عندما أرادت وزارة التربية منح «مجمع الشيخ سعد العبد الله السالم الصباح للمدارس الرسمية» في منطقة زقاق البلاط إلى مدرسة «الليسيه عبد القادر»، التي تديرها مؤسسة الحريري للتنمية المستدامة، لم تجد في القوانين والأنظمة ما يجيز لها تقديم مدرسة رسمية مجاناً لحساب جمعية خاصة. استعانت يومها ببلدية بيروت التي لم تتوانَ عن المشاركة في الصفقة، واقترح المجلس البلدي حلاً يتيح للوزارة تسليم المبنى مجاناً، وعلى حساب المصلحة العامة ولنفع جمعية خاصة.
اجتمع المجلس في 13 كانون الأول 2018 واتخذ قرارين منفصلين، سرعان ما تبين أنهما مرتبطان بعضهما ببعض، والهدف منهما حل أزمة «ليسيه عبد القادر» التي نشبت منذ أن قررت مالكة العقار الذي تقع عليه المدرسة، هند الحريري، استرجاعه.
والقراران هما:
- طلب بلدية بيروت من وزارة التربية وضع العقار 597 الذي يقع عليه مجمع المدارس الرسمية، بتصرفها، تحت عنوان تربوي وثقافي، وعلى سبيل الإعارة.
- إعطاء مساهمة مالية بقيمة 750 مليون ليرة لبنانية لدعم صناديق المدارس الرسمية بهدف تحسين تدريس المعلوماتية.
وصل الكتاب إلى وزير التربية السابق مروان حمادة، فأعطى الموافقة على متن قرار المجلس البلدي، كاتباً عبارة: «مع الموافقة على الطلب (رقم الكتاب في الوزارة: 25837 بتاريخ 9/1/2019).
بهذه العبارة، تخلت الدولة اللبنانية عن المبنى المشيّد لاستخدامه مدرسة رسمية، وسلمته لبلدية بيروت التي تعهدت في المقابل بأن تسهم بمبلغ 750 مليون ليرة لصيانة المدارس الرسمية في المنطقة، ولكن ديوان المحاسبة كان بالمرصاد ورفض المشاركة في هذه الصفقة وإعطاء موافقته عليها.
الجريمة ارتكبت من دون تدخل النيابة العامة المالية ونواب بيروت والتفتيش المركزي
أما المبنى الذي هو منشأة عامة لكونه مخصصاً للمنفعة العامة، فقد سلمته البلدية إلى مؤسسة الحريري، مقابل بدل جنته من المشروع هو خمس منح تعليمية، وفق مسودة البروتوكول، أعطيت لبعض الأعضاء والأزلام. هو ثمن بخس باعت بموجبه وزارة التربية وبلدية بيروت مبنى مخصصاً لطلاب المدارس الرسمية ليصبح بيد مؤسسة الحريري، وبالمجان، ومن دون أن تدفع حتى أي بدل إيجار.
الجريمة ارتكبت من دون أن يرفّ جفن للمرتكبين، وبلا أي تدخل من النيابة العامة المالية ومن المجلس النيابي ومن نواب بيروت المتلهّين بلقاءاتهم الخاصة وأنشطتهم الفارغة، وبلا أي دور للتفتيش المركزي المتلهي هو الآخر بخلافاته الداخلية، بعد تعطيل عمل هيئته منذ شباط الماضي، عن القيام بواجبه الرقابي.
النهار ــ اتخذت معركة الدفاع عن عصام خليفة معركة من أجل الحريات وقضاء عادل. حضر عصام خليفة في ساحات الانتفاضة في وقفات تضامنية أكدت أن احالته الى الجنايات طعنة لمبادئ ثورة 17 تشرين. ومعركة خليفة وكل المتضامنين معه من أساتذة ونقابيين واعلام ومنتفضين ضد السلطة وفسادها مستمرة.
بعد ظهر أمس نفذ أصدقاء الدكتور عصام خليفه في بلاد البترون وقفة تضامنية مع "ضمير الجامعة اللبنانية والحارس الأمين لمكتسباتها" تعبيراً عن رفض القرار الصادر بحقه وذلك في معهد الآباء الكبوشيين في البترون.
"حراك النبطية"، أطلق صرخة دفاعاً عن خليفة فنفذ أيضاً وقفة تضامنية طالب المشاركون فيها بـ"قضاء عادل منفصل عن السلطة السياسية". وأصدر المعتصمون بيانا، رفضوا فيه "سياسة القمع، ومحاكمة أصحاب الكلمة الحرة على أنهم مجرمون وفاسدون، فيما ينخر الفساد معظم مؤسسات الدولة، ومن ضمنها صروح الجامعة اللبنانية".
وفي ساحة الانتفاضة في طرابلس اقامت مجموعة من الاساتذة والطلاب والنقابيين وناشطات وناشطين وقفة تضامنية
مع خليفة في خيمة الجامعة اللبنانية في ساحة الانتفاضة، حضرها رئيس الهيئة التنفيذية لرابطة المتفرغين يوسف ضاهر وبعض الاعضاء والسفير خالد زيادة والنقيب نعمة محفوض والعميد لامع ميقاتي وحشد من الاساتذة والطلاب والناشطين. وألقيت كلمات تضامنية ركزت على تاريخ وحاضر عصام خليفة الاكاديمي النضالي والثقافي والوطني، مستنكرين ما يتعرض له.
ثم القى الدكتور طلال خوجة باسم المشاركين والمجموعة الداعية بيانا، استغربت فيه المشاركون طريقة تعامل القضاء في الدعوة التي رفعها رئيس الجامعة ضد خليفة، وأكدت تضامنها التام والثابت معه "وهي ترى في ملاحقته تضييقا على الحريات عموما، وعلى حرية التعبير خصوصا. ويزيد من خطورة القضية ان خليفة شكل وما زال رمزا في الجامعة اللبنانية، ما يؤشر الى الرغبة في الاقتصاص من تاريخ هذه المؤسسة الاكاديمية والوطنية العريقة. وشدد البيان على ضرورة التضامن مع خليفة الذي يشكل جزءاً من الانتفاضة اللبنانية ضد الفساد.
إلى ذلك، استنكر "اللقاء التقدمي لأساتذة الجامعة اللبنانية"، في بيان، "الأسلوب البوليسي الذي يتم التعامل به مع عصام خليفة، رمز النضال النقابي من أجل جامعة لبنانية وطنية لكل اللبنانيين"، معتبرا أن "هذا الأسلوب الترهيبي الذي يهدف إلى كم الأفواه وتعطيل حرية الرأي واستهداف المناضلين الوطنيين، لن يتمكن من إخماد حرية الرأي التي دافع عنها الشعب اللبناني وبذل أغلى التضحيات من أجل حمايتها بأحلك الظروف".
كما أعربت "منظمة الشباب التقدمي"، في بيان، عن استغرابها "أمر هذا النظام المتحكم باللبنانيين والقابض على حياتهم بكل تفاصيلها. فبعد استقباله للعملاء والملاحقين في دول العالم، ينصرف الى ملاحقة النقابي الدكتور عصام خليفة ليضيف هذا العهد إلى سجله المليء بملاحقة أصحاب الرأي الحر محطة سوداء جديدة على طريق فرض سياسة كمّ الأفواه".
وإذ أكدت "ضرورة ضمان استقلالية القضاء ونزاهته ووقف كل التدخلات السياسية فيه، لكي يكون الحصن الحامي لكل أصحاب الكفاءة والرأي الحر كالدكتور خليفة المشهود له بتاريخه الأكاديمي في الجامعة اللبنانية وبمسيرته النقابية والمهنية"، دعت "كل الشباب اللبناني الحر، إلى أوسع حملة تضامن مع خليفة حماية لما تبقى من الجامعة اللبنانية واستقلاليتها، ولما يمكن حمايته من الحريات والقانون".
وطنية - استنكرت الجمعية اللبنانية للدراسات العثمانية، في بيان، "القرار القضائي الجائر والخارج عن الوصف الذي اتخذ في حق الأستاذ الدكتور عصام خليفة احد مؤسسيها واركانها الحاليين، الباحث العلمي المؤرخ والمناضل النقابي والوطني وفي سبيل جامعتنا اللبنانية منذ اكثر من نصف قرن، ان كان على الصعيد النقابي وهو من المؤسسين البارزين للاتحاد الوطني لطلاب الجامعة اللبنانية ومن قادته الاولين ومن مؤسسي وقيادات رابطة الأساتذة المتفرغين في الجامعة اللبنانية ومن نخبة مناضليها والذي له اليد الأولى والبيضاء في معظم الإنجازات الإيجابية التي أسست لكيان الجامعة اللبنانية وتطورها، ان من موقعه كقائد طالبي او موقعه كقائد نقابي للأساتذة الجامعيين. كما له اسهامات عديدة في الدفاع عن وحدة لبنان شعبا وارضا وسيادته على ترابه ومياهه من خلال كتاباته ومحاضراته وندواته المعبرة عن روح علمية تاريخية وروح وطنية صافية. كما يجب ان نذكر بنضاله ضد الفساد في مجالات متعددة".
وسأل: "اهكذا يكافأ العلماء المجلون الذين أضافوا مداميك على المعرفة العلمية لتاريخ لبنان؟ اهكذا يكافأ المناضلون في سبيل الجامعة اللبنانية طلابا وأساتذة وإدارة ومستوى اكاديميا؟".
وختم البيان: "ان الجمعية اللبنانية للدراسات العثمانية اذ تستنكر التنكيل السياسي ولو عبر بعض القضاء بالعالم والمناضل عصام خليفة ترفع الصوت عاليا لاحقاق الحق ونصرة قضايا العدالة والعلم والوطنية التي ترمز اليها مسيرة وشخص عصام خليفة وعطاءاته".
عصام خليفة بين الروليت والجاكبوت
روني ألفا ــ النهار ــ عصام خليفة متّهَمٌ باغتيال سمعَة فؤاد أيوب. المشكِلَةُ تَدورُ حولَ صلاحيَّةِ كَرتونَةٍ مستَطيلَةٍ مُبَروَزَة. جامعةٌ لبنانيةٌ بأمِّها وأبيها وأخواتِها وقضاءٌ وإعلامٌ، الكلُّ مهتمٌ بِضبطِ سلاحِ الجريمة: الكلمة. إطلاقُ نارٍ مُتفرِّقٍ مِن مسدَّسٍ لُغويٍّ مرخّصٍ يُقابَلُ باغتيالِ حنجرَة وإفراغِ محبرَة. إصدارُ مذكَّرةٍ قضائيةٍ تقضي بإلقاءِ القبضِ على المؤرِّخِ والباحثِ المُخضرم عصام خليفة يُشعِرُنا بِخَجَلٍ حَضاري. لم يشهَدْ تاريخُ لبنان على سابقةِ إصدارِ مذكَّرة إلقاء قبضٍ على نسرٍ فِكريٍ بهذا الحَجم. غالِباً ما تعوّدنا اصطياد النسور بدلَ أن نتعلَّمَ منها متعَةَ التّحليق. قرأنا عن اقترافِ جِناية. المُصطلَحُ دَمَويٌ وعَبَثي. يُحدِثُ ضجَّةً في الأُذنِ الداخليَّة أشبَه بوُلوجِ لسانٍ مَعدَنيٍ غَليظٍ في قِفلِ زِنزانَة. أوَّلُ ما يتبادرُ إلى الأذهان أنَّ عصام خليفة أسَّسَ عصابةَ سطوٍ مسلّحةٍ وأن البحثَ جارٍ عَن بقيَّةِ أفرادِها. المهمّ أن الرأسَ المدبِّرَ في مَرمَى "الجنايات". في زمنٍ نحن بأمسِّ الحاجةِ فيه إلى قضاءٍ شريفٍ ونزيهٍ ومستقل، تأتينا صدمةٌ أشبَهُ بصفعةٍ من القضاء. "جِنايات" حسبما قرأنا. كلمةٌ كفيلةٌ بنَشر الرعب. عصام خليفة صارَ إسماً رديفاً لِداعِش أكاديميَّة. لَو كانَ لِغوانتانامو فرعٌ في لبنان لَاستطيبَ البعضُ بمازوخيَّةٍ لافِتَة أن يَكونَ عِصام خَليفة أوّل نزلائِه وبِلباسٍ بُرتقالي. عَيب أقلُّ ما يُقال.
نُواةُ ثورَةٍ جَديدَةٍ انطلَقَت مِن مبنَى الإدارَةِ المركزيَّة للجامِعَةِ اللبنانيَّة منذُ أيّامٍ ثَلاثة. صَوبَ قصرِ العَدل توجَّهَت. لاقاها نَقيبُ المُحامين المُنتَخَبُ حَديثاً في منتَصفِ الطّريق. يستحقُّ عِصام خَليفة إهتِمامَ ملحم خلَف. نقيبُ ثورَة السابِع عشَر مِن تشرين طَبعاً. إنّما نقيبٌ قرأَ بِنَهَمٍ سَبعينَ كِتاباً من تَوقيع عصام خَليفة. قرأها مُتخرِّجاً ومُتدرِّجاً. الثورَةُ الحَقيقيَّة بِحاجَةٍ ماسَّة إلى مَعموديَّةِ فُحولَة. فحولَةُ جرأةِ المَساسِ بالمَحمِيين والمَحمِيّات. قليلٌ مِن المرجَلَة يكمُنُ في شعور نقيبِ المحامين الجَديد أنه مدعومٌ مِن ألفِ مُتظاهِرٍ ومن عشرات المراسلين ووكالات الأنباءِ بالبثِّ المباشَر. كثيرٌ منها عندما يشعرُ أنه مَدعوم فقَط من سنديانَةٍ أخلاقيةٍ واحِدَة. مِن هذا المنظور النقيب خلَف مِن حرّاسِ معبَد الكلِمَة.
في عزّ مِحنَةِ عِصام خَليفة كانَ الرئيسُ عَون يستقبلُ وفداً من لَجنة قِطاعِ الشباب في "التيار الوطني الحر". بروتوكول استِقبالات لا يستفزُّ الرئيس برّي. أغلَبُ أعضاءِ الوَفد على الأرجَح كانوا من تلامِذَة عِصام خَليفة. موقِعُ رئاسَةِ الجامِعَة لا يثيرُ أصلاً حفيظَةَ أي مسؤولٍ رَفيعٍ أو عَريضٍ في لبنان، خصوصاً المسؤولين في مَراتِب المَسؤوليَّةِ العاليَة. ما يثيرُ حَفيظَتَهُم هوَ المَساسُ بِممتلَكاتِهِم الطائفيَّة. رئيسُ الجامِعَة اللبنانيَّة أثاثٌ مُحَرَّم. من التُّحَفِ الأكاديميَّة المَعروضَة للفرجَة. ممنوعٌ لَمسُها تحت طائلَة المَسؤوليَّة. لا وقت لِمُرتادي كازينو تَشكيل الحكومَة أصلاً للرِّهان على أمثال عِصام خَليفة. هوَ يلعَبُ بالغَصْب الرّوليت الروسيَّة على مَصيرِه. هُم يَلعَبونَ طَوعاً البوكر عَلى جُثمان البَلَد. عُيونُهُم شاخِصةٌ إلى نتيجَةِ لعبةٍ واحِدَة. الجاكبوت!
برَسمِ الذينَ التَبَسَ عليهم المَقطَعُ السابِق. الرئيس برّي جزءٌ مِن المَحميَّة. نعَم. لكنَّه أوَّل مَن نادَى بِطمرِ نفاياتِها بالدّولَةِ المَدنيَّة منذُ نِصفِ قَرن. منذُ العام 1969 بالتّحديد. بِشيء مِن القَرفِ المُهذَّب يتحدّثُ رئيسُ مجلس النوّاب عن الأثاثِ الطائِفي. أَنتيكا يَصلَحُ لِحمّامٍ تركي. يوكٌ في بيتِ عَقدٍ مَهجور. إذا حدثَ أَنْ حَلَلتَ في الحُجرَةِ الداخليَّةِ في بيت "أبو مُصطَفَى" تراهُ غير طائِفي. المَطلوبُ ألا تدخُلَ إلى الحُجرَةِ الخَطأ. كلامٌ خارِجَ السِّياق في بلَدٍ مُسَربَلٍ بالآلِهَةِ وأشباهِ القدّيسين والمُسحاءِ الدجّالين. في نزهاتِه الرّواقيَّةِ يبدو لَكَ الرئيس برّي موزاييكاً مِن تَلاوينِ كلِّ الدّياناتِ السماويَّة. فؤاد أيوب وغيرُه مِمَّن وُلِدوا صدفةً بإخراجِ قيدٍ طائفيٍ مُحَدَّدٍ يأخذُ في كلِّ نزهَةٍ حمّامَ عَتَب. هوَ وغيرُهُ مِن روّادِ هذه المدرسةِ الرّواقيَّة. صابونُ الرّئيس برّي مِن المنظِّفات التي لا تُخطِئ! حقّاً إنَّ لِرَبِّكُم في أيامِ دَهرِكُم نفحات ألا فَتَعرَّضوا لَها.
وطنية - أقيمت مباراة الدخول إلى مرحلة الماستر في كلية العلوم الاقتصادية وإدارة الأعمال (سنة أولى ماستر للطلاب من خارج الجامعة اللبنانية - سنة ثانية ماستر بحثي للطلاب من الجامعة اللبنانية) وسط أجواء هادئة، بإشراف عميد الكلية البروفسور سليم المقدسي، أعضاء مجلس الوحدة وعدد من موظفي فروع الكلية، وذلك في مبنى الكلية في مجمع الحدث.
وتقدم للمباراة نحو 230 طالبا في الاختصاصات الآتية: المحاسبة، التمويل، الإدارة، التسويق، الاقتصاد والمعلوماتية الإدارية.
منى فياض ــ النهار ــ في العادة، لا تسمح أي نخبة لنفسها أن تتملك المزيد من المال والسلطة بشكل عشوائي ومعلن. يبحثون عن خطاب مفذلك يفسر ويبرر التنظيم الاجتماعي الذي سمح لهم بذلك وأنتج اللامساواة الاجتماعية. وهذا الخطاب يملك عادة الحد الأدنى من المعقولية، فهو خليط من الصدق والخبث.
لكن في لبنان، تحول اختلاس أموال الدولة إلى منهبة علنية دون أي تغطية أيديولوجية أو سياسية من أي نوع. أنتج هذا الأمر لامساواة متطرفة وانهيارا اقتصاديا. من هنا، قامت الثورة بعد تمارين عدة لانتفاضات غطت سحابة العقد الذي يوشك على نهاياته.
البعض لا يفضل استخدام تعبير أو مفهوم ثورة في وصف الاحتجاجات المستمرة منذ 17 تشرين. منهم من يرصد الساحات والتظاهرات فيسجل تراجعها. البعض الآخر من اللبنانيين يثقون في الثورة فيخافون عليها ويحرصون على استمراريتها بزخمها الأول.
لكن الثورة ليست نزهة ولا حدثا آنيا يبرز فجأة فيحدث التغيير المطلوب كوجبة جاهزة معلبة. إنها مسار طويل يتطلب خوض معارك والتزام الصبر والجهد كي تثمر مع الوقت. بالنسبة لعلم السياسة، تعني الثورة تغيير النظام السياسي ورموزه. أما بالنسبة لعلم الاجتماع فتعني التغيير الجذري والعميق في المجتمع وفي البنى الاجتماعية.
كما لا يوجد تعريف واحد للثورة، فنتائجها غير واضحة أيضا؛ يمكن للثورة أن تنجح أو أن تفشل. وبحسب "كرين برينتن" في كتابه الشهير "تشريح الثورة" يتّصف مفهوم الثورة بالغموض، والأفعال المرتبطة بها ليس لها حدود. فمن الثورة الصناعية وثورة الاتصالات إلى "الثورة الفرنسية"، و"الثورة الأميركية"... باختصار أصبحت كلمة "ثورة” مرادفا لكلمة "تغيير". لكنه يتساءل: هل يمكن إطلاق تسمية الثورة على التغيير من دون اللجوء إلى العنف؟
هناك اتجاه سوسيولوجي، بدأ بعد موجة الثورات التي تلت انهيار الاتحاد السوفياتي وعرفت بالملونة، يعتبر أنه آن الاوان لنعيد النظر في تعريف مفهوم الثورة وفي ربطها بالعنف. فعلى غرار ما يحصل في لبنان والجزائر والسودان والعراق، بالرغم من مواجهة الثوار بالعنف، تسلك تلك الثورات مسارا سلميا لمشاركة شعبية هدفها إحداث تغيير سياسي.
هذا التغيير لا يتمثل بالضرورة بتغيير النظام، بل بتغيير القيادات السياسية، وهو ما يصاحبه الأمل بتغيير القيم والممارسات السياسية. من هنا يعد الأمر خطوة في سيرورة طويلة من التحوّل الاجتماعي الذي سيطال الميدان الثقافي والسلم القيمي عموما. عندما يتحقق ذلك نقول حينها إن الثورة حققت هدفها.
لذلك، يلزم وجود جو عام داعم. وفي هذا المعنى نقل هاشم صالح في مقال له ما شرحه فوكو في إحدى صفوفه في "الكوليج دو فرانس" من أن كانط كان يرى أن التعاطف مع الثورة لا يقل أهمية تقريبا عن المشاركة فيها مباشرة. فالتعاطف معها أو التحمس لها يحيطانها بحزام من الحب والدعم وحرارة الوهج والإشعاع. يضاف إلى ذلك أن هذا التعاطف مع الثورة وتضحياتها هو علامة لا تخطئ على أنه يوجد في صميم الجنس البشري ميل إلى التقدم الأخلاقي، أي ميل لحب الخير وكره الشر المتمثل بأنظمة الفساد وسجن الباستيل والحكم البوليسي الرهيب. وعندما فشلت الثورة الفرنسية مؤقتا في تحقيق هدفها، أشعلت شعلة تذكرتها شعوب أخرى في أمكنة أخرى وأعادت التجربة نفسها من أجل الحرية.
في لبنان ومع كل محاولات إفشال الثورة وشيطنتها، لا تزال أهدافها تلقى الدعم والتعاطف. وهذا ما بينه الإحصاء الذي قامت به IPSOS لحساب تلفزيون LBC عن مواقف اللبنانيين من مختلف الاعمار والمناطق تجاه الثورة وجاءت نتائجه كما يلي:
ــ بعد شهرين ونصف لا يزال 62 في المئة من اللبنانيين يؤيدون الثورة.
ــ 50 في المئة منهم أعلنوا أنهم على استعداد للتضحية بشكل من أشكال نمط حياتهم، كخسارة جزء من راتبهم أو العام الدراسي، من أجل تحقيق مطالب الثورة. وفي هذا تأكيد على درجة الدعم الذي تحظى به.
أما لائحة المطالب التي يجمع عليها المحتجون فهي:
ــ استرداد الأموال المنهوبة (88 في المئة).
ــ محاسبة الفاسدين (87 في المئة).
ــ تشريع قوانين متعلقة بحقوق الإنسان (88 في المئة).
ــ قانون انتخابي جديد وانتخابات مبكرة (79 في المئة).
ــ استقلالية القضاء (79 في المئة).
ذلك يعني أن الشعب اللبناني يرغب بمحاسبة المسؤولين وتغيير الطاقم السياسي ويريد محاسبته وممارسة الرقابة والمساءلة. فأداء هذه السلطة منعدمة الأهلية كما أن إداراتها غير كفؤة على نحو كارثي فتسببت بهجرة كثيفة للشباب وبانهيار المؤسسات والإفلاس المالي والسياسي.
وطبيعي أن تتعرض الثورات لثورات مضادة. فتُخضَع فئة من الثوار عن طريق إغرائها بالمشاركة في السلطة وأخرى ترضخ للتهديدات.
من هنا نفهم ما أظهره الإحصاء لجهة أن نسبة 63 في المئة مع مطلب حكومة التكنوقراط المستقلين، وربطه مع تكليف حسان دياب الذي بدا شكليا ملبيا وعد الاستقلالية:
ــ 55 في المئة يؤيدون تكليفه و45 في المئة لا يؤيدون.
ــ 44 في المئة يعتقدون أنه سينجح في تشكيل الحكومة و56 في المئة لا يعتقدون بذلك.
أما التوزيع الطائفي لمؤيدي تكليف دياب وإيمانهم بنجاحه:
ــ انقسم المسيحيون بين مؤيد ومعارض له.
ــ 24 في المئة من السنة يؤيدونه و70 في المئة يعارضونه.
ــ 82 في المئة من الشيعة يؤيدون دياب و18 في المئة يعارضونه.
ــ 25 في المئة من الدروز يؤيدونه و75 في المئة لا يؤيدونه.
هذا ما يظهر بوادر انقسام طائفي، فغالبية السنة والدروز ضد التكليف وغالبية شيعية معه. المسيحيون منقسمون. في المناسبة، يجدر التنويه أن أقل نسبة من المؤيدين حاليا للثورة (32 في المئة) هي عند الشيعة.
رغم ذلك، هناك ما يفسح بالمجال للتفاؤل في المستقبل، لأن نسبة من يثقون بالثورة ومستقبلها تبلغ 45 في المئة، وهم من فئة الشباب وأعمارهم بين 18 و24 عاما.
لا شك أننا جميعنا قادرون على تلمس التغيير الذي أصاب لبنان؛ صحيح أن هناك قلقا من قدرة السلطة على زرع الفتنة بين الطوائف واستعادة أجواء الانقسام والاستمرار بالقمع على غرار مذكرة القبض على المؤرخ والمناضل عصام خليفة، والذي لن يمر مرور الكرام.
لكن لا شك في حصول عملية انقطاع في مسار الأمور ولو أنها لم تؤد بعد إلى تحقيق ما يريده المحتجون. لكننا في مرحلة جديدة تماما. الثورة لا تستهدف فقط تغيير الأشخاص الذين يتولون إدارة شؤون المجتمع بالطريقة التي دفعت إلى التمرد، بقدر ما تهدف إلى تغيير كل أساليب الحياة والمبادئ التي يقوم عليها بناء المجتمع.
هذا يعني أننا في بداية مرحلة جديدة وشكل جديد من التطور؛ فتاريخ المجتمع هو سلسلة متواصلة الحلقات رغم ما قد تتعرض له من انكسارات.
إنها مرحلة التعبير الغاضب ضد الأوضاع التي حرمت الشعب للبناني من الحقوق التي تفرضها القيم الإنسانية الجوهرية والمبادئ البسيطة التي تضمن له آدميته كعضو في وطن على أمل الوصول إلى لبنان جديد يحرص على تطبيق تلك المبادئ والقيم.
نحن في سياق ثورات حديثة تقوم بها الشعوب لاستعادة ما تعتقد أنه حقوقها المسلوبة وكثيرا ما تؤدي إلى تغييرات أيديولوجية عميقة وليس فقط تعديلات في بعض النظم والعلاقات السياسية والاقتصادية.
فبحسب "حنة ارندت" الثورة هي مسار التاريخ الذي بدأ فجأة من جديد. إنه قصة جديدة تماما، قصة لم تروَ سابقا ولم تُعرف قط، هي على وشك أن تظهر.
مع ذلك يتصرف المسؤولون كأن شيئا لم يكن. يضعون رؤوسهم في الرمال ولا يتحملون مسؤولياتهم، ربما عن قصد. يتركون البلد يتجه نحو الإفلاس والتهاوي. هذا يهدد بالتحول نحو العنف، الذي يريده "الثوريون" على طريقة القرن التاسع عشر.
لكني آمل أن يتمكن الوعي الشعبي من معاكسة المخططات المرسومة.
عقل العويط ــ النهار ــ لا أتمنّى لأحد أصدقائي ومعارفي، أو لأحد الذين يتمتّعون بحدٍّ أدنى (وأعلى) من الاختصاص والاستقلاليّة والآدميّة والنزاهة والشفافيّة والصدقيّة والخبرة الإداريّة، أنْ يكون عضوًا في أيّ حكومةٍ تأتي بها قوى السلطة. ولا، خصوصًا، أنْ يكون عضوًا في هذه الحكومة بالذات.
هذه الحكومة الموعودة، ستكون، في ضوء ما نشهد، نسخةً مقنّعةً عن الحكومات الموبوءة السابقة التي تُعجَن وتُخبَز في أفران الطبقة السياسيّة الفاسدة التي قتلت لبنان واللبنانيّين.
لا أتمنّى مثل هذا المصير لأيِّ سيّدةٍ وسيّدٍ من "الأوادم"، ومن أساتذة الجامعات الرصينة، ومن أهل الرأي والقلم والفكر والثقافة والعلم والأدب، ومن حماة القانون وحرّاس العدل، ومن القضاة والمحامين والأطباء والمهندسين والمخترعين، الذين ترسّختْ لهم مكاناتٌ مرموقةٌ في ميادينهم، أو ذاعت لهم شهراتٌ نظيفةٌ في معارف اختصاصاتهم وإداراتها.
لماذا؟ لأنّهم سيكونون فرائس مشتهاةً وسهلةً – لا أكثر ولا أقلّ - بين أنياب المفترسين، وسيكونون في أيدي الفاسدين وأصحاب الأمر والنهي محض دمًى مثيرة للشفقة، بل أيضًا محض دمًى مثيرةٍ للسخريّة والازدراء.
هؤلاء "الأوادم" سيكونون مجرّد واجهاتٍ لذرّ الرماد في أعين الثوّار المنتفضين، وأمام الرأي العامّ الوطنيّ، وأمام المجتمع الدوليّ، ولا سيّما الدول المانحة. ولن يُحفَظ لمواقف هؤلاء الاختصاصيّين المستقلّين الأوادم (إذا اختير بعضٌ قليلٌ منهم)، ولا لآرائهم وخبراتهم أيُّ موقعٍ موثِّرٍ وفاعلٍ وحاسمٍ، أو محترَم، لتغيير المعادلات السائدة، أو لإحداث الإصلاحات المنشودة التي تنقذ لبنان من الإفلاس، وتبعد شبح الجوع عن الأكثريّة الساحقة من اللبنانيّين.
لا أتمنّى لهؤلاء "الأوادم" الاختصاصيّين المستقلّين مثل هذا المصير القاتم.
بل ستكون الوزارة وبالًا عليهم وعلى شهراتهم ومكاناتهم وسمعاتهم.
بل أكثر: ستكون مشاركتهم (الممنوعة أصلًا من الحرّيّة ومن النجاح) في الحكومة ذريعةً لترسيخ وجود الطبقة السياسيّة في الحكم، ودوام منطق المحاصصة والفساد والتقاسم.
وعليه، فإنّي ناصحٌ لهؤلاء، من باب التقدير لاختصاصاتهم أوّلًا، ومن باب استباق النتائج المخيِّبة للآمال، بأنْ لا ينتظروا أنْ يذوب الثلج ليظهر المرج، لأنّ مكتوب التأليف الحكوميّ يُقرأ من عنوانه.
هذه الحكومة المفترضة، التي صرّح رئيسها المكلّف أمام الملأ بأنّها ستكون حكومةً مستقلّةً عن الأحزاب والتيّارات والقوى السياسيّة المتحكّمة بمفاصل السلطة والإدارة والدولة، لن يبصر "استقلالها" النور، ولن تكون حكومةً مستقلّةً على الإطلاق، بل ستكون صنيعة الأيدي ذاتها التي أنجبتها، والتي ستكون وحدها "وليّة نعمتها"، وهي نفسها الأيدي التي فبركت سابقاتها من الحكومات الفاشلة، وهي الأيدي نفسها التي لا تزال مستمرّة في فعائلها الشنيعة.
لن يُسمَح للرئيس المكلّف بأنْ يؤلّف حكومةً اختصايّةً ومستقلّة كهذه.
يجب أنْ يعرف الرئيس المكلّف هذه الحقيقة. ولا بدّ من أن تكون "أيّام العذاب" الماضية التي أمضاها في كهوف التأليف وأوكاره العفنة، كافيةً لتجعله ملمًّا بهذه "الحقيقة الصافعة" الإلمام كلّه.
يستنتج المراقب ذلك، بمجرّد أنْ يلقي نظرةً متفحّصةً ودقيقةً على الأسماء التي يتمّ تسريبها من هنا ومن هناك، إمّا لجسّ النبض، وإما لإثارة الشهوات والرغبات والطموحات عند المستوزرين، وإمّا انعكاسًا لمنطق التجاذبات والتناقضات التي تتحكّم بمواقع قوى التأليف الحقيقيّة والفعليّة، الظاهرة والخفيّة. علمًا أنّ كلّ شيءٍ بات مفلوشًا بطريقةٍ فاقعةٍ على طاولة التأليف.
وعليه، فإنّي ناصحٌ للرئيس المكلّف – إذا كان جادًّا في وعده "الأوّل"، الوعد بتأليف حكومة اختصاصيّين مستقلّين - بأنْ يضرب الأرض بقدميه، ويحمل إلى القصر الجمهوريّ حكومته الاختصاصيّة المستقلّة بالأسماء والحقائب، أيًّا تكن النتائج المترتّبة على خطوته.
كلامٌ أخير: لا يزال ثمّة وقتٌ ضيّقٌ وأخير أمام "الأوادم" للاعتذار عن عدم المشاركة في مثل هذه الحكومة المفخّخة.
كلامٌ أخير: لا يزال ثمّة وقتٌ ضيّقٌ وأخير أمام رئيس الحكومة المكلّف إمّا لتأليف حكومته كما يريدها هو (اختصايّةً مستقلّةً سيّدةً حرّةً)، وإمّا للاعتذار، و... العودة إلى موقعه الجامعيّ الأمين.
المدن ــ أقدم نحو مئة عنصر من القوى الأمنية على تحطيم خيمة للمتظاهرين في ساحة الشهداء قرابة الساعة الثالثة فجر يوم السبت. ووفق أيمن يونس، الذي شارك في تركيب الخيمة، داهمت القوى الأمنية المكان وعملت على تمزيق الشوادر، وأتت بمعدات لقص أعمدة الحديد، رغم طلب المتواجدين في الخيمة السماح لهم بإعادة تقسيم الخيمة إلى خيم عدة. إذ تذرعت القوى الأمنية بحجم الخيمة، و"بقيام الشبان فيها بأفعال مخالفة للآداب العامة".
وفي التفاصيل أكد يونس أن القيم على الخيمة (مجموعة الصمود ومجموعة الرينغ) طلبوا الإذن من القوى الأمنية لتركيب الخيمة، وأتى أحد الضباط وكشف على المكان، وأخذ علماً بكل التفاصيل وحجم الخيمة. وبعد مرور أقل من 17 يوم على تركيب الخيمة، حضر أحد الضباط يوم رأس السنة وطلب من المجموعتين تقسيم الخيمة إلى ثلاث خيم، لأنه من غير المسموح تركيب خيم بهذا الحجم الكبير. وثم عاد الضابط في اليوم التالي وطلب منهم فك الخيمة. ولم يستجب الشبان لهذا الطلب، فحضرت سريتين من قوى الأمن الداخلي وعملت على نزع الخيمة بالقوة.
ووفق يونس، قرر الشبان نصب هذه الخيمة بعدما تحطمت الخيم بفعل العوامل الطبيعية، وبعد الحريق الذي أتى على بعضها خلال المواجهات التي حصلت أمام المجلس النيابي منذ أسبوعين. واتفقت المجموعات الشبابية على تركيب الخيمة الكبيرة، وتم تجهيزها بمعدات طبية واسعافات أولية، وبما يلزم كي تكون مقصداً لجميع الراغبين بعقد ندوات ونقاشات عامة.
بعد هذه الحادثة تداعت المجموعات الشبابية إلى تنفيذ وقفة احتجاجية لاستنكار ما قامت به القوى الأمنية من تحطيم للخيمة. وأشار يونس إلى أنهم يعتزمون إعادة تركيبها من جديد ومن دون أخذ الإذن هذه المرة، في تحدٍ واضح للقوى الأمنية.
وطنية - زار وفد "لجان العمل" و"الشباب الفلسطيني المقاوم" في المخيمات الفلسطينية في لبنان، سفارة الجمهورية الإسلامية الإيرانية في بيروت، لتقديم واجب العزاء بقائد فيلق "القدس" في "الحرس الثوري" اللواء قاسم سليماني.
وعلى هامش مراسم التعزية، أهدى الوفد عائلة الشهيد سليماني، كوفية فلسطينية حيكت يدويا في القدس.
وطنية - أعلنت مجموعة "ثائرون"، المشاركة في الحراك الاحتجاجي منذ 17 تشرين الأول، "طرح معادلة جديدة للحراك"، وذلك في بيان جاء فيه: "كلنا اليوم في مكان آخر. لا مكان للخطوات غير المدروسة، كقطع طريق هنا، وحرق مصرف هناك، ورفض خيار حكومي لمصلحة مجهول.
الواقع أن المقاومة التي تخشى الهيمنة الأميركية حسمت خيارها في المواجهة، وفي الحراك غالبية تحرص على سيادة لبنان وهويته المقاومة. وقد حان وقت الالتقاء لمصلحة لبنان، على قاعدة ألا تكون المقاومة على حساب الاصلاح، ولا يكون الاصلاح فخا لاستهداف المقاومة".
وطنية - المنية - حث رئيس "جمعية سبل السلام الاجتماعية" في المنية الشيخ رسلان ملص، أعضاء الجمعية "إلى شد العزيمة، وبذل مزيد من الجهود لخدمة أهلنا في مدينة المنية والجوار"، في ظل "الأوضاع الراهنة التي يمر بها لبنان".
جاء ذلك خلال الاجتماع العام للجمعية اليوم، والذي عرض فيه ملص "انجازات الجمعية التي تحققت في الأعوام الماضية، وخصوصا جهاز الاسعاف الذي يقوم بعمله الإنساني في خدمة الناس"، ثم تطرق إلى أوضاع لبنان والمنطقة بشكل عام.
وبعد مداخلات لأعضاء الجمعية، اختتم الاجتماع بوضع خطة عمل للسنة الجديدة.
وطنية - نظمت جمعية "شباب المشاريع" في الشمال، دورة اجتماعية على مدار ستة أيام بعنوان "بر الوالدين - الأهمية والنتائج" في قاعة الأوديتوريوم - طرابلس، حضرها نائب رئيس الجمعية مازن الظنط وعدد من المشايخ والمهتمين وحشد كبير من طلاب الثانويات والمهنيات والجامعات.
وتناول الشيخ طارق داهود كتاب "لفتة الكبد في نصيحة الولد" للحافظ المفسر الفقيه ابن الجوزي وكتيب "بر الوالدين" لإمام المحدثين محمد بن اسماعيل البخاري، مشددا على "أهمية بر الوالدين ونتائجه الدنيوية والأخروية وأنه من أعظم القربات وأجل الطاعات وأن عقوقهما من أشنع الذنوب وأقبح السيئات وأن الإسلام قد حضنا حضا شديدا على ذلك".
وختم بالدعوة إلى "الثبات على الحق والالتزام بما وصانا به الشرع الحنيف ومن ذلك بر الوالدين، خصوصا في هذا الزمن الذي نسمع فيه ونرى ما لا يرضي الله".
وطنية - دعت "هيئة متابعة مؤتمر المسيحيين العرب" في رسالة، الكنائس العربية الى "الاهتمام الحثيث بمتابعة الانتهاكات وعمليات السرقة والنهب التي تحصل بحق المواقع الاثرية ذات البعد التاريخي المسيحي، في انحاء المنطقة العربية كافة، للعمل على صون هذا الارث الانساني والوطني وحمايته من الاندثار، كونه أمانة في أعناق المسؤولين عنه، أمانة نورثها لأبنائنا وللأجيال المقبلة كمرتكز لهوية اصيلة متجذرة في تاريخ المنطقة العربية، من اجل العبور نحو عروبة حديثة تتسع للجميع".
واشارت الى ان "النظم الشمولية تعمل على محاربة الهويات الثقافية وعلى قطع صلات الشعوب بتاريخها وارثها الحضاري، للامعان في الهيمنة والقمع، وهذا ما كان الامر عليه في العديد من بلداننا العربية، حيث شهدنا ونشهد عمليات تشويه وتخريب ممنهج للمناطق الاثرية والارث الانساني من دور العبادة، من جوامع وكنائس، سواء من قبل النظم القمعية او من قبل تنظيمات ارهابية كداعش وغيرها".
واكدت الهيئة ما خلص إليه مؤتمرها الذي انعقد في باريس في 23 تشرين الاول 2019، وهو أن "كل من ادعى حمايتنا كان حاميا لمصالحه".
وطنية - أقامت جمعية راهبات "العائلة المقدسة" المارونيات، ندوة بعنوان: "لن أتخلى عن شبر واحد من لبنان"، حول "الوجه الوطني للمكرم البطريرك الياس الحويك"، في مسرح البطريرك الحويك في مدرسة مار يوسف في جبيل.
وتحدث في الندوة، التي أدارتها الأخت ياره متى كل من: الدكتور أنطوان حكيم، الدكتور عصام خليفة، الدكتور ساسين عساف واسكندر شديد، وقدم البرنامج الإعلامي ماجد بو هدير، وتضمن البرنامج بالإضافة إلى مداخلات المحاضرين، كلمة الرئيسة العامة الأخت ماري أنطوانيت سعادة، عرض وثائقي عن حياة البطريرك الحويك ودوره في إعلان دولة لبنان الكبير، وعرض نشيد "مجد لبنان" الذي كتب كلماته الخوري مارون غصن ولحنه وديع صبرا، وأعادت جمعية راهبات العائلة المقدسة توزيع النشيد وتسجيله بصوت الفرسان الأربعة.
شارك في الندوة الأساقفة حنا علوان، سمير مظلوم، ميشال عون ويوسف سويف، الأمين العام للمدارس الكاثوليكية الأب بطرس عازار، رئيسات عامات من مختلف الجمعيات الرهبانية، نائب رئيس الرابطة المارونية الدكتور مطانيوس الحلبي، فاعليات منطقة جبيل، وهيئات تربوية واستشفائية وإعلاميون وشباب جامعيون مهتمون بالشأن الوطني، وراهبات العائلة المقدسة المارونيات.
بتوقيت بيروت