"التخبيص" عن بُعد: ضعف المستويات آتٍ
فاتن الحاج ــ الاخبار ــ تجربة التعليم عن بعد أظهرت أن «التخبيص» الحاصل لا يكمن في استخدام الوسائط التواصلية المستخدمة بل في غياب إعداد المعلمين للمحتوى المقدّم عبر هذه الوسائط وعدم وجود هندسة تربوية تضمن عملية الاكتساب. النتيجة، عاجلاً أم آجلاً، ستظهر ضعفاً في مستوى التلامذة
مع فتح وزارة التربية مسارات مختلفة للتعليم عن بعد، في غياب التخطيط ووحدة المعايير، تُرك كلٌّ من مكوّنات الأسرة التربوية «يدبّر راسو بمعرفتو». نحو 60 في المئة من تلامذة المدارس الرسمية اختاروا - طوعاً أو قسراً - التعليم بواسطة «واتساب». 10 في المئة فقط من المعلمين في القطاع الرسمي البالغ عددهم نحو 40 ألفاً تلقّوا «تدريباً إلكترونياً»، فيما تنطبق مقولة «الشاطر بشطارتو» على بقية المعلمين الذين سعى بعضهم إلى التدرّب الذاتي على المنصات التعليمية التفاعلية («تيمز» و«زوم» وغيرهما)، و«هرب» قسم آخر إلى «واتساب»، إما لعدم إجادتهم استخدام هذه المنصات، أو لأنهم استسهلوا الوسيلة بسبب تجاوب الأهل الذين لا يريدون الالتزام بتعليم تزامني مباشر والبقاء إلى جانب أبنائهم في أوقات محددة. وبذلك، يمكن أن يعودوا إلى الرسائل والـ«فيديوهات» التي تُرسل عبر التطبيق في أيّ وقت.
في المقابل، كثر من الأهالي شكوا من كمية الـ«فويسات» والـ«فيديوهات» التي يتلقّونها يومياً من دون أي شرح للموضوعات والمفاهيم. إذ «بيبعتولنا 20 فويس بالنهار ونحنا بدنا نفرزها»، كما تقول إحدى الأمهات التي أصبحت مقتنعة بأن الاعتماد على أستاذ المدرسة وحده لم يعد يكفي لنجاح ابنها في البريفيه، ولا بد من الاستعانة بمدرّس خصوصي لإعادة شرح الدروس.
بعض المديرين يتحدثون عن «مشهد مخيف». إذ أن بعض التلامذة «لا يحضرون الصفوف وليس هناك أي تواصل بين المدرسة والأهل الذين لا يملكون أدنى فكرة عن تحصيل أبنائهم، إما بسبب ظروف معينة أو لاستخفافهم بالتعليم عن بعد». بحسب مدير متوسطة رسمية، الخلل الأساس «يكمن في تخبّط الإدارة التربوية في وزارة التربية والتناقض بين القرارات الارتجالية. فمن جهة يدعوننا إلى عدم إرهاق التلامذة، ومن جهة يفرضون علينا إعطاء 6 حصص تعليمية في اليوم ويسلبوننا سلطة محاسبة الأساتذة المنكفئين عن أداء واجباتهم». فيما «لم ينجح الرهان على انحسار موجة كورونا ولم توضع خطة ترميم لتعويض التلامذة ما فاتهم من الكفايات المفترض تحصيلها منذ العام الدراسي الماضي».
التلامذة «يُظلَمون في ظل معوقات كثيرة أمام التعلم عن بعد ولا سيما بالنسبة إلى التجهيزات والإنترنت والواقع الاقتصادي»، بحسب أستاذ الفلسفة في التعليم الثانوي الرسمي حسين غدار. صحيح أن «معظم الأساتذة يقومون بأفضل الممكن ضمن المتاح»، إلا أنه لا جدل حول الإنتاجية المحدودة للتعليم عن بعد، رغم أن هذه الإنتاجية تتفاوت بين مدرسة وأخرى ومرحلة عمرية وأخرى، بحسب رئيس اللجان النقابية في التعليم الأساسي الرسمي ركان الفقيه، لافتاً إلى عدم جواز «جلد الأستاذ الذي، كما التلميذ، يعمل في ظروف خانقة صحياً واقتصادياً وفي ظل نظام تربوي متخلّف». لكنه لا يستبعد أن «يتلكأ البعض في أداء واجباته، لكون الإدارة التربوية تركت الأستاذ لضميره، فالرقابة ضعيفة، والمتابعة من جهاز الإرشاد والتوجيه خجولة، في حين أنه ليست لهذا الجهاز صفة المحاسبة». أضف إلى ذلك أن «أزمة التعليم الأساسي الرسمي تكمن في عدم معالجة ملف المتعاقدين لجهة تثبيتهم وإعطائهم حقوقهم علماً أنهم يمثلون الجزء الأكبر من الجسم التعليمي في هذا القطاع».
للقطاع الخاص أيضاً مشاكله مع التعليم عن بعد. فالعودة إلى الصفوف في بداية العام الدراسي كشفت، بحسب عضو مجموعة «نقابيات ونقابيون بلا قيود» والتيار النقابي المستقل، مهى طوق، حجم الفجوة التعليمية بعد الترفيع الآلي للتلامذة العام الماضي. وفي التعليم الخاص، «يظهر واضحاً التفاوت واللاعدالة». ففي حين تؤمّن بعض المدارس الكبيرة 20 أو 40 جيغابايت للتلامذة لمتابعة التعليم «أونلاين»، لا يختلف حال التلامذة «الفقراء» في هذا القطاع عن تلامذة المدارس الرسمية. وفق طوق، «عاجلاً أم آجلاً ستظهر نتائج التخبط ضعفاً في مستوى التلامذة، في حين أنه كان ينتظر ابتداع خطة وطنية تقوم على التعاضد الاجتماعي من خلال السماح للأساتذة الذين يملكون كفاءات ومهارات إلكترونية في التعليم الرسمي والخاص بتدريب زملائهم في التعليم الرسمي والمدارس الخاصة في الأطراف، ولا سيما خلال الصيف الماضي وفي الفترات التي رُفع فيها الحجر». المسؤولية الثانية تقع، بحسب طوق، على بعض إدارات المدارس الخاصة التي لا تصغي إلى مشاكل الأساتذة في هذا التعليم، والهم الأساس بالنسبة إليها أن تظهر للأهل بأنها تدرّس أبناءهم لتبرير تحصيل الأقساط. وتؤكد أن الأستاذ غير قادر على تقييم التلميذ بطريقة عادلة وموضوعية من خلال الاختبارات «أونلاين» بسبب تدخّل الأهل مباشرة في المراحل الأساسية لمساعدة أبنائهم واختراع بعض الطلاب بغطاء من أهلهم أحياناً أدوات غش محترفة عصية على الاكتشاف ولا سيما في المراحل التعليمية العليا، مثل وصل الكمبيوتر بالتلفزيون وغيرها.
الحصة عن بعد لا يجب أن تتجاوز الـ 20 دقيقة بالحد الأقصى لضمان فعّالية الاكتساب
يذهب الباحث في التربية والفنون نعمه نعمه إلى أن «ما يحصل في المدارس حالياً ليس تعليماً عن بعد، إنما تمرير لوقت التلامذة وتبرير لدفع رواتب الأساتذة». إذ «ليست هناك معايير لقياس عملية الاكتساب، والملامة لا تقع على المعلمين الذين يقوم معظمهم بجهد استثنائي». ولفت إلى أن «الجميع يذهبون باتجاه تقييم أداة التعلم (واتساب، تيمز، غوغل كلاسروم، زوم...)، في حين أن المشكلة تكمن في الهندسة التعليمية ومدى تكيّف المضمون مع الأداة». فالحصة الدراسية، مثلاً، «لا يجب أن تتجاوز مبدئياً الـ 20 دقيقة منها 5 دقائق للتحاور مع التلامذة، وبعدها لا يمكن المباشرة بحصة قبل نصف ساعة يُجري خلالها التلميذ نشاطاً مختلفاً كلياً، لأنْ لا أحدَ من المربين والمشرفين على العملية التعليمية يأخذ في الحسبان الضجيج الناتج عن الوسائط التعليمية والذي يخفّض مستوى الاكتساب إلى النصف في أحسن الحالات، فكيف إذا كان مزاج المعلم سيئاً أو وضع التلميذ النفسي غير مستقرّ، عندها الاكتساب يمكن أن ينخفض إلى الصفر». لذلك، لا يتردّد نعمه في اقتراح أن «يرسل المعلمون توجيهات إلى الأهل حول كيفية تعليم أبنائهم وعدم إخضاع التلامذة لهذه التجربة القاسية»!
التّدريب غير إلزامي
رانيا غصوب، رئيسة مكتب الإعداد والتدريب في المركز التربوي للبحوث والإنماء، أقرّت بأن غياب إلزام المعلمين بالتدريب يقف عائقاً دون الوصول إلى العدد الأكبر من المتدرّبين بهدف تطوير كفاياتهم. وفي حال وُجدت الإلزامية، «فلا محاسبة من الجهات المعنية إذا تغيّب المعلمون عن التدريب». وأوضحت أنّ جائحة كورونا عدّلت في خطة التدريب السنوية الاعتيادية الّتي كانت تتضمن نحو 2000 دورة مختلفة وفقاً للمواد والصفوف والموضوعات، وذهب التفكير منذ حلول الجائحة باتجاه البحث عن احتياجات المعلمين في التعليم المدمج والتعليم عن بعد، ليتبين أن هناك ضرورة ليتمكّن المعلّم من مقاربة تحويل التعلم التقليدي إلى تعلم مدمج: أنواع التعلم المدمج، والمحتوى الإلكتروني والأدوات المستخدمة. لذا جرى تصميم ثلاثة مقرّرات تدريبية تفاعلية بحسب وتيرة المتدرب الذاتية، منها استخدام منصّة مايكروسوفت تيمز من أجل تعليم وتعلّم أفضل، منصّة المركز التّربوي: مبادرة التعلّم الرقمي التي تتناول المحتوى وملاءمته مع المنهج اللبناني وتصميم الدروس وتحضيرها للتعليم المدمج. وتقرّر، بحسب غصوب، أن تكون الدورات غير متزامنة مع متابعة آلية، أي إرساء التدرب الذاتي، بحيث إن المعلمين يستطيعون الاطّلاع على محتوى المقرّرات وتنفيذ الأنشطة التفاعلية والتقييمات الذاتية والمشاركة في منتديات المناقشة في الوقت الذي يجدونه مناسباً، فيما تستطيع الإدارة التربوية من خلال نظام إدارة التدريب معرفة من هم المعلمون الذين شاركوا في هذا التدريب وماذا حصّلوا منه. كما تمّ تطوير مقرّرات تدريبية متزامنة تتعلق بتقليص المناهج والدعم النفس - الاجتماعي. ورأت غصوب أن غياب الحوافز (إعطاء درجات وما شابه) يسمح بعزوف المعلمين عن المشاركة.
المركز التربوي نشر وجمعية أنا أقرأ الفيديو ال 4 حول كيفية تحسين العلاقة مع الأولاد والإستماع إليهم
وطنية - نشرالمركز التربوي للبحوث والإنماء الفيديو الرابع من ضمن سلسلة الفيديوهات القصيرة المتخصصة الهادفة إلى تعزيز برامج الدعم النفسي الاجتماعي الموجه للأهل وللمعلمين وللمتعلمين، خصوصا في ظل المرحلة الراهنة من الإقفال القسري الناتج عن تعاظم انتشار وباء كورونا.
وفي هذا الإطار أنتج المركز التربوي عبر قسم الخدمات النفسية والاجتماعية بالتعاون مع جمعية "أنا أقرأ" مجموعة أفلام تقدم الدعم النفسي والاجتماعي للأهل حول كيفية التعامل الإيجابي مع أبنائهم وتفعيل التواصل بين أفراد الأسرة وتعزيز النظرة الإيجابية والثقة بالنفس ، وترشد إلى كيفية تحقيق الأهداف والمثابرة لدى الأبناء.
وركز الفيديو الرابع في هذه المجموعة على كيفية تعزيز التواصل مع الأولاد والتأكيد على حاجتهم إلى التواصل مع الآخرين وخصوصا الأهل، وشددت الإرشادات على تحسين العلاقة معهم عبر التواصل اليومي المباشر ، من طريق تخصيص الوقت للحديث معهم والإستماع ىإليهم واللعب والضحك معهم ، واحتضانهم مرات عدة في اليوم تفوق العشر مرات ، مما يخفف من قلقهم وتوترهم ويجعلهم اكثر قدرة على التركيز والهدوء.
ودعا رئيس المركز التربوي بالتكليف جورج نهرا "الأهل والمعلمين وجميع المعنيين إلى متابعة الفيديو الرابع من سلسلة الفيديوهات المذكورة، وذلك عبر الضغط على الرابط الآتي: https://youtu.be/hjGRBjTINz8".
رابطة الثانوي أكدت الإضراب غدا وبعده وحذرت من تحركات متتالية
وطنية - أعلنت الهيئة الإدارية لرابطة أساتذة التعليم الثانوي في لبنان ببيان، أنها "عقدت اجتماعا طارئا عبر تطبيق زووم قيمت خلاله تصويت الأساتذة على الإضراب التحذيري، وناقشت نتائج الاستبيان التي أكدت التوصيات المرسلة لجهة تنفيذ الإضراب التحذيري الثلثاء والأربعاء، وصولا إلى الإضراب المفتوح".
وأكدت أن "ساعات حقوق الأساتذة لن تعود إلى الوراء، بل إلى الزمن الذي كان فيه أستاذ التعليم الثانوي سيدا عزيزا في بلده، ولن تكون حقوقه ومكتسباته شماعة تعلق عليها تبريرات فشل الدولة في إدارة شؤون الناس"، وقالت: "لن تقبل الرابطة بأن يكون الأساتذة والموظفون قربانا على مذبح إصلاحات البنك الدولي لاسترضائه، بينما ترتاح الأموال المنهوبة في طمأنينة بالبنوك السويسرية".
وإذ أشارت إلى أنه "لم يصدر عن معالي وزير المال ما يتلاقى مع مطالب المعترضين على إدراج هذه القوانين الظالمة ضمن بنود ميزانية 2021"، أكدت "الإضراب يوم غد وبعده على أن تتبع هذا التحرك تحركات تصاعدية متتالية، في حال كانت أجواء اللقاء الذي سيعقد غدا مع وزير المال سلبية لجهة سحب هذه البنود".
كما دعت "جميع الزملاء في كل النقابات واللجان الى رص الصفوف"، معتبرة أن "الوقت ليس وقت تشرذم ولا مهاترات"، وقالت: "نحن في أمس الحاجة إلى أن نكون يدا واحدة في مواجهة ما يحاك لنا من مؤامرات على حقوقنا".
رابطة معلمي الأساسي: مشروع الموازنة اعتداء على حقوق الوظيفة العامة
وطنية - دعت رابطة معلمي التعليم الأساسي الرسمي في لبنان إلى "التزام الإضراب يوم غد الثلاثاء 2 شباط 2021 الذي دعت إليه هيئة تنسيق القطاع العام".
وقالت في بيان اليوم: "ترى الهيئة الإدارية للرابطة أن الموازنة تؤسس لانهيار مؤسسات القطاع العام كافة، تمهيدا للتخلص منها نهائيا، واستبدالها بالتعاقد الوظيفي، وتطيح بما تبقى من الراتب التقاعدي.
لذا تطالب كما سائر القطاعات المتضررة، بسحب أو تعديل مشروع الموازنة وإعادة النظر فيه بحيث لا يمس بحقوق الموظفين في القطاع العام وسائر الفئات الوظيفية، وتدعو وتؤكد على جميع مديري المدارس الرسمية والمعلمين التزام الإضراب العام والشامل في المدارس الرسمية لدوام قبل الظهر وذلك يوم غد الثلاثاء، ووقف أشكال التعليم كافة".
وأعلنت الرابطة أن تحركاتها "ستكون تصاعدية ولن تقتصر على الإضراب بالتنسيق مع هيئة تنسيق القطاع العام دفاعا عن لقمة العيش وللحفاظ على القطاع العام".
لجنة متعاقدي المهني أيدت إضراب الرابطة غدا
وطنية - أعلنت لجنة الأساتذة المتعاقدين في التعليم المهني والتقني الرسمي في لبنان ببيان، تأييدها الإضراب الذي دعت له الرابطة غدا، وقالت في بيان: "دأبنا نحن لجنة الأساتذة المتعاقدين على متابعة كافة القرارات المتعلقة بالتعليم المهني والتقني، وانسجاما مع دورنا البناء، فإننا نقف دائما الى جانب حفظ الحقوق والدفاع عنها. وبناء لما كان قد طرح من قرارات تمس بالحقوق المكتسبة للقطاع العام وأساتذة التعليم المهني ضمنا، ولما لهذه القرارات من نتائج وخيمة ستؤدي إلى ضرب جوهر البنية التربوية وإلحاق الأذى والمهانة المعيشية للمعلم، لذلك ولكوننا جزءا لا يتجزأ من بنية التعليم المهني والتقني، فإننا نعلن تأييدنا وتضامننا مع موقف الرابطة الداعي للاضراب يوم غد الثلاثاء، والرافض لتلك القرارات المتجنية شكلا ومضمونا على الحقوق".
اللجنة الفاعلة: نلتزم باضرابنا ولا مجال لتعليقه ليومين
بوابة أكدت اللجنة الفاعلة للأساتذة المتعاقدين في التعليم الاساسي الرسمي، الإستمرار في إضرابها المعلن، مشددة على الالتزام به وعدم تعليقه ليومين، وجاء في بيان اللجنة:
عطفا على قرار الروابط بالاضراب يومي الثلاثاء والاربعاء الواقع فيه ٢ و٣ شباط الحالي، يهم اللجنة الفاعلة ان توضح الآتي:
أولا: نعلن اعتزاز الاساتذة المتعاقدين بكافة تسمياتهم بنجاح الاضراب اليوم، الذي حقق نسبة اقفال تتراوح بين ٧٠ و٩٥ % في المدارس الرسمية على كافة المناطق اللبنانية، رغم كل الضغوطات والتهدادات، مما يؤكد ان اضرابنا هو اضراب موقف عزة وكرامة، ويؤكد ان رهانهم على ضعف نفوسنا كان رهانا خاسراً.
ثانيا: ولو كنا مع عدم الالتزام باضراب الرابطة (لانه تصعيد مرتبط بمطالبها الخاصة كأساتذة ملاك) الذي لا يتضمن مطالب الاساتذة المتعاقدين بكافة تسمياتهم. ولكن، ذلك لا يعني ان نتابع التعليم يومي الاضراب للاثبات للرابطة اننا بتنا في مفترق طرق معها، لاننا نلتزم باضرابنا ولا مجال لتعليق الاضراب يومين لاثبات ذلك، فالمبدأ مبدأ.
ثالثا: بعد حصولنا على احتساب كامل عقدنا، حينها سنلتزم التعليم عند اعلان الرابطة لاي اضراب.
رابعا: ندعو الرابطة لاتخاذ موقف جامع لما فيه مصلحة الملاك والمتعاقدين لنكون حينها في مسار واحد عند خيار التعليم او الاضراب.
خامسا: نؤكد على رفض التهديدات التي تمارس على الاساتذة المتعاقدين للعودة عن الاضراب، مع الاحتفاظ بحقنا بوضع كل تسجيلات ورسائل من يمارسون هذه التهديدات بين يدي الرأي العام.
سادسا: يوم اضربت الرابطة ثلاثة اشهر حتى نيل السلسلة لم تهتم لمصلحة الطلاب، واليوم عليها باتباع نفس المعايير مع اضرابنا والا ستضع الرابطة نفسها كما المدراء بمواجهة مع غضب الاساتذة المتعاقدين الذين طفح الكيل بهم من هذه العشوائية والاستنسابية بمواقفهم.
سابعا: نحمل وزير التربية القاضي طارق المجذوب مسؤولية هذا التخبط في القطاع التربوي، وندعوه لاصدار قرار واضح باحتساب كامل العقد.
ثامنا: ندعو الاساتذة المتعاقدين بكافة تسمياتهم الى أخذ الحيطة والحذر من اي بيانات وتصريحات تصلهم بهدف التضليل.
بناء على ما تقدم، تعلن اللجنة الفاعلة الممثلة برئيستها الاستاذة نسرين شاهين الاستمرار بالاضراب المفتوح حتى احتساب كامل العقود للاساتذة المتعاقدين بكافة تسمياتهم.
إشراقية: تقليص ساعات التدريس الاساتذة المتعاقدين غبن في حق هذه الشريحة
وطنية - رأى رئيس "حركة شباب لبنان المستقل" المحامي رامي إشراقية في بيان، أنه "مع كل أزمة يشهدها لبنان عموما والقطاع التربوي خصوصا، تعود قضية الأساتذة المتعاقدين في التعليم الرسمي الى الواجهة، فهؤلاء بالرغم من الاجحاف والظلم والغبن الذي لحق بهم على مرور أعوام، حيث كانت أبسط حقوقهم مهدورة ومسلوبة من طبابة وضمان اجتماعي واستقرار معنوي، حملوا الأمانة بكل إخلاص وحافظوا على مستوى رفيع للتعليم الرسمي".
واعتبر أن "المتعاقدين لم يسلموا من التداعيات السلبية لوباء كورونا وإقفال المدارس والتوجه الى التعليم عن بعد، ليأتي القرار الصادر عن وزير التربية الهادف الى تقليص ساعات التدريس ليزيد الغبن غبنا في حق هذه الشريحة الواسعة من مجتمعنا".
وأشار إلى أن "واجبنا تجاه هذه الفئة التي تلعب دورا رياديا ومسؤولا في إعداد مجتمعنا، أن نقف إلى جانبها وندعمها بكل قوتنا لتحصيل حقوقها المشروعة".
بهية بعلبكي تقدم مطالعة بعدم جواز ملاحقة من يشارك بالإضراب
بوابة التربية: قدمت النقابية بهية بعلبكي، مطالعة في عدم جواز ملاحقة الأساتذة والمعلمين في القطاع العام والذين يشاركون في الإضراب، وجاء في المطالعة:
وكأنه لا يكفينا الانهيار الاقتصادي والتستر على مجرمي المرفأ وسرقة ودائعنا في المصارف واللعب بسعر الدولار وانهيار القيمة الشرائية للرواتب والأجور والمعاشات التقاعدية حتى سمعنا اليوم أن التفتيش التربوي والمديرين يهددون المعلمين المضربين بالويل والثبور وعظائم الأمور. تساندهم في ذلك روابط تتنازل شيئا فشيئا عن كل المكتسبات والحقوق.
إن قضية الحريات النقابية خطر داهم يواجه لبنان اليوم بمحاولة قوى السلطة تعطيل مبرر قيامه: أي تعطيل الحرية بكل أبعادها. ويبدو المجتمع اللبناني متجهًا إلى نمط الانظمة الاستبدادية في محاولة كمّ الأفواه ومنع اللبنانيين من أن يقولوا “آخ”!
ويرتكز الإرهاب الفكري على المادة 15 من قانون الموظفين في لبنان رقم 112 عام 1959. ومن يقرأ هذا القانون يجد الكثير من المحظورات والممنوعات الموروثة عن قانون عثماني حول حظر الجمعيات سنة 1909: وتحدد الاعمال المحظورة:
“يحظر على الموظف ان يقوم بأي عمل تمنعه القوانين والانظمة النافذة, وبصورة خاصة:
ان يشتغل بالامور السياسية او ينضم الى الاحزاب السياسية او يحمل اشارة حزب ما (الأحزاب ألغت هذا البند لتعارضه مع الزبائنية)
ان ينضم الى المنظمات او النقابات المهنية.
ان يضرب عن العمل او يحرض غيره على الاضراب.
ان ينظم او يحرض على تنظيم العرائض الجماعية المتعلقة بالوظيفة او يشترك في تنظيمها مهما كانت الاسباب والدوافع”.
الرد القانوني:
إن الحق فى الإضراب يستند إلى الإتفاقية الدولية للحقوق الإقتصادية والإجتماعية التى تنص فى مادتها الثامنة بأن (تتعهد الدول الأطراف فى الإتفاقية الحالية بأن تكفل الحق فى الإضراب على أن يمارس طبقًا لقوانين القطر المختص) مما يبيح تلقائيًا ممارسة هذا الحق.
ان إضراب المعلمين هو اضراب مشروع: يعتبر الاضراب مشـــروعًا وقانـونيـــًا إذا كانـت غـاياته الحـصـول على مطالب مشروعة أو الدفاع عن مصالح المهنة. بشرط موضوعي ان تــكون غــايــة الاضراب مهنية، وكذلك يجب أن يكون الاضراب ناشئًا عن نزاع عمل جماعي.
ان اضرابهم هو جماعي: لا يستلزم ذلك أن ينقطع كل المعلمين ولا أغلبهم عن العمل، ولا أن يصدر به قرار من نقابتهم، بل يكفي أن ينقطع نفر منهم عن العمل ولو كانوا أقلية.
أما حول الحد الأدنى من عدد العمال المتوقفين عن العمل الذي يصح اعطاؤه وصف الاضراب، فقد اعتبرت محكمة التمييز الفرنسية سنة 1951 ان توقّف أجيرين عن العمل يشكل اضرابًا. واعتبر الفقه اللبناني ان مفهوم الجماعة يتـجــاوز أجيرين اثنين.
ان الحق في الإضراب هو حق دستوري ويتفرّع عن حق التعبير وعن حق ابداء الرأي المكفولين في الدستور اللبناني.
ان هذا الحق مصان ايضًا بموجب الاتفاقيات الدولية التي انضم اليها لبنان والتي باتت جزءًا من قانونه الوضعي.اذ لا نص في قانون العقوبات يجرّم الإضراب، ولا جريمة ولا ملاحقة من دون نص.
ان الإضراب يدخل في صلب الممارسة النقابية، وهو احدى الوسائل المشروعة المتاحة
ان المادة 15 من قانون الموظفين غير قانونية. لماذا؟
لقد كرّس الدستور اللبناني الحق في الإضراب (وإن لم يسمّه مباشرة) تحت عنوان حرية إبداء الرأي، وذلك في ثلاثة مواقع على الأقل:
-في الفقرة “ج” من مقدمة الدستور، حيث ورد أن “لبنان جمهورية ديموقراطية برلمانية، تقوم على احترام الحريات العامة، وفي طليعتها حرية الرأي والمعتقد”.
-في المادة 13 منه، حيث ورد أن “حرية إبداء الرأي، قولًا وكتابة، وحرية الاجتماع وحرية تأليف الجمعيات، كلها مكفولة ضمن دائرة القانون”.
في المادة 8 منه ايضًا، وقد نصّت على أن “الحرية الشخصية مصونة وفي حمى القانون، ولا يمكن أن يقبض على أحد أو يحبس إلاّ وفاقًا لأحكام القانون، ولا يمكن تحديد جرم أو تعيين عقوبة إلا بمقتضى القانون”. والقانون لا يجرّم الإضراب، ولا جرم من دون نص (وبالتالي لا ملاحقة).
وحيث إن مقدمة الدستور تذكّر في الفقرة “ب” منها بأن لبنان ملتزم مواثيق الأمم المتحدة والإعلان العالمي لحقوق الإنسان، وبما أن لبنان قد انضم عام 1972 الى العهد الخاص بالحقوق المدنية والسياسية الصادر عام 1966، فإنه من المفيد التذكير بأن المادة 8 من العهد المذكور قد نصّت حرفيًا على ما يلي:
“تتعهد الدول الأطراف في هذا العهد بكفالة ما يلي:
(د) حق الإضراب، شريطة ممارسته وفقًا لقوانين البلد المعني”.
يُذكر في السياق، أن المادة 10 من الاتفاقية العربية رقم 8 الصادرة عام 1966 قد نصّت حرفيًا على أن “للعمال حق الإضراب للدفاع عن مصالحهم الاجتماعية والاقتصادية بعد استنفاد طرق التفاوض القانونية لتحقيق هذه المصالح”. كما أن المادة 31 من الميثاق الاجتماعي الأوروبي الصادر عام 1961 قد أجازت صراحة حق الإضراب. وعلى سبيل الاستفاضة في المقارنة، فقد كفلت الفقرة 7 من مقدمة الدستور الفرنسي حق الإضراب بصورة صريحة.
خلاصة القول:
لقد كرس الدستور اللبناني “احترام الحريات العامة وفي طليعتها حرية الرأي والمعتقد” كما أكد “حرية ابداء الرأي قولًا وكتابة وحرية الطباعة وحرية الاجتماع وحرية تأليف الجمعيات….” كما أكدت مقدمة الدستور الالتزام بالاعلان العالمي لحقوق الانسان. هكذا يكون الدستور اللبناني قد كرس الحريات النقابية من خلال التزامه الاعلان العالمي لحقوق الانسان. كما ان لبنان هو عضو منتسب الى منظمة العمل الدولية وقد وقع عل اتفاقية حق التنظيم النقابي والمفاوضة الجماعية (أقرت في منظمة العمل الدولية في 1 تموز 1949). وهذه الحرية النقابية مكرسة للعاملين في القطاعين العام والخاص. ذلك ان من المبادئ القانونية الاولية أنه اذا تعارض نص قانوني مع اتفاقية دولية او مع نص دستوري ،فإن الاتفاقية تتقدم على القانون، والدستور يتقدم على الاثنين معًا. وعليه يمكن القول ان حق المعلمين يالإضراب ولو بعيدا عن روابطهم هو مبدأ دستوري في لبنان لا تجوز مخالفته.
تظاهرة طالبية في زحلة رفضا لقرار زيادة ساعات التعليم عن بعد
وطنية - زحلة - إنطلقت تظاهرة طالبية من بلدة تعلبايا، سيرا على الأقدام باتجاه المنطقة التربوية الكائنة عند بولفار زحلة، رفضا لقرار وزير التربية في حكومة تصريف الأعمال الدكتور طارق المجذوب، بزيادة ساعات التعليم عن بعد الى سبع ساعات في اليوم وستة ايام في الأسبوع، في ظل انتشار أمني كثيف.
التحالف الاجتماعيّ يؤكد وقوفه مع جميع الموظفين والمعلمين
بوابة التربية: عقدت لجنة المتابعة للتحالف الاجتماعيّ من أجل المواطنة والعدالة الاجتماعيّة اجتماعًا توقفت فيه أمام ما يعانيه البلد من انهيار شامل على مختلف الصعد السياسية والاقتصادية والاجتماعيّة، حيث باتت الغالبية العظمى من اللبنانيين تعاني من أوضاع معيشية وحياتية وصحية كارثية، كنتيجة للسياسات المالية والاقتصادية لمنظومة الفساد الحاكمة وحكوماتها المتعاقبة المسؤولة عن هذا الانهيار المؤدّي بتفاقمه الى الفوضى والانفجار الاجتماعيّ الشامل.
وأكد التحالف الوقوف صفًا واحدًا مع جميع موظفي القطاع العام من مدنيين وعسكريين وأساتذة ومعلمين ومتقاعدين ومتعاقدين وعلى المشاركة الفعّالة في كل تحركاتهم رفضًا لما جاء في مشروع موازنة 2021 من بنود مشبوهة تستهدف التعدي على حقوقهم المكتسبة، وعلى تقديماتهم الصحية والاجتماعيّة، وعلى ضرب نظام التقاعد وإلغاء الوظيفة العامة وإحلال التعاقد الوظيفي مكانها تنفيذًا لإملاءات صندوق النقد الدولي وشروطه ، ومقررات مؤتمر سيدر وغيره. كما يدعو التحالف كل مكوناته إلى المشاركة الفعّالة في تحركاتهم ويؤيد دعوتهم لإعلان الإضراب المفتوح من أجل إسقاط هذه البنود ولتصحيح رواتبهم وأجورهم التي خسرت اكثر من 80٪ من قيمتها..
الجامعة اللبنانية:
تعليق نشاطات مركز الابحاث في معهد العلوم الاجتماعية التزاما بقرار الاضراب لربطة الاساتذة المتفرغين
وطنية - اعلن رئيس مركز الابحاث في معهد العلوم الاجتماعية حسين ابو رضا في بيان عن تعليق نشاطات المركز التزاما بدعوة الهيئة التنفيذية لرابطة الأساتذة المتفرغين في الجامعة اللبنانية إلى الإضراب لمدة أسبوع بين 1 و7 شباط 2021، لأسباب تتعلق بحقوق الأساتذة من مشروع الموازنة العامة للعام 2021".
اضاف البيان :" وعطفا على قرار عمادة معهد العلوم الاجتماعية مذكرة رقم 2/2021 الداعية إلى توقف جميع النشاطات الأكاديمية واللقاءات وورشات العمل في معهد العلوم الاجتماعية بفروعه كافة طيلة فترة الإضراب المذكورة، وبناء على الالتزام التام بمضمون المذكرة، تتوقف الأنشطة المقررة في مركز أبحاث معهد العلوم الاجتماعية في الجامعة اللبنانية خلال أسبوع، طيلة الفترة المذكورة، على أن يعاود المركز نشاطاته وفق برنامج يعلن عنه لاحقا".
متعاقدو اللبنانية: الإضراب التحذيري لأسبوع هو بداية التصعيد
وطنية - علق الأساتذة المتعاقدون في الجامعة اللبنانية على الإضراب التحذيري للأساتذة المتعاقدين بالساعة في الجامعة والذي يستمر أسبوعا، وقالوا في بيان اليوم: "يهم الاساتذة المتعاقدين تأكيد ما يلي:
-ضرورة إخراج ملف التفرغ من أدراج وزارة التربية وإعادته هذا الأسبوع إلى الجامعة بهدف استكماله من قبل رئيس الجامعة بإضافة أسماء جميع الزملاء المستحقين للتفرغ لتاريخه.
-منعا لانهيار الجامعة الوطنية وحماية لمصلحة الطلاب، على رئيس الجامعة ووزير التربية والتعليم العالي ايجاد حل استثنائي يؤمن إقرار ملف التفرغ فور استكماله".
وختموا: "إن حراك متعاقدي اللبنانية لن يتوقف قبل إنجاز وإقرار ملف التفرغ وسيلجأ الأساتذة الى استعمال كل وسائل الضغط المتاحة وصولا إلى الاضراب المفتوح في حال استمر المسؤولون باتباع سياسة اللامبالاة بقضيتهم".
الشباب:
طلاب «الأميركية»: الأقساط عبر كاتب العدل
فاتن الحاج ــ الاخبار ــ بعدما استنفدت القوى والنوادي الطلابية اليسارية والعلمانية في الجامعة الأميركية في بيروت سبل التفاوض مع إدارة الجامعة لثنيها عن قرارها فرض دفع الأقساط لفصل الربيع وفق سعر المنصة الإلكترونية (3900 ليرة مقابل الدولار)، يتجه بعض الطلاب الى سلوك مسار قضائي يقضي بإيداع الأقساط لدى كاتب العدل وفق سعر الصرف الرسمي (1515 ليرة مقابل الدولار)، بما أن القسط محدد بالدولار الأميركي، وذلك قبيل نفاد مهلة التسجيل التي مدّدت حتى 19 الجاري بسبب الأوضاع الصحية والإقفال العام.
الخطوة تنسق مع مجموعة من المحامين الذين تطوّعوا لتبنّي معركة الأقساط في الجامعة. وأوضح المحامي الشريف سليمان أن عدداً من الطلاب سيتقدمون بصفتهم الشخصية بـ«عرض وإيداع»، بالأقساط وفق السعر الرسمي الوحيد، والذي ينشأ عنه تبليغ لإدارة الجامعة بواسطة مباشر من المحكمة، ويحق للإدارة قبوله وبالتالي استيفاء القسط من كاتب العدل أو الاعتراض عليه. وإذا اعترضت ترفع دعوى «إثبات عرض وإيداع». أما في حال اتخاذ أي قرارات تعسفية مثل الفصل من التعلم عن بعد أو ما شابه، بحق الطلاب المعترضين، فتقدم شكوى إلى القضاء المستعجل لإلزام الجامعة بالرجوع عن هذه القرارات تحت طائلة غرامة إكراهية، لكون ما يحصل بين الطرفين هو اختلاف في وجهات النظر وليس اعتداءً من الطلاب على الجامعة أو إقداماً على مخاصمتها. وقال إن الطلاب احتكموا إلى القانون والقضاء لكونهم حريصين على جامعتهم ومستواها وصدقيتها.
علي نجدي، طالب رياضيات، وأحد الذين سيتقدمون بالإيداع، قال «إننا لجأنا إلى هذا الخيار بعدما حال الإقفال العام دون استكمال التظاهرات على مداخل الجامعة، وبعدما أوصدت الإدارة أبوابها أمام نقاش دولرة الأقساط»، مشيراً إلى أن زيادة المساعدات المالية بنسبة 20 أو 30 في المئة لعدد من الطلاب، لا يمكن أن تمنع المخاطر التي سبّبتها زيادة الأقساط بنسبة 160 في المئة. وأكد «أننا جاهزون للتعاطي مع أي ردّ فعل يأتي من الجامعة».
طلاب الجامعة اللبنانية يتعاونون مع "غوغل"
"النهار" ــ ابراهيم مخزوم ــ تشكّل الأندية الطالبية في الجامعات عامل قوة في المجتمعات حول العالم، وهي مثال عن الفئة الشبابية في الوطن وطموحاتها للمستقبل. هذه الأندية بدأت بالتطور في السنوات الأخيرة في لبنان لتصبح عموداً فقرياً لرؤية الشباب المستقبلية التي تبتعد كل البعد عن الواقع الأليم الّذي نعيشه في وطننا اليوم.
لطالما كان #الشباب اللبناني مندفعاً للنجاح ومواكبة التطوّر، وفي عالم ال#تكنولوجيا، الآفاق واسعة جداً والإمكانات ضئيلة لدينا، ويشكّل نادي الطلبة #المطوّرين في #الجامعة اللبنانية بادرة أمل لغدٍ أفضل في المجال. فما هو هذا النادي؟ ما الهدف منه؟ وكيف يمكننا تطوير إمكاناته؟
نشأ نادي الطلبة المطوّرين في كلية العلوم-الفرع الأول في الجامعة اللبنانية تحت إطار برنامج "Developers Student Club-DSC" من شركة غوغل العالمية في كانون الأول 2019. هذا النادي كان الأول من نوعه في لبنان وبدأ كفكرة بين مجموعة طلّاب صغيرة وجدت سوق العمل في المجالات التكنولوجية مختلفاً جداّ عما يتعلمونه في الجامعة وسرعان ما شُكّلت أندية شبيهة له في عدد من الجامعات الخاصة.
"يهدف النادي إلى تقليص الفجوة بين متطلبات سوق العمل في المجال التكنولوجي وبين ما يكتسبه الطالب في الجامعة فعلياً"، يقول هادي شاهين، أحد مؤسسي النادي في لبنان، مضيفاً: "حاولنا أن نقوم بمبادرة لتغيير واقع القطاع ونرفع من قدراتنا في المجال وندخل سوق العمل العالمي".
ويضيف شاهين في حديثه لـ "النّهار" بأنّ النادي يساعد في تجهيز الطلّاب لسوق العمل ويغطي جزءاً من الخلل في المناهج الدراسية التي أهملت الجانب التطبيقي من العملية التعليمية.
وسعياً منه لتحقيق هذا الهدف، يجري النادي بنشاطاتٍ عدّة فاق عدد المشاركين فيها المئة، آخرها نشاط أُقيم عن بعد يوم الجمعة الفائت بعنوان "إبدأ مشوارك كمطوّر ناجح"، وسبق أن أقام النادي ورشات عمل لتعليم تقنيات منها "جام ستاك" و "دجانغو" ويمكن الاطلّاع على النشاطات القادمة من خلال صفحة النادي في فايسبوك "DSC LEB".
أمّا عن الارتباط بشركة "غوغل"، فيؤكد عبد الرحمن مصري عتّال، المسؤول التنفيذي في "DSC-LU" بأنّ مركز الشركة في دبي يبقى على تواصل معهم ويقدم لهم النصائح والمقترحات للنشاطات المقبلة إلّا أنّ ذلك لا يتعارض مع استقلاليتهم وإقامة النشاطات التي يرونها مناسبة نظراً إلى الرؤية المشتركة مع الشركة الأميركية العملاقة.
ويشير عتّال، الّذي لعب دوراً في تأسيس النادي، إلى أنّ "غوغل" تهتم بمدى التفاعل مع نشاطات النادي في لبنان، وتركّز خصيصاً على مشاركة النساء في المجال التكنولوجي بعد إطلاق برنامج "Women Techmakers Google" حول العالم.
هذا وتوفر "غوغل" بعض خدماتها مجاناً للنادي في حال تم الطلب لتسهيل أيّ من النشاطات، ويؤكد المعنيون بأنّ الموارد البشرية متوافرة وأغلب العاملين في المجال في لبنان "متعاونون للغاية" ويشاركون في الندوات والنشاطات من دون مقابل.
عالم التكنولوجيا اليوم خدمة محترفة يستطيع أن يقدمها الشباب اللبناني على أكمل وجه إذا ساهمنا في تطوير إمكانياته، والسبيل لهذا الهدف يبدأ بتعديل سياسة الدولة والجامعات في لبنان لتصبح أكثر تقديراً للخبرة العملية في المجال عوضاً من الإكتفاء بالجانب النظري.
الموقع الّذي أنشأته الدولة مؤخراً لتقديم طلبات التلقيح لفايروس كورونا مشروع عملي كان من الممكن أن يدخل ضمن الجانب التطبيقي لسياسة تعليمية ناجحة بمساعدة مطوّر محترف بحسب شاهين الّذي يرى بأنّ "الطلاّب سلعة تصديرية في لبنان، ونريد أن نغيّر ذلك الواقع ونجعل الفرد منتجاً في المجتمع اللبناني".
إذاً، تطوير إمكانيات هذه النوادي يبدأ من تغيير النظرة العامة لها، وخلق الفرص لتكون فاعلة في نمط حياتنا اليومي من أبسط المتطلبات إلى أكثرها تعقيداً.
نوادي الطلبة في لبنان تجسد واقع بلد يؤمن به شبابه رغم قلّة ما يُقدمه لهم، يحاولون تطويره في حين يدمرهم، ويسعون لإنقاذه، غافلين عن فرضية غرقهم معه. الشباب اللبناني فرصة لوطن أفضل، ألم يحن الوقت لنؤمن بهم ونعوّل على قدراتهم؟
التعليم الخاص:
الأستاذ الخصوصي «شرط» النجاح: التعليم للميسورين فقط!
زينب حمود ــ لم يعد التعليم الخصوصي ترفاً كما قبل جائحة كورونا، بل «حاجة ملحّة» بالنسبة إلى كثير من الأهالي ممن يواجهون صعوبات تعليمية وتقنية في تدريس أولادهم مع التحول إلى التعليم عن بعد. وهي صعوبات أدّت بالبعض إلى الإحجام عن تسجيل أبنائهم في المدرسة هذا العام لعدم قدرتهم على مواكبتهم بأنفسهم، وعجزهم عن تسديد تكاليف التعليم الخصوصي في آن. هكذا، استسلمت سمر خير لفكرة إبقاء أبنائها بلا تحصيل، في انتظار زوال الوباء والعودة إلى الصفوف، لتجنّب تكرار تجربة العام الدراسي الماضي «الفاشلة» مع التعليم «أونلاين».
تلامذة الروضات والحلقة الأولى من التعليم الأساسي بدوا الأكثر حاجة إلى الدروس الخصوصية. لم تتردّد خديجة عطوي، مثلاً، في اعتماد هذا الخيار، للاطمئنان إلى اجتياز ابنتها «مرحلة التأسيس» بنجاح حتى لو كلّف الأمر «قطع اللقمة عن الفم».
ولأن تعليم الصغار يتطلّب مهارة خاصّة، لم تستطِع مدرّسة اللغة الإنكليزية للمرحلة المتوسطة، ميساء بركات، أن تكون معلمة لابنتيها في الأول والثاني أساسي، لذا استعانت بمعلمة خصوصية لديها «أسلوب مناسب في تدريسهما».
كلفة التعليم الخصوصي يحدّدها الأستاذ بالتوافق مع أولياء الأمور، وتراوح بين 200 ألف ليرة و500 ألف شهرياً، بحسب المؤهّلات التي يملكها الأستاذ وخبرته في التعليم من جهة، والصفوف التي يدرّسها من جهة ثانية. فكلّما كان الصف أعلى، كلما كانت كلفة التدريس أكبر. وفي بعض الأحيان، يعرض أهالٍ على الأستاذ أجراً مرتفعاً مقابل جهد إضافي. فماجدة الموسوي تدفع مليون ليرة شهرياً لمعلمة خصوصية لاقتناعها بأن توفير الراحة النفسية لها سينعكس حتماً على جودة تعليم أبنائها.
هذه الكلفة المستجدة تُضاف إلى الأقساط المدرسية واشتراك الكهرباء والإنترنت اللذين يفرضهما التعليم «أونلاين»، تشكل عبئاً مادياً ثقيلاً على الأهالي، كبركات التي تؤمّن بشق النفس 400 ألف ليرة شهرياً لمعلمة خصوصية، «لكن ذلك يبقى أفضل من أن أدفعها لقاء أدوية أعصاب». إذ أن عدم القدرة على الاستعانة بأستاذ خصوصي يدفع الأم إلى توظيف كل مهاراتها وبذل أقصى جهودها لتدريس أولادها وهو ما يسبّب لها ضغوطات نفسية ويخلق جوّاً من التوتر في البيت.
البعض لم يسجّلوا أبناءهم في المدارس للعجز عن دفع كلفة التعليم الخصوصي
ثقافة «إلزامية» التعليم الخصوصي تزامنت مع أزمة اقتصادية خانقة يعيشها اللبنانيون. فظهرت فروقات اجتماعية وتعليمية واضحة بين التلامذة. ويعود ذلك إلى عدم معرفة بعض أولياء الأمور بتقنيات التواصل الحديثة واكتفاء بعض المدارس بتسجيل المواد التعليمية وإرسالها إلى التلامذة على شكل ملفات و«فيديوهات» بلا أيّ شرح. وبحسب الاختصاصية في الإدارة التربوية فاطمة نصر الله، ستواجه إدارات المدارس، بعد زوال الوباء، صعوبة في تقييم التلامذة لقياس الأهداف التي اكتسبها كل تلميذ طوال فترة التعليم عن بعد.
تحريض إسرائيلي ضد مناهج "الأونروا".. كندا وأستراليا تحققان
عربي21 ـ تواصل حكومة الاحتلال الإسرائيلي التحريض ضد المناهج المدرسية لوكالة غوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين "الأونروا"، بزعم احتوائها على مواد "تحريضية".
وفي هذا السياق، كشف الكاتب الإسرائيلي إيتمار آيخنر، في مقاله بصحيفة "يديعوت أحرونوت"، أن "كندا بدأت تحقيقا رسميا حول ما قالت إنها محتويات تحريضية في الكتب المدرسية التابعة لوكالة غوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين-الأونروا، بعد أسبوع واحد فقط من بدء أستراليا تحقيقا مماثلا، فيما أكدت بريطانيا هذا التحريض، وأثارت القضية مع الأونروا"، حسب زعمه.
وأشار آيخنر إلى أنه "منذ حوالي أسبوعين، نشر المعهد الإسرائيلي للبحوث والسياسات، الذي يبحث في الكتب المدرسية، ويحللها في جميع أنحاء العالم، تقريرا حول الموضوع، نُشرت نتائجه لأول مرة، وهي مواد دراسية خاصة بالأونروا تم إنتاجها خلال وباء كورونا، ووزعت على أكثر من 300 ألف طالب، تتضمن محتويات كالكراهية، والتحريض على العنف، وتمجيد منفذي العمليات المسلحة، ومحو إسرائيل من الخرائط"، حسب زعمه.
وأوضح أن "وزيرة التنمية الدولية الكندية، كارينا غولد، أعلنت أن كبار المسؤولين الكنديين يحققون في كيفية إنتاج الأونروا للكتب المدرسية التي تروج تلك المفاهيم، مشيرا إلى أن كندا تعد مساهما كبيرا في ميزانية الأونروا، حيث زادت مساهمتها إلى 20 مليون دولار في 2020 مقارنة بـ14 مليون دولار في 2019.
ولفت آيخنر إلى أن هذا هو التحقيق الرسمي الثاني ضد الأونروا، بعد أن أعلنت الحكومة الأسترالية أنها فتحت تحقيقها الخاص في الأمر الأسبوع الماضي، في حين أن وزير شؤون الشرق الأوسط، البريطاني جيمس كالفيرلي، أكد أن المملكة أثارت هذه القضية مع الأونروا، ردا على سؤال برلماني من النائب روبرت هافون من حزب رئيس الوزراء بوريس جونسون".
وكشف أن "الأونروا حذفت هذا الأسبوع من موقعها الرسمي على الإنترنت بعض هذه المحتويات، وعلقت وصول الجمهور إلى موادها الدراسية التي كانت متاحة على الإنترنت، ومنع فحص المواد الإضافية، وقالت إنه سيتم الآن نقل المواد إلى منصة آمنة".
مدير عام المعهد الإسرائيلي للبحوث والسياسات، ماركوس شيف، زعم قائلا إنه "بالنظر إلى نتائج بحثنا، فإن جميع البلدان الحالية التي تتبرع للأونروا، وتلك التي تفكر بتمويلها في المستقبل، لها الحق في إجراء مراجعة مستقلة للمواد الدراسية، ومنع استخدام هذه الأموال لبث المفاهيم التحريضية"، حسب زعمه.
WP: السعودية حذفت المحتوى "البغيض" من مناهجها المدرسية
عربي21 ــ قالت صحيفة "واشنطن بوست"، إن السعودية حذفت بصورة "بطيئة وتدريجية" المحتوى "البغيض والمرفوض" من مناهجها المدرسية، لكن هناك مخاوف من استمرار بعض الموضوعات التي لم تحذف.
وأوضحت الصحيفة أن "التنقيحات التي أجرتها الرياض على مناهج المدارس هامة"، وجاءت على خليفة انتقادات حادة تتعلق بـ"معاداة السامية، وخضوع النساء للرجال، والأديان".
ولفتت إلى أن عملية الحذف اشتملت على مواضيع تتعلق بالإعدام للمنخرطين في علاقات جنسية مثلية، وأمور تتعلق بـ"الشهادة في سبيل الله، والجهاد ذروة الإسلام".
ومن الأحاديث التي طالها الحذف حديث للنبي صلى الله عليه وسـلم، في كتاب الصف العاشر، يتعلق بـ"قتال اليهود قبل يوم القيامة".
وأشارت الصحيفة إلى وجود "مخاوف لا تزال قائمة بشأن معلومات لم يتم حذفها، بما يتضمن قصة صبي يهودي نجا من جهنم بسبب تحوله للإسلام".
ونقلت الصحيفة عن مدير الشؤون الدولية في رابطة مكافحة التشهير بواشنطن، ديفيد واينبيرغ، قوله إن "بعض الفقرات الأكثر شيطنة عن المسيحيين وعن اليهود وعن المسلمين الشيعة تمت إزالتها أو تخفيف حدتها في بعض المواقع".
ولفت واينبيرغ إلى أن الكتب "لم تعد تؤيد الإعدام للمثليين ومن يتهمون بالردة والشعوذة والزنا".
وأشار إلى أنه "لا يزال هناك تركيز كبير على العداوة مع إسرائيل والصهيونية"، وأن خرائط الكتب المدرسية "لا تشمل إسرائيل".
وانتقدت الولايات المتحدة مرارا مناهج التدريس في السعودية، لاسيما بعد هجمات 11 سبتمبر 2001، التي شارك فيها سعوديون.
بدوره، أكد تقرير لمعهد مراقبة السلام والتسامح الثقافي في التعليم المدرسي، في كانون الثاني/ ديسمبر، إلغاء السعودية "للمرة الأولى" نصوصا "تشجع على الكراهية تجاه الأديان الأخرى من كتبها المدرسية".
التعلم عن بعد يزيد عمالة الأطفال بالأردن.. ومخاوف حقوقية
عربي21 ــ في قلب العاصمة عمان، يقف الطفل علي، ابن الثالثة عشرة، بجانب والده صاحب محل للمشروبات الساخنة، يساعده في نقل الطلبات إلى الزبائن في مركباتهم، رغم برودة الطقس وخطر التعرض لحوادث الدهس.
"مفيش مدرسة".. هكذا ينظر علي الذي يدرس في مدرسة حكومية شرق عمان إلى التعليم عن بعد الذي اعتمدته السلطات الأردنية منذ آذار العام الماضي، ضمن الإجراءات الاحترازية في ظل جائحة كورونا.
ومنذ بداية الجائحة ولا يفارق علي والده في مكان عمله، ويفتخر الأب بوجوده معه بالقول: "أحسن ما يضل بالشوارع يطلع له قرشين".
علي ليس الطفل الوحيد الذي ينظر إلى التعلم عن بعد على هذا النحو، فحسب أرقام، هنالك ما يقارب 100 ألف طالب لا يدخلون على منصة "درسك المخصصة للتعليم من أصل 2 مليون طالب أردني.
تحذيرات من تفاقم الظاهرة
هذا البعد عن التعليم دفع مؤسسات مجتمع مدني للتحذير من تفاقم عمالة الأطفال التي يجرمها القانون الأردني، وحسب ورقة بحثية للمرصد العمالي الأردني التابع لمركز الفينيق للدراسات "لا يوجد دراسات جديدة تظهر تأثيرات جائحة كورونا على عمل الأطفال، وكانت آخر مؤشرات إحصائية رسمية صدرت في عام 2016 تفيد بأن هنالك ما يقارب 70 الف طفل في سوق العمل ينطبق عليهم وصف عمل الأطفال، وبشكل مخالف لجميع المعايير الأردنية والدولية، منهم 45 ألفا يعملون في مهن خطرة، وفقا لإحصائيات عام 2016".
وبينت الورقة أن الأطفال العاملين يتعرضون لسوء المعاملة والاعتداءات النفسية والجسدية والاعتداءات الجنسية أثناء عملهم، كذلك فإن العاملين منهم في المهن الصعبة يتعرضون للعديد من إصابات العمل التي يمكن أن تسبب لهم بعض الإعاقات، إضافة إلى أنها تترك لديهم الإحساس بالظلم، الأمر الذي يدفع العديد من الأطفال إلى الانحراف والتمرد على القوانين.
وحسب أحمد عوض، مدير المرصد العمالي، "اتسعت رقعة عمالة الأطفال في الأردن بسبب جائحة كورونا والتشدد في تطبيق التعلم عن بعد".
يقول لـ"عربي21"، "الأطفال العاملون ينتمون إلى أسر فقيرة، تدفعهم حاجتهم لإخراج أطفالهم من مقاعد الدراسة، أو التغاضي عن تسربهم من المدارس بهدف المساهمة في توفير مداخيل إضافية تساعد هذه الأسر على تلبية حاجاتها الأساسية، خصوصا في ظل جائحة كورونا التي فاقمت معدلات الفقر".
الأمر لا يقتصر على هذا الحد، كما يرى عوض، إذ "خلق التعلم عن بعد طبقية في التعليم، فمن يملك قدرات مالية عالية أو متوسطة من العائلات استطاعوا تأمين تعليم جيد لأبنائهم، على عكس الفقراء غير القادرين على التجهيزات الفنية، والمساعدات التي قدمتها الحكومة لتوفير أجهزة حاسوب غير كافية".
ويعتقد عوض أن هذه الفجوة في الإمكانيات وسوء الأوضاع الاقتصادية "دفعت بأبناء الفقراء للعمل في السوق، ما نسف جهود سنوات من محاربة عمالة الأطفال في الأردن".
وزارة التربية تقر بالمشكلة
وزير التربية والتعليم الأردني، تيسير النعيمي، وفي رده على سؤال للنائب ينال فريحات كشف أن "7% من الطلبة لا يتابعون دراستهم عبر منصة "درسك"، وذلك بسبب عدم توفر التقنيات التكنولوجية لديهم، وعدم توفّر شبكة الإنترنت في مناطقهم، ووزارة التربية تتابع هؤلاء الطلبة عبر مديريات التربية لتعويضهم ما فاتهم".
وتابع الوزير: "هناك برامج متخصّصة لتدعيم هؤلاء الطلبة، وتعويضهم بالدروس، عبر مديريات التربية في مختلف المناطق، لافتا إلى أنّ 62% من الطلبة يتابعون دروسهم بانتظام على مدار خمسة أيام، و32% يتابعون دراستهم على مدار أربعة أيام بالأسبوع أو أقل".
إلا أن الوزير نفى أن يكون هنالك ارتفاع لعمالة الأطفال؛ بسبب تطبيق التعلم عن بعد "المعطيات الأولية، بحسب دراسات جهات مختصة، لا تشير إلى ارتفاع بنسب التسرب المدرسي للطلبة".
"نحو عودة آمنة إلى المدارس"
وفي محاولة لإنقاذ الأطفال من التسرب وسلبيات التعليم عن بعد أطلق أهالي طلاب وناشطون حملة تحت اسم "نحو عودة آمنة إلى مدارس". لمطالبة السلطات الأردنية إعادة أكثر من مليوني طالب وطالبة إلى التعليم الوجاهي ضمن بروتوكول صحي.
عضو مؤسس في الحملة الصحفية نادين النمري، تقول لـ"عربي21" إن "جائحة كورونا تسببت بإغلاقات واقتطاعات للرواتب، ما أثر على الأوضاع الاقتصادية للكثير من الأسر، ما دفعها للتكيف السلبي مع ذلك كتشغيل الأطفال في ظل التعلم عن بعد، إذ إن هناك طلابا لم يدخلوا على المنصة أبدا أو يتابعوا دروسهم أثناء العمل".
الإشكالية الكبيرة -بحسب النمري- أن "عددا من الطلاب اليافعين الذين باتوا يعملون ويحصلون على النقود أبدوا رغبتهم في عدم العودة إلى المدرسة، وبقاء التعلم عن بعد كي يستمروا في العمل".
وأوضحت أن "جائحة كورونا كرست الفجوة في التعليم بين المدارس الحكومية والخاصة، وليس في الجودة فقط، إنما في الوصول إلى التعليم كله، فالعائلات التي تتمتع بقدرة مالية استطاعت تخصيص جهاز حاسوب لكل طفل وتخصيص غرفة خاصة للدراسة وإنترنت سريع، على عكس الفقراء الذين لا يملكون أحيانا إلا هاتفا أو جهازا واحدا لكل العائلة، وباستخدام إنترنت أقل جودة، و أحيانا الأسر الأكثر هشاشة لا تملك إنترنت أو أجهزة حاسوب".
وتساءلت النمري: "الأهم من الأرقام التي دخلت على منصة درسك هو كم الاستفادة للذين يتابعون المنصة؟.. لذا سيكون لدينا إشكالية كبيرة أثناء العودة للمدرسة، مثل الفاقد التعليمي، التسرب المدرسي، ما يستدعي ضرورة تدخل تربوي ونفسي".
هذا وقررت السلطات الأردنية العودة للتعليم الوجاهي للفصل الدراسي الثاني في السابع من شهر شباط المقبل، بشكل متدرج، والدمج بين التعليم الوجاهي وعن بعد، وسيبدأ التعليم وجاهيا للفصل الثاني للصفوف من رياض الأطفال إلى الصف الثالث والصف الثاني عشر (التوجيهي)، بحيث يكون الدوام بالتناوب بواقع يومين أو ثلاثة أيام، ويجمع ما بين الوجاهي وعن بعد، ويترك الخيار للأهالي بين التعلم عن بعد أو وجاهيا.
«بيج ثينك»: لماذا يفقد الإنسان دوافع التعلم مع تقدم العمر؟
تُشير الأبحاث والدراسات إلى أن تقدُّم أعمار البشر يُؤثر على الدوائر الدماغية اللازمة لتحفيز دوافع التعلم واتخاذ القرار.
كتبت آن ترافتون، كاتبة متخصصة في علوم الحياة، تقريرًا نشره موقع «بيج ثينك» تناولت فيه دراسة أجراها فريق من الباحثين خلُصوا فيها إلى أن هناك منطقة دماغية أو دائرة عصبية مسؤولة عن تحفيز دوافع التعلم، والتي تتأثر وظائفها مع التقدم في العمر.
استهلت الكاتبة تقريرها بالقول إن الناس يفقدون غالبًا دافع الإلمام بالأشياء الجديدة أو المشاركة في النشاطات اليومية مع تقدم أعمارهم. وقد حدد علماء الأعصاب في معهد ماساتشوستس للتكنولوجيا، من خلال دراسة أجروها على الفئران، دائرة دماغية بالغة الأهمية ومسؤولة عن إثارة هذا النوع من الدوافع والحفاظ عليه.
التعلم وإثارة الحوافز
تقول الكاتبة إن هذه الدائرة الدماغية لها أهمية بالغة في إثارة دافع السعي لتعلم اتخاذ القرارات التي تتطلب تقييمًا لكُلفة أي فعل وفوائده. وأظهر الباحثون أنهم استطاعوا إثارة دافع الفئران الكبيرة في السن للانخراط في هذا النوع من التعلم عبر إعادة تنشيط هذه الدائرة الدماغية، بالإضافة إلى أنهم استطاعوا تقليل الدافع عبر تثبيط هذه الدائرة الدماغية.
وتوضح آن جرايبيل، أستاذة في معهد ماساتشوستس للتكنولوجيا وعضو في معهد ماكجفرن لأبحاث الدماغ، قائلة إنه: «مع تقدمنا في العمر، من الصعب أن يظل لدينا التوجُّه نفسه الذي يتسم بالنشاط والحيوية تجاه الأشياء والتعامل معها. وتُعد هذه الحيوية والنشاط أو المشاركة في الحياة اليومية عاملًا مُهمًّا لرفاهيتنا الاجتماعية والإلمام بما يحيط بنا. ومن العسير التعلم واكتساب أي أمر إذا كنت لا تشاهده ولا تنخرط فيه».
جديرٌ بالذكر أن آن جرايبيل هي أحد المؤلفين الرئيسيين للدراسة التي نشرتها مجلة «سيل» العلمية المتخصصة في نشر الأبحاث، ويُشاركها كلٌ من ألكسندر فريدمان، عالم أبحاث سابق في معهد ماساتشوستس للتكنولوجيا، ويعمل حاليًا أستاذًا مساعدًا في جامعة تكساس في إلباسو، وإيميلي هويسك، عالمة أبحاث في معهد ماساتشوستس للتكنولوجيا.
التقدم في العمر وحساب القرارات
وأوضحت الكاتبة أن الجسم المخَطَّط (منطقة دماغية لها صلة بالسلوكيات والتفاعلات الاجتماعية) هو جزء من العقد القاعدية، وهي مجموعة من مراكز الدماغ المرتبطة ببناء السلوكيات والتعلم والسيطرة على الحركات الإرادية الطوعية والانفعال العاطفي والولع الشديد بالأشياء.
وظل مختبر جرايبيل، على مدى عقود، يفحص مجموعات من الخلايا تسمى «الستريوسومات» الموزعة في جميع أنحاء الجسم المخطط. وقد اكتشفت جرايبيل الستريوسومات منذ عدة سنوات، لكن وظائفها ظلت غامضة، ويعود ذلك جزئيًّا لكونها صغيرة جدًّا وتوجد في مكان عميق داخل الدماغ، لذا يصعب تصويرها باستخدام تقنية التصوير بالرنين المغناطيسي الوظيفي (fMRI).
وفي السنوات الأخيرة، اكتشف فريدمان وآن جرايبيل وزملاؤهما، ومنهم كين إيتشي أميموري، وهو زميل أبحاث في معهد ماساتشوستس للتكنولوجيا، أن الستريوسومات تُؤدي دورًا أساسيًّا في أحد أنواع عملية اتخاذ القرار يُعرف باسم «صراع التردد ومواجهة النقيضين».
وتتضمن هذه القرارات الاختيار ما بين الجيد والسيئ، أو اختبار تجنب كليهما، عندما تكون بصدد المفاضلة بين خيارات تضم عناصر إيجابية وسلبية. ويمكننا أن نضرب مثالًا على هذا النوع من القرارات مثل الاضطرار إلى الاختيار ما بين الالتحاق بوظيفة ذات مرتب أعلى ولكنها تفرض البعد عن العائلة والأصدقاء. وتتسبب مثل هذه القرارات في إثارة قدر كبير من مشاعر الانزعاج والقلق.
واستطردت الكاتبة قائلة: وفي بحث آخر ذي صلة بهذه الدراسة، وجد مختبر آن جرايبيل أن الستريوسومات متصلة بخلايا المادة السوداء، أحد مراكز الدماغ الأساسية لإنتاج الدوبامين.
ونتيجة لهذه الدراسات، افترض الباحثون أن الستريوسومات قد تكون تؤدي وظيفة البوابة التي تستوعب المعلومات الحسية والعاطفية القادمة من القشرة الدماغية، وتُدمِجها لاتخاذ قرار بشأن كيفية التصرف. ويمكن تحفيز هذه الأفعال بعد ذلك عبر الخلايا المنتجة للدوبامين.
المخ والتلاعب بالدائرة الدماغية للتنشيط
وتابعت الكاتبة قائلةً إن فريق البحث اكتشف فيما بعد أن الإجهاد المزمن له تأثير كبير في هذه الدائرة الدماغية وعلى هذا النوع من اتخاذ القرارات العاطفية. وفي دراسة أُجريت في عام 2017 على الفئران، وجد الباحثون أن الفئران المجهدة كانت تميل أكثر للخيارات العالية المخاطر والقيمة، لكن الباحثين استطاعوا كبح جماح هذا التأثير من خلال التلاعب بالدائرة الدماغية.
وفي الدراسة الجديدة المنشورة في مجلة «سيل»، بدأ الباحثون في التحقق فيما يحدث في الستريوسومات عندما تتعلم الفئران كيفية اتخاذ هذا النوع من القرارات. وحتى يمكنهم ذلك، حلَّلوا نشاط الستريوسومات وقاسوه بعدما تعلمت الفئران الاختيار بين النتائج الإيجابية والسلبية.
ولفتت الكاتبة إلى أنه أثناء إجراء تجارب الدراسة، سمعت الفئران نغمتين مختلفتين، إحداهما كانت مصحوبة بمكافأة (محلول سكري) وكانت الأخرى مصحوبة بمثير منفر إلى حد ما (ضوء ساطع). وتعلمت الفئران تدريجيًّا كيفية الحصول على مزيد من المحلول السكري وتجنب التعرض للضوء الساطع، بأن تزيد من لعق الصنبور عند سماع النغمة الأولى، وتقلل من اللعق عند سماع النغمة الثانية.
تعلم قائم على تقييم المكافأة والكُلفة
ويتطلب الإلمام بهذا النوع من المهام وتعلم القيام بها إدراك قيمة كل تكلفة وكل مكافأة. ووجد الباحثون أن الستريوسومات أظهرت نشاطًا أعلى من غيرها في مناطق الجسم المخَطَّط عندما تعلمت الفئران كيفية القيام بالمهمة، ويرتبط هذا النشاط باستجابات الفئران السلوكية لكلا النغمتين. ويشير ذلك إلى أن الستريوسومات قد تكون حاسمة في تحديد قيمة خاصة لأي نتيجة.
ويقول فريدمان: «حتى تظل على قيد الحياة، وتفعل كل ما تفعله، فأنت بحاجة دومًا لأن تكون قادرًا على التعلم. وتحتاج إلى معرفة ما هو الجيد وما هو الضار بالنسبة لك».
وأردفت إيميلي هويسك قائلة: «قد يُقدِّر شخصٌ ما، أو الفأر في هذه التجربة، المكافأة بدرجة عالية لدرجة أنها تحجب مخاطر مواجهة الكلفة المحتملة، بينما قد يرغب شخص آخر في تجنب هذه الكلفة بالاستغناء عن جميع المكافآت، وهذا بدوره يُسفر عن تعلم قائم على المكافأة المدفوعة عند البعض، وتعلم قائم على الكُلفة لدى البعض الآخر».
ونوهَّت الكاتبة إلى أن الباحثين اكتشفوا أن الأعصاب التثبيطية، التي تنقل الإشارات من قشرة الفص الجبهي، تساعد الستريوسومات على تعزيز نسبة الإشارة إلى الضجيج، وهو ما يساعد على توليد الإشارات القوية التي تظهر عند تقييم الفئران للخيار عالي الكلفة أو عالي المكافأة.
فقدان الحافز
وبعد ذلك، وجد الباحثون أن الفئران الأكبر سنًّا (تتراوح أعمارها بين 13 و21 شهرًا، أي ما يعادل تقريبًا العقد السابع وأكثر لأعمار البشر)، انخفضت مشاركة الفئران في تعلم هذا النوع من تحليل الكُلفة والفائدة. وفي الوقت نفسه، انخفض نشاط السترويوسومات موازنةً بالفئران الأصغر سنًّا. ولاحظ الباحثون فُقدانًا مشابهًا للحافز في نموذج فأر مصاب بمرض هنتنجتون، وهو اضطراب تنكسي عصبي يؤثر في الجسم المخَطَّط والسترويوسومات.
وألمحت الكاتبة إلى أن الباحثين وجدوا أن الفئران أصبحت أكثر انخراطًا في أداء المهمة بعدما استخدموا أدوية موجَّهة وراثيًّا لتعزيز نشاط الستريوسومات. وبالعكس، أدَّى تثبيط نشاط الستريوسومات إلى تقليل انخراط الفئران.
وبالإضافة إلى الانخفاض الطبيعي المرتبط بالسن، فإن عديدًا من اضطرابات الصحة العقلية، مثل حالات القلق والاكتئاب وحالات اضطراب ما بعد الصدمة، قد تؤدي إلى تدهور القدرة على تقييم التكاليف والمكافآت لأي إجراء. وعلى سبيل المثال، قد يُقلل الشخص المكتئب من قيمة الخبرات التي قد تكون مفيدة، في حين أن الشخص الذي يعاني من الإدمان قد يبالغ في تقدير المخدرات، لكنه يقلل من قيمة أشياء أخرى مثل وظيفته أو عائلته.
السعي لإنتاج عقاقير تحفز الدوافع
وتشير الكاتبة إلى أن الباحثين يعملون حاليًا على إنتاج علاجات بالعقاقير محتملة يمكنها تحفيز هذه الدائرة الدماغية، ويرون أن تدريب المرضى على تعزيز نشاط هذه الدائرة عبر التغذية الراجعة الحيوية قد يوفر طريقة أخرى محتملة لتحسين تقييم المرضى للكُلفة والمكافأة.
وأوضح فريدمان قائلًا: «إذا كان بمقدورك تحديد الآلية التي تقوم عليها عملية التقييم الذاتي للمكافأة والكُلفة، واستخدام تقنية حديثة للتلاعب بها، إما من الناحية النفسية وإما من خلال التغذية الراجعة الحيوية، فقد يصبح المرضى قادرين على تنشيط دوائرهم الدماغية تنشيطًا صحيحًا».
وفي ختام تقريره، رصد الكاتب المؤسسات التي موَّلت هذه الدراسة مثل مؤسسة «CHDI» لعلاج مرض هنتنجتون، ومؤسسة «ساكس كافانو»، ومعاهد الصحة الوطنية الأميركية، ومؤسسة «عائلة نانسي لوري ماركس»، ومؤسسة «باخمان شتراوس» لعلاج خلل التوتر العضلي ومرض باركنسون، ومؤسسة «وليام إن وبرنيس إي بامبوس»، ومركز «سيمونز» للدماغ الاجتماعي، بالإضافة إلى صندوق كريستين آر بريسمان، وجيسيكا جي بوريان الثالث عشر، ومايكل ستيفل، وروبرت بوكستون.
بتوقيت بيروت