سلسلة مطالب لأساتذة الدوام المسائي لغير اللبنانيين
وطنية - انتخبت لجنة أساتذة الدوام المسائي لغير اللبنانيين لجنة مصغرة فاعلة ضمت الأساتذة: محمد باز، ابراهيم خليل، نسرين سلام، عبير غنام، سمر عزو، هبة شيخ النجارين، بعد الاتفاق على اختيار مندوب يكون مسؤولا عن مدرسته بهدف التواصل مع المدارس كافة التي يتم فيها التعليم بعد الظهر.
وقد أشرفت اللجنة على انتخابات داخلية على صعيد المحافظات، وكانت النتائج على الشكل التالي: الأستاذ جرير ولي الدين (بيروت)، الأستاذة عبير زغيب (بعبدا)، الأستاذ سعيد زيدان (عاليه)، الأستاذة نيفين نصار (بنت جبيل)، الأستاذة ندى القادري (الشوف)، الأستاذة كارين عقيقي (كسروان/جبيل)، الأستاذ محمد عامر (البقاع الغربي)، الأستاذة لبينة القادري (راشيا)، الأستاذ نبيل صبحية (الشمال)، الأستاذة لبنة خالد (عكار)، الأستاذ حافظ ابراهيم (حاصبيا)، الأستاذ زكريا عنتر (صيدا)، الأستاذ محمد أرناؤوط (صور)، الأستاذ حسن سرحان (النبطية) والأستاذة رولا الفليطي (بعلبك/زحلة).
وعقد أمس اجتماع مع أعضاء اللجنة الفاعلة عبر تقنية zoom، وتقرر ما يلي:
1 - التشديد على أن مطلبنا الأساسي تقاضي بدل الساعات بالدولار فقط لا غير.
2 - بعد المطالبة المستمرة بإعطائنا حقوقنا والتجاهل التام لحقوقنا المشروعة، نؤكد أن الاضراب حق لنا وندعو الجميع إلى توحيد الصفوف والتكاتف لنتمكن من تحصيل حقوقنا تحت شعار "معا نعمل معا ننجح".
3 - العمل على تحديد لقاءين في أسرع وقت مع الوزارة المسؤولة والجهة الأممية المانحة.
4 - المطالبة بمستحقات الفصل الثاني لعام 2019 - 2020 للجميع، من مستعان بهم ومتعاقدين ونظار وإرشاد، فنحن غير مسؤولين بحرماننا من حصصنا وعدم تبلغنا بتعليم طلابنا عن بعد.
5 - ندعو جميع الاساتذة في مدارسهم الى انتخاب مندوبيين يمثلونهم بمدارسهم والاسراع في التواصل معنا.
6 - احتساب كامل العقد عن العام 2020 - 2021.
7 - القبض شهريا لا فصليا.
8 - نتيجة التهديدات والابتزازات من بعض مديري المدارس والمنسق الميداني للمنطقة، تم التواصل مع مجموعة محامين أكدوا مشكورين حمل قضيتنا المشروعة ونرجو منكم ابلاغنا في حال تم تعرض اي استاذ للتهديد والابتزاز.
9 - كما نعلمكم بقرار وزير التربية وإعلانه عدم استبدال أو فسخ عقد أو الاستغناء عن أي متعاقد أو مستعان به إلا بقرار موقع منه شخصيا.
10 - الدعوة الى عدم توقيع العقود والإصرار على تغيير بنود العقد غير القانونية.
11 - حق النظار في احتساب ساعات العمل الفعلية وعدم ربطها بعدد الطلاب الحاضرين.
12 - حق الارشاد التربوي والصحي بقبض الساعات اللاصفية بالاونلاين".
وأكدت اللجنة أنه "تم إنشاء صفحة خاصة بأساتذة الدوام المسائي لغير اللبنانيين تكون منصة إعلامية لهم"، وأنها أبقت اجتماعاتها مفتوحة "إلى حين النظر في الآليات العملية التي توصلنا إلى تحقيق مطالبنا المشروعة".
وعممت رقمين للتواصل: الأستاذ محمد باز 042064-70 الأستاذ إبراهيم خليل 958628-70
شاهين أسفت لتعرض الأساتذة المتعاقدين والمستعان بهم للضغوط
وطنية - أعلنت رئيسة اللجنة الفاعلة للاساتذة المتعاقدين في التعليم الرسمي الأساسي نسرين شاهين في بيان، أن "الاضراب المفتوح في المدارس الرسمية دخل يومه ال21 بإقفال شبه تام على كل الأراضي اللبنانية"، مؤكدة أن "وجع الإهانة أكبر من وجع الحاجة إلى احتساب كامل العقد الذي هو حق لا مساومة عليه".
وأسفت ل"تعرض الأساتذة المتعاقدين والمستعان بهم للضغوط والتهديدات من قبل المديرين"، مؤكدة أن "هذه الضغوط تزيد إصرار الاساتذة على المضي بالاضراب حتى احتساب كامل العقود"، مطالبة وزير التربية والتعليم العالي في حكومة تصريف الأعمال طارق المجذوب ب"اتخاذ التدابير اللازمة بحق من يمارسون هذه الاساليب".
الشباب:
أقساط "LAU" بالدولار وزيادة المساعدات الى 80 مليوناً معوض لـ"النهار": عجز الجامعة 32 مليون دولار هذه السنة
النهار ــ روزيت فاضل ــ الحوار مع رئيس الجامعة اللبنانية الأميركية الدكتور ميشال معوض له وجهان: وجه أكاديمي، ووجه طبي وهما متلازمان معاً الى حد كبير. فالدكتور معوض، الذي تولى إنشاء مركز السكتات الدماغية في المركز الطبي للجامعة اللبنانية الأميركية - مستشفى رزق، ويعتمد تقنيّات عدة تُطبّق بأقلّ قدر ممكن من التدخل الجراحي لعلاج السكتة الدماغية، يتابع مهمات رئاسة الجامعة وقت يمر لبنان بأزمات صحية واقتصادية ومالية غير مسبوقة.
كيف "يشخّص" معوض الواقع الأكاديمي في الجامعة؟ في مكتبه في حرم الجامعة - جبيل، تحدث معوض الى "النهار" بصراحة، مشيراً الى "جملة تدابير اتخذناها لضمان ديمومة الجامعة واستمراريتها على المدى البعيد، مع أننا لا نخفي قلقنا الشديد من تداعيات الأزمة الصحية والاقتصادية والمالية على ديمومة الجامعة ومكوناتها طلاباً وباحثين وموظفين وأساتذة". وأضاف ان من التدابير "رفع موازنة المساعدات المالية الطالبية هذه السنة، الى 80 مليون دولار سنوياً بعدما وصلت العام الماضي الى 50 مليوناً". ولفت الى أن"زيادة نسبة المساعدات ساهمت في توفير الدعم في الوقت الحالي لما بين 60 و65% من الطلاب، وذلك بنسب متفاوتة قد تصل الى تغطية شاملة لعدد محدود من طالبي منح دراسية كاملة".
"أما التدبير الثاني" وفقاً لمعوض، "فيقارب ترشيد الإنفاق في الجامعة، وعلى رأس القائمة وقف السفر وبدلات السفر الى الخارج لأعضاء الجامعة، وصولاً الى ضبط يومي لمصاريف استهلاك الكهرباء وتأجيل البت بالمشاريع التطويرية باستثناء توفير التجهيزات المطلوبة لكل من المركز الطبي للجامعة ومستشفى آخر قرب المدرسة المركزية في جونيه".
ماذا عن الأقساط؟ أوضح معوض أن "الجامعة تتقاضى الأقساط منذ أعوام عدة بالدولار الأميركي، ومن يرغب في الدفع بالليرة اللبنانية عليه اعتماد سعر صرف الدولار 3900 بحسب المنصة الإلكترونية لمصرف لبنان". وعن أسباب اعتماد الجامعة دفع الأقساط بالدولار قال: "نعاني هذه السنة عجزاً يصل الى 32 مليون دولار. على الجامعة دفع التزاماتها بالدولار تجاه مؤسسات جامعية مرموقة في الولايات المتحدة، إضافة الى أن نفقات الجامعة ودفع صيانة التجهيزات والمعدات والموازنة الخاصة بالبحوث العلمية تتم غالب الأحيان وفقاً لسعر صرف الدولار في السوق السوداء، إضافة الى أننا نلتزم دورياً دفع رواتب الأساتذة والموظفين، منعاً لهجرتهم من لبنان". وانتقل معوض في حديثه الى التعليم عن بُعد، مشيراً الى أنه "نظام أكاديمي فرض نفسه على التعليم رغم الصعوبات التي واجهتنا، وقد تضافرت جهودنا في متابعة التعليم "أونلاين" من خلال ورش تأهيلية للكادر الأكاديمي في جامعتنا من أجل تطوير المهارات المطلوبة لديهم في إعداد المواد التدريسية الملائمة للتعليم عن بُعد".
وعن مقاربة المواد التطبيقية في التعليم عن بعُد، قال: "تنجح المنظومة في تعليم المواد النظرية، فيما يستحيل اعتمادها في المواد التطبيقية. لذلك، قررنا تنظيم التعليم المزدوج من خلال تنظيم دروس تطبيقية في الجامعة ضمن مجموعات محدودة العدد تقصد المختبرات في الجامعة على اختلافها لمتابعة هذه الحصص التطبيقية مع مراعاة التباعد الاجتماعي والشروط الصحية المفروضة من وزارة الصحة العامة منعاً لانتشار وباء كورونا".
ماذا عن الإمتحانات؟ أجاب: "نعدّ لها من خلال التعليم عن بُعد، ونسعى جاهدين لضبط مسارها".
وطالب معوض بـ"تشريع" قانون التعليم عن بُعد، مشيراً الى "أننا نتطلع بكثير من الأمل الى توفير اللقاح لنتمكن بعد تطعيم الغالبية الساحقة من اللبنانيين من العودة الى حياة طبيعية في حرمَيّ الجامعة".
في الجانب الطبي، أبرز معوض "السعي الدؤوب الذي تبذله الجامعة لتوسيع قسم الطوارئ في المركز الطبي للجامعة - مستشفى رزق وتوسيع مساحته، إضافة الى استحداث غرف عمليات جراحية، مروراً بزيادة تجهيز قسم الكورونا، والعناية الفائقة المرفقة به، مع العلم أن الأسرة مشغولة بنسبة 100 في المئة في القسمين بمصابي كوفيد - 19".
وقال: "اضطررنا الى أن نستقبل مصابين بكورونا في قسم الطوارئ، وتوفير العلاج لهم هناك لأننا نفتقر الى سرير شاغر لمتابعة أحوالهم في المستشفى، رغم استحداثنا غرفا خارجية مسبقة الصنع لاستقبال المرضى".
هل من هجرة لأطباء في المركز؟: "نعم، لقد قرر ما بين 10 و12 طبيباً من الكفاءات الإستثنائية ترك عملهم في المركز والهجرة من لبنان. ما حصل في المركز هو نموذج من حالات عدة لأطباء قرروا العودة الى فرص عمل لهم خارج لبنان ومنها الى الولايات المتحدة".
ماذا عن المستشفى في منطقة جونيه؟: "سنفتتحه قريباً بعد تجهيزه بقسم خاص بمرضى كورونا. هو مستشفى صغير يلبي حاجة محدودة للإستشفاء في المنطقة هناك". وأعرب معوض عن أمله في أن يتمكن من تنفيذ بعض المشاريع في خريطة الطريق التي وضعها لولايته، بعد عودة الحياة الى طبيعتها، وأبرزها استحداث كليتين للزراعة والطب البيطري خارج العاصمة، وصولاً الى إنشاء كلية يناط بها إعداد طلاب متمرسين بوضع خطط النهوض ورسم السياسات العامة المتفرعة ضمن أقسام متخصصة في الكلية ذاتها تُعنى بالاقتصاد والطاقة المتجددة وسواها، مروراً بتأسيس معهد للتعريف بالأديان وضرورة قبول الآخر لنبذ العنف والأحكام المسبقة تجاه الآخر المختلف.
التعليم الرسمي:
المركز التربوي نشر وجمعية أنا أقرأ الفيديو الثالث حول كيفية تحديد الأولاد لأهدافهم
وطنية - نشر المركز التربوي للبحوث والإنماء الفيديو الثالث "من ضمن سلسلة الفيديوهات القصيرة المتخصصة الهادفة إلى تعزيز برامج الدعم النفسي الاجتماعي الموجه للأهل وللمعلمين وللمتعلمين، خصوصا في ظل المرحلة الراهنة من الإقفال القسري الناتج عن تعاظم انتشار وباء كورونا".
وفي هذا الإطار، أنتج المركز التربوي عبر قسم الخدمات النفسية والاجتماعية بالتعاون مع جمعية "أنا أقرأ" مجموعة أفلام "تقدم الدعم النفسي والاجتماعي للأهل حول كيفية التعامل الإيجابي مع أبنائهم وتفعيل التواصل بين أفراد الأسرة وتعزيز النظرة الإيجابية والثقة بالنفس، وترشد إلى كيفية تحقيق الأهداف والمثابرة لدى الأبناء".
وركز الفيديو الثالث في هذه المجموعة على "كيفية تشجيع الأولاد على وضع الأهداف لحياتهم في عمر مبكر والعمل على تجزئة الأهداف الرئيسة إلى اهداف أصغر للتمكن من تحقيقها خطوة خطوة، وكيفية مواجهة التحديات". ودعا الأهل إلى "إعطاء الأمثلة لأولادهم عن أهداف وضعوها وواجهوا الصعوبات بعزم من أجل تحقيقها".
ودعا رئيس المركز التربوي بالتكليف جورج نهرا الأهل والمعلمين وجميع المعنيين إلى "متابعة الفيديو الثالث من سلسلة الفيديوهات المذكورة، عبر الضغط على الرابط الآتي: https://youtu.be/UEpBbNBio5g".
اختبار TIMSS يُسقط تلامذة لبنان...
النهار ــ ابراهيم حيدر ــ المعدل المتدني للتلامذة اللبنانيين في اختبارات TIMSS الدولية في الرياضيات والعلوم 2019 لا يمكن عزله عن نظام التعليم في لبنان، فلهذه الاختبارات وقعها في تقييم الانهيار الذي طال هذا النظام في العشرية الاخيرة، ومعه بنتائج اختبار PISA للعام 2018، التي أظهرت ضعفاً خطيراً في قياس جودة المعرفة في مجالات القراءة والرياضيات والعلوم لدى التلامذة اللبنانيين حيث حلوا في المراتب الأخيرة. أيضاً ينبغي قياس اختباراتTIMSS 2019، الذي كشف المسار الانحداري في التعليم بحلول لبنان في المرتبة 38 في العلوم، وفي المرتبة الأخيرة بين 10 دول عربية مشاركة، باختبار PISA الدولي 2015 الذي سجل فيه تلامذة لبنان أداء أفضل ونتائج مقبولة. وبالمقارنة يدل ذلك على وضع خطير للتعليم في لبنان إضافة إلى قصور في مواكبة طرائق التدريس العالمية.
يظهر في المقارنات أننا نشهد تدهوراً في مستويات التعليم ومخرجاته، فأداء التلامذة اللبنانيين في الاختبارين اللذين يقيسان جودة التعليم وفعاليته ويستخدمان لدى دول عدة لتطوير سياسات التعليم فيها، كان تحت المعدل العالمي، لا بل أن لبنان بات تصنيفه في آخر اللائحة عربياً، ما يطرح تساؤلات حول أسباب الإنهيار المتسارع في بلد كان يُصنف في المقدمة عربياً وفي مستوى مقبول عالمياً. فنسبة كبيرة من تلامذة لبنان لم تتمكن من الوصول إلى المستوى العالمي الأدنى في الرياضيات، فيما وضعنا في العلوم بات متأخراً جداً.
كان يكفي أن تقوم التربية بدرس مواطن الضعف الاكاديمي للتلامذة اللبنانيين منذ أن بدأ التراجع وتسجيل مستويات متدنية في الاختبارات، وليس التغني بنتائج الامتحانات الرسمية التي كانت تسجل في السنوات الأخيرة نسبة 90 في المئة في بعض فروع الشهادة الثانوية وتنزل عن هذا المعدل بقليل في الشهادة المتوسطة. المفارقة أن أداء التلامذة اللبنانيين في عام 2003 في اختبار TIMSS كان الأفضل عربياً في الرياضيات، وإن كان أدنى من المعدل العالمي، حيث تحسن الاداء في 2007 لكنه بقي في المرتبة الثانية خلف الإمارات الأولى، وحافظ تلامذة لبنان على معدلهم في اختبار 2011 إلى أن بدأ التراجع المقلق منذ اختبار 2015، وحل لبنان رابعاً بين الدول العربية في الرياضيات في اختبار TIMSS 2019 وفي المرتبة 32 دولياً، فيما حلّ في العلوم في المرتبة 38 دولياً.
لبنان لم يعد معياراً مرجعياً في التعليم في الرياضيات والعلوم وفي القراءة أيضاً، ولا في الاختبار الدولي عربياً، علماً أن أداء التلامذة اللبنانيين في العلوم لم تكن مشجعة منذ 2003 وحتى اختبار 2019. هذا يدل على العقم الذي يعصف بالنظام والمناهج، وعلى إنسداد أفق المستقبل في ظل سياسات ترتكز على حسابات ضيقة ومصالح وتنفيعات ولا تدق باب الإصلاح التربوي، فيواكب تلامذة لبنان الانهيار العام في البلد، ولا نشهد أي مبادرات جادة لوضع استراتيجيات للتعليم تسمح بمعالجة مواطن الضعف المستمر لتلامذته. فإذا تواصل المسار الإنحداري سنكون أمام أجيال أكثر أميّة وانهيار في كل نظامنا التربوي المتهالك!
«الطشّ» من يرضى بالخضوع لامتحان من دون إعداد
فؤاد ابراهيم ــ حق الرد ــ الاخبار ــ أسهل ما يمكن على المرء إطلاق الأحكام، من دون النظر إلى أين سيؤدي هذا الحكم ومن دون الالتفات طبعاً إلى ما يحويه النظام التعليمي من مكوّنات لا تقوى على ردّ هذا التنمّر، فهي بحق تناضل وحدها في غياب دولة لا ترى فيها ربما إلّا أعباء إضافية لا ثروات مكنونة.
أمّا وضع هؤلاء الأشخاص تحت كلّ الضغوطات التي لا يمكن للعقل الراشد تحمّلها، ثمّ الطلب منهم التفوّق في امتحانات نحن لا نُعدّهم لها فهو الظلم بعينه.
لا أحد من العاملين في الحقل التربوي لا يعترف بالحقيقة الأكثر مرارة، وهي أنّ مناهجنا التعليمية الموضوعة في تسعينيات القرن الماضي ما زالت هي السّائدة قانوناً، وهي التي تُدرّس في أغلبية المدارس على الأراضي اللبنانية. لكن هذا لا يجعلنا، في أيّ حالٍ من الأحوال، نضع اللوم على الطلاب في حال عدم نجاحهم في امتحان دولي، كيف لي أن أطلب من طالب كليّة الآداب التقدّم للنجاح في مختبر الكيمياء في كليّة العلوم على سبيل المثال؟ هذا ما يجري اليوم على طلابنا في لبنان.
هؤلاء الطلاب هم جوهر العملية التعليمية التي تشحنهم بكثير من المعارف، يقرّ الأعم الأغلب من التربويين بأنّ كميّتها ليست بقليلة، وتكون عادة من دون رابط مع الحياة اليومية، ما يجعلنا كطلاب نسأل أسئلة بديهية جداً على شاكلة: أين سأستعمل مفهوم التكامل في الرياضيات في حياتي اليومية؟ ولكن تبقى العقبة الأساسية التي عليهم اجتيازها، لبنانياً، هي الامتحانات الرسمية أولاً، وامتحانات الدخول لبعض الكليّات في الجامعة اللبنانية، أو امتحانات معيّنة في الجامعات الخاصة على شاكلة امتحان الـ SAT في تلك التي تعتمد النظام الإنكليزي في التعليم، على أن يدرسوا مسبقاً معلومات محدّدة تسمح لهم بالخضوع له، سواء لناحية طريقة طرح الأسئلة أو المحتوى.
أمّا الآن، ومنذ بضعة أعوام مضت، فيخضع بعض الطلاب في لبنان لامتحانات دولية تنظمها الجمعية الدولية لتقييم التحصيل التربوي IEA (مركزها في هولندا). وهذه الامتحانات معروفة بامتحان الـ TIMSS (Trends in International Mathematics and Science Study) الهدف الأساس منها تقويم التحصيل العلمي للطلاب في الرياضيات والعلوم وفقاً لمعايير دولية وضعتها هذه الجمعية لنفسها، على أن تساعد أصحاب القرار في الدول على تحديد مكامن الخلل في نظامهم التعليمي لإجراء ما يلزم من تعديلات. وفي الآونة الأخيرة أصبحت هذه الامتحانات أمراً شهيراً في العالم ومحط منافسة بين الدول، وطبعاً دخلنا فيها، دون إعداد.
فكما أسلفنا، مناهجنا في لبنان متأخرة كثيراً لناحية الطرائق التعليمية الحديثة النشطة التي تجعل من الطالب في مركز عملية التعلّم. وهذا التقصير لا يعود أبداً للجهاز التعليمي المستعد بأكثريته لمواكبة هذا التغيير إن حصل، بل المشكلة في القرار على المستوى السّياسي. إذ أنه كلّما وصل وزير إلى وزارة التربية أعاد إطلاق ورشة كتابة المناهج مرة تلو أخرى، وكلّ منهم يريد لفكرته السّياسية أن تسود على المناهج المنتظرة، فيفتح الأبواب أمام جمعيات تريد إلغاء الفلسفة العربية على سبيل المثال لا الحصر.
وباتخاذ خيار المشاركة في هذه المسابقات ووضع النتائج علناً على الإعلام، ونحن على دراية كاملة أنّ طلابنا لا يدرسون ليفوزوا بهذا النوع من التقويمات قبلنا بزيادة الضغط عليهم لتأكيد المؤكّد ومعرفة ما هو معروف سابقاً من أنّ المناهج يجب أن تُعدّل، ثمّ الحكم عليهم بأنّهم في أسفل السلّم التعليمي العالمي. حسناً بماذا استفدنا؟ ما الذي كان مجهولًا ثمّ تمّ تأكيده بهذه الاختبارات المدفوعة الأجر بالعملات الأجنبية من الخارج؟ لا شيء، فعلياً سوى النيل من معنويات طلاب هي آخر ما تبقّى لهم في هذا البلد كي يصمدوا حتى نهاية هذا النفق.
أخيراً يأتي السؤال الأهم: كيف تقبل الجهات المعنيّة في وزارة هي الأكثر دراية ومعرفة بما تحتويه الكتب من معلومات والصفوف من طرائق تدريس بخضوع الطلاب سنة تلو أخرى لهذه الاختبارات؟
نعم قد لا يفلح طلابنا في اجتياز هذا التحدّي لا لتقصيرٍ فيهم بل لنقص قاتل في النظام التعليمي. فهم يثبتون عند كلّ تحدٍّ أنّهم قادرون على التأقلم مع أصعب الظروف وأشدّها ولا يعوزهم شيء على المستوى العقلي والإدراكي، بل هناك قرار متخذ على مستوى الوطن بأنّنا لا نريد التقدّم إلّا وفقًا لأهواء سياسية معيّنة، أو سنترك المناهج عالقة في عام 1997، ثمّ نقول عن الطلاب بأنهم «طشّ»... بينما «الطش» في مكان آخر كلّياً.
أستاذ تعليم ثانوي
بعيدًا عن “الطش”
بوابة التربية: كتبت نورهان شمس الدين:
بعيدًاعن تقييم لبنان عالميًّا، هل اعتدنا على “النق”؟ هل اعتدنا على عرض الوقائع من دون محاولة ايجاد حلول؟ ما هي الخطوات العملية التي يجب ان نتبعها لإنقاذعملية التعليم والتعلم في لبنان؟
في الحقيقة إن عملية التعليم والتعلم تكمن في أكثر من إطار. الإطار الأول هو الإطار الثلاثي الذي يكمن بين المعرفة والمتعلم والمعلم. أما الإطار الأوسع يتكون بين الأهل والمجتمع ليلحق به الإطار الأعلى وهوالدولة. هذا عدا عن الإطار العالمي للتعليم الذي يتمثل بين الدولة وباقي دول العالم.
لاشكّ في أهمية الإطار المباشر وهو المثلث التفاعلي بين المتعلم والمعرفة والمعلم. إذ إن عملية التبادل بين المعلم والمتعلم تكمن في كيفية إيصال المعرفة التي يجب ان تراعي العديد من العوامل منها النفسية والاجتماعية والاقتصادية؛ هذا عدا عن العوامل المعرفية والاقليمية والمنهجيه للدولة. إن العمل على وضع منهج يراعي هذه العوامل أمر ضروري ليساهم في تطوير قدرات المتعلم. أما تركيز المعلم على تعليم كيفية التفكير ومعالجة المواضيع فهو من أفضل الطرق لبناء شخصيات ناقدة لديها القدرة على التمييز والتفكيرالمنطقي التحليلي، عدا عن القدرة على حل المشاكل، ليمسك المعلم المدرك لمفاهيم التعليم وأسس بنائها بيد المتعلم ويدرجه ضمن مستويات التفكير المتنوعة من المعارف الى التطبيق الى التحليل وصولا الى الإستدلال. هذا عدا عن بعض المفاهيم التي يمكن استخدامها في ايصال المعلومة مثل التفكيك والتركيب.
لا شكّ أن للأهل والمجتمع ايضًا دورًا بارزًا في عملية التعليم والتعلم. توجيه الأهل للمتعلم من خلال حثّه على تحمّل المسؤولية وتعزيز حب المعرفة أمر لابدّ منه خاصة في هذه الأزمة التي نعيشها اليوم (انتشار جائحة كورونا) واعتماد التعليم والتعلم على التكنولوجيا. مما يستوجب وجود وعي لدى الطالب وإدراك واجباته ليتمكن من اكتساب المعرفة.
أما الدولة فيمكن أن تلعب دورًا ايجابيًا في تعزيز الوعي لدى المواطنين، ووضع برامج توعوية تشجيعية تعنى بالحث على الإنفتاح وتربية أبنائهم على حب العلم. هذا بالإضافة الى دورها الشمولي في إدارة القطاع التربوي بإرادة الدعم والتطوير.
أتوجه إلى طلاب لبنان برسالة فخر لصمودهم أمام ما يمرون به وأدعوهم الى التحلي بروح المسؤولية والعزيمة، وعدم الإستسلام والتخاذل فمن جد وجد، ومن قال أريد أن أكون سيكون لا محال.
أتوجه الى المعلمين بالشّكر والتقدير للجهود التي يقومون بها وأدعوهم الى تطوير مهاراتهم أكثر فأكثر فبهم يرتقي المجتمع.
وأخيراً أتوجه الى الدولة لتكون الراعي الأكبر لترعى جميع أفرادها دون استثناء لتنقذ ماتبقى من أمل في التغيير لبناء غد أفضل.
بتوقيت بيروت