التقرير التربوي:
لم يكن فضلو خوري مقنعا بتبريره لـ"المجزرة" التي ارتكبها في حق 850 من العاملين، واعترافاته دليل، فالاسباب التي حدته الى توقيع قرارها، تؤكد مسؤولية ادارته عنها "فتعاملها بالمصاريف لم يكن كما يجب عند بدء الأزمة المالية اللبنانية"، وبالنتائج التي سببتها "وصف اثر التسريح بالكارثي وخصوصا خلال الظرف الكارثي"، وبالاسلوب "اذ لا يمكن الانكار أن طريقة التسريح كان من الممكن تنفيذها بشكل أفضل بالإضافة إلى تجنب بعض الالتباس وبعض الألم"، وعن الوجود الأمني فـ"كان يجب تفسيره وإدارته بشكل أفضل". ومع كل هذا "الشعر" فان التبرير لن يعيد دمعة طفل او حزن عائلة على وضعها وظرفها الحالي.. ويسأل عاملون في الشأن العام لو كانت مؤسسة بهذا الحجم تدار بهكذا حجم من الاخطاء في بلد غير هذا البلد اكان بقي لمن يقبع على رأس هرمها مكان فيها او حتى لم يطله حساب..
وقد شهدت الساحة المجاورة للجامعة الاميركية اليوم تحركات لاساتذة وعاملين فيها، باعتبار ان المستقبل قد يحمل لهم ذات "الرسائل" وقوى طالبية سيطالها نار اقساط المرتفعة وبـ"الدولار" الاميركي..
وليس بعيداً عن الاميركية، ترشح نذر ازمة من زاوية أخرى سيكون مسرحها الجامعة الياسوعية مع قرار لها يطال اقساط الطلاب ـ بالدولار ـ وهو ما استعجلت القوى الطالبية بالتحذير منه والدعوة الى التراجع عنه لما له من عواقب سلبية عليهم تطال مستقبلهم التعليمي..
وبينما الجامعة الاميركية تشهد حملة استغناء عن خدمات عاملين فيها تستعتد الجامعة اللبنانية لاستقبال طلابا من الجامعات الخاصة مع ما يستلزم ذلك من توفير الظروف لذلك من زيادة موازنة الجامعة واعداد الاساتذة وكافلة المستلزمات، ولذلك نفذ الاساتذة والموظفون المتعاقدون اعتصاماً مطلبيا يستعجل اقرار ملفهم في مجلس الوزراء.. وفي ظل ذلك كانت جنبات الجامعة تستقبل طلابها لاستكمال الامتحانات التي توقفت الاسبوع الماضي بعد اكتشاف حالة مصابة بكورونا وسط اجراءات طبية نفذت بالتنسيق مع الصليب الاحمر اللبناني..
المجذوب وقع مرسوم انشاء فروع للجامعة اللبنانية في عكار وبعلبك وكسروان
الهديل ـ وقع وزير التربية والتعليم العالي طارق المجذوب مشروع مرسوم يتعلق بإنشاء فروع لعدد من كليات الجامعة اللبنانية في كل من محافظة عكار ، محافظة بعلبك الهرمل ، ومحافظة كسروان الفتوح جبيل
وأكد أن هذا المرسوم سيكرس مبدأ الإنماء المتوازن الذي تقوم به الجامعة ، من خلال دورها في تحقيق التنمية المستدامة وإيجاد فرص العمل لأبناء هذه المناطق ، بالإضافة إلى تخفيف الأعباء الإقتصادية عن الطلاب الناتجة عن اضطرارهم إلى الانتقال من منطقة إلى أخرى ، ما كان يتسبب في الكثير من الأحيان بالتسرب التعليمي .
وأمل الوزير المجذوب أن يمكّن هذا المرسوم الجامعة من استقبال عدد أكبر من الطلاب في الظروف الراهنة ، ويتيح أمامهم إمكان التخصص ودخول سوق العمل.
طلاّب "اللبنانية" أمام الأمر الواقع ولا إلغاء لامتحانات الموت... امتعاض وخوف من العدوى
"النهار" ــ صرخة طلاب "اللبنانية" لم تلقَ آذاناً صاغية. امتحانات الموت لم تنجح في البحث عن بديل عوّض التأجيل لأسبوع فقط، هذا الهاشتاغ الذي تصدّر توتير الأسبوع الماضي لم يكفِ للضغط على إدارة الجامعة لإجراء الامتحانات online. ارتفع منسوب الخوف من عدوى كورونا بعد تسجيل إصابة لطالبة في كلية الإعلام. إجتماع وزارتَيّ الصحة والتربية مع رئيس الجامعة اللبنانية فؤاد أيّوب أثنى بطريقة غير مباشرة على جرأة قرار إجراء الامتحانات، يومها قال وزير الصحة حمد حسن إن "هناك جرأة بقرار عودة الطلاب إلى الجامعة، لأنها رسالة للعام المقبل"، مشيراً إلى أن "تعاون الجميع في الميدان والجامعة والإجراءات الوقائية والمسافة الآمنة هي الحل الوحيد لدرء الوباء عن المجتمع".
لا تراجع عن استكمال الامتحانات. الإصرار في إجرائها اتُخذ ولا عودة عنه، يبدو أن إدارة الجامعة في وادٍ والطلاب في وادٍ آخر. رسالة وزير التربية عبر تويتر "يا طلاّب لبنان! وصلتني رسالتكم وسمعت مطالبكم. "صحتكم أولويّة" شعار كان رفيقنا في كلّ قراراتنا التربوية/الجامعية. ستبقى صحّتكم أولوية الأولويات، وسنعمل على إيجاد حلول سريعة..." لم تتحوّل إلى فعل كما كان تعويل الطلاب، وبالتالي كان على طلاب "اللبنانية" التوّجه اليوم إلى كليتهم لإجراء الفحوصات لأن لا مهرب منها!
إذاً، القرار بالامتحانات حضوريّاً اتُخذ، وعلى الأساتذة كما الطلاب الالتزام به. تُظهر الصور خارج الصفوف بالتجمعات وعدم احترام التباعد الاجتماعي، لكن داخل الصفوف كان هناك التزام كامل بكل إرشادات الوقاية الموصى بها من ارتداء كمامة إلى التباعد المسافي وتعقيم قبل دخول الصف والخروج. وقد أوضحت إحدى الطالبات في كلية الإعلام مايا الريّس خلال حديثها مع "النهار" أن "دعوة المقاطعة بإسم امتحانات الموت كانت وسيلة للضغط والمقاطعة ولكن فعلياً لم يُقاطع أحد الامتحانات بعد تعذُّر الاتفاق على تأجيلها للبحث عن بديل أقل خطورة. لذلك لم يكن أمامنا سوى الحضور، المشهد الخارجي مختلف عن الداخل، حيث نشهد في الملعب تجمعات لطلاب دون الالتزام بالتباعد المسافي، إلا أن المشهد مغاير تماماً في الصفوف حيث هناك التزام كامل بالتباعد والكمامة...".
وأشارت إلى أنه "خلال تواجدي في الجامعة لم أُلاحظ وجود فرق للصليب الأحمر (9.30 حتى 11 صباحاً) وقد علمتُ أنهم جاؤوا باكراً ثم غادروا. لكن موضوعنا الأساسي لا علاقة بمن حضر للمراقبة أو المساعدة في عملية التعقيم والإجراءات بل في إصرار إدارة الجامعة اللبنانية على إجراء الفحوصات مهما كان الثمن. كنا طالبنا بإجراء الامتحانات online وعدم المخاطرة بصحتنا إلا أننا لم نلقَ أي جواب حول اقتراحاتنا، علماً أننا لجأنا إلى هذه الوسيلة خلال فترة الحجر وقدمنا مشاريعنا التطبيقة أيضاً ولم يعترض أحد على فكرة online، فلماذا نصطدم اليوم بالرفض دون أجوبة مقنعة. الإصرار والعناد كانا سيدَي الموقف بالنسبة للإدارة".
ما عبّرت عنه مايا تحدث به عشرات الطلاب عبر "تويتر"، بعضهم رأى أن "صحتنا أهم من امتحاناتكم"، في حين كتبت الطالبة ريتا صالح تغريدة تقول" فؤادأيوب إذا أنت مش خايف عليي بيي ما عنده غيري وأنا مصابة بالسرطان، وإذا حياتي ما بتعنيلك وأنا مجرد رقم بملفات الجامعة فأنا لعيلتي العالم كله. أهلي ونفسي ومن بعدنا على الدنيا السلام Raised hand. بديل مش تأجيل"، في حين اعتبر طالب آخر أن "الجامعة تفرض علينا إجراء الامتحانات في أكثر فترة نشهد فيها ارتفاعاً كبيراً في عدد الإصابات. لقد تجاهلوا 97% من الطلاب الذين يرفضون إجراء الامتحانات".
في قراءة لمختلف التغريدات على هاشتاغ الجامعة اللبنانية تلمس حقيقة خيبة الطلاب من إجراء الامتحانات وعدم الإصغاء إلى مطالبهم ومخاوفهم من نقل العدوى إلى بيوتهم وأحبائهم. هذه الحقيقة لا يمكن غضّ النظر عنها، تُقابلها حقيقة أخرى صحية تُفيد بأن الالتزام بالارشادات كفيل في حماية المجتمع. أمام هذا الجدل، يوضح رئيس قسم الأمراض الجرثومية في "أوتيل ديو" الدكتور جاك شقير، أنه "علينا أن نقول الأمور كما هي، لا مشكلة من إجراء الامتحانات حضورياً شرط الالتزام بكل المعايير والإرشادات الوقائية، المسألة لا تتطلب سوى التنظيم والالتزام، ولا يمكن افتعال أزمة بسبب امتحانات ونغض النظر بالمقابل عن كل المخالفات والاكتظاظ الحاصل في المطاعم والشواطئ والسوبرماركت والتي لا تراعي أبداً التباعد الاجتماعي أو ارتداء الكمامة. علينا أن نتحلى بالوعي والمسؤولية الكاملة، نحن نتحدث عن طلاب جامعة، بإمكانهم فهم ومعرفة القواعد واحترام التوصيات الصحية، لذلك لا خوف من إجراء الامتحانات إذا التزم الجميع. والحديث عن إجرائها أونلاين أصعب بكثير مما يظن البعض، ونجري دراسة في جامعة اليسوعية حول هذا الموضوع وأقول لكِ أن الأمر يتطلب جهوداً مكثفة وتنظيماً مضاعفاً لإتمامها وفق الشروط المطلوبة".
مشيراً إلى أن "وزارة الصحة تقوم بواجباتها على أكمل وجه، وتحاول جاهدة إتمام عملها حتى لو تخطى ذلك قدراتها الفعلية، ولكن نحن بحاجة إلى اتخاذ إجراءات أكثر صرامة وتشدداً لأن الناس لا تريد أن تسمع، وهي غير ملتزمة بأدنى معايير الوقاية. علينا فرضة غرامة أو عقوبة على المخالفين الوافدين أو المقيمين على حدّ سواء، وعدم الخروج دون كمامة واحترام التباعد الاجتماعي وتجنب السهرات والتجمعات الكثيفة. في فرنسا كل من يخرج دون كمامة عليه أن يدفع غرامة مالية، وفي أميركا يمكن لأي شخص تواجد في سوبرماركت أو مكان لا يحترم فيه الموجودون السلامة العامة وإرشادات الوقاية أن يتقدم بدعوى بحق صاحب المحل لتعريض حياته للخطر".
وشدد على أننا "مقبلون على خريف صعب وقاسٍ، فنحن نواجه سنوياً انتشار 5 أنواع من الفيروسات فكيف الحال في ظل انتشار الكورونا والانتشار الوبائي المحلي. القاعدة الوحيدة التي تحمينا تكمن في ارتداء الكمامة والالتزام بالتباعد المسافي، المسألة ليست صعبة، ولكن علينا أن نتعايش مع هذا النمط الجديد وإلا ستكون النتيجة كارثية".
المجذوب وأيوب تفقدا سير الاجراءات الصحية والامتحانات في مدينة رفيق الحريري الجامعية
مع عودة الامتحانات الى كليات الجامعة اللبنانية كان لوزير التربية والتعليم العالي الدكتور طارق المجذوب، ورئيس الجامعة اللبنانية البروفسور فؤاد أيوب جولة على مدينة رفيق الحريري الجامعية - الحدث - للاطلاع على سير الامتحانات في عدد من كلياتها. ورافق الوزير والدكتور ايوب مستشارة رئيس الحكومة للشؤون الصحية الدكتورة بترا خوري ورئيس اللجنة الحكومية المكلفة متابعة التدابير الوقائية من فيروس كورونا اللواء محمود الأسمر،
انطلقت جولة الوفد في المدينة من كلية العلوم الطبية الى كلية طب الأسنان فكلية العلوم - الفرع الأول، في حضور عميد كلية العلوم البروفسور بسام بدران، وتمت معاينة الإجراءات والتدابير الصحية المتخذة والتي تجري بالتنسيق مع الصليب الأحمر اللبناني.
وفيما اكتفى الوزير المجذوب بجولته على المجمع الجامعي في الحدث تابع البروفسور أيوب جولته التفقدية خارجها فزار كلية الإعلام - الفرع الأول في منطقة الأونيسكو وكلية الحقوق والعلوم السياسية والإدارية - الفرع الفرنسي في منطقة الجناح.
إجراءات وقائية في الجامعة اللبنانية صيدا واكبت الإمتحانات
وطنية - صيدا - اتخذت الجامعة اللبنانية الفرع الخامس - صيدا إجراءات صحية وقائية في كلياتها التي يخضع فيها الطلاب للامتحانات، حيث واكب فريق من الصليب الأحمر اللبناني - بالتعاون مع كوادر ومتطوعين من الجامعة اللبنانية - الامتحانات. ومنذ الصباح الباكر تواجدت الفرق عند مدخل الجامعة لتأكيد تطبيق الاجراءات الوقائية، وتم قياس الحرارة لكل طالب قبيل الدخول الى الجامعة، بالاضافة الى إلزامهم تعقيم اليدين وارتداء الكمامات.
وكان تم تعقيم ورش مختلف قاعات التدريس في الجامعة، في إطار الإجراءات الوقائية من "كوفيد - 19.
كلية السياحة والماستر البحثي
الاخبار ــ عطفاً على ما نشرته «الأخبار» (18 تموز 2020) تحت عنوان «عمادة السياحة تحسم الأمر: الماستر البحثي ممنوع هذا العام»، يهمنا أن توضح التالي:
أولاً: بناء على قرار مجلس كلية السياحة وإدارة الفنادق الذي سبق أن اتّخذ بإجماع الأعضاء كافة، تم تعليق الماستر 2 بحثي في السياحة للعام الجامعي 2020 - 2021، وبدأت اللجنة العلمية في الكلية بتحديث وتطوير المناهج بما يتناسب مع متطلبات العصر وسوق العمل ويزوّد الطلاب بالخبرات والكفاءة البحثية المطلوبة في اختصاصهم، وبالتالي تؤكد العمادة أنها لم تمنع الماستر البحثي.
ثانياً: إن إدارة الكلية لطالما كانت ضنينة على مستقبل الطلاب وضمان حصولهم على مستوى عال من التعليم يتيح لهم لاحقاً تبوء أفضل المراكز في ميادين عملهم، أمان في لبنان أو الخارج أسوة بزملاء سبقوهم.
عمادة كلية السياحة وإدارة الفنادق - الجامعة اللبنانية
رباح بحث مع رئيس المركز الثقافي الروسي في تفعيل التعاون
وطنية - استقبل عميد كلية الآداب والعلوم الإنسانية في الجامعة اللبنانية البروفسور أحمد محمد رباح في مكتبه، رئيس المركز الثقافي الروسي في لبنان فاديم زايتشيكوف، وممثل وكالة الأنباء الدولية "روسيا اليوم" ميخائيل علاء الدين، في حضور عضو لجنة الإشراف على الماستر المشترك مع جامعة الصداقة بين الشعوب في الكلية الدكتورة مهى جرجور، حيث تم تداول أطر تفعيل التعاون بين كلية الاداب والجامعات الروسية، على مختلف الصعد.
المتعاقدون بالساعة في اللبنانية طالبوا دياب ببت حقهم في التفرغ
وطنية - طرابلس - وجه الموظفون المتعاقدون بالساعة في الجامعة اللبنانية كتابا مفتوحا إلى رئيس مجلس الوزراء الدكتور حسان دياب طالبوا بـ"تفرغهم في ضوء تصريحات وزير التربية في شأن التمانع الوظيفي". ورأوا ان "بت ملف التفرغ أصبح حاجة ضرورية للجامعة وللأساتذة المتعاقدين".
ولفتوا الى ان "الصرخة الكبرى تأتي من الموظفين الذين يحاول معالي وزير التربية استثناءهم من الملف بحجة التمانع الوظيفي، وهم من خدموا الجامعة سنوات وسنوات وكانوا السند لها، وإذا كان الترقي الوظيفي حقًا طبيعيا للأساتذة الثانويين أو للموظفين المستوفين شروط التعاقد والتفرغ، فإننا نرى أن الموظف من حقه التفرغ وخصوصا مع حالات مماثلة في ملفات التفرغ السابقة".
اضافوا: "نحن أبناء هذا الوطن، وتعاقدنا مع الجامعة اللبنانية وخدمناها لسنوات، وكان وجودنا في الجامعة لسد الفراغ فيها ولحاجة الجامعة إلينا، ولحبنا للتعليم العالي، فخدمة لطلابنا ولجامعتنا الحبيبة أنصفونا في التفرغ مع زملائنا، ونحن أصحاب خبرة في التعليم الجامعي وما قبل التعليم الجامعي والإدارة اللبنانية أيضا، ومنذ تأسيس الجامعة اللبنانية والموظفون خزانها العلمي والأكاديمي".
واكدوا ان "التفرغ حق لنا وحاجة ضرورية للجامعة، وهو إحقاق للحق وصون للعدل؛ وحضرتكم أصحاب رؤية لبناء لبنان الجديد".
متعاقدو اللبنانية لوزير التربية: أين أصبح ملف تفرغنا
بوابة التربية: سأل الأساتذة المتعاقدون في الساعة، في بيان اليوم، وزير التربية والتعليم العالي الدكتور طارق المجذوب عن “ملف تفرغهم بعد ان وعدهم بالتفرغ بعد مئة يوم من نيل الحكومة الثقة”.
وكان الأساتذة نفذوا بعد ظهر اليوم اعتصاما أمام وزارة التربية، للتذكير بمطلبهم بالتفرغ.
وقال البيان: “كنت دائما تصرح أن التفرغ حق لكل مستحق والجامعة بحاجة إلى كل أساتذتها في ظل النزوح الطلابي اليها العام الدراسي القادم. نوافقك الرأي أن الكثير من الزملاء يشكلون حاجة ملحة للجامعة واستوفوا شروط التفرغ، فليستكمل الملف ليصبح ملفا متوازنا وطنيا ويشمل كل مستحق وليرفع إلى مجلس الوزراء في غضون أيام وليسجل التاريخ أنك كنت وزيرا مسؤولا قام بواجبه تجاه الجامعة الوطنية في هذه الظروف الاستثنائية”.
قطاع الشباب في الشيوعي: سنبقى نساند نضال طلاب اللبنانية في كل قضية تمس مصالحهم
وطنية - أشار قطاع الشباب والطلاب في الحزب الشيوعي (محافظة الشمال) في بيان، الى أن "إدارة الجامعة اللبنانية تستكمل الإمتحانات الحضورية للطلاب، وتغض النظر عن حالات الإصابة بالكورونا بينهم وكل الحملات الطلابية المحقة التي طالبت ببديل جدي لهذه الإمتحانات وبإجراءات صحية حازمة. وتستعيض إدارة الجامعة عن هذه الإجراءات وعن أي تحسين لآلية التعليم وعملية تقديم الإمتحانات، باستعراضات إعلامية وحملات ضد طلابها وبابتزاز الطلاب عبر تخييرهم بين صحتهم وبين نجاح العام الدراسي".
ورفض قطاع الشباب "ابتزاز الطلاب، تهديدهم أو تعريض حياتهم للخطر"، مؤكدا أنه "رغم محاولات إدارة الجامعة تفشيل حملة المقاطعة "لإمتحانات الموت" للتغطية على فشلها وتخاذلها أمام مشاكل الطلاب، إلا أننا نبقى نساند نضال طلاب الجامعة اللبنانية في هذه القضية وكل قضية تمس مصالحهم".
"مجزرة الاميركية"
اعتصام «رمزي» للأساتذة والأطباء: تهديدات إدارة «الأميركية» تطوّق التحـرّكات
إيلده الغصين ــ الاخبار ــ أثناء اعتصام المصروفين أمام مدخل مستشفى الجامعة الأميركيّة (شارع القاهرة)، ظهر أمس، كان أساتذة وأطباء ينفّذون اعتصاماً آخر، أمام مدخل الجامعة (المدخل الطبّي) في شارع بلس. الاعتصام الأخير دعا إليه اتحاد أساتذة الجامعة الأميركية، وتلته وقفة احتجاجيّة دعت إليها مجموعات يساريّة وطلابيّة أمام مدخل الجامعة الرئيسيّ. الاعتصام والاحتجاج نُفّذا رغم التهديد الذي تمارسه الإدارة عبر رسائل مباشرة أو ضمنيّة. ولم يستقطبا أعداداً كبيرة من المشاركين، ولا سيّما من الموظّفين الحاليّين والأساتذة والطلاب، ولا من المجموعات «الثوريّة» التي طرحت نفسها «ملاذاً» للطبقات المعدمة في الأشهر الماضية.
تهديدات الإدارة بدأت برسالة متداولة عبر مجموعات الواتساب، تحذّر من المشاركة في «اعتصام أقليّة مدمّرة تساهم في حرب سياسيّة على الجامعة». هذه الرسالة، تؤكّد مصادر مطلعة في الجامعة أنها «صحيحة، ووجّهت من أحد الإداريّين». كما استفاق الموظّفون، أمس، على بريد إلكتروني وجّهه إليهم رئيس الجامعة فضلو خوري، دافع به عن إجراءات الإدارة واعترف بحصول «بعض التجاوزات» من دون أن يعتذر عنها. «التجاوزات» التي قصدها خوري هي التعزيزات العسكريّة التي رافقت الصرف. وهو طبعاً لم يعنِ بها «المعايير التي طلبت الإدارة من مسؤولي الأقسام أن يقوموا بوضعها لإعداد لوائح المصروفين على أساسها، وتبيّن لاحقاً أنه لم يتم الالتزام بها، بل تمّ صرف مسؤولي الأقسام أيضاً لتتنصّل الإدارة من معايير طلبت منهم وضعها ولتُلصق بهم أي محاسبة محتملة»، بحسب المصادر، مؤكدة أن «مدير المستشفى الجديد جوزف عتيّق، الذي يدير عمليّات الصرف، كان قبل تعيينه في حزيران الماضي، مديراً في مستشفيات جامعيّة خاصّة أخرى في لبنان وطُرد منها لأسباب مهنيّة يُفترض بالإدارة شرحها».
هذه العيّنة تنسحب على محاولات تطويق اتحاد أساتذة الجامعة، الذي أسّس عام 2013، ويضمّ نحو 300 أستاذ من أصل 550 من العاملين بدوام كامل، وقد خاض مفاوضات سابقاً مع الإدارة لتحصيل حقوق الأساتذة. تطويق الاتحاد جرى عبر استقطاب منتسبين إليه إلى مناصب إداريّة، وعبر اعتبارهم «أقليّة مدمّرة للجامعة وأدوات الحرب عليها»، وهي أوهام الإدارة التي تنفّذ حروباً ضدّ موظفيها. في اعتصام الأساتذة والأطباء، شارك محتجّون هتفوا «ارحل يا فضلو»، ورفعت لافتة: «تضامناً مع جميع المصروفين ورفضاً لسياسة التقشف العشوائية». وتُلي بيان اللجنة التنفيذية لاتحاد أساتذة الجامعة الأميركية، ومما جاء فيه «نتمسك ونعلي قيم العدالة والمساواة، رغم أن ما حدث يوم الجمعة الفائت يرقى الى درجة الفشل والإخفاق في مهمة ورسالة مؤسستنا» وأضاف «لقد شهدنا التسريح القاسي والمؤلم لمئات من زملاء لنا في الجامعة، وقد أتت عمليات تسريحهم بعد الإعلان عنها عبر حملات إعلامية استباقية عاتية، وتم تنفيذها بطريقة تمسّ كرامتهم بشكل كبير، بما رافقها من نشر ترهيبي لأعداد كبيرة من القوات العسكرية والأمنية، بما يحمل ذلك من معان». وشدّدت اللجنة على نقطتين:
«إن السياق العسكري والأمني الذي تمت من خلاله عمليات التسريح والأسلوب المهين الذي من خلاله أبلغ من يعنيهم الأمر بالقرارات دون إشهار مسبق، إنما يشكلان سابقة خطيرة في تاريخ جامعتنا وينتهكان قيم الاحترام والكرامة التي نسعى الى التمسك بهما كمؤسسة عريقة، والمحافظة عليها لتقديمها نموذجاً يحتذى للأجيال القادمة في مسيرتنا التربوية والتعليمية. وفي وصف أحد زملائنا لما حدث، لقد تم التعامل مع الموظفين والموظفات والزملاء والزميلات على أنهم سلع يمكن التخلص منها وليس كبشر».
لم تستقطب الاحتجاجات المجموعات «الثوريّة»
2 - «تتفهم اللجنة التنفيذية للاتحاد الحاجة الملحة لاتخاذ تدابير لخفض التكاليف بهدف تخفيف الآثار الناتجة والمحتملة للأزمة الاقتصادية والوطنية على الجامعة، لكننا نشدد على ألا تبدأ هذه الإجراءات بالموظفين الأضعف والأقل حصانة، إنما بقمة الهرم المؤسساتي».
وختم البيان بتحذير من «استخدام تحركنا، كأساتذة همّهم الأساسي خير وديمومة هذه المؤسسة وموظفيها، لأي أجندات سياسية كانت أو شخصية بخلاف ما هو معلن رسمياً من قبل لجنتنا. كما أننا نعلن تضامننا الكامل مع عمال وموظفي حرم الجامعة الأميركية ومركزها الطبي، الذين صرفوا بطريقة مهينة، وندين بشدّة نشر عناصر عسكرية وأمنية لهذه الغاية».
كذلك صدر بيان عن تجمع الأساتذة المستقلين في الجامعات، الذين شاركوا في الاعتصام، استعرضوا فيه أزمات الصرف وعدم تجديد عقود الأساتذة والباحثين الجامعيين، و«هشاشة وضعهم وضرورة تفعيل الشفافية داخل المؤسسات الجامعية والتربوية». وفي ما يخصّ مصروفي الأميركية، أعلن الأساتذة «أن مخالفات الصرف التعسّفي والجماعي التي تمارس بحقّ المواطنين والمقيمين بلغت ذروتها مع إعلان المجزرة الجماعيّة التي ارتكبتها إدارة الجامعة بحق موظفيها وعمالها». وأضافوا «ندين بشدة ونرفض عمليات الصرف التعسفي بحق الناس في ظل الأوضاع الاقتصادية والمعيشيّة الصعبة».
أما الاحتجاج الذي دعت إليه مجموعات طلابيّة ويساريّة، فانتهى برشّ عبارة على باب الجامعة الرئيسي الموصد والمحروس من قبل الأمن الخاص والدرك ممن حاولوا اعتقال «مشتبه برشّها». العبارة نعتت فضلو خوري بوصف يعبّر عن «عمق» الاحتجاج على سياساته في الجامعة.
اتحاد نقابات العمال: نحو المواجهة
بدعوة من الاتحاد الوطني لنقابات العمال والمستخدمين، يُعقد في مقرّ الاتحاد، ظهر اليوم، لقاء مع العمال المصروفين من الجامعة الأميركيّة ومحامين وجهات نقابيّة وطلابيّة داعمة، «للاتفاق على الإجراءات التي سنتخذها، سواء بالسير في الشكاوى أمام وزارة العمل أم قضاة العجلة أم مجالس العمل التحكيميّة أم منظّمة العمل الدوليّة ولجنة حقوق الإنسان... إذ إن ما يحصل مجزرة إنسانيّة، ومستمرون في التصعيد»، كما قال لـ«الأخبار» رئيس الاتحاد كاسترو عبدالله. وعن الثقة بجدوى الإجراءات، قال «للأسف، لم تكن المواجهة بالشكل المطلوب في كل حالات الصرف التعسّفي التي شهدناها في عدد من الشركات والمؤسسات، إضافة إلى تراخي وزارة العمل، والتخلّف القانوني، وفقدان الدور النقابي المستقل، والهيمنة على الاتحاد العمالي العام، ما جعل هذه المؤسسات تتجرّأ على مجازر الصرف في هذه المرحلة، إلى أن وصلت الأعداد إلى 850 في الأميركيّة وعدد كبير من المياومين». واعتبر أن التصعيد والمواجهة «واجب علينا، ولدينا إيمان بأن التحرّك قد يفرض إعادة العمال إلى عملهم». ضرب الحركة النقابيّة «التي كانت السلاح الأخير في أيدي العمال، من قبل حيتان المال والسياسات المتعاقبة ومحاصصاتهم، أوصل إلى وضعهم اليد على الاتحاد العمالي العام الذي يقول اليوم: ما دخلني»!». وأكّد أن «العمال المياومين الذين صُرفوا سابقاً (نحو 150 مياوماً من شركة سامكو المتعاقدة مع الجامعة الأميركيّة)، قدمنا شكوى وفاوضنا وأعدناهم إلى العمل، وهذه الشركة هي طرف ثالث وشكل من أشكال الاحتيال حتى تتهرّب الإدارة من الضمان الاجتماعي والتقديمات والمدارس والمنح وسواها للعمال»، مضيفاً «فشلوا بتلك الطريقة فنفّذوا هذه المجزرة الآن»!
عشرات السنوات انتهت بـ«كتب تقدير» لمن «لا ضهر» له!
إيلده الغصين ــ الاخبار ــ لم تبدأ قصص مئات المصروفين تعسّفياً من الجامعة الأميركيّة في بيروت، يوم الجمعة الفائت، حينما طُردوا بشكل مُذلٍّ ومنافٍ للكرامة الإنسانيّة، في حضور العسكر والأمن. قصصُهم بدأت قبل عقود، مع دخولهم صرحاً اعتبروه مصدراً للقمة عيشهم، فتخلّى عنهم «كالفِجْل»، وهو وصفٌ نستعيره من أحد المصروفين.
قصصهم كثيرة، رواها بعض هؤلاء الذين اعتصموا أمام مدخل المستشفى أمس. بعضهم رفضوا ذكر أسمائهم... لأنّ من حُرموا من عملهم وغادروه بأعطاب جسديّة دائمة، لا يزالون يخشون الكلام، خوفاً من إجراءات قد تطاول «تعويضات» وُعدوا بها، ولم تُصرف - إلى حينه - لهم.
من نوافذ مبنى المستشفى، وقف إداريّون وموظّفون وأطباء وممرضون ينظرون، «من فوق»، إلى المعتصمين «تحت» في باحة المدخل. المعتصمون لم يتعدّوا العشرات، من أصل مئات المصروفين تعسفيّاً، لأنّ ديكتاتوريّة الإدارة وتهديداتها لا تزال تؤثّر فيهم، رغم صرفهم. وهو السبب نفسه الذي حال دون تضامن الموظّفين الحاليّين ومشاركتهم في اعتصام من كانوا زملاء لهم حتى يوم الجمعة الماضي.
صرخات، بكاء، لافتات، هي أشكال التعبير التي اختارها عدد من المصروفين خلال اعتصامهم. بعضهم لا يملك بديلاً لأنّه، ببساطة، يعاني من أعطاب جسديّة نتيجة حوادث عمل تعرّض لها في المستشفى نفسه. بعضهم الآخر فاقت سنوات خدمته الأربعين عاماً ووُعد بتعويض «بخس» لا يعلم إن كان سيحصل عليه أصلاً.
افترش «علي» (36 عاماً) الرصيف أمام المركز الطبي، وحمل لافتة كتب عليها: «عطبوني وحقّي سلبوني ومن المستشفى زعبوني». إنها اختصار 13 عاماً من العمل في قسم العناية الفائقة، والتعرّض لثلاثة حوادث عمل أحدثت أعطاباً في يده وأوجاعاً دائمة في الرقبة والظهر. يسأل: «من سيشغّلني بهذه الأعطاب؟». المظاريف التي تلقاها المصروفون يوم الجمعة الماضي، «ليست سوى وعود، وتعويضات غير عادلة، ولا نعلم إن كنا سنحصل عليها لأنها لا تزال حبراً على ورق». لا يجد علي الذي يحمل ثلاث شهادات سوى عبارة «على الله» لإعالة والد مريض وشقيق بلا عمل. مع ذلك، لا يحقد على زملاء ممن لا يزالون في عملهم لعدم تفاعلهم: «يمكن خايفين على أنفسهم، ومع صرفنا سيزيد ثقل العمل عليهم».
«والدتي موظّفة في قسم المختبر. عمرها 59 عاماً، قضت 37 عاماً منها في المستشفى. ربما كانت آخر إجازة حصلت عليها يوم ولادتي!». يتابع نجل الموظّفة المصروفة: «قبل أسبوعين خضعت لعمليّة في القلب، ورغم ذلك كانت موجودة يوم الجمعة على مكتبها حين أغلق حاسوبها فجأة».
عمل خالد (59 سنة) في خدمة البريد في الجامعة منذ عام 1983. يحسب سنوات خدمته، ويتحسّر على عدم تلقّيه أي إنذار، «لكنّني لم أحصل من إدارتي على درجة استثنائيّة... ومع ذلك صُرفت. أنا عندها بسوى فجلة!». توزيع أسماء المصروفين يوم الجمعة الماضي، وتبدّل اللوائح بسبب «واسطة أو اتصال»، نتج منه طرده «لأن ما إلي حدا وما إلي ضهر». أما الأشهر الموعودة من الإدارة للتعويض على الموظّفين «فهي لن تساوي شيئاً. شو بتعمل 24 شهر تعويض بعد أكثر من 30 سنة خدمة؟ شو بتساوي بهالوضع؟ وكيف أسدّد القروض؟». ما يحزّ في قلبه أكثر، أنه «خلال الحرب اللبنانية، وحرب تموز، وكل الأحداث الأمنية... لم أتغيّب يوماً». أما ما تبقّى له ولأولاده الخمسة ووالدته التي يعيلها، نسخة من كتاب «شكر وتقدير للشجاعة والتفاني» وجّهته إليه دائرة الخدمات العامة في المركز الطبي عام 1989، «لأني أطفأت حريقاً تحت القصف في سيارة صودف أنها للوزير عادل عسيران».
تهديدات الإدارة لا تزال تؤثّر فيهم رغم صرفهم
ثلاثيني مصروف من قسم غسيل الكلى، أب لثلاثة أولاد. عمل لسبع سنوات فقط في المستشفى، «ما يعني أنني سأنال تعويضاً بقيمة رواتب 7 أشهر، علماً بأن أساس راتبي 841 ألف ليرة؟». والحل «سأترك منزلي المستأجر، أبيع عفشه، وأسكن في منزل أهلي».
مصروف ستّيني، عمل في قسم الصيانة طوال 41 سنة «انتهت بظرف شهادة حسن سلوك وكلام لا يمكن تقريشه، قبل خمس سنوات من تقاعدي»، والإذلال الأكبر «كان عبر استرجاع مسؤولي القسم المفاتيح وعدّة الشغل منّا»، وفق زميله الآخر في القسم نفسه، إذ «عاملونا كالمجرمين الدخلاء على المؤسسة بعدما عملنا فيها لعشرات السنوات». سيحصل الزميل الذي رفض ذكر اسمه، مثل كثيرين، «على رواتب 24 شهراً كتعويض عن 30 سنة خدمة، وهي وعود قالوا إن علينا تسلّمها في 4 آب المقبل»، وهو «رب عائلة وأستأجر منزلاً بأرخص منطقة، وراتبي لا يتعدّى مليوني ليرة... خسرت أيضاً، نسبة 12% زيادة على راتبي حسب سنوات الخدمة كنت سأحصل عليها في آذار المقبل».
إلى القصص المرويّة، ثمة أسئلة يطرحها المصروفون ويتركونها برسم الإدارة، حول المبالغ التي أُنفقت بملايين الدولارات على مبانٍ مستحدثة، والمبالغ المصروفة على تجديد أثاث مكاتب العمداء، ورواتب كبار الإداريين بالدولار مقابل رواتبهم الضئيلة بالليرة. يسألون أيضاً، عن معايير صرفهم، وإن كانوا إرهابيين بالنسبة إلى مؤسستهم التي أحضرت هذا العديد من الجيش والدرك، فيما لا يجدون ما يقولونه حيال التضامن الخجول من قبل زملائهم إلا التبرير بأنه «الخوف».
اعتصام دعماً للمصروفين من الأميركية خوري: أنشأنا شبكة أمان والأوضاع كارثية
النهار ـ لم تنته قضية مصروفي "الجامعة الأميركية في بيروت"، فبينما نفذ عدد منهم مع داعمين ومتعاطفين مع قضيتهم، اعتصاما أمس أمام مدخل مستشفى الجامعة في الحمرا، تخللته هتافات منددة بالقرار الذي اتخذته إدارة الجامعة، أعلن رئيس الجامعة البروفسور فضلو خوري في رسالة إلى أسرة الجامعة، أننا "نتفهّم التأثير الكارثي لعمليات التسريح خصوصاً خلال الظرف الكارثي الذي يمر به البلد والاقتصاد اللبناني، ولكن هذه الظروف أجبرت الجامعة الأميركية للوصول إلى هذا القرار وعدم القدرة على تفادي هذا الإجراء الصعب. أمام الجامعة أكد المعتصمون الذين انضم إليهم عدد من رابطة اساتذة الجامعة الاميركية ومجموعة من طلابها، انه تم طرد عدد كبير من الموظفين القدامى ليتم استبدالهم بموظفين جدد، برواتب اقل. ولفتوا الى "ان كبار الاداريين في الجامعة بدءا من رئيسها فضلو خوري وصولا الى عدد من الاطباء والاداريين الاخرين يتقاضون الرواتب العالية بالدولار، في حين يتم صرف الموظفين الصغار". وهتفوا ضد السلطة، ووصفوها بـ"سلطة السرقة والنهب". ودعا المعتصمون جميع الموظفين الذين لا يزالون يعملون في الجامعة الى التضامن مع زملائهم المصروفين وابداء كامل الدعم لهم.
وتوجه المعتصمون في مسيرة نحو البوابة الاساسية للجامعة في شارع بلس لاستكمال اعتصامهم، وسط هتافات تؤكد حقوق العمال والموظفين وتدعو الى اسقاط منظومة رأس المال. وقد قطع المعتصمون طريق بلس، وافترشوا الارض، مؤكدين ان "من حقهم قطع الطرق حتى تحقيق مطالبهم.
أما خوري، فاعتبر في رسالته (..)
خوري اوضح ملابسات تسريح 850 فردا من الجامعة الاميركية: علينا الاعتماد على قوة أسرتنا لتخطي الأزمات
وطنية - إعتبر رئيس الجامعة الأميركية في بيروت "AUB" الدكتور فضلو خوري في رسالة صادرة عن مكتبه إلى أسرة الجامعة أنه "لا يمكننا أن ننكر أن الأسبوع المنصرم كان صعبا علينا بشكل استثنائي حيث أجبرنا على خسارة 850 شخصا من أفراد أسرتنا من خلال تسريح 650 موظفا وعدم تجديد عقود 200 آخرين أو تقاعدهم من دون أن يتم استبدالهم".
وقال: "عملنا بجد في خلال الأشهر الماضية لتحديد الاقسام التي يمكن إجراء تخفيض الوظائف فيها من دون تعريض العمليات للخطر والسماح للجامعة الأميركية في بيروت بأن تبقى بتكلفة معقولة والاستمرار في توفير التعليم التغييري ومستوى عالمي في العناية بالمرضى. يمكن القول أنه بفضل جهود القيادة في إدارة الجامعة وبالتعاون مع نقابة العمال ومستخدمي الجامعة الأميركية في بيروت، استطعنا بشكل ملموس النجاح في تقليل عدد الوظائف الذي كان متوقعا سابقا إلغاؤها إلى 850 وظيفة. وفي الوقت نفسه، قمنا ببناء شبكة أمان اجتماعي موسعة، حيث قررنا دفع راتب ما بين 6 إلى 24 شهرا كتعويض إنهاء الخدمة، بناء على مقياس سنوات الخدمة، وسوف نستمر في دفع تكاليف التعليم في برامج البكالوريوس في الجامعة الأميركية في بيروت لأولاد الموظفين الذين غادرونا لحين تخرجهم، كما سوف نحافظ على كامل تمويل التعليم المدرسي لمدة عام واحد وتقديم منافع صحية بأمس الحاجة إليها".
اضاف: "نظرا لعوامل وأسباب عدة، جاءت معظم حالات التسريح من مركزنا الطبي، وذلك من جميع المناصب، بما في ذلك فريق الإدارة العليا السابق. لم يعمل المركز الطبي في الجامعة الأميركية في بيروت خلال العقد الماضي على زيادة الاحتياطيات اللازمة إلى أقصى حد ولم يكن التعامل بموضوع المصاريف كما يجب عند بدأ الأزمة المالية اللبنانية في التصاعد خلال العام 2019. ومن أهداف المركزالطبي التطور لتزويد لبنان وشعوب المنطقة بعناية طبية عالمية للمرضى وبأحدث مستوى وفائق التطور، وهي مهمة سنستأنفها بحذر بمجرد استقرار الوضع الاقتصادي في لبنان والمنطقة. وفي ظل هذا الاقتصاد المتضائل إلى حد كبير، أصبح المركز الطبي في الجامعة الأميركية في بيروت يعاني من مشكلة كبيرة في التوظيف الزائد في العديد من الأقسام والوحدات، وهو أمر لا يمكن الاستمرار به ويجب معالجته على وجه السرعة".
ولفت خوري الى أن "مدير المركز الطبي في الجامعة السيد جو عتيق والعميد الموقت لكلية الطب الدكتور غازي الزعتري بالإضافة إلى فريق قيادي جديد بالكامل وأعضاء هذه المؤسسة ملتزمون اتباع نهج أكثر استدامة واستراتيجية وإنسانية لكل من المركز الطبي وكليتنا التاريخية للطب. ونحن على ثقة بأنهم سوف يضعون المركز الطبي وكلية الطب على الطريق الصحيح"، وقال: "نحن نتفهم تماما التأثير الكارثي لعمليات التسريح، وخصوصا في خلال الظرف الكارثي الذي يمر به البلد والاقتصاد اللبناني، لكن هذه الظروف بالتحديد أجبرت الجامعة الأميركية للوصول الى هذا القرار وعدم القدرة على تفادي هذا الإجراء الصعب".
واشار الى انه "قبل الوصول إلى هذا القرار، قمنا باستكشاف ودراسة جميع الطرق لخفض التكاليف وزيادة الفاعلية في الحرم الجامعي والمركز الطبي، بما في ذلك إغلاق الوحدات الجامعية الضعيفة الأداء. وقمنا بتقديم طلب تمويل إضافي من الحكومتين الأميركية واللبنانية والمؤسسات الخاصة والأفراد"، موضحا أن "عددا من الذين يشغلون مناصب قيادية عالية وبعض أعضاء هيئة التعليم والموظفين ذوي الأجور المرتفعة يساهمون في 10-20% من رواتبهم إلى الجامعة منذ أشهر عديدة. وأنا شخصيا أعيد 25% من راتبي منذ منتصف تشرين الثاني 2019. ولقد تم إلغاء أو تأخير مشاريع البناء الأساسية وتأجيل الصيانة وإلغاء السفر على نفقة الجامعة وتجميد التوظيف".
ورأى أنه "من المهم دائما إدراك ما كان بإمكاننا القيام به بشكل أفضل. ولكن الحقيقة هي إن ترك هذا العدد الكبير من الأفراد يغادرون أسرة الجامعة الأميركية في بيروت لن يكون سهلا على الإطلاق"، مشيرا الى أن "مغادرة المنزل والعائلة بسبب عوامل اقتصادية خارجية هو أمر أكثر إيلاما. لا يمكننا الانكار أن طريقة التسريح وخصوصا في المركز الطبي في الجامعة الأميركية في بيروت كان من الممكن تنفيذها بشكل أفضل بالإضافة إلى تجنب بعض الالتباس وبعض الألم".
تابع: "لقد شكك الكثيرون في ضرورة وجود قوى الجيش والشرطة في المركز الطبي في الجامعة الأميركية في بيروت. ولتوضيح الأمر، إن هذا الوجود الأمني كان ضروريا بعد أن كنا قد تلقينا تهديدات خارجية موثوقة في وقت سابق من الأسبوع، ما أدى إلى توصيات بتشديد الحماية الأمنية. فسلامة الموظفين والمرضى والطلاب والجمهور كانت وستبقى دائما أولوية قصوى. لذلك، فقد التزمنا بهذه التوصيات وإن على مضض. نحن ندرك أن هذا الوجود الأمني كان يجب تفسيره وإدارته بشكل أفضل. وسوف نتعلم من هذه التجربة، لكن كما نفعل دائما، هذه أمور نحفظها وسوف نبني عليها".
واردف: "في هذه الأوقات العصيبة، يتوجب علينا جميعا أن نضع خلافاتنا جانبا وأن نعمل معا للسعي نحو غد أفضل. إن اهتماماتنا الرئيسية في هذا الوقت هي استعادة الروح المعنوية وخصوصا في المركز الطبي للجامعة ودعم قوانا البشرية الثمينة بينما نواصل تعليم الأفضل والألمع وخدمة مجتمعنا وإجراء البحوث الرائدة وتقديم عناية عالمية المستوى بالمرضى في مركزنا الطبي. ويجب أن نفعل ذلك كله مع التمسك بالمحافظة على ميزانية سليمة للمؤسسة، إذ باتت عائداتنا الحالية غير مناسبة في خضم الاقتصاد اللبناني المنهار وجائحة كوفيد19 والركود العالمي".
وقال: "كما ذكرت مرارا على مدى السنوات الخمس الماضية، يجب أن نسعى جاهدين لمساعدة أنفسنا أولا حتى يقتنع الآخرون أننا نستحق المساعدة. وينطبق ذلك على الجامعة الأميركية في بيروت في قطاعيها التعليمي العالي والعناية الصحية في لبنان والعالم العربي، وعلى الأرجح بالنسبة لشعوب المنطقة".
وختم: "لطالما كانت الجامعة الأميركية في بيروت مؤسسة حيوية للبنان والمنطقة وما وراءها ولطالما قامت أسرة الجامعة برص الصفوف في مواجهة التحديات الضخمة، وعلينا الآن الاعتماد مرة أخرى على قوة أسرتنا لتخطي هذه السلسلة غيرالمسبوقة من الأزمات. نحن بحاجة إلى نخبنا، أعضاء مجلس أمناء الجامعة وهيئة التعليم والموظفين والطلاب وأسرة الخريجين والأصدقاء للوقوف إلى جانبنا، ومواصلة العطاء بسخاء كلما استطاعوا وللنقد بشكل مدروس من دون تردد، وأيضا ليدخلوا معنا في شراكة حقيقية لبناء جامعة أميركية في بيروت تكون أفضل وأكثر مستدامة وأكثر اشتمالا".
أساتذة وأطباء في الجامعة الاميركية نفذوا وقفة تضامنية مع العمال والموظفين المصروفين
وطنية - نفذ عدد من أساتذة الجامعة الاميركية في بيروت والاطباء ظهر اليوم، وقفة احتجاجية امام المدخل الطبي في الجامعة، بدعوة من اللجنة التنفيذية لاتحاد اساتذة الجامعة الاميركية، تضامنا مع العمال والموظفين الذين تم طردهم مؤخرا من الجامعة ومركزها الطبي و"دفاعا عن حق العمل ورفضا لسياسات تسليع التعليم العالي وعسكرة العلاقات بين ارباب العمل والموظفين".
تجمع المشاركون في الوقفة بأثوابهم البيضاء، تحت لافتة كبيرة موقعة من إتحاد اساتذة الجامعة، كتب عليها "تضامنا مع جميع المصروفين ورفضا لسياسة التقشف العشوائية. كما حضر متضامنا أعضاء في الهيئة التعليمية وحشد من الناشطين الذين طالبوا برحيل رئيس الجامعة فضلو خوري. وهتفو ا: "يا للعار ياللعار نحنا جامعة او تجار"، وغيرها من الهتافات المعترضة على اسلوب تسريح الموظفين.
وألقت رنا عيسى من اتحاد الاساتذة كلمة قالت فيها:" اننا كاعضاء في الهيئة التعليمية في مؤسسة للتعليم العالي في لبنان، نتمسك ونعلي قيم العدالة والمساواة، رغم ان ما حدث يوم الجمعة الفائت يرقى الى درجة الفشل والاخفاق في مهمة ورسالة مؤسستنا.
لقد شهدنا التسريح القاسي والمؤلم لمئات من زملاء لنا في الجامعة الاميركية في بيروت، وقد اتت عمليات تسريح زملائنا بعد الاعلان عنها عبر حملات اعلامية استباقية عاتية، وتم تنفيذها بطريقة تمس كرامتهم بشكل كبير، بما رافقها من نشر ترهيبي لاعداد كبيرة من القوات العسكرية والامنية بما يحمل ذلك من معان.
على ضوء هذا الحدث المحزن في محتواه وطريقة تنفيذه، تود اللجنة التنفيذية لاتحاد اساتذة الجامعة الاميركية في بيروت التاكيد على الآتي :
1 - ان السباق العسكري والامني التي تمت من خلاله عمليات التسريح والاسلوب المهين الذي تم من خلاله ابلاغ من يعنيهم الامر بالقرارات دون اشهار مسبق، انما يشكلان سابقة خطيرة في تاريخ جامعتنا وينتهكان قيم الاحترام والكرامة التي نسعى الى التمسك بهما كمؤسسة عريقة، والمحافظة عليها لتقديمها نموذجا يحتذى للاجيال القادمة في مسيرتنا التربوية والتعليمية في وصف أحد زملائنا لما حدث، لقد تم التعامل مع الموظفين والموظفات والزملاء والزميلات على انهم "سلع يمكن التخلص منها وليس كبشر.,
2 - تتفهم اللجنة التنفيذية لاتحاد اساتذة الجامعة الاميركية في بيروت الحاجة الملحة لاتخاذ تدابير لخفض التكاليف بهدف تخفيف الاثار الناتحة والمحتملة اللازمة الاقتصادية والوطنية على الجامعة، لكننا نشدد على الا تبدأ هذه الاجراءات بالموظفين الاضعف والاقل حصانة انما بقمة الهرم المؤسساتي.
لقد نادى بوقفتنا الاحتجاجية هذه اساتذة همهم الاساسي خير وديمومة هذه المؤسسة وموظفيها. واننا نحدر من استخدام تحركنا هذا لاية اجندات سياسية كانت او شخصية بخلاف ماهو معلن رسميا من قبل اللجنة التنفيذية لاتحاد اساتذة الجامعة الاميركية. كما اننا نعلم تضامننا الكامل مع عمال وموظفي حرم الجامعة الاميركية في بيروت ومركزها الطبي الذين تم صرفهم بطريقة مهينة وندين بشدة نشر عناصر عسكرية وامنية لهذه الغاية".
مجزرة صرف الموظفين في "الأميركية": خطيئة الإدارة وحساباتها الباردة
نادر فوز|المدن ـ أمام مدخل مستشفى الجامعة الأميركية في بيروت، التقى شابان. الأول بثياب زرقاء وعليها بطاقة تشير إلى أنه ممرّض. وثاني بقميص أبيض، يرفع لافتة مكتوب عليها "عطبوني خلال العمل، ثم زعبوني". هما صديقان، "بل قلّ إننا أخوة"، يشير الممرّض. زميلان ترافقا في العمل لأكثر من 13 عاماً، الأول حضر اليوم الإثنين إلى وظيفته، والآخر وقف للاحتجاج على صرفه من العمل. في المكان احتشد المئات، منهم مصروفون من وظائفهم، ومنهم المتضامنون معهم من مجموعات الثورة ونوادٍ طلابية في الجامعة وممثلي نقابات ومسؤولين فيها. إنها عملية الصرف الجماعي الأضخم، أقله منذ الحرب الأهلية اللبنانية. على اعتبار أنّ الجامعة، بمؤسساتها المختلفة، مستمرة في العمل. لم تعلن إقفالها ولا إفلاسها أو تصفية نفسها، كما فعلت مصارف أو شركات طيران أو مصانع قبل عقود. لكن في قضية الجامعة الأميركية، تغيب الأرقام الفعلية لعدد الموظفين المصروفين. 630 تم صرفهم، 700، 850، والعدّاد شغال من دون معلومة واضحة وشفّافة صادرة عن الإدارة.
أزمة عامة
الأزمة، أزمة عامة وجامعة. الانهياران المالي الاقتصادي طال المؤسسات في كل القطاعات، وسط مؤشرات تمهّد للمزيد من المآسي في سوق العمل. وترجّح دوائر معنية بالاقتصاد وحركته أنّ الأسوأ لم يقع بعد، وأنّ أعداد المصروفين من وظائفهم في كل لبنان في طريقها إلى ارتفاع صاروخي. فقد تتخطى نسبة العاطلين عن العمل عتبة مئات الآلاف. والجامعة الأميركية في بيروت، بمؤسساتها الاستشفائية والطبية والأكاديمية والبحثية، من أكبر المشغلّين في البلد. أزمتها المالية، تعني أنّ مجزرة فعلية ستقع. توضحت ملامح المجزرة بصرف المئات، في حين أنّ مئات آخرين ينتظرون المصير نفسه.
مسألة حياة أو موت
عدد من الموظفين الذين نجوا من مجزرة الصرف باتوا أمام ضغط هائل. منهم من راقب الاعتصام من نوافذ المباني، ومنهم من شارك فيه تضامناً مع زملاء لهم. "لا أعرف ماذا أقول"، تقول إحدى الممرضات على مدخل المشفى. نجت، إلا أنها تتحسّر على مئات العائلات التي باتت بلا مدخول ولا ضمانات. تعب نفسي ومعنوي هائل، يضاف إليه ضغوط مهنية مرتقبة. إذ بدأت نتائج الصرف تنجلي بعد أيام على وقوع المجزرة. "بتنا مضطرين إلى تغطية وظائف الزملاء المصروفين"، تقول، إذ بات عليهم العمل بدل شخص أو اثنين. والخوف الأهم هو على جودة العمل، خصوصاً في القطاعين الطبي والاستشفائي، حيث الموضوع قد يكون مسألة حياة أو موت.
رسالة فضلو خوري(...)
أخطاء خوري
أنهى خوري رسالته في التأكيد على حاجة الجامعة إلى نخبها وناسها وموظفيها وطلابها وخرّيجيها للوقوف إلى جنبها. في رسالته أكد على وجود سوء إدارة في الجامعة، وعلى سوء تعامل مع المصروفين، وكل هذا في الأساس يدينه كرئيس للجامعة. فهو المسؤول الأول عن كل العملية. من أسرة الجامعة الأميركية في بيروت، أساتذة وموظفون يتّهمون خوري بادعاء وجود أزمة مالية في المؤسسات "لاستغلاها في تطهير الإدارة لصالحه". يشيرون إلى وجود صندوق ائتماني خاص للجامعة في الخارج وفيه ملايين الدولارات. يضيفون أنّ الجامعة حصلت قبل أسابيع على دعم بقيمة 10 مليون دولار من الحكومة الأميركية. وبحسب لوائح الاتهامية هذه "يقوم خوري بهذه الإجراءات بهدف جلب موالين له في رئاسة الأقسام والمواقع الحساسة". بلغة أخرى، يقولون إنه يتصرّف مثل "رئيس الحكومة حسان دياب، نسخة طبق الأصل عنه، في التوظيف والمحسوبيات والسعي إلى كمّ أفواه معارضيه".
يؤكد موظفون وعاملون في الجامعة الأميركية أنّهم يتلقّون رسائل الإدارة لإسكاتهم ومنعهم من فضح سوء إدارتها وسياساتها الخاطئة. تصل الرسائل عبر قنوات مختلفة، منها المهني ومنها الشخصي، وفحواها الفعلي تهديد مستقبل هؤلاء وعملهم في مؤسسات الجامعة. خصوصاً أنّ شريحة كبيرة من العاملين تعاقدين وغير مثبّتين، وبالتالي مصيرهم غير مستقرّ. كما أن بين الموظفين المصروفين من يشير إلى تواطؤ حصل بين الإدارة ونقابة العاملين في الجامعة. واقع، إن صح، يشير إلى أنّ السلطة تتصرّف وفق النهج نفسه أينما كان.
المصروفون من الاميركية اعتصموا أمام مدخل المستشفى منددين بسياسة الجامعة وداعين لمحاسبة مسؤوليها
وطنية - نفذ المئات من مصروفي "الجامعة الأميركية في بيروت" وعدد من الداعمين والمتعاطفين مع قضيتهم اعتصاما، في الاولى من بعد ظهر اليوم أمام مدخل مستشفى الجامعة الأميركية في الحمرا، تخللته هتافات غاضبة ومنددة بالقرار الذي اتخذته ادارة الجامعة ودعوات لمحاسبة مسؤوليها واستغراب لتقاعس الدولة من اتخاذ موقف محدد إزاء عملية الصرف التي حصلت. كما علت الدعوات لاستقالة الحكومة ورئيسها ووصفوها ب "سلطة الانتداب".
واكد المعتصمون انه تم طرد عدد كبير من الموظفين القدامى ليتم استبدالهم بموظفين جدد، وسألوا "بأي حق يتم طرد هؤلاء القدامى ليتم استبدالهم بجدد برواتب اقل؟".
بعد ذلك انضمت الى المعتصمين مجموعة من رابطة اساتذة الجامعة الاميركية في بيروت وعدد من طلابها، اضافة الى بعض المنظمات الشبابية الداعمة للمصروفين، مطلقين الهتافات المنددة بسياسة الجامعة وبسياسة رئيسها فضلو خوري.
ولفتوا الى "ان كبار الاداريين في الجامعة الاميركية في بيروت بدءا من رئيسها فضلو خوري وصولا الى عدد من الاطباء والاداريين الاخرين يتقاضون الرواتب العالية بالدولار، في حين يتم صرف الموظفين الصغار". وهتفوا ضد السلطة، ووصفوها بـ"سلطة السرقة والنهب"، وسط حالات غضب شديدة ودعوات لاستقالة خوري.
ودعا المعتصمون جميع الموظفين الذين لا يزالون يعملون في الجامعة الاميركية الى التضامن مع زملائهم المصروفين وابداء كامل الدعم لهم، وتوجهوا اليهم بالقول "من يقبض رواتب باهظة جدا وبالدولار لن ينظر اليكم ولن يتضامن معكم، ومهمتكم اليوم هي التضامن مع زملائكم المصروفين".
واعتبروا "ان صراعهم هو طبقي بحت بين من هم في السلطة والرأسماليين و كبار الاداريين في الجامعة الاميركية مقابل صغار العمال الكادحين الذين يقبضون رواتب بخسة"، متسائلين "أين دور النقابات في الموضوع، وأين هو رئيس الحكومة حسان دياب الذي هو جزء من الجامعة الاميركية والذي يطالب اليوم بتعويض قدره مليون دولار؟"، وسألوا: "من قضى حياته وجل عمره في الجامعة الاميركية في بيروت وقدم التضحيات كيف يتم الاستغناء عنه بهذا الشكل".
واذ دعوا الى "إسقاط سلطة رأس المال"، اكدوا في المقابل ان "الجامعة الاميركية في بيروت هي للعمال الكادحين"، رافضين ان يتم استخدام القوة الامنية والعسكرية في مواجهة مطالب العمال والموظفين المصروفين، كما رفضوا الخضوع للذل.
مسيرة وقطع الطريق
وعند الاولى والنصف، توجه المعتصمون في مسيرة نحو البوابة الاساسية للجامعة الاميركية في بيروت في شارع بلس لاستكمال اعتصامهم، وسط هتافات تؤكد حقوق العمال والموظفين وتدعو الى اسقاط منظومة رأس المال. وذكرت احدى المعتصمات عبر مكبر الصوت لائحة بالرواتب العالية وبالدولار الاميركي التي يتقاضاها كبار الاداريين في الجامعة الاميركية في بيروت بدءا من رئيس الجامعة فضلو خوري الذي اتهموه بأنه "يعمل عكس سياسة التقشف التي يدعيها بدليل توسعته لمباني الجامعة"، ودعوه الى دفع مستحقات المصروفين.
واتهم المعتصمون القوى الامنية والعسكرية، بأن "مهمتها هي الدفاع عن السلطة الحاكمة وايضا قمع الثوار من دون الدفاع عن العمال والطبقة الكادحة من اللبنانيين".
يذكر ان القوى الامنية أغلقت مداخل الجامعة الاميركية، وكتب عدد من المعتصمين على البوابات عبارات منددة برئيس الجامعة.
وقد قطع المعتصمون طريق بلس المقابل لمدخل الجامعة، وافترشوا الارض، مؤكدين ان "من حقهم قطع الطرق حتى تحقيق مطالبهم".
ولدى محاولة المعتصمين نصب خيمة في وسط الطريق حصل احتكاك مع القوى الامنية، ثم ما لبث ان عاد المعتصمون ونصبوا تلك الخيمة مع استمرارهم بقطع الطريق.
زعيتر:طريقة الصرف في الجامعة الاميركية غير مقبولة وهو موقف سياسي تجاه لبنان
وطنية - عقد النائب غازي زعيتر مؤتمرا صحافيا في مجلس النواب، تناول فيه معاناة الطلاب اللبنانيين في الخارج، وموضوع المصروفين من مستشفى الجامعة الاميركية في بيروت .
وقال :" اود ان اشير اولا الى الدولار الطلابي حيث هناك عدد كبير جدا من طلابنا في الخارج أكان لجهة الاقساط الجامعية، او منازل السكن لهم، ولتاريخ اليوم لا تستجيب الجهات المعنية اي مصرف لبنان، وتسليم اهالي هؤلاء الدولار الطلابي الذي هو 1515 ليرة على هذا السعر، اليوم المعاناة التي يعاينها الطلاب في الخارج واهاليهم في لبنان معاناة خطيرة جدا، وبعضهم بحسب ما نقل الينا تركوا المنازل التي كانوا يشغلونها، وبعضهم في السنة الثالثة او الرابعة في الجامعة ايضا قد يحرمون من متابعة دراستهم في الخارج، وما نطالب به هو ان المبلغ لا يستأهل على الدولة وعلى مصرف لبنان وعلى المصارف المعنية وعلى الحكومة هذا الموضوع".
تابع :" اما الموضوع الثاني مع تقديرنا ومعرفتنا بالنسبة للاوضاع الاقتصادية والمالية والنقدية وجائحة "كورونا" التي يمر بها البلد، وكل الظروف والمؤسسات التي تقفل ابوابها، وترحل موظفين وعمالا انما ما حصل بالنسبة لمستشفى الجامعة الاميركية بالامس امر غير مقبول على الاطلاق، وقد اطلق عليه مجزرة بحق 850 موظفا وعاملا في الجامعة الاميركية تم صرفهم او اتخذ قرار بصرفهم، وبالامس استمعت الى وزيرة العمل التي قالت انهم كانوا في حدود 1200 او اكثر ولكن خفضنا العدد، هذا الكلام غير مقبول لا من وزيرة العمل ولا من اي جهة سياسية، هذا الصرف هو مجزرة لا بل اعدام، لان 850 وراءهم لا يقل عن ثلاثة الاف عائلة ترعاهم 850 ".
اضاف :" ان قرار مستشفى الجامعة الاميركية هو قرار مشكوك بأمره والمستشفيات، الخاصة لتاريخه لم تقدم على صرف اي موظف او عامل، وهنا اضعها في خانة السياسة الاميركية تجاه لبنان وتجاه اهلنا وناسنا في لبنان، هذا الصرف التعسفي الاجرامي".
تابع :" رئيس الجامعة الاميركية فضلو خوري منذ شهرين او اكثر لمح الى ان الجامعة الاميركية وضعها صعب، ويبدو انه كان يمهد لهذا الموضوع، وهذا اجراء غير مقبول نهائيا".
وختم :" ربما هذا الموقف هو موقف سياسي تجاه لبنان من منطلق الضغوطات التي تحصل على لبنان، نحن سنتعاون مع الجامعة الاميركية، هي للبنانيين، صحيح ان هناك ادارة وتمويل لها يتم من الخارج ، انما هذه الجامعة نعتبرها جامعتنا والمستشفى مستشفانا والطريقة هذه غير مقبولة.
إسماعيل سكرية: لتصحيح بعض الأداء الإداري والمالي للجامعة الأميركية والتزام القيمة العلمية التي تميزها
وطنية- وصف رئيس هيئة "الصحة حق وكرامة" الدكتور إسماعيل سكرية إقدام إدارة الجامعة الامريكية على صرف 850 موظفا بالشكل الذي تم فيه ب"سقطة الكبير في ملعب مشتعل اجتماعيا وسياسيا، في بلد اسقطته سياسات الفساد المتعمد والمبرمج، المحتضنة والمباركة من الأغلبية الاجتماعية، سقطة نفذتها عقول إدارية- فنية تتقن لغة الأرقام، دون مراعاة الواقع الاجتماعي والإنساني، ودون العمل على تدوير الزوايا، فلم تقدم شروحات كافية تسبق الخطوة التي قد يكون بعضها قابل للحوار، ولم تقدم على تخفيض رواتب محلقة بعيداً عن واقع الجامعة والبلد، أو الإقتداء على الأقل برئيسها الدكتور فضلو خوري الذي خفّض ربع راتبه منذ تشرين الثاني الماضي".
وقال: "إني وبخلفية الحرص على هذه المؤسسة العريقة، تعليما وطبابة واستشفاء، ومن وحي تجربتي على مدى 35 عاما كطبيب في مركزها الصحي، وما عايشته من تحديات كبيرة وساهمت بالتصدي لأخطرها في الثمانينات، أستطيع القول بمسؤولية، بأن الجامعة تأثرت ومنذ سنوات طوال، سياسة وإدارة، بالنظام اللبناني وإبداعاته التى أوصلت البلد إلى الإنهيار والموت البطيء، من هنا أرفع الصوت مطالباً بتصحيح بعض الأداء الإداري والمالي، والتزام ما يميز الجامعة من قيمة علمية دون تحميلها مواقف تدخلها حلبة الصراعات السياسية، أو رفع رايات إصلاح داخلي لم يؤسس لها في صلب برامجها التربوية، عنوانها: المواطنة ومواجهة الفساد، حتى لا يدفع الثمن الأليم فقراؤها من الموظفين كما حصل".
تجمعا الممرضين والعمال في التجمع الوطني: نرفض صرف الموظفين
وطنية - دعا تجمع الممرضات والممرضين في لبنان - قطاع التمريض في "التجمع الوطني الديموقراطي" في لبنان، وتجمع العمال والمستخدمين في لبنان- قطاع العمال في التجمع، الى "رفض إجراءات صرف وطرد الممرضين والعمال والموظفين في الجامعة الاميركية ومستشفاها".
واستنكر التجمع "عمليات الطرد التعسفية والكيفية، التي ستؤدي حتما الى زيادة حجم البطالة وتنذر بكارثة صحية واجتماعية، في ظل صمت السلطة المعنية من الحكومة ووزارات الصحة والعمل والمالية".
وطالب الوزارات المعنية "بالتدخل الفوري للطلب من إدارة الجامعة الاميركية وجميع المستشفيات، وقف الاجراءات المتخذة بحق الممرضين والموظفين".
ودعا "جميع الموظفين والعمال والممرضين العاملين والمصروفين، الى الوحدة من خلال تأطير نضالهم المطلبي في جبهة نقابية قادرة على مواجهة الإدارة، لفرض التراجع عن قرارات الصرف، وفي إرساء نموذج صلب للنضال الشعبي ضد السلطة الجائرة".
الرئيس عون اتصل بالامينة العامة للفرنكوفونية شاكرا دعمها وعرض مع بوصعب الاوضاع ومنح جبرا وسام الارز
سياسة - شهد قصر بعبدا قبل ظهر اليوم سلسلة لقاءات تناولت مواضيع سياسية وديبلوماسية وجامعية. سياسيا، استقبل رئيس الجمهورية العماد ميشال عون وزير الخارجية والمغتربين ناصيف حتي، الذي اطلعه على نتائج زيارته لروما والفاتيكان والمحادثات التي اجراها مع المسؤولين في الحكومة الإيطالية وفي الكرسي الرسولي.
بوصعب
سياسيا أيضا، استقبل الرئيس عون الوزير السابق النائب الياس بوصعب واجرى معه جولة افق "تناولت التطورات الراهنة"، وتطرق البحث الى "المعاناة التي يمر بها اللبنانيون في هذه الفترة على مختلف الصعد، وبعض المبادرات الاجتماعية والتربوية التي يجري العمل على تنفيذها".
ولفت بوصعب الى انه فهم من رئيس الجمهورية انه "بعد البحث في مختلف أسباب الفساد، لا بد من الإصلاح الحقيقي في البلاد وهو يبدأ من تحقيق شفاف وتدقيق في الحسابات المالية، لا سيما منها في مصرف لبنان، ورئيس الجمهورية مصر على المضي في العملية الإصلاحية حتى النهاية".
وسام الأرز الوطني لجبرا
الى ذلك، منح رئيس الجمهورية رئيس الجامعة اللبنانية - الأميركية الدكتور جوزف جبرا وسام الأرز الوطني من رتبة ضابط، تقديرا لعطاءاته التربوية والجامعية خلال توليه رئاسة الجامعة.
وأقيم للمناسبة حفل في قصر بعبدا حضره الى الدكتور جبرا وقرينته، النائب بوصعب، الوزير السابق سليم جريصاتي، المدير العام لرئاسة الجمهورية الدكتور أنطوان شقير، الرئيس الجديد للجامعة اللبنانية - الأميركية الدكتور ميشال معوض وعدد من أعضاء مجلس الأمناء ونواب رئيس الجامعة وعائلة الدكتور جبرا.
شديد
بداية، تلا المدير العام للمراسم في رئاسة الجمهورية الدكتور نبيل شديد أسباب منح الدكتور جبرا الوسام، فقال: "نجتمع اليوم في القصر الجمهوري لتكريم مفكر وشاهد وقدوة، ما انفك يوما عن الدفاع عن سلطة الكلمة وقيم الفكر وسلطان العقل. اليوم، يكرم فخامة رئيس الجمهورية العماد ميشال عون الدكتور جوزف جبرا، الرئيس السابق للجامعة اللبنانية الأميركية LAU، وهو افنى عمرا من قيم، في تنشئة اجيال طامعة برونق العلوم على اختلافها. وهذا امر يستحق عليه تقدير الأسرة الجامعية التي عرفت فيه مناقبيته واصراره على رفعة التميز. كيف لا، وقد نهل من الاخلاق منبعا، وللاغتناء بالمعرفة خط سبيلا. في هذه الرسالة التي اختارها، تطلع الدكتور جبرا الى الآفاق العالية، وما كان الأمر سهلا، في وطن كثرت فيه الصعاب. وعلى الرغم من ذلك، اصبحت اجيالنا التي نهلت من منبع الجامعة التي ترأسها منذ العام 2004 امواج تفوق وهو رسخ في سعيها التجذر الدائم في الاصالة".
وأوضح أن "بفضل مثابرته على العطاء، باسم لبنان المعرفة، غدا حصاده وفيرا. وهو ساهم في انشاء كلية الطب في الجامعة اللبنانية الأميركية، كما عزز كليات الهندسة فيها، الى جانب العديد من المناصب التي تولاها، وكان آخرها رئيسا للرابطة الدولية للجامعات والكليات الأميركية بالاجماع".
اضاف: "أيها المحتفى به الدكتور جوزف جبرا، تقديرا لعطاءاتك باسم لبنان، قرر فخامة رئيس الجمهورية العماد ميشال عون منحك وسام الأرز الوطني من رتبة ضابط. عسى ان يتواصل عطاؤك في خدمة القدوة التي وحدها مرادف دعوة لبنان".
جبرا
وبعد أن قلده الرئيس عون الوسام، القى الدكتور جبرا كلمة، فقال: "هو "تشريف" قد لا اكون له مستحقا، لكنه، في ما يحمل من عمق معنى "تكليف"، أراني ملزما بالانصياع الى موجباته لأكون حقا لبنانيا في خدمة لبنان".
اضاف: "فخامة الرئيس، إنه الشعور نفسه يغمرني، ذاك الشعور الذي لم يفارقني منذ ان غادرت البلاد على متن مركب، قاصدا الولايات المتحدة الاميركية لمتابعة تعليمي العالي وهو هو ما دفعني الى العودة وفاء مني لوطن، وهبت فيه نعمة الحياة، مضافة الى سلسلة نعم العلاقة مع الانسان ومع الارض المعطاء ومع الايمان، والأهم، مع الوفاء... فكان كل ذلك بمثابة الدين الذي كان علي دوما السعي الى سداده... فأتى الإمتثال الى قرار تسلم رئاسة الجامعة اللبنانية الاميركية وحمل لواء المضي في الدفع بها الى الامام، لتكون على مستوى الرقي الذي ميز لبنان في المنطقة، فجعل من ربوعه ومن جامعاته مقصدا لكل من اختار شق طريق مستقبله وبناء غده بنجاح".
وتابع: "ستة عشر عاما أمضيتها في مهمتي هذه التي أراحت ضميري ومشاعري المثقلة بحب لبنان وبوجوب سعيي الى ان أرد لهذا الوطن ولشعبه الطيب جزءا مما له علي، فعملت من خلال مسؤولياتي على ان تكون جامعة "LAU" رسولا للبنان الحقيقي الى الخارج. وساعدني في مسعاي فريق مخلص هو حاضر معي هنا اليوم ومؤمن بلبنان، كما نراه، فأسسنا فروعا لجمعية الخريجين قارب عددها الخمسين، إمتدت إلى كل انحاء العالم عاكسة صورة جميلة للشباب اللبناني، مبقية في الاذهان تاريخ وحاضر لبنان الذي يريده ابناؤه ويحلمون به، كما عززنا الجهاز الاكاديمي وطعمناه بأفضل المقدرات التعليمية، وسعنا الكليات وزدنا عددها ووضعنا قدراتنا الاكاديمية والطبية وخصوصا كلية الطب في خدمة مستشفانا، ولم نكتف، بل اسسنا حرما للجامعة قرب مبنى منظمة الامم المتحدة في نيويورك حيث لمع طلابنا في نموذج الامم المتحدة، يرفع اسم لبنان ويشكل مفخرة حقيقية لكل لبناني وصورة جلية عن هذا الوطن الحضاري".
واردف: "أثبتت مؤسستنا، بفضل جهد هذا الفريق التزامها الاجتماعي، فكانت في طليعة المواجهين لإنتشار وباء كورونا، من خلال عيادتنا النقالة التي جالت على كل ارجاء وطننا واجرت الفحوصات المخبرية بالالوف مجانا، اسهاما منا في تحمل جزء من مسؤولية ملقاة على كل منا، لنبقي لوطننا الهالة التي كرسها الأوائل له... وهو لبنان الذي سعيتم وتسعون اليه انتم فخامة الرئيس بالرغم من كل المصاعب السياسية والاقتصادية التي تواجه الوطن، الا انني واثق أنكم بما تمتلكون من ارادة وحكمة قادرون على تجاوز المحنة وعلى اجتياز آثارها. وثقوا، فخامة الرئيس، ان التعليم العالي اساس في رحلة الانقاذ والتخطيط للغد فهو لطالما كان هكذا وهكذا سيستمر".
وقال: "من هنا أهمية رعايتكم الشخصية لهذا الملف الحساس، حماية له من كل تدخل وصونا له من الطفيليات، فهو امانة في اعناقنا جميعا، بل هو "ثقة" أوكلت الينا وعلينا السعي الى حملها باشفار العيون، فبالتعليم العالي نضمن لوطننا ولأبنائنا درب التقدم نحو الغد النير، ونحقق للبنان ما يحتاج اليه من تطور ورقي ليظل ركنا من اركان حضارة أطلقها هو برجالات تعبدوا للعلم والانسانية... وستظل خدمة التعليم العالي، كمثل الوزنات الخمس التي ينبغي السعي الحثيث دوما الى تثميرها، ولا يفترض ابدا طمرها تحت التراب. وشكرا جزيلا لكل من سعى وجد لكي أقلد من فخامة رئيس البلاد وسام الارز الوطني من رتبة ضابط. وأخص بالذكر معالي الوزير الياس بوصعب وندى طربيه والدكتور سليم صفير رئيس جمعية المصارف في لبنان والدكتور كريستيان أوسي، كما اشكر حضوركم جميعا أهلي واولاد اعمامي واعضاء مجلس أمناء الجامعة اللبنانية الاميركية وزملائي القيم ونواب الرئيس والدكتور ميشال معوض الرئيس المنتخب لل-"LAU".
وختم: "هذا الوسام سيدي يكلل مسيرتي التربوية ويلزمني على المضي في خدمة وطني حيثما حللت. فشكري الفائق وتقديري العميق لكم فخامة الرئيس على هذا الفخر الذي سيكون مصدر اكبر شرف لي مدى حياتي".
بوصعب
وتحدث النائب بوصعب فشكر الرئيس عون على مبادرته ولفتته الكريمة "التي تدل على اهتمامه بالتربية والتعليم وايمانه المطلق بأن الاوطان تبنى بتربية صحيحة".
وإذ تحدث بوصعب عن مسيرة الدكتور جبرا المميزة، لفت الى أن "التاريخ سيكون شاهدا على البصمة التي تركها الدكتور جبرا في انجازاته في خلال تسلمه رئاسة الجامعة اللبنانية الاميركية، التي اضحت من اهم جامعات لبنان، وقد استطاع خلال هذه الفترة تحويل الايام والظروف الصعبة التي مر ويمر بها لبنان الى انتصار".
وقال: "نحن نؤمن كما تعلمنا من فخامتكم، ألا نستسلم مهما كانت الظروف وسننتصر على كل أزمة تواجهنا. فلبنان مقبل على ايام افضل وسيكون أقوى ونعول على الجامعات وعلى القطاع التربوي فيه للمساعدة على تحقيق الانتصار".
رئيس الجمهورية
ورد الرئيس عون معربا عن سعادته بتقليد الدكتور جبرا هذا الوسام باسم جميع اللبنانيين "تقديرا لعطاءاته وتضحياته لأنه إنسان استحق الكثير ووهب حياته لخدمة العلم". وقال:"من دون علم لا يمكن تحقيق اي تقدم، لا للفرد ولا للأوطان. ولذلك ادركنا ما يتميز به الدكتور جبرا، ويقف وراء عطائه المهني ما جعله يحقق حلمه الذي سيسلمه للأجيال الطالعة. فمن يدرك قيمة الشيء يعرف كيف يهديه".
وانتهى الحفل باخذ الصورة التقليدية.
اتصال مع الامينة العامة للفرانكوفونية
على صعيد آخر، اجرى الرئيس عون اتصالا هاتفيا بالامينة العامة للمنظمة العالمية للفرانكوفونية السيدة لويز موشيكيوا بو وعرض معها الأوضاع العامة وشكرها على الدعم الذي يلقاه لبنان من المنظمة في هذه الظروف الصعبة التي يمر بها.
وأعربت موشيكيوا بو عن "دعم المنظمة للبنان واستعدادها لتقديم ما يلزم لمساعدته على تجاوز الصعاب التي يواجهها".
وزيرة الاعلام عرضت مع وفد الجامعة الحديثة أوضاع التعليم والتقت مستشارا في البنك الدولي
وطنية - استقبلت وزيرة الاعلام الدكتورة منال عبد الصمد نجد في مكتبها في الوزارة، وفدا من الجامعة الحديثة للادارة والعلوم ضم: رئيس مجلس امناء الجامعة الدكتور حاتم علامة ونائب الرئيس الدكتور نائل علامة وعضو مجلس الامناء الدكتور منير حمزة وعميدة كلية الصحة الدكتورة نينا زيدان وعميدة كلية التربية والعمل الاجتماعي الدكتورة تريز الهاشم.
اثر اللقاء تحدث الدكتور علامة الذي اشار الى "انهم اطلعوا الوزيرة عبد الصمد على التطور الذي حصل في الجامعة خصوصا في هذه الظروف الصعبة التي نعيشها". وأكد "أهمية دور الجامعات كي تكون قدوة للعمل على الخروج من الازمة"، مشيرا الى "ان الجامعات تمر حاليا في وضع صعب جدا". وقال:" نحن نتكاتف مع الخيرين في البلد لايجاد سبل الخروج من الازمة".
واعتبر "ان الاعلام والتعليم خطان متكاملان وهنا تبدأ فكرة الالتقاء في موضوع المعرفة لخلق الروح الايجابية للخروج من الازمة و يبقى التعويل على الانسان المتعلم والاعلام المدرك لدوره ومسؤولياته".
وشدد على "اهمية تسليط الضوء من قبل الاعلام على التعليم و خصوصا الجامعي ودوره والاهم من ذلك ما سيكتب له الاستمرار هو اختيار البرنامج التعليمي الناجح وبناء شخصية جيل المستقبل الذي سيواجه التحديات في ظل التحدي الذي نعيشه".
وشدد علامه على "ضرورة التكاتف بين جهازي الاعلام والتعليم لتخريج طلاب في مستوى المرحلة، لا سيما في ظل هذا الانهيار الحاصل وانعكاسه على ارتفاع نسبة البطالة".
وطالب المسؤولين بايلاء موضوع التعليم الجامعي الاهمية وأمل "أن تدعم الحكومة الطلاب من خلال دعم الاقساط الجامعية خصوصا في هذه الظروف الاقتصادية الصعبة التي نعاني منها".
اليسوعية على الطريق..من نوع اخر
منظمات حزبية ترفض قرار اليسوعية الإدارة: معدلات الأقساط تراعي الظروف
روزيت فاضل ــ النهار ـ مشهدان في جامعة القديس يوسف: الأول يتعلق ببعض السطور، في "بوست" يتصدر صفحة فايسبوك الجامعة يفيد أن "الجامعة توفر اليوم مساعدة مالية لـ46 في المئة من طلابها. أما الثاني، فيكمن في احتجاجات عبرت عنها منظمات حزبية وشبابية جامعية بسبب قرار وصفته بالمفاجىء و"غير المتوقع" من الجامعة حيث أعلنت بموجبه أن الأقساط للسنة الجديدة ٢٠٢٠-٢٠٢١ ستكون مقسّمة على ٤ دفعات في السنة، دفعتان في كل فصل، وقالت في القرار أن المبلغ سيكون مقسّما بين 50 في المئة بالليرة اللبنانية و 50 في المئة بالدولار الأميركي.
ولفت بيان الجامعة ايضاً إلى انها "ضمن الدفعة الأولى من القسط، ستسمح بدفع المبلغ بالدولار وفق سعر الصرف الرسمي، أي 1515، أما المبلغ المتوجب بالدولار في الدفعات الثانية والثالثة والرابعة فسيكون بحسب سعر الصرف الذي تحدده المنصة الإلكترونيّة في مصرف لبنان".
شكل هذا القرار إرباكاً جديداً، خصوصاً وأن الأزمات في البلد تتراكم على الاهالي أو اي فرد من العائلة المهدد في أي وقت بسبب الضائقة المالية والاقتصادية في غالبية الشركات والمؤسسات في لبنان، إضافة الى عدم تقاضي راتبه أو احتمال صرفه تعسفياً أو بقبض نصف راتبه، وذلك بسبب الانهيار غير المسبوق الذي يمر به لبنان.
ولتبديد مخاوف الطلاب وأهاليهم، والقالق الذي يساورهم لا بد من التوقف عند نموذج قسط سنوي في جامعة القديس يوسف العام الماضي وفقاً لسعر الصرف 1515.
إذا كانت كلفة قسط سنة واحدة لطالب في الجامعة اليسوعية تصل مثلاً الى 20 ألف دولار أميركي سنوياً ، فمن البديهي أن يدفع ( وفقاً لسعر صرف الدولار 1515) 15 مليون ليرة لبنانية أو10 آلاف دولار أميركي، ويدفع 15 مليون ليرة لبنانية لتغطية المتوجبات الكاملة للقسط المذكور.
ماذا عن هذه السنة؟ اشارت مصادر مقربة من إدارة جامعة القديس يوسف في إتصال مع "النهار" أن الأقساط في الجامعة عادية، مشيرة الى أن الإدارة رصدت 24 مليون دولار أميركي للمنح الجامعية والمساعدات المالية للسنة الدراسية 2020 -2021، ومن المتوقع أن يستفيد منها بين 4500 و5000 طالب.
واعتبرت المصادر نفسها "أن جزءاً من القسط سيدفع بالدولار لتتمكن الجامعة من تغطية جزء من المصاريف التشغيلية والأجور للأساتذة الأجانب كما الحال في الكليات الطبية وكلية الحقوق والباحثين، الذين يزورون الجامعة".
كيف سيدفع القسط بالتفاصيل؟ أشارت المصادر لـ"النهار" الى أن القسط الجامعي يدفع عبر أربع مراحل أو دفعات: القسط الأول يدفع بقسميه اللبناني والأميركي وفقاً لسعر صرف الدولار 1515 ، فيما يدفع كل من القسط الثاني والثالث والرابع كالآتي: 50 في المئة من الدفعة بالليرة اللبنانية وفقاً لسعر الدولار 1515 ، فيما يدفع 50 في المئة من الدفعة الخاصة بالدولار، وفقاً لسعر المنصة الإلكترونية لمصرف لبنان أي 3900، ما يجعل معدل سعر صرف الدولار للأقساط الأربعة بنحو 2400 ليرة أو أقل".
وكانت أصدرت منظمات شبابية وحزبية عدة بيانات إستنكرت فيها قرار الأقساط الجامعية في جامعة القديس يوسف داعية رئيسها الأب سليم دكاش اليسوعي الى التراجع عن هذه التدابير. وطالبت المنظمات الشبابية والطالبية في بيانها بالتراجع عن قرار رفع الأقساط السنوية على الطلاب عبر دولرة نصف قيمتها وربطها بقيمة صرف غير رسمي، وهي خطوة مستغربة وغير موفقة.
أما دائرة الجامعات الفرنكوفونية في مصلحة طلاب حزب "القوات اللبنانية" فقد قال بيانها أنه "ليس خافيًا على أحد معاناة الطلاب في شراء المعدات على سعر صرف "السوق السوداء"، فيصبح تالياً وكأنه قسطً ثان على الطلاب".
بدوره، أسف قطاع الشباب والرياضة في التيار الوطني الحر في بيانه للقرار المستجد الصادر عن ادارة جامعة القديس يوسف، مذكراً "بالقرار الصادر عن وزير التربية والقاضي باعتماد سعر الصرف الرسمي لأقساط الجامعات. واستغرب التجاهل المتعمد لهذا القرار في ظل الظروف الإقتصادية الصعبة التي يمر بها الوطن والتي باتت تهدد المدخول الشهري لكل الأهالي الذين انخفضت قدرتهم الشرائية بسبب سعر صرف الدولار او خُفّضت معاشاتهم نظرا للظروف الراهنة.
المنظمات الشبابية والطلابية: ما أقدمت عليه الجامعة اليسوعية بدولرة الأقساط خطوة مستغربة
بوابة التربية: أعتبرت المنظمات الشبابية والطلابية اللبنانية، أن “ما أقدمت عليه إدارة الجامعة اليسوعية برفع الأقساط السنوية على الطلاب عبر دولرة نصف قيمتها وربطها بقيمة صرف غير رسمي، هي خطوة مستغربة وغير موفقة، وتؤدي إلى تحميل الطلاب وأهاليهم أعباء لا قدرة لهم عليها، وتمس بحق الطلاب بالتعليم، وتأتي خارج السياق المنطقي للأمور بالنظر إلى الأزمة الإقتصاديّة الخانقة التي أصابت الوطن والمواطنين اللبنانيين”.
ولفتت المنظمات في بيان، الى انه “ما كنا ننتظره خلال هذه الأزمة من هذا الصرح الأكاديمي العريق، الجامعة اليسوعية، رئاسة وإدارة أن تعكس بحق رسالتها واسمها وأن تقف إلى جانب المئات وربما الآلاف من طلابها الذين فقد أولياء أمورهم وظائفهم، وأن تمد لهم يد العون، ومساعدتهم ليستطيعوا اكمال دراستهم الجامعية بكرامة بدل رفع الأقساط، وبالتالي حرمانه من حقهم بالتعليم وسد أبواب الجامعة في وجوههم، وسلبهم الأمل ببناء مستقبل لائق لهم. من هنا فإن قرار التي أقدمت عليها إدارة الجامعة اليسوعية، جاء ليرمي مصير هؤلاء الطلاب الأعزاء في المجهول. ويزيد من شدة الأزمة اجتماعياً واقتصادياً وتربوياً على الكثير غيرهم من الطلاب في السنة القادمة وعلى المدى المنظور”، داعية رئاسة الجامعة اليسوعية، وعلى رأسها الأب البروفيسور سليم دكاش الى “اتخاذ موقف مشرف ويكون على مستوى المسؤولية الأخلاقية والإنسانية والوطنية والتربوية المتوقعة من الجامعة ورسالة الآباء اليسوعيين في ظل هذه الأزمة التي تتطلب التكافل وتضافر كل الجهود لتجاوزها. كما ندعوها إلى العودة الكريمة والشجاعة عن هذا القرار المجحف بحق طلابنا وطالباتنا، والمسارعة بعد ذلك إلى عقد حوار صادق ومسؤول مع القوى والهيئات الطلابية في الجامعة لبحث مخارج لهذه الأزمة، وذلك تجنباً لدفع الطلاب نحو خيارات تصعيدية، وحرصاً منا على سمعة الجامعة وعدم المس بحق أجيالنا بالتعليم، ولأجل الوطن ومستقبله المعقود على مصير طلاب اليوم، فلا تحرمونا من هذا الأمل”.
فحوص كورونا لعدد من طلاب "الليسيه" و"انترناشونال كوليج" بعد مخالطة مصاب
أكدت مصادر تربوية لـ"المدن" خضوع ما لا يقل عن 18 تلميذاً من مدرستي "الليسيه الفرنسية اللبنانية" و"انترناشونال كوليج" إلى فحوص PCR. وبحسب المعلومات المتوافرة فإنّ التلامذة كانوا في رحلة إلى منطقة فقرا، تبيّن بعدها أنّ أحد المشاركين فيها مصاب بفيروس كورونا.
كورونا يفتك بتلامذة الليسيه والانترناشونال كوليج
المدن - أكدت مصادر تربوية لـ"المدن" تسجيل إصابات بفيروس كورونا بين عدد من تلامذة مدرستي "الليسيه الفرنسية اللبنانية" و"الانترناشونال كوليج". إذ كانت مجموعة منهم في رحلة إلى منطقة فقرا حيث تم الاختلاط مع أحد المصابين. وأكدت المصادر نفسها إصابة ما لا يقل عن 20 طالباً في "الأي. سي" (الانترناشونال كوليج)، وخضوع ما لا يقل 18 من تلامذة المدرسة لفحوص كورونا لم تصدر نتائجها بعد.
ولفتت المصادر إلى احتمال إصابة مدير عام مستشفى الحريري فراس أبيض أيضاً الذي كان برفقة أولاده بالرحلة المدرسية إياها. ووفق ما تداوله الأهالي نقلاً عن زوجته، فقد طلب مستشفى الجامعة الأميركية منه حجر نفسه وعدم الحضور لمعاينة مرضاه.
الحريري استمعت الى مطالب قطاع بيع المواد الغذائية وعرضت مع جرادي المشاريع التربوية
وطنية - صيدا - تابعت النائبة بهية الحريري في مجدليون الشأن التربوي مع منسق عام قطاع التربية والتعليم في تيار المستقبل في لبنان وليد جرادي. وتم البحث في مشاريع القوانين ذات الصلة بالقطاع التربوي التي تقدمت بها وتتابعها النائبة الحريري.
وفي هذا السياق، سلم جرادي الحريري مشروع اقتراح قانون يرمي الى استثناء القطاع التعليمي من احكام وقف التوظيف والى تعيين الناجحين في الملاك وفق حاجة وزارة التربية.
كما بحثت الحريري مع جرادي في موضوع اعداد مشروع للتفرغ في الجامعة اللبنانية.
هل هناك حلول لأزمة الغشّ الإلكترونية في مصر؟ خبير تربوي يجيب "النهار"
محمد أبوزهرة ــ النهار ـ اختتمت خلال الساعات الماضية امتحانات الثانوية العامة في #مصر، والتي شهدت اكتشاف حالات غشّ متكررة في كل المواد بواسطة الوسائل التكنولوجية، وهو ما دفع مسؤولي وزارة التربية والتعليم ومجلس النواب لإصدار قرارات جديدة للتصدّي لظاهرة الغشّ الإلكتروني لضمان تحقيق مبدأ تكافؤ الفرص بين الطلاب، وحتى يحصل كل طالب على حقه في الدرجات دون زيادة أو نقصان.
ووافق مجلس النواب المصري أمس الأحد، على معاقبة كل من حاز أو أحرز بلجان الامتحانات أثناء انعقادها أي من أجهزة الهواتف المحمولة بقصد الغش بغرامة لا تقل على 5 آلاف جنيه ولا تزيد على 10 آلاف جنيه، وتقضي المحكمة بمصادرة الأجهزة المضبوطة.
كما تتضمّن غرامات الغش في مصر النص على أنه مع عدم الإخلال بقانون الطفل، وأي عقوبة أشدّ منصوص عليها في قانون آخر، يعاقب بالحبس مدة لا تقل على سنتين ولا تزيد على 7 سنوات وبغرامة لا تقل عن 100 ألف جنيه ولا تزيد على 200 ألف جنيه كل من طبع أو نشر أو أذاع أو روّج بأي وسيلة، أسئلة الامتحانات وأجوبتها أو أي نظم تقويم في مراحل التعليم المصرية المختلفة بقصد الغش أو الإخلال بالنظام العام للامتحانات.
العقوبات الرادعة جاءت لمواجهة الأمر، حيث تم اكتشاف مئات حالات الغش على مدار امتحانات الثانوية العامة، كما أغلقت السلطات العشرات من صفحات السوشيل ميديا المسؤولة عن تسريب الامتحانات.
وزارة التعليم المصرية اتخذت إجراءات جديدة لمكافحة الغش الإلكتروني، ومحاولات بعض الطلاب الدخول بالتليفونات المحمولة وأدوات الغش داخل اللجان، حيث تم رصد 65 مجموعة للغش عبر تطبيقات ومواقع التواصل الاجتماعي "فايسبوك، "واتساب"، و"تليغرام"، وطباعة وتحديد أسماء وبيانات 350 طالباً وطالبة عليها وتوثيق المحادثات واتخاذ الإجراءات القانونية نحو المشاركين بتلك المجموعات؛ كما تم ضبط 7 قضايا بيع معدات وسماعات صغيرة لتسهيل عملية الغش، وتم اتخاذ الإجراءات القانونية حيالهم.
كما شهدت امتحانات الثانوية استخدام العصا الإلكترونية على 3 مراحل للكشف عن الهواتف المحمولة وأي أجهزة تساعد على الغش، وتكون بحوزة الطلاب.
من جانبه، أكّد الدكتور مجدي حمزة، الخبير التعليمي والتربوي في تصريحات خاصة لـ"النهار"، أن مبدأ إصدار عقوبات للحد من ظاهرة الغش أمر في صالح التعليم المصري، إلا أن العقوبات يجب ألا تكون مغلظة حتى لا تؤثر على مستقبل الطلاب قائلاً: "ليس من المنطقى معاقبة طالب قاصر بالسجن لمجرد الغش في الامتحان، والأمر ضد المبادئ التربوية كونه قاصراً".
وأضاف الخبير التربوي أن الغرامة أيضاً معاقبة لوالده على جريمة لم يرتكبها، مؤكداً أن العقوبات الأفضل في حالات الغش هي حرمانه من الامتحان فترة معينة و رسوبه في المادة وهو العقاب التربوي، مطالباً بإلغاء عقوبات السجن والغرامات المالية، خاصةً أن الحبس سيدمر مستقبل الطالب وسيؤثر على ولائه وانتمائه لبلده ويجعله نواة للفكر المتطرف والإرهاب.
وشدّد مجدي حمزة على أن الهدف هو تقويم الطالب وليس القضاء على مستقبله، مشيداً باتجاه وزارة التربية والتعليم أخيراً للتعليم الإلكتروني وهو ما ساهم في تقليل حالات الغش.
وقال حمزة إن التكنولوجيا كان لها جانب إيجابي بالحد من ظاهرة الغش بسبب الامتحانات على الأجهزة اللوحية "تابلت"، وكان لها جانب سلبي بظهور أدوات غش جديدة مثل السماعات الصغيرة والهواتف الذكية، إلا أن الأمر تم التغلب عليه بالعصى الإلكترونية التي تكتشف وجود الأجهزة الذكية مع الطلاب.
وأشاد مجدي حمزة بتقليص عدد حالات الغش في العام الحالي بشكل كبير باكتشاف عشرات الحالات فقط من بين 650 ألف طالب وطالبة.
ولفت الخبير التربوي أن خارطة الطريق للقضاء على الغش بشكل نهائي، تتضمن تحالف المؤسسات الدينية من مساجد وكنائس، وكذلك وسائل الإعلام والأحزاب السياسية والأسرة في توعية الطلاب بخطورة الغش على مستقبلهم، مؤكداً أنها سلسلة متصلة يجب على الجيمع القيام بدوره، خاصة أن الأمر يبدأ من الأسرة وتأكيد أولياء الأمور عدم الغش وعدم مساواة المجتهد بغيره.
وفجّر مجدي حمزة مفاجأة بأن المدرس عليه عامل كبير جداً في مواجهة ظاهرة الغش، خاصةً أن عدداً كبيراً من حالات الغش يكون متورطاً بها عدد من المدرسين خاصة في المراكز التعليمية والدروس الخصوصية.
بتوقيت بيروت