وطنية - أعلنت جمعية "المؤسسة الإسلامية للتربية والتعليم"، في بيان، ان رئيسها الدكتور حسين يوسف، شارك في "ورشة المجمع التربوي في وزارة التربية لمناقشة مشروع تطوير المناهج"، وكانت له كلمة توجه فيها الى وزير التربية والتعليم العالي، بالقول: "إن استبعاد مكونات لبنانية بشكل واضح هو أمر غير ميثاقي، وهو ما يثير الريبة في وجود إدارة ظل أو هناك خط مقفل، وكل مقفل يكون له عادة حلول جاهزة تأتي معلّبة"
وحيا يوسف في "كل الجهود المبذولة في المشروع الذي نعتبره - مثل كل المشتغلين في التربية - في لبنان حاجة مصيرية للبنانيين". وقال:" في الحقيقة لفتني كثيرا المشهد المقدم ولفتني أكثر كلام معالي الوزير والذي نعتبره أمينا على مسار التربية في لبنان مادام على رأس الوزارة.
ذكرتم أن لبنان يعيش انقسامات حاليا، وأنكم حاولتم تجاوز هذه الانقسامات، لكن لا أعتقد أن تجاوز الانقسامات يتم بتجاوز أهلها. بل بالمشاركة الوطنية لكل المكونات، والمشاركة تتم من خلال أهلها، يعني لا يمكن أن نختار نحن من يمثل الآخر ثم نتحدث عن المشاركة الوطنية".
أضاف يوسف:"المناهج هي قضية ذات بعدين البعد التربوي التقني والبعد الوطني المتصل بهوية لبنان وبتاريخ لبنان، والمتصل بخيارات لبنان، يعني أي لبنان نريد، وإلى أين نحن ذاهبون؟
لذلك فإن استبعاد مكونات لبنانية بشكل واضح هو أمر غير ميثاقي، وهو ما يثير الريبة بوجود إدارة ظل أو هناك خط مقفل، وكل مقفل يكون له عادة حلول جاهزة تأتي معلبة.
لذلك كل النقاشات التي كانت تتم حول قضايا متصلة بالشق التقني والأدب التربوي والتجارب الانسانية وتجاربنا التربوية كانت تأخذ الملاحظات حولها وتناقش بيسر، وعندما تصل النقاشات إلى الهوية الفعلية والقضايا الانقسامية، كان يتم تجاوزها. لماذا؟ لأن هناك فعلا قيادة ظل هي التي تقرر ماذا تناقش وماذا تأخذ وماذا تغفل.
وتابع :" مع تقديرنا لكل ما تم تقديمه من قبل المحاضرين، لكن حقيقة ما يجري هي غير ذلك.
نحن بعد 25 سنة "ما فينا نحكي عن تطوير- ومنكون عم نضحك عحالنا عندما نتحدث عن تطوير"- التطوير يكون عملية مستمرة لها آليات منظومية، أما بعد 25 سنة فنحن على مفترق طريق، نحن أمام تحول حقيقي في التربية، وهو ما يستدعي أن نتفق على معالم أساسية حتى لو أخذنا بعض الوقت، لأن بديل ذلك لا يكون بالذهاب للاعلان عن المناهج في 13 نيسان لنفتح حربا أهلية جديدة".
وشدد يوسف على "عدم تجاوز الاصول ومتابعة النقاش وكل تفصيل مع وجود آليات واضحة لحسم الجدال والنقاش والخلاف". وقال:" على سبيل المثال، عندما تطرح قضية من نوع التهديدات الوجودية التي يتعرض لها لبنان، والتي هي مستمرة منذ 50 سنة وكلفت لبنان آلاف الجرحى والضحايا والشهداء والمهجرين ونصف لبنان تدمر بسببها، فنأتي لنقول أن هذه قضية إشكالية، ولا نريد إشكالات. بهذه الطريقة تريدون أن نناقش قضايا وطنية بهذا المستوى وبهذه الأهمية؟، وإذا فعلا كنا معتمدين وثيقة الوفاق الوطني فيمكن أن نرجع لها حيث هذا الأمر واضح ومحلول، وهو أن اسرائيل هي عدوة. وإذا كانت وثيقة الوفاق الوطني لا تجيب عن الإشكال فعندها بأدنى حس وطني نعود إلى المرجعيات الوطنية الموجودة في الوطن وهي التي تجيب عن هذه القضايا وهي مسؤولة عن تقديم الحلول. ووثيقة الوفاق الوطني للعلم فقط معالي الوزير لم تكن موجودة في المسودة الأولى، وبعدما طالبنا بمرجعيتها لهذه الوثائق وجدنا أنها وضعت شكليا في غير السياق المطلوب".
وقال:" نحن في موضوع المناهج مؤتمنون بكل ما للكلمة من معنى، ليس المهم تحقيق إنجاز في توقيت مشبوه وفي أي ثمن، بل المطلوب في هذا التوقيت بالذات إعداد مناهج تبعدنا عن شبح الانقسامات، نحن لا نحتمل مناهج تتحدث بكلام عام جدا جدا، بحيث يستطيع كل شي لاحقا أن يلائمها، خاصة أننا ذاهبون على ما يبدو إلى مناهج "ستلزم"، يعني - وهذا يحتاج إلى توضيح-. يعني سيأتي لاحقا لا أدري مين! أي شركات أو أي مؤسسات لتكتب لنا مناهجنا تحت غطاء هذا الإطار العام جدا".
ودعا يوسف "إلى التبصر والذهاب إلى حلول منطقية عملية مقنعة، طالما كان طرحنا - وهذا تم متابعته مع معالي الوزير- الوصول إلى معالجات وحلول حقيقية، وعدم الانتظار حتى الذهاب إلى مجلس الوزراء ليسقط المقترح هناك".
وختم : "كلا، نحن نريد أن نعالج، فعلى سبيل المثال، في ورشة سابقة على مستوى المناهج سنة 2019، تم مناقشة سمات المتعلم، وأخذت وقت طويل جدا وحازت على إجماع كل المشاركين ونحن من ضمنهم، ومع ذلك نجد ان هناك اصرارا الآن على تجاوزها، رغم مطالبتنا باعتمادها في ملمح المتعلم. وهذا يؤكد أنّه ليس هناك شراكة بل هناك من يكتب في مكان آخر، حتى اللجان المولجة مناقشة الوثائق، تعاني بأن هناك من يجمع الملاحظات بعدها وهو يقر ماذا يأخذ وماذا يبقي.
يعتصرني الألم، أننا وصلنا إلى هنا (في المشكلة)، لأن هناك من هو مستعجل لتمرير بعض الاستحقاقات، والمسارات التي اتخذت حتى الآن، غيرت الوجهة بالنسبة لنا على الأقل، ولم تعد في المسار الذي يفضي إلى المناهج المرجوة".
فاتن الحاج ــ الاخبار ــ من يدير عملياً مشروع تطوير المناهج التعليمية بعد 25 عاماً على وضعها؟ من يأخذ القرار؟ ومن يسيّر لجان العمل؟ هل ما يحصل هو إعادة إنتاج للمناهج أم مجرد تعديل للمناهج السابقة؟ وهل استخدام مصطلح تطوير هو لتهريب المشروع بقرار في مجلس الوزراء بعد إعلان الإطار الوطني الذي سيرسم ملامح خطة المناهج في 13 نيسان، من دون الحصول على مرسوم جمهوري؟ أسئلة تضجّ في الأوساط التربوية، وسط غياب أي سلطة فعلية للمركز التربوي، ووجود «رئيس ظلّ» ومستشارين «نافذين» أقوى من التربويين وأهل المركز
يضرب رئيس المركز التربوي للبحوث والإنماء بالتكليف، جورج نهرا، لنا موعداً في مكتبه في المركز للحديث عن مشروع تطوير المناهج للتعليم العام ما قبل الجامعي. نصل في الوقت المحدّد، فنراه ينتظرنا مع مستشار وزير التربية للسياسات التربوية، منير أبو عسلي، ومستشاره جهاد صليبا. للوهلة الأولى، يقفز إلى ذهننا ما يجري التهامس به في الأوساط التربوية لجهة أن الرئيس الفعلي الذي يدير المشروع الحالي لإنتاج المناهج الجديدة هو أبو عسلي، الشخص نفسه الذي أدار مناهج عام 1997، وأن هناك مديراً تنفيذياً هو جهاد صليبا، فيما يبدو رئيس المركز أشبه بـ»شاهد ما شفش حاجة». شيئاً فشيئاً تنجلي الصورة لدى السير في المقابلة. لا نتأخر في تلمّس تحكّم وزارة التربية، عبر أبو عسلي، بقرار المركز الذي هو مؤسسة عامة مستقلة مناط بها إعداد المناهج التعليمية، إذ جرى التركيز مراراً، خلال اللقاء، على أن الاتفاق المبرَم في عام 2016 لتطوير المناهج، هو بين البنك الدولي، المموّل الأساسي للمشروع، ووزارة التربية التي تدير الأموال وليس مع المركز، فالأخير مكلّف بإعداد خطة عمل يوافق عليها الوزير وفق المعايير التي يضعها المموّل، ومشروطة بمهل محدّدة للتنفيذ.
رئيس المركز، الذي يفترض أن المقابلة معه «استأذن» من المستشارَيْن ليقدّم عدداً من المداخلات التوضيحية المحدودة والمكرّرة للمعلومات، فكان عملياً «رئيس ظلّ» في اللقاء، فيما ظهر المستشار أبو عسلي «رئيساً» حقيقياً يملك السلطة الفعلية والقرار النهائي. أما صليبا فأخذ الكلام من الرئيس، منصّباً نفسه محامي الدفاع عن المشروع. تولّى، معظم الوقت، منفرداً، مهمة الإجابة عن أسئلتنا الكثيرة حول كلفة «التطوير» ومصادر تمويله، وملاحظات التربويين بشأن عدم الوضوح في عمل اللجان التي تعمل في المشروع وأدوارها وصلاحياتها ومعايير تشكيلها وعلاقاتها الأفقية والعمودية. وبدا أن صليبا يملك الصلاحيات الإدارية والتربوية والمالية، وقد أُعطي مهامّ إدارة هذا الاستحقاق المصيري تربوياً ومالياً، عبر تولّيه رئاسة لجنة منسّقية المناهج، وهي التي تربط جميع اللجان المعنية بالمناهج التي تشكّلت وتلك التي في طور التشكيل، ومنسقية برنامج S2R2 (مبادرة البنك الدولي لتوفير التعليم لجميع الأطفال). ولدى سؤاله عمّا إذا كان هناك تضارب بين المسؤوليتين الأولى كمنسق لبرنامج S2R2، والثانية كمنسّق عام لأحد المشاريع الأساسية وهي المناهج، نفى هذا الأمر.
بحجج مختلفة، تهرّب صليبا من التصريح عن المبلغ المخصّص لمشروع المناهج، والمصروف حتى الآن، معتبراً أن الإفصاح عن الأرقام يحتاج إلى إذن وزير، لكنه في المقابل صرّح بأرقام أخرى بهدف الدفاع عن رئيس المركز حيال الاتهامات التي طاولته في ما يتعلق بترميم المركز. قال صليبا إن مشروع تطوير المناهج مموّل من هبة البنك الدولي بقيمة 100 مليون دولار (البنك قدّم 204 ملايين دولار لدعم التعليم منها 100 مليون دولار هبة و104 ملايين دولار قرض ميسّر)، و»ليس هناك مبلغ ثابت وسقف للصرف للمناهج، الأمر يتعلق بالمعايير التي يضعها البنك الدولي على الخبرات والاستشارات». وأشار إلى أن المبلغ المرصود للخطة «فوق 7 ملايين دولار»، وهو رقم كبير نسبياً، بحسب مصادر خبراء في الإدارة التربوية. لكن هل يؤثر التمويل الأجنبي على خصوصية الواقع اللبناني؟ أجاب: «نحن نتحكّم بالتمويل الأجنبي وليس هو من يتحكّم بنا، فالبنك الدولي وفريقه التقني لم يتدخلا يوماً في أي تفصيل».
في السياق الزمني للعمل على المشروع الذي يشرحه صليبا، أنه جرى تكليف لجنة أكاديمية من 12 شخصاً، من داخل المركز وخارجه، ومنهم باحثون من الجامعات الخاصة والجامعة اللبنانية لإجراء 8 دراسات طاولت المجتمع التربوي والإدارة التربوية والواقع اللبناني، ومن ثم العمل على وثيقة الإطار الوطني للمناهج. وقد أنتجت هذه اللجنة، بحسب صليبا، 100 صفحة وصفحتين عُرضت على هيئة التخطيط في الوزارة التي يرأسها وزير التربية وتضمّ أبو عسلي والمدير العام ورئيس المركز التربوي وممثلين عن الجامعات الخاصة والتعليم المهني، «وتبيّن أن هناك مشكلتين في المعايير العلمية وفي الكادر التنظيمي الإداري الذي يتعارض مع الخطة الخمسية لوزارة التربية التي أعلنها وزير التربية السابق طارق المجذوب في مؤتمر صحافي في آب2021. تفاصيل الخطة اطّلع عليها صليبا ومنسّقة الهيئة الأكاديمية في المركز ورئيسة مكتب الإعداد والتدريب فقط، مع غياب تام لأفراد الهيئة الأكاديمية.
ثم نُظمت، بحسب صليبا، ورشة عمل مشتركة لإدخال التحسينات على وثيقة الـ100 صفحة وصفحتين، بحسب إطار (template) معتمد إقليمياً اقترحته خبيرة المناهج في منظمة اليونسكو ديكمارا جورجيسكو.
لكنّ بعض التربويين المشاركين في اللجنة يتساءلون عن الدور الحقيقي لخبيرة اليونسكو، وعلاقتها بالمناهج، هل هو فقط للمساعدة على وضع الإطار، أم باتت هي المرجعية التي تُرسل إليها أوراق العمل التي تُكتب باللغتين الإنكليزية والعربية، علماً بأن «اللجنة أصرّت على أن تُكتب كلّ الأوراق بالعربية، إلا أنه لم تسنح لها فرصة عرض نتائج الدراسات وتنظيم ورش عمل موسّعة مع المجتمع التربوي لمناقشتها وأخذ الملاحظات عليها، كما لم تُطبع الدراسات التي أُنجزت في تشرين الثاني الماضي حتى اليوم.
صليبا أوضح أنه طرأت تعديلات كبيرة على الإطار، ولا سيما بعد أخذ ملاحظات القطاع الخاص من مدارس وجامعات خاصة وتفتيش تربوي. وباتت هناك 4 لجان تهتمّ بالمشروع: المنسّقية العامة للمناهج التي يرأسها صليبا، هيئة التخطيط التي يرأسها العميد السابق لكلية التربية في جامعة البلمند جورج نحاس، واللجنة العليا للمناهج، ولجنة ضمان الجودة التي هي طور التأليف، ونلاحظ أن رئاستَي اللجنتين المشكَّلتين حتى الآن لا تعودان إلى القطاع العام. وجرى إنتاج وثيقتين هما الإطار المرجعي للمناهج، والورقة التوجيهية. وقد عُقدت ورش عمل في المركز التربوي لأخذ ملاحظات التربويين وإدارات المدارس الخاصة، واتحادات لجان الأهل ونقابات وروابط المعلمين والطلاب في ما يخص الوثيقتين. تستغرب روابط التعليم الرسمي الدور المضخّم لاتحاد المؤسسات التربوية الخاصة الذي يبدو أنه يغطي المشروع مقابل تبادل المصالح مع المستشارين. إلا أن اللقاءات وُصفت بالـ «فولكلورية»، لكون لجنة التخطيط لم تأخذ بالجزء الأكبر من الملاحظات. وفق مصادر تربوية متابعة، لم يعرف المشاركون في الورش من هم الخبراء الذين وضعوا هاتين الوثيقتين، حتى إن هيئة التخطيط التي تتولى مهمة جمع الملاحظات لم تكن تعلم بتفاصيل المضمون. ومن الملاحظات، الاعتراض على إضاعة الجهود السابقة والتغافل عنها لصالح ورقتين غير علميتين. ومن النماذج الفاقعة في سمات المتعلّم شطب سمة «الإنسان الملتزم بالولاء لوطنه لبنان والدفاع عنه، مقاوماً كل اعتداء عليه بمختلف الوسائل المشروعة». في الوثيقتين لا ذكر للعدو الإسرائيلي أو محاربة الفساد مثلاً.
ثمّة من يعتقد أن تريّث وزير التربية في تكليف رئيس جديد للمركز التربوي وتطبيق قرار مجلس شورى الدولة، بإبطال تكليف الرئيس الحالي، هو لتقطيع الاستحقاق وإعلان 13 نيسان. والسؤال هل سيكون توقيع نهرا على خطة المناهج قانونياً؟
غلبت المفردات المبهمة على المقابلة، فلم تُذكر في كلّ الحديث نظريّة تربويّة جرى نقدها أو نوقشت أُسس تعديلها، أو فلسفة أو تجربة تربويّة مهمة سيأخذ المركز منها. فما الخاص في الـ template / الإطار الذي تقترحه الأونيسكو؟ وكيف يناسب لبنان ولماذا؟ ما التحديات الأساسيّة التي على المنهج تخطّيها ومعالجتها؟ كيف سيُربط المنهج مع متطلبات السوق العالميّة؟ ما الذي سنأخذه من التجارب العالميّة الناجحة كفنلندا وغيرها؟ ما الحلول التربويّة التي ستُقدَّم للأزمات التربويّة والاجتماعيّة التي يواجهها البلد منذ عقود مثل العنف والتمييز والطائفيّة وغيرها؟ لا كلمة في الجوهر، كلّها سرديات على هامش التحاصص، لجنة كذا ولجنة مؤلّفة من فلان وفلانة، ما ينذر بكارثة تربويّة حقيقيّة، نشتريها بديون إضافيّة تترتّب على الأجيال المقبلة من اللبنانيين، يجب تفاديها بأيّ ثمن!
يقدّم مستشار رئيس المركز التربوي، جهاد صليبا، نفسه خبيراً تربوياً يعمل في مجال التربية منذ عام 2000، وحائزاً شهادة الماجستير في هندسة المناهج وخلق النظام التربوي من جامعة باريس ـ 4، وأنه ترك اللاهوت، بعدما كان أستاذاً في مدارس الحكمة، ومديراً فيها لمدة 13 سنة، وشارك في إنتاج مناهج في الهند ودبي، ولديه شركته الخاصة في الاستشارات التربوية، ما يترك علامات استفهام حول تضارب المصالح. إلا أنّ بدايات التحاق صليبا بالمركز التربوي، بحسب محضر جلسة اللجنة التنفيذية لمشروع S2R2 التي عُقدت بتاريخ 6 تموز 2020، برئاسة الرئيسة السابقة للمركز، ندى عويجان، كانت الاستعانة بخدمات صليبا في تنسيق أعمال الفريق العام المخصّص لتطوير المنهج بغية التأكد من أن النواتج ستكون جاهزة بحلول المهل النهائية المحددة لكل منها، أي أنّ صليبا أتى كمساعد لخبير المناهج ولم يجرِ التعاقد رضائياً معه كخبير مناهج، قبل أن يُستبعد الخبير ويحلّ صليبا مكانه. ومن خلال متابعة موقع «لينكدإن» (linkden) يتبيّن أنّ صليبا نشر سيرته الذاتية مرتين بطريقتين مختلفتين، أي أنّ اسم الجامعة ونوع الاختصاص اختلف في المرّتين وبقيت سنة نيل الشهادة هي نفسها. ومع أنه قال إنه حصل على الماجستير من جامعة باريس ـ 4، يقول على موقع «لينكدإن» الجديد الخاص به أنه نال الشهادة من جامعة باريس ـ 1.
وكان نشر في السابق عنوان رسالته:The Lebanese School System Between Religious Pluralism and Social Cohesion”- النظام التعليمي اللبناني بين التعدّدية الدينية واللحمة الاجتماعية»، وكما هو واضح لا علاقة لموضوع رسالته بالتربية، بل هي بحث اجتماعي ديني، كما أنه يحمل إجازة بالدين والفلسفة واللاهوت. (راجع «الأخبار» الأربعاء 8 أيلول 2021)
وفي المقابلة، قال إلى «الأخبار» أنه عمل على الصراعات الثقافية للمجتمع اللبناني (les conflits culturels de la société libanaise) أما الدكتوراه في التربية فلا ينفي عدم حيازته لها، مشيراً إلى أنه سجّل دكتوراه في الجامعة اليسوعية.
نمر فريحه ــ الاخبار ــ وزّعت وزارة التربية والمركز التربوي وثيقتين: واحدة حول التوجيهات الخاصة بالمناهج، وأخرى حول الإطار الوطني للمناهج. وسأقارب الآن الوثيقة الأولى كمتخصّص في حقل المناهج لخمس سنوات في ستانفورد، إضافة إلى أنني وضعت ثلاثة كتب في هذا الباب، ودرّست المناهج لأكثر من عشرين سنة في كلية التربية، وقيّمت مناهج في دولتين. لذلك أعتبر أن خلفيتي الأكاديمية المتواضعة تؤهّلني لتحليل ما ورد في كلّ وثيقة كي أصل إلى استنتاجات أقدّمها هنا، وأبدأ مع الوثيقة الأولى:
إن ما يحصل هو وضع مناهج لا منهاج لأن التعبير الأخير يُستعمل لمادة دراسية واحدة.
وأول ما يفاجئنا أن العمل الجاري هو لـ»إعادة النظر في المضامين الخاصة بالمواد الدراسية» ص7. فهل إن اللجنة بعد عدد كبير من الاجتماعات والنقاشات، وبعد الدراسات الميدانية التي استغرقت سنة تقريباً، وأظهرت نقاطاً لا تُحصى من الضعف، تريد (اللجنة) أن تحافظ على المواد الدراسية التي تشكل المناهج الحالية، وتقوم بإعادة النظر في مضامينها؟ وهل هذا يعني أن دور هذه اللجنة واللجان التي ستؤلّف لاحقاً هو تعديل محتوى 16 مادة أرهقت كاهل التلامذة والمعلمين؟ وهل هناك لجنة تسمى «لجنة خبراء» مقتنعة بصحة مناهج 1997 ونجاحها؟ أو لأنها تخضع لهيمنة مستشار الوزير الذي أشرف على تلك المناهج الفاشلة كما أثبتت عدة دراسات، بدءاً بدراسة الهيئة اللبنانية للعلوم التربوية (2003)، وحوالي 20 أطروحة دكتوراه قام بها طلاب باحثون لبنانيون في الجامعة اللبنانية والجامعة اليسوعية وغيرهما، وبيّنت بالدليل القاطع ابتعاد هذه المناهج عن التيارات التربوية الحديثة، وخلوّها من أي ثقافة رقمية تماشي عصر التكنولوجيا، وضعف مخرجاتها. وأخيراً قامت الدكتورة أبورجيلي وأربعة دكاترة آخرين بدراسة هذه المناهج (2021)، وأظهرت ضعفها وفشلها في بنيتها ومحتواها وتطبيقها وتركيزها على الحفظ، ولم تكن مخرجاتها مرضية نسبة إلى المستوى التعليمي الذي أظهره الطلاب اللبنانيون في الاختبارات العالمية حيث حلّوا في المراتب الأخيرة. ولجنة الخبراء لديها هذه الدراسة، لكنها تجاهلتها. وعلى سيرة لجنة الخبراء، هل بإمكان معالي الوزير أن يخبر الرأي العام مَنْ من أعضائها يحمل دكتوراه في حقل المناهج؟ (ربما موظفة اليونسكو فقط التي تقوم بالعمل الرئيسي، وكلّ ما لا توافق عليه هو غير مقبول. لذلك تمّت «تصفية» اللجنة العلمية التي أجرت دراسات ميدانية، وقامت بمعظم العمل الذي تم «تدويره» ليصدر بالشكل الحالي المليء بالأخطاء). وكيف يوكل شؤون المناهج لمستشاره الذي لا يحمل شهادة دكتوراه في المناهج ولا في التربية؟
إن ما سمّاه بعضهم «مناهج 97» لم يكن سوى برامج مدرسية لأن من أصدرها اكتفى بكتابة المواد الدراسية الكثيرة، وتوزيع ساعاتها الأسبوعية. بينما المناهج تتضمن عناصر أخرى كاستراتيجيات التدريس، ونظام التقييم لأداء المتعلمين. فإذا كانت «لجنة الخبراء» مبهورة بهذه «المناهج»، فلا ملامة عليها البتة!!! يبدو أن الإبهار يمكن أن يأتي من مصادر أخرى غير النص. لكنّ السؤال يفرض نفسه: إذا كانت المناهج الحالية بحاجة إلى تطوير فقط، وكما ورد أيضاً في وثيقة الإطار الوطني للمناهج، فلا حاجة إلى كل هذه الضجة الإعلامية، إذ بالإمكان تعيين لجان بعدد المواد الدراسية لتقوم بتعديل محتواها في شهرين أو ثلاثة، وبكلفة مالية بسيطة، ويتم توفير الـ37 مليون دولار المرصودة لهذه المهمة.
ويجب التساؤل عن المقصود بتعبير «وضع الإطار القانوني والإداري للتربية»؟؟ ص7. هل أن التربية عندنا تحدث من دون إطار قانوني؟ أو إداري؟ وتحت عنوان «مفهوم المنهاج»، لم يأتِ تعريف للمنهاج، بل على ما يشتمل عليه. وهذا خلط في المفاهيم. ويرد في الصفحة 8 «يكشف المنهاج عن سيرورات التعلم المتسّقة والمزمع تحقيقها مثل القيم التي تشكل أساس التربية والمنهاج». هل القيم هي سيرورات؟ وهل القيم هي التي تشكل أساس التربية والمنهاج فقط؟ ماذا تركتم للمعارف والتكنولوجيا والمجتمع والنظام السياسي والدين والمواطنية كأسس للمناهج؟؟
وورد أيضاً: «المضامين الخاصة بالمواد التي تبيّن خطة التعليم» ص9. كيف تبيّن مضامين أي مادة دراسية خطة التعليم؟ هذا «صفّ كلام» لا ينمّ عن أي معنى تربوي، فكيف يتمّ وضعه في وثيقة هامة كهذه؟ ومن جملة الخلط بين المفاهيم ما ورد ص 9-10، تحت عنوان «سمات المنهاج العالي الجودة». هناك عدة عبارات للشرح، لكنها ليست سمات للمنهاج، بل مخرَجات متوقّعة له، والفرق شاسع بين المفهومين. وتحت عنوان الحاجة إلى تطوير المناهج ص10 وما بعدها، وردت عدة حجج باستثناء السبب الرئيسي وهو فشل المناهج الحالية، والتي بدأتُ العمل على تغييرها عام 2001 مع فريق تربوي، لكنّ الحكومة أقالتني بسبب كتاب التاريخ. لماذا تغاضت لجنة الخبراء عن حقيقة هذه المناهج؟ ربما مسايرة للمستشار، أو لعدم اطّلاعها على الدراسات والأبحاث التي بيّنت ضعف وتخلّف مناهج 97. هذا بالرغم من أن اللجنة تقول إن هناك حاجة إلى منهاج جديد ص16. فهل تدرك اللجنة التناقض الذي تضع نفسها فيه؟
وفي صفحة 15، يكمن تزوير جزء من التاريخ التربوي عندما ترد العبارات التالية التي سأثبت كيف أنها منافية للحقيقة: «عدم الالتزام بخطة العمل التي وُضعت لتطبيق المناهج بصورة تامة، والتأخير في تطوير سياسة التقويم المعتمدة في المنهاج الحالي، وغياب الإجراءات القانونيّة والإداريّة التي تدعم سيرورة تطبيق المنهاج في ظلّ التدخّلات السياسيّة». أولاً لم تكن هناك خطة عمل لتطبيق المناهج، وأنا تسلّمت رئاسة المركز في مطلع 1999 ولم أجد أي خطة، بل وجدت ما أسميته برامج مدرسية وليس مناهج كما ذكرت سابقاً، وعملت عليها لسنتين لسدّ النقص فيها. والخطة التي ترد الآن سمعتها من الدكتور أبوعسلي عام 2009 في الجامعة الأميركية عندما كان يقدم عرضاً عن خطة وضعها بعد سنوات من مغادرته موقعه. بينما أنا من وضع نظام التقييم الذي لم يضعه هو حيث أصدر المناهج من دونه. كما أشرفتُ على وضع استراتيجيات تدريس لتُطبق في التدريب. والنقطة الثانية حول «غياب الإجراءات القانونية والإدارية»... من يصدق هذا الكلام؟ كيف كانت تُطبق المناهج في المدارس اللبنانية خارج إطار القانون والإدارة؟ والنقطة الأخيرة هي ملامة السياسيين على عدم تطبيق خطة أبوعسلي التي ظهرت عام 2009. إن السياسيين كانوا أصدقاء أبوعسلي وهاجموا حكومة الحص لأنها أقالته، وعندما تسلّمت رئاسة المركز، لم يتدخلوا في أي شأن تربوي باستثناء إيقاف توزيع كتاب التاريخ الموحّد الذي لم يكن ضمن مناهج 1997 ، من قبل وزير التربية. ومرة واحدة نقلنا درساً عن التكاثر من صف إلى آخر بعد اعتراض جهة سياسية، لكن لم نلغِه. أما الأقاويل عن التدخل السياسي لإفشال مناهج فاشلة منذ ولادتها فهو ذرّ للرماد في العيون، واعتبار أن ذاكرة المجتمع التربوي اللبناني قصيرة، أو أنه مصاب بالغباء في نظر من زوّر هذه الحقائق ووضعها في وثيقة تُقدم للبنانيين وللحكومة. وأتساءل: ما موقف الوزراء من وثيقة تتضمن تزويراً للوقائع التربوية؟ هل سيقومون بإقرارها تحت مبدأ «ماشي الحال»؟
ونقرأ في ص14، «التقييم التكويني باعتباره مكملاً للامتحانات الرسمية»!!! كيف هذا؟ التقييم التكويني يأخذ موقعه يومياً تقريباً وفي غرفة الصف، بينما جميعنا نعرف أن الامتحانات الرسمية تحصل مرة واحدة في نهاية السنة الدراسية.
وفي الصفحات 15-20، وتحت عنوان الأسباب الموجبة لتطوير المناهج، لم تظهر الأسباب الحقيقية والأساسية لذلك، وهي ضعف مناهج 97 بعناصرها كافة، بل استُبدلت نقاط الضعف بالمبرّرات التالية: تطوير المنهاج من منظور علمي، ومن منظور اجتماعي، ومن منظور سوق العمل والواقع الاقتصادي، ومن منظور الثقافة، ومن منظور التنمية الذاتية والرفاه، ومن منظور بيئي. إن هذه ليست مبرّرات، بل هي أسس لوضع المناهج. فهل من المعقول ألا يتم التمييز من قبل لجنة خبراء بين مفاهيم يتعلمها الطلاب في السنة الجامعية الأولى؟ فكيف يسمح زملاء جامعيون لأنفسهم بتبني هذا الخطأ ويتجنبون السبب الرئيسي في فشل مناهج 97 إرضاءً لمستشار الوزير المهيمن عليهم، والذي يعتبر مناهج 97 مقدّسة، وأهم ما أنتجه الفكر التربوي عالمياً، ولا يمكن وصفها بالضعيفة أبداً! بالرغم من أنها تحاكي ذاكرة التلميذ وليس فكره، كما تحاكي الماضي وليس المستقبل؟ وبالرغم من أنها كلّفت أكثر من خمسين مليون دولار بين عامَي 94 و98.
ثم تقترح اللجنة تحت عنوان «ما الذي سيتطوّر في المنهاج المكتوب»؟ ص23 و24 أموراً عديدة تكاد تكفي لتشكل بنية منهاج جديد مثل: التقانة، وتكنولوجيا المعلومات، والتواصل، والتشفير، والروبوتات، والقضايا الناشئة/ المستعرضة في التربية كالتنمية المستدامة، والعمل من أجل تحقيق السلام العادل {أي سلام هو المقصود؟!} وتفهّم الآخرين، والإدارة البنّاءة للتنوع، والتربية الصحية، والتعرف إلى الشؤون المالية، وريادة الأعمال، والاستشارة، والإرشاد، والدعم النفسي والاجتماعي، وغيرها. السؤال: إذا كنتم ستُدخلون هذه العناصر الحديثة كلها، وهي غير موجودة في مناهج 97، فلماذا تصرون على عملية «تعديل وتطوير» هذه المناهج؟ ألا تجدون تناقضاً بين ما كتبتموه في الصفحات السابقة وبين ما تطرحونه هنا؟
ومن الأخطاء المفاهيمية أيضاً: «سيجري تطوير مهارات المعلمين لتلائم مهارات المتعلمين» ص26. بربّكم هل المطلوب تحسين كفاءة المعلمين ليصلوا إلى مستوى طلابهم؟! هل تمزحون؟
وما تجدر الإشارة إليه من أجل معرفة القارئ ما يجري بالنسبة إلى المناهج هو الطريقة التي تم فيها وضع التوجيهات والإطار الوطني للمناهج. فقد تمّ ملء جدول من المربعات (Template) قدّمتها موظفة اليونسكو التي تنقلها من بلد إلى آخر، فتغير اسمه من زيمبابواي إلى لبنان مثلاً، ويقوم أهل البلد بملء الفراغات كالكلمات المتقاطعة، ثم تقوم هي بالصياغة، ومن ثم يترجم بعض أعضاء اللجنة ما تكتبه لنا. نعم نحن شعب متخلّف في نظر أصحاب القرار، وليست لدينا خبرات وطنية تضع مناهج لأولادنا الذين هم مستقبل وطننا، بل نريد بصمات وأسماء أجنبية وكأننا مستعمرة أفريقية تنتظر توقيع اسم أجنبي على مناهجها لتصبح شرعية. إن المناهج أيها السادة ليست سيارة نستوردها. إن المناهج هي إنتاج من قبل أبناء الوطن لأطفال الوطن ومستقبل الوطن. فكيف نجلب من لا علاقة له بلغتنا وثقافتنا ومشاكلنا وتناقضاتنا وتركيبة مجتمعنا التعددية والطائفية والمذهبية ليضع لنا مناهج؟ ثم نقوم بترجمة أفكاره وتوجهاته بفرح الأطفال وكأننا حقّقنا إنجازاً كبيراً!! ونعين شخصاً مشرفاً على كل هذا العمل وهو لا يحمل شهادة دكتوراه في التربية؟
وقبل أن ترد عليَّ اللجنة وتقول بأنها «مسودة2»، أقول بأن هذا أقصى ما استطاعت إنتاجه، ومعظم النص يقرأه المطّلع في أي كتاب عن المناهج نظراً إلى عمومية المعلومات. والآن أقدم للجنة الخبراء هذه الملاحظات (مجاناً) كي تصحح المفاهيم، وتحذف التزوير والأضاليل التي تبنّتها إكراماً للمستشار، وهي لا تليق بأخلاقيات الأكاديمي.
* أستاذ جامعي متخرّج من جامعة ستانفورد في حقل المناهج، ورئيس سابق للمركز التربوي
روزيت فاضل ــ النهار ــ أوضح مستشار رئيس المركز التربوي للبحوث والانماء للشؤون التربوية والمنسق العام للمناهج فيه جهاد صليبا لـ"النهار"، رداً على التساؤلات المتضاربة عن برنامج عمل هذه العملية التربوية المتداولة على بعض الحسابات الشخصية في وسائل التواصل الاجتماعي، "اننا نعدّ اليوم بمشاركة القطاعين الخاص والعام ومكونات المجتمع الاطار الوطني للمنهج والرؤية التربوية لإعداد المناهج التي يجب أن توضع قبل نهاية الشهر الجاري ليرفعها وزير التربية عباس الحلبي الى مجلس الوزراء لإقرارها بموجب مرسوم"، مشيراً الى أنه "يجب أن نكون في حلقة تجريبية للمناهج قبل شباط 2023، وهي المدة التي تحدد انتهاء هذا المشروع S2R2 المموَّل من البنك الدولي".
النقطة الأولى المقلقة صارح فيها صليبا بعض منتقدي توقيت هذه العملية التربوية قائلاً: "إذا لم نطلق المناهج اليوم، فلدينا خشية من ألّا نتمكن من القيام بذلك في ما بعد".
وأضاف: "ما نشهده اليوم في #لبنان خطير جداً على كل من الصيغة، الكيان والهوية، وإن لم تعدّ المناهج اليوم لتكون والتربية سبيلاً لإعادة اللحمة الوطنية، فلن نجد أي طريق لذلك في المستقبل".
وأكد "أننا ندرس خطواتنا بمنهجية علمية واضحة من أجل انجاز هذا العمل في الوقت المناسب، مع الخوف من أن تكون التصويبات السلبية مرتبطة بمناخ خارجي لا يريد المحافظة على ميزة لبنان".
وشدد صليبا على أنه "لدينا تحديات كبيرة في ظل الاختلاف الثقافي الكبير بين مكونات البلد"، مشيراً الى "التعامل بسواسية مع الجميع..."
ورداً على سؤال حول ما إذا كانت خصوصية "حزب الله" قد تؤثر سلباً على هذه العملية التربوية، قال: "لم يطلب حزب الله أي شيء في هذا الخصوص. نحن على قناعة بأن أي مقاربة لا يمكن ان تكون خاصة بمجتمع معيّن. نحن نلتزم ما ينص عليه الدستور وهو سقفنا".
النقطة الثانية التي أثيرت في الحوار مع صليبا أجابت عن تساؤلات البعض حول الحاجة الفعلية لتطوير المناهج، فقال: "إننا نحتاج اليوم وبعد 25 عاماً الى تطوير المناهج، ولاسيما ان المناهج المطبّقة في العام 1997 بقيت في مرحلتها التجريبية من دون ان تطبق كاملاً ما جعلها فعلياً فاقدة الهوية والرؤية التربوية الواضحة"، مشيراً الى أن "لدينا فاقدا تعليميا كبيرا ظهر من خلال تسجيل خسارة كبيرة في تعليم التلامذة في الأعوام الثلاثة الماضية، وتحجيم الأسابيع التعليمية من 31 أسبوعا الى ما يراوح بين 13 و18 أسبوعا، إضافة الى ان لبنان احتل مركزاً متراجعا جداً ومقلقاً في ترتيب الامتحانات العالمية كالتايمز والبيزا، ما فرض إعادة تطوير المناهج".
النقطة الثالثة في الحوار ارتكزت على القيمة المضافة للمناهج، فأوضح صليبا "أننا انتقلنا من مفهوم المناهج في العام 1997، التي بنيت على مفهوم وضع الأهداف الخاصة للمواد المنفصلة عن بعضها البعض الى مفهوم معتمد اليوم للكفاءات المستعرضة، التي تجعل من العملية التربوية عملية مستمرة ومتواصلة ومتشابكة".
وهل ستلحظ المناهج عملية التعليم عن بُعد؟ أجاب: "ستكون مواكبة للتطور التكنولوجي من خلال إعداد هيكلية لوجستية وبنيوية من خلال تدريب المعلمين وتجهيز المكننة والإدارات".
النقطة الرابعة، التي اثارها صليبا، تناولت تمويل مشروع تطوير النظام التربوي بكل مكوناته وآلية صرفه، وفقاً لاتفاق بين البنك الدولي ووزارة التربية في العام 2016 بـ 204 ملايين دولار منقسمة الى هبة قيمتها 100 مليون دولار و104 ملايين دولار على شكل قرض، على أن يرصد المبلغ لتطوير المناهج من الهبة، مشيراً الى أن "المبالغ لا تحوّل مباشرة الى المركز بل الى الإدارة المالية لوزارة التربية، التي تحوّل المستحقات المرتبطة بخطة عمل مرسلة من المركز، وذلك بموافقة وزير التربية والمدير العام للوزارة".
وذكر أن "أي تحويل مصرفي يخضع لرقابة شركة خاصة تابعة للبنك الدولي من خلال إعداد فريق عمل تقارير مالية داخلية وخارجية لمراقبة عملية الصرف والتمويل"، لافتاً الى أنه "لا يمكن توظيف أي كان الا وفقاً لشروط محددة من البنك الدولي وبناء على موافقته".
واستعاد بالذاكرة "كيف وصلت الأموال في العام 2018 لتُصرف على مشاريع اكاديمية في المركز التربوي في العام 2018-2019، إضافة الى الجهوزية الرقمية لمواجهة جائحة كورونا".
وهل صُرفت هذه المبالغ في المكان المناسب؟ قال: "لم تكن المبالغ التي صرفت على مشاريع كثيرة بمجملها مرتبطة بخطة تربوية وطنية واضحة".
وعلى مَن تقع المسؤولية عن هذا الواقع؟ أجاب: "لا تقع المسؤولية على رئيسة المركز فقط بل على الجميع..."
ختاماً، شدد صليبا على التعاون مع ممثلين عن الجامعة الوطنية والجامعات الخاصة في هذا المشروع، وتمايز الفريق البحثي في إعداد دراسات عدة هي ركيزة لإعداد الإطار الوطني، معتبراً أن "وجود وزير التربية عباس الحلبي يساهم في دفع المشروع الى الامام ويقلص أي خشية من فشل العملية".
وطنية - اجتمع وزير التربية والتعليم العالي الدكتور عباس الحلبي مع مدير المجلس الثقافي البريطاني في بيروت دايفيد نوكس على رأس وفد من المجلس، في حضور مستشارة رئيس الحكومة للشؤون التربوية الدكتورة هبة نشابة، منسقة المشاريع إيمان عاصي والمستشار الإعلامي البير شمعون.
وتناول البحث "التحضيرات لمشاركة الحلبي في المؤتمر السنوي لوزراء التربية في العالم الذي يعقد في لندن، في ظل التحديات التي يواجهها لبنان لتأمين مقومات استمرار عمل المدارس وتوفير الحوافز للمعلمين والنفقات التشغيلية للمؤسسات التربوية".
وتطرق البحث إلى "التحديات التي يواجهها عدد كبير من المدارس الخاصة أيضا نظرا إلى تنامي الأزمات وصعوبة توفير أكلاف التعليم واضطرار عدد كبير من المدارس إلى الإقفال.
كما كان تركيز على "الدعم البريطاني لوزارة التربية والاستثمار البريطاني في التعليم في لبنان ودعم استمرارية وجودة النظام التربوي، والمشاركة في تطوير المناهج التربوية وتحديات العودة إلى التعليم الحضوري بعد كورونا".
الحلبي
وشكر الحلبي ل"الحكومة البريطانية دعمها للوزارة في توفير الحوافز للمعلمين لكي يستمروا في التعليم"، مشيرا إلى أن "بريطانيا خصصت 37 مليون دولار لهذه السنة الدراسية على سبيل الحوافز".
وعبر عن "قلقه نتيجة المتطلبات الواجب توافرها للعام الدراسي المقبل، لا سيما أن الأوضاع تتطلب التحضيرات والتمويل"، مشيرا إلى "عملية الإصلاح الإداري المستمرة في الوزارة وتوحيد مرجعية الداتا، وحصر التواصل مع الجهات الخارجية بالوزير شخصيا".
كما تحدث عن "الدعم النفسي والاجتماعي والعاطفي للمتعلمين بعد انتشار الجائحة وسبل توفير مقوماته، لا سيما أن الوزارة تحتاج إلى موارد بشرية مؤهلة لمواكبة التطوير التربوي".
بعد ذلك، اجتمع الحلبي مع مديرة مكتب بيروت في المجلس النروجي للاجئين NRC مورين فيليبون على رأس وفد من المكتب، وتناول البحث "استمرار التعاون بين المجلس والوزارة، واستعداد المجلس لتوقيع مذكرة تفاهم مع الوزارة من أجل وضع إطار لمتابعة المشاريع، لا سيما أن الجانب النروجي مستمر في دعم التربية في لبنان، خصوصا لجهة تأهيل المدارس وترميمها وبناء أقسام إضافية".
وأشاد الحلبي ب"التعاون مع النروج والتزام دعم الوزارة في توفير مقومات الوصول إلى التعليم لجميع الأولاد الموجودين في لبنان"، مثمنا "استعداد المجلس النروجي لدعم أولويات الوزارة"، مشيرا إلى "دينامية جديدة في التعاون مباشرة من خلال الوزير".
وتناول "الحاجات التربوية وتعليم التلامذة الموجودين خارج النظام التربوي، إضافة إلى النقل المدرسي والكهرباء البديلة للمدارس عبر الطاقة الشمسية"، لافتا إلى "الأزمة الراهنة التي تعصف أيضا بالجامعة البنانية لعدم وجود تمويل للصيانة، مما يعطلها ويؤدي إلى هجرة أساتذتها"، مؤكدا أنه "رغم كل الصعوبات، فإنه يمتلك الإرادة للعمل".
وشكر "جميع المانحين الذين يقفون بجانب التربية للقيام برسالتها".
واستقبل الحلبي وفدا من الأوقاف الدرزية، ضم: رئيس الأوقاف حمادة حمادة وأعضاء اللجنة، وهم: أمين السر الشيخ نزار بو غنام، الشيخ نزيه صعب، الشيخ محمود فرج، توفيق المهتار، ومروان الحلبي.
وعرض مع الوفد شؤونا تربوية وصحية، خصوصا لجهة العمل على إصدار مرسوم بإجازة إنشاء مستشفى في منطقة عبيه، على جزء من أراضي وقف الأمير السيد عبد الله التنوخي.
ثم اجتمع الحلبي مع رئيس رابطة أساتذة التعليم المهني والتقني في لبنان سايد بو فرنسيس على رأس وفد من هيئتها الإدارية.
وشكر بو فرنسيس ل"الحلبي الاجتماع مع الرابطة المنتخبة حديثا"، مؤكد أن "الحلبي على رأس الهرم التربوي"، لافتا إلى أن "القطاع المهني هو القطاع الذي يعد جميع أصحاب الكفاءات والمهارات التي تبني البلاد وتهتم بكل مرافق الحياة".
وطالب ب"أن يتم وضع التعليم المهني في أولوية الاهتمام لحاجته إلى العناية، خصوصا في ظل وجود نحو 12 ألف متعاقد. أما أساتذة الملاك فأصبحوا قلة ويعانون من عدم القدرة على الاستشفاء، وفقدوا القدرة والشغف في القيام بمهامهم بسبب الفقر وتراجع إمكانات العيش الكريم".
وتحدث عن "فراغ صناديق المدارس والمعاهد الفنية من الأموال"، متسائلا: "كيف يمكن أن تعمل المعاهد المهنية وصناديقها فارغة ولا يمكن شراء المستلزمات والمعدات".
وشكر بو فرنسيس ل"الحلبي هبة ال180 دولارا"، مطالبا ب"تسريع قبض التسعين دولارا شهريا وبتأمين بعض المال بالدولار للامتحانات الرسمية ورفع البدلات"، لافتا إلى "عجز الطلاب عن دفع الإشتراك في الإمتحانات الرسمية المهنية".
ورحب الحلبي ب"الرابطة وهنأها بالانتخابات"، مؤكدا "الاستعداد لأقصى درجات التعاون معها"، لافتا إلى أن "التعليم المهني مكون أساسي في نهوض لبنان لجهة الإقتصاد وفرص العمل وتوصيل الشباب إلى ميدان منتج، ويتولى إعداد أجيال ماهرة وخبيرة"، وقال: "إن الجهات المانحة طالبت بوضع استراتيجية للتعليم المهني والتقني، ويتم العمل على إنجازها".
وحيا "المديرة العامة للتعليم المهني الدكتورة هنادي بري لتعاونها المثمر"، وقال: "يتم العمل راهنا على رؤية للتعليم المهني وتقديمها لي".
وذكر ب"توقيع إتفاقية مع وزير التربية الفرنسي لإنشاء معهدين للتأهيل المهني أحدهما في الدكوانة، والآخر في بئر حسن".
ولفت إلى أن "الداتا التابعة للتعليم المهني لم تكن متوافرة سابقا. أما اليوم فأصبحت متوافرة في الوزارة عبر برنامج sims"، وقال: "لقد اتخذنا القرار لتشمل حوافز التسعين دولارا أساتذة التعليم المهني والتقني على مسؤوليتنا، وتجاوبت معنا الجهات المانحة بذلك".
أضاف: "إن ساعات التعاقد المنفذة أصبحت جداولها في المالية، وإن تأخير إقرار الموازنة يمنع الإنفاق على القاعدة الإثني عشرة، ويتم راهنا نقل اعتمادات لسداد قيمة 35 في المئة للتعليم المهني عن العام الماضي، وتعويضات الإمتحانات سيتم رفعها لتتناسب مع الوضع الراهن. وعندما تصبح الاستراتيجية جاهزة، نخاطب الجهات المانحة مجددا، فهي على اطلاع بأننا نشارف على إنجاز الاستراتيجية".
وشدد على "المديرين إنجاز لوائح الحضور ليتم القبض بسرعة"، وطلب من مدير المعلوماتية توفيق كرم "إيضاح التأخير في قبض التسعين دولارا، فتبين أن الجداول لم تصل بعد إلى الوزارة، إذ وعدوا بإرسالها في الغد مع جداول الحضور ليتم تدقيقها وإرسالها إلى مصرف لبنان، ثم إلى حسابات أصحاب العلاقة في المصارف".
وطنية - اكد رئيس الهيئة التنفيذية ل"حركة امل" مصطفى الفوعاني خلال ندوة انتخابية بعنوان: "حركة أمل والبرنامج الانتخابي 2022: رؤية واستمرار"، ان "الحركة ملتزمة قضايا الناس والمحرومين، وهذا عنوان ميثاقها وشرف الانتماء وقسم الإمام موسى الصدر في بعلبك وصور، بعيدا من زخرف القول، وبهرج الخطاب، وتصنع المصطلحات، وسطيحة المقاربات. فنحن بوضوح ابناء خط المحرومين والفقراء، ولِدنا في هذه البيوت فكان لنا عزّ المواقف، وخرجنا على اسم الله عيشًا بكرامة، وشهادةً وانتصارا وتحريرا وحفظًا للوطن وصونًا للكرامات، فما بدّلنا ولن نهدأ حتى ينال كلُّ ذي حق حقه، وننطلق الى دولة المواطنة - الدولة الراعية، وهذا الدور الأساس الذي نتطلع اليه بعد الانتخابات النيابية".
وشدد على "ضرورة قيام الدولة بواجباتها تجاه الطلاب واساتذة الجامعة اللبنانية ورفع الغبن اللاحق بهم"، مجددا دعوة الجميع الى "عدم تسيس هذا الملف او تطييفه، فالجامعة اللبنانية هي جامعة الوطن وهي نموذج وطني رائد في صناعة المجتمع وبناء شخصية الانسان، ولبنان جامعة تشكل النموذج المقاوم لكل سياسات التطبيع"، واكد ان "حركة أمل لن تألو جهدا في المطالبة بتعزيز جامعة الوطن مع لحظ ما يعانيه الطلاب الذين دفعوا اثمانا باهظة، ما يهدد اجيالا تشكل العمود الفقري للبنان-الرسالة والحضارة".
وقال:" الحركة لا تنطلق من مواقف دانكشوتية او شعبوية وانما من حرص عميق على وطن يعاني الأمرين مع غياب الرؤية الاستشرافية للخروج من الازمات، فلينظر ذوي القرار، بعيدا عن سياسة (ربط الملفات) لتحقيق مآرب ضيقة، فالطلاب الذين اقسم الامام موسى الصدر بقلقهم وبمستقبلهم الغامض، وبخوف الأهل، هؤلاء يستحقون الكثير بلا منّة من احد، والأمر لا يقل سوءا في إهمال الدولة القطاع التربوي وترك الاستاذ في مراحل التعليم ما قبل الجامعي وعلى مختلف التوصيف متعاقدا او ملاكا ، نهبا لغياب السياسات التربوية الناجعة".
واعلن ان "الجميع بحاجة الى تعاضد لإنقاذ العام الدراسي بعد كارثة عامين بجائحة كورونا، فلا تعليم مع قهر الاستاذ وسلب حقوقه ، ولا مستقبل للوطن الا بأجياله المتعلمة الواعدة. فانصفوا المعلم والمتعلم تنصفوا الحاضر والمستقبل"، واشار إلى "ضرورة قراءة موضوعية لملف المناهج وتحديثها بعيدا من الارتجال واستحضار ما لا يتلاءم مع الرؤية العميقة الى وطن يؤمن بالمقاومة ثقافةَ حياة، وللعيش المشترك رسالةً حضارية وانسانية"، مؤكدا "اضطلاع المكاتب التربوية في حركة امل وحزب الله بقراءة نقدية تحفظ ثقافة الانتماء الى لبنان- المقاومة والعيش الواحد والبناء الايديولوجي الذي لا يسمح بضياع هويته ولا بتاريخ شهدائه".
بوابة التربية: نفذ اليوم إعتصام رمزي للأساتذة المتعاقدين بالساعة في الجامعة اللبنانية، بالتزامن مع إنعقاد جلسة مجلس الوزراء في السراي الحكومي، لرفع المطلب الأساسي نفسه وهو التفرغ معتبرين أن هذا الملف بات سياسياً.
وتلا الدكتور علي كمال فارس، عضو لجنة الأساتذة المتعاقدين في الجامعة اللبنانية، كلمة الأساتذة التعاقدين، جاء فيها:
إن الجامعةَ اللبنانية كانت وما زالت فخرَ لبنانَ، وطلابُها هم جيشُها الثاني في الوطن والاغتراب.وهي اليومَ مهددةٌ بالزوال، ومتروكةٌ لمصيرٍ أسودَ عن سابقِ تصورٍ، وتصميم من قبلِ أهل السلطة.
هذه المؤسسة تتعرضُ اليومَ للتدمير الممنهج؛ لأنها تجسِّدُ مستقبلَ الهوية اللبنانية الوطنية الجامعة.فهي قاعدةُ الإنماء الشامل والمستدام، وقاطرةُ إصلاحٍ وتقدم للنظام التربوي بعامة، وهي العاملُ الأساسُ في الترقي الاجتماعي، وتحقيق العدالة.
أضاف: صرخة الحق هذه للتاريخ، ولا بد أن تلقى آذانا صاغية قبل فوات الأوان. فإمَّا أن ننجحَ في إنقاذ ما تبقى، أو ينهارَ كلُّ شيء. فالصورة أصبحت واضحة للجميع، ولا لبسَ فيها،إذ ثمَّةَتصميمٌ من قبلِ أهلِ السلطة بكلِّ أركانها لخنق الجامعة ومحاصرةِ طلابها، وأساتذتها، وموظفيها.
وكلُّنا يعلمُ أن عشرات التقارير والاعتصامات أكَّدت تواطؤَ المسؤولين على تجفيفِ كلِّ المنابع التي تغذي الجامعة وتنهضُ بها، إن على صعيد العنصر البشري أو المادي.
هل يعقلُ ألَّا تُدرَجَ ملفاتُ الجامعة الوطنية على طاولة مجلس الوزراء على الرَّغم من إنجازها قبلَ أشهر؟ وبالمقابل هناك عشرات التراخيص للجامعات الخاصة!!
إن تقاسم الأدوار لم يعد ينطلي على أحد. إذ إن جميعهم متفقون على العرقلة بهدف التعطيل، وترك الجامعة تواجه قدرها المحتومَ،ألا وهو التراجع حتى الإقفال النهائي.
وعليه، لا بد من تخصيص جلسة طوارىء حكومية لإنقاذ الجامعة اللبنانية، والكف عن العبث بصورتها، لتعودَ الحياةُ إليها وتفتحَ أبوابها لاستقبال طلابها بعد إنصاف أساتذتها، وموظفيها.
وتابع: هذه صرخة مدوية للتاريخ، لاستعادة مجد لبنان كمنارة للشرق والنهوض من أزماته الخانقة، والذي يبدأ بالتعليم العالي المتوفر للجميع عبر جامعته الوطنية. وأي مستقبل له من دون جامعة تكفل التعليم لشبابه وشاباته؟
وسأل فارس: أي مستقبل ستحصدون إن هاجر كوادرها المبرِّزين؟
وناشد رئيس الجمهورية، ورئيس مجلس النواب، ورئيس مجلس الوزراء العمل لمنع انهيار الجامعة و”نطلبُ إليهم التحرك والضغط على الحكومة لاتخاذ القرار، وتخصيص جلسة عاجلة لإقرار ملف تفرغ الأساتذة المتعاقدين وإنجاز كافةملفاتها المحقة، والحؤول دون إقفالها”.
وختم، نناشدُ صندوقَ النَّقد الدولي، كمتعاقدين نعملُ بعقودِ المصالحة المجحفة ألّا يحتسبَ التفرّغَ في الجامعة اللبنانية توظيفًا جديدا، إنما هو تدرُّجٌ وظيفيٌّ، وحاجة ملحة للجامعة التي تشكلُ مدماك التعايش والتلاقي بين أبناء الوطن الذي لا نريده إلا رسالةً في الإنسانية والتآخي…
أعلنت الجامعة اللبنانية، في بيان اليوم، ان "الجامعة حافظت على مستوى تعليمي عال بشهادة مؤسسات التصنيف العالمي، ووضع تقرير مؤسسة (QS - Quacquarelli Symonds) للتصنيف العالمي للجامعات/2022 الجامعة اللبنانية بين الجامعات الأولى عالميا ومحليا على صعيد تعليم الهندسة والتكنولوجيا والهندسة البترولية والعلوم الطبية والصيدلانية والفنون والتصميم".
وأشار البيان الى انه "من أصل 1543 مؤسسة تعليمية عالمية شاركت في التصنيف، احتلت الجامعة اللبنانية عالميا المرتبة 390 في تعليم مواد الهندسة والتكنولوجيا جميعها والمرتبة 201 - 230 في تعليم مواد الفنون والتصميم والمرتبة 251- 300 في تعليم الصيدلة والمرتبة 451- 500 في تعليم العلوم الطبية".
واوضحت انه "وفقا للأرقام المستندة إلى المعلومات المقدمة عن العام الجامعي 2020 - 2021، حققت الجامعة اللبنانية المرتبة الأولى على مستوى لبنان في تعليم اختصاصات الهندسة البترولية والفنون الإعلانية والتصميمية والعلوم الصيدلانية والدوائية، فيما حققت المرتبة الثانية في تعليم الهندسة المعلوماتية والكيميائية والكهربائية والإلكترونية والعلوم الطبية والكيمياء.
واستنادا إلى بيانات مؤسسة QS التحليلية، فقد سجلت الجامعة اللبنانية تقدما ملحوظا على المستوى العالمي في عام 2022 مقارنة بأرقام عام 2021، وسجل اختصاص الهندسة البترولية المرتبة 51 - 100 عام 2022 بعدما كان في المرتبة 101 - 150 عام 2021، كما سجلت العلوم الطبية المرتبة 451 - 500 عام 2022 بعدما كانت في المرتبة 501- 550 عام 2021.
وسبق للجامعة اللبنانية أن حققت نتائج مماثلة في تصنيف QS العالمي والعربي للجامعات خلال السنوات الثلاث الماضية، وخصوصا على مستوى التعليم العالي لأساتذة الجامعة وسمعتها الأكاديمية الجيدة وسمعتها المهنية في سوق العمل، إضافة إلى حضورها الواسع على شبكة الإنترنت".
وطنية - أعلن النائب حسن فضل الله، في مؤتمر صحافي في مجلس النواب، انه "رغم قتامة المشهد اللبناني نحاول دائما ان نبحث عن بقعة ضوء لاعطاء الامل للبنانيين في امكان النهوض واعادة بناء مؤسسات دولتهم واستعادة احوالهم المهدورة".
وقال: "الامر الايجابي، فبناء على الرأي الخاص لديوان المحاسبة تم تحويل مبلغ خمسة ملايين دولار و21 مليار ليرة الى الخزينة بدل فحوصات PCR، وهي اموال "كاش"، وهناك حصة للجامعة اللبنانية تواصلت هذا الصباح مع وزارة المال للاسراع في تحويل المبلغ الخاص بالجامعة، وهي تقوم بالاجراءات اللازمة، وقد يهم هذا الامر في التخفيف من ازمة الجامعة التي تحتاج الى اجراءات سريعة، فهي اهم صرح اكاديمي يعني اللبنانيين، ودعمها. كما طالبنا في الموازنة وتحويل الاموال لها قد يساعد طلابنا لاجراء امتحاناتهم ولاعادة التعليم لهذه الجامعة الوطنية".
واشار الى انه "بقي ايضا مبلغ الخمسين مليون دولار من بدل فحوصات PCR، والمطلوب الاسراع في استعادتها من الشركات واعطاء الجامعة ايضا حقوقها"
وطنية - غرد النائب ادكار طرابلسي عبر حسابه على "تويتر": "سنكون أمام اقفال حتمي لأبواب الجامعة اللبنانية إذا لم ترفع موازنتها. أين ال50 مليون دولار من عائدات الPCR؟"
وطنية - زارت السفيرة الأميركية في لبنان دوروثي شيا جامعة سيدة اللويزة (NDU)، ضمن إطار التعاون مع المؤسسات الأكاديمية، حيث التقت رئيس الجامعة الأب بشارة الخوري ونواب الرئيس، وكان لها محطة في متحف الجامعة وحلقة حوار مع طلاب الجامعة.
تأتي هذه الزيارة للإطلاع على واقع التعليم العالي في لبنان والتحديات التي تواجهه خلال هذه الفترة الصعبة.
في مداخلته شدد رئيس الجامعة على أنه "رغم المطبات تعمل الجامعة والجسم التعليمي على المحافظة على المستوى الأكاديمي وتقديم جودة التعليم خصوصا أن جامعة سيدة اللويزة (NDU) هي جامعة معتمدة مؤسساتيا من قبل NECHE - كما استحصلت على اعتمادات منهجية في كلياتها السبع".
وثمن الأب الخوري هذه الزيارة والتعاون القائم بين الجامعة والسفارة الأميركية.
وقال: " إننا نسير قدما رغم الأزمات التي تطال البلد، ونعمل جادين لبناء الدولة المرجوة على مستوى وتطلعات طلابنا، هم آمالنا، وهمنا الوحيد. لن نساوم على التميز في التعليم، وسنبقى الراية المرفوعة تكريسا لكرامة الإنسان ومستقبله، وذلك من خلال العمل لتحفيز الشباب للبقاء والإستمرار في وطنهم الأم".
شيا
وعبرت السفيرة شيا من جهتها، عن سرورها لزيارة الجامعة، قائلة: "أننا نتشارك القيم نفسها ونحن هنا لبناء الأمل. وتفتخر السفارة الأميركية بدعم المبادرات التربوية المختلفة للبنان واللبنانيين وسيكون لدينا شراكات وفرص عمل".
وختمت زيارتها بلقاء حواري مع الطلاب الذين شاركوها همومهم وهواجسهم، وتطلعاتهم وأحلامهم في حضور رئيس الجامعة، نائب الرئيس للشؤون الأكاديمية الدكتور ميشال حايك، نائب الرئيس للشؤون الإدارية والمالية الأباتي سمعان بو عبدو، وعميد شؤون الطلاب الدكتور شربل زغيب.
وطنية - أعلنت جامعة الحكمة - العيادة القانونية لحقوق الإنسان في بيان، أنها "تزامنا مع ذكرى اندلاع الحرب اللبنانية، تطلق الجمعة في 8 الحالي، برنامجا جديدا من الحصص الدراسية حول "التعامل مع الماضي - المفقودون والمخفيون قسرا في لبنان"، في حضور ومشاركة رئيسة لجنة أهالي المخطوفين والمفقودين في لبنان السيدة وداد حلواني. وتهدف هذه الحصص إلى تعريف الأجيال الشابة على التاريخ الحديث وجعل قضاياه موضوع مناقشة جدية تصب في سياق المحافظة على حقوق الإنسان".
وطنية - وقعت رئيسة جامعة الحكمة البروفسورة لارا كرم البستاني والدكتور بلال نصولي بصفته مدير الهيئة اللبنانية للطاقة الذرية وممثلا الأمين العام للمجلس الوطني للبحوث العلمية الدكتور معين حمزة مذكرة تعاون تقني وأكاديمي بين جامعة الحكمة – كلية الصحة العامة والمجلس الوطني للبحوث العلمية – الهيئة اللبنانية للطاقة الذرية تهدف لتعزيز التعاون وتطوير أطر التعليم والتدريب والبحوث العلمية في مجال السلامة الإشعاعية والإستخدامات السلمية للطاقة الذرية، في حضور عميدة كلية الصحة العامة في جامعة الحكمة الدكتورة ديالا الخوري، والمسؤولة عن التدريب والموارد البشرية في الهيئة اللبنانية للطاقة الذرية الدكتورة رولا بو خزام وعدد من الباحثين والاختصاصيين.
وقد نوهت البستاني بـأهمية هذا التعاون، مؤكدة أن "التكافل الأكاديمي والتضامن بين الجامعات ومؤسسات الدولة في لبنان يشكل ركيزة أساسية لتطوير العلم"، مشددة على "ضرورة العمل بشكل دائم على تطوير الطلاب وتحفيزيهم على اعتماد الآليات الحديثة لتطوير البحوث".
كما لفت الدكتور نصولي إلى أن "الهيئة اللبنانية للطاقة الذرية منفتحة على التعاون المثمر والذي تشكل المذكرة مقدمة له"، منوهًا بـ"اهتمام جامعة الحكمة في تنشئة الطلاب على الحماية الإشعاعية والإستخدام الآمن للمصادر المشعّة".
مذكرة التعاون
وبموجب مذكرة التعاون تستقبل مختبرات الهيئة اللبنانية للطاقة الذرية طلابًا من كلية الصحة العامة في جامعة الحكمة وطلاب قسم دبلوم الحماية الإشعاعية لتدريبهم على الحماية الإشعاعية والوقاية من المصادر المشعّة، كما يستفيد باحثو الهيئة من الإمكانات المتوفرة في كلية الصحة العامة ضمن إطار تنفيذهم لمشاريع بحوث مشتركة.
وطنية - إنتهت أعمال الدورة الرابعة والخمسين لإتحاد الجامعات العربية التي عقدت في عمّان في الفترة الممتدّة من ٢٧ إلى ٣٠ آذار، والتي شارك فيها عدد من الجامعات اللبنانية.
وقد شارك في أعمال الدورة رئيس مجلس الأمناء في جامعة MUBS الدكتور حاتم علامي ونائب رئيس مجلس الجامعة للشؤون الإدارية ساهرة مطاوع علامي. وأجرى الوفد على هامش المؤتمر إتصالات مكثّفة مع ألامانة العامة للإتحاد والوفود المشاركة بهدف تطوير التعاون في المجالات المختلفة.
وقد تم الإتفاق ،وفق بيان، على عقد المؤتمر السنوي لجمعية الخدمة الإجتماعية في إتحاد الجامعات العربية الذي تنظّمه جامعة MUBS، التي تستضيف الجمعية منذ تأسيسها في حضور الأمين العام البروفسور عمرو عزّت سلامة، وممثلي الجامعات العربية من رؤساء وباحثين، على أن يعقد المؤتمر في الرابع من حزيران المقبل في بيروت.
وطنية - اعلنت الجامعة اللبنانية الأَميركية في بيان انه بعد احتفالها بتنصيب رئيسها الجديد الدكتور ميشال معوَّض، اقامت حفلا بالذكرى العشرين لتأْسيس "مركز التراث اللبناني" فيها (2002 - 2022)، في حضور معوض والرئيس السابق الدكتور جوزف جبرا، الوزير السابق سجعان قزي ، أَفراد الجامعة ورواد أَنشطة المركز .
معوض
أَدار الحفل برت مقادسي وافتتحه معوض بكلمة وقال: "لكلّ جامعة رائدة وظائف ثلاث: استنباط المعرفة وإِيصالها وتطبيقها، وهي لا تبلغ مداها المطلوب إِلَّا بوظيفة رابعة هي تعزيز التراث وحفْظه وصَوْنه فيكون جزْءًا رئيسًا من هوية المجتمع"، مشيرا الى انه "في فترة وجيزة من عَقْدين، بات مركز التراث اللبناني في الجامعة اللبنانية الأَميركية مَعْلَمًا ثقافيًا على مستوى لبنان والخارج بسلسلة نشاطات لم تنقطع، تضيْءُ ليل لبنان المدْلَـهِـمّ".
وتابع:"ما حقَّقَه المركز في سنواته العشرين تجاوَز إِنعاش الذاكرة الثقافية وإِحياء التراث إلى تكريس الجانب الثقافي في حياة مؤَسسات التعليم العالي مُكملًا إِنجازات أَكاديمية تشكّل المسيرة الجامعية. لذا لا يضاهي فرحَ الجامعة اللبنانية الأَميركية بعشرينية مركزها إِلَّا اعتزازُها بإِنجازاته المتتالية فكْرًا ونشْرًا وثقافةً وإِضاءَات من صفحاتنا التي تكاد تَكون مَنسيَّة. من هنا، ما من شُكْر يَفي زميلَنا الشاعر هنري زغيب حقَّه، ويؤدّي له التقدير والعرفان اللذَين يستحقُّهُما."
وختم:"لذا أُجدد الْتزام الجامعة بِدعْم المركز وتـمويله والوقوف خَلْفه ليبقى منارة في ليل لبنان الداكن. فنيابةً عن الجامعة وأَصالةً عن نفسي، أَشُدُّ على يد الشاعر هنري زغيب مُبارِكًا له هذا الإِنجاز، متمنيًا له ولـلمركزِ اطّراد النجاح ومَزيدًا من إِبداع تُراثيّ هو بعضُ تَعافينا الوطنيِّ من المحنةِ الراهنةِ التي يَـمُرُّ بها لبنان".
وتخلل الحفل عرضٌ لأَهم إِنجازات المركز من منشورات وكتب وندوات ومحاضرات ومؤْتمرات ومجلة "مرايا التراث" وتطبيق إلكتروني وندوات إلكترونية عن بُعد. وأَدَّى الفنان ناصر مخول مقاطع موسيقية على آلات تراثية من صنعه، عزف عليها مقطوعات لبنانية فولكلورية.
زغيب
بدوره قال مدير المركز الشاعر هنري زغيب:"قبل عشرين سنة (2002) أَعلنْتُ شُروق مركز التراث اللبناني وليدًا جديدًا لأُمّه الجامعة مع الخطوات الأُولى من الأَلفية الثالثة في الأَشعة الأُولى من شمس القرن الحادي والعشرين. يومها كان شَعري أَقلَّ خريفًا وشِعري أَكثرَ ربيعًا فتَبِعْتُ ربيعي. آمنَت الجامعة بفكرة المركز فبات عليَّ أن أَكون عند ثقة الربابنة وأَقلع المركز مؤْتَزِرًا بإِيمانه أَنْ يؤَدّي رسالتَين: حفْظَ تراث لبنان والحفاظَ عليه، فتجمَّعت لديه نخبة مخطوطات ومحفوظات وكتب ومنشورات نادرة ومجلات وصُحف محتجبة، ومقتَنَيات شخصية عهَدَ بها ذوُوها إِلى المركز ليحفَظها كنوز تراثٍ، وهو يحافظ عليها في حرصٍ دَؤُوب وأَنشطة متتابعة ومنشوراتٍ متتابعة في 40 كتابًا، وندوات تخطَّت المئة في عشرين سنة استضافت على منبر الجامعة مئات المحاضرين انتَدَوا في أَوسع واحة عن مفاصل التراث اللبناني، ماديِّه وغيرِ المادي، في حضور جمهور تنامى حتى أَدمَن موعده شهريًّا إِلى مركز التراث اللبناني. ولدت للمركز مجلة مرايا التراث، وبلغَت اليوم خمسة عشر عددًا دوريًّا وعددَين خاصَّين، والسادسَ عشر يتهيَّأُ للصُدور. وكان لجبران حيِّزٌ خاصٌّ في المركز فخصَّص له ندوات ومحاضرات ومؤْتمرات في بيروت وباريس ونيويورك".
وختم:"حين توقَّفت الحركة في البلاد أَمنيًّا وكورونيًّا أَطلقَ المركز عشرين ندوة إِلكترونية عن بُعد كي لا تغيب شمس التراث. ويتهيأ المركز لمشاريع مقبلة قريبة: بينها التحضير الجبراني لمئوية كتاب "النبي" (2023) ومئوية الجامعة (2024)، والمتحف الإلكتروني للتراث اللبناني، وإدراج التراث اللبناني أكاديميًّا في مناهج الجامعة".
وفي الختام، أَهدى المركز جمهوره الإصدار الجديد من مجلة "مرايا التراث" وهو عدد خاص بالذكرى العشرين لتأْسيسه.
وطنية - بعلبك - أطلقت "الجمعية اللبنانية للدراسات والتدريب" مشروع "تفعيل دور الشباب في تعزيز التماسك الاجتماعي"، الممول من البرنامج الأوروبي الإقليمي للتنمية والحماية لدعم لبنان والأردن والعراق، خلال حفل إفطار أقامته في قاعة القرية الزراعية في سهل بعلبك، برعاية محافظ بعلبك الهرمل بشير خضر، وفي حضور رئيس دائرة أمن عام البقاع الإقليمية الثانية المقدم غياث زعيتر، رئيس قسم شعبة الاستقصاء والتحقيق في الدائرة المقدم علي مظلوم، الملازم أول حسن عباس ممثلا الجمارك، رؤساء بلديات، مديرة البرنامج كارين أريكسون، وفاعليات أمنية واقتصادية واجتماعية.
اللقيس
استهل اللقاء مؤسس الجمعية الدكتور رامي اللقيس معتبرا أنه "إذا كان لدى الشباب مهارات قوية وشعور بالانتماء والهوية والأدوات التي تمكنهم من أن يكونوا صانعي التغيير، سوف يتخذون قرارات أفضل، وبناء علاقات إيجابية، وتعزيز قدرتهم على التغيير".
وأشار إلى أن "هذا المشروع يقوم على 3 ركائز وأسس، تحسين التماسك الاجتماعي، الحد من التوترات في المجتمعات المتضررة من النزوح في محافظة بعلبك - الهرمل، وتعزيز ثقافة المواطنة، وإعادة إنتاج قدرة تواصل بين الشباب، لبناء مجتمع يقوم على المواطنة واحترام القانون، وسيتم تدريب المشاركين في المشروع من خلال مجموعة من الورش على دينامية الفريق، التماسك الاجتماعي، المواطنة النشطة، المهارات الحياتية، تقييم الاحتياجات. وتحليل البيانات، بما يتيح إشراك الشباب في تخفيف حدة التوتر وتعزيز التماسك الاجتماعي".
وشدد على"ضرورة إشراك كل الجهات الفاعلة في التغيير الاجتماعي، ومنها السلطات المحلية وأصحاب المصلحة، لخلق بيئة مؤاتية لمبادرات يقودها الشباب، تخفف حدة التوتر والنزاعات، وتعزز التماسك الاجتماعي".
شيحا
بدورها مديرة المشروع في البرنامج الأوروبي الإقليمي للتنمية والحماية ميراي شيحا عرضت لمحة عن البرنامج لدعم لبنان والأردن والعراق، "الذي نفذت المرحلة الأولى منه بين عامي 2014 و2018، وتنتهي المرحلة الثانية آخر العام الحالي. ويعمل البرنامج على 3 أصعدة: الحماية، تعزيز سبل العيش، الأبحاث والمناصرة".
وأعربت عن سعادتها "بالشراكة الجديدة مع الجمعية اللبنانية للدراسات والتدريب في بعلبك الهرمل، وبالتحضيرات الجارية للمشروع الأول للبرنامج في هذه المنطقة، فنحن مؤمنون بدور الشباب فهم المستقبل، ويقع على عاتقهم التغيير".
خضر
واكد المحافظ خضر "تقديم كل الدعم لهذا المشروع الهادف إلى تعزيز دور الشباب لتحسين الواقع، ضمن الإمكانات المتوافرة لدينا، فالشباب هم مستقبل أي بلد، وعندما يكون الشباب في خطر هذا يعني ان البلد مهدد وفي خطر".
وقال: "نحن نمر اليوم باخطر أزمة في تاريخ لبنان وحكما هذه الخطورة تنعكس على الشباب الذين تضيق أمامهم فرص التعليم، فنحن على مستوى بعلبك لدينا جامعة خاصة واحدة واختصاصاتها محدودة، وهذا يشكل عائقا أمام الشباب، كما أن التعليم في المدارس مهدد، لأن كلفة وصول الاساتذة إلى مدارسهم قد تفوق قيمة رواتبهم، بالإضافة إلى أن الأهل ليس لديهم الامكان لتأمين كلفة نقل أولادهم إلى المدارس".
ودعا إلى "الوقوف إلى جانب الشباب ومساعدتهم، وان نتعاون وإياهم لتجنب مخاطر الآفات"، مشيراً إلى أن "أرقام تعاطي المخدرات في لبنان مقلقة ومخيفة".
واعتبر أن "أحدى الجرائم التي حصلت في حق المجتمع والشباب اللبناني كانت إلغاء خدمة العلم التي تحمي الشباب من الانحراف، وتعزز لديهم الحس الوطني ونبذ الطائفية وتخطي المناطقية".
وتابع: "على مستوى المحافظة كنا أول إدارة وأول محافظة في لبنان تفتح باب تدريب طلاب وطالبات الجامعات في السنة الثانية وما فوق، في اختصاصات إدارة الأعمال والحقوق والعلوم السياسية بعدما حصلنا على إذن وزارة الداخلية، وبذلك يتعرف الطلاب الشباب على الإدارات الرسمية ومهامها، ويشعروا بحس المواطنة والانتماء للدولة".
وختم خضر: "عند بداية خطر جائحة كورونا عام 2020 فتحنا باب التطوع لشباب وشابات من طلاب طب وتمريض وصيدلة،فشارك أكثر من 50 شابا وشابة في نشر الوعي على سبل الوقاية من الفيروس والتعقيم وتأمين السلامة المجتمعية. كما أطلقنا مع عدد من الناشطين حملة "شارك دواك" وقمنا بتوزيع 7000 علبة دواء على مستوى محافظة بعلبك الهرمل بشكل مجاني ومحترف ومنظم، والأهم من العمل الإنساني وقيمته الكبرى، كانت الشراكة المجتمعية التي تحققت في هذه المبادرة بالتعاون بين المحافظة والشباب والشابات، فنحن دائما بحاجة إلى تنمية حسن الانتماء لهذا الوطن بين صفوف شبابنا".
وطنية - رأى "النائب في البرلمان الشبابي" عبد العزيز الزين في بيان تأسيس "تجمع شباب جبل أكروم"، أن "الشباب اللبناني عموما وشباب عكار وجبل اكروم خصوصا يعاني بشكل واضح من تهميش أعماله السياسية والاجتماعية. ويحمل الجيل الجديد ثقافة سياسية واجتماعية حديثة، بعكس السياسة الطائفية والمناطقية الذي يتعامل بها غالبية الاحزاب والسياسيين والسلطة الحاكمة الحالية ، وكما ان هذا الجيل يشكل نخبا من المثقفين والمتعلمين في المجالات والاختصاصات كافة، على عكس الجيل السياسي الحالي الذي لا تتمتع اغلبيته بهذه الصفات وبالقسم الاكبر منهم قادة حرب أهلية أدت إلى خراب سويسرا الشرق".
أضاف: "كل هذه الفروقات هي سبب اساسي لتهميش الحياة السياسية الحديثة لدى الشباب من قبل السياسيين الطائفيين والفاسدين. يكفينا تهميشا وفسادا ، ويكفينا خطابات طائفية وشعارات كاذبة ، 30 عاما من الكذب والفساد والحرمان والفتن الطائفية التي تهدد السلم الاهلي".
وتابع: "على هذا الاساس أنشأنا تجمع شباب جبل اكروم الذي سبق وشارك في الانتخابات النيابية الشبابية وكان له دور كبير لانجاح هذه التجربة حيث سجل اعلى رقم على مستوى كل الدوائر اللبنانية ومنهم العاصمة بيروت ليسجل 750 مقترعا، وكان ذلك وسط أزمة الكهرباء والوقود . بمساعدة اهل الدريب في وادي خالد والقبيات والبيرة تكلل عملنا بالتفوق والنجاح".
وأشار الى أننا "لن نقبل كشباب متعلمين ومثقفين ان يتهمش رأينا كما اعتدنا في السنوات السابقة، لذلك ستكون مشاركتنا في الانتخابات النيابية المقبلة حذرة جدا، وسنشارك بقناعتنا بحسب مطالبنا وطموحاتنا الوطنية ولن يكون هناك اي تعاون مع اي طرف حزبي طائفي و فاسد".
وختم: "إننا نعمل على توسيع التجمع على مستوى عكار، ونأمل مساعدة جيل الشباب الطموح. الف شاب وشابة والعمل جار".
إستغربت لجنة المتعاقدين في التعليم الاساسي الرسمي في لبنان "تصرف وزارة التربية بعد أن عمدت الى وضع أرقام هواتف للاتصال بها وتلقي المراجعات بخصوص الحوافز المالية ومشكلاتها التي لا تعد ولا تحصى".
كذلك استغربت "الغياب التام لدور الوزير وللمدير العام لوزارة التربية عن محاسبة المقصرين في هذا الملف". وقالت في بيان اليوم: "علما أن هناك لجنة مؤلفة من مدير الوزارة والمسؤولين فيها تجتمع لمتابعة موضوع هذه الحوافز وكيفية صرفها ومعالجة مشكلاتها التي لا تنتهي. وفي الاطار عينه، نسأل- وذلك بعد مضي اكثر من 5اشهر على معالجة الاخطاء في iban الاساتذة المتعاقدين- ألم تنته الوزارة والموظفون من تصحيح هذه الاخطاء؟".
أضافت: "يبدو أن وزارتنا الكريمة قررت إنهاء العام الدراسي على حساب أوجاع الاساتذة المتعاقدين وراحت تعتمد سياسة صم الآذان وغض الطرف عن مطالبهم ومستحقاتهم المالية وحوافزهم وباتت لا ترغب في سماع أي شكوى".
وطنية - قالت اللجنة الفاعلة للأساتذة المتعاقدين في التعليم الأساسي الرسمي، في بيان: "لان الكلام مل السؤال والعجب، ما عاد لدى اساتذة المستعان بهم والاجرائي وحملة الاجازة المهنية سوى الاستعانة بأغنية "اشتغل وما تقبض يا حبوب" لعل وزير التربية يسمع صوتهم!".
وأضاف البيان: "دخلنا شهر نيسان، وحتى اليوم زهاء 4 آلاف استاذ مستعان بهم واجرائي وحملة اجازة مهنية، لم تحول لهم ليرة واحدة من مستحقاتهم عن هذا العام.
كما المستعان بهم بعد الظهر وهم زهاء 15 الفا، حتى اليوم جداولهم عن الفصل الاول تبيت في الادراج".
وتساءل: "هل بات العمل في وزارة التربية على قاعدة اصرف مستحقات البعض ودع البعض الآخر يتخبط؟ او هي سياسة اتبعت عن سبق اصرار وترصد، لتفادي الغضب الجماعي للاساتذة، وبالتالي المحظوظ هو من حصل على بعض من بدل اتعابه، وسيئ الحظ من عليه انتظار ملء الخزينة الفارغة!". وختم: "الاف الاساتذة بلا مدخول منذ شهور، متى تصرف مستحقاتهم يا معالي الوزير؟".
نظمت مدارس المبرات أسبوع المطالعة الثالث عشر، برعاية وحضور وزير العمل مصطفى بيرم بالتعاون مع مكتبة السيد محمد حسين فضل الله العامة، تحت عنوان " نقرأ كي نستحق الحياة".
افتتحت فعاليات الأسبوع باحتفال أقيم في قاعة السيدة الزهراء في مجمع الإمامين الحسنين في حارة حريك، حضره المدير العام لجمعية المبرّات الدكتور محمد باقر فضل الله، مديرو المؤسسات التعلمية والمهنية والرعائية والثقافية، أمناء المكتبات في مؤسسات المبرات، فاعليات تربوية واجتماعية وعدد من الطلاب من مختلف المراحل التعليمية.
ألقى وزير العمل كلمة في المناسبة، أكد فيها "أهمية المطالعة وفوائدها على الفرد والمجتمع"، معتبرا أن " القراءة هي التي تختصر الزمن الآتي من خلال ما توفره من معارف ومعلومات تفتح آفاق الإنسان للمستقبل".
ودعا إلى " التمسك بالقراءة الورقية على الرغم من التوجه الشائع اليوم نحو القراءة الالكترونية"، لافتاً إلى "ما توصلت إليه الدراسات بخصوص الذاكرة البصرية لما يراه الإنسان من خلال الشاشات والتي لا تتجاوز 8 ثوان".
ودعا وزير العمل الأهل إلى " إيلاء موضوع القراءة أهمية في زمن التكنولوجيا الحديثة من خلال النمذجة والسلوك الإيجابي نحو الكتاب".
وختم بتأكيد "أهمية أسبوع المطالعة التي تنظمه المبرات لما له من دور في تمتين العلاقة بين الطلاب والكتب على مختلف أنواعها".
تجدر الإشارة إلى أن أنشطة أسبوع المطالعة لهذا العام تتضمن فعاليات تربوية متنوعة من لقاءات حوارية، قراءة قصص، مسرحيات، لقاءات مع حكواتيين، كما يشارك فيها كتّاب ومتخصصون في التربية إلى جانب عدد من أمناء المكتبات في المدارس، وسيختتم بمسرحية دمى حول موضوع المطالعة.
بتوقيت بيروت