جنى بركات ــ المدن ـ إنها سنة الهجرة الجماعية. هذه هي العبارة الأنسب لتوصيف حال لبنان في سنة 2021. فعدد المهاجرين مهول هذه السنة، كأنما اللبنانيون يرفضون العودة إلى الوراء. الأجدر القول إنها هجرة كانت قسرية. أي الهروب إلى بلاد الأمن والأمان والاستقرار، حتى لو موقّتاً.
وهجرة هذه السنة متنوّعة، فلم تقتصر على الهجرة الطلاّبية أو العملية، بل توسّعت لتشمل أصحاب المهن المعتبرين حصن المجتمع اللبناني، كالأطباء والممرضين وأصحاب الاختصاصات وحملة الجنسيات الأخرى إضافة إلى اللبنانية.
أرقام مقلقة
حسب الإحصاءات الأخيرة التي نشرتها الدولية للمعلومات، هاجر من لبنان ما يقارب 78 ألف لبناني منذ بداية العام 2021، وحتى شهر تشرين الثاني منه. وغاد البلاد 77777 شخصاً بهدف البحث عن فرص عمل في الخارج.
ومقارنة بالأعوام السّابقة، ابتداءً من العام 2018 وحتى 2020، بلغ عدد المهاجرين ذروته في العام 2019 (66806 مهاجراً)، حينما ظهرت الأزمة الاقتصادية في لبنان كاشفة العيوب الدفينة تحت شعار "الليرة بخير" ولبنان بخير. أما العدد الأدنى للمهاجرين فكان في العام 2020 إذ غادر 17 الف لبناني، حسب الدولية للمعلومات، رغم أنها كانت سنة عارمة بالمشاكل الاقتصادية والاجتماعية والمعيشية، إضافة إلى حدوث رابع أكبر انفجار غير نووي في العالم في 4 آب 2020.
وفي هذه الأعوام الثلاثة هاجر من لبنان 195433 شخصاً. وهذا ما يثير القلق، لأن هذا الرّقم يقرب الهجرة اللبنانية من نموذج الهجرة الجماعية، كما في أيام الحرب مثلاً. لا سيما أن معظم المهاجرين من الفئة الشابة القادرة على تحريك عجلة الاقتصاد وإنعاش البلد.
وبما أن أعداد المهاجرين تشهد ارتفاعاً ملحوظاً في العام 2021، فذلك لا يستبعد فكرة موجة الهجرة الثالثة أو ما يعرف باللغة الأجنبية بالـ exodus. ووفق ما نشر مرصد الأزمة في الجامعة الأميركية في بيروت، أصبح لبنان رسمياً في قلب هذه الموجة. وتوضح دراسة المرصد أن ثلاثة مؤشّرات أساسية تثبت أن لبنان في خضمّ هذه الموجة. المؤشر الأول يتمثّل بارتفاع فرص هجرة الفئة الشّابة. وأشارت الدراسة إلى أن 77 في المئة من شبان لبنان وشاباته يفكّرون بالهجرة. أما المؤشر الثاني فيتعلّق بهجرة أصحاب الاختصاص والمهن، مثل الأطباء والممرضين، إضافة الى المدرسين/ات. والمؤشّر الأخير يركّز على طول أمد الأزمة اللبنانية. وتشير الدراسة إلى أن لبنان يحتاج على ما لا يقل عن 7 سنوات لبدء تعافيه من الأزمة الاقتصادية الأسوأ في تاريخه، في ظل غياب القرار السياسي للبدء بالحلول، الأمر الذي يدفع اللبنانيين إلى إيجاد حلول بديلة إلى حين استقرار الأوضاع.
والهجرة اللبنانية الأولى كانت في أواخر القرن التاسع عشر، حينما غادر لبنان حوالى 330 ألف شخص. وكانت الموجة الثانية خلال الحرب الأهلية (1975 - 1990). وهي الأضخم في تاريخ البلاد، إذ قدّرت أعداد مهاجرين بحوالى 990 ألف مهاجر.
أبت الأزمة الاقتصادية التي في لبنان إلاّ أن تفرض سطوتها على القطاع الصحّي والاستشفائي. فعدا فقدان الأدوية وشحّ المواد الاستشفائية في المستشفيات، اختار كثرة من الأطباء الهجرة. وبلغ عدد المهاجرين منهم إلى دول الخليج العربية وسواها من الدول الأجنبية 4368 طبيباً، حسب إحصائية حركة الأرض التي يترأسها طلال فريحة.
أما الممرضون/ات، فاتخذوا من المهجر ملجأً لهم. إذ هاجر منهم 6412. بسبب انخفاض رواتبهم حتى في أهم المستشفيات. فراتب الممرض/ة، تزامناً مع انهيار الليرة اللبنانية التي فقدت 94 في المئة من قيمتها، أصبح لا يتعدّى 70 دولاراً. ومن المتوقّع أن يسوء الوضع أكثر إذا استمرّت الليرة بالانهيار.
وبسبب هجرة الأطباء والممرضين، يواجه القطاع الاستشفائي معضلة غير مسبوقة. فلبنان الذي كان مستشفى الشرق الأوسط فقد هذه الميزة.
اتخذ اللبنانيون من دول الخليج، وإفريقيا وأميركيا الشمالية والجنوبية إضافة إلى أوروبا وجهة لهجرتهم. لكن الفئة الأكبر من المهاجرين اختارت الخليج، حسب دراسة حركة الأرض. فبلغ اجمالي الذين اختاروا الخليج أكثر من 12 ألف مهاجر هذا العام. أما الدول الإفريقية، فحصتها حوالى خمسة آلاف لبناني منذ بداية العام وحتى شهر تشرين الثاني. والأعداد الأخرى توزّعت بين الدول الأوروبية والأميركيتين. ويشعر اللبنانيون وكأنهم يُطردون من بلدهم، وغير قادرين على الاستمرار في بلد لم تسعَ دولته منذ بدء الأزمة إلى وضع خطّة تشجّع الشباب على البقاء والمقاومة.
وطنية - تطلق "جائزة الأكاديمية العربية" في اليوم الأخير من العام 2021، عددا خاصا من نشرة "بانوراما" الشبابية، في الخامسة عصرا، يتضمن أبرز المعلومات التوثيقية عن السنة المنصرمة.
وفي المناسبة، وجه رئيس تحرير "بانوراما" الشبابية الزميل رزق الله الحلو، عبر الواتسأب، إلى المشتركين، بطاقة رجاء، جاء فيها: "يسر (جمعية جائزة الأكاديمية العربية) أن تقدم إليكم عددا خاصا من نشرة (بانوراما) الشبابية في الخامسة عصر اليوم الجمعة، فيه تنهي أعدادها للعام 2021، على أمل أن يحمل العام الجديد إليكم كل الخير ودوام الصحة واسترجاع البحبوحة".
وكانت "جائزة الأكاديمية العربية" بدأت بإصدار نشرة "بانوراما" الشبابية في 16 كانون الثاني 2021، وفي ظروف الإقفال (الكوروني) العام. وهي أرادت من خلال هذه الخطوة، "البحث عن خبر يحمل الأمل إلى اللبنانيين ويبعدهم عن اليأس، ويساعد الشبيبة في إظهار دورهم في المجتمع، وتصويب بوصلة حراكهم وتأمين خدمة ثقافية لهم، تساعدهم في قراراتهم وتحترمها".
كما وترسل نشرة "بانوراما" الشبابية، عبر خدمة "الواتسأب"، إلى عدد كبير من الشخصيات الرسمية (وزراء، نواب، سياسيين، موظفي الفئة الأولى)، وكذلك إلى عموم القراء، وبخاصة إلى أصدقاء الجمعية، والفائزين في المواسم الستة السابقة من مباريات (جائزة الأكاديمية العربية" وذويهم، ولجنة التحكيم
عربي21- أحمد صقر ــ سلطت صحيفة عبرية، الضوء على التعاون الأمني الطوعي الجاري بين جامعة تل أبيب العبرية؛ التي توصف بأنها يسارية، وبين مختلف الأجهزة الأمنية الإسرائيلية.
وأوضحت صحيفة "هآرتس" في مقال نشرته للكاتبة "حنين مجادلة"، أن "الكثير من اليهود الذين يتعلمون في الجامعة، هم من خريجي وحدات المخابرات، وبعضهم يعملون في جهاز "الشاباك أو أنهم سيعملون فيه بعد التخرج".
وذكرت أن "جامعة تل أبيب تم تلونيها بألوان اليسار الإسرائيلي، ولكن هل الواقع يؤيد هذه الصورة وهذه الشعارات؟"، منوهة إلى أن العديد من الطلاب الإسرائيليين (اليهود)، انضموا إلى برنامج "حفتسيلت"، وهو "البرنامج الرئيسي لسلاح المخابرات الإسرائيلي، الذي يدمج الخدمة الدائمة مع اللقب الأول في العلوم السياسية والشرق الأوسط بالاندماج مع أحد الأقسام التحليلية".
وأكدت الصحيفة، أن "جامعة تل أبيب، تسمح في حدودها بفضاء عمل كبير لأذرع الأمن الإسرائيلية؛ سواء في برنامج "حفتسيلت" أو في إطار التعاون مع "الشاباك،" الذي يتم بمرافقة مرشدين ومستشارين من جميع المجالات من قبل الجامعة وبتمويل من صندوق الاستثمارات في الجامعة، وأيضا في "لقاءات مهنية"، التي تعقد مع ممثلي "الشاباك" أو عبر مسارات مختصرة في العلوم الإنسانية، مخصصة لأفراد جهاز الأمن في إسرائيل".
وكشف أن هناك العديد من مجالات التعاون "المثمر" بين أجهزة أمن الاحتلال و"الأكاديمية اليسارية" منها؛ "مساعدة "الشاباك" على تطوير تكنولوجيا تجسس ورقابة متطورة أكثر، تسهيلات ومنح للجنود في سلاح الاستخبارات، ألقاب مختصرة وسهلة لمن يعملون في جهاز الأمن، أبحاث سرية لصالح "الشاباك".
ونبهت "هآرتس" إلى أن "هذه الأمثلة تطرح علامات استفهام قاسية بالنسبة لدور الجامعة"، متسائلة: "هل الحديث يدور عن مؤسسة أكاديمية، التي من شأنها توسيع الرأي وتأهيل أشخاص للعمل في الحياة المهنية، أم أن الأمر يتعلق بمؤسسة يمكن أن تستخدم كمحرك رئيسي لأجهزة الأمن؟".
ولفتت إلى أن التعاون الأمني بين جامعة تل أبيب وجهاز الأمن الإسرائيلي بكل فروعه يتم "طوعا"، موضحة أنه "في نظر جهاز الأمن في إسرائيل، فقط الفلسطينيون هم المشتبه فيهم، وهنا يطرح سؤال، هل هذا التعاون لا يحول جامعة تل أبيب إلى ذراع آخر للاحتلال؟
ونوهت الصحيفة إلى أنه "في حال افترضنا أنه لا يهم أي يهودي الاحتلال وتدمير حياة الفلسطينيين من قبل جهاز الخدمات السرية لإسرائيل، فهذا التناغم والتعاون يوجد له ثمن آخر، سيدفعه اليهود، وسيكون بالإمكان تذكره في المرة القادمة عندما سيتحدثون عن تعقب "الشاباك" في ظل كورونا".
بتوقيت بيروت