التقرير التربوي:
العام الدراسي مقترحات علاجات وتدابير..
العودة للمدارس في ظلّ كورونا: أي نظام غذائي أفضل للطلاب؟
نور مخدر ــ النهار ـ في ظلّ انتشار #كورونا وعدم وجود لقاح للفيروس، يتطلب الأمر مع العودة إلى #المدارس وفق الآلية التي حددتها كل إدارة، الاعتماد على الجهاز المناعي للطفل. وبالتالي، إنّ ال#تغذية السليمة ونظام الحياة الصحي يساعدان الطفل في نموه بطريقة صحيحة إضافة إلى حمايته من الأمراض المزمنة، كما تقوية جهازه المناعي، مما يعزز من مقاومته لفيروس كورونا.
في هذا السياق، أشارت اختصاصية التغذية مريال منصور إلى ضرورة تحضير وجبات متوازنة تتضمن كل العناصر الغذائية الأساسية التي تحافظ على صحة الجهاز المناعي مع الابتعاد عن الأغذية المعلَّبة والمصنَّعة لأنها تؤدي إلى ضعف في جهاز المناعة ومشاكل في النمو وخطر الإصابة بالأمراض المزمنة.
ما هي المأكولات التي يجب أنّ يتناولها أطفالنا؟
أولاً: الخضراوات والفواكه الطازجة بشكل يومي
هذه الأطعمة تحتوي على فيتامينات وأملاح معدنية أساسية لعمل الجهاز المناعي وتقويته، ومنها فيتامين "س" (الموجود في الحمضيات والفلفل بكل ألوانه والكيوي والبقدونس)، وفيتامين "أ" (الموجود بوفرة في الخضراوات الورقية والبطيخ والجزر والبطاطا)، والزنك (نجده في الحبوب الكاملة واللحوم واللبن).
ثانياً: الحبوب الكاملة
هذه الحبوب بمختلف أنواعها تحتوي على حامض الفوليك، المغنيسيوم والسيلينيوم، مما يقوي جهاز المناعة. ونجدها في القمح والخبز الكامل، الشوفان، البرغل والكينوا والبقوليات.
ثالثاً: تناول الأسماك مرتين على الأقل في الأسبوع لأنها تحتوي على الأحماض الدهنية من النوع أوميغا-3 وعلى فيتامين "د".
رابعًا: تناول كوب من اللبن يومياً لأنه يحتوي على البروبيوتيك الذي له دور مهم في تعزيز جهاز المناعة.
خامسًا: تناول اللحوم والأجبان البيضاء واللبنة خفيفة الدسم لكونها تزوّد الجسم بالبروتينات وتساهم في نموه.
ماذا تتضمن علبة طعام الطالب المعروفة بالـ "Lunch Box"؟
برأي منصور، يجب أن تحتوي على سندويش من الخبز الأسمر، وفي داخلها (لبنة أو جبنة بيضاء أو زعتر وزيت)، مع نوعين من الخضار والفاكهة. إلى جانب ذلك، يجب الابتعاد عن الشوكولاتة والسكريات، لأنها مضرة ومليئة بالسكّر، وتفادي الشيبس واللحوم المصنعة لأنها غنية بالدهون والمواد الحافظة التي تدمّر الخلايا المناعية.
كذلك، يمكن الطالب تناول بعض أنواع المقرمشات كالفشار (صنع منزلي) الذي يحتوي على ألياف وفيتامينات وفولك أسيد تعمل على بناء الجهاز المناعي، أو كيك (تحضير منزلي ومصنّع من طحين القمح) أو كعك شوفان أو قمحة كاملة أو سبع حبوب.
ما هو دور المدرسة في النظام الغذائي للطالب؟
تضطلع المدرسة بدور أساسي في هذه المرحلة الصحية الحساسة، لذلك، يتوجب عليها فرض الرقابة وتطبيق قانون يتيح للطالب إحضار طعام صحي ومفيد من منزله من دون شراء المقرمشات غير الصحية من دكان المدرسة، وذلك منعًا للاختلاط بين #الطلاب. وفي حال فتحها، يجب أنّ تتضمن مقرمشات أو وجبات خفيفة صحية لمساعدة الطالب وتوعيته على تعزيز جهازه المناعي مع حرصها على غسل اليدين واحترام التباعد الاجتماعي.
الشذوذ السلوكي للمؤسسة التربوية في زمن كورونا
نعمه نعمه|المدن ــ يتساءل العديد من الأهالي حول الثمن الذي يدفعه الطفل في زمن الحجر، ومدى نجاعة الحلول المقترحة من المدارس التقليدية ووزارات التربية حول العالم، ووزارة التربية في لبنان، ومنظمات الصحة وغيرهم من المعنيين بالسلامة العامة والتربية.
"السجون كالمصانع، كالمدارس، كالثكنات، كالمستشفيات، كلها تشبه السجن". ميشال فوكو، فيلسوف.
كثيرون منا يعتبرون هذا الكلام استفزازياً، بينما العديد من الباحثين الاجتماعيين أخذوه على محمل الجد واعتبروا أن هذه المؤسسات ومتفرعاتها هي آلات لوضع الأفراد تحت سيطرة العقل والعلم.
لا شك ان بعض المؤسسات خرجت عن هذه النمطيات، التي تجعل المدرسة في تصميمها الداخلي شبيهة بالسجن أو المستشفى أو الثكنات، أوالمصانع التي نصورها في ممرات واسعة وغرف من الجهتين..، إلا أن الخروج من المقاربة الفكرية لأنماط العلاقة التي تربط الأفراد بالأماكن لا زالت حاضرة بقوة في وعينا وممارساتنا اليومية.
هذا السلوك الشاذ في إخضاع أولادنا في المدارس من الوقوف في الصف، إلى الجرس، إلى الجلوس ست ساعات على المقعد، وإذن مسبق لدخول بيت الراحة، أو شرب المياه، أو ضوابط اللباس.. ما هي إلا شروط لإحكام السيطرة على الأفراد تحت مسمى تنظيم الجماعة والقانون..
اليوم، في زمن كورونا، ستدخل قوانين وضوابط جديدة على حياة أولادنا في المدارس، علينا نحن كبالغين/ات التأقلم معها أولًا، وإسقاطها على حياة أولادنا وعلى المدرسة أيضًا، وضع ضوابطها استنادًا إلى توصيات الوزارات المعنية.
وبدأ البعض في وضع موازين للمقارنة بين إيجابيات العودة إلى المدرسة وسلبيات البقاء في الحجر المنزلي، وكأنها مقارنة بين التعلّم وبديله: اللاتعلّم. هنا تكمن الإشكالية في ربط المدرسة بالتعلّم وبديل المدرسة بالفراغ المعرفي!
ممارسات تمعن في الشذوذ
بأي ثمن سيعود أولادنا إلى المدارس: تباعد إجتماعي، مراقبة مشددة، تعقيم دائم، فصل بين التلامذة، صفوف شبه فارغة، صداقات مبتورة، عيون تراقب، لا تشارك بالطعام، الدكانة، النظافة في الحمامات، المسافات، رقابة صحية، فحص الحرارة، الكمامات، لا تبادل للكتب والقرطاسية... أي خلل في واحدة من هذه التدابير قد يسبب مأساة.
وفي الميزان النفسي، يرجح العديد من الأطباء والمحللين النفسيين الكفة لصالح المدرسة، أي انهم ينصحون بالعودة إلى المدارس لصحة نفسية أفضل، حين يعتبرون أن حاجة الطفل إلى الإختلاط في المدرسة وعيش حياته بشكل "شبه" طبيعي ضروري لتوازنه النفسي.
ما يسعى إليه المحللون والأطباء النفسيون هو تكييف الأفراد للتأقلم مع المنظومة أو السيستام، ولا يفكرون أو يقترحون أبدا البدائل، هم في غالبيتهم، وحسب مدارسهم، يخضعون "لسيطرة العلم والعقل" لتسيير الآلات الذي تكلمنا عنه بداية المقال.
والحقيقة المرّة أن هذه المنظومة أكثر ما يهمها هو إعادة إنتظام دورة الإنتاج وتكييف الأفراد وإخضاعهم بقوانين وأوهام وتوجيه وقرارات.. أي "بالعلم والعقل" من دون أن تستثير هذه الكارثة تفكيرهم للخروج ببدائل فعّالة لحماية الأطفال وأهاليهم صحيًا ونفسيًا. بل عملوا على تكييف المدرسة والتعلّم فيها بمزيد من الشذوذ التربوي ووضع ضوابط وشروط، تمنع عن الطفل التواصل الفعلي مع أنداده، وتفرض عليه سلوكيات غريبة عليه، والتي من المفترض أن يتقبلها دون تأثير على نفسيته.
سيناريو طرابلس
نسبة الإصابات المقدرة في طرابلس قد تلامس 20% من سكانها، أي أن 20% من أطفالها قد يكونوا مصابين، كيف ستسير المدرسة؟ لنفترض أن طفلاً أصيب من دون عوارض ونقل العدوى إلى جديّه وتوفى أحدهما، ما هو التأثير النفسي على الطفل عندما يعلم أنه من نقل العدوى؟ ما هي احتمالية تكرار هذه الحالات في الصف الواحد؟ هل تؤثر هذه الحادثة على زملائه؟ هل ينجو من التنمّر؟
سيناريو الأطفال ذوي الإعاقات والمشاكل الصحية التنفسية
أعداد لا بأس بها من الأطفال يعانون من مشاكل صحية تُضعف مناعتهم، وإحتمال إصابتهم بكورونا أكبر وتأثير الإصابة أكثر تعقيدًا، ونسبتهم تصل إلى 10% من التلامذة بين حالات ربو، حساسية، ولوكيميا، وإعاقات معينة، وغيره. ماذا لو أصيب أحد هؤلاء الأطفال وصار مقعده فارغًا، ما هي التداعيات النفسية على زملائه وعلى المدرسة ككل لفقدان أحد التلامذة؟
قد تبدو هذه الحالات منفردة وحالات استثنائية، ولكننا نتحدّث هنا ليس فقط عن الطفل المصاب فحسب بل عن شُعب بكاملها ومدارس أيضًا، وحجم الخوف الذي قد يصيب أي طفل عند حدوث أمر مماثل مع زميله، وما هو تأثير حادثة ما على رغبته بالتعلّم عند معايشة حادثة مماثلة.
كأننا نريد أن نفتعل أزمة للطفل بتعزيز وهمنا على قدرتنا على الإنتصار عليها، وعلى الطفل نفسه، من خلال العقل والعلم. ونحن نعلم أننا سنمزّق هذا الطفل وزملاءه أشلاء وسيعانون من تداعياتها سنوات.
هذا هو الشذوذ. مدارسنا ومؤسساتنا وأفكارنا الشاذة، نتلذذ بالانتصار الوهمي على الفقدان أو الذنب الذي لا يغادرنا ونسعد بعجزنا عن رؤية حلول بديلة، نحاول من خلالها حماية أنفسنا وعائلاتنا من تحولات الطبيعة، لأننا عاجزون وكسالى، ننحو إلى الشذوذ والتمتّع بجلد الذات تحت مسمى العقل والعلم والدين والاقتصاد..
مدارس ممتعة
يخبرنا فوكو أن "المعرفة تتصل بعمق بالمتعة" Le savoir est profondément liée au plaisir، وها نحن ننزع المعرفة والمتعة بعشوائية. بوضع أنفسنا في إستثنائية الحالة الصحية: نصف التلامذة، تباعد، رقابة.. لأن التعلّم والمعرفة أولوية ولا يمكن لهذا السيستام الاستمرار إلا بإخضاع الأفراد من جديد. لكن، أما من البديل؟ حقًا ما من بديل خارج الصندوق أو خارج العقل والعلم؟
يتعارف التلامذة فيما بينهم على تسمية المدرسة بأسماء مختلفة وأهمها أنها ليست الحياة الحقيقية، واتفقوا جميعًا ضمنيًا انهم ملزمون على المرور بها لينتقلوا إلى الجامعة أوإلى فصل الصيف أو العمل. هي إذا تسوية غير معلنة ينصاع إليها التلميذ/ة وينسى أنه تعلّم هناك (ما عدا بعضهم) حيث ذاكرته مرتبطة بعلاقات وأحداث بين الأصدقاء وليس بذاكرة ممتعة مرتبطة بالتعلّم. يبني ذاكرة انتقائية تُخرجه من أجوائها. فهو لا ينسى لحظات الأسى والظلم مع الإدارة وممارسات بعض المعلمين/ات وزملائه ويعتبره جرحًا نرجسيًا، يتجاوزه عند التحرر من الفرض المتعب إلى حياة حقيقية.
المدرسة في نظامنا هذا ليست ممتعة، والتلامذة نادرًا ما يتعلمون منها. هي بكل بساطة جسر عبور متعب إلى الحياة مع بعض اللمعات الممتعة.
لا يجب أن يُفهم من هذا الموقف معاداة للتعلّم والمعرفة، بل تأكيد عليه. ولا يجب ربط العلم والمعرفة بالمدرسة وكل المدارس، فالتعلّم هو سياق ضروري لكنه غير مشروط بعبور المدرسة لتحقيق مكتسبات معرفية يمكن أن يكون بألف طريقة أخرى من خارج الصندوق.
التعلّم والمعرفة في زمن كورونا ليس مماثلاً لما قبله، هذا الزمن يستدعينا للتفكّر بجدوى المدرسة كمؤسسة، ويضعنا أمام خيارات بديلة لحماية حقنا في الحياة المحمي بشرعة حقوق الطفل. فحق الأهل الإمتناع عن إرسال أولادهم إلى المدرسة عند وجود خطر صحي أو أمني، فحق الحياة والحماية من المخاطر أسمى من حق التعلّم، وكأننا لا نريد لأولادنا أن يتعلموا! بل أن حق الأطفال في التعلّم يشترط أن يكون آمنًا وممتعًا.
الأمان والمتعة لا توفرهما غالبية المدارس في شكلها الحالي، لنجد بديلاً، ليعمل العالم بأسره على بدائل أكثر أمنًا ومتعة، بدل أن تسعى الحكومات لتكييف الأفراد والمجتمعات مع كورونا بالرغم من استمرار المخاطر وازديادها. السياسات والاقتصاد وهذا العقل وهذا العلم والمؤسسات التربوية والحكومات.. أحيانًا أخطر من الأوبئة.
خسارة عام دراسيّ أفضل من خسارة المستقبل!
نبيل قسطنطين ــ النهار ــ في توصيف الواقع التربويّ في خلال ثورة 17 تشرين الأول في بداية العام الدراسي 2019-2020، ومع جائحة كورونا، بدا الإرباك واضحاً على مستوى الإدارة التربوية وفي جميع الوحدات المعنية، الرسمية والخاصَّة، ما بين التعطيل الطوعي أو القسري والتعطيل الرسمي المنظَّم أحياناً، والاختياري أحياناً أخرى، ومدى الاستعداد لمواجهة واقع وتحدّ ومستجدات غير منتظرة، ووضع جهود من أجل المعالجة، وانعكاس الوضع الصحي على الحالة النفسية للأولاد والأهل، مع ما رافق ذلك من تدهور سريع للوضع الاقتصادي والمالي، وانهيار لسعر صرف الليرة اللبنانية.
الاستقصاءات التي أجريت على التلامذة أظهرت أنّ الجزء الأكبر من الطلاب لم يستفيدوا، ولم يكونوا جديّين في متابعة الوسائل والطرائق والأساليب المعتمدة (الصف الافتراضي، التعليم عن بعد، التعليم بواسطة التلفزيون التربوي أو محطات التلفزيون الخاصَّة أو التعليم المباشر) ، نظراً إلى عدم توفّر جميع المستلزمات الضرورية للمتابعة الجديَّة (الوضع النفسي، مستوى الأهل العلمي والاقتصادي، الكهرباء، الإنترنت والتجهيزات الإلكترونية)، وعدم التنسيق الكامل بين المؤسسات التربوية على المستويين الرسمي - الرسمي، والخاص والرسمي، وغياب المتابعة والتقييم.
المدارس تمكّنت في فترة ما قبل ثورة 17 تشرين الأول، وفي خلال جائحة كورونا، ومع اعتماد كل هذه الطرق، من تنفيذ ما لا يزيد على 40% من البرنامج السنوي في أحسن الأحوال.
في ضوء النتائج غير المشجّعة أبداً للاستقصاءات، وأمام هذا الواقع والكوارث التي انهمرت على لبنان، وآخرها «التفجير النووي» المدمِّر في مرفأ بيروت، وتأثير كل ذلك، على كل مكوّنات الدولة اللبنانيَّة، الرسمية منها والخاصَّة، ومقوّماتها السياسيَّة والإدارية والاقتصاديَّة والماليَّة والإنسانيَّة، وارتفاع نسبة البطالة، وتزايد عدد العائلات الفقيرة، وتلك التي تحت خط الفقر، وأمام الضياع الحاصل للشباب اللبناني، وشعوره بالغربة والهوَّة ما بينه وبين حكّامه وزعمائه، وانفجار الوضع مع ثورة 17 تشرين، بشكل لم نشهد له مثيلاً في تاريخ لبنان... لأجل كل ذلك، أقترح على المعنيين بالشأن التربوي، العمل على إعادة هذا العام الدراسي بالذات، وكأنه لم يكن. هذا هو الحل الأفضل والأقل سوءاً من غيره، واعتماد التعليم النظامي المباشر مع اتخاذ أقصى درجات الاحتياط في المجالين الصحِّي والنفسي، مع استثناء بعض المدارس الخاصَّة، استنادًا إلى معايير علميَّة وتربويَّة مشدَّدة، رحمةً بالتلامذة والطلاب، انطلاقاً من القاعدة التي بنينا عليها اقتراحنا وهي: خسارة عام دراسي أفضل من خسارة العمر والمستقبل.
كما ننصح بمتابعة تطوير النظام التربوي الحالي، انطلاقاً ممَّا جاء في فلسفة منظومة البكالوريا العربية الدوليَّة الـIAB، الحديثة والمتطورة جداً والآيلة إلى بناء ملمح الطالب المواطن الواحد من دون تمييز ولا امتيازات.
اختصاصي في الإدارة التربوية
هذا ما سيَحصَل في مدارسِنا بزمن كورونا!
ناجي س. البستاني - خاص النشرة ــ إعتبارًا من الأسبوع المُقبل، ستُعاود أغلبيّة المدارس والمِهنيّات والجامعات في لبنان فتح أبوابها أمام التلاميذ والطلاب، كما حدث في أغلبيّة دول العالم التي بدأت عامها الدراسي 2020–2021 مطلع أيلول الحالي. فما هي التوقّعات بشأن العام الدراسي الطالع، وهل سيكون طلابنا وتلاميذنا وكوادرنا التربويّة، بمنأى عن إلتقاط وباء كورونا؟.
لا شكّ أنّ وزارة التربيّة والقيّمين على المدارس والجامعات، توافقوا على سلسلة إجراءات سيتمّ تطبيقها خلال العام الدراسي الطالع، وأبرزها خفض القُدرة الإستيعابيّة للصُروح التربويّة إلى النصف، عبر تقسيم طلاب كل صفّ إلى مجموعتين: المجموعة الأولى تُداوم أيّام الإثنين والأربعاء والجمعة من أوّل اسبوع وأيّام الثلاثاء والخميس من ثاني أسبوع، والمجموعة الثانية تُداوم في الأيّام الباقية من كلّ أسبوعين، وهكذا دواليك، علمًا أنّ المجموعة التي تكون في المنزل تُتابع التعلّم عبر شبكة الإنترنت بالتزامن مع المجموعة الحاضرة في الصفّ. وسيتم تقليص ساعات التدريس، وفرض إرتداء الكمّامات، وتشجيع التباعد الإجتماعي، والحثّ على غسل اليدين وتعقيمها، إلى ما هناك من إجراءات جيّدة ومُفيدة.
لكنّ كل هذه التدابير لن تحول دون وُقوع إصابات لا محالة، إن بين التلاميذ والطلاب، أو بين الكادر التعليمي والإداري، وسينتقل الوباء من خارج حرم المدارس والجامعات إلى داخلها، ومن هذه الأخيرة إلى الأهل في منازلهم! وهذا ليس مُجرّد تكهّن أو مُجرّد رأي مُتشائم، بل هو واقع مَلموس سبقتنا إليه الدول الغربيّة التي بدأت العام الدراسي الحالي قبلنا، وتحديدًا مطلع شهر أيلول. فمثلاً، في فرنسا عاد مجموع أرقام الإصابات بوباء كورونا ليرتفع بشكل كبير، بعد إستئناف العام الدراسي بالأمس القريب، وقد إضطرّت السُلطات الفرنسيّة إلى إعتماد تدبير إعادة الإقفال الجزئي والكلّي في بعض المدارس، في ظلّ تخوّف من ألا يتمكّن التلاميذ مُجدّدًا من إكمال العام الدراسي حُضوريًا، بسبب إرتفاع وتيرة الإصابات بوباء كورونا بشكل سريع. وعلى سبيل المثال لا الحصر أيضًا، إعتمدت كندا برنامجًا مُتطوّرًا يتابع حالات الإصابات المُسجّلة في المدارس، وما أن يتمّ الإبلاغ عن أيّ إصابة في مُطلق أيّ مدرسة، حتى يُرسل كل المُخالطين لهذه الحالة إلى المنزل لقضاء فترة عزل إلزاميّة بالتزامن مع إجراء الفُحوصات اللازمة للأساتذة والإداريّين الذين إحتكّوا بالحالة المُصابة. واللافت أنه بعد مُرور أسابيع قليلة جدًا على مُعاودة العام الدراسي، أصاب الوباء مئات المدارس الكنديّة، والرقم في تصاعد مُستمر.
وبالتالي على السُلطات التربويّة في لبنان، إن الرسميّة أو الخاصة منها، عدم الإكتفاء بخطّة العودة التي جرى إعدادها، لأنّ التجربة في مدارس ومعاهد وجامعات الدُول الغربيّة غير مُشجّعة. وبالتالي من الضروري تحضير خُطّة تُوضح للجميع كيفيّة التعامل مع بدء تسجيل الإصابات في المراكز التعليميّة، وعدم الإكتفاء بالحديث عن وُجود خُطة جاهزة للتعليم عن بُعد في حال إقفال المدارس مُجدّدًا، لأنّ تجربة العام الماضي في هذا الصدد لم تكن ناجحة. وقد لا تمضي أسابيع قليلة على العودة إلى المدارس، لتعلو الصرخات هنا أو هناك، ما أن يبدأ رصد الإصابات بالوباء.
إشارة إلى أنّه بحسب أحدث الإحصاءات، تجاوز إجمالي عدد الأشخاص الذين أصيبوا بوباء كورونا في العالم، منذ نهاية كانون الأوّل الماضي حتى تاريخه، عتبة الثلاثين مليون شخص، تماثل منهم نحو 22 مليون شخص إلى الشفاء التام، وتوفّي نحو 950 ألف شخص، بينما يُواجه الباقون وعددهم يزيد قليلاً عن 7 ملايين شخص، الوباء، وبعضهم يُصارعه بصُعوبة، حيث أنّ أكثر من 61 ألف شخص في العالم حالتهم حرجة. وفي لبنان، تجاوز إجمالي عدد الإصابات عتبة 26 ألف إصابة، وبدأنا نشهد وتيرة إصابات يوميّة تبلغ نحو 600 إصابة حاليًا، علمًا أنّ الفُحوصات اليوميّة تبلغ نحو 8000 إختبار فقط. كما بات عدّاد الوفيّات يشهد زيادة يوميّة-ولوّ بوتيرة مضبوطة حتى الساعة، علمًا أنّ عدد الحالات الحرجة تجاوز المئة وعشرين حالة.
وبكل بساطة، هذه الأرقام تعني أنّنا لا نزال في خضمّ أزمة كورونا، والتركيز يجب ألا يكون إطلاقًا على كيفيّة إقناع الأهل بدفع الأقساط، بل على كيفيّة نقل أكبر قدر مُمكن من المَنهج التعليمي، إلى التلاميذ والطلاب، بأقلّ عدد مُمكن من الإصابات بوباء كورونا، مع الإحتفاظ طبعًا بحق كل مُعلّم وأستاذ بنيل راتبه.
في الختام، وفي إنتظار أن يتوفّر اللقاح المُناسب والفعّال بشكل أكيد على المُستوى العالمي، وأن تصلنا منه الكميّات الكافية للبنانيّين، علينا التأقلم مع نموذج الحياة الصعبة في زمن كورونا! لكنّ المُشكلة أنّ تجربة تدابير الوقاية وإجراءات الحماية التي إعتمدت في لبنان، في مختلف القطاعات خلال الأشهر الماضية، لم تكن مُشجّعة، شأنها شأن مدى إلتزام قسم كبير من اللبنانيّين بمطلبيّ التباعد الإجتماعي وإرتداء الكمّامات. وبالتالي، ما لم تكن التجربة مُختلفة داخل المدارس، توقّعوا أن تُطلّ الإصابات بوباء كورونا بعد أسابيع قليلة-ما لم يكن بعد أيّام فقط، من إفتتاح العام الدراسي. وما لم تكن الخُطط جاهزة للتعامل بجدّية مع هذا الإحتمال السيّء، على العام الدراسي المُقبل السلام!.
اعمار المدارس المتضررة:
المجذوب تابع مع سفير قطر الإجراءات لتنفيذ الهبة القطرية
وطنية - إستقبل وزير التربية والتعليم العالي في حكومة تصريف الأعمال الدكتور طارق المجذوب، سفير قطر محمد حسن جابر الجابر يرافقه القنصل القطري أحمد العبيدلي، وتناول البحث متابعة الإجراءات والمراسلات لتنفيذ الهبة القطرية الهادفة إلى الإسهام بجزء كبير من ترميم وتأهيل المدارس الرسمية المتضررة من انفجار مرفأ بيروت.
وعبر الوزير المجذوب عن الشكر والتقدير للموقف القطري تجاه لبنان في النكبة التي أصابت العاصمة بانفجار المرفأ، وأكد "حاجة لبنان إلى تسريع تنفيذ الهبة، سيما وأننا على أبواب عام دراسي، فيما يحتاج آلاف التلامذة إلى تأهيل مدارسهم ليعودوا إليها ويتابعوا الدراسة فيها".
وأكد السفير القطري بدوره على توجيهات أمير قطر الشيخ تميم بن حمد آل ثاني بالوقوف إلى جانب لبنان ودعمه في مجالات متنوعة وخصوصا في القطاع التربوي، مشددا على "عزيمة اللبنانيين الأكيدة في استعادة الحياة وبناء المؤسسات واستنهاض البلاد".
الهبة القطرية جاهزة لترميم وإعمار المدارس اللبنانية
المدن - أدى الانفجار الذي وقع في مرفأ بيروت في 4 آب المنصرم إلى تضرر وتدمير نحو 165 مدرسة في القطاعين العام والخاص. وطالت الأضرار 90 مدرسة رسمية بينها 12 مدرسة أضرارها بالغة، و75 مدرسة خاصة، بينها 13 مدرسة دمرت بشكل كامل تقريباً، ولا يمكن إعادة فتحها لهذا العام. وتفوق الكلفة التقديرية لإعادة إعمار وإصلاح هذه المدارس 21 مليون دولار، من دون التجهيزات والمفروشات. فكلفة هذه الأخيرة لم تحدد بعد إذ أن العمل جاري لإعداد الدراسات اللازمة لها، وفق مصادر وزارة التربية.
وتقدر كلفة المدارس الرسمية نحو 6 ملايين دولار، من دون التجهيزات والمفروشات. وقد أمنت وزارة التربية الأموال اللازمة لإعادة إعمار المدارس الرسمية. وبدأت الشركات الاستشارية بإعداد الدراسات التفصيلية كيفية بدء الإعمار، وذلك بهبات قدمتها منظمة اليونيسكو، التي تقوم بتنظيم المساعدات وكيفية توزيعها على المشاريع، ومنظمة اليونيسف، والسفارة السويسرية. لكن الهبة القطرية هي الأبرز بين هذه المساعدات وتصل قيمتها إلى نحو 9 ملايين دولار.
وفي سياق المساعدات القطرية، استقبل وزير التربية والتعليم العالي في حكومة تصريف الأعمال الدكتور طارق المجذوب، سفير قطر محمد حسن جابر الجابر يرافقه القنصل القطري أحمد العبيدلي، الجمعة في 18 أيلول. وتناول البحث متابعة الإجراءات والمراسلات لتنفيذ الهبة القطرية الهادفة إلى الإسهام بجزء كبير من ترميم وتأهيل المدارس الرسمية المتضررة من انفجار مرفأ بيروت.
وعبر الوزير المجذوب عن الشكر والتقدير للموقف القطري تجاه لبنان في النكبة التي أصابت العاصمة بانفجار المرفأ، وأكد "حاجة لبنان إلى تسريع تنفيذ الهبة، سيما وأننا على أبواب عام دراسي، فيما يحتاج آلاف التلامذة إلى تأهيل مدارسهم ليعودوا إليها ويتابعوا الدراسة فيها".
وأكد السفير القطري بدوره على توجيهات أمير قطر الشيخ تميم بن حمد آل ثاني، بالوقوف إلى جانب لبنان ودعمه في مجالات متنوعة، وخصوصاً في القطاع التربوي، مشدداً على "عزيمة اللبنانيين الأكيدة في استعادة الحياة وبناء المؤسسات واستنهاض البلاد".
الدولار الطالبي:
القانون المعجّل المكرّر لإلزام مصرف لبنان بـ "الدولار الطالبي" يسير ببطء/"العملة الخضراء" تسجن طلاب لبنان في غربة وطنهم
خالد أبو شقرا ــ نداء الوطن ــ أن يأتي "الدولار الطالبي" متأخراً، ليس خيراً من ألا يأتي. فهو يعني تفويت عام دراسي على نحو 10 آلاف طالب يتابعون تحصيلهم العلمي العالي في الخارج.
الأشهر الإثني عشر الماضية لم تكف المسؤولين لحسم خياراتهم وإنصاف طاقات لبنان المستقبلية. فشلوا في إقرار مشروع قانون "الكابيتال كونترول" الذي تضمن سقفاً بقيمة 50 ألف دولار لغرض تسديد نفقات الطلاب في الخارج، بعد الكثير من الأخذ والرد وتقديم أكثر من مشروع معدل. استغنوا عن صلاحياتهم تاركين لمصرف لبنان حرية التصرف، فأصدر الأخير في 19 آب الماضي القرار الاساسي رقم 13257 الذي هو أشبه بتمنٍّ على المصارف القيام بعمليات تحويل الاموال الى الخارج من حسابات عملائها الجارية بالدولار فقط، لتأمين تسديد الاقساط بسقف 10 آلاف دولار وللعام 2019-2020. ومع انطلاق العام الدراسي في الكثير من الجامعات الاجنبية، قدّموا متأخرين اقتراح القانون المعجّل المكرّر الرامي الى "إلزام مصرف لبنان صرف مبلغ عشرة آلاف دولار اميركي وفق سعر الصرف الرسمي للدولار "1515" عن العام الدراسي 2020 -2021". فهل يُبصر "الدولار الطالبي" مع هذا القانون النور قبل فوات الأوان؟
إستنسابية المصارف
"إلزام مصرف لبنان بتأمين الدولار بحسب سعر صرف 1515 هو الامل الوحيد المتبقي أمامنا لاكمال تعليم أولادنا"، يقول عضو لجنة أهالي الطلاب اللبنانيين الموجودين في الخارج اسامة عبد الواحد. "خصوصاً مع استنسابية المصارف في تطبيق تعميم المركزي رقم 153 الذي يجيز لنا تحويل مبلغ 10 آلاف دولار من حساباتنا بالعملة الاجنبية إلى الخارج". وبحسب عبد الواحد فان "المصرف الذي رفض تقديم طلبه تبعاً "للتعميم"، قال له بصريح العبارة: "لم يُقبل لغاية اللحظة أي طلب تقدمنا به". وبرأي عبد الواحد فان "التحويل يخضع للمحسوبيات، وبامكان المصارف بحسب قوة "الواسطة" أن تحول لمن تريد، حتى ولو كان التسجيل وهمياً ويهدف فقط لتهريب الاموال والاستفادة من الـ 10 آلاف دولار المحولة نقداً إلى الخارج".
الدولار الطالبي للجميع
القانون المعجّل المكرّر الذي تعمل عليه لجنة فرعية مصغرة في مجلس النواب، يحاول تفادي العراقيل والمطبات الواردة في تعميم مصرف لبنان. خصوصاً لجهة عدم حصر التحويل بمن يملك حساباً مصرفياً بالدولار، بل السماح لمن يملك حساباً بالليرة اللبنانية وللذين لا يملكون حسابات مصرفية، ان يحولوا 15 مليون ليرة على 1515 من الحساب أو نقداً إلى 10 آلاف دولار.
العراقيل
على الرغم من هذا التعديل الجوهري إلا ان القانون الذي يناقشه النواب لا يخلو من بعض العراقيل. إذ انه ينص مثلاً، على ضرورة تقديم المستفيد عقد إيجار في الخارج. وهو ما لا يمكن تأمينه في حال كان الطالب يسكن مع زملائه أو عند أقاربه أو في منامة الجامعة. كما ان القانون المقترح لم يحسم بعد مصير الطلاب الذين يسكنون مع ذويهم في الخارج، سواء كان الاهل يمتلكون حساباً مصرفياً في الداخل أم لا. وكيفية تسديد الدفعات، فهل تدفع نقداً للاهل او تحول على دفعات أم تحول بشكل مباشر إلى الجامعة في الخارج. وكيفية ضمان ألا يتاجر البعض في القسط، فيتسجلون في الجامعات الحكومية شبه المجانية، ويقبضون 10 آلاف دولار بدل ايجار وهمي وكلفة معيشية؟ وكيف سيميزون بين الطلاب الذين يملكون منحاً تعليمية أو مساعدات عن غيرهم؟100 مليون$ إضافية
من الاحتياطي
الكلفة التي سيتحملها مصرف لبنان نتيجة هذا التدبير ستبلغ نحو 100 مليون دولار سنوياً. وبغض النظر عن ان الرقم ليس كبيراً بالمقارنة مع ما يدفع لدعم النفط، الدواء والطحين التي تُهرّب بوتيرة مرتفعة، فان جمع هذا المبلغ مع بقية انواع الدعم سينعكس سلباً على ميزانية مصرف لبنان واحتياطه من العملات الاجنبية الآخذ بالانخفاض. النقاش بتفاصيل القانون كان من المفترض ان يبدأ في 5 آب الماضي، إلا ان انفجار المرفأ في الرابع من آب وما تلاه من استقالة الحكومة وتكليف مصطفى أديب، أخّر جلسة اللجان المشتركة الموكلة البحث بالقانون إلى منتصف أيلول. الاخيرة لم تأخذ القرار، بل حولت المقترح إلى لجنة مصغرة من النواب، ستجتمع الاربعاء القادم لمزيد من النقاش والتعديل. وفي حال موافقة اللجنة يعود المقترح إلى اللجان التي ترفعه بدورها إلى الجلسة العامة للتصويت. في هذه الاثناء آمال الاهالي باقرار القانون تضعف ليس بسبب المماطلة والاختلاف واحتمال عدم تحديد جلسة تشريعية قبل اقفال باب التسجيل في الجامعات الاجنبية... "بل لان السلطة التي لم تسأل عن ضحايا وخسائر انفجار المرفأ لا يُنتظر منها ان تهتم ببضعة آلاف من الطلاب الذين يتخصصون في الخارج"، يقول عبد الواحد. هذا و"تعتبر نقاشات النواب الموكلين دراسة القانون غير مشجعة وليست عند المستوى المطلوب، بحسب مصادر اهالي الطلاب".
أيام قليلة تفصل الطلاب عن الذهاب الى جامعاتهم أو البقاء في لبنان. والاربعاء لناظره قريب.
عبدالله: لاقرار قانوني العفو العام والدولار الطالبي
تمنى عضو كتلة "اللقاء الديمقراطي" النائب بلال عبدالله في تصريح على مواقع التواصل الاجتماعي على رئيس مجلس النواب نبيه بري الإسراع في عقد جلسة تشريعية، وفي أقرب وقت ممكن، لأقرار قانون العفو العام، خارج أية أعتبارات فئوية، ولأسباب بحت أنسانية وصحية، وإقرار قانون الدولار الطالبي، الملح لآلاف العائلات التي تعاني مع أبنائها في الخارج. أنها أمور لا تنتظر التسويات الكبرى".
اللبنانية تعاون مع الوزرة واعتداء على استاذ
تعاون بين وزارة التربية وكلية إدارة الأعمال في اللبنانية لامتحانات الدخول إليها
بوابة التربية: نظّمت كلية العلوم الاقتصادية وإدارة الأعمال في الجامعة اللبنانية بالتعاون مع دائرة الامتحانات الرسمية في وزارة التربية والتعليم العالي، ندوة تدريبية لرؤساء مراكز امتحانات الدخول إلى سنة أولى – إجازة في الكلية للعام الجامعي 2020 – 2021، والتي ستُنظّم يوم غدٍ السبت بتاريخ 19 أيلول 2020 في 27 مركزًا بين بيروت والشمال والجنوب والبقاع وجبل لبنان.
وخلال الندوة، التي حضرها عميد كلية العلوم الاقتصادية وإدارة الأعمال البروفسور سليم المقدسي ورئيسة دائرة الامتحانات الرسمية في وزارة التربية السيدة أمل شعبان ورؤساء المراكز المُعتمدة، تمّت مناقشة التدابير الإدارية واللوجستية والصحية التي سترافق امتحانات نحو 3500 مرشح في مراكزَ مجهزة بكاميرات مراقبة موصولة بمركز وزارة التربية في منطقة الأونيسكو.
وحرصًا على سلامة الطلاب والمراقبين، سيتم اتخاذ إجراءات وقائية من فيروس كورونا تشمل مراعاة المسافة الآمنة وتنظيم دخول المرشحين وخروجهم، كما تمّ تأمين عبوات تعقيم ستوزع عند بوابات مراكز الامتحانات وفي جميع قاعات الامتحان.
يُذكر أن كلية العلوم الاقتصادية وإدارة الأعمال هي الكلية الوحيدة في الجامعة اللبنانية التي تُنظّم امتحاناتُ الدخول إلى مرحلة الإجازة فيها بالشراكة مع وزارة التربية، كما يتولى فريق من الوزارة وضعَ أسئلة الامتحانات وتصحيحها.
لغة الوحوش" بالجامعة اللبنانية: ضابط يعتدي مرتين على أستاذ
المدن ـ للمرة الثانية يتعرض الأستاذ في كلية الآداب، الجامعة اللبنانبة - فرع صيدا، أنور الموسى، للاعتداء والضرب من ضابط بالأمن العام، هو حسن رمضان وسائقه علي فرحات الذي شارك في الاعتداء الأول (وقع السنة الفائتة)، بتحريض من زوجة الضابط رئيسة قسم اللغة العربية في فرع الجامعة إياه، تغريد الطويل. وهي "تمتلك مهارة التحريض والحقد والشك"، بحسب الموسى الملقى على سرير في المستشفى، مصاباً في عينه ورأسه وأماكن أخرى حساسة في جسمه. وهو يرى أنها "محاولة قتل مخطط لها"، بعدما كان تعرض لاعتداء في السنة الدراسية الماضية.
بيان رابطة الأساتذة
رئيس الهيئة التنفيذية لرابطة الأساتذة المتفرغين في الجامعة اللبنانية، يوسف ضاهر، أصدر بياناً قال فيه: "باسم اساتذة الجامعة اللبنانية والتزاماً بشرعة حقوق الإنسان وشرعة التعليم العالي واحتراماً للكرامة الإنسانية ولروح الزمالة الجامعية، يستنكر رئيس الهيئة التنفيذية لرابطة الأساتذة المتفرغين في الجامعة اللبنانية الاعتداء الذي تعرض له الزميل في كلية الآداب د. أنور الموسى، ويعتبر رئيس الهيئة أن لغة الضرب والاعتداء الجسدي هي لغة الوحوش وليست لغة البشر، وبخاصة بحق أساتذة جامعين. كما يدعو رئيس الهيئة القضاءَ إلى تحمل مسؤولياته وإجراء التحقيق اللازم، وإظهار حقيقة ما حدث، وإنزال العقوبة بالمعتدين وبكل من يظهره التحقيق مرتكباً أي جرم يخل بالنظام الداخلي للجامعة، وبالقوانين العامة التي تضمن حقوق وحرية المواطنين. كما يدعو الجامعة إلى تطبيق ما تقتضيه قوانينها في حالات كهذه، لإحقاق الحق ولمنع تكرار أي أعمال عنفية بحق أهل الجامعة".
رواية الموسى
وبحسب رواية الموسى حصل الاعتداءان "داخل الحرم في الجامعة اللبنانية: داخل الفرع في صيدا في الاعتداء الأول، وقرب موقف العميد بحرم الجامعة- معهد الدكتوراه بسن الفيل، في الاعتداء الثاني". وتابع: "أنا الآن في المستشفى وتفبرك القصص المغرضة من تغريد ومن يتملق لها ويساندها لطردي من الجامعة. وطيلة الأشهر الماضية حيكت خطط أمنية تافهة لتوريطي والأدلة معي.. مستثمرين موقعهم وعلاقاتهم للأسف! مع تهديدات خطيرة.. حتى إن د. تغريد بدأت مؤخرا تستفزني وتطردني من القسم مع إهانات بلا سبب إلا لافتعال مشكلة.. مع محاولات لطردي من القسم مع أني عضو مجلسه.. وتعطل مجلس القسم لتديره وحدها وتظلم بذلك من تشاء وتحرض من تشاء. وتستثمر تحيّز المدير معها والأدلة موجودة... وتحرض بعض الزملاء ضدي".
وأضاف: "طبعا لجأت إلى القضاء بعد الاعتداء الأول وتقدمت بشكوى ضدها وضد من حرضته د. حامد حامد الذي نكل بي داخل القسم مع شتائم...فحاولت إخراج نفسها مستثمرة معارفها (وأعرف ماذا فعلت)... ولجأت إلى وزارة التربية لأن الجامعة لم تعطني حقي.. في الاعتداء الأول! اعتقدت انها انتصرت وتشيع أنها بريئة، مع ان القضاء لم يصدر حكمه بعد... وما ساعدهم للأسف، الاقفال بسبب كورونا وتدخلهم في القضاء".
وقال: "أطالب اللواء المحترم عباس إبراهيم بالتدخل العاجل ومحاسبة الضابط ومرافقه.. وأطالب الجهة السياسية التي تنتمي إليها د تغريد بمحاسبتها لأن هذه الأعمال تسيء لسمعتها في وقت يرفض كثر من الزملاء في الجهة السياسية نفسها هذه الأعمال... وأطالب حضرة رئيس الجامعة اللبنانية بالتدخل ومحاسبة المعتدية ومن حرضته، ورفع شكوى قضائية لنيل حقي وحق الجامعة. وأطالب معالي وزير التربية بالإسراع في التحقيق والعقوبة ضد المعتدين من الجامعة.. علما أني ذهبت قبل الاعتداء إلى رئاسة الجامعة لتقديم شكوى جديدة لكن حضرة الرئيس طلب من السكرتيرة تبليغي برفع شكوى بالتسلسل الإداري. لكن المدير يرفض تسجيل الشكاوى التي أنوي إرسالها في القلم. أطالب الرابطة بالتحرك والدفاع عني".
القضية في عهدة القضاء
مصادر رئاسة الجامعة اللبنانية أكدت لـ"المدن" أنها تلقت الشكوى العام الفائت وشكلت لجنة تحقيق وحاولت التوسط بين الطرفين. لكن يبدو أن الخلافات بينهما ما زالت مستمرة وكانت تداعياتها الإشكال الذي وقع مؤخراً. وأضافت المصادر أن المشكل الذي حصل منذ يومين كان خارج حرم الجامعة وثمة دعاوى رفعت بين الطرفين وبالتالي رئاسة الجامعة باتت خارج الموضوع في انتظار ما سيقرره القضاء.
ولاحقاً، صدر عن المديرية العامة للأمن العام البيان الآتي:
"عطفا على ما يتم تداوله عبر مواقع التواصل الاجتماعي وبعض المواقع الإخبارية الإلكترونية حول تعرض الدكتور أنور الموسى للضرب على يد احد ضباط المديرية العامة للأمن العام، يهم المديرية أن توضح أن موضوع الإشكال بين الضابط والدكتور الموسى يتم معالجته قضائيا بإشراف النيابة العامة الاستئنافية في جبل لبنان، مع الإشارة إلى أن الخلاف مرده شكوى قضائية تقدمت بها زوجة الضابط ضد الدكتور المذكور تم التحقيق فيها لدى مكتب جرائم المعلوماتية واحيلت إلى القاضي المنفرد الجزائي في بيروت بعد الإدعاء على الدكتور الموسى بجرائم المواد 582 و 584 عقوبات، علما أنه سبق للمديرية أن وجهت كتابين إلى رئاسة الجامعة اللبنانية بتجاوزات الدكتور الموسى وتشهيره بالضابط وزوجته".
قطاع التربية في الشيوعي: تماد في تدمير الجامعة اللبنانية وأدواتها النقابية
وطنية - شجب قطاع التربية والتعليم في الحزب الشيوعي اللبناني، في بيان اليوم، "تفريع الجامعة اللبنانية، حيث بلغ الاستقطاب الطائفي والمناطقي أقصى مداه لدى تحديد أمكنة الفروع تبعا للتمركز الطائفي في كل من هذه المحافظة أو تلك".
ودان التعرض للدكتور أنور الموسى ، مشيرا الى انه "لم يعد الأستاذ الجامعي مهددا بكرامته الشخصية ولقمة عيشه وبالترقي الأكاديمي تبعا لكفاءته وإنجازاته البحثية فحسب، بل بات أيضا مهددا بأمنه الجسدي في غرف الأقسام وفي قاعات المحاضرات".
واشار الى ان " هناك تماديا في تدمير الجامعة اللبنانية وأدواتها النقابية". ودعا من "يفترض بهم أن يكونوا الممثلين النقابيين في التعليم الجامعي إلى تحمل مسؤولياتهم حفظا لما تبقى من مكانة للجامعة اللبنانية وللتعليم العام".
كلية الحقوق 4: الفتاة المصدومة على اوتوستراد زحلة ليست طالبة في الجامعة اللبنانية
وطنية - صدر عن إدارة كلية الحقوق والعلوم السياسية -الفرع الرابع البيان الآتي: "تداول بعض مواقع التواصل الإجتماعي خبر سقوط شهيدة جديدة من طلاب الجامعة اللبنانية كلية الحقوق والعلوم السياسية الفرع الرابع، على اوتوستراد زحلة بعد أن صدمتها سيارة أثناء محاولة تجاوزها الأوتوستراد من جهة الى أخرى برفقة شقيقتها".
اضاف البيان: "على الفور، حضرت مديرة الكلية الدكتورة جنان الخوري إلى المستشفى والتقت شقيقها الذي افاد انها تدعى ياسمين باقي من رأس العين بعلبك وحضرت إلى زحلة للتسوق وصدمتها سيارة مع شقيقتها، على اوتستراد زحلة، فتوفيت هي بينما شقيقتها بخير. لذا تود ادارة الكلية أن تؤكد أن المغفور لها ليست طالبة في أي كلية في الجامعة اللبنانية".
وطالب البيان المسؤولين "بالاسراع بتنفيذ جسر للمشاة امام الكلية تفاديا لازهاق ارواح الطلاب وسواهم من المواطنين".
التعليم الرسمي: المهني بين رئاسة الحكومة والمديرية
دياب عرض مع وفد رابطة التعليم المهني موضوع امتحانات شهادات البكالوريا الفنية
وطنية - استقبل رئيس حكومة تصريف الأعمال الدكتور حسان دياب بعد ظهر اليوم في السرايا الحكومية، وفد الهيئة الإدارية لرابطة أساتذة التعليم المهني والتقني الذي ضم عبد القادر الدهيبي، جورج نصر، هادي الحلبي، فاروق الحركة، لولو كفروني، حسن سرحان، أسامة الحمصي، عبد الرحمن برجاوي، بلال خليل، جوزيف سيسوق، بحضور مستشاري الرئيس حسين قعفراني والياس عساف.
وجرى خلال اللقاء البحث في موضوع شهادات البكالوريا الفنية TS وLT، ودراسة الحلول المناسبة لإجراء الامتحانات الرسمية بشكل يراعي الطلاب ويضمن احترام التدابير الوقائية في ظل تفشي وباء كورونا.
كتاب من المجذوب إلى مديرية المهني لاستقبال طلاب المعاهد الخاصة
بوابة التربية: وجّه وزير التربية في حكومة تصريف الأعمال طارق المجذوب كتابا إلى المديرة العامة لـ التعليم المهني والتقني, “حول التلامذة الراغبون في الانتقال من المعاهد و المدارس الفنية الخاصة إلى المعاهد والمدارس الفنية الرسمية ممن تعذّر عليهم الاستحصال على إفادات تخوّلهم التسجيل بسبب أقساط غير مسددة”.
وجاء في الكتاب ما يلي:
*نظرا للظروف الاقتصادية الإستثنائية التي تمر بها البلاد والصعوبات التي تعترض التلامذة الراغبين في الإنتقال من المعاهد والمدارس الفنية الخاصة إلى المعاهد والمدارس الفنية الرسمية ممن تعذر عليهم الإستحصال على إفادات تخولهم التسجيل بسبب أقساط غير مسددة .*
*وعملا” بمبدأ التعليم من حق الجميع، ولأنه من غير المقبول أن يقف العائق المادي حائلا دون متابعة هؤلاء التلامذة دراستهم.*
*نطلب منكم إعتماد آلية إستثنائية لتمكينهم من التسجيل في المعاهد والمدارس الفنية الرسمية وفقا للترتيب التالية:*
*1- تقدم طلبات الراغبين في التسجيل في المعاهد والمدارس الفنية الرسمية دون حيازتهم الإفادة المطلوبة بسبب الأقساط، إلى الدوائر التربوية المختصة أو إلى المديرية العامة للتعليم المهني والتقني مصلحة المراقبة والإمتحانات لتثبت أي منهما من أوضاع هؤلاء التلامذة في المعاهد والمدارس الفنية الخاصة الذين كانوا يتلقون الدراسة فيها خلال الأعوام الدراسية السابقة وفقا لبرنامج اللوائح الإسمية (ناجحراسب- مبرر غير مبرر ) مع ذكر معدل النهائي الحاصل عليه التلميذ في حال وجوده.*
*2- بعد التأكد من أوضاع أصحاب العلاقة تتم إحالته إلى المعهد أو المدرسة الفنية المطلوب التسجيل فيها بحيث يتمكن المعهد أو المدرسة الفنية من قبول تسجيلهم وفق النظام الداخلي للمعاهد والمدارس الفنية الرسمية.*
*3- عند إنتهاء أعمال التسجيل يرفع كل معهد أو مدرسة فنية رسمية لائحة بأسماء التلامذة المسجلين لديها والقادمين من معاهد ومدارس فلبية خاصة إلى الدوائر التربوية لتقوم بإحالتها إلى المديرية العامةللتعليم المهني والتقني مصلحة المراقبة والإمتحانات ليصار إلى تبرير أوضاعهم وفقا لحالة كل منهم*
مديرة التعليم المهني عرضت مع وفد فرنسي تركيب طاقة شمسية لمعاهد متضررة من انفجار المرفأ
وطنية - اجتمعت المديرة العام للتعليم المهني والتقني الدكتورة هنادي بري مع الوفد الفرنسي Electriciens sans frontières و l'Institut européen de coopération et de développement (IECD). وتم التباحث في تركيب طاقة شمسية لبعض المجمعات والمعاهد التي تضررت من جراء الانفجار في مرفأ بيروت .
حريق في محيط مدرسة الهبارية
وطنية - حاصبيا - شب منذ قليل حريق في محيط مدرسة الهبارية الرسمية قضاء حاصبيا، واتت النيران على مساحة واسعة من الأعشاب اليابسة والأشجار الحرجية، وتعمل عناصر من الدفاع المدني بمساعدة الأهالي على محاصرة النيران واخمادها.
الهيئة الصحية تنشط في مدارس صيدا
الهيئة الصحية الإسلامية نظمت ورشا للوقاية من كورونا في مدارس صيدا والغازية
في اطار الجهود الرامية للاستعداد لبرنامج الصحة المدرسية للعام الدراسي 2020-2021 وضمن ملف العودة الآمنة للمدارس وبالتنسيق مع ثانوية المهدي(عج) الغازية ، نفذت دائرة البرامج والإرشاد في الهيئة الصحية الإسلامية ووفق التدابير الوقائية ثلاث ورش تدريبية حول إجراءات الوقاية من انتشار فيروس كورونا المستجد في المدرسة، وأدوار ومسؤوليات كل الهيئة الإدارية والهيئة التعليمية والمرشد الصحي البيئي والأهل.
وشارك في الورش التي قدمتها نبال رمال 100 من الكادر التعليمي وتضمن المتن التدريبي مادة تعريفية عن فيروس كورونا المستجد وإجراءات الوقاية في المدرسة.
الورشة الأولى استهدفت معلمي مواد العلوم والاجتماعيات والرياضيات.
اما الورشة الثانية فاستهدفت معلمي للغة الانكليزية ورياض الأطفال
في حين استهدفت الورشة الثالثة المعلمين في وحدة اللغة العربية والفرنسية والفارسية ومعلمي الفنون والرياضة والقرآن والدين.
وفي سياق متصل وبمبادرة تعاون مع مديرة مدرسة روضة الشهيد معروف سعد في صيدا وضمن برنامج تأهيل الكادر التعليمي حول الاستعداد لعودة آمنة للطلاب، نفذت دائرة البرامج والإرشاد في الهيئة ورشة تدريبية حول إجراءات الوقاية من انتشار فيروس كورونا المستجد استهدفت 8 معلمات.. وقدم الورشة المدرب الأخ خضر حمدان.
وقد راعت الورش التوجيهات المعتمدة في مثل هكذا ورش لناحية التباعد الاجتماعي والالتزام بالكمامة..
أكثر من 5 آلاف معلّم مصروف في المدارس الخاصّة
بوابة التربية: تدخل المدارس الخاصة، بصعوبة كبيرة موسم إنطلاق العام الدراسيّ على وقع تفشّي الـ”كورونا” وصرف عدد كبير من المعلّمين والموظّفين فيها. في آخر الأرقام المسجّلة حتّى شهر أيلول 2020، يكشف عضو لجنة الفيزياء في مركز البحوث رمزي بطيش، في حديث لموقع mtv، أنّ “عدد المعلّمين المصروفين من وظائفهم في المدارس والمؤسسات التعليميّة الخاصّة تجاوز الـ5 آلاف معلّم، وهو رقم يشكّل مشكلة كبيرة على صندوق التعويضات في ظلّ الشحّ المالي في الدولة”.
أمّا عن الأعباء الماليّة التي تتكبدها المدارس في ظلّ هذه الأزمة، فيرى أنّه “كان يُمكن وضع خطّة نحتمل من خلالها هذه الأعباء بشكل جماعيّ، كمعلّمين وإدارات مدارس معاً”، مُشيراً إلى أنّ “هناك مساعدات ماليّة من دول عدّة للمدارس، كما من السفارة البابويّة، وخصوصاً للمدارس الفرنكوفونيّة، ويُمكن البناء عليها، إلاّ أنّنا لا نعرف أين هي حتّى الآن”.
ويلفت بطيش إلى أنّ “جزءاً من أزمة المدارس تكمن في انعدام النشاطات، سيّما على مستوى تعليم المواد، وهو ما يزيد الأمور صعوبةً على مستوى التعليم الإلكتروني عن بُعد”، مُفيداً بأنّ “المدارس الخاصة كانت تُدرك مسار الأزمة الذي سنصل إليه وكان عليها، أقلّه، توفير الضمانات اللازمة للمعلّمين وطرح مشاريع قوانين تحميهم واتّخاذ قرارات سريعة وإستباقيّة تفادياً للوضع الحالي، كي لا يقع المعلّمون ضحيّة الأزمة”.
550 ألف دولار لإعادة إعمار مدرسة راهبات القلبين الأقدسين-السيوفي/ الأخت إيلين ريشا: رواتب 200 عائلة قد تتوقف
روي أبو زيد ــ نداء الوطن ــ حين تعاين الدمار الذي لحق بمدرسة راهبات القلبين الأقدسين في منطقة الأشرفية، السيوفي، تدرك تماماً أنّ هذا الصرح التربوي عصيّ على الأزمات مهما كثرت والعواصف مهما اشتدتّ. هي ليست مدرسة بالمعنى اللّغوي للكلمة فحسب، إذ تحضن كلّ من دخل كنفها وجلس على مقاعدها لتعدّ منه خميرة رغيدة يكون ملح الأرض ونور العالم، في مجتمع تملؤه الأنانية ويتحكّم الألم في مفاصله.
بقيت راهبات القلبين الأقدسين وفيّات وأمينات لرسالتهنّ التي حملنها منذ عقود مضت، ورحن يطبّقنها بسبل عدة، فحملن بإرسالياتهن روح التعليم العام 1889 وصمدن في الحروب العالمية الأولى والثانية. تأسست مدرسة راهبات القلبين الأقدسين في الاشرفية منذ العام 1936 وسلّمت لشفاعة القديس يوسف أب العائلة وحجر أساسها. عمدت الراهبات فيها بدايةً الى تشجيب وتثقيف الفتيات اللواتي سيضحين أمهات أو مكرّسات في حياتهن، فنفحن في أنفسهنّ روح المسيح المليئة بالخدمة والتواضع والمحبة. لكنّ حبة الحنطة أبت إلا وأن تموت كي تثمر براعم أضفت رونقاً وعطراً فواحاً في منتصف الخمسينات، فأصبحت المدرسة تستقبل الفتيات والفتيان لإعداد عائلات صالحة مبنيّة على أسس متينة لا تتزعزع.
حين تعرّج على الطابق الأول من المدرسة، تلحظ مجسّماً لقدموس مكتوب عليه: "على مثاله حملتم مشعلاً للعقل وللقلب". ومن هذا المنطلق، يتمّ العمل على الصعد كافة الروحية والفكرية لإطلاق مشاريع إنسان تتطوّر مع الحياة وسرعتها وتزرع الأمل بدل الألم.
إنقضت السنون والمدرسة تعدّ الأجيال الواحد تلو الآخر، ولكن في العيد الرابع والثمانين لتأسيسها حدث ما لم يكن في الحسبان، إذ طالها الانفجار الزلزال الذي دمّر مرفأ بيروت وخلّف أضراراً مادية كبيرة جداً، إذ ضرب بقوّة المباني الثّلاثة وتعرّضت كلّ الصّالات لأضرار جسيمة. أما في المضمون، فحاول الانفجار أن يمحوَ خطوط سنين خطّها الزمن بيراعه، لكنه لم يتمكّن من ذلك!
فنّانات المدرسة "القدامى": يداً بيد نُعيد بناء ما تهدّم!
تؤكد الممثلة باميلا الكيك وهي من قدامى المدرسة في حديث لـ"نداء الوطن" أنّ "مشهد الدمار يمزّق القلوب، خصوصاً أنّ ما حصل كارثة بشرية لن تُنسى". وتضيف أنّ "هذا الإنفجار قضى على ذكريات طفولتنا، ولن نرضى بأن يقضي على مستقبل الأجيال اللاحقة"، مردفة أنّ "هذه المدرسة تتّخذ قطعة من قلبها خصوصاً وأنها قضت بين صفوفها سنين طفولتها".
وشددت على أننا "سنعمّر المدرسة يداً بيد لأننا تربّينا فيها علـــى هذا النحو"!
تشير الفنانة ليال نعمة الى أنّ "هذا الصرح التربوي لا يوصل المعلومات العلمية فحسب للطلاب، بل يزوّدهم قيم الثقافة والوطنية".وتلفت الى أنّ "لبنان بلد معروف بالعلم والثقافة ومدرسة كراهبات القلبين الأقدسين تزرع الإنسانية في أفئدة طلابها أولاً، لذا تخرّجهم مسلمين ومسيحيين وتستقبلهم من دون تفرقة بين لون او دين". وتختم نعمة بحزن: "للأسف، بات المكان الذي يزوّد أولادنا بالحب والثقافة مدمّراً، لكن رسالتنا كمسيحيين تقتضي منا الاستمرار رغم الصعاب التي تواجهنا".
تلفت مديرة مسرح الجميزة والممثلة صولانج تراك الى أنّني "عشت أجمل ايام طفولتي ومراهقتي في هذه المدرسة"، مردفة أنني "اكتشفت بيروت وتعرّفت على شوارع الأشرفية بفضلها". وتضيف تراك أنّ "هذه المدرسة زرعت فينا روح الانفتاح، فكنّا نصطفّ حول بعضنا البعض ونتناقش كتلامذة بالرغم من اختلافاتنا الدينيـــــة أو السياسية".
وتشـــدد على أنّ "مدرسة عريقة كهذه بحاجة لدعمنا كي تستعيد قوّتها وتكمل مسيرتها"، معربة عن أسفها إزاء المبادرات الفردية التي تعمد الى تقديم يد العون في ظلّ الغياب التام للدولة. وتختم تراك بحزن: "هذا الانفجار هدّم الأمكنة الثقافية التي تعنيني كثيراً، هذا إضافة الى مدرسة راهبات القلبين الأقدسين، تهدّم مسرح الجميزة العريق الذي أديره ونقدّم وزملائي على خشبته أفضل الأعمال منذ سنوات عدة". وتتساءل: "لماذا كل هذا الاذى وحتى متى سنبقى رهـــن الدمار والإرهاب؟".
تسلّمت الأخت إيلين ريشا إدارة المدرسة منذ عشرين عاماً فعملت بكلّ أمانة على استكمال الرسالة التربوية وطوّرت المدرسة بشراً وحجراً. ولأنها أم حضنت آلاف الأولاد طوال هذه الفترة، تتوجّه ريشا بنداء الى القدامى قالت فيه: "لم تتوقّف مدرستكم يوماً عن تكوين انسان داخل كلّ واحد منكم، واقف أمام الله ومتضامن مع الغير". وتضيف: "إنّ المدرسة بحاجة إليكم اليوم لتبقى واقفة ولتتابع مهمّتها تجاه الأجيال الجديدة الصّاعدة"، لافتة الى أنّه "بدون دعمكم وكرمكم فإنّ السيوفي مهدّدة بعدم فتح أبوابها في مطلع شهر تشرين الأوّل المقبل، وهو التّاريخ المحدّد من قبل وزارة التّربية والتّعليم العالي لبدء التدريس. فكونوا سفراء المدرسة في محيطكم ومؤسّساتكم المختلفة".
وتشير ريشا الى أننا "حضّرنا ملفاً كاملاً موثقاً بالصور ومترجماً الى اللغتين الفرنسية والانكليزية وقدمنا نسخة منه الى قوى الامن الداخلي والى الجهات المعنية، لكن حتى الساعة لا جواب". وتشدد على أنني "لن أقبل أن تمرّ سنتان على تلامذتنا من دون مدرسة، خصوصاً وأننا إن لم نهتم بالتربية فهذا يعني اننا لا نفكر بمستقبل لبنان. وهنا تكمن الغصة في القلب".
وتلفت ريشا الى أن "رواتب 200 عائلة من الاساتذة ستتوقف إن لم نفتح المدرسة هذا العام". وتسأل بحرقة: "ماذا سيحلّ بالتلامذة البالغ عددهم 2000 تلميذ؟ هذا ما يشغل بالي وقلبي وعقلي". وتختم ريشا ببسمتها المعهودة التي لا تفارقها رغم قساوة الظروف: "أصلّي يومياً من أجل هذه المدرسة. في الكنيسة تحطمت كل الزجاجيات الملونة إلا واحدة وهي تمثّل أملي وقوتي، هذه الزجاجية ترمز الى خميس الاسرار عندما قال يسوع لتلاميذه: سأكون معكم حتى نهاية الدهر". وكلما انهار عزمي أقول له: "أنت معنا، وحاضر بيننا. فأستعيد قوتي".
SIOUFITHON
أقامت المدرسة الأربعاء الفائت حملة بعنوان «Sioufithon» لإعادة ترميمها. وضمّت الحملة عدداً من الأنشطة بدءاً من الساعة العاشرة صباحاً حتى الخامسة من بعد الظهر.
وتؤكد مسؤولة مكتب القدامى في المدرسة انابيل حاج أنّ «الهدف من هذا النهار هو الاتصال والتواصل بقدامى المدرسة فضلاً عن المرتاحين مادياً من سياسيين وفنانين ومثقفين كي نجمع التبرعات لإعادة ترميم الأضرار». وتشير الى أنّ «المبلغ الذي نحن بحاجة إليه لإعادة فتح أبواب المدرسة هو 550 ألف دولار»، موضحةً أنّ «الكلفة الأساسية تكمن في الألمنيوم والزجاج والخشب والمقاعد الدراسية، لأن المدرسة مؤلفة من واجهات زجاجية مزدوجة ضخمة تحطمت بالكامل جراء الانفجار كما تضررت الستائر إضافة الى نحو عشرة أجهزة كمبيوتر وماكينتي رياضة». وتضيف حاج: «الحمد لله، أساسات المدرسة بخير، إذ ما زالت صامدة».
وتلفت الى ان «تلامذة وأساتذة المدرسة تطوعوا وقاموا بحملة لرفع الردم وتنظيف المدرسة، كما قام المهندس ايلي ناصيف من قدامى المدرسة وأطلق النداء للمساعدة فاتّصل بالمتعهدين من أعمال الخشب والالمنيوم والزجاج».
وتشدد حاج على أنّ «هذه المدرسة تعني لها كثيراً، فهي لم تتركها من السادس من آب حتى اليوم»، وتردف: «اكتشفت شعوراً جديداً يتخطّى الانتماء لهذه المدرسة». تتوقف لبرهة وتتابع بغصّة: «ليتني استطيع أن أحضر جميع الناس الى هنا لجعلهم يعاينون الاضرار وحثّهم على مد يد العون لنا. أنا أتحلّى بالجرأة الكافية لطلب الدعم المادي كي نعيد بناء ما تهدّم».
من جهته، يؤكد مسؤول القدامى في الاغتراب جوني الحلو أنّه «لأمر محزن معاينة هذا الأذى الذي لحق بالمدرسة، خصوصاً وأننا أمضينا اجمل سنين حياتنا في كنفها، خصوصاً وأنها ساعدتنا كي نكون صامدين في هذه الحياة، مزوّدين بالقيم الاجتماعية والروحية بفضل الأنشطة كافة التي كنّا نمارسها في هذا الصرح».
ويتابع الحلو: «زوّدتنا مدرسة راهبات القلبين الأقدسين بروح التواصل والقيادة التي نبثّها اينما حللنا»، مردفاً أنه «علينا أن نردّ الجميل ولو «بفلس الأرملة» لما قدّمته لنا هذه المدرسة من علم وثقافة وقيم». ويختم قائلاً: «مدرستنا وسيلة اساسية لتغيير مجتمعنا ودفعه نحو الأفضل، خصوصاً وأنها خرّجت أشخاصاً لامعين على الصعد كافة ومفيديـــن في وطنهم».
مريم العذراء في ملعب المدرسة
يتوسّط ملعب المدرسة تمثال للسيدة العذراء حاضنة ابنها يسوع. هذا التمثال الذي يفوق عمره النصف قرن لم يتضرّر جراء القذائف في الحرب الأهلية أو ما خلّفه انفجار بيروت أخيراً، ما يشير الى أنّ هذا الصرح التربوي سيبقى محميّاً تحت كنف العذراء وفي ظل حمايتها:
بتوقيت بيروت