُطمئن الوزير التلاميذ عبر موقعنا، قائلاً: "لن نفاجئهم بأيّ شيء، وبعد عملية تقليص المناهج التي أجريناها لأنّ السنة الدراسيّة كانت مضطربة وغير مستقرّة، هم سيُسألون عمّا درسوه فقط".
وعند سؤاله عن الوضع السياسي الذي يؤثّر على كلّ مفاصل حياتنا وبالطّبع قد يؤثّر على الشهادتين المتوسطة والثانويّة، قال الحلبي: "الانتخابات تنتهي في 16 أيّار والامتحانات الرسميّة تبدأ في 25 حزيران، أي لا علاقة بينهما، ولا يُمكن للانتخابات أن تؤثّر مباشرة على سير هذه الامتحانات لأنّها عمليّة أكاديميّة ومطلوب من التلاميذ أن يدرسوا بجديّة". ومن ناحية أخرى يتمنّى "أن يكون الوضع العام، الأمني والسياسي، في البلد "رايق" لأنّ الامتحانات الرسميّة تقتضي تهيئة من قبل التلاميذ، والتي لا تتأمّن من دون هدوء على المستويين الأمني والسياسي". كما تمنّى "ألا يُعكّر ذلك شيء لأنّ التلاميذ يحتاجون إلى نوع من الصفاء الذهني كي يدرسوا وبالتالي نأمل أن تكون مرحلة ما بعد الانتخابات هادئة وأن يهدأ شدّ العصب". وتابع: "آمل أن يكون المشهد الانتخابي، الذي لا نزال نجهله، لمصلحة البلد إذ سينعكس هدوءاً في الجو العام ما سيُساهم في البحث عن وسائل للخروج من الأزمة. وهذا أهم من أي شيء آخر".
وعمّا إذا كانت هذه الامتحانات ستتأثّر بوجود وزير آخر في حال شُكّلت حكومة جديدة بعد الانتخابات، يلفت الحلبي إلى أنّ "أي وزير تربية، إن كنت أنا أو أحد غيري، ملزمٌ بتنفيذ الامتحانات الرسميّة، ومن يتولّى إجراءها هي وزارة التربية بالتعاون مع إدارات المدارس".
الامتحانات ستُجرى، والوزير يُطمئن... فهل تحصل أي مُفاجئة؟
استقبل وزير المالية الدكتور يوسف الخليل وزير التربية والتعليم العالي عباس الحلبي، ورئيسة رابطة أساتذة التعليم الثانوي الرسمي ملوك محرز، رئيس رابطة معلمي التعليم الأساسي الرسمي حسين جواد، ورئيس رابطة أساتذة التعليم المهني والتقني الرسمي سايد بو فرنسيس.
استمع الوزير الخليل، إلى "مشاغل أفراد الهيئة التعليمية على المستويات كافة، لاسيما لجهة حقوقهم ومستحقاتهم المتأخرة.
وأكد الوزير الخليل "عمل أجهزة الوزارة بكل طاقتها لإنجاز الجداول لدفع المساعدة الاجتماعية لمستحقيها في أقرب وقت ممكن، فضلا عن العمل مع الجهات المعنية لتسهيل قبض الحوافز وتأمين قبض بدلات النقل حفاظا على الحقوق وتحقيقا لانتظام واستمرارية العمل الدراسي"، مشددا على "أهمية التعليم في بناء الموارد البشرية في لبنان وأولويته رغم الوضع الصعب والاعتبارات العديدة التي ينبغي مراعاتها".
وطنية - نفذت روابط التعليم الرسمي الثانوي الاساسي والمهني والتقني اعتصاما امام مصرف لبنان "احتجاجا على عدم دفع بدل النقل والمساعدات الاجتماعية".
وألقى رئيس رابطة معلمي التعليم الاساسي حسين جواد كلمة قال فيها: "من هنا سنوجه رسالتنا الاخيرة لنقول: ايتها الحكومة ويا معالي وزير المال، سياسات الترقيع ليست كافية وسياسات العطاءات بالقطارة لم تعد تجدي نفعا، هذا اذا اقترنت اقوالكم وقراراتكم ومراسيمكم بالتنفيذ فعلا".
وأضاف: "منذ 3 أشهر، اقرت الحكومة رفع بدل النقل من 24 الى 64 الفا فاستبشرنا خيرا باننا سنوفر كلفة الانتقال الى ثانوياتنا ومعاهدنا ومدارسنا من دون ان ندفع من جيوبنا ثمن البنزين والانتقال، وتحملنا وصبرنا على امل أن يأتي الفرج، ولكن للاسف فاذا بسياسة المماطلة والتأخير تطل مجددا وبذرائع وحجج واهية، واذا بمرسوم بدل النقل يبقى حبرا على ورق ولم يأخذ طريقه الى حسابات المعلمين والاساتذة، وبدلا من ان يكون اوتوماتيكيا جعلوه مطلبا لنا كي ننسى المطلب الاساسي بتصحيح الرواتب المتآكلة، بل جعلوه يحتاج الى تحركات ضاغطة لارغامهم على تنفيذه. هذا اذا استفاقوا وعادوا الى ضمائرهم. عجبا في اي بلد نعيش بل في اي مزرعة نحن؟".
وسأل الحكومة ووزير المال: "هل فكرتم في ظل الوضع المأسوي الذي نعيشه كيف سيصل الاستاذ والمعلم الى الثانوية او المعهد او المدرسة من دون بدل النقل او حسبتم ان راتبه سيكفي لاطعام عائلته وسيزيد عنه ما يكفي ليستمر في عمله؟.
هل تظنون ان الانتقال الى المدرسة مجاني ومن دون كلفة؟ كيف سولت لكم أنفسكم وقف صرف بدل النقل؟
هل تعلمون ان يوم عطلة او اضراب هو بمثابة الفرصة الذهبية للمعلم كي يوفر كلفة الانتقال ليستطيع ان يوفر الخبز والقوت لعياله؟
هل تدركون معنى تأجيل صرف المساعدة نصف اساس الراتب الى ما بعد 15 ايار اي ما يقارب شهرا ونصف الشهر وأخطارها؟ هنا يصح فيكم المثل "ان كنت تدري فتلك مصيبة وان كنت لا تدريب فالمصيبة اعظم".
وتوجه الى المسؤولين: "ان تأجيل صرف المساعدة وتأخييرها وعدم دفع بدل النقل في اخر الشهر، كما هو مفترض، هو مؤامرة على التعليم الرسمي، نعم مؤامرة على التعليم الرسمي، بل هو سياسة افقار واذلال للاساتذة والمعلمين حتى يكفروا برسالتهم التربوية".
وسألهم ايضا: "هل فكرتم ان مجموعة المتعاقدين في التعليم المهني لم يقبضوا 35 في المئة من مستحقاتهم عن العام الماضي، فكيف سيكملون معيشتهم وحياتهم والحضور الى معاهدهم في العام الحالي؟
أما عن الاستشفاء والطبابة، فماذا فعلتم لانقاذ مواطنيكم من جشع المستشفيات وغلاء الاسعار؟ ناشدناكم منذ وقت طويل ضرورة زيادة المساهمة في تعاونية موظفي الدولة كي تستطيع ان تقوم بدورها في تغطية الكلفة الباهظة وما زلتم تماطلون وتتلكأون الى ان وصلنا الى ما نخشى منه وهو اقتصار الطبابة والاستشفاء على الاغنياء فقط، فهل هكذا تكون دولة الرعاية الاجتماعية؟
هل تعلمون ان هناك من يرهن بيته كي يدخل ابنه او ذوي عهدته الى المستشفى؟ فبالله عليكم، الا تصل الى مسامعكم معاناة الموظفين والاساتذة والمعلمين من جراء الاذلال على ابواب المشتفيات؟".
وخاطب وزير المال: "انت مطالب بان توضح في مؤتمر صحافي، وعلى الملأ، سبب التأخير في عدم دفع بدل النقل والمساعدة نصف الراتب في أوانها، واذا كان السبب ان الدولة مفلسة، فساعتئذ لن تطالبكم بشيء".
وتوجه الى وزير التربية الذي "نحترم صدقيته: لقد قدمتم منذ بداية العام الدراسي ما سمي بالحوافز، أي 90 دولارا، وهي ليست من مالية الدولة المفلسة، وكان الهدف منها ان تصل شهريا الى حسابات الاساتذة والمعلمين كي يستطيعوا ضمان الحضور الى مراكز عملهم، فاذا بهذه الحوافز تصبح نقمة على المعلمين بعدما اصبحت تصرف كل ثلاثة أشهر او كل شهرين مرة واحدة لتنتقل المعاناة الى المصارف في سحبها وتقييدها بسقف السحوبات التي وضعتها المصارف، وهذه الاخيرة تمعن في اذلال المعلمين بل وتجرأت على تهديدهم "اذا مش عاجبك بقفل حسابك". وهذا الامر بل وهذا المنطق مرفوض وسيكون لنا موقف مع المصارف.
لذلك، يا معالي الوزير، نطالبكم بان تصرفوا حوافز شهر نيسان قبل 10 ايار، فالحاجة الى الافادة منها منذ بداية الشهر وليس بعد شهرين، وان تستمر شهريا لباقي السنة".
وأضاف: "ابلغناكم في اللقاء الاخير ان مجموعات من المعلمين لم تتقاض من هذه الحوافز فلسا واحدا منذ مطلع العام الدراسي حتى الساعة، ولن نقبل اعذار الاخطاء في "داتا" المعلومات، ودائرة الشكاوى لم تقدم حلا، بل انها تقوم بالرد على المتصل بأن لا اخطاء في المعلومات، راجع المسؤول في المعلوماتية ونعيش في هذه الدوامة يوما بعد يوم، ولان من واجبنا متابعة مشاكل المعلمين، ولأنه لم يعد يجوز السكوت عن هذا الموضوع بعد، فالمطلوب تكليف المديريات المختصة ان تقوم بواجبها باحصاء اسماء الذين لم يفيدوا وبالسرعة القصوى كي تصل الحقوق الى أصحابها".
وتابع: "نطالبكم بصرف مستحقات الزملاء المتعاقدين عن الفصل الثاني ودفع بدل النقل المستحق خلال ايام، وهذا الامر يحتاج الى جهد بسيط في وزاراتكم ومن يؤخر عملية الصرف تجب محاسبته، لا يكفي انهم يقومون بعملهم ثلاثة اشهر من دون ان تأتيهم ليرة واحدة حتى يتم تأخير صرف مستحقاتهم لثلاثة اشهر اضافية؟ فاذا مان قانون عدم التوظيف قد ظلمهم ومنعهم من الدخول الى الملاك فلا تسمحوا بظلمهم مرة اخرى في تاخير دفع مستحقاتهم.
اما عن المستعان بهم فهؤلاء الذين تعلق مصيرهم بالدول المانحة، فالى متى لا مستقبل امامهم ولا مستحقات حتى تتكرم تلك الدول عليهم؟ وهذا الامر تجب معالجته بتحويل عقودهم الى متعاقدين مع الدولة اللبنانية وفقا لاصول التعاقد المعمول بها".
وعن الدوام المسائي وتعليم الطلاب النازحين، قال: "ليس من باب العنصرية بل من واجب المطالبة بالحقوق، وبعدما اصبحنا في الربع الاخير من السنة ولم تصل المستحقات، بل لم يتم سداد مستحقات صناديق المدارس ومجالس الاهل عن العام الماضي، فالى متى يجب ان ننتظر كي تتكرم علينا الدول المانحة وتدفع ما عليها من واجبات؟ وهل يعتقدون ان المعلمين المستعان بهم قادرون على تعليم النازحين على نفقتهم او انهم سيرمون بتبعات تعليمهم على الدولة الفاشلة والمفلسة؟ انتم من يفاوض فاذا وجدتم تلكؤا او تأخيرا نطالبكم بتعليق العام الدراسي فورا الى ان يستجيبوا ويدفعوا المتوجبات كاملة، ولن ننسى حق العاملين في دوام بعد الظهر من الحوافز الاضافية التي لم يروا منها شيئا".
وقال: "امام ما سبق، اذا تم تحويل المستحقات والحقوق والحوافز، فتكون المصيبة الكبرى ومسلسل الاذلال الجديد في المصارف التي تحتجز رواتبنا وملحقاتها، فلم نسمع في العالم نظاما مصرفيا يعتدي على راتب موظف امضى شهرا من الكد والجد ليضع له المصرف سقفا للسحوبات ويحجم عن اعطائه حقه".
وأضاف: "لأجل هذا الامر نعتصم اليوم هنا امام مصرف لبنان ولنسمع الحاكم صوتنا بأن عليه ان يستخدم صلاحياته في الرقابة على المصارف ومحاسبتها على اذلال الناس وعدم اعطائهم حقوقهم. عليك لا ان تصدر قرارات تبقى حبرا على ورق، بل يجب تنفيذ تلك القرارات ومحاسبة الممتنعين عن تنفيذها. وللمصارف نقول: ستأتي الساعة التي نعطي الضوء الاخضر فيها للمعلمين والاساتذة لمهاجمة الفروع والمصارف التي تمتنع عن صرف الراتب كاملا وفق مبدأ "عجبت لجائع لا يخرج على الناس شاهرا سيفه".
وتوجه "الى الذين ينشطون في الحرب على مواقع التواصل الاجتماعي ويتفنون في مهاجمة الروابط عند كل صغيرة وكبيرة، بالقول: كفوا عن اذيتنا ولا تتلهوا في الصراع معنا، المشاكل والحرمان تطاولنا جميعا، فان كنتم حقا حرصاء على تحصيل حقوق المعلمين، فمن واجبكم السير معنا كتفا الى كتف، واعلموا ان لسان حالنا في الروابط ما قاله هابيل لأخيه قابيل "والله إن بسطت يدك لتقتلني فما انا بباسط يدي لأقتلك".
وختم: "ان التحرك اليوم لن يكون الاخير، فاذا لم تتم تسوية الاوضاع ومعالجة مشاكل الاساتذة والمعلمين، فستكون لنا مواقف اخرى اكثر تصعيدا نحددها وفقا للتطورات المرحلة".
وطنية - صدر عن اللجنة الفاعلة للاساتذة المتعاقدين في التعليم الرسمي الاساسي في لبنان بيان جاء فيه: "قررت الروابط اساسي، ثانوي، مهني، الاضراب اليوم، وبالفعل اقفلت المدارس والثانويات والمعاهد الرسمية واعتصمت. وحصيلة الاضراب والاعتصام، نشر البيانات عن تحويل حوافز الاساتذة الى المصارف. ومساع لوزير التربية مع الروابط لمقابلة السياسيين المعنيين وحل ازمة المصارف".
وتابع البيان: "حتى اليوم نصف الاساتذة لم يحصلوا على ليرة من مستحقاتهم، ونصف الاساتذة لم يحصلوا على ليرة من حوافز 37 مليون $".
ووسأل: "هل للاعلام وللوزير ، ان ينزلوا الى الارض قليلا ويستمعوا الى صرخات الاساتذة الذين نصفهم اعتكفوا واعلنوا الاضراب الفردي، بسبب عدم قبض مستحقاتهم وعجزهم عن دفع المواصلات، او ذلهم عند ابواب المصارف؟"
واضاف: "حوافز تبخرت، ومستحقات تبخرت، وبدل نقل تبخر، واموال اليونيسف للمستعان بهم تبخرت، ومناهج تبخرت، والمطلوب حفظ ماء وجه الروابط، وتزيين القشور لاستمرار الجهات المانحة من بنك دولي ليونيسف، بالدفع لوزارة التربية، واجراء الامتحانات الرسمية كي لا يقال عام دراسي مر بالتبخير والتدفيش".
واعتبر البيان: " ان الامتحانات الرسمية استحقاق تربوي لا مزاد لاثبات النجاح الوهمي" .
"النهار" ــ فيروز فرح سركيس* ــ من المستغرب ان تكون اهم اسباب الاسراع في اقرار المناهج التربوية والبدء بتنفيذها هي خسارة المنحة المقدمة من البنك الدولي، والتي، كما ذُكر، تنتهي مدتها هذا الشهر. غير ان من يتعامل مع قروض البنك الدولي ومنحه لا بد ان يعلم ان البنك يعطي مهلا اضافية اذا تأكد ان العمل جار على المشروع بجدية، والادلة كثيرة على ذلك، منها مشروع مكننة الجامعة اللبنانية في تسعينات القرن الماضي، اذ عندما قرر البنك الدولي حجب القروض والمنح عن الدولة اللبنانية لانها لم تستعمل ايا منها في اي مشاريع تم التواصل حينذاك مع البنك الدولي من قِبل الجامعة وقُدّم الدليل على الجدية في المشروع الذي كنا نعمل عليه، وطلب اعطاءنا مهلة ستة اشهر لتقديم المرحلة الاولى، وهكذا كان.
وبالرجوع الى مسودة المناهج الثانية التي تحتوي على كمّ كبير من المفاهيم والنظريات التعلمية والمضامين العلمية والاجتماعية والشخصية حيث تهدف الوثيقة الى الوصول الى طالب متمكن من جميع الكفايات العلمية والتكنولوجية والاجتماعية والشخصية، وقادر على المساهمة في التطور الاقتصادي والاجتماعي. غير ان التمعن في الوثيقة يبين عدم التناسق في طرح النظريات، كما ان هنالك خلطاً ببعض المفاهيم مما لا يساعد في ترجمة هذه المفاهيم الى برامج ومضامين للانتقال الى المراحل اللاحقة في سيرورة المناهج لا من حيث وضع البرامج او تأليف الكتب او التدريب. اضف الى ذلك ان المناهج المتطورة تتطلع الى ما هو ابعد من اسواق العمل الحالية وبعض الدول انشأت لجان بحث لاستقراء التطورات السريعة في اسواق العمل لادخالها في المناهج. اما الوثيقة الحالية فقدمت في هذا المضمار المهارات الناعمة كبديل من عدم التطرق الى استقراء التطورات، او على الاقل الاستعانة ببعض ما تقدمه الدول المتطورة، فالمهارات الناعمة ليست البديل من المهارات والكفايات المطلوبة للتطورات المستقبلية.
الى جانب الغموض واحيانا التناقض في بعض التوصيفات، فالوصول الى اهداف الوثيقة المكتوبة لا يأخذ في الاعتبار واقع الوضع التربوي في لبنان. لقد مرت الوثيقة مروم الكرام على المعوقات التي ادت الى عدم تطبيق المناهج الحالية كما كان مخططاً لها، اذ كانت السرعة كما هي الحال اليوم سيدة الموقف، وقد نُسب عدم التطبيق الى التدخلات السياسية. فهل توقفت التدخلات السياسية اليوم؟ لقد قضى التسرع بتحقيق انجازات سابقا على اهداف الوصول بالمناهج الحالية الى مبتغاها، وها هو التاريخ يعيد نفسه اليوم. ان اهم العناصر التي يجب ان تكون مهيأة قبل وضع اطار المناهج من اجل حسن تنفيذها هي تلميذ، معلم، ادارة وموارد تعليمية. ما هو متوافر اليوم هو تلميذ خسر سنتين دراسيتين تقريبا، ولا تتطرق المسودة الى كيفية تعويض هذا التلميذ حتى يستطيع استيعاب المنهج الجديد، فلا معرفة لدينا عن الفاقد التعليمي للاكثرية الساحقة من التلاميذ. نحن لا نتكلم عن 10% او 20% من التلاميذ في المدارس الجدية التابعة لمؤسسات تاريخها عريق في ايجاد الحلول لمشاكل تلامذتها، بل نتكلم عن 80% على الاقل من تلامذة المدارس. بموجب احصاءات 2021 هنالك 36.5% من التلاميذ في المدارس الرسمية التي بقي طلابها ينتظرون التعليم الحضوري لعدم استطاعة المدارس او التلاميذ التواصل عبر المنصات الالكترونية، فلا المدارس لديها الامكانات ولا التلاميذ لديهم القدرة على الاشتراك بالشبكات ولا حتى بالمولدات، وجلّ ما قدمته المدرسة الرسمية هو محاضرات لطلاب الصف الثالث ثانوي فقط وذلك عن طريق قناة "تلفزيون لبنان". اضف الى تلامذة التعليم الرسمي تلامذة التعليم الخاص المجاني (11%) ووضعهم ليس افضل من طلاب التعليم الرسمي، لا بل اغلقت مدارس كثيرة من هذه الفئة لعدم قدرتها على الاستمرار في ظل تمنّع الدولة عن الالتزام بدفع مستحقات هذه المدارس لسنوات عديدة. اما تلامذة المدارس الخاصة غير المجانية (49%) فأكثر بكثير من نصف تلامذتها لم يستطيعوا الالتحاق باي نوع من التعليم ودائما العائق عدم قدرة المدارس او الهيئة التعليمية على التواصل مع الطلاب لا حضوريا ولا افتراضيا، وقد عمد البعض منها الى تسجيل محاضرات وارسالها عبر البريد الالكتروني او الواتسآب الى التلاميذ في الصفوف التكميلية والثانوية، وكان التلميذ الابتدائي بعيدا عن اي اهتمام ولم يكن هنالك اي تواصل معه وتُرك الامر بمجمله للاهل. اذاً الحاجة ماسة الى تحديد الفاقد التعليمي لدى التلاميذ وايجاد طريقة او طرق ما للتعويض عن هذه الفترة الطويلة التي حُرم منها التلاميذ التعلم وهذا لا يكون بانتظار ان ننتهي من وضع المناهج ومن ثم نسرع في التأليف والتطبيق، بل يجب ان يكون الفاقد التعليمي المرحلة الاولى من بناء المناهج اي قبل وضع مسودات او نهائيات لهذه المناهج لان اي مناهج جديدة توضع لطالب لديه المهارات والكفايات المطلوبة لاستيعاب هذه المناهج.
اما العنصر الثاني في تطبيق المناهج فهو المعلم الذي لم يعد يملك ادنى مقومات العيش الكريم بعدما تبخرت قدرته الشرائية. وهناك، وايضا بحسب احصاءات 2021، ما يقارب 56% فقط من المعلمين في القطاع العام موظفي ملاك، اما الباقون فهم موظفون بالتعاقد او مستعان بهم او متمرنون وخلافه، اي ان 44% من المعلمين لا التزام بهم من قبل المؤسسات وعادة لا يدخلون منظومة التدريب، اذا وُجدت، والتي تجريها مختلف المؤسسات التربوية. اما بالنسبة للشهادات التي يحملها المعلمون فان 36% منهم لا يحملون شهادات جامعية، ويعتبر لبنان من بين الدول القليلة في الشرق الاوسط وشمال افريقيا التي تعتمد معلمين لا يحملون شهادات جامعية، اما الذين يحملون شهادات جامعية فهنالك فقط 4% شهاداتهم تعليمية. فهل هؤلاء المعلمون قادرون بوضعهم الحالي على تطبيق مناهج تعتمد على مقاربة الكفايات والشمولية في التعليم والتطبيق وهم لم يستطيعوا تطبيق مقاربة مبدأ الكفايات وجعل التلميذ محور العملية التعلمية في المناهج الحالية وذلك كونهم اما لم يحصلوا على التدريب اطلاقا، وهم الاكثرية، واما لم يحصلوا على التدريب الصحيح. لقد اجرت الكاتبة دراستين حقليتين سنة 2000 (منشورات مركز الابحاث في كلية التربية - الجامعة اللبنانية) بعد ثلاث سنوات من تطبيق المناهج الحالية وسجلت عشرات الدروس الصفية في الرياضيات، وتبين ان المعلمين ما يزالون يدرّسون بالطرق التقليدية نفسها التي كانوا يمارسونها سابقا. كما ان الاستمارة التي وزعت على حوالى 200 معلم علوم ورياضيات من مختلف المناطق بينت ان الاكثرية الساحقة لا تعلم عن المقاربات الجديدة في المنهاج ولا عن الكثير من المفاهيم المطلوبة. ورغم ان المركز انتج وثائق حول الاطار المرجعي للكفايات 2017 المتعلقة بالمعلم والمدرب والمرشد التربوي والنفسي، غير انه لم يجر تدريب منتظم والزامي بل تدريب متفرق واختياري من دون حوافز ومدة الدورات كانت قصيرة وبعضها لم يتعدَّ اليومين. ما تتطلبه مسودة اطار المناهج اليوم هو ابعد من مجرد التدريب على اساليب تعليمية محددة، بل هو قدرة المعلم على ابتكار اساليب جديدة ومبتكرة، ناهيك بقدرته على الاشتراك في وضع المناهج وتأليف الكتب كما تذكر الوثيقة الاطار. وطبعا لا ننسى التقويم المطلوب من المعلم من تقويم تكويني او نهائي وهو اكبر تحد في ظل متطلبات قياس الكفايات المختلفة وتداخل الاختصاصات المطلوبة. وادخال جملة حول تدريب المعلمين في الوثيقة الاطار ليس الجواب على وضع المعلم الذي هو بحاجة الى علاج على جميع المستويات، وتدريبه على كتابة مناهج وطرق تعليم وتقويم معروفة او مستحدثة بوضعه الحالي لن يأتي بنتيجة.
اما العنصر الثالث وهو الادارة فالكل يعلم ان اختيار وتعيين المديرين والاساتذة والموظفين في التربية يجري بناء على التوزيع والمحاصصات الطائفية والمذهبية مما يؤدي الى الهدر في الطاقات الكفوءة وتعيين المحظوظ بالواسطة والاقل كفاءة مما يساهم في تأخر التعليم الرسمي. اضف الى ذلك غياب التدريب لمديري المدارس لدعم العملية التعليمية الجديدة.
واما العنصر الرابع فهو الموارد التعليمية، سيما التكنولوجية، التي غابت عن المناهج الحالية في معظم المدارس الرسمية واقتصرت على بعض المتبرعين لبعض المدارس وذلك نظرا الى عدم قدرة الدولة المالية على تزويد المدارس التجهيزات اللازمة. كذلك الوضع بالنسبة للمدارس الخاصة المجانية وعدد من المدارس الخاصة غير المجانية. اما الهدر والفساد في عملية التجهيزات في المدارس الرسمية فحدّث ولا حرج، ومن منا ينسى كيف اختفت آلاف اجهزة الحاسوب التي تبرعت بتمويلها مؤسسات دولية ولم تجر محاسبة اي مسؤؤل عن هذا الاختفاء. ما يتطلبه المنهاج الجديد تطبيقات تكنولوجية متطورة من الصعب تأمينها في ظل العجز الاقتصادي واستمرار الفساد.
ليس الهدف من هذه المداخلة عدم محاولة وضع مناهج جديدة بل تحاشي التسرع واعادة اخطاء الماضي، فملايين المبالغ من القروض والهبات صرفت على اصدار وثائق مختلفة في التربية ولم يستفد منها القطاع التربوي بل كانت الافادة لبعض الاشخاص المحظيين الذين شاركوا في كتابة الوثائق، ولكن التطبيق كان اما غائبا كليا او بعيدا عن المطلوب. وما هو مطلوب اليوم هو تأمين مقومات نجاح المناهج بتأمين وضوح الرؤية والمفاهيم والتناسق في ما بينها كي يكون هنالك امكان لترجمتها الى برامج وكتب وتجهيزات، وتجهيز جميع العناصر المطلوبة لتنفيذها كما ذكرنا آنفاً.
*مؤسسة الانماء التربوي
بوابة التربية: استقبل البطريرك الماروني الكاردينال مار بشارة بطرس الراعي، اليوم في بكركي، رئيس الجامعة اللبنانية الدكتور بسام بدران على رأس وفد من عمداء الجامعة.
بعد اللقاء أعلن بدران “اهتمام البطريرك الكبير بمعرفة واقع الجامعة اللبنانية وطبيعة حاجاتها الملحة قبل الجلسة الاخيرة لمجلس الوزراء بحيث ننتظر وعد مجلس الوزراء لوزير التربية والتعليم العالي بادراج ملفات الجامعة المنجزة على جدول الاعمال”.
واضاف: “اوضحنا للبطريرك أهمية دعم الجامعة لجهة تعزيز موازنتها التشغيلية واقرار المراسيم والقرارات العالقة في مجلس الوزراء، حفاظا على موقعها الريادي في مسيرة التعليم العالي، وهذا ما اكده تصنيف الـQS في مطلع الشهر الحالي، وهو من التصنيفات الاهم عالميا وقد وضع الجامعة في المرتبة الاولى في عدد كبير من الاختصاصات”.
وتابع: “شرحنا للبطريرك الدور الاجتماعي الذي تقوم به الجامعة على مساحة الوطن، وكان أخرها تسخير منجزاتها وخبراتها التقنية والبشرية لاجراء فصوص الـPCR الابحاث العلمية التي كشفت المتحورات مما ساهم في منع انتشار هذه الجائحة”.
وختم: “تمنينا على غبطة البطريرك المساعدة في استعادة الحقوق المالية للجامعة، وهي حصيلة الفريش دولار من المسافرين ومحتجزة لدى الشركات التشغيلية وشركات الطيران. وقد ابدى البطريرك دعمه للجامعة واعدا بمتابعة ملفاتها”.
"النهار" ــ روزيت فاضل ــ ومضة أمل في هذا الزمن الصعب: حصاد حملة اليوم الوطني للتلامذة ذوي الصعوبات التعلمية في عامها العاشر إطلاق برنامج "IDEAL" الموجَّه لذوي الصعوبات التعلمية بالتعاون بين جامعة سيدة اللويزة ومركز "سيكلد" للصعوبات التعلمية، الذي اخذ على عاتقه على مدار الأعوام الماضية محطات مفصلية من وحي المناسبة تُرجمت عملياً في نشر التوعية باتجاه تفعيل الدمج كما الحال في هذا البرنامج، وصولاً الى تعزيز خطوات استباقية للتدخل المباشر والمبكر لهؤلاء الأطفال من خلال تقويم كل حالة وقياس قدراتها مقابل تحفيز دور فاعل للأهل في دعم طفلهم.
ماذا يجري عملياً في هذا البرنامج؟ أحيت جامعة سيدة اللويزة ومركز "سيكلد" بالتعاون مع المجلس الثقافي البريطاني ووزارة التربية في حرمها في زوق مصبح، الذكرى العاشرة لليوم الوطني للتلامذة ذوي الصعوبات التعلمية بمؤتمر تربوي كرست من خلاله أهمية عملية دمج من خلال برنامج لذوي الصعوبات التعلمية الخفيفة والمتوسطة في البيئة الطالبية والاجتماعية في الجامعة.
قبل عرض تفاصيل عن المؤتمر، لا بد من التوقف عند عنوانه "لازم نعرف"، الذي تحول الى محاولة مد جسور بين تجارب عدة في تطبيق عملية الدمج بين القطاعين الرسمي والخاص، أظهرت تفاوتاً ملحوظاً في المستوى وآليات التطبيق في المدارس الرسمية والخاصة، والجامعات كجامعة القديس يوسف، والجامعة الأميركية في بيروت والجامعة الأميركية للعلوم والتكنولوجيا.
التحقت جامعة سيدة اللويزة بتطبيق منظومة الدمج من خلال برنامج Ideal، بالتعاون مع مركز "سيكلد"، وهو وفقاً لما ذكر رئيس الجامعة الأب بشارة الخوري لـ "النهار"، يجسد "مبادرة مفعمة بالأمل في ظل الأزمة الخانقة وغير المسبوقة في لبنان، وتكرس رسالة جامعاتنا الساعية دوماً لإعطاء فرص تعليم متساوية بين أبناء مجتمعنا وعلى رأسهم ذوو الصعوبات التعلمية أو أصحاب الهمم كما يحلو لنا تسميتهم".
وشدد على "تطبيق عملية الدمج بحذافيرها في الجامعة من خلال البرنامج نفسه وانصهار المنتسبين اليه في الحياة الاجتماعية والطالبية لتتعزز فيهم الثقة بالذات وروح الاستقلالية وتطوير مهاراتهم الكلامية والخطابية والحياتية".
بدوره، قال منسق اليوم الوطني للتلامذة ذوي الصعوبات التعلمية نبيل قسطه لـ"النهار": "إننا نتطلع الى دفع الأمور في اتجاه إقرار التشريعات لذوي الصعوبات التعلمية"، مشيرا الى "أننا نتطلع ايضا الى تشكيل هيئة وطنية لهم تضم القطاعين الخاص والرسمي، وأهمها وزارات الصحة والتربية والشؤون الاجتماعية".
واعتبر أن "انفتاحنا على التجارب الأجنبية في أوروبا وأميركا الشمالية ساهم في تأسيس مركز سيكلد، وتبعه إعداد هذا البرنامج مع جامعة سيدة اللويزة، والذي قد يتوسع الى جامعات أخرى"، لافتاً الى "أننا نجسد من خلاله المساواة في فرص التعليم من خلال تطبيق الدمج بين أبناء مجتمعنا، ولاسيما في ظل هذا الانكماش الاقتصادي لنذكّر بأن الدمج هو حق وليس شفقة".
وأكدت مديرة برنامج IDEALفي الجامعة لمى بدوي لـ "النهار" أن 8 شبان وشابة من ذوي الصعوبات التعلمية انتسبوا في أيلول الماضي الى السنة الدراسية الأولى من هذا البرنامج الممتد لسنتين، على أن ينال المنتسبون اليه إفادة بالحصص المتابعة من كل منهم مع تأمين فرصة الانتساب الى فترة "ستاج" أي تدريب وهو من أساسيات البرنامج.
وحددت الفئات التي يمكن أن تنتسب الى البرنامج، وهي الحالات الخفيفة والمتوسطة من ذوي الصعوبات التعلمية، الذين يمتلكون مهارات الكتابة والقراءة، مشيرة الى "إمكان استيعاب حالات اضطراب طيف التوحد وذوي التحديات الذهنية في البرنامج، مع العلم أن المنتسبين يخضعون جميعا لمقابلة وتقويم من الفريق المتخصص لقدراتهم الذهنية واطلاعنا على علامات تحصيلهم المدرسي قبل انخراطهم في البرنامج".
تتوزع الدراسة، وفقاً لبدوي، في السنة الأولى على تطوير المهارات المهنية للطالب من خلال انتسابه للعمل في مكتبة الجامعة أو الكافيتيريا أو حتى في مكاتب التسجيل والبريد فيها أو شؤون الطلاب، بهدف تطوير وسائل التواصل مع محيطه وزيادة ثقته بنفسه وبالآخرين، فيما ترتكز السنة الثانية من البرنامج على انخراطه في سوق العمل من خلال خضوعه لفترة تدريب في بعض المؤسسات علها تساعده على إيجاد فرصة عمل.
في المنهج الدراسي، ذكرت بدوي أن التلميذ يتابع ثلاث حصص خاصة من برنامجه بإشراف مربين متخصصين بالتربية التقويمية، إضافة الى اختيارهم حصة جامعية لدمجهم مع رفاقهم، وهي تشمل اختيار مادة من المواد العامة التي يتابعها الطلاب خلال دراستهم الجامعية، ومنها في كل من اللغة الإنكليزية أو علوم الحساب والتكنولوجيا وعلم النفس وسواها، إضافة الى انخراطهم في الحياة الطالبية والاجتماعية والرياضية سواسية مع الطلاب كلهم.
وشددت على القيمة المضافة للبرنامج، الذي يراعي معايير الدمج في الحرم نفسه بين هذه الفئة والأسرة الجامعية كلها مع أهمية صقل مهاراتهم وميلهم الى الاستقلالية في التصرف وبناء قدراتهم للتفاعل مع بيئتهم والبيئة العامة المحيطة بهم.
وعن سبل مواجهة الصعوبات المالية، التي يواجهها بعض الطلاب في تغطية مصاريف الدراسة في هذا البرنامج، أعلنت بدوي أن الجامعة عمدت الى تنظيم العشاء الداعم للبرنامج، الخميس 28 من الجاري (اليوم) برعاية البطريرك الماروني الكاردينال مار بشاره بطرس الراعي في كازينو لبنان لتأسيس صندوق دعم لتغطية النفقات السنوية لهذه الفئة من الطلاب المحتاجين الى مساعدة مالية لدفع القسط الدراسي، مشيرة الى "أننا حرصنا أيضاً على تنظيم برنامج زمالة بين طلاب الجامعة ومنهم المتخصصون بعلم النفس مثلاً، الذين يتطوعون لمواكبة ذوي الصعوبات التعلمية، لنتأكد من تحقيق أهمية الدمج بين الفئتين، مع التشديد على أنهم يحظون أيضاً بفرصة "ستاج" أو تدريب عملي في تخصصهم داخل حرم الجامعة".
ورداً على سؤال عن السبل المتاحة لمساعدة ذوي الصعوبات التعلمية للوصول الى التعلم الجامعي، ذكرت منسقة مجموعة "Parents to Parents" في مركز "سيكلد" بيتي معماري لـ"النهار" أن المجموعة انطلقت قبل ثلاثة أعوام ومهمتها التشبيك بين أهالي ذوي الصعوبات التعلمية وتبادل الخبرات والشهادات في ما بينهم لتقبل طفلهم، مشيرة الى أن عمل هذه المجموعة تزامن قبل بدء جائحة كورونا والأزمة الحالية، ما فتح فرصاً لمساندة الأهالي من خلال تنظيم لقاءات لتبادل خبراتهم وخلق صداقات في ما بينهم وبين أبنائهم وبناتهم من ذوي الصعوبات التعلمية بهدف مساندتهم لقبول طفلهم، ما قد يخلق حوافز مهمة لإكمال دراسته وصولاً الى التعليم الجامعي...
وطنية - أطلقت صباح اليوم "جائزة اللواء الركن محمود طي أبو ضرغم للتميز الدراسي والرياضي والقيادي" في الجامعة اللبنانية الأميركية في بيروت (LAU)، في حضور نجله نبيل وكريمته رلى وزوجها طلال كمال الخليل، نائب رئيس الجامعة المساعد لشؤون الانماء نسيب نصر، نائب رئيس الجامعة المساعد لشؤون الخريجين عبدالله الخال، عميد الطلبة في الحرم الجامعي-بيروت الدكتور رائد محسن، مديرة مشروع الحياة الطاللبية ريمان جرداق، مدير النشاطات الرياضية سامي غارابديان، ومديرة شؤون الانماء لانا ابو تين.
والجائزة عبارة عن مبلغ رمزي من المال ودرع تكريمية ستمنح سنويا لاحد التلامذة او التلميذات من لبنان على ابواب التخرج. على ان يكون المرشح او المرشحة من اصحاب الكفايات العالية.
ووقعت وثائق الجائزة عن الجهة المانحة رلى ابو ضرغم الخليل التي قالت: "هناك شخصيات لبنانية كثيرة نذرت نفسها للوطن بعيدا من المصالح الشخصية تستحق التكريم ولم تكرمها المراجع الرسمية. لذلك نطلق هذه الجائزة اليوم في صرح اكاديمي خلاق".
وشكرت الجامعة والفريق المعني على "ادخال هذه الفكرة حيز التنفيذ".
تجدر الاشارة الى ان اللواء الركن ابو ضرغم هو مؤسس فوج المغاوير عام 1966 يوم كان العماد إميل بستاني قائدا للجيش، وكان من المتخرجين اللامعين في كلية Saint Maixen العسكرية في فرنسا ومدرسة Macolin السويسرية وكلية الاركان في Leavenworth في ولاية كنساس الاميركية.
وطنية - التقى الأمين العام للتنظيم الشعبي الناصري النائب الدكتور أسامة سعد بمجموعة من الشباب في مركز "جمعية التنمية للإنسان والبيئة" (dpna)، حيث دار حوار خلال اللقاء في شأن القضايا التي تهم الشباب وتحاكي مخاوفهم وطموحهم.
وقد عبر الشباب عن "غضبهم من الوضع السيىء والذي يزداد سوءا يوما بعد يوم، ومن تدهور الأوضاع في لبنان على مختلف الصعد، الاجتماعية والمالية والاقتصادية، ما دفع بالكثير من الشباب إلى السفر والهجرة بحثا عن فرصة عمل وعن مستقبل أفضل".
واعتبر سعد أن "الشباب هم بذور المستقبل التي ستطرح وطنا يحقق آمالهم وطموحهم". ولفت إلى "دور الشباب في ثورة ١٧ تشرين حيث أثبتوا أنهم قادرون على كسر القواعد التي يفرضها النظام".
وأكد سعد "أهمية مواصلة النضال ورفع الصوت في وجه سلطة الفساد والعجز، ومراكمة النضالات من أجل تحقيق الهدف بدولة ديمقراطية عادلة قادرة على تأمين حقوق المواطن".
وطنية - افتتح المعرض التكنولوجي التربوي الخامس تحت عنوان Edutech 2022: مستقبل التربية، برعاية وزير التربية والتعليم العالي القاضي الدكتور عباس الحلبي، في مقر الأمانة العامة للمدارس الكاثوليكية في عين نجم، بحضور عضو لجنة التربية النيابية النائب إدغار طرابلسي، رئيس المركز التربوي للبحوث والإنماء جورج نهرا، رئيس اللجنة الأسقفية للمدارس الكاثوليكية المطران حنا رحمة، عضو اللجنة الأسقفية الأم ندى طانيوس والهيئة التنفيذية، مستشار وزير التربية للشؤون التربوية البروفيسور منير ابو عسلي والفريق العامل في وزارة التربية والمركز التربوي، نقيب المعلمين رودولف عبود ، رئيس جمعية المقاصد الدكتور فيصل سنو، المدير العام لجمعية المبرات الخيرية الدكتور محمد باقر فضل الله، عمداء ومدراء كليات التربية في الجامعات الخاصة في لبنان، رؤساء المؤسسات التربوية وممثليهم في اتحاد المؤسسات التربوية الخاصة، رؤساء إتحادات لجان الأهل، المعلمين، أصحاب الشركات الداعمة للمعرض وشخصيات سياسية وعسكرية وأمنية وروحية وتربوية، ممثلي وسائل الإعلام.
شمعون
بداية، قالت عريقة الإحتفال الإعلامية ريتا شمعون: "إننا نعيش في عصر تكنولوجي يتطور بسرعة ومن لا يواكب التطور يفوته القطار، لذلك علينا أن نتطور معه بسرعة لكي نواكب إستخدام الإبتكارات الحديثة ونستفيد من منافعها من أجل صمود ونجاح مؤسساتنا التربوية أمام المنافسة العالمية. وهذا يتطلب منا إكتساب الخبرات والمهارات التطبيقية واستخدام التقنيات وحل المشاكل التي لم توجد بعد في مناهجنا فيما التوجه العالمي هو نحو التعلم الذكي الذي يستخدم أحدث طرائق التعليم لإنتاج جيل يستطيع أن يواكب تطورات العصر".
رحمة
بدوره، قال رحمة: "نحن نضع هذا المعرض وكل عملنا تحت عناية الله. عندما يموت الإنسان ويتوقف قلبه يشتعل دماغه ولا سيما الذاكرة فيه. حضور الله في حياتنا اليوم يجعلنا نرى أن ربنا موجود، وبنظري هو موجود لأن وحدها العناية الإلهية تحفظ وجودنا ووقوفنا على أقدامنا لأن كل الظروف المحيطة بنا كلبنانيين، طبيعية أو متعمدة، هي غير طبيعية البتة، لكننا لا نزال صامدين ونعتصم بالرجاء لحضور الله في وطننا ووسط شعبنا، وفي حياتنا، بإيماننا".
أضاف: "الطفل الذي أعطانا إياه الله في العائلة والذي نحمل مسؤوليته في الحقل التربوي هو مستقبل لبنان. وتبين أنه قادر على اكتساب المعارف وتنطبع فيه المعلومات بطريقة أسرع عبر وسائل التكنولوجيا، منه بالوسائل التقليدية العادية؛ من هذا المنطلق هو يسبقنا ويسبق الكبار بإمكانية الإستيعاب والإستفادة والمتابعة".
وتابع: "أتمنى على مجلس البحوث والإنماء أن يتجه بجرأة ومن دون خوف نحو استعمال التكنولوجيا في برامجنا التربوية، وتشجيع من يكتبون وينجزون المناهج على إدراج التكنولوجيا فيها، كي نتمكن من توفير عناء سنة أو سنتين من حياة التلميذ، فدول كثيرة سلكت هذا المسار".
وحيا "كل المؤسسات في لبنان والخارج على جرأتهم وقوتهم ونضالهم على استعدادهم لتطوير إمكانيات الطالب اللبناني من أجل تربية أجيال على مستوى آمال وتحديات لبنان".
وختم: "نحن على مفترق طرق فإما نستسلم أو تصمم على الوقوف مجددا واضعين أيدينا بيد الرب والعناية الإلهية. علينا التشبث بسر الله لكي نكون أكثر إنسانية والإستقاء من العلم لأنه يساعدنا على بلورة الإنسان الذي فينا".
نصر
وقال الأمين العام للمدارس الكاثوليكية الأب يوسف نصر: "إن عنوان المؤتمر يحمل تساؤلات عدة: ما هو مستقبل التربية في لبنان؟ أنستمر في التدهور الحاصل أم نستفيق من كبوتنا لنحافظ على التربية كسد مينع في وجه كل معتد على أرضنا وكرامتنا؟".
أضاف: "إني وانطلاقا من هذه الأسئلة الإستراتيجية، أستغل المناسبة لأوكد موقف الأمانة العامة للمدارس الكاثوليكية من الأمور التالية:
أولا: إن الأمانة العامة تحيي جهود معالي وزير التربية والتعليم العالي الدكتور عباس الحلبي وتقدر له كل مساعيه الحميدة لتبقى التربية قلبا نابضا بالحياة رغم الفرملة العامة التي يعيشها البلد في مختلف القطاعات. وإذا ما استمر نبضان قلب التربية، فلا خوف على حياة لبنان. نعم يا معالي الوزير، أنتم رجل إستثنائي في زمن إستثنائي، تعالج كل شيء بالصبر والحكمة والحوار والتروي وتسعى الى بث روح التوافق والإلفة بين كل مكونات الوطن الواحد وتعطي كل ذي حق حقه ولا تتردد في اتخاذ القرار حيث ومتى وجب.
نحيي جهود كل العاملين في حقل التربية والتعليم وكل ذوي الإرادة الصالحة والنوايا الطيبة الذين يأخذون على عاتقهم مسؤولية دفع عجلة التربية الى الأمام. وهذه المسؤولية لا تبدو بالأمر السهل في ظل الأزمة الإقتصادية الحادة التي يمر بها الوطن. لا بل إنها تتطلب جهودا إستثنائية وإرادة صلبة وإنتماء متجذرا في الهوية الوطنية وقناعة واضحة بأن لبنان هو وطن نهائي لكل أبنائه وتعاليا فوق جراح الماضي وتصفية للقلوب وتشابكا للأيدي. ولبنان لا ينقصه من يجمعون بين الكثير من هذه الصفات ولا تنقصه لا الكفاءات ولا الأدمغة ولا المخططون ولا الرؤيويون.
ثانيا: إن الأمانة العامة تعود لتؤكد اليوم وأكثر من أي يوم مضى على الحاجة الماسة لبناء رؤية مشتركة لتسهيل مهمة تطوير المناهج الحالية وهي تبقى أبوابها مشرعة للتشاور الدائم مع وزارة التربية والمركز التربوي والمؤسسات التربوية بغية التوصل الى تسوية وحل يرضى به جميع الأطراف ولا يكون لمصلحة فريق دون الآخر. فلبنان لا يحكم إلا بالتوافق والتفاهم الداخلي. وقد تكون الفرصة ما زالت سانحة لنقوم بخطوات جريئة وتفاهمات غير مسبوقة لننقذ التربية من دياميس الجمود والتردي والتدهور الحاصل.
ثالثا: إن الأمانة العامة تعتبر أن التكنولوجية اصبحت وسيلة ضرورية وحتمية لتطوير التربية والأرتقاء بها الى أعلى قمم الجودة والعبقرية والإبتكار، والوصول الى تعلم أفضل وأكثر فعالية ومرونة وإدراك، وإستشراف مستقبل واعد وتحسين نظام التعليم بطرق متنوعة ومتعددة تبعاً للأهداف الموضوعة ومحتوى أكثر جاذبية، وتأمين حق التربية على الإبتكار للجميع وتحقيق العدالة الرقمية الرشيدة. فالتكنولوجيا تتيح للمعلم أن ينوع طرقه ليبدع في عطائه ويبتكر في أساليبه ويقنع في شروحاته، وتنمي عند الطالب مهارات القرن الحادي والعشرين فتعده الإعداد الحسن لينخرط بكل جدارة في سوق العمل وتسهل أيضا على الأهل مهمة بلوغ الهدف في الجصول على تربية نوعية لأولادهم وهي تعطي المؤسسات القدرة على المكننة والمأسسة والمحاسبة والحوكمة الرشيدة.
رابعا: إن الأمانة العامة تنظر الى التربية المدعومة بالتكنولوجيا كأداة كفيلة بأن تعيد الى لبنان وهجه العلمي والثقافي السابق وموقعه المتميز على خريطة العالم العربي وتحافظ على تراثه التاريخي المشرقي المشرق، بعد أن كان لبنان يعتبر من بين أكثر البلدان تطورا وتقدما في مجال التربية والتعليم. من هنا الدعوة الى كل المؤسسات التربوية لركوب غمار التطور والإستعانة بأفضل الخبرات العالمية لتأمين أفضل حلول للمشاكل الطارئة كالتسرب المدرسي والفاقد التعلمي والتدني في المستوى التعليمي.
خامسا: إن الأمانة العامة تشد على أيدي القيمين على التربية في لبنان للحفاظ على مستوى لائق من الشهادات الرسمية، المتوسطة والثانوية، لضمان جودة التعليم من جهة وتزويد الطالب بجواز سفر يخوله الدخول الى أرقى جامعات العالم. فلا نتعرض، كما حصل في السابق ولأكثر من مرة، لانتكاسات الربع الساعة الأخيرة فيذهب التعب سدى وتتبدد أحلام طلابنا الذين طالما راهنوا على الإستثمار في التربية والتعليم كما في سائر الدول الأكثر تقدما وحضارة".
نخلة
وقال مدير قسم التكنولوجيا في الأمانة العامة للمدارس الكاثوليكية مؤسس ومنظم معرض ومؤتمر Edutech جوزف نخلة: "كي تتحكم بناصية التغيير عليك بمعرفة خريطة الوصول "Know How" وامتلاك الأدوات اللازمة لتطبيق الأهداف. من هنا كانت بداية فصول مؤتمر ومعرض EDUTECH سنة 2017 والمستمر بنسخته الخامسة، كرافعة مستدامة لقطاع التربية والتعليم من خلال تشابك التربية والتكنولوجيا علنا نساعد في سد الفجوة الرقمية، وتعزيز مجتمعات المعرفة الشاملة للجميع".
أضاف: "عكس شعار المؤتمر هذا العام "مستقبل التربية" حرص الامانة العامة على مشاركة الخبرات واستعراض أحدث ما توصلت إليه الابتكارات التكنولوجية التعليمية والدراسات الأكاديمية والميدانية وصولا إلى تفعيل محطات التعليم النوعي في المدارس تحت عنوان الريادة والإبداع".
"اطلاع الرأي العام في المجتمع على مشروعات التربية والتعليم وإشراكه في قضاياه، وإخراج قضايا التربية وما يدور فيها من أفكار وتوجهات من نطاق الغرف المغلقة إلى فضاء التداول العام، ليعرف الرأي العام ما يحدث في أهم مؤسسة من مؤسساته الوطنية، وهي المؤسسة المسؤولة عن إعداد أجيال مستقبله.
تنمية المعلمين المهنية ورفد ميدانهم بالخبرات والتكنولوجيات الجديدة، وقد رسخ المؤتمر على مدى سنين مضت أهمية التنمية المهنية، وكان رافدا مهما لتنمية قدرات المعلمين وتطوير مهاراتهم ومعارفهم، ومشاركتهم في صنع القرار التربوي، وابراز الجهود العلمية الحديثة وآخر ما توصلت الية البحوث والدراسات في مجال مناهج التعليم.
المساهمة في رفع مستوى جودة البحوث العلمية ومواكبة متطلبات العصر في المجال الأكاديمي والانتاج العلمي وتحديد معالم التحديات التي تواجه تطويره والاستفادة من التجارب والخبرات المحلية من قامات ونخب وخبراء وباحثين من الجامعات والمدارس والمؤسسات التربوية اللبنانية بكافة ألوانها وأطيافها والدولية في التعليم الرقمي ضمن تطوير المناهج وتطبيقها على ارض الواقع.
المساهمة في وضع الاطر العامة التي تساعد في معالجة القضايا التربوية والتعلمية بموضوعية وشفافية وابداع".
وقال: "من هنا يتطلع المؤتمر إلى جمع التجارب والخبرات الوطنية والعالمية حول كيفية استخدام التعليم كوسيلة لتحقيق أهداف التنمية المستدامة، علما ان أهداف التنمية المستدامة المقترحة مطروحة للتطبيق في العالم اجمع على نحو متزايد، فقد انتقل التركيز بعيدا عن الوجهة الاقتصادية فقط للتنمية، انما لعرض أكبر شمل الركائز الثلاث للاستدامة الا وهي: البيئة والمجتمع والاقتصاد. ومع هذا التركيز الجديد، يأتي الاعتراف بأن أدوات السياسة أو الحلول التكنولوجية وحدها لن تكون كافية، فإن التعليم أمر بالغ الأهمية لتحقيق التنمية المستدامة. وبات دور التعليم، بما في ذلك، التدريب وبناء القدرات، والتواصل وزرع الوعي العام، والبحث العلمي، وادخال واستخدام التكنولوجيات الحديثة، وتبادل الحصول على المعلومات والشبكات والشراكات، الاستراتيجية الرئيسية لتحقيق اهداف التنمية المستدامة".
وعرف باللجنة التي أشرفت على محاور ندوات المؤتمر: ألاخت مارلين يوسف، الدكتور ميلاد سبعلي، الدكتور فوزي بارود، الدكتورة كاتيا ليان "متغيبة"، وزينه أبو مارون.
مكرزل
وتحدث رئيس جمعية المعلوماتية المهنية كميل مكرزل عن الشراكة الإستراتيجية ل PCA (شركة كمبيوتر متخصصة) في ال Edutech، وقال: "اتصل بي الاستاذ نخلة من نحو شهرين، لإعلامي بتنظم المؤتمر كما في كل عام، فقلت له إن هذا يشكل تحديا كبيرا في الظروف التي يعيشها لبنان، ولكني كما أعلم جيدا أن الصعوبات اليومية التي تواجه الأب يوسف نصر والأستاذ جوزف نخلة هي للتجاوز والبرهان هو حضورنا هنا اليوم مفتتحين Edutech على أمل أن يكون معرضا مفيدا ومثمرا للجميع".
ثم تطرق الى الشراكة الإستراتيجية، فأشار الى "محاولة ال PCA (تقديم الدعم لبناء تكنولوجيا التربية في هذا القطاع تحديدا"، وقال: "بدأنا العمل في هذا النطاق من نحو أربع سنوات مستعينين بخبراء تكنولوجيين عديدين في لبنان وشكل باكورة المبادرات التي نفذناها توقيع مذكرة تعاون مع مؤسسة تربوية بالغة الأهمية هي(BESA). وهي تضم 400 شركة بريطانية متخصصة في تكنولوجيا التربية والتعليم وسمحلت لنا مذكرة التعاون أن نكون على تماس مع هذه الشركات ومكنت الشركات اللبنانية المتعاطية بتكنولوجيا التربية والمعلومات من أن تحصل على تبادل خبرات واسع النطاق مع أهل الإختصاص العالميين".
أضاف: "تلا ذلك في العام 2020 وللمرة الأولى أن يكون ل PCA مشاركة في أهم معرض للتكنولوجيا في العالم، معرض BeT المتخصص، شاركنا فيه للإطلاع على أحدث التقنيات واستقدامها مع الخبرات من لندن. وشاركت في المعرض تسع شركات لبنانية وحظيت مشاركتنا بأصداء أجنبية وعربية إيجابية. بعد ذلك وقعنا مذكرات تعاون عديدة مع كبرى المؤسسات التربوية في العالم الذين أتوا بالإفادة الكبيرة لقطاع التربية في مجال التكنولوجيا كي نكون على إطلاع بأحدث ما هو متداول تكنولوجيا في العالم. تبع ذلك مشاركة في Expo 2020 في دبي، حيث أقمنا تشبيكا مع حوالى عشرين دولة عربية برعاية رئيس الحكومة نجيب ميقاتي، وسنقوم بزيارات لهذه الدول من أجل نقل أحدث التقنيات المتبعة تربويا من البلدان العربية الى لبنان، ومن لبنان إليها".
وأعرب عن "فخر PCA بكونها شريكا استراتيجيا في معرض Edutech 2022".
الحلبي
أما وزير التربية فقال: "هذه المرة الثانية التي تتيح لي فيها الأمانة العامة للمدارس الكاثوليكية أن أقف على منبرها. المرة الأولى غداة تسلمي حقيبة وزارة التربية والتعليم العالي وهي كانت أول مناسبة أطل فيها. ويبدو، عشية الرحيل، دعتني مرة ثانية. يبدو".
أضاف: "الحقيقة، ماذا عساي أن أقول في حضرة أركان العائلة التربوية؟ ما سمعته اليوم أعطاني الإلهام للتحدث بمواضيع أخرى غير تلك التي حضرتها وأردت التطرق إليها".
وتابع: "سئل أحد المشايخ في ضيعتنا: كل جيل يأتي أفضل من الجيل الذي سبق. فقال: لأن أقل المائتين يحمل شهادة بريفيه. وفهمكم كفاية".
وقال: "يبدو في المشهد التربوي أن الأمانة العامة للمدارس الكاثوليكية تذهب عكس السير. البلد يتخبط في أزمات بالغة العمق، وهو خرج حديثا من فاجعة إنسانية كبرى، الزورق الذي غرق بمن فيه والعناية الإلهية التي أنقذت البعض، البلد مشدود عصبه عشية الإنتخابات النيابية، وقد لا تغير كثيرا في المشهد السياسي والإنتخابي ولكن هذه التجارة الرابحة في كل موسم انتخاب، نشد العصب لنستجمع الصفوف، لتعود الطبقة السياسية تنتج أفرادها".
أضاف: "وإذا بي بقدومي على الأمانة العامة للمدارس الكاثوليكية في هذا المبنى الأنيق والموقع الرحب، فأجدها تطرح مواضيع تربوية في هذا الجو، الذي لا يبدو جو تربية، في البلد، بل جوا سياسيا، جو نكد، جوا تخريبيا ممنهجا لضرب المؤسسات في الدولة، في هذا الجو أرى الأمانة العامة للمدارس الكاثوليكية تجمع كل أركان العائلة التربوية وكنت مرتاحا لحضور كل هذه الأسماء التي جمعها أبونا يوسف، للبحث في موضوع. وأنا كوزير تربية علي أن أطرح أمامكم وتحت أنظاركم ما أشعر به من مخاطر في استمرار النظام التربوي في لبنان، ما قبل الجامعي والتعليم العالي لأننا تلهينا كثيرا في الفترة السابقة في مواجهة متطلبات المعيشة ومعالجة تداعيات الأزمة المعيشية على أوضاع المعلمين والمدارس والأهل والتلامذة، ولا سيما التلاميذ الذين يدفعون الضريبة في التعليم الرسمي نتيجة الإضطراب الذي حدث في السنة الدراسية الحالية. لاحظنا ان تلامذة التعليم الرسمي قاصرون عن اللحاق بكامل المنهاج، وأنا أجول على المدارس الرسمية في كل المناطق، فهناك عدم مساواة في نسب تحصيل العلم بين المدارس".
وتابع: "المدرسة الخاصة بفضل معلميها وصبرهم توصلوا الى استكمال المناهج المطلوبة ولكن في كلا القطاعين الرسمي والخاص السؤال الأساسي والمركزي: ما هو مصير العام الدراسي المقبل؟. نحن قلقون مما يمكن أن يكون عليه وضع تلامذتنا ومدارسنا، مؤسساتنا التربوية بشقيها العام والخاص، وهم الذين يتحملون القسم الأكبر من هذا العبء الكبير نتيجة الظروف الإقتصادية والمالية والنقدية، ولم نر الى الآن أفقا لحلول ناجعة تؤمن للمدرسة الخاصة الإستمرار وللتعليم الرسمي الإستقرار".
وأردف: "أتمنى عليكم مساعدتي في التفكير إزاء هذه المخاطر التي تواجهنا بشأن السنة المقبلة وهي على الأبواب. هل يستطيع المعلم في المدرسة الرسمية أو الخاصة الإستمرار؟ هل يستطيع الأهالي في المدارس الخاصة تحمل زيادات الأقساط؟ هل المؤسسات التربوية الخاصة تستطيع أن تستمر بموازنات تتغير فيها كلفة الأعباء كل يوم؟ هل يستطيع التعليم الرسمي أن يصمد في ظل إنهيار مفهوم الدولة في مؤسسات الدولة؟ أسئلة لا يستطيع وزير التربية أن يجد لها الحلول وحده".
وقال: "من هنا أستغل هذه الفرصة، وأتمنى أن تخصصوا لذلك محورا، وأنتم تتحدثون عن مستقبل التربية، فهو يختلف بين ظروف عادية وظروف خطيرة واستثنائية كالتي نجتازها ولا حلول قريبة في الأفق. وكل ما كان بصدد التشريع ينتظر المجلس الجديد. أتمنى على منظمي المؤتمر تخصيص وقت لدراسة كيف يمكن مواجهة مخاطر استئناف الدراسة في السنة المقبلة وأنا سأقوم بكامل مسؤولياتي حتى آخر لحظة في الوزارة".
أضاف: "منذ تسلمي لمهامي في وزارة التربية كان الهم العودة الحضورية للتلامذة الى المدارس، وأعتقد أننا كسبنا في هذا بالرغم من كل المعارضة. هناك ضرر يلحق بتلامذة المدرسة الرسمية ومعاناتهم جراء الإضرابات، فهم يتوقون لمتابعة تحصيلهم العلمي الذي تحول الظروف دونه".
ثم تطرق الى موضوع المناهج، شاكرا الحاضرين على إسهاماتهم في عملية تطوير المناهج الرسمية، وقال: "نحن نفتح يدنا وعقلنا لكل ملاحظة، فهذا الموضوع وطني بامتياز، وينبغي أن يحظى برضى الجميع كي يمر. ومن هذا المنطلق أعتقد أن ما سلكنا به الى الآن من انفتاح على كل الآراء، وآمل العودة الى مسيرة تطوير المناهج بعد تجاوز هذه المراحل وبات وقتها قريبا".
أضاف: "موضوع الجامعة اللبنانية بالغ الأهمية، وآسف لأن لا تبت قضايا الجامعة اللبنانية داخل الجامعة، فلو كانت العملية أكاديمية لكانت الجامعة أدرى بشعابها، وقادرة على إيجاد الحلول المناسبة لإنصاف جميع المكونات، دون التفريط بمستوى الكفاءة الأكاديمية".
وكشف عن محاولته "في كل جلسة لمجلس الوزراء، طرح ملفات الجامعة اللبنانية"، واصفا "حظ رئيس الجامعة الذي عين في هذا الظرف بالعاطل، كمثل حظي، ولكننا نتعاون في ما بيننا وأنجزنا مرسوم دخول الأساتذة في الملاك، ومرسوم المدربين، ومرسوم التفرغ، واقترحت تعيين العمداء الذي تأخذ بالاعتبار التوزيعات المناسبة".
وقال: "الآراء الأخرى في هذا الموضوع أدخلتنا في بازار جديد بصراحة، وموضوع العمداء لم يبت رغم مسعاي الذي لا يزال قائما، وجديا، لإنجاز مجلس جامعة تستطيع الجامعة أن تواكب فيه قضاياها وما أكثرها، ولا سيما موازنة الجامعة التي تبلغ 360 مليارا والدولة اللبنانية عاجزة عن زيادة الإعتمادات للجامعة اللبنانية، التي هي في حالة مأساوية وسقوطها، لا سمح الله، فاجعة كبرى للتربية والتعليم العالي والبلد".
ووعد بأن "تطرح مراسيم الجامعة في أول جلسة وزراء تعقد وأن يفصل ملف العمداء العالق بسبب الخلاف على تعيين بعض العمداء".
وقال: "طرحت هذه المواضيع لأقول إنكم مسؤولون مع الوزير عن ملف التربية، وآمل أن يكلل مؤتمركم ومعرضكم بالنجاح وأن تثمر كل جهودكم بما تنتظرونه وأنتم في المدارس الكاثوليكية في طليعة المبادرين".
وفي الختام تسلم الحلبي درعا تقديرية، وتوجه برفقة الحضور لافتتاح المعرض الذي يستمر اليوم ويومي الخميس والجمعة، من الثانية بعد الظهر حتى السابعة مساء.
وطنية - المتن - زار راعي ابرشية انطلياس المارونية المطران أنطوان بو نجم مدرسة Classes Orange في بصاليم لمناسبة اليوم الوطني للتلامذة ذوي الصعوبات التعلمية، وإيمانا منه "بالدور المجتعي الذي تلعبه الأبرشية وأهمية وقوفها إلى جانب أبنائِها".
ورحبت مديرة المدرسة السيدة إيليان ظريفة والجسم التعليميّ بسيادته وثمّنت زيارته، ووضعته في أجواء الصعوبات والتحديات التي تواجههم وتواجه التلامذة والأساتذة وخصوصا "أننا نشهد حركة هجرة كبيرة للمدرسات المتخصصات".
وقام بو نجم بجولة في أنحاء المدرسة، إلتقى التلامذة، وأشاد "بالدور الجبار الذي يقوم به المعلمات والمسؤولون في هذه المدرسة رغم الظروف الصعبة" .
وقال:"الرسالة التي تقومون بها سامية لتأمين مستقبل يليق بتلامذتكم ودمجهم في المجتمع والمؤسّسات التعليميّة ،أشد على يد الأهالي وأطلب من الرب أن يمدهم بالقوة لأنهم يعيشون نعمة كبيرة. لا شك أنّ الأهل يواجهون تحديات جمة كي يحظى أولادهم بحق التعلم والعيش في بيئة دامجة، تنشر فيها ثقافة تقبل الآخر المختلف".
وأكد بو نجم أن " لكل شخص قيمته في المجتمع، حيث يجب أن يكون التواصل مبنيا على الإحترام، مع جميع الأشخاص بمن فيهم ذوي الإحتياجات الخاصة، وتنمية مواهبهم" .
وستستكمل اللقاءات بين الفريقين لتطوير ظروف العمل والمحافظة على التميز في التعليم.
وطنية - صيدا - أقامت النائبة بهية الحريري حفل إفطار لأسرة مدرسة المربية أنجيليك صليبا الرسمية، جريا على عادتها في إقامة إفطار لمدرسة رسمية في شهر رمضان من كل عام.
وشارك في الإفطار الذي أقيم في باحات ملاعب المدرسة في صيدا منسق "تيار المستقبل" في صيدا والجنوب مازن حشيشو ممثلا النائبة الحريري.
ونظمت الإفطار وأشرفت عليه عضو قطاع التربية والتعليم في منسقية "المستقبل" في صيدا والجنوب ومسؤولة القطاع الخدماتي في مكتب المنسقية صباح الدرزي، بمشاركة مديرة المدرسة ناديا أبو ظهر وافراد الهيئتين الإدارية والتعليمية وحشد من التلامذة وفوج كشافة التربية الوطنية في المدرسة.
ونقل كل من حشيشو والدرزي الى الحضور تحيات النائبة الحريري، وتهنئتها لهم بشهر رمضان وقرب حلول عيد الفطر المبارك.
بتوقيت بيروت