بعد تفوّق لبنان ودخوله موسوعة غينيس في العام 2017/ عباقرة لبنان يطيحون الآلة الحاسبة
تعتمد آلية التدريب التي سمحت للعبقري الشحيمي(16 سنة) التلميذ في صف البكالوريا القسم الاول، ولـ 13 لبناني ولبنانية فازوا بجائزة "بطل" موزعين على 4 فئات عمرية، والذين مثلوا لبنان أفضل تمثيل على صعيد العالم في العام 2019 على استخدام "المعداد"Soroban أو " الأباكوس" (Abacus)، وهو أداة حاسبة استخدمت في اليابان والعديد من البلدان منذ آلاف السنين لإجراء العمليات الحسابية. وبعد فترة من التدريب، يقل معدل إستخدام هذه الأداة البسيطة تدريجياً لدى الأطفال وحتى الشباب دون الـ 22 عاما، بعد أن يعتمدوا على تخيل الأداة أثناء القيام بالعمليات الحسابية الذهنية ليصلوا إلى سرعة هائلة تتخطى سرعة الآلة الحاسبة.
"عندما أعلنت اللجنة المنظمة فوزي بأصعب فئة في العالم هي (فئة أعمار 14 الى 22 سنة) في flash computing في مسابقة PAMA Global شعرت بالفخر والإعتزاز برفع علم لبنان عالياً، لأنني أثبت لكل دول العالم أن بلدي سيبقى الرقم الصعب في البطولات العالمية للحساب الذهني، وأنه سيبقى رمز التفوق والتألق في أهم المحافل العالمية، وهذا لا يزيدني إلا طموحاً وإصراراً على المحافظة على لقبي وتحقيق إنتصارات جديدة لرفع علم بلادي مجدداً على كل المنصات العالمية" يقول الشحيمي، مؤكداً أن العقل كالجسم الذي كما يحتاج الى تمارين رياضية ليبقى سليماً، كذلك العقل يحتاج الى هذه التمارين كي يحافظ عى صحته ويتطور بإستمرار.
الأجوبة سريعة ودقيقة
الخوف لم يقف عائقاً أمام الشحيمي خلال المسابقة، بل كان واثقاً أنّه سيُحقّق نجاحاً باهراً بعد كلّ الجهد الذي بذله أثناء التّحضير، فـ"كان كتير سهل إنّو حلّ الأسئلة"، ولا عجب فالـ"soroban" هو الصورة الحديثة لفن الحساب الذهني القديم، إذ يعتمد على الجمع بين المفهوم الصيني القديم والأبحاث العلمية الحديثة، لإجراء عمليات حسابية سريعة ودقيقة، على سبيل المثال ان قسمة رقم من عشرة أعداد كـ 3,946,055,388 على 79,348=
يستغرق حلها 6 ثوان والجواب 49,731 أما ضرب 25,639بـ 5,263= 134,938,057 ووقت الحل لا يتخطى الثواني الخمس.
وطريقة soroban أُعيد إحياؤها في لبنان منذ أكثر من 10 سنوات، وبعد إثبات جدواها في زيادة التركيز والذكاء لدى التلاميذ، توّجتها بيروت باستضافتها المسابقة العالمية في 4 أيار 2019، حيث شدد فيها المدير العام لمؤسسة "Genius MAP "الدكتور هادي حمزة على أن "هذا تحدٍ جديد للبنان بعد دخوله موسوعة غينيس للأرقام القياسية لأكبر مسابقة رياضيات ذهنية في العام 2017"، واعداً بتحقيق "المزيد للبنان وبرفع علمه على كل المنصات الفكرية والإبداعية في العالم"، خصوصاً بعد انتشارها في الكثير من المعاهد والمدارس اللبنانية، بدليل مشاركة 1300 تلميذ تأهلوا من المسابقات المناطقية في المحافظات كافة في مسابقة العام 2019.
إكتشفوا العبقرية في دواخلكم
وفي هذا السياق يوضح حسن بيلون، مدير قسم الإشراف التربوي لمراكز genius MAP والحائز على أفضل مدرب للحساب الذهني في تايلاند: "هو من البرامج التعليمية الرائدة تطبق في ما يقارب الـ 180 مدرسة ومعهداً، وفي أكثر من 40 دولة، وتعتبر أداة تعليمية فعالة تساعد الملايين من الأطفال على تنمية قدراتهم الذهنية منذ مرحلة مبكرة"، مشيراً إلى أنه لا شروط أكاديمية لانتساب التلاميذ (من عمر 4 وحتى 16 عاماً) الضعيف كما المتميز، لافتاً إلى أن هذه الدورات لم تصبح "موضة" عند الاهل، بل تحولت الى ثقافة بعد إيماننا بأهمية هذه العلوم، نظراً لإنعكاساتها الإيجابية على من يتعلمها، وكما نرى وبوضوح التفوق الياباني على مستوى العالم مرتبط ببعض جوانبه بهذه العلوم، فكل طفل هو متميز في مجال ما، ويمكنه أن يُبدع إذا دُرب بالطريقة الصحيحة، وفق بيلون.
وبلهجة الواثق بنفسه ينصح الشحيمي كل أبناء جيله بالإنتساب الى مركز الحساب الفوري" genius MAP"، لأنهم سيلمسون فرقاً كبيراً في أنفسهم، وسيكتشفون "العبقرية" في دواخلهم، والتي تخولهم تحقيق إنجازات عالمية، بعد أن إختبر ذلك مع بيلون وحمزة، من دون أن ينسى فضل الله عليه وفضل والديه وأصدقائه ومدربه في بداية مشواره هادي أبو فخر.
تطوير الموهبة... مفتاح العالمية
النصيحة ذاتها يقدمها محمّد نزيه المير ( 16 سنة ) تلميذ بكالوريا قسم اول- علمي، القادر على الإجابة على معادلات القسمة والضرب في ثوان معدودة وهو يحمل لقب بطل العالم للنّاشئين في الحسابات الذّهنيّة لخمس مرّات متتالية (2014 حتى2018) والفائز بالمركز الثّاني في العام 2019 من خلال مسابقة junior mental بقوله:" تقنيّة الحساب الذّهنيّ تساعد على تحفيز وتنشيط الذّاكرة على الحفظ والتّحليل وتزيد الثّقة بالنّفس، وأنصح أبناء جيلي بتعلّم هذه الطّريقة لعلّهم يتمتعون بموهبةً كفيلة بتحقيق الأرقام القياسية العالمية، وألّا تبقى هواية لملء أوقات فراغهم". ولم يخيّب الطفل محمد نزيه المير آمال عائلته ومدرسته ومدينته طرابلس ومركز Genius MAP الذي كانت بداية مشواره معه، فكان على قدر المسؤولية وعلى حجم التحدي، الذي أهّله لحمل لقب العبقري الأول في العالم عن المسابقة للعام 2014 التي أقيمت في ألمانيا بمشاركة 55 متنافساً من 40 دولة، مبدياً فخره بهذا الإنجاز: "شعرت بالفخر الشّديد، وأظهرت الصورة الحضارية لمدينتي طرابلس الّتي لطالما وُصِفت بالإرهاب كما يُمثّل ذلك إضافةً مهمّةً للـ CV الخاصّ بي عند التّقدّم لأيّ جامعة أو وظيفة". وحتى الآن، وعلى الرغم من إصدار مجلس الوزراء قراراً في العام 2014 بالتكفّل بتكاليف دراسته لم يلمس المير ترجمةً للوعود التي قطعها عليه وزيرا التّربية السّابقين الياس بو صعب ومروان حمادة والرّئيس سعد الحريري، في المقابل حصل على مبلغ 50 مليون ليرة من وزارة الاتّصالات العام 2014 بعد نجاحه في عهد الوزير بطرس حرب، مع نيله منحة من جمعية العزم والسعادة، فيما تبقى تكاليف السّفر والتّدريب كافّة على حساب عائلته.
وإذ يصف بيلون هذه البرامج التعليمية بـ "رياضة لكمال العقول"، يكشف أن الأهم هو ما أثبتته الدراسات بأن الحساب الذهني يساعد التلميذ على التفوق دراسياً، فبعد سنتين من التدريب المتواصل على البرنامج يحقق علامات عالية في التاريخ والجغرافية والتربية والعلوم، وهذا دليل ملموس على أننا لا نعمل على مادة الرياضيات والارقام بل على مهارات الدماغ، وتطوير الذاكرة عند التلميذ.
وطنية - توجه رئيس الجامعة اللبنانية البروفسور فؤاد أيوب إلى "الرأي العام اللبناني وإلى أهل الجامعة اللبنانية"، ببيان قال فيه: "قررت أن أتوجه إليكم بهذه الكلمة لأن الجامعة اللبنانية هي المؤسسة الأكاديمية التي تحتل مكانة في كل بيت وقرية، في كل مدينة ووزارة كما في كل مؤسسة حكومية، وخاصة لأن خريجيها، الذين يعدون بعشرات الآلاف، ينتشرون على مساحة الوطن وفي المهجر. وهي الآن تضم قرابة مئة ألف شخص من طلبة وموظفين وأساتذة جامعيين وتفخر بكل واحد منهم وتحرص عليهم وعلى مستقبلهم وعلى عطاءاتهم حرص الأم على أولادها. ونحن ندرك أهمية وضخامة المسؤولية التي نحن مؤتمنون عليها حفاظا على خريجي هذه الجامعة والعاملين فيها وعلى مستقبلهم ومستقبل الوطن".
أضاف: "منذ ما قبل انتخابي ومن ثم تعييني كرئيس للجامعة اللبنانية، تعرضت لحملة ظالمة مبرمجة للنيل مني ومن كفاءتي العلمية. وقد أصدرت عدة بيانات للرد على مضمون هذه الحملات ووضع الأمور في نصابها الصحيح. لكن حاملي لواء هذه الحملات استمروا في هذا النهج غير المسؤول لا يبالون بانعكاسات هذه الممارسات على صورة الجامعة والمسؤولين فيها وعلى سمعتها وسمعة حاملي شهاداتها في داخل لبنان وخارجه. وقد كنت آمل، على مدى سنتين كاملتين، أن يعي هؤلاء الأشخاص حجم الضرر الذي يتسببون به للجامعة ولسمعتها الأكاديمية وأن يعودوا إلى رشدهم وأن يراجعوا ضمائرهم، لكنهم استمروا في مسارهم الخاطىء، ولم يبد أي منهم رغبة في الاستماع إلى رأي رئيس الجامعة والإطلاع منه على حقائق الأمور".
وتابع: "لقد أصبح واضحا أن هؤلاء المفترين على الجامعة ورئيسها لا يريدون الحقيقة، بل هم من طالبوا رئيس الجامعة في أكثر من مناسبة بالذهاب إلى القضاء، ربما ظنا منهم أنه لا يستطيع مواجهة ادعاءاتهم الكاذبة. وبدل أن ينصاعوا لقرار المحكمة المختصة الذي صدر بعد دراسة جميع المستندات والوثائق المتعلقة بالموضوع حيث ثبت لديها زيف الادعاءات التي ساقها بعض المغرضين بحق رئيس الجامعة وتحويرهم الحقائق بهدف النيل منه، قاموا بحملة لتجييش المعارف والأصدقاء والجمعيات والنقابات مكررين الافتراءات والأكاذيب نفسها في محاولة لتحصين أنفسهم من المساءلة القضائية وتلطوا خلف شخصيات سياسية وثقافية وأكاديمية، من دون أن يصارحوا هذه الشخصيات والمؤسسات بحقيقة الادعاءات الكاذبة التي وجهوها بحق رئيس الجامعة ما اضطره أخيرا إلى تقديم الشكوى ضدهم من أجل وضع حد لكل هذه البلبلة. إن أساس الموضوع لا علاقة له بنضال الدكتور عصام خليفة ولا بإنجازاته العلمية والأكاديمية، وقد كان المجال مفتوحا أمامه ليتواصل مع رئاسة الجامعة وليبحث أية ملاحظات لديه حتى يتثبت من صحة المعلومات التي تنقل إليه، لكنه آثر استخدام أسلوب الاتهام العشوائي عبر المنابر الإعلامية".
وأردف: "أنا أدعو كل مخلص للجامعة اللبنانية أن يتواصل مع رئاسة الجامعة ليعرض أمامها أية تساؤلات بلا حرج من أي موضوع، وليطلع على الحقائق من مصدرها، علما بأن رئاسة الجامعة تعتمد سياسة الشفافية وهي حاضرة لاستقبال من يود الاطمئنان إلى المسيرة الإيجابية للجامعة وجهود التطوير والإصلاح فيها على مختلف الصعد. علما بأنني بادرت، وتأكيدا للشفافية التي أعتمدها، إلى إبلاغ النيابة العامة المالية برفع السرية المصرفية عن حساباتي وحسابات جميع أفراد أسرتي".
وختم: "لقد تحملت طيلة السنوات الثلاث الماضية جميع أنواع الافتراء، وقد زاد هذا الأمر من عزمي على القيام بمسؤولياتي في رئاسة الجامعة اللبنانية على أكمل وجه وبما يخدم مصلحة الجامعة وطلابها. وإنني، في كل خطوة أقوم بها، لا أستوحي سوى ضميري وأحكام القانون والمصلحة العليا للجامعة. وسأتابع هذا النهج وهذه المسيرة بعون من الله وبدعم المخلصين من أبناء هذا الوطن".
وطنية - نفذ اساتذة من كلية الحقوق والعلوم السياسية صباح اليوم اعتصاما تضامنيا مع الدكتور عصام خليفة، امام مبنى الجامعة في صيدا، بمشاركة عدد من الحراك الطالبي الشعبي في المدينة، وحمل المتظاهرون لافتات اشارت الى "ان معركة ملفات الفساد في الجامعة بدأت لتحريرها من المحاصصة والهيمنة".
واكد المتظاهرون ان اعتصامهم مع خليفة "هو لرفع الصوت وفتح ملفات الفساد في الجامعة"، وان معركتهم الاساسية "هي معركة الجامعة والوطن بالدرجة الاولى"، مطالبين الدولة بالانتباه للمؤسسات الرسمية والجامعات والمدارس حتى تحقيق المطالب.
وتحدث الدكتور علي شكر مشيرا الى "ان معركتنا الاساسية في الجامعة اللبنانية هي معركة الجامعة والوطن بالدرجة الاولى لانهما لا يتفرقان عن بعضهما البعض، والفكرة هي السعي لحصانة الاستاذ الجامعي وحماية الجامعة، ولرفع الصوت لابعاد التدخلات السياسية عنها"، لافتا "الى ان هذه التدخلات اوصلتها الى مرحلة تشبه حافة الانهيار، وبالتالي، وقفتنا هي في اطار استعادة نهضتها وتحصينها ككل من اساتذة وطلاب وموظفين باركانها كافة".
وطنية - عقد الأساتذة المتعاقدون بالساعة في كلية الفنون الجميلة والعمارة - الفرع الرابع إجتماعا للتباحث، حسب بيان صدر، في "موضوع تأخير دفع المستحقات المالية عن سنوات التدريس للعامين السابقين 2017- 2018 و 2018 - 2019".
وخلص المجتمعون الى "مطالبة رئاسة الجامعة والجهات المسؤولة الوفاء بالوعود التي قطعتها للمتعاقدين لجهة تسديد المستحقات المتوجبة بأسرع وقت، وقبل حلول العام 2020 على ما تم الالتزام به بتاريخ 7-11-2019".
واعربوا عن اسفهم "لاضطرارهم الى تنفيذ إضراب تحذيري ليوم واحد بتاريخ 13/1/2020 مع وقفة احتجاجية أمام الإدارة المركزية، على أن يتبعها خطوات تصعيدية في حال عدم حصولهم على مستحقاتهم المحقة".
وتمنى المجتمعون على "رئاسة الجامعة السعي لدى الجهات المختصة لإعفائهم من الضريبة التصاعدية، في حال تم دفع مستحقاتهم عن السنوات التدريسية 2017 - 2018 و2018 - 2019 خلال السنة المالية 2020، وذلك لعدم مسؤوليتهم عن التأخير الحاصل".
واكدوا "أحقية الأساتذة المتعاقدين بالساعة المستوفين للشروط وللمعايير الأكاديمية في التفرغ وذلك بحسب النتائج التي خلصت اليها اللجنة الموكلة دراسة الملفات، لما فيه مصلحة الجامعة، متمنين على رئاسة الجامعة الدفع بقوة لإنجاز هذا الملف".
وطنية - أطلقت جمعية "أهلنا"، "شعورا منها مع العائلات المتعففة والأقل حظا والأكثر حاجة في هذه الظروف الصعبة التي يمر بها لبنان وما ينجم عنها من ضائقة معيشية وحياتية"، حملة "سوا لأهلنا للكل يشارك بالخير"، في حرم جامعة AUST عند مدخل صيدا الشمالي، وتهدف الى جمع التبرعات المادية والعينية وتوزيعها على مئات العائلات المشمولة برعاية الجمعية وغيرها من العائلات المحتاجة بما يمكنها من مواجهة هذه الأوضاع الصعبة وحفظ كراماتها.
وسجلت الحملة التي توجهت بها "أهلنا" الى المجتمع المحلي في صيدا والجوار، تجاوبا واسعا من افراد ومؤسسات من المدينة وخارجها ساهموا في تبرعات عينية من "مواد غذائية ومونة وحبوب وملابس، وأغراض منزلية ( سجاد، حرامات) وأدوات تنظيف والعاب وغيرها، الى جانب تبرعات مادية لشراء الحاجات والأدوية ولترميم منازل".
واشرفت على تسلم المساعدات والتبرعات رئيسة الجمعية سحر جلال الدين الجبيلي، في حضور المسؤولة عن العلاقات والأنشطة في جامعة AUST - صيدا مايا ضاهر، وبمشاركة سيدات واصدقاء "أهلنا" وأسرة الجمعية وفريق من المتطوعين الذين قاموا بفرز هذه المساعدات وتصنيفها وتعبئتها وتوضيبها وتحويلها الى "حصص" تمهيدا للبدء بتوزيعها تباعا على العائلات المستهدفة. وواكبهم عناصر من الصليب الأحمر اللبناني في صيدا.
الجبيلي
وشكرت الجبيلي "جميع المساهمين والمتبرعين لهذه الحملة من أهل الخير أفرادا ومؤسسات"، وخصت بالشكر "ادارة جامعة AUST- فرع صيدا لاستضافتهم هذه الحملة".
وقالت: "ان ما نراه اليوم يكبر القلب. هذه الحملة اطلقناها نتيجة الظروف. "أهلنا" تأسست عام 2001، لدينا 2000 عائلة من العائلات المتعففة والأكثر حاجة. هذه العائلات يجري درس اوضاعها اجتماعيا على الأرض ويقدم اليهم مساعدات وفق حاجة كل عائلة. نحن كجمعية نؤمن بالعمل التنموي ولدينا مشاريع تنموية من تعليم ودعم نفسي وتوفير فرص عمل للسيدات في معمل انتاج يعملن فيه. اضافة الى ذلك، لدينا مساعدات اجتماعية منها "مونة غذائية، وأدوية وتغطية عمليات وغيرها".
واضافت: ولكن الآن، بما اننا في لبنان نمر بأزمة نعيشها كلنا، ولأن الأوضاع اصعب بكثير من السابق، وبما اننا نواكب هذه العائلات ونتعايش معهم ودائما نرصد حاجاتها لنوفرها لهم ارتأينا ان نحول عملنا حالياً الى عمل اغاثي وأطلقنا حملة "سوا لأهلنا ليشارك الكل بالخير " لأننا في أمس الحاجة الى كل دعم وخصوصا بكل ما يتعلق بالمواد الغذائية وبالخضر والمونة والأدوية والتبرعات المادية. وبدأنا بترميم بعض البيوت، وعلى رغم كل شيء وعلى رغم الظروف الصعبة، نجد ان اهل البلد خيرون. ونحن نقول بكل فخر وبكل محبة ننا لولا الخيرون ما كنا استمررنا. فهذا الدعم مهم جدا لنا حتى نستطيع ان نساعد ونزرع البسمة لأنها تولد لهم فرحة وتساعدهم حتى يجتازوا هذه المحنة. وكما ترون، نتسلم الحصص والتبرعات بمبادرات فردية او من مؤسسات ونستقبل كل الأصناف، اضافة الى التبرعات المادية. وان شاء الله نستطيع ان نكمل بالمزيد".
حمتو
وعن آلية التوزيع ومدى التجاوب مع الحملة، قال مدير الجمعية رشيد حمتو: "آلية التوزيع ستكون على مراحل. وبالتشبيك مع باقي الجمعيات سنحاول أن نطاول اكبر فئة ممكنة. وما اريد قوله، في هذا السياق، إنه على رغم كل شيء وعلى رغم كل هذه الظروف الصعبة التي نعيشها في لبنان، اثبت المجتمع اللبناني انه لا يزال يدا واحدة. وكما نلاحظ حركة التبرعات فاقت ما كنا ننتظره، وهذا يعود الى تضامن الناس مع بعضهم في هذا الوضع الصعب وحتى لو كان الناس في ضيق حال، اهم ما اثبته المجتمع اللبناني هذه الأيام ان الناس يشعرون ببعضهم، وهذا امر مهم. ونحن كعاملين في المجتمع المدني هذا امر كنا نلمسه سابقا، لكن اليوم المجتمع اللبناني تفوق على نفسه ونحن واياهم يدا بيد نقول "سوا لأهلنا " في هذه المدينة وفي كل المدن اللبنانية".
وأضاف: "لقد جاءتنا تبرعات من خارج صيدا، وهذا امر لافت، وبعض الناس قالوا اننا في هذه الثورة شعرنا بأننا كسرنا الحدود وفتحنا المناطق على بعضها . ونعود فنقول انه رغم كل شيء تفوق الشعب اللبناني على نفسه بالتضامن مع بعضه البعض بالعطاء. نحن اطلقنا شعارا للحملة "للكل يشارك بالخير". واليوم اثبت اللبينانيون ان الكل يشارك في خير المجتمع المحلي في مدينة صيدا وفي جوارها وفي كل لبنان".
ولفت الى انه "حرصا على الشفافية، ستصدر الجمعية بيانات توضح كيف ولمن ذهبت هذه التبرعات.
وختم: "نحن عملنا يقوم على رصد حاجات المجتمع المحلي ونحاول ان نغطيها. واذا كانت حاجة المجتمع تتطلب حملة ثانية فأكيد سنقوم بذلك لأن هذه واجباتنا وليست خيارا".
خريطة اجتماعية للانتفاضة وشبابها في ضواحي بيروت
محمد أبي سمرا|المدن ــ لم يكن "شعب" حركة 17 تشرين الأول 2019 الاحتجاجية موحداً. بل جاء مرآة لتنوع اللبنانيين، طوائف ومناطق وبيئات وفئات اجتماعية وطبقية. وقد يكون ظل على صورته من التنوع في أيام الانتفاضة، على الرغم من أن مضمون شعاراته وهتافاته اجتمع على أهداف موحدة تقريباً، فيما جمعت تظاهرات واعتصامات ولقاءات وسط مدينة بيرروت، أخلاط فئات وبيئات كثيرة طوال أيام الاحتجاجات.
وشاع - وقد يكون صحيحاً - أن هذه الاحتجاجات المستمرة طوال أكثر من شهرين من دون أن تتوقف أو تنتهي، على الرغم من احتضارها، أدى مسارها وأدت أطوارها إلى إحداث اهتزازات ورضوض في ولاءات فئات من الجماعات اللبنانية لأحزابها أو لغرضياتها الحزبية، وزعمائها ومقدميها الراسخين في سلطانهم وتناحراتهم الدائمة على تقاسم القوة والنفوذ والمناصب والريوع المادية والرمزية والمعنوية في مؤسسات الدولة والمجتمع اللبنانيين، وتوزيعها على أتباعهم ومواليهم.
رعايا يحاولون المواطنة
لكن الصحيح أيضاً أن الاهتزازات والرضوض تحتاج إلى استقصاءات ميدانية ترصدها وتقيسها، وتكشف عن درجاتها ومضمونها وأشكال إصابتها ولاءات المنخرطين في الأجسام والأجهزة الحزبية وأنصارها، حسب المناطق والطوائف والفئات الاجتماعية والطبقية.
وهذا علماً أن ما يقوم مقام الركن أو النواة من ما يسمى سياسةً ومجتمعاً سياسياً وحياة سياسية في لبنان، أقله منذ اتفاق الطائف (1989)، ليس سوى منظومة من ولاءات لغرضيات حزبية أهلية، يتصدرها زعماء وأقطاب نافذون في جماعاتهم العصبية التي يعملون على إبقائها تحت رعايتهم، وتدين لهم بالولاء والحماية، وبالنعمة والإعالة للمحظيين. وهم يتناحرون على ذلك تناحرهم على الاستيلاء على القوة والحظوة والنفوذ والتمثيل والمناصب والريوع في مؤسسات الدولة والمجتمع، وتقاسمها في ما بينهم وتوزيعها على رعاياهم ومحاسيبهم.
وقد يكون منتهى ما حاولت الانتفاضة أو الحركة الاحتجاجية الإفصاح عنه وقوله بالتدريج وعلى نحو متلعثم ومتعثر، انطوى على رغبة إخراج المنتفضين أنفسهم من ولاءاتهم، ومن عصبيات جماعاتهم الأهلية، ومن كونهم رعايا لزعماء يتمتعون بالحظوة لديهم والدّالة عليهم. ورغبة خروج المنتفضين هذه، ودعوتهم سواهم من اللبنانيين إليها، تزامنت مع شحٍّ في الريوع التي تقتطعها منظومة الزعماء الأولغارشية من خزينة الدولة، فتستولي على معظمها، وتوزع بعضها على مواليها. لكن تلك الرغبة مزمنة ودفينة، وتظهر أحياناً ثم تخبو وتخيب، لدى فئات من اللبنانيين. وربما يكون مصدرها بعض من الفئات المتوسطة النخبوية من غير المتسلقين وغير المنتفعين من الريوع. وهي تعتمل في تجارب حياتية، مريرة وظرفية، للبنانيين كثيرين إبان التحولات الاجتماعية والاقتصادية والسياسية العاصفة، التي تحملهم على طلب أن يصيروا مواطنين وشعباً سياسياً في دولة ترعى شؤونهم وحاجاتهم العامة، وتقيم المساواة بينهم بلا تمييز، في التمثيل وحيال القانون.
أما في الانتفاضة الأخيرة، فإن الرغبة والحاجة هاتين تناسلتا ووُلِدتا من تجارب المنتفضين في مساراتهم الحياتية والاجتماعية المتفاوتة والمتباينة، تفاوت أجيالهم وبيئاتهم وأعمالهم وفئاتهم الطبقية وعلاقاتهم وتباينها: منذ مطلع تسعينات القرن العشرين لدى الجيل المسِنِّ منهم. ومنذ انتفاضة الاستقلال أو ثورة الأرز في 2005 لدى جيلهم الشاب. والرغبة والحاجة إياهما شديدتا الالتباس والتعرُّج والتقطع والتدافع والتعقيد والغموض، وهما لا تزالان طموحاً وأفقاً مستقبليين، جواباً على أحوال وتحولات وإحباطات وتمزقات اجتماعية وسياسية حيّة وراعفة.
وبناء على ملاحظات وانطباعات شخصية، إجمالية وعامة، تحصلت من متابعات وشهادات ميدانية، وأحاديث وصور متدفقة بغزارة عبر البث التلفزيوني اليومي المتواصل في يوميات الانتفاضة، نحاول هنا رسم ملامح أولية لخريطة "شعب" حركة 17 تشرين الأول الاجتماعية الاحتجاجية، بألوانه وأطيافه وفئاته ومناطقه. وكذلك رصد بعض الارتجاجات والرضوض التي أحدثتها الحركة الاحتجاجية في الولاءات والغرضيات الحزبية وعصبياتها الأهلية. وقد تراوحت تسمية هذه الحركة بين الانتفاضة والثورة.
بيروت وضواحيها
انطلقت الحركة الاحتجاجية مساء 17 تشرين الأول 2019 وليله، في وسط بيروت وضاحيتها الجنوبية الشيعية، وفرن الشباك في طرف ضاحيتها الشرقية المسيحية، أولاً. وذلك بقطع محتجين شباناً غالباً، بعض الطرق بإطارات مطاطية مشتعلة. والمبادرون إلى إطلاق الاحتجاجات في هذه الدوائر المكانية الثلاث يمكن رصد فئاتهم على النحو التالي:
الرعايا الشيعة الضالون: بدا واضحاً أن محتجي الضاحية الجنوبية الخارجين من بواطنها الداخلية إلى الطرق الرئيسية على أطرافها - من المشرفية إلى طريق المطار، وإلى كنيسة مار مخايل وتقاطعاتها، فطريق صيدا القديمة ومستديرة الطيونة، وصولاً إلى بشارة الخوري - هم الأقوى والأشد صخباً وحرائق وتعبيراً عن الغضب: "نحن شيعة"، و"نحن أبناء حزب الله" و"حركة أمل"، لم يعد لنا ثقة بالحكومة، رددوا أكثر من مرة.
وهؤلاء في معظمهم من المهمشين الشبان في أحياء ضواحي ضاحية بيروت الجنوبية، العشوائية العمران والمكتظة (الرمل العالي، حي السلم...). وهؤلاء يغلب عليهم أنهم من بيئات أهلية، عائلية وأسرية مضطربة، مفككة ومتذررة، وفي أدنى درجات السلم الاجتماعي - الطبقي العامي للجماعات الشيعية. لكنهم يقيمون عشوائياً وتلقائياً، على ولاء فوضوي موروث ومتجذر للزعامة العصبية في البيئة التي صدروا عنها ويقيمون فيها، ويلابسون أجهزة حزبيها ("أمل" و"حزب الله") وغرضياتهما وعراضاتهما، ونشأوا على ثقافتهما الأهلية المذهبية. أما ما يتحصل لهم ولأهلهم من ريوع، فهامشي وضئيل، قياساً إلى قوة ولائهم الجماهيري الذي يستعمله جهازا "الثنائي الشيعي" استعمالاً أداتياً صرفاً، سهلاً ماكراً، في حملاته الرعاعية الاستعراضية العنيفة، كلما أراد تخويف جماعات أخرى وإرعابها.
وفئة الشبان والفتيان هذه ضعيفة التعليم، ومتساقطة منه، وتمتهن أعمالاً متواضعة، وقد تكون متقطعة غير ثابتة، أو هم عاطلون عن العمل. وهذه حالهم في خزان أهل الضعف والبؤس والعمران العشوائي المكتظ والانجاب الكثيف، حيث تغلب الفوضى والذكورة الفائضة وعنفها وقسوتها، أسلوباً تلقائياً وشبه غريزي في التعبير، على الحياة اليومية العامة في معاقل "الثنائي" إياه، في ضواحي الضاحية الجنوبية، وفي أحياء بيروتية مثل الخندق الغميق وحي اللجا والبسطة التحتا، وسواها من الجزر الشيعية البيروتية.
الفئات العمرية الذكورية الشابة المهمشة والمتذررة في معاقل "الثنائي الشيعي"، شاركت تلقائياً وعفوياً في الانتفاضة في بداياتها وأيامها الأولى. وذلك لأن أولئك الشبان والفتيان رأوا أن الانتفاضة ضد الحكومة (والحكومة دائماً عدو خارجي عند "الثنائي"، على الرغم من سيطرته عليها) لأنها فرضت ضرائب إضافية جديدة (على خدمات الهاتف الخليوي المجانية "واتس آب"). وجاءت انتفاضتهم أيضاً احتجاجاً على البطالة والفقر والعوز ونضوب الإعالة التي على الحكومة والدولة "العدوتين" تأمينها للأهالي. وهذا على الرغم من غرق الخزينة العامة في ديون مهولة وإشرافها على الأفلاس، لأسباب شتى، منها استغراق الحكومات اللبنانية المتتالية في إعالة الجماعات الأهلية.
لكن نداء خطيب "حزب الله" التلفزيوني المقدس، إلى جمهور مقاومته الشيعي المطواع، وأمره إياه بالخروج من الساحات والشوارع، وتخوينه الانتفاضة، أدت إلى عزوف هذه الفئات عن المشاركة فيها. بل إلى ارتدادها عليها وضدها في حملات إغارة عنيفة على ساحات ومخيمات اعتصامها في ساحتي الشهداء ورياض الصلح البيروتيين.
الرعايا السُّنّة المحبطون: وهؤلاء يوالون "تيار المستقبل" الحريري. ويتجلى الإحباط السني البيروتي بقوة لدى عامتهم من أهل الضعف. وقد تنطبق على فتيانهم وشبانهم في أحياء الطريق الجديدة والفاكهاني وسواهما من أمثالهما البروتية، بعض وجوه التوصيف الاجتماعي الوارد أعلاه عن رعايا التهميش والتذرر والضلال في ضواحي "الثنائي الشيعي"، لكن بدرجات أقل اتساعاً وكثافة وعنفاً. وهذا على الرغم من موجات الإحباط والاحتقان العامين المتتالية التي تلابس المجتمع الأهلي السني في الأحياء البيروتية، جراء الاستضعاف والحصار الميداني اللذين يتعرض لهما من "الثنائي الشيعي" وجمهوره، في طور ضعف الحريرية وأزمتها، بعد اغتيال زعيمها المؤسس رفيق الحريري في العام 2005.
ومنذ ذلك الحين شكل شبان "الثنائي" وفتيانه العوام - الشبيهون اجتماعياً بأمثالهم الموالين لـ"تيار المستقبل" وللحريرية في البيئة السنية البيروتية - العصا الغليظة الضاربة في حملات الحصار التخويف والترويع الشيعية للأحياء السنية البيروتية. وهي حملات اتخذت طابع الإخضاع العنيف الدامي في حملة 7 أيار 2008، بعدما احتلت قوى 8 آذار وسط بيروت الجديد - درة إنجازات الحريرية - وعسكرت فيه لسنتين. وأدى ذلك إلى اندلاع ما يسمى "الإحباط السني"، نسجاً على منوال "الإحباط المسيحي" في حقبة الوصاية الاحتلالية السورية الأسدية على لبنان.
والإحباط المسيحي ذاك، هو الذي جعلته الشيعة العونية، والباسيلية لاحقاً، قناعها الصفيق، الماكر والخدّاع، في مسار تسلّقها إلى السلطة ومناصبها وريوعها، رافعة راية "استعادة حقوق المسيحيين" السليبة، بعد التحاقها بسياسات "حزب الله" الإقليمية الإيرانية - الأسدية.
لكن رعايا "تيار المستقبل" من أهل الضعف في الأحياء البيروتية، شاركت فئات قليلة من شبانهم وفتيانهم في بدايات الانتفاضة. وكانت مشاركتهم حائرة وخجولة عند تقاطع جسر الكولا وكورنيش المزرعة، وصولاً إلى البربير. وكان عددهم قليلاً وحائرون ماذا يفعلون.
لكن أعدادهم تزايدت بعد استقالة سعد الحريري من رئاسة الحكومة. وبلغت مشاركتهم ذروتها وسط معمعة تردد أسماء شخصيات سنية لتكليفها رئاسة الحكومة، وحرق تلك الأسماء تباعاً، حتى رست أخيراً على حسان دياب، وعزوف الحريري عن أن يكون الرئيس المكلف.
قواتيو الضواحي: على طريق فرن الشباك في اتجاه الحازمية، وعند تقاطع الشفروليه - شركة "ألفا" لاتصالات الهاتف الخليوي، بدأت الاحتجاجات في ضاحية بيروت الشرقية المسيحية، بقطع الطريق بالإطارات المشتعلة.
وكان معظم المداومين على الاحتجاج وقطع تقاطع الشفروليه من شبان ورجال محلة فرن الشباك وجارتها عين الرمانة.
مرات عدة رأيتُهم هناك. وكانوا عشرات وبدا مشهدهم أليفاً، ويستمد إلفته من تعوّدهم اليومي على عيشهم وعملهم وشبكة علاقاتهم في الأحياء القريبة وفي شوارعها. ولما سألت مرة أحدهم عن هوية الشبان الحزبية، قال إن التحرك ليس حزبياً، بل هو أهلي محلي وعفوي. ولم ينزل أي منهم إلى الشارع بأمر أو بدعوة حزبية. وذكر محدثي أن القواتيين يشكلون 90 في المئة من المحتجين غالباً، لكنهم هنا من تلقاء أنفسهم، وليس لأنهم محازبون قواتيون، بل بصفتهم من شبان المنطقة ورجالها. وهناك عوني واحد سماه الشاب وناداه باسمه.
وفي صبيحة نهار أحد رأيتُ فتيات ونساء، مع قلة من شبان ورجال، يتجالسون في مقاهي الرصيف التي تعلو الشارع قريباً من تقاطع الشفروليه. كانوا/كنَّ مستمتعين مسترخين يمضون صبحيّة الأحد. خرجن/خرجوا من منازلهم القريبة بثياب العطل المريحة، يتحادثون ويتفرجون على مشهد سخام بقايا حريق الليل. نساء شرفة المقهى مطمئنات لما يشاهدنه عند التقاطع، كأنهنّ جالسات على شرفات منازلهن الأليفة تتفرجن على ما يحدث في ما يشبه ساحة قريتهم الأليفة.
بين الحريق عند التقاطع وبين قاطعي الطريق أمام مكتبة، وعلى مسافة أمتار من المقهى وجلاّسه النساء، لا يخلو المشهد من فتيات تتمشين وتتحادثن متفرجات مطمئنات. كأنهن التقين أو أتين معاً للفرجة وتسجية بعض الوقت في خلاء الشارع من السيارات وزحمتها في هذه العطلة، بل لاستطلاع ما يفعله الشبان والرجال، راضيات رضىً بلدياً وأهلياً عن أفعالهم.
تشي مشاهد الاحتجاجات في ضاحية بيروت المسيحية، ودوامها على طرف فرن الشباك، بأن المحتجين يصدرون عن بيئة شعبية مسيحية، لا تزال تنبض فيها بقية حياة وعلاقات اجتماعية محلية تقليدية، تنطوي على شيئ من تماسك ووئام بلديين قديمين بين الأهالي، أجيالاً وذكوراً وإناثاً، على الرغم من اختلاط بقايا عائلات السكان "الأصليين" المحليين بالوافدين للإقامة في تلك البيئة البلدية.
وهذا على خلاف المحتجين الشيعة في ضاحية بيروت الجنوبية، الشبان والفتيان كلهم، والمتذررين اجتماعياً عائلياً، المهمشين في أحيائهم وبيئاتهم الأهلية، العشوائية العمران. وهم اندفعوا تلقائياً إلى الاحتجاج الذي نشّأهم وعوّدهم عليه "الثنائي الشيعي" الذي يوالون حزبيه ولاءً آلياً مصدره هوية طائفية ومذهبية، ضد الحكومة والدولة اللبنانيتين في كل مناسبة. لكن احتجاجاتهم سرعان ما توقفت بعد أيام، وارتدّت عنيفةً على سواهم من المحتجين، بناءً على أوامر معبود الطائفة الشيعية وأميرها المقدس حسن نصرالله.
أما انتماء معظم المحتجين في فرن الشباك وعين الرمانة وولاؤهم لـ"القوات اللبنانية"، فقد يشكلان رابطتهم المحلية و"السياسية" الأوسع التي تصلهم بالمجتمع المسيحي. وهما انتماء وولاء يدفعانهم إلى الاحتجاج الذي يغذيه، إلى الشؤون المعيشية، مناهضة "القوات" المحمومة لـ"التيار العوني"، على تمثيل المسيحيين والتحاقه بسياسات "حزب الله" الإقليمية، وولائه الخالص لإيران ومشاركته في الحرب الأسدية على الشعب السوري.
على تخوم الأحياء الأهلية
بدا واضحاً في أيام الانتفاضة أن شبان الأحياء الأهلية في بيروت (بيئة "تيار الميتقبل") وضاحيتها الجنوبية (بيئة "الثنائي الشيعي") وشطرها المسيحي في عين الرمانة، والشرقي في فرن الشباك (بيئة "القوات اللبنانية" الغالبة)، انطوت مشاركتهم في الاحتجاجات، بقوتها واتساعها المتفاوتين، على اعتبارات ودوافع ضمنية متباينة تتصل بانتماءاتهم الطائفية وولاءاتهم لغرضيات حزبية متباينة ومتنافرة. وخرج المحتجون هؤلاء من أحيائهم الداخلية وتركوها خلفهم، واعتصموا في شوارع وتقاطعات رئيسية حولها وقريبة منها. وهكذا يمكن القول أنهم في معظمهم التزموا حدود سكنهم الأهلي الذي يألفونه إلفة محلية وبلدية. لكن شبان كل حي ومحلة موقنون بأن أقرانهم في الأحياء الأخرى خرجوا مثلهم للاحتجاج والتظاهر وقطع الطرق وإشعال الحرائق في محيط أحياءهم.
هل يحقّ للثورة أن تقتُل خصومها؟
ونصل إلى ما حدث في أوائل القرن العشرين ومع تاريخ 17 تشرين الأول 1917، مع عائلة ROMANOV القيصريّة بدءًا من بطرس الأكبر الذي اغتيلَ سنة 1762 وخلفته على العرش زوجته الخائنة كاترين الثانية الكبرى، إلى أن أتى بولس الأول وقد اغتيلَ أيضًا، مرورًا بألكسندر الأول ثمّ نقولا الأول. نصل إلى القيصر اسكندر الثاني الذي اغتيلَ سنة 1881 مرورًا بإسكندر الثالث وصولًا إلى القيصر الشهير نقولا الثاني الذي حكمَ من سنة 1894 حتى 1917. حتى إنه أُعدمَ في 17 تموز سنة 1918 مع زوجته وأولاده الخمسة (أربع صبايا وصبي واحد) على أيدي البولشيفيين الثّوار الذين انقلبوا عليه وعلى سلطته في عهد لينين.
ما يهمّنا من هذه الأحداث الأليمة والمؤسفة هو ما حدث للعائلة المالكة، عائلة ROMANOV العريقة والتي انتهت بآخر القياصرة نقولا الثاني. سأحاول بعد مطالعتي العميقة والشفافة عن هذه المرحلة أن أصف كيف أن الثورة مهما استجابت لطلبات شعبها، فإنها من ناحية ثانية، تنزع عن ثوبها ما هو نبيل وثوريّ وتقدميّ وإصلاحيّ وإلى آخر المعزوفة.
أورد الآن ما حدث في تلك الفترة من دون أي تعليق شخصيّ، ولكن على القارىء اللبيب أن يأخذ العبرة الأليمة من الناحية الدينيّة والأخلاقيّة، وخصوصًا الإنسانيّة، لأن الله وحده هو الذي يأخذ نفس خليقته، وما من أحد آخر، مهما يكن.
بعد أسابيع، Tatiana حفيدة القيصر نقولا الثاني وأقرباؤها اقتيدوا إلى Tobolsk في إتجاه الشرق. ثمّ أكملوا حتى سيبيريا حيث أُحتُجزوا في منزل تاجر غني في المدينة. وبعد عدّة أسابيع أخرى، وذلك في شهر تموز سنة 1917. وفي ليلة من ليالي تموز سُحبوا من نومهم. أمرهم الحارس أن يلبسوا بعجلة. انزلهم إلى الطابق الأرضي ودعاهم للإنتظار. وتحت إمرة الحارس، عدّة جنود سكارى دخلوا إلى الغرفة حيث يتجمّعون، سلاحهم في يديهم ورموهُم بالرصاص عن قرب. وأنهوا بالنّصال حياة ما تبقّى. عدّة دقائق كانت كافية لإعدام القيصر وزوجته وأولادهم الخمسة وعدّة رجال ونساء قَبلوا أن يتبعوهم لينالوا نفس المصير. ونذكر أيضًا، دون آخرين كُثُر، الأخ الأصغر لنقولا الثاني الذي قُتلَ بعدّة رصاصات من مسدّس من بعض الثّوار الفوضويّين. وهكذا لم يعد ولا أي فرد من عائلة ROMANOV التي حكمت سنين طويلة روسيا القيصرية وما احتلّته من بلدان آسيا الوسطى. وهكذا أصبحت هذه البلاد الشاسعة بعد ثورة 17 Octobre 1917 تسمّى الإتحاد السوفياتيّ: L’union soviétique الذي بدوره في أواخر القرن العشرين سيصبح روسيا الإتحاديّة. هكذا هو "دولاب التاريخ"، يومٌ لكَ ويومٌ عليك.
أرغب أن أنهيَ هذه الأحداث المأسويّة بخاطرة صادرة من القلب والعقل معًا: هل يجوز لأيّ ثورة مهما كانت سامية ولأي مخلوق مهما علا شأنه أن يُطيح ويُفني من هذا الوجود الذي خلقه لنا الله نفسًا بشريّة ومخلوقًا وُجدَ على صورة الله ومثاله؟ نجّنا يا ربّ، من الدموع والدّماء والقتل والنسف، على هذه الأرض التي بدلًا من أن تكون فردوسًا، جعلها أمراء الحرب والطمع والجشع جحيمًا يحرق وطوفانًا يُغرق، كما يُقال.
أستاذ أدب وفلسفة
الدولة المدنية القائدة والزعيمة هي الحل
كل شيء في هذا البلد يُسخَّر لخدمة السياسة الآنية والإيديولوجيا والعواطف والمصالح الخاصة والانتماءات والولاءات، بما فيه الاقتصاد والإدارة والحقوق الفردية، ولو كانت هنالك دولة مدنية قائدة وزعيمة لما جُعلت السياسة والأحزاب والمذاهب الدينية والحالة الجماعية والشعبية ومصالح البعض المادية أهدافاً، يسخر لها كل شيء، ولكان الفرد المثقف الحر المستقل ذا قيمة واعتبار، ولفُضِّل على التابع والحزبي والطائفي، ولكان كل فرد يعمل ويتحدث ضمن اختصاصه ومجاله فلا تعمّ الفوضى والبلبلة والمنافسة غير المشروعة وحالة الانحطاط كما هو الحال اليوم، ولكانت السياسة والقوانين والإدارة وسائل لخدمة تسيير الشؤون العامة وتنظيمها ومنع الفوضى وحماية حرية الفرد وحقوقه وتحقيق التنمية الاقتصادية والإجتماعية، فلا تكون السياسة الآنية والتبعية الحزبية والطائفية والانتخابات والتظاهرات والإضرابات ولعبة المحاور ومسرحيات الصراع السياسي هي الحديث الدائم والشغل الشاغل على مدار الساعة لدى وسائل الإعلام والناس، فينام الإنسان ويستيقظ على هذه الأمور من دون فائدة أو جدوى وكأن الانسان وُجد على هذه الأرض لأجل هذه الأمور، وليس لأجل أمور أسمى وأرقى، حيث حريته واستقلاله وكرامته وراحته وحقوقه له ولغيره. وإذا كان الصراع أمراً موجوداً في الحياة، فهو وسيلة لا غاية، والصراع الحقيقي هو الصراع الفردي وليس الصراع الجماعي أو الحزبي أو السياسي الذي يخدم فئات معينة أو متزعمين أو أحزاباً أو جهات معينة في سعيها لكسب الشعبية والوصول إلى السلطة والمناصب والنفوذ والمصالح المادية. وتتنوع أشكال هذا الصراع بين الانتخابات ومسرحيات الخلافات والأزمات ولعبة المحاور الإقليمية والدولية والتظاهرات التي تسمى "ثورات" أو "انتفاضات"، وأسوأ أشكال الصراع السياسي أو الحزبي وأكثرها إيذاءً وخطورة هي الاضطرابات الأمنية والحروب. وفي الدولة المدنية القائدة والزعيمة والمجتمع المدني ما يحكم الشأن العام والإدارة والاقتصاد ليس الإيديولوجيا والمعتقدات الجماعية والعواطف الجماعية ومصالح البعض بل العقل والإدارة والعلم والثقافة والكفاءة والخبرة والاختصاص. قد يقول قائل إن هذه الأفكار والآراء تنتمي إلى عالم المثل الأفلاطونية أو اليوتوبيا أو الفردوس، والجواب: كلا. لأن هذه الأفكار ليست بعيدة من الواقع، ويمكن تحقيقها عبر تصحيح النظريات والمفاهيم والقوانين والوسائل، فلا يكون طريق الوصول إلى إدارة الشأن العام هو الانتخابات الشعبية العددية أو التظاهرات الشعبية والتبعية الطائفية والحزبية والارتباط بالدول الخارجية ولعبة المحاور الدولية – الإقليمية بل اختيار النخبة على أساس العقل والإدارة والاختصاص والخبرة والأخلاق لا على أساس تصويت الأغلبية العددية والانتماء الطائفي والعائلي والحزبي والمناطقي.
دور المعلمين تحت قبضة قوى الأمر الواقع: وزير التربية يستبعد مديرين فائزين
وفي دار المعلمين في النبطية، نزل شهيب عند رغبة قاضٍ صديق، فكلف، بموجب القرار 978 بتاريخ 30/12/2019، المرشحة زينات عيد بإدارة الدار، علماً أنها حازت المرتبة الثالثة من بين أربعة مرشحين وبعلامة 22.5 من 40، في حين أن الفائزة سمر شمس الدين نالت علامة 27.25 من 40 وحصل المرشح الثاني وائل نعمه علامة على 26 من 40، ونال حسن مغربل العلامة الأدنى (20 من 40).
وكان المركز التربوي رفع تقرير اللجنة إلى شهيب، في 25 أيلول الماضي، وقضى قرارها بتعيين كل من عباس سمحات بإدارة دار المعلمين في بنت جبيل وسمر شمس الدين بإدارة دار المعلمين في النبطية، وقد سُجّل التقرير تحت رقم 10660/11 في قلم مكتب الوزير، وهو ممهور بتواقيع أعضاء اللجنة على النتائج، بمن فيهم مستشار الوزير وممثله في المركز التربوي نادر حذيفة.
مع ذلك، فالشكوك لا تطال الوزير فحسب انما لجنة المركز التربوي نفسها ومن تضم ومن يعينها والمعايير التي على أساسها تضع العلامة. ما حصل دليل إضافي على فشل الدولة تحت ضربات المرجعيات السياسية والأحزاب الطائفية التي تزكّي من تريد، رغم وجود شروط محددة للتعيين ينص عليها القانون 73/2009. إذ لا تزال بدعة أن يكون المدير ابن الضيعة أو ابن العائلة أو ابن التنظيم السياسي، بصرف النظر عن كفاءته المهنية، سارية المفعول.
استبعاد الأكثر كفاءة من بين المرشحين المتقدمين للمركز الشاغر يعني أن هناك خللاً يصيب نظام المقابلات نفسه، وأنّه لا داعي لأن تكون هناك لجنة لاختبار أهلية المرشح تدرس الطلبات وتجري المقابلات وتضع العلامات، إذا كان القانون سيطبق وفق المحسوبيات.
المفارقة الأخرى أن تعثر على قرار موقع من وزير التربية السابق سمير الجسر يحمل الرقم 707/م/2004 (أصول وشروط ومعايير تعيين مديري المدارس الرسمية في مرحلتي رياض الأطفال والتعليم الأساسي) لا يزال ساري المفعول حتى اليوم عند تعيين المديرين في التعليم الرسمي الأساسي، وهو ينص في مادته الرابعة على:«... يجري ترتيب الناجحين وفق مجموع العلامات التي نالها كل مرشح في اختبار الأهلية والشهادات، ويعين المدير لتولي مهام الإدارة الثلاثة الأول في الترتيب المذكور».
ويمكن التذرع به في دور المعلمين بما أنّ القانون 73/2009 الخاص بتعيين المديرين في المدارس والثانويات الرسمية يشمل أيضاً المركز التربوي إذ ينص في مادته الرابعة على: «يعين المدير بقرار يصدر عن وزير التربية بناءً على اقتراح المدير العام المختص، وبناء على اقتراح رئيس المركز التربوي بما عنى مديري دور المعلمين والمعلمات».
النص القانوني الذي يسمح للوزير باختيار أحد الثلاثة الأوائل يترك هامشاً له للمقايضة ولتطبيق قاعدة «مرقلي تمرقلك»، في حين أنّ الإكتفاء بإعلان المراتب فحسب وإبقاء العلامات طي الكتمان سبب إضافي لعدم الشفافية.
وإذا كانت صلاحيات الوزير الدستورية خارج مساءلة التفتيش المركزي، فمن يسائله في صلاحياته الإدارية التي يضر سوء استخدامها بالمصلحة التربوية العامة، تماماً كما يحصل في تعيين مديرين وفق المحسوبيات السياسية؟
توجس من ورشة المناهج
يتوجس تربويون من ورشة تطوير المناهج التي ينتظر أن يطلقها المركز التربوي للبحوث والإنماء غداً. وتطرح في أروقة المركز علامات استفهام بشأن السرية التي تلف إعلان موعد احتفال إطلاق الورشة. ففي وقت جرى الحديث عن أنّ الاحتفال سيكون غداً، لم يحدد حتى الآن زمانه ومكانه وبرنامجه.
وكان المركز قد حظي، أخيراً، بـ «بحبوحة» مالية بعد ابرام اتفاقية قرض وهبتين بين لبنان والبنك الدولي لمبادرة دعم توفير التعلم لجميع الأطفال في لبنان (S2R2)، بقيمة 204 ملايين دولار، وتتوزع الأموال بين المركز التربوي ووزارة التربية، وهي عبارة عن دعم المجتمع الدولي للمجتمعات المضيفة التي تستقبل اللاجئين السوريين بشكل خاص، وإن كان سيخصص جزء كبير منها لورشة تجديد المناهج التي هي حاجة أساسية في لبنان، إذ لم تعدل منذ العام 1997.
إلاّ أن التوجس ينبع من كيفية استخدام المركز التربوي لهذه الأموال، وهل يحق لنا قبول هبات مشروطة بقروض في الظرف الحالي الذي يمر به لبنان؟ وهل تتوافر الظروف المناسبة لهذا التعديل؟ وهل يمكن أن نراكم على اكتاف اللبنانيين مزيداً من الديون؟ خصوصاً أن محاولة جرت عام 2011 لتعديل المناهج وصرفت عليها أموال طائلة من دون أن تكتمل، بل أتلفت المناهج المعدلة، وكتب صفوف الأول والثاني والثالث الأساسي بعد تأليفها، بسبب عدم توفر المعايير فيها، فهل نحن اليوم أمام المحاولة الفاشلة نفسها؟ وإذا كانت كل شاردة وواردة في المركز التربوي ووزارة التربية يجري التحاصص عليها، فهل سينجو مشروع المناهج من أيدي أزلام الأطراف السياسية التي تسيطر على كل من الوزارة والمركز؟
يتمحور الخلاف بين أهل المركز والتربويين الذين ينتقدون حول نقاط عدة أهمها مشروعية استعمال قروض ومراكمة الديون على اللبنانيين من جهة، وتحديد الأولويات التربوية في استعمالها من جهة ثانية. أما نقطة الخلاف الثالثة فتعود إلى نهج العمل القائم على المحاصصة، إذ يسيطر المقربون والمحظيون على المشاريع الأساسية، ما يؤثر في نوعية المنتج، أي المنهاج والكتب التعليمية للمدرسة الرسمية.
برأي التربويين، تحتاج ورشة المناهج إلى استقرار معين لانجازها، ومن غير المقبول أن نكتب مناهجنا بأموال خارجية مشروطة.
وطنية - زار وزير التربية والتعليم العالي في حكومة تصريف الاعمال أكرم شهيب المركز التربوي للبحوث والإنماء، يرافقه وفد من المستشارين، وكانت في استقباله رئيسة المركز الدكتورة ندى عويجان ورؤساء المكاتب والوحدات والمستشارين.
وأشاد شهيب في خلال اللقاء ب"الجهود التي يقوم بها المركز التربوي لإطلاق ورشة تطوير المناهج التربوية، بعد انقضاء أكثر من 22 عاما على آخر تحديث لها". وعبر عن دعمه وتقديره "لهذه المؤسسة خصوصا في الظروف الصعبة التي تمر بها البلاد"، متمنيا أن "تباشر ورشة تطوير المناهج أعمالها بزخم، لما لهذا الموضوع من أهمية كبيرة في تطوير البلاد تربويا واجتماعيا واقتصاديا، وفي أخذ الأجيال الصاعدة إلى عالم الحداثة الذي من شأنه أن يحقق هذا التطور المنشود".
بتوقيت بيروت