التقرير التربوي:
العام الدراسي: اي مستلزمات لأي نظام تدريس؟
خطة التعليم المدمج: كل شيء إلى النصف... أقساط تنزل وتطلع والأمل بالإنترنت ضعيف
مريم مجدولين لحام ــ نداء الوطن ــ تصدّرت قضية "العودة إلى المدارس في ظل أزمة كورونا" النقاش في لبنان، وأصبحت من مشاغل الرأي العام، خصوصاً مع إعلان وزير التربية في حكومة تصريف الأعمال، طارق المجذوب، عبر شاشات التلفزة عن انطلاق العام الدراسي في 28 أيلول الجاري بـ"حُلّة جديدة" وخطة ضبابية بعنوان "التعليم المدمج" الذي يجمع بين التعليم الحضوري والتعليم اونلاين مع تقليص المناهج إلى النصف والاعتماد على مبدأ تقسيم الشُعب إلى مجموعتين، عملاً بالقدرة الاستيعابية التي لا تتخطى الـ 50% من كل صف.
بقدر ما تحوّلت "كورونا" مشجباً لدى الوزارات الرسمية اللبنانية لتبرير فشلها وعجزها عن تأمين البديهيات، يجد أهالي الطلّاب انفسهم بين سندان الفيروس ومطرقة الأزمة الإقتصادية وتهاوي سعر صرف العملة الوطنية. فإلى مشقة التأقلم مع نوع التعليم الذي ينتظرهم هذا العام، يواجهون إرتفاعاً في كلفة التعليم الخاص، وارتفاع أسعار الكتب المدرسية الخاصة والرسمية والقرطاسية أيضاً. فهل قدمت خطة الوزير حلولاً فعلية؟
خطة غير واضحة
بين حكومة تصريف الأعمال، وأخرى منتظرة، تتواصل أزمات العائلات اللبنانية، بخاصة في مشاكلهم مع قطاع التعليم وخطة الوزير التي لم تحدد التفاصيل ولا الآليات التنفيذية لقراراته. فتقول منسقة الرياضيات في إحدى المدارس الخاصة في بيروت يسرى اللحام، إنها تلقت اتصالات من عدد من الأهالي يسألونها "تفسيراً" لما قاله الوزير عن "تقليص المناهج إلى حدود النصف أي سيتم حذف 50% من منهج كل مادة على ان يكون تقسيم الدروس وتراتبيتها موحدين وملزمين على صعيد التعليم الرسمي والخاص"، فلا أحد يعلم ما هي الدروس التي سيعملون على إلغائها، وهل سيكون نصف المنهج الدراسي مفيداً بعد أن خسر الطلاب أصلاً معظم مناهجهم السنة الفائتة؟ ولماذا لم يتم العمل مع لجان الأساتذة، ولجنة الطوارئ التربوية، لتحديد الدروس التي ستُلغى قبل اعلان الوزير هكذا قرار، فلمن عاد بقراره الضبابي هذا؟" وتابعت "وهل الدمج بين التعليم عبر الإنترنت والتعليم في الصفوف الدراسية غير المكتظة وتقليص العام الدراسي من 26 اسبوعاً الى 13اسبوعاً لن يفرق بين مواطنين ومقيمين أو سوريين مثلاً؟"
أسئلة أخرى طرحها الأهالي على اللحام أهمها تناول الكتاب الرقمي، أو النسخة الإلكترونية للكتاب المدرسي الرسمي، الذي أعلن الوزير عن انتهائه قريباً، فهل سيتمكن الأهالي من الإستغناء عن النسخة الورقية مثلاً، بخاصة مع غياب إجراء المناقصة لتلزيم طباعته؟ وماذا عن كلفة تعقيم المدارس؟ ستكون على من بالتحديد؟" وأضافت اللحام "التعليم عن بعد ليس بديلاً عن التعليم الوجاهي طالما لم يتمكن جميع الطلبة من الوصول إليه بسهولة ويسر، وقد اعترف الوزير المجذوب خلال عرضه للخطة بـ"عدم وجود بنية تحتية تساعد على التعلم عن بعد، ووضع شبكة الانترنت في لبنان لا يساهم بالتعلم عن بعد بشكل كلي" وبالتالي "يبدو أنه لن يكون هناك من ضمان تكافؤ الحقوق في التعليم بين تلاميذ القطاعين العام والخاص".
وتقول المعلمة والناشطة في المجال التعليمي نسرين شاهين، إنه بالدرجة الأولى "على الوزير المعني أن يوقع مع جميع المدارس والثانويات، رسمية كانت أم خاصة على بروتوكول صحي يقضي بفرض تدابير وقائية في المؤسسات التعليمية بمختلف مستوياتها بخاصة في أماكن الإقامة في الجامعة وأماكن الطعام و"الكافيتيريا" ووسائل النقل المدرسي والجامعي، مع التعهد بالمراقبة الدورية للتلاميذ، وفرض ارتداء الكمامات إلى جانب التطهير المستمر للأماكن المشتركة كالملاعب مثلاً، وتخصيص مكان في كل مدرسة أو جامعة أو ثانوية للعزل الموقت للحالات المشتبه فيها، إلى حين الإحاطة بها صحياً. على أن يخصص فريق من الوزارة يتابع هذه الأمور بشكل دوري".
وتستبعد شاهين قدرة المدارس، ولا سيما الحكومية، على توفير البيئة المدرسية الصحية والسليمة، لأنّها كانت تفتقر قبل جائحة كورونا للمقومات المطلوبة. فبرأيها إن "التعليم المدمج الذي أعلنه الوزير وحده غير كاف للوقاية فهناك أصلاً ضعف شديد في إمكانات المدارس الرسمية وعدم قدرة جزء من التلاميذ على توفير مستلزمات التعقيم والكمامات مثلاً، وعليه فالوزارة مطالبة اليوم بدفع مستحقات صناديق المدارس عن الأعوام الماضية وتأمين المستلزمات التربوية والأدوات التعليمية الضرورية والوسائل التكنولوجية والكتاب المدرسي قبل أي شيء" كما استغربت شاهين كيف "لم يتطرق المجذوب إلى مسألة غلاء الكتب المدرسية والقرطاسية، على الرغم من أنه ما من لائحة نهائية بأسعار الكتب لهذا العام بسبب الهبوط الكبير للعملة اللبنانية مقابل الدولار". وتخوفت من مسألة "احتمال رفع الدعم عن المحروقات وأهمها البنزين، الذي يمكن أن يضيف أيضاً على الأهل أعباء النقل المدرسي الذي سيرتفع حتماً لو تحقق فعلاً رفع الدعم".
كل يغني على ليلاه
على المقلب الآخر، تبدو رسوم القطاع الخاص غير موحدة، فيشكو بعض الأهالي من معاناتهم مع إدارات المدارس الخاصة التي أصرّت على تقاضي رسومها المرتفعة كاملة عن السنة الدراسية الماضية، على الرغم من أنّ التلاميذ لم يذهبوا إلى المدارس طوال الفصل الثاني من العام الدراسي الأخير بسبب حظر السلطات الرسمية ذلك، تبعاً لقيود مكافحة كورونا، وإجراءات الإغلاق.
وبحسب المتداول، يبدو أن المدارس الإنجيلية لم تزد أسعارها لكنها أصرت على تحصيل جزء من الأقساط المدرسية للسنة المقبلة للتأكد من أعداد التلامذة المسجلين هذه السنة وعليه سيتم اعتماد اعداد المعلمين. كما أن معظمها رفضت تسليم أي إفادة نجاح ما لم يتم دفع أقساط السنة الماضية بالكامل. أما المدارس الرهبانية ذات المنهاج الفرنسي فقد أعلنت أنها حصلت على مساعدة ودعم من السفارة الفرنسية وأنها ستعمل على تخفيض كلفة التعليم على تلامذتها، في حين أن مدارس المقاصد الإسلامية أعلنت أنه لن يكون هناك من زيادة على الأقساط ولكن على جميع الأهالي دفع كافة مستحقات السنة الماضية. وتقول سالي شامي وهي أم لتلميذ في مدارس اللاسيتيه خلدة، لـ"نداء الوطن" إنه في حين لم ترتفع الأقساط المدرسية هذه السنة الا أن القرطاسية واللباس المدرسي الموحد ارتفعت أسعارهما بشكل ملفت، إذ أنه كان يكلفها اللباس المدرسي "40 ألف ليرة، أما هذه السنة فباتت كلفته 400 ألف ليرة أي أكثر من مجرد ضعف المبلغ، في حين أن الكتب المدرسية "دوبلت أسعارها" فالكتاب الذي كان يكلف 20 ألف ليرة لبنانية بات سعره 40 ألف ليرة، وبالتالي تتوقع أن تظهر عمليات تبادل كتب مدرسية بين التلاميذ توفيراً كما مبادرات جمع القرطاسية وتوزيعها على العائلات الأكثر حاجة من غيرها".
من جهتها، رفعت مدارس الشويفات الخاصة من أقساطها بشكل كبير بما يتناسب مع ارتفاع كلفة الأساتذة والتصليحات والتعقيم، ما دفع عدداً كبيراً من الأهالي إلى سحب أولادهم منها ونقلهم إلى مدارس خاصة أخرى أقل كلفة منها أو رسمية. علماً أنه من المتوقع هذه السنة أن تتزايد أعداد المنتسبين إلى المدارس والثانويات الرسمية وبشكل هستيري بخاصة أنه، وبحسب أحد تصريحات وزير التربية لتصريف الأعمال طارق المجذوب هناك 92 مدرسة رسمية متضررة من انفجار بيروت الأخير، بالإضافة إلى 67 مدرسة خاصة، كما تضررت خمسة مجمعات تابعة للتعليم المهني والتقني الرسمي تضم نحو 20 معهداً ومدرسة فنية.
امتعاض وتفهّم
وتقول ماري زغيب لـ"نداء الوطن" إن معظم الأهالي في لبنان باتوا إما عاطلين عن العمل إما فقراء، "كيف سندفع ثمن القرطاسية، والمراويل والباص المدرسي والإحتياجات البديهية لأولادنا في حين أنه اذا لم يتضرر أحد بيننا من انفجار بيروت، تضرر جراء اقتصاد البلاد وصار بلا عمل. أما عن التعليم "اونلاين" فالإنترنت بطيء ونفس المشاكل التي عانينا منها في السنة الماضية ما زلنا نعاني منها، ومنا من لا يملك سوى حاسوب واحد في البيت ومنا من لا يملك القدرة على الإشتراك بكابل الانترنت ذي الخدمة السيئة أساساً" وتكمل "مهما تحدث وطمأننا الوزير نحن على ثقة أنه في المدارس الرسمية هناك إهمال، ولم تكن هناك متابعة كافية لجميع التلامذة وتعقيم لكل شيء بشكل دوري".
أما تانيا رمضان فاعتبرت أن قرار إعادة فتح المدارس والثانويات ينطوي على "مخاطرة لا بد منها" وأنه "لو قرر الوزير فتح المدارس بشكل كلي من دون الدمج والتخفيف من المنهج فكان قد تم اتهامه بعدم الخوف على التلامذة، ولو قال لن نعيد فتح المدارس وسنعتمد على الأونلاين كان تلقى شكاوى عن عدم توفر الانترنت والكهرباء وإن قرر الغاء العام الدراسي كانوا سيقولون "اولادنا بلا تعليم" ومهما قال سيتم انتقاده لأنه ما من حل فعلي مرتبط به وحده، فقطاع التعليم مرتبط بكل شيء في الدولة من قطاع الإتصالات إلى قطاع الصناعة إلى قطاع التجارة وبالتالي ما لم يكن هناك إصلاح في جميع المجالات، ستقع اليوم كل هموم التلميذ على أهله، وعلى الأساتذة الخصوصيين شئنا ذلك أم أبينا".
وكتبت المدرّسة وسام ضو على صفحتها في فيسبوك "أطفالنا ابتعدوا كثيراً عن أجواء المدرسة المعتادة، وستكون أمامنا تحديات تربوية تعليمية كثيرة ناهيك عن الاهتمام بالوضع الصحي الذي سيأخذ الحيّز الأكبر من أولوياتنا. لقد فرضت علينا كورونا واقعاً جديداً وابرزه التباعد الاجتماعي الذي لم أرَ فيه خيراً الا امكانية وجود ايجابية واحدة الا وهي فرضية ابتعاد الأطفال بحكم عادة التباعد عن اللعب العنيف في ما بينهم وعن الأذى الذي يسببونه لبعضهم البعض اذا ما اشتد الصراع بينهم، وهذا غالباً ما كنا نلاحظه في مدارسنا. غداً سنعود إلى التدريس، لكن لم نعد نحن نحن، ولم تعد المدرسة كما هي، ولم يعد التعليم كما هو، ولم يعد الوطن كما هو".
أسعار الكتب والقرطاسية باليورو والدولار: التعليم شبه المستحيل
وليد حسين|المدن ـ على مقربة أسبوعين من بدء العام الدراسي الذي سيكون "مدمجاً" (تعليم عن بعد وتعليم حضوري) بسبب وباء كورونا، بدأ أهالي الطلاب يشعرون بالمصير القاتم الذي ينتظرهم. ووفق أهالي طلاب وأساتذة وأصحاب مكتبات تواصلت "المدن" معهم، ثمة مصاعب كثيرة، سواء لناحية شراء الكتب والقرطاسية أو لناحية التعامل مع نظام التعليم عن بعد وما يستلزمه من معدات إلكترونية وانترنت وكهرباء.
وأمام ارتفاع أسعار الكتب المستوردة التي تستخدم في مدارس البعثات وتلك التي تعتمد المناهج الفرنسية مثلاً، بدأ الأهالي يلجأون إلى زمن الاستعارة وتبادل الكتب المستعملة.
أموال طائلة
صحيح أن العديد من المدارس بدأت تطبع نسخها الخاصة من الكتب، كي توفر على الأهل أثماناً باهظة بسبب ارتفاع سعر صرف الدولار، إلا أن كتب المدارس الرسمية تنتظر ما سيقوم به رئيس المركز التربوي للبحوث والانماء جورج نهرا، الذي خلف الرئيسة السابقة ندى عويجان. إذ يفترض تحديد المواد اللازمة للكتب والقرطاسية، ليصار إلى تأمين دعمها بالعملة الصعبة من مصرف لبنان، كما أكدت مصادر "المدن".
مصادر وزارة التربية لا تخفي المشاكل العديدة التي تنتظر المدارس والأهل على أبواب العام الدراسي في ظل الأزمة الحالية، وعملت على التواصل مع الجهات المانحة لتأمين مستلزمات التعليم عن بعد، ودعم الأهالي في المدارس الرسمية بالكتب والقرطاسية.
وبعيداً عن مشاكل الانترنت ونوعيتها وانقطاع التيار الكهربائي، ستعمل الوزارة على محاولة تأمين انترنت مجاني للتلامذة. وقد أمن مشروع "كتابي" أجهزة كمبيوتر محمولة للصفوف مع أجهزة عرض، مع تراخيص تشغيل برامجها، وأمن القرطاسية لـ150 ألف متعلم من الصف الأول حتى الصف السادس الأساسي في المدارس الرسمية. كما أمنت بعض الجهات المانحة عدداً كبيراً من أجهزة الكمبيوتر المحمول. لكنها ليست كافية.
وإذا كان أهالي طلاب المدارس الرسمية ينتظرون ما ستقدمه الجهات المانحة من مساعدات وهبات للتعليم عن بعد، ودولار مصرف لبنان الرسمي لطباعة الكتب، فأهالي طلاب المدارس الخاصة، أي معظم اللبنانيين، سيتكبدون أموالاً طائلة هذا العام.
بعض المدارس بدأت بطباعة نسخ كتب خاصة بها، مثل مدارس الليسيه ناسيونال، لتخفيف الكلفة على الأهل، وخفضت عدد الكتب والصفحات، كما أكد أهالي الطلاب. وهذا خفف من غلاء الأسعار عنهم.
باليورو والدولار
الوضع يختلف في مدارس البعثة الفرنسية، لأن الكتب فيها تسعر باليورو. ووفق إحدى المكتبات التي توزع كتب البعثة، تستورد مكتبة أنطوان الكتاب الفرنسي وتسعره بالدولار، لكن بعد تعميم دعم الكتاب باتت تسعره بالليرة اللبنانية، لكن على سعر صرف 4 آلاف ليرة. بالتالي، الكتاب الذي كان سعره 24 ألف ليرة بات اليوم 65 ألف ليرة. أما الكتب الإنكليزية فتأتي من كامبردج، وتسعر بدولار على أساس صرف 5 آلاف. أما كتب دار الفكر فتسعر على سعر دولار 3 آلاف ليرة.
أهالي طلاب مدارس البعثات الفرنسية، وتلك التي تستورد الكتب من فرنسا، بدأوا بإنشاء بازار للكتب. ففي مدارس الكرمل أنشأ الأهل مجموعات على واتساب لتبادل الكتب فيما بينهم، كما أكد بعض الأهالي. وتم اعتماد الكتب الالكترونية لبعض المواد، وتطوعت الدولة الفرنسية لتقديم الكتب لصفوف الثالث ثانوي.
مدرسة أمجاد على سبيل المثال تعتمد الكتب اللبنانية، لكن هناك بعض الكتب العلمية واللغات الأجنبية تستورد من الخارج وثمنها باهظ. وإضافة إلى نظام الإعارة الذي سيعتمده الأهل، قررت الإدارة تعليم الطلاب بكتب اللغات لأكثر من مرحلة تعليمية، كي لا يتكبد الأهل شراء كتب جديدة. وسيقوم الأساتذة بطباعة بعض الدروس على ورق وتوزيعها على الطلاب. أي اعتماد سياسة التوفير للاستمرار في العام المقبل، كما قالت إحدى المعلمات. لكن مشكلة الكتب اللبنانية ما زالت عالقة إلى حد الساعة في انتظار ما يقوم به المركز التربوي للإنماء والبحوث، الذي لم يباشر في طباعة الكتب، في انتظار ما سيصدر عن مصرف لبنان بخصوص كلفة الطباعة والورق.
القرطاسية الباهظة
أما بخصوص القرطاسية فجميع الأهالي سيعانون من كلفة الأسعار لأنها تسعر على سعر الصرف في السوق. فرب الأسرة سيتكبد نحو 300 ألف ليرة إضافية عن العام المنصرم، فرق سعر عشرة دفاتر لعشر مواد، وأقلام حبر ورصاص، على سبيل المثال.
ووفق إحدى المكتبات، تسلم بعض شركات القرطاسية المكتبات البضائع على سعر صرف السوق، والبعض الآخر رفع السعر بعد تسعيره على سعر الصرف الرسمي. ويعطي صاحب المكتبة مثلاً عن شركة باسيل، الدفتر الذي كان سعره 3 دولارات بات اليوم بـ8 دولار على سعر الصرف الرسمي. أما قلم الحبر العادي الذي كان ثمنه 250 ليرة فبات اليوم يباع بين 1250 إلى 2000 ليرة، حسب المكتبة. والدفتر الذي كان ثمنه 5 آلاف ليرة بات اليوم أكثر من ثلاثين ألفاً. وعلى سبيل المثال كانت مدارس الليسيه تعتمد دفتر لافونتين الذي كان ثمنه سابقاً 20 ألف ليرة، لذا توقفت المكتبات المعتمدة عن طلبه لهذا العام، بعدما بات ثمنه خيالياً.
وضع أهالي الطلاب في المدارس الرسمية سيكون صعباً في حال لم تأتِ المساعدات، وفق ما يقول أحد الأساتذة في التعليم الرسمي. وأكد أن الطلاب اعتادوا سابقاً على تسجيل كل بداية عام دراسي حاجتهم من القرطاسية. أما في حال لم تتأمن المساعدات هذا العام فقد يصعب على الطالب تأمين أكثر من قلم رصاص ومحاية، لأن معظم الطلاب من الطبقات الفقيرة، ويصعب عليهم عادة تأمين خمسين ألف ليرة ثمن القرطاسية، كما قال.
تأجيل الموسم؟!
إضافة إلى ذلك، اعتادت المدارس الرسمية على تأمين مستلزماتها اليومية من ميزانيات المدارس، والعديد منها تكون دائما بعجز. وبالتالي، وأمام اضطرارها إلى شرائها هذا العام على سعر صرف الدولار في السوق، ستكون في أزمة قد تمنعها من بدء العام الدراسي. وهنا أكدت مصادر وزارة التربية أنها ستعمل على درس الحاجات لترى كيفية تأمين كلفتها عبر مصرف لبنان ومن الجهات المانحة. ما يعني أن الأيام المتبقية لبدء العام الدراسي غير كافية، ما قد يؤدي إلى تأجيل افتتاحه.
إلى جانب القرطاسية الضرورية من دفاتر وأقلام ومستلزمات مادة الرياضيات، تبرز مشكلة حقائب المدرسة والجهاز إلكتروني للتعلم عن بعد. وهي كلها على سعر صرف السوق. وهنا يقول أب ميسور حال: أمنت كتباً مستعملة لأولادي الثلاثة في مدرسة الليسيه حبوش، بقي عليّ شراء ثلاثة أجهزة كمبيوتر، أرخص النوعيات يصل ثمن كل واحد منها إلى نحو 300 دولار، لكن كيف نؤمن الانترنت والكهرباء في ظل تقنين الدولة وأصحاب المولدات؟
إلى أيّة مدرسةٍ نحنُ عائدون؟
النهار ـ سمير قسطنطين ــ للمرّة الأولى يعود التلاميذ إلى المدرسة من دون أن يعودوا إليها. نحن لسنا عائدين إلى مدرسة، وغير راجعين إلى ما تركنا وَمَن تركنا نهاية شباط. فماذا تغيَّرَ منذ ذلك الوقت، عند الإدارة والأهل والمعلّمين؟ ماذا تغيّر في طرائق التعليم؟ وفي الإطار الجغرافي المكاني؟ ماذا تغيّر فينا؟ كُلّ شيء تبدّل.
على مستوى الإدارة، هي باتت غير قادرةٍ على إدارة مؤسسة بشكل طبيعي. هي عاجزة عن عقد اجتماعٍ "متل الخلق" وبدون خوف. الإدارة لا تعرف العدد النهائي للذين سيتسجّلون للعام الدراسي. هي غير قادرةٍ على الجباية من الأهل، وبالتالي تأمين المعاشات بشكلٍ طبيعي. تدريب الهيئة التّعليميّة على التّدريس الرّقمي كان صعباً، وهاجس كورونا والتّعقيم المستمر أصبحا من الأمور اليوميّة المزعجة.
على صعيد الأهل، فقد ترك قسمٌ منهم وظيفته، شحّت المداخيل، هُم متوتّرون، وقلقهم يصل إلى حدّ اليأس أو الهجرة. ينتابهم القلق عندما سيذهبون إلى "شبه أعمالهم" بينما صغارهم في البيت يتلقّون حصصاً تعليميّة على الإنترنت. الخوف على مستقبل أولادهم يعزّزه خوف آخر يتمثّل في شبه استحالة تأمين كومبيوترات لأولادهم. كذلك تغيّرت علاقة البعض بالمدرسة، غابت عنها المرونة، وفي مرّاتٍ عدّة حلّ التصادم إذا برأيهم "ولادن ما درسوا". القساوة الزائدة عند بعض الأهل عزّزتها بعض لجان الأهل.
عند المعلّمات والمعلّمين، تغيّرت أمور كثيرة. تكفي الـ Uncertainty، والتعب الإستثنائي بسبب التحضير لثلاثة أنواع من التعليم: حضوري، وعن بُعد، و Hybrid. الشعور بالخسارة الماليّة هو أيضاً عنصر جديد، فما قيمة تعويضاتهم الآن في صندوق التعويضات؟ وما قيمة معاشاتهم ومداخيل التربويّين في العالم أصلاً أقلّ مستوى من مداخيل سائر القطاعات.
في طرائق التعليم تغيّر كلّ شيء. المعلّم لا يعرف كيف يقيّم التلميذ، ولا كيف يقيّم أداءه هو، ولا يعرف إذا ما كانت إدارته للصف الافتراضي جيّدة. كذلك فقد المعلّم إمكانية استعمال تقنيّات مثل عمل المجموعات، الـ Q & A، والـ Energizers Games، وغيرها. وفي الإطار المكاني، يشتاق المعلّمون للتلاميذ في الصّف حتّى إلى أولئك الذين أتعبوهم.
باختصار، التغيير شامل. كيف سيتعاطى المربّي والأهل والإدارة مع هذا التغيير؟ لا حلّ سحريّاً، ولا وصفة مضمونة. كلّنا نتعلّم كيفيّة التعاطي يوماً بيوم. كلّنا في مرحلة الاختبار. لكنّك لن تستطيع أن تواجه ما لم تنمِّ فيك ثلاثة أنواعٍ من المهارات أوّلها مهارات التكيُّف من مرونة، وتأقلمٍ مع التغيير، ورؤية الصورة الكبيرة، وإدراك شيئٍ مفيدٍ في كلّ ما يحصل.
المجموعة الثانية هي مهارات المرونة النفسيّة الـ Resilience، حيث تنمّي قدرتك الشعورية على تقبّل الواقع من طيّب وسيئ كما هو، لا كما يجب أن يكون، وثمّ التعامل معه بالطريقة المناسبة للخروج بأفضل النتائج.
المجموعة الثالثة هي مهارات التفكير خارج المألوف Out Of the Box والتي تشمل النقد لا الانتقاد، والـ Creativity أي الإبداع، والمغامرة، والقدرة على اتّخاذ مخاطرات محسوبة.
الوضع صعبٌ. أمامنا واحدٌ من ثلاثة خيارات: إمّا الانهيار النفسي، وإمّا الهجرة، وإمّا النظر إلى كلّ ما تقدّم على أنّه فرصة للنمو، أقلّه في علاقتي مع نفسي وعلاقتي مع الآخرين، سواءً كُنتُ معلّماً، أو إداريّاً، أو أهلاً.
وقفة رمزية لأم طالبين في الخارج رفض مصرف تحويل أقساطهما وتكاليف سكنهما راضي: سأتقدم بشكوى لدى قاضي الامور المستعجلة
وطنية - نددت المواطنة هنا راضي، وهي أم لطالبين في السنة الخامسة طب وهندسة في بيلا روسيا، "بتعاطي السلطة غير المسؤول" مع حق ولديها في استكمال تحصيلهما العلمي في الخارج.
وأعلنت راضي، خلال وقفة رمزية امام مصرف فرنسبنك بمشاركة بعض الامهات اللواتي يعانين من المشكلة نفسها، ان المصرف رفض إرسال رسوم التسجيل الجامعي من حسابها وبدلات ايجار سكنهما ومعيشتهما في الخارج.
وقالت: "توجهت الى المصرف بطلب تحويل 12 الف دولار لتسديد أقساط ولدي الموجودين في جامعات بيلاروسيا ولتأمين بدلات ايجار سكنهما ومعيشتهنا عن سنة 2020 -2021، اذ ان الجامعات هناك فتحت ابوابها وهم يهددون بان ندفع Penalty (ضريبة جزاء) اذا لم نستطع تأمين التكاليف في الوقت المحدد، الا أن المصرف رفض، فقدمت شكوى الى لجنة مراقبة الشكاوى في مصرف لبنان وأجابوني بأنه لا يحق لي. ولدى اصراري طلبوا مني احضار وصولات جديدة لدرس الموضوع. فوافقت ولكن يترتب علي دفع ضريبة جزاء Penalty عن كل يوم تأخير".
وتابعت راضي: "سأتقدم بشكوى لدى قاضي الامور المستعجلة ضد المصرف عبر لجنة محامي الدفاع عن المودعين، وأنا اليوم بصدد تحضير الاوراق اللازمة لرفع الدعوى".
وطالبت راضي بـ"إقرار قانون الدولار الطالبي في مجلس النواب لتسهيل الامور على الأهل وعدم التخلي عن هؤلاء الطلاب وعدم الاستمرار بالمتاجرة بقضيتهم".
اللبنانية:
منتدى الشباب الديمقراطي: اللبنانية جامعة الوطن على تعدد الأصوات والآراء
وطنية - استنكر "منتدى الشباب الديمقراطي اللبناني" في بيان، "التعميم الصادر عن رئيس الجامعة اللبنانية بتاريخ 7 أيلول الحالي والمسجل تحت رقم 34".
واعتبر أن "الجامعة اللبنانية، جامعة الوطن كل الوطن على مبدأ التلاقي في الحوار وتعدد الأصوات والآراء"، لافتا إلى أنه "من الجامعة اللبنانية انطلقت النشاطات والجمعيات والتجمعات المطلبية المحقة وكانت مسرحا للتلاقي والنقاش الحضاري والتبادل الثقافي، ومنبرا للشباب الواعي والواعد للوقوف إلى جانب القضايا الوطنية والعربية المحقة".
وأكد الدعم "الدائم للجامعة اللبنانية والوقوف إلى جانب مطالب رئاسة الجامعة والأساتذة لتأمين احتياجات الجامعة على المستويات كافة في عملية التطوير والتحديث، لناحية إنشاء مجمعات في كل المناطق اللبنانية ومراكز مختبرات للكليات العلمية، وتأمين حقوق الأساتذة والموظفين".
التجمع الطلابي الديموقراطي: للتراجع عن التعميم 34 في اللبنانية
وطنية - رفض "فرع الجامعة اللبنانية" في "التجمع الطلابي الديموقراطي" في لبنان (قطاع الطلاب في "التجمع الوطني الديموقراطي" في بيان، تعميم رئيس الجامعة اللبنانية البروفيسور فؤاد أيوب الرقم 34/2020"، معتبرا أن "استعمال مصطلحات "كالتعهد" و"التقيد" وما شابهها، مرفوض من الطلاب".
وسأل: "أين الإنتخابات الطلابية، أين العمل السياسي والندوات السياسية، أين صيانة البنى التحتية، أين المجمعات الجامعية، أين المنح الدراسية، هل بات تعبير الطلاب عن معاناتهم اليومية هو ما يشوه سمعة الجامعة؟"
واستنكر "هذا التعميم، تحديدا ببنديه الثاني والثالث"، مطالبا "الإدارة بالتراجع عنه فورا وتعديله".
الجيش: افتتاح الدورة الأولى في القانون الدولي الإنساني لخريجي كليات الإعلام
وطنية - اعلنت قيادة الجيش - مديرية التوجيه في بيان "ان كلية فؤاد شهاب للقيادة والأركان افتتحت قبل ظهر اليوم، بالتعاون مع منظمة دياكونيا، الدورة الأولى في القانون الدولي الإنساني لخريجي كليات الإعلام التي تستمر لغاية 17/9/2020، وتأتي هذه الدورة في إطار العلاقات بين الجيش اللبناني والجامعات اللبنانية والمنظمات الحقوقية الدولية لتفعيل التعاون في مجالات قوانين النزاعات المسلحة وتطبيقها".
رابطة متفرغي اللبنانية: لإصلاحات جذرية في مختلف القطاعات تعيد ثقة المواطنين والعالم بلبنان
وطنية - عقدت الهيئة التنفيذية لرابطة الأساتذة المتفرغين في الجامعة اللبنانية اجتماعها الدوري عن بعد وأصدرت بعده بيانا حيت فيه "مندوبي الرابطة والأساتذة على اندفاعهم للتحضير لانتخابات مجلس المندوبين التي ستجري في15/10/ 2020".
وباركت للرئيس المكلف تشكيل الحكومة مصطفى أديب، "الزميل في الجامعة اللبنانية"، وتمنت له "التوفيق في تشكيل حكومة فاعلة بأقصى سرعة للاستجابة لمطالب الشعب الذي بات بغالبيته يعيش تحت خط الفقر"، آملة أن "تقوم الحكومة العتيدة بالإصلاحات الجذرية في مختلف القطاعات لإعادة ثقة المواطنين والعالم بدولة لبنان. بدءا بالكهرباء والاتصالات، استرجاع أملاك الدولة والسيطرة على مقدراتها وبناء القضاء العادل المستقل، محاكمة المرتكبين، تعزيز الديمقراطية والحفاظ على الحريات العامة والخاصة".
وتمنت على اديب والحكومة المقبلة "العمل على تحقيق مطالب الجامعة الوطنية وأهلها وأهمها إدخال المتعاقدين إلى التفرغ، إدخال المتفرغين إلى الملاك، إدخال المتقاعدين الذين كانوا متفرغين تلقائيا إلى الملاك، زيادة موازنة الجامعة وصندوق التعاضد، تعيين العمداء الجدد ليستقيم عمل مجلس الجامعة مع إستعادة كامل صلاحياته واستقلاليته، إعطاء الأساتذة حقوقهم في الدرجات والتقاعد، إقرار وتسريع العمل بالمجمعات الجامعية".
واهابت الهيئة "بإدارة الجامعة اللبنانية الحفاظ على حرية التعبير للطلاب التي تصونها القوانين وشرعتا التعليم العالي وحقوق الإنسان. في هذا الإطار تعتبر الهيئة أن التعميم 34 هو لزوم ما لا يلزم، وترفض طلب توقيع الطلاب على التعهد بمضمونه، لأن ذلك لن يحد من التطاول أو الهجوم على الجامعة وإدارتها وأساتذتها. فهناك حسابات وهمية على المواقع الألكترونية تسيء للجامعة، يجب معاقبة أصحابها وكل من يخرج عن آداب المخاطبة وفقا للقوانين المرعية الإجراء. تحرص الهيئة على أن تبقى الجامعة معقلاً وواحة للحريات بامتياز، ومنبراً لتبادل الأفكار والعلوم والنقد البناء الذي بدونه لا تقدم ولا حوافز للتطور العلمي والاجتماعي".
واشارت الى انه "بمناسبة انتهاء ولاية الأعضاء الحاليين لمجلس إدارة صندوق التعاضد ومديره في آخر أيلول الحالي ستعمل الرابطة مع المسؤولين المعنيين والاساتذة لتحمل المسؤوليات تجاه الصندوق الذي يتطلب جهودا إضافية ومثابرة في هذه المرحلة الدقيقة لحمايته وتدعيم موازنته وتقديماته".
الشباب:
جلسة نقاش افتراضية لمعهد عصام فارس للسياسات العامة عن تنامي دور المجتمع المدني بعد انفجار بيروت
وطنية - أقام معهد عصام فارس للسياسات العامة والشؤون الدولية في الجامعة الأميركية في بيروت جلسة نقاش افتراضية Webinar تحت عنوان "بحثا عن الدولة: تنامي دور المجتمع المدني بعد انفجار بيروت"، للوقوف على تبعات الأدوار الجديدة التي تولاها المجتمع المدني ما بعد انفجار مرفأ بيروت وعلاقته بالمجتمع الدولي الذي شكل لسنوات طويلة رافعة للسلطة السياسية في لبنان.
شارك في النقاش كل من المستشار في التنمية وعضو "لقاء تشرين" أديب نعمة، والناشطة في المجتمع المدني والمؤسسة الشريكة ونائبة رئيس منظمة "إمبرايس" Embrace ميا عطوي، ومدير الهجرة وإعادة الروابط العائلية في منظمة الصليب الأحمر اللبناني علاء عمار، والمدير التنفيذي للجمعية اللبنانية لتعزيز الشفافية (LTA) الفرع الوطني لمنظمة الشفافية الدولية جوليان كورسون.
أدارت الجلسة الباحثة ومنسقة برنامج "الفاعلون في المجتمع المدني وصنع السياسات في العالم العربي" في معهد عصام فارس فاطمة الموسوي.
افتتحت ميا عطوي الحوار بتأكيد "استمرارية حاجة المجتمع المدني للدعم والموارد، بحيث أن أعمال الإغاثة وإعادة إعمار بيروت تحديدا بعيد انفجار 4 آب هي أعمال هائلة لا يقدر المجتمع المدني تحملها كاملة، في غياب تنظيم أوسع على صعيد الدولة، علما أن هذا الغياب يضاعف ويؤكد انعدام الثقة منذ فترة طويلة في مؤسسات الدولة".
وأشارت عطوي إلى "غياب تام للهيئة العليا للإغاثة مثلا في الفترة الأولى التي تلت الانفجار، مقابل حركة قوية للمجتمع المدني الذي يضم أشخاصا وجمعيات، والذي شارك في إغاثة العاصمة والبدء بإعادة إعمارها، بحسب تقارير عدة منها تقرير البنك الدولي".
من جهة أخرى، نوهت عطوي بـ "تغير نوعية حاجات المتضررين من الانفجار خلال الأيام الأولى التي تلت الانفجار، إلى حاجات ضرورية للمدى البعيد ومنها الاعتناء بالصحة النفسية في ظل الصعوبات المتفاقمة، معتبرة أن "التعاون القائم حاليا بين Embrace والبرنامج الوطني للصحة النفسية، يشكل مثالا ناجحا عن "أهمية حصول نموذج حوكمة تعاوني بين مؤسسات الدولة والمنظمات غير الحكومية مع أخذ مبدأ بذل العناية الواجبة في الاعتبار".
عماد
بدوره، تحدث علاء عمار عن تاريخ منظمة الصليب الأحمر في لبنان منذ 75 سنة المتسم بعبور المناطق والطوائف والأحزاب على نطاق الوطن كله، مشددا على "التزام الصليب الأحمر بهذه القيم خلال الاستجابة لإغاثة قتلى وجرحى انفجار مرفأ بيروت في 4 آب"، مؤكدا أن "المساعدات التي تصل إلى الصليب الأحمر تكون مبنية على تقييم الحاجات مسبقا".
أضاف: "نحن بحاجة الآن إلى مساعدات مادية من أجل إعادة إعمار بيوت الناس والمساهمة في تسديد أجورهم، وقد أطلق الصليب الأحمر اللبناني برنامجا لجمع التبرعات المالية".
كورسون
وعلق كورسون على "كون قياس تجاوب مختلف إدارات الدولة مع حجم المشاكل الموجب معالجتها يبرهن عدم قدرة هذه الإدارات على معالجتها بالقدر المطلوب، إلا أن الشروع في تغييب دور الدولة عمليا غير مفيد مثل تعميم فكرة استشراء الفساد في كل الإدارات لا يجوز بحسب كورسون، على الرغم من اتفاق معظم اللبنانيين اليوم على فقدان الثقة بالدولة عموما".
وقال: "على المجتمع المدني احترام معايير الشفافية والمساءلة، بهدف ضمان مواجهة التحديات وكسب ثقة الناس وإبعاد القلق الذي يعانونه، وذلك عبر نشر كل المعلومات المتعلقة بإطار عملهم خلال عملية إعادة الإعمار. لذلك، نصح كورسون باعتماد الشفافية في العمل مع المتبرعين من جهة، وتجاه المجتمع اللبناني من جهة أخرى".
ورأى أن "فعالية المساعدات وكيفية استخدام الموارد المتاحة، بالاضافة إلى الشفافية، خطوات ضرورية لخلق قصة نجاح نضغط من خلالها على الدولة للقيام بالإصلاحات الضرورية".
نعمة
أما نعمة، فأشاد بـ "نجاح المجتمع اللبناني في امتصاص كارثة انفجار المرفأ في الأيام الأولى عبر الاستجابة الفورية والفعالة، غير أن المطالب تغيرت في ما بعد"، مركزا على دور المجتمع المدني في الرصد والضغط نحو تحقيق المحاسبة في ما يتعلق بتحمل مسؤولية ما جرى في 4 آب الفائت، مطالبا المؤسسات الدولية بالعمل بطريقة فعالة أكثر وخارجة عن التقليد".
وقال: "لم تنشأ بعد أي لجنة موحدة بين البنك الدولي والأمم المتحدة وممثلين عن المجتمع المدني تضم النقابات الكبيرة وممثلين عن الأحياء المنكوبة، تتولى الإشراف على عملية توزيع المساعدات، وهذا ما أعتبره تقصيرا من قبل الأمم المتحدة".
وأصر على "مسؤولية المجتمع المدني في لفت انتباه الرأي العام إلى أن تحقيق الإصلاحات المطالب بها، والتي هي بديهيات، لا يعد انتصارا يجب التوقف عنده، وأن المطلوب أكبر مما يقنعنا به السياسيون بأنه إنجاز".
وذكر نعمة أخيرا بأن "مرحلة اتفاق الطائف عرفت تدميرا عضويا وممنهجا لحركات المجتمع المدني والذي نتج منه إفراغ للنقابات التي أصبحت ظلا للسياسيين في ما بعد، ما أضعف قوة الضغط من قبل النقابات على سبيل المثال".
عطية للطلاب المتدرجين: الثورة في بناء المؤسسات تكون في تغيير الأداء والشفافية وتفعيل الإصلاح
وطنية - قدم فريق من الشبان والشابات المتدرجين خلاصة نتيجة أعمالهم وأبحاثهم التي قاموا بها خلال فترة الشهرين المنصرمين في التفتيش المركزي، في حضور رئيس التفتيش المركزي القاضي جورج عطية والمفتشين العامين.
تناوب المتدرجون على تقديم مختلف المجالات التي ساهموا في تطويرها الى جانب اعادة النظر والتدقيق في مختلف اللوائح والاستمارات الرقمية التي اعدها التفتيش المركزي مع مختلف الوزارات، ومن بينها: استمارة تقييم الأضرار في المؤسسات العامة والحكومية باكورة التعاون والتنسيق بين التفتيش المركزي ووزارتي المهجرين والاشغال العامة والنقل، انشاء وحدة اتصال لمتابعة عملية تعبئة الاستمارات بناء للتعميم الصادر عن التفتيش المركزي، التأكد من الصفة الوظيفية للشخص الذي يقوم بتعبئة الاستمارة والاطلاع على احتياجاته والمشاكل التي يعاني منها اثناء تعبئة الاستمارة، استمارة مسح الاراضي الزراعية بالتنسيق مع وزارة الزراعة، استمارة التنمية الريفية بالتنسيق مع وزارة المهجرين، الاستمارات واللوائح الخاصة بالقضاء والمحافظات التي تم اعدادها مع وزارة الداخلية والبلديات، ابحاث تتعلق بعمل التفتيش المركزي والهيئات الرقابية، متابعة نتائج الفحوص المخبرية للمصابين بفيروس كورونا مع الوزارات المعنية، اعداد وتنفيذ شريط مصور عن منصة Impact والعمل الذي قامت به خلال فترة تفشي فيروس كورونا بالتعاون والتنسيق مع المخاتير ورؤساء البلديات، التنسيق مع الوزارات المعنية لتعيين فرق من قبلها لحضور دورات تدريبية على عدة برامج الكترونية تساهم في عمليات الاحصاء واعداد بيانات وتقارير رقمية، تطوير برامج الكترونية تساهم في مراقبة وتحليل التغريدات والتعليقات على مواقع التواصل الاجتماعي، تكوين داتا معلومات والقيام بتحليلها.
وقدم عطية الشهادات للمتدرجين، مثنيا على "العمل الذي قاموا به خلال فترة تعد قصيرة بالنسبة إلى الابحاث والتحاليل والتقارير التي تم تقديمها والتي ساهمت الى حد بعيد باعادة بناء الاجهزة الرقابية والمؤسسات العامة ومن ضمنها التفتيش المركزي"، محييا "الطاقة الشبابية الموجودة فيهم والعنفوان الوطني النابض بالثورة والتغيير"، مشددا على أن "تجسيد الثورة في بناء المؤسسات يكون في تغيير الأداء والعمل بمبادىء الشفافية وتفعيل رؤية الإصلاح، مقارنا مع الثورة الفرنسية التي ارست مبادىء لم تبق مجرد شعارات بل دخلت الى عمق العمل المؤسساتي التشريعي والحقوقي".
وختاما، تم توزيع الشهادات على المتدرجين الذين شكروا بدورهم "رئيس التفتيش والمفتشين العامين على الفرصة التي اتيحت لهم للانخراط في العمل الرقابي، والتعرف على القطاع العام والتقرب منه، وتكوين فكرة عن الطاقات الموجودة فيه".
التعليم الرسمي:
رابطة الثانوي: لتصحيح الرواتب والأجور وإيلاء الوضع الاقتصادي الاهتمام الجدي
وطنية - عقدت الهيئة الإدارية لرابطة أساتذة التعليم الثانوي الرسمي في لبنان، اجتماعها الدوري اليوم، تناولت فيه، بحسب بيان، "آليات انطلاق العام الدراسي، والمشاكل التقنية والتربوية التي تعترضه، كما ناقش الحاضرون الخطة التي أعلنها وزير التربية نهار الإثنين الفائت، وتوقفت عند الوضع الاقتصادي والاجتماعي المتردي وأثره على القطاع التعليمي".
واطلعت الرابطة على "البرنامج الذي أعدته وزارة التربية، وما يتعلق بالتعليم المدمج القائم على 80% من حضور الطلاب"، ورأت في هذه الخطة "أمرا إيجابيا يساعد في انطلاقة العام الدراسي في هذه الظروف الصعبة بظل "جائحة كورونا" التي تتحكم بمصير العام الدراسي سلبا وايجابا".
وسألت: "أين هي المساعدات المالية التي وعدت بها الثانويات والمدارس الرسمية والتي أقرت في مجلس الوزراء؟ ولماذا اقرت أصلا بطريقة غير عادلة بين الرسمي والخاص؟"، وطالبت "بإعفاء الثانويات الرسمية من رسوم البنى التحتية (الهاتف والماء والكهرباء) ورسوم الخزينة".
كمت سألت: "لماذا لا تحل مسألة تأمين الكتاب المدرسي، قبل التحاق الطلاب 28 أيلول؟ وهل يمكن الانتهاء من الأشغال في الثانويات والمدارس التي تضررت من إنفجار المرفأ قبل 28 أيلول؟ وعليه، فالمطلوب هو السرعة القصوى في إنجاز الأعمال لكي تصبح جاهزة قبل الموعد".
وقررت الهيئة الإدارية "الطلب من الحكومة المنتظرة إيلاء الوضع الاقتصادي والرواتب والأجور معدومة القيمة الاهتمام الجدي من خلال إدراج تصحيحها كبند أساسي ورئيسي وواضحٍ في البيان الوزاري يحدد فيه سعر الصرف الرسمي للدولار على السعر الأدنى، ومحاسبة كل من يتخطى ذلك. وتصحيح الرواتب والأجور بما يحافظ على القدرة الشرائية وحالة التضخم التي تجاوزت 300%. ورفض رفع الدعم عن المحروقات والمواد الغذائية".
وقررت الرابطة "اطلاق التحرك المطلبي والدعوة للاعتصام يوم الأربعاء 16 الحالي الساعة 11 صباحا أمام وزارة التربية والتعليم العالي"، داعية "كافة الأساتذة للمشاركة".
التعليم الخاص:
الحريري عرضت مع لجان الاهل التحضيرات لبدء العام الدراسي: ازمة القطاع التربوي فرصة لاعادة تحديثه وتطويره
وطنية - التقت رئيسة لجنة التربية النائبة بهية الحريري في مجدليون، رؤساء وممثلي لجان الأهل في المدارس الخاصة، على صعيد الشبكة المدرسية لصيدا والجوار، في حضور مديري عدد من هذه المدارس، وذلك في اطار اللقاءات التشاورية التي تعقدها مع الأسرة التربوية تحضيرا للعام الدراسي الجديد.
وخصص الاجتماع للتشاور في الاستعدادات الجارية لبدء السنة الدراسية التي تنطلق هذا العام في ظل استمرار ازمة تفشي فيروس كورونا، باعتماد نظام التعليم عن بعد او المدمج وما يواجهه الأهل من صعوبات ومشاكل في هذا السياق وللاجابة على ما يطرحونه من تساؤلات حول هذا الموضوع.
الحريري
بداية استعرضت الحريري ما فرضته ازمة كورونا على المجتمع التربوي بكل مكوناته، من تحديات ابرزها "التحول الى التعليم عن بعد وما يقتضيه هذا التحول وتكيف الطالب والمعلم والمدرسة والأهل معه، من تحضير وموارد وتجهيز وتدريب ومحتوى تعليمي وتشريع"، ورأت ان "التعليم هو ميزة هذا البلد التي نحرص على المحافظة عليها لأننا نعتبر التعليم قضية وطلاب لبنان هم ثروته الأساسية".
ولفتت الى انه "امام هذه الظروف الغير مسبوقة التي يمر بها البلد وعلى ابواب عام دراسي استثنائي بكل معنى الكلمة، اردنا هذا اللقاء معكم كلجان اهل لأنكم شريك اساسي في العملية التربوية، ولنضعكم في الخطوات التي بدأناها منذ اشهر ونتابعها مع كل مكونات المجتمع التربوي، ولنستمع منكم الى المشكلات التي تواجهكم، وقد قمنا بنوع من الاستمارات لتحديد هذه المشكلات وكيفية معالجتها، ووضعنا نظاما للمخاطر لإدارة الأزمة وتأمين انطلاقة آمنة للعام الدراسي، آخذين بالاعتبار في الدرجة الأولى سلامة الطلاب وحقهم في الحصول على افضل تعليم وتحضير وتدريب الكادر التعليمي، ليستطيع مواكبة التحول الى التعليم عن بعد وتأمين محتوى المنهج بشكل يتناسب مع هذا التحول، وتجهيز البنية الالكترونية والتقنية للمدارس وتأمين شروط السلامة العامة في محيط المدرسة وفي وسائل الانتقال المشتركة اليها".
واعتبرت ان "هذه الأزمة التي يمر بها القطاع التربوي في لبنان، فرصة من اجل اعادة تحديثه وتطويره بشكل يواكب المتغييرات، لذلك اطلقنا على صعيد الشبكة المدرسية لصيدا والجوار منصة لتحديد الموارد اللازمة للتعليم عن بعد، وايضا لتدريب الاساتذة على هذا النمط من التعليم، وتمكين المدارس من تذليل كل العقبات التي تواجهها، وطبعا كل ذلك يواكب بالتشريع لأنه الأساس في اي عملية تطوير او تحسين"، مستعرضة عددا من مشاريع واقتراحات القوانين التي قدمتها وتعمل عليها بهذا الخصوص، ومنها "المتعلقة بدعم المدارس الرسمية والخاصة في مواجهة تداعيات ازمة كورونا".
ثم كانت مداخلات من رؤساء وممثلي لجان الأهل، استمعت في خلالها الحريري الى المشكلات التي يواجهونها بما يتعلق بالتعليم عن بعد وكيفية التعاون لحلها، وتم التطرق ايضا الى موضوع الأقساط المدرسية والدعم النفسي للطلاب والمعلمين".
«مدرسة الشويفات الدولية»: زيادة الأقساط 35% أو الإقفال!
فاتن الحاج ــ الاخبار ــ هدّدت «مدرسة الشويفات الدولية» بإقفال أبوابها إذا لم تستوفِ زيادة على أقساط العام الدراسي الحالي (2020 -2021) تراوح بين 25% و38% مقارنة بأقساط العام السابق، تبعاً للمراحل التعليمية وبحسب فروع المدرسة. علماً أن الأقساط تتفاوت بين فرع وآخر من فروع المدرسة. إذ تراوح بين 10,5 ملايين ليرة و13 مليوناً في فرع الكورة، وبين 13 مليوناً و17 مليوناً في فرع أدما على سبيل المثال.
الرئيس السابق للجنة الأهل في فرع الكورة يحيى الحسن وصف الزيادة بـ «الفلكية»، مشيراً إلى أنّ إدارة المدرسة ضغطت في الأيام الأخيرة على أولياء الأمور لتسجيل أبنائهم، بحجة الحفاظ على أماكنهم، ليفاجأوا بمطالبتهم بتسديد القسط الأول مع الزيادة في مهلة لا تتجاوز 5 أيام، علماً بأنّ التلامذة سيبدأون سنتهم بالتعليم «أونلاين» وسيُجبرون على شراء الكتب الإلكترونية.
ورغم أن المادة الخامسة من القانون 515 /1996 (قانون تنظيم الموازنة المدرسية)، تشترط ألّا يتجاوز القسط الأول 30% من قيمة قسط العام الدراسي الماضي، أكد الحسن أنّ المدرسة تطالب بتسديد نحو نصف القسط فوراً، مع رسم تسجيل تتعدى قيمته الـ10% التي تنصّ عليها المادة نفسها، مشيراً إلى أنّه لم يجرِ حسم أي نسبة من قسط العام الدراسي الماضي.
لجنة الأهل مقتنعة بمبرّرات المدرسة وتفاوضها على إيجاد تسوية!
الحسن لفت إلى أن الزيادة التي لا تُعرض على لجنة الأهل للموافقة عليها «غير قانونية»، مشيراً إلى أنه يتّجه لرفع دعوى أمام القضاء المستعجل اليوم لرفض الزيادة الجديدة بعد جمع تواقيع الأهالي. وأكد أنه «لا يمكن التعليم عن بُعد أن يكلّف، بأي حال من الأحوال، أكثر من التعليم الحضوري. فرواتب الأساتذة والموظفين التي تشكّل 80% من الموازنة لن تتغير، فيما ستنخفض المصاريف الاستهلاكية من كهرباء ومازوت».
إدارة «مدرسة الشويفات الدولية» رفضت التحدث إلى «الأخبار» عن تفاصيل القضية والتعليق على اعتراض الأهالي، فيما أشارت الرئيسة الحالية للجنة الأهل سمر حمية إلى «أننا كلجنة أهل أمام تحدّيين: الأول حماية حقوق الأهل وعدم فرض زيادة ترهق كاهلهم، والثاني استمرارية المدرسة في ما لو لم تُفرض زيادة الـ25%». واللافت أن حمية بدت مقتنعة بالمبرّرات التي قدّمتها الإدارة لجهة أنّ «التعليم أونلاين» أمر «مكلف خصوصاً إذا كان مهنياً ويعتمد منصة رقمية عليها موارد تربوية، يجري شراؤها بالدولار»! وعن لجوء الأهالي إلى القضاء، قالت إن الدعوى القضائية «من الخيارات المطروحة، لكن علينا في مرحلة أولى أن نكون حكيمين ونسعى إلى تسوية مع المدرسة تحول دون إقفال أبوابها، نظراً إلى أن المدرسة لا تحصل على هِبات من أي جهة. ونفضّل أن نعالج المسألة مع المدرسة على اللجوء إلى وزارة التربية التي لم تنظر العام الماضي في أيّ من اعتراضات الأهالي ولم تفرض حسم نسبة معينة من القسط المدرسي».
الحريري تابعت مع أبو العردات والأونروا موضوع تسجيل الطلاب الفلسطينيين
وطنية - صيدا - عقد اليوم في مجدليون اجتماع تربوي بدعوة من رئيسة لجنة التربية والثقافة النيابية النائبة بهية الحريري خصص للبحث في التحضيرات لبدء العام الدراسي بالنسبة للطلاب الفلسطينيين في منطقة صيدا.
شارك في الاجتماع امين سر قيادة فصائل منظمة التحرير الفلسطينية وحركة فتح فتحي ابو العردات ومدير وكالة الأونروا في صيدا ابراهيم الخطيب ومسؤول التربية في الاونروا في صيدا محمود زيدان ورئيس منطقة الجنوب التربوية باسم عباس ومسؤول الامتحانات الرسمية في الجنوب ديب فتوني ومدراء عدد من المدارس الرسمية.
وتداول المجتمعون في "سبل معالجة المشكلات والصعوبات التي تواجهها المدارس الرسمية مع بدء السنة الدراسية في ظل الاقبال المتزايد عليها". وجرى التطرق الى "سبل تأمين مقاعد كافية للطلاب الفلسطينيين بالتعاون مع وكالة الأنروا حيث جرى تبادل بعض الأفكار والمقترحات بهذا الخصوص والتي تقرر متابعتها لاحقا بعد تحديد عدد الطلاب الفلسطينيين الذين لم يسجلوا بعد وخارطة تواجدهم في المدينة، وذلك عن طريق المنصة الالكترونية التي خصصتها الأنروا لتقديم طلبات تسجيل الطلاب الفلسطينيين".
أبو العردات
اثر اللقاء قال ابو العردات: " هناك عقبات نذللها طرحت اليوم بدعوة من النائبة السيدة بهية الحريري وبحضور المدراء والمعنيين في المنطقة التربوية ومسؤولي الأنروا. وقد ناقشنا كل القضايا واتفقنا على ان نعمل على حلها. وهناك عنوان أساسي أكدت عليه السيدة الحريري وهو انه لن يكون هناك أي طالب لبناني او فلسطيني او سوري من دون مدرسة. وهذا الموضوع اتفقنا عليه ووضعنا حلولا سننناقشها مع الأخوة المعنيين ومع الأونروا. وسنذهب الى الموضوع بهدوء واليوم خصصت الأنروا رابطا الكترونيا لكل الطلاب الفلسطينيين الذين لم يتسجلوا كي يزودوا المعنيين بالأسماء والعناوين وارقام الهواتف وكافة المعلومات اللازمة وبالتالي لن يكون هناك طالب فلسطيني خارج المدارس، وهذا ما اتفقنا عليه اليوم في هذه الجلسة الناجحة والمباركة".
قرن «الوَحدة» والعشرين: إلى جيل الإنترنت في بداية هذا العام الدراسيّ
أدهم الدمشقي ــ الاخبار ــ لقد كانت سنةً تحوّليّة، لكأنّنا خرجنا معاً من باب الصّف، لندخلَه من نافذة افتراضيّة، فنَجِد أنفسَنا في نَفَقٍ بينَ ضَوءين: ضَوء المدرسة الأولى، وضوء الشَّاشات المحمولة.
فهل نعبرُ، أو تَغمُرُنا عتمة هذا القرن الذي ينطحُ باسم التكنولوجيا، ويطيحُ بالمجتمعات والإنسان، وعوضاً من أن يُنمّي مهارات التعلّم الذاتي، وحسّ المسؤوليّة الفرديّة والجماعيّة، فإنّه يعزّزُ الانقسامات والوحدة والوحشة والأنانية والشّخصانية؟
فجأة، تفتّحت عيوننا، تركنا ألعابنا الأُولى، استبدلناها بشاشاتٍ محمولة، صارت جواز سفرنا إلى عوالم افتراضية. أدخلتنا بيوت الآخرين وأفقدتنا بيوتنا.
تركنا أصدقاء حقيقيّين، لنعاشرَ آخرين افتراضيّين. صارت لقاءاتنا باردة، خالية من التفاعل. فَقدنا إحساسَنا بمن هم حولنا. وعوضاً من أن نعيشَ الـمُناسبات واللّحظات، أخذنا لها صورة.
صارت عواطفنا تغريدات، تعازينا تغريدات، ومشاعرنا رسائل وتعليقات...
إذا تزوّج أحدُنا، نُهَنِّئُهُ في تعليق. وإذا التقيناهُ في الطريق، لا نُلقِي عليه التّحيّة.
نشارك الصور والفديوهات، ولا نتشارك الواقع والحياة.
أصبحنا مدمنين، عيوننا مفتونة بصور تمرّ بسرعة، تُقَلِّب العالمَ، تُقَلِّبُ المفاهيم، وتَهُزُّها.
صرْنا نَكرهُ الألعابَ الفطرية البسيطة، نَلجأُ إلى ألعاب دموية، تُرِينَا أن الحربَ لعبة، والموتَ تَسلية، والقتلَ ربح ورصيد.
فَهل نَتركُ عقولَنا تَعلَقُ كحَشرة في شبكة الخيوط العنكبوتيّة؟
نحن الجيل الذي سَيعبُر، ويُعلنُ فجرَ نظامٍ تعلّميٍّ جديد، ركيزته المجتمع والإنسان.
ستصير الإنترنت دليلَنا إلى عالم المعرفة والجمال، لكنها لن تسلبَ منا الواقع الذي سنعيشه بتفاصيله.
سنُدخل التكنولوجيا إلى بيوتنا، ولن نهجرَها.
التكنولوجيا سريعة.
سنلحق بها.
لكن، الذي يركُضُ بسرعة، لا يرى جمالَ الطريق
شاعر وأكاديمي
بتوقيت بيروت