علي خليفة ــ الاخبار ــ حلّ لبنان في المرتبة الأخيرة، عربياً، في اختبارات (PISA) العالمية. التلامذة اللبنانيون خاضوا تقييم مهارات القراءة والرياضيات والعلوم، وعزفوا عن المشاركة في المهارات الشمولية ومهارات الحياة. لكن حتى في المواد التعليمية، تظهر نتائج الاختبارات أنّ نسبة صغيرة من التلامذة يبلغون مستويات متقدّمة في المهارات في أحد المجالات على الأقل
لبنان في المرتبة الأخيرة في قائمة الدول العربية المشاركة في اختبارات البرنامج العالمي لتقييم أداء المتعلّمين (PISA)، وفي المرتبة الـ74 من أصل 77 دولة شاركت في الاختبارات.
بهذه النتيجة التي تلامس الإفلاس، خرج نظام التعليم في لبنان من اختبارات 2018 التي أُعلنت نتائجها قبل أيام. ويجري هذا التقييم مرة كلّ ثلاث سنوات، لتقدير مدى اكتساب بعض المهارات المفتاحية والقدرات الأساسية للمشاركة الفعالة للتلامذة في المجتمع. ويشمل التقييم مهارات في القراءة والرياضيات والعلوم، فضلاً عن مهارات الحياة وبعض المهارات الشمولية في مجال محدّد ومتجدّد كلّ دورة.
ويشبه إفلاس التعليم في لبنان أحوال الإفلاس السياسي والاقتصادي والاجتماعي. إذ تُظهر الأرقام، بشكل جليّ، أنّ التعليم ليس بمنأى عن التدهور السياسي والأزمة الاقتصادية وتردّي الأوضاع الاجتماعية في البلد. فكيف نقرأ هذه الأرقام بالتفصيل؟
مشاركة عبر النسخة الورقية
شارك لبنان في الدورة الأخيرة من اختبارات PISA، بعيّنة من 5614 تلميذاً، من 320 مدرسة تضمّ 53726 تلميذاً، أي 87% من التلامذة بعمر 15 عاماً. وفي حين خاضت معظم البلدان الاختبار بالنسخة الرقمية، تقدّم التلامذة اللبنانيون اليه بنسخته الورقية. وخاضوا تقييم مهارات القراءة والرياضيات والعلوم، ولم يشتركوا في المهارات الشمولية ومهارات الحياة. فماذا يعرف التلامذة اللبنانيون بعمر 15 عاماً في القراءة والرياضيات والعلوم، وماذا يستطيعون أن ينجزوا؟
تشير نتائج تحصيل التلامذة اللبنانيين إلى أنّها أدنى بكثير من المعدّل العام للدول المشاركة في البرنامج، وذلك في مهارات القراءة والرياضيات والعلوم، فيما نسبة صغيرة منهم تبلغ مستويات متقدّمة في المهارات في أحد المجالات على الأقل.
في مهارات القراءة، يبلغ قرابة ثلث التلامذة اللبنانيين (32%)، مهارات المستوى الثاني المتعلّقة باستخراج الفكرة الرئيسية للنص واستخراج بعض المعلومات منه بناءً على تعليمات مباشرة. فيما تبلغ النسبة للمستوى نفسه 77% من التلامذة من سائر البلدان المشاركة. وبلغ واحد في المئة فقط من التلامذة اللبنانيين المستويين 5 أو 6 حيث المهارات تتناول الفهم الشامل والمفصّل لنصّ غير معهود بالشكل أو بالمضمون، فيما تبلغ النسبة 9% من التلامذة من سائر البلدان المشاركة في البرنامج.
في الرياضيات، يملك أقل من نصف التلامذة اللبنانيين (40%) مهارات المستوى الثاني المتعلّقة بتعريف الوضعيات البسيطة وتمثيلها بواسطة أدوات الرياضيات، فيما تبلغ النسبة، للمستوى نفسه، 76% من التلامذة من سائر البلدان المشاركة في البرنامج. اثنان في المئة فقط من التلامذة اللبنانيين يبلغون مستويات عليا في الأداء في الرياضيات مثل النمذجة في الوضعيات المعقّدة واستراتيجيات حلّ المشاكل، فيما تبلغ النسبة للمستويات نفسها 11% من التلامذة لسائر الدول المشاركة.
وفي العلوم، يتوقف نحو ثلث التلامذة اللبنانيين (38%) عند المستوى الثاني المتعلّق بتفسير الظواهر العلمية في بيئات معهودة أو استخلاص خلاصات بنتيجة استقصاءات بسيطة، مقابل 78% من التلامذة من بقية الدول. وأظهرت النتائج أن واحداً في المئة فقط من التلامذة اللبنانيين هم بمستوى متقدّم في العلوم بما يسمح لهم بالإبداع الفردي وتوظيف معارفهم في وضعيات غير معهودة، في مقابل 7% لدى التلامذة من كل البلدان المشاركة في البرنامج.
ولدى المقارنة بين نتائج لبنان عام 2018 ونتائجه في عام 2015، يظهر ثبات هذه النتائج على رداءتها بصورة إجمالية، مع تقدّم طفيف وغير دال إحصائياً في القراءة، وتراجع طفيف في الرياضيات، وتراجع أكبر في العلوم.
اختلال في عدالة التعليم
إلى ذلك، تشير نتائج اختبارات (PISA-2018)، في ما يخص الواقع الاقتصادي - الاجتماعي وعدالة التعليم في لبنان، إلى أن التفاوت في الخلفيات الاقتصادية - الاجتماعية للتلامذة يؤثر في مدى اكتسابهم مهارات القراءة. لكن مكونات الواقع الاقتصادي – الاجتماعي تشرح الـ11% من نسبة التباين في أداء التلامذة اللبنانيين في الرياضيات، و12% من نسبة التباين في نتائج العلوم. وتظهر أن 9% من غير المحظيين اقتصادياً واجتماعياً من التلامذة اللبنانيين، قادرون على بلوغ الـ25% الأعلى من النتائج في اكتساب مهارات القراءة لجميع التلامذة من كل البلدان المشاركة في البرنامج.
كذلك تظهر النتائج أن مجموعات التلامذة من ذوي الأداء المرتفع (أو المتدنّي) تنتمي إلى المدارس نفسها، بمعنى أن هناك مدارس تضمّ معظم التلامذة من ذوي الأداء المرتفع، ومدارس أخرى تضمّ التلامذة من ذوي الأداء المتدنّي. وهذا المشهد غير معمّم لدى باقي البلاد المشاركة في البرنامج.
وبخصوص توافر التجهيزات ومستوى إعداد المعلّمين، تشير النتائج، إلى أن 16% من التلامذة اللبنانيين يرتادون مدارس تعاني من نقص في المعدات والمستلزمات والتجهيزات. فيما يتوزّع المعلّمون من أصحاب الكفاءة للتعليم على المدارس المجهزة وغير المجهزة بشكل مماثل بنسبة وسطية تبلغ 84% من الجسم التعليمي مع شهادة تعليمية توازي الماستر (أي خمس سنوات في الإعداد الجامعي الأساسي بعد الثانوية العامة).
وفي ما يتصل بالجنس وعدالة التعليم، تشير النتائج إلى أن تعليم الذكور والإناث يبقى على قدم المساواة في لبنان. ولكن على مستوى الخيارات المهنية، تتقلّص توقعات الإناث إلى نصف توقعات الذكور من ضمن الفئة ذات الأداء المتقدّم في الرياضيات لاختيار مهنة الهندسة، بينما تعلو انتظارات الإناث من ضمن الفئة ذات الأداء المتقدّم في العلوم لمهن الصحة العامة.
وكان هناك 6% من التلامذة اللاجئين، ثلثهم في أوضاع اقتصادية – اجتماعية غير مشجعة. وينخفض أداء اللاجئين بالمقارنة مع أترابهم اللبنانيين في مهارات القراءة.
أما في المناخ الصفي، فهناك 59% من التلامذة اللبنانيين راضون عن الحياة المدرسية (67% معدّل الرضا لدى سائر المتعلّمين في مجموعة الدول المشاركة في البرنامج) ويعبّرون عن مشاعر إيجابية.
بحث عن أصحاب رؤية وتخطيط
كيف السبيل إلى النهوض مجدّدًا بالتعليم في لبنان واستعادة الجودة المفقودة؟
بالأرقام، نتائج التلامذة اللبنانيين هي الأسوأ في مجموعة الدول العربية المشاركة، ومن ضمن الأسوأ عالميًا. فكيف السبيل إذًا من أجل تحسين سياسة التعليم في لبنان ونتائج التلامذة اللبنانيين في ضوء قراءة هذه النتائج والمعطيات المتوافرة حولها فضلاً عن بعض المؤشرات الاقتصادية - الاجتماعية التي تشكّل رافداً اساسياً لواقع حال نظام التعليم في لبنان ومخرجاته؟
أولاً، من غير المفهوم أن يتقدّم التلامذة اللبنانيون إلى اختبارات القلم والورقة عوضاً عن الإختبارات على الحاسوب في هذا العصر الرقمي. أين تذهب صفقات الألواح الذكية والتفاعلية بعد كلّ الهبات الخارجية والمحلية التي سعت إلى تجهيز بعض المدارس الرسمية بالحواسيب وكل ما أنفق من موازنات المدارس الخاصة لدخول العصر الرقمي ودورات التدريب المستمر التي خضع لها المعلمون في دور المعلمين؟
ثانياً، لا يزال نظامنا التعليمي قائماً على مناهج المواد الدراسية التي تقدّم المعارف بطريقة منفصلة، فلا يربطها التلامذة بالمهارات الشمولية ولا بمهارات الحياة. ولا يزال المركز التربوي للبحوث والإنماء، وهو الجهة الرسمية الموكلة تطوير المناهج، مشلولاً يعمل بخطى السلحفاة، وإذا عمل فبلا رؤية، ويتخبّط بالمحاصصات والمصالح والنفوذ والتنفيعات، وبينما جرى تأسيسه بهدف أن يعمل باستقلالية، فإذا به في خضم المحاصصات السياسية ودوائر النفوذ والإنتفاعات، وغدا أشبه بوزارة ظل بموازاة وزارة التربية، وأشبه بهيكل منه إلى خلية عمل تربوية تضم اختصاصيين لا منتفعين ومستزلمين. وقد فُرّغ المركز التربوي من دوره وأصبح عبئاً إدارياً لا طائل منه وانتفى مبرّر وجوده بعد دخوله في بطالة إدارية مقنّعة عنوانها مضيّ ما يربو على ثلاثة عقود تجمّدت فيها المناهج من دون أي تعديل، ولم تتحسّن خريطة توزيع التجهيزات على المدارس، ولم يحصل التدريب المستمر من ضمن سياسة تربوية هادفة تحاكي إلزامات الإعداد والأداء العصريين.
ثالثاً، نتائج التلامذة اللبنانيين هي دون المعدل العام بكثير، والمتفوقون منهم أقلية ناشزة. في حين أن نظام الإمتحانات المتبع في لبنان يعطي نتائج مغايرة بالكامل، ونسب نجاح أسطورية، سواءً أكانت على مستوى الشهادة المتوسطة أو الثانوية العامة. الأمر الذي يضمر تواطؤاً بين دائرة الإمتحانات والمدارس بهدف تغطية الفشل بالأداء بعلامات وهمية في الامتحانات. ونتيجة لذلك، تحافظ دكاكين التعليم على تجارتها التربوية وتتقاضى الأقساط الخيالية مقابل خدمات تُصادق عليها امتحانات غير ذات صدقية وعلامات مضخمة.
ثالثاً، تظهر النتائج أن المدارس في لبنان تضمّ بداخلها تلامذة متفاوتي الأداء: مدارس لذوي الأداء المرتفع ومدارس أخرى لذوي الأداء المتدنّي. هذه الخريطة، هي المضاد المميت لقابلية التعلّم. وعلاوة على ذلك، فإن وجود مدارس «متخصّصة» لذوي الأداء المتدنّي يعني أن هذه المدارس مؤسسات تبغي الربح المادي لا أكثر. فأين الرقابة على أداء المدارس في الوقت الذي أصبحت فيه وزارة التربية وزارة خدمات حزبية ومناقلات غبّ توافر الواسطة؟ وأصبح وزير التربية في لبنان على امتداد الحكومات المتعاقبة لا يفقه بالتربية والتخطيط، ولا بالإعداد والتعليم، بل ممثل الحزب والطائفة.
كان من الممكن إيلاء التربية في لبنان السياسة التي تستحق، فتصبح بين أيدي متخصّصين ومستقلّين وذوي رؤية وإقدام وتخطيط، ويصبح نظامنا التعليمي أرشق وأجدى، والتلامذة اللبنانيون أكثر قدرة على استخدام معارفهم ومهاراتهم في القراءة والرياضيات والعلوم لمواجهة متطلبات الحياة الحقيقية وتحديات العصر والتهميش الاقتصادي – الاجتماعي.
* أستاذ في كلية التربية في الجامعة اللبنانية
"النهار" ــ عندما اجتمع في جريدة "النهار"، في 18 أيلول الماضي، ممثلو وسائل إعلام معنية باستدعاء رئيس الجامعة اللبنانية الدكتور فؤاد أيوب وطلبه شطب كل ما يسيء إليه في وسائل الإعلام، اعتبر المجتمعون أن "طلبه ضرب من التطاول على الإعلام وحريته، بل إننا ندعو في المقام الأول المرجعيات السياسية والحكومة إلى اتخاذ قرار جريء بعزل الدكتور أيوب بعد كل التهم التي طالته والشوائب التي تعتري مسيرته الجامعية، والافتراء الذي يقوم به على الإعلام وعلى مؤسسات بحثية وعلى أساتذة يشهد لهم بالكفاءة، وهو ما جعل الجامعة الوطنية العريقة في وضع لا تحسد عليه، وأساء إليها". ومع إصدار قاضية الأمور المستعجلة ماري كريستين عيد قراراً قضى برد الإستدعاء المقدم من أيوب لتناقضه مع مبدأ حرية الإعلام المكرسة قانوناً، إضافة الى عدم توافر الدليل الكافي والأكيد على تعرض أيوب لضرر محدد ووشيك لا يمكن تلافيه، فإنها انتصرت للاعلام في دوره ووظيفته. ويأتي القرار أيضاً إدانة لأيوب نفسه وانصافاً لوسائل الاعلام، وتأكيداً على ضرورة احترام الانتقادات الموجهة لأدائه في الجامعة، وأيضاً لتكريس الديموقراطية في الجامعة.
ردت القاضية عيد في قرارها الاستدعاء الذي كان قدمه رئيس الجامعة اللبنانية فؤاد أيوب ضد 39 وسيلة اعلامية مطبوعة ومرئية ومسموعة ومواقع إخبارية، إذ أن طلب أيوب حذف المقالات التي تناولته شخصيا أو بحكم مركزه الوظيفي أو تناولت الجامعة اللبنانية على مدى سنتين ونصف السنة بين تشرين الأول 2016 وآذار 2019، هو نوع من العقوبة الجماعية والتضييق على الاعلام لعدم نشر أية مقالات أو أخبار تخص الجامعة. وهي كانت محاولة من رئيس الجامعة للتغطية على الخلل الذي تعانيه، فأعاد القرار الأمور الى نصابها، إذ لا يجوز اسكات الأصوات وحرية التعبير والتحصن بمنع نشر أي خبر عن الجامعة أو ما يتعلق برئيسها أو نقد ممارسات مخالفة للقانون أو كشف فساد، لأن ذلك يتعارض مع مبادئ حرية التعبير.
طلب حذف المقالات لا يستوجب وفق قرار القاضية عيد المنشورة اتخاذ أي تدبير، فهي نشرت قبل سنوات، ولا تستدعي عجلة قصوى. كما أن منع النشر في المستقبل هو نوع من رقابة مسبقة على حرية التعبير وهو أمر لا يجوز انسجاماً مع المبادئ المكرسة في الدستور والمعاهدات الدولية لا سيما تلك المتعلقة بحرية التعبير وحرية إبداء الرأي وحرية الإعلام. وبذلك سقط كل الهيكل الذي استند اليه طلب رئيس الجامعة، إذ أن نشر مقالات وأخبار تكشف المخالفات هو من واجب الاعلام، كما دوره الحريص على الجامعة لاستعادة استقلاليتها الاكاديمية والادارية ومنع التدخل السياسي في شؤونها.
في بيان ممثلي وسائل الاعلام الذين اجتمعوا في "النهار" في 18 أيلول 2019 بدعوة منها، اعتبروا أن طلب رئيس الجامعة سابقة لم تتكرر في تاريخ الصحافة اللبنانية إذ لو أقدم كل سياسي وأكاديمي وغيره على طلب شطب معلومات تسيء إليه، لفرغ أرشيف المؤسسات الإعلامية من كل مضمون. وطلبوا رد استدعاء المستدعي لالتزام المؤسسات مبدأ حرية الإعلام، ولمخالفة الاستدعاء مبدأ حرية التعبير وموجب الإعلام المكرّسين في الدستور وقانون البث التلفزيوني والإذاعي، ولعدم ارتكازه على أي سند قانوني أو واقعي ولطابعه الكيدي المختلق والبعيد من أي أساس.
ومع إصدار قضاء العجلة قراره، يكون قد سقط طلب أيوب الى القضاء والذي كان قد أرسل نسخة منه إلى "النهار"، حذف كل المقالات والبيانات المتعلقة بالجامعة من "النهار" ومن موقعها الالكتروني، كما من صفحات الجرائد والمواقع الالكترونية و"الوكالة الوطنية للإعلام"، وهو كان وضع نفسه في موقع المتهم، وكأنه يريد تنظيف سجله العدلي ولا توجد أحكام بحقه، بل نقاش للرأي العام حول شؤون الجامعة وقضاياها وكل ما يتصل بها، فكيف يمكن إزالة الذاكرة وإنهاء التاريخ، وإلغاء إسم الجامعة اللبنانية من قاموسنا؟
تبين أن وسائل الاعلام أكثر حرصاً على الجامعة من الذين يتربعون على مسؤوليتها، فرئيس الجامعة أراد أن يمنعنا ويمنع كل الإعلام من ذكر إسم الجامعة، وكأنها ملك خاص. لا أحد يتدخل بشؤون إدارة الجامعة. أما إذا تبين أن هناك مخالفات فلا يحق للاعلام أن يتجاهلها، وتلك مسؤولية نتحملها بكل معنى الكلمة. وحتى البيانات التي يطلب حذفها هي ملك للناس ولا يحق لأي وسيلة إعلامية التصرف بها. وعندما يطلب إزالة مواضيع عن قضايا كانت تضج بها الجامعة ومجلسها نشرت قبل أكثر من سنتين فذلك ينافي أبسط القواعد التي تحكم علاقة الإعلام بالناس وبالمجتمع وبالمؤسسات، حتى أن أي مسؤول في الدولة لم يسمح لنفسه بطلب حذف مقالات تتعلق به، وحكمها متروك للرأي العام.
هل كان يريد رئيس الجامعة أن يمنع الإعلام من كشف مخالفات في كليات الجامعة وفروعها وفي إدارتها؟ الجامعة لا تقبل كمؤسسة أكاديمية أن يمحى تاريخها وتُزال ذاكرتها في الاعلام، وهذا ما أكده قضاء العجلة بقراره. وعندما نكتب عن الجامعة فذلك يرفع شأن هذه المؤسسة الأكاديمية ويساهم في تطويرها. فسابقة أيوب انتهت على أبواب الاعلام ولم تزل ذاكرة الجامعة.
وطنية - ناقش القاضي وهيب جاك دوره أطروحته المعدة لنيل شهادة الدكتوراه في الحقوق في الجامعة اللبنانية - المعهد العالي للدكتوراه في الحقوق والعلوم السياسية والإدارية والإقتصادية.
وجاءت الأطروحة بعنوان "أعمال الادارة المادية أمام القضاءين العدلي والاداري"، وبحثت أعمال الإدارة المادية في ضوء النصوص القانونية والإجتهادية والفقهية في كل من لبنان وفرنسا".
وتألفت لجنة المناقشة من الدكتور محي الدين القيسي رئيسا، والعميد الدكتور طوني عطاالله والدكتور فوزات فرحات والدكتور رئيف خوري والدكتور خالد الخير أعضاء.
وبنتيجة المناقشة العلنية، منح القاضي وهيب جاك دوره شهادة الدكتوراه اللبنانية في الحقوق بدرجة جيد جدا، مع تنويه لجنة المناقشة.
وطنية - نالت الإعلامية والشاعرة سحر نبيه يوسف حيدر شهادة الدكتوراه من المعهد العالي للآداب والعلوم الإنسانية والاجتماعية - الجامعة اللبنانية في قسم التاريخ بتقدير جيد جدا عن أطروحتها التي حملت عنوان "مقاربة تاريخية اجتماعية حول موضوع العنف تجاه المرأة في لبنان من خلال الصحافة اللبنانية ما بين العام 1920 - والعام 1943" بإشراف الدكتور منذر محمود جابر.
تألفت لجنة المناقشة من الدكتور علي فتوني رئيسا، والدكاترة: منذر جابر، عفاف الخنسا، ندى الطويل ومريام يارد (اعضاء).
وطنية - اعلن رئيس الجامعة اللبنانية الاميركية (LAU) الدكتور جوزف جبرا، ان الجامعة "قدمت وستقدم اكثر من 50 مليون دولار مساعدات مالية تشمل زهاء 60 في المئة من طلابها على امتداد العامين 2019-2020.
وأوضح ان "هذه المساعدات تندرج ضمن بنود "خطة طوارئ" للتعامل مع الظروف الاستثنائية التي يمر فيها لبنان، بهدف مساعدة طلبتها على اتمام دروسهم الاكاديمية خصوصا ومساندة الشباب اللبناني عموما على تحمل اعباء التعليم الجامعي بمعايير عالمية من دون ان يضطروا الى الهجرة"
وشرح عناوين رئيسية للخطة، منها: "تقديم قروض مدعومة من دون فائدة لمدة الدراسة من رصيد الجامعة الخاص ما يسمح للأهالي بدفع الاقساط الجامعية بكلفة متدنية، وقبض الاقساط الجامعية بالسعر الرسمي المعتمد لليرة اللبنانية من دون الاخذ في الاعتبار تقلبات سعر صرف الدولار في السوق".
وشدد على "مساعدة الطلاب ماليا لتجاوز الازمة الحالية عبر زيادة حجم الميزانية المخصصة للمنح الجامعية العاجلة التي تجاوزت 5 ملايين، اضافة الى العمل على رفع نسبة الطلاب المستفيدين من برنامج المنح الجامعية الى أكثر من 60 في المئة من طلابها وتوفير المزيد من التسهيلات في الدفع للطلاب، واتاحة المزيد من الوقت امامهم لسداد اقساطهم الجامعية".
ونوه بـ"المبادرات التي يقوم بها العاملون في المركز الطبي للجامعة اللبنانية الاميركية - "مستشفى رزق" وخصوصا الاطباء لجهة تخصيص يوم دعم لمساعدة المجتمع المحلي".
واشار الى خطوات "تقشف" عدة على صعيد الانفاق في الجامعة"، وحض "كل المؤسسات الجامعية والتعليمية على المساهمة في المساعدة على تجاوز هذه الازمة بالتضامن الاجتماعي". وخلص الى "التأكيد ان الجامعة، وبدعم كامل من مجلس الامناء، باشرت تطبيق بنود عدة من الخطة فورا".
وطنية - صيدا - وقعت الطالبة في ثانوية رفيق الحريري الكاتبة ديما مراد كتابها الأول "ثوان حاسمة" الصادر عن "دار ميرزا"، في خلال لقاء أقيم في قاعة المكتبة بدعوة من "مركز الكتابة " في الثانوية، في حضور رئيسة لجنة التربية والثقافة النيابية النائبة بهية الحريري ومديرة الثانوية هبة ابو علفا وهبي واسرة "مركز الكتابة" ولجنة الأهل في الثانوية وجمع من الاساتذة ووزملاء ديما وعائلتها.
وقالت الطالبة مراد: "من واقع الحياة ومن صميم عواطفها واحاسيسنا بها اقدم لكم روايتي الأولى تحت عنوان "ثوان حاسمة"، مضيفة "من بين الذكريات والنسيان، الأحلام والآمال، الأحزان والأفراح، انبعثت روايتي هذه، فقد تجمع الحياة شتاتنا وتفرقنا احداثها وقد تبكينا احزاننا بها .. قد تنام احلامنا على سرير الأمل وتوقظها كوابيس اليأس. قد نلتقي معا على الحب ونفترق على تراب الموت وهذا قدرنا في الحياة. هكذا باتت حالة الشخصيتين المحوريتين في القصة، تقيدهما لوعة الذاكرة وتبكيهما قبل النسيان. فلقد قيل "نحن لا نشفى من ذاكرتنا"، ولكن الحقيقة في رأيي أننا لا نشفى من النسيان أيضا. ومن صميم هذا الافتراض كتبت روايتي هذه".
الحريري
وكانت كلمة للنائبة الحريري باركت فيها لمراد نتاجها الإبداعي الأول، وقالت "هي ولادة أمل من خلال هذا الكتاب الذي بني على هذه الفكرة .. رسالتي لكم دائما ان لا توقفوا الأحلام، الحياة ليست سهلة لكن في النهاية تستطيعون التغلب على مصاعبها، وارادتكم هي الأساس .. انا فخورة بديما واعتقد أن بداخل كل منكم موهبة يجب ان تحاولوا اكتشافها لأن الموهبة لا تقاس فقط بمعدل الصف .. وان شاء الله تكتشفوا مواهبكم وابداعاتكم. ونقول لديما ننتظر منك المزيد".
واضافت: " لفت نظري المنحى الأدبي في السرد والاسهاب الموجود وانسياب القلم لديها ودقة الوصف وغنى المضمون .. مبارك لثانوية رفيق الحريري ولرفاقك وصفك ومنطقتك واهلك. ومبروك للبنان خصوصا في هذا الزمن الذي فيه وجهان: وجه تيئيسي ووجه يعكس ايجابية وأملا، وانا قلت للشباب والطلاب الذين التقيتهم انني اشعر ان لدى هذا الجيل ايجابية كبيرة فحافظوا على ايجابيتكم، وليبق لديكم أمل وثقوا بأنفسكم وثقوا ببلدكم وثقوا بقدراتكم وثقوا بحراككم. واقول لكم ان التغيير لا يتم بلحظة بل هو ياتي بالتراكم، واكيد انتم الشباب سوف تكونون قادة التغيير بإذن الله".
بتوقيت بيروت