وطنية - عقد وزير التربية والتعليم العالي أكرم شهيب اجتماعا بعد ظهر اليوم، مع اتحاد المؤسسات التربوية الخاصة ونقابة المعلمين، الذي كان سبقه اجتماع قبل الظهر مع اتحادات مجالس الأهل في المدارس الخاصة، وصدر بعده بيان اشار الى ان المجتمعين "تداولوا في الوضع التربوي القائم نتيجة لتردي الأوضاع العامة وتراجع القدرة الإقتصادية عند أغلب المواطنين، واتفقوا على مقاربة الملف التربوي بروح التعاون والتعاضد، من أجل إنقاذ العام الدراسي وإجراء الإمتحانات الرسمية وحماية مستقبل المتعلمين، والتأكيد على أهمية الرسالة التي تقوم بها المؤسسات التربوية الواجب تحييدها عن الصراعات".
ولفت البيان الى انه تم التوافق على الأمور الآتية:
- إن رواتب المعلمين هي حق قانوني لهم، يجب أن تدفع لهم بالكامل، وفي حال التعثر واضطرار إحدى المدارس إلى دفعها منقوصة، يبقى الجزء غير المدفوع دينا ممتازا على المدرسة لصالح المعلمين وله الأولوية.
- مناشدة الأهالي لدفع الأقساط المدرسية، والطلب إلى المدارس أن تلجأ إلى التقسيط الشهري لتسهيل الدفع على أولياء الأمور.
- التأكيد على الإسراع في دفع المستحقات للمدارس المجانية، مما يسهل دفع الرواتب للمعلمين.
- مناشدة المعنيين تسريع دفع منح التعليم قبل موعدها سواء من جانب القوى العسكرية والأمنية أو تعاونية موظفي الدولة أو الضمان الإجتماعي أو صناديق التعاضد أو مؤسسات القطاع الخاص.
- العمل على وقف المهل والغرامات لمستحقات صندوقي التعويضات والضمان الإجتماعي وضريبة الدخل".
وأكد المجتمعون على "التعاون الإيجابي بعيدا عن السجالات وشكلوا لجنة طوارىء ستكون اجتماعاتها مفتوحة لمعالجة أي طارىء.
وطنية - عقد وزير التربية والتعليم العالي في حكومة تصريف الاعمال أكرم شهيب، ظهر اليوم، إجتماعا مع هيئات عدة تمثل لجان الأهل في المدارس الخاصة، في حضور المدير العام للتربية فادي يرق وفريق الإدارة المختصة. وتناول البحث المقاربات التي يمكن ان توصل إلى إنقاذ العام الدراسي بصورة تسمح باستمرار تقديم التعليم الجيد للتلامذة وتمكين المدارس من الإستمرار عبر توفير التمويل وتأمين مستحقات الأساتذة بالحد المقبول.
وركز المجتمعون على العمل بصورة متضامنة ومتكافلة اجتماعيا وتربويا، لتمرير المرحلة بالتعاون بين جميع مكونات العائلة التربوية، ريثما تنجلي الأوضاع.
ورحب شهيب بالمجتمعين، لافتا الى "التوافق على الثوابت التي انطلقوا منها"، مرحبا "بالعمل المؤسسي وبالأفكار والمقاربات التي تحدثوا عنها، على اعتبار أن المرحلة تقتضي وجود مجموعات عمل متخصصة تخرج بحلول قابلة للنقاش والتنفيذ.
وأكد معهم على إطلاق العمل بلجنة الطوارىء التربوية التي ستتابع اجتماعاتها مع المؤسات التربوية والمعلمين لبلورة خطة العمل والحفاظ على العام الدراسي. وسيعقد بعد ظهر اليوم اجتماعات مع باقي مكونات العائلة التربوية لمتابعة النقاش في المواضيع المطروحة.
النهار ـ بدت الحركة الاعتراضية امس في الجامعة اليسوعية بعدما سمحت الاخيرة بدفع الاقساط بالليرة اللبنانية، كأنها حركة مدفوعة من احزاب محددة ردا على موقف الجامعة المؤيد للانتفاضة الشعبية....
وطنية - أفادت مندوبة "الوكالة الوطنية للاعلام" ان عددا من طلاب الجامعة اللبنانية، من منطقة الشوف وطرابلس وصيدا وصوفر، نفذوا وقفة احتجاجية أمام المدخل الرئيسي لوزارة التربية في الاونيسكو، احتجاجا على عدم وجود اي بند في الموازنة لتعزيز وضع الجامعة، كما أن ورقة الاصلاحات لم تتضمن أي اشارة إلى الجامعة.
وفي الوقت نفسه، نفذ عدد من طلاب المدارس في منطقة الشوف وبيروت اعتصاما امام المدخل الجانبي للوزارة، مطالبين بعدم تحميلهم اعباء التظاهرات وضم يوم السبت الى الدوام الرسمي للدراسة وتكثيف الدروس.
وطنية - طرابلس - شارك وفد لبناني يمثل الجامعة اللبنانية - كليتا الاقتصاد وإدارة الأعمال والفنون الجميلة ومؤسسة وليد جنبلاط للدراسات الجامعية ومركز "إيليت" للثقافة والتعليم، وبدعوة من سفير الهند في لبنان، في المؤتمر الدولي للتعليم العالي بنسخته الـ 15 الذي عقد في العاصمة الهندية نيودلهي، برعاية وحضور رئيس الهند رام ناث كوفينت وممثلي وزارات تطوير الموارد البشرية والتجارة والصناعة، وبمشاركة وفود من اكثر من 100 دولة.
وأكد الرئيس الهندي في كلمة خلال الإفتتاح، أن "وحده التعليم قادر على إحداث التغيير داخل الأجيال، والهند هي موطن لأكثر من 900 جامعة ولديها ثالث أكبر تجمع موارد بشرية في العالم، وبإنشاء روابط قوية بين الأوساط الأكاديمية، يمكن لها أن تصبح عاصمة البحث والتطور".
وأكد أن "الاستثمار في الموارد البشرية من خلال التعليم العالي له تأثير شامل على بناء الدولة، واذا كان هذا الاستثمار يتم مرة واحدة، فإن أرباحه تستمر إلى الأبد، كما أن العولمة قد عززت ثقافة التعلم المفتوحة وأدت الى الانفتاح على مفاهيم جديدة على مستوى القيادة والتكامل التكنولوجي".
وقال: "التعلم الحقيقي هو الذي يحرر، لذا لنقم بإنشاء جامعة، وفصول دراسية، ومناهج، وثقافة باستطاعتها أن تسمح لطلابنا تحقيق أقصى إمكاناتهم كبشر في خدمة الشعب والأمة والعالم".
وقد أقيم على هامش المؤتمر معرض للجامعات، شارك فيه أكثر من مئة جامعة ومؤسسة تعليم عال.
درنيقة
وفي إطار المؤتمر، شاركت رئيسة مركز "إيليت" للثقافة والتعليم إيمان درنيقة الكمالي على مدى يومين، في اجتماعات عمل B2B بهدف التعرف والتمهيد لأطر التعاون بين المركز والجامعات والمعاهد المشاركة وتبادل البرامج التعليمية، شاكرة للسفير الهندي دعوته الى المؤتمر، في سياق تعزيز الروابط الثقافية بين البلدين.
كما لبت درنيقة دعوة سفير لبنان في الهند ربيع نرش الى عشاء، حضره قنصل لبنان في الهند وموظفو السفارة وعدد من أفراد الجالية اللبنانية في الهند وأفراد الوفد اللبناني. وأبدى نرش كامل استعداده لمد يد العون لكل ما يمكن أن يسهم في إعلاء المستوى التعليمي في البلدين.
وتم تبادل الدروع التقديرية بين الوفد اللبناني ونرش.
وطنية - أعلنت الهيئة الادارية لرابطة مدربي كلية الصحة في الجامعة اللبنانية، في بيان: "بعد الحريق الأليم الذي شب في مرأب الجامعة اللبنانية - مجمع الفنار، والذي أدى الى اصابة زملاء واحتراق 3 سيارات عائدة الى الزميلات المدربات، نشكر أبطال الدفاع المدني الذين لولا تدخلهم لوقعت الكارثة، ونأسف لعدم التزام الجامعة اللبنانية الحد الأدنى من معايير السلامة وعدم توفير أجهزة إنذار للحريق وأجهزة إطفاء كافية لمبنى يضم آلاف الطلاب والعاملين".
وسألت: "أليست هذه الخسائر ناتجة من عدم توفير الأموال اللازمة لصيانة الفرع الثاني بحيث تصدعت السقوف وفاضت مياه الأمطار على الطلاب وتعطل المولد والمصاعد والبئر بحيث لا تتوافر المياه في المراحيض؟ ومن المسؤول عن حرمان المجمع حقه في الصيانة؟
ألم تحصل سابقا حوادث خطيرة في كليات ومختبرات الفروع الثانية وفروع أخرى فتنصلت الجامعة من نفقات استشفاء الزملاء المدربين ومن تعويضهم ولم توفر حتى الآن سبل الوقاية اللازمة في هذه الفروع؟
ألا يكفي المدرب تهديده الدائم بالطرد لاجباره على توقيع مستند مخالف للواقع يفيد أنه عمل 600 ساعة فقط في العام، فيما ينفذ قسرا 1450 ساعة وإلا يهدد بالطرد وتحسم مستحقاته، مما يشكل جرما في القانونين الدولي واللبناني؟
ألا يكفي المدرب أن بعض أساتذة كلية الصحة في الجامعة اللبنانية يتفاخرون بأنهم يجبرون المدربين على الدوام القسري، وقد شكلوا مجلسا خاصا لمتابعة تنفيذه، علما أن بعضهم يحمل الجنسية الفرنسية لا قيمها؟".
وسألت ايضا: "كيف للقضاء الذي لجأ إليه المدربون أن يكون مستقلا وبعض قضاته يتقاضون تعويضات ورواتب من الجامعة اللبنانية؟
ألا يكفي أن غالبية المدربين في كلية الصحة لم يقبضوا أجر العام 2018 وهم على مشارف العام 2020؟
ألا تكفي الأخطاء التي وقعت بها الجامعة وأدت الى حرمان العديد من مدربي كلية الصحة حقوقهم عند التقاعد لولا تدارك رابطة مدربي الكلية لها؟".
وإذ أعلنت تضامنها مع "الزملاء المصابين وزميلاتنا المدربات"، طالبت رئاسة الجامعة بـ"اتخاذ إجراءات الوقاية الضرورية كما ينص القانون وتعويض الخسائر كافة التي تسبب بها الحريق".
ودعت "أساتذة الجامعة والعاملين فيها والطلاب والمدربين الى الاعتصام أمام مجمع الفنار الساعة التاسعة والنصف صباح بعد غد الجمعة".
وطنية - شاركت رئيسة الجامعة الاسلامية في لبنان الدكتورة دينا المولى في فعاليات مؤتمر "بلونوتس لمنطقة الشرق الأوسط وأفريقيا 2019"، في جامعة زايد في دبي في الإمارات العربية المتحدة، بعنوان "إستراتيجية التعليم المستمر في رحلة التعليم، إستخدام التحليلات لقياس التقدم ودعم القرارات"، بمشاركة مجموعة عالمية من كبرى المؤسسات المتخصصة التي تلتقي لتشارك الآراء وتطبق أفضل الطرق في مجال الدراسات التحليلية والبيانية للمؤسسات التعليمية، والتي بدورها تعمل على تنظيم اللقاءات الاقليمية السنوية المتخصصة في برامج التقويم والاستبيان الأكاديمي.
واطلع المشاركون في المؤتمر على أحدث التطورات في مجالات البحث المؤسسي وتقنية المعلومات وعلى مستوى مراكز التقويم الأكاديمي ومراكز التعليم والتعلم، بالإضافة إلى إعطاء فرصة للمشاركين للتواصل مع الاختصاصيين من أجل تبادل الآراء والأفكار والإرتقاء بالمعارف الأكاديمية والعلوم.
يشار الى أن "بلونوتس" هي مجموعة عالمية من المؤسسات التي تعمل بما يسمى "الطاقة الزرقاء"، تتفاعل مع بعضها البعض لتبادل الأفكار وأفضل الممارسات، وهي تعقد إجتماعات عدة في السنة لتنظيم مؤتمرات إقليمية تسمى مؤتمرات "بلونوتس"، حيث يتواصل المشاركون في ما بينهم ويتشاركون ويتعلمون من تجارب بعضهم البعض ويتبادلون الخبرات.
هذا، ووقعت المولى اتفاقية تعاون خلال المؤتمر مع شركة "Explorance" التي وضعت بتصرف الجامعة الإسلامية - برنامج "Blue" حول التحليلات المتقدمة لقياس جودة التعليم والأداء في المؤسسة على الأصعدة كافة. وقد بدأ العمل بها فعليا مع فريق من الشركة وفريق متخصص من الجامعة الإسلامية.
كما وقعت المولى اثناء وجودها في دبي إتفاقية تعاون أكاديمي مع مركز الإبتكارات التعليمية وحلول المعرفة "CLICKS"،الهادفة الى تحقيق جودة الإمتياز، وتضمنت امكانية اعطاء حلول معرفة متخصصة ومبتكرة تبني قدرات المؤسسات الداخلية لجهة ضمان الجودة لناحية القيادة واداء الموظفين وأعضاء هيئة التدريس.
وعقدت لقاءات عدة مع مؤسسي ومسؤولي الشركة البريطانية "Knowledge E" في مركزها في دبي واطلعت على نشاطاتها ومشاريع عملها، ووقعت اتفاقية تعاون مع هذه الشركة التي تعنى بتحضير ومساعدة مؤسسات التعليم العالي للتصنيف العالمي "QS Ranking" وشنغهاي. بالإضافة الى ذلك، تقديم المؤسسة المحتوى العلمي والتكنولوجيا والخدمات والحلول في جميع أنحاء العالم، وتعنى بتدريب أصحاب الكفاءات العلمية على كيفية كتابة الأبحاث العلمية وتنسيقها ومن ثم نشرها، وفقا لمعايير عالمية محددة من خلال منهجية "3D"، التي تقوم على تحضير المعلومات اللازمة من خلال الإستعانة بالمكتبة وفرز المعلومات التي تم الحصول عليها وبالتالي إعادة تطويرها ونشر المعلومات وفق أبحاث علمية في المجلات العلمية.
والتقت المولى على هامش المؤتمر برؤساء الجامعات المشاركين، وبرئيس "جامعة زايد في مدينة دبي" الدكتور رياض المهيدب الذي شكرته على "استمرار التعاون والعلاقة والتواصل مع الجامعة الإسلامية".
وطنية - افاد مندوب "الوكالة الوطنية للاعلام" عن اعتصام عدد من الطلاب امام الجامعة اليسوعية، مطالبين بتخفيض الاقساط. كما تجمع عدد من الطلاب امام وزارة التربية للغاية نفسها.
وطنية - أكدت جامعة القديس يوسف في بيروت ببيان، أنه يتوجب عليها "وفقا لأحكام شرعتها، ضمان تعزيز العدالة الاجتماعية (المادة 15) ووضع رسالتها في خدمة الترقي الإنساني (المادة 2)"، معلنة أنها "لا ترضى أن تكون بصورة حصرية في خدمة طبقة اجتماعية أو جماعة إتنية، وهي لذلك تولي مسألة التنوع في اختيار أساتذتها وطلبتها أهمية خاصة (المادة 6)".
وأوضحت الجامعة أنها "انطلاقا من هذه المبادىء، فقد أنشأت منذ العام 1977، وحدة أصبحت اليوم دائرة الخدمة الاجتماعية (Service social) التي تقع على عاتقها مسؤولية إدارة المنح الاجتماعية، والقروض والمساعدات المالية المقدمة إلى الطلاب. بالنسبة إلى سلطات الجامعة، يجب ألا ينقطع الطالب عن دراسته بسبب نقص في الموارد المالية ويجب على كل شاب مؤهل للالتحاق بالجامعة أن تتوفر لديه الإمكانية المادية للقيام بذلك".
ولفتت الى أنه "بشكل أكثر عملية، ومع تفاقم الوضع الاقتصادي الذي بدأ قبل بضع سنوات، ومع الزيادة في عدد الطلاب الذين يواجهون صعوبات في تسديد الأقساط الدراسية، تمنى رئيس الجامعة، بموافقة مجلس الجامعة، تعزيز المساعدة الاجتماعية التي زادت ميزانيتها من 11 مليون دولار أميركي في السنة الأكاديمية 2012/13 إلى 22 مليون دولار أميركي في السنة الأكاديمية 2019/20، بنسبة قدرها 100% في 8 سنوات. تم تمويل هذه الزيادة، في جزء كبير منها، من صندوق تطوير الجامعة".
وأشارت الى أن "هذه السياسة الاجتماعية لم تمنع الجامعة، على الرغم من ميزانيتها المنخفضة والمبلغ الضئيل الوارد من مساهمة الأموال الخارجية في السهر على ضمان: الحفاظ على وضع مالي صحي، ومواصلة تطويرها، باللجوء إلى القروض المصرفية عند الضرورة، والمحافظة على جودة التوظيف والقروض التي تقدمها، وذلك من أجل الحفاظ على سمعتها في التميز والجودة وكذلك على سمعة شهاداتها على الصعيدين المحلي والدولي. هذا الأمر سمح لها بالحصول على الاعتماد غير المشروط من الوكالة الألمانية "أكين" (ACQUIN) كما جعلها تحتل مرتبة ضمن أفضل 600 جامعة في العالم وفقا لتصنيف كواكواريلي سيموندس (QS)".
وأوضحت الجامعة أن "الأقساط الدراسية تساهم بحوالي 85% من إجمالي ميزانية الجامعة، وتبلغ ميزانية المساعدة الاجتماعية وبرنامج المنح الدراسية 22 مليون دولار أميركي وهو يمثل حوالي 25% من إجمالي ميزانية الجامعة. ويستفيد 40% من الطلاب من برنامج المساعدة الاجتماعية (63% في شكل منح دراسية و37% في شكل قروض بدون فوائد)".
ولفتت الى أن "متوسط زيادة الأقساط الدراسية كان خلال العامين الماضيين كالاتي:
2% للعام الأكاديمي 2019/20 مقابل معدل تضخم 6 %[1] في العام 2018.
3,7% للعام الأكاديمي 2018/19 مقابل معدل تضخم 4.5 %[2] في العام 2017.
وكان متوسط زيادة الرواتب للمعلمين والموظفين خلال العامين الماضيين كالاتي:
صفر% للعام الأكاديمي 2019/20
1.5 % للعام الأكاديمي 2018/19
وهكذا، تم تخصيص مجمل الزيادة تقريبا للعام الأكاديمي 2019/20 و60% من زيادة العام الأكاديمي 2018/19 للمساعدة الاجتماعية".
ولفتت الجامعة الى أنها "قررت السماح بدفع كامل رسوم الأقساط الدراسية بالليرة اللبنانية، بمعدل سعر الصرف الرسمي الساري في يوم الدفع. وهذا القرار يعني انخفاض متوسط ايرادات الجامعة بحوالي 20%"، مؤكدة أنها "من خلال Fondation USJ، لا تألو جهدا من أجل جمع الأموال (fundraising) التي من شأنها زيادة مقدار المساعدة الاجتماعية".
وذكرت أنه "انطلاقا من واقع هذه الأرقام، من السهل أن نشهد بأن أي تخفيض في الأقساط الدراسية سيكون له تأثير مباشر على: ميزانية المساعدة الاجتماعية التي سيتم تخفيضها وفقا لذلك، ميزانية الجامعة التي ستنخفض أيضا أكثر فأكثر بالإضافة إلى انخفاض متوسط الايرادات المذكورة أعلاه بنسبة 20 %، مداخيل ما يقارب 2000 أسرة تابعة للجامعة. كما هناك أيضا التأثير غير المباشر على آليات تطوير الجامعة التي تعتمد على الحفاظ على الموارد البشرية المؤهلة تأهيلا عاليا، وكذلك على البنى التحتية والهيكليات والمعدات ذات الجودة العالية".
على صعيد آخر، أعلنت الجامعة أن رئيسها "أعلم مؤخرا، الهيئات الطلابية التي اتصلت به لهذا الغرض، أن كل طالب يواجه صعوبات بدفع الأقساط الدراسية المتوجبة عليه يمكنه الاتصال به أو بدائرة الخدمة الاجتماعية ليتم درس حالته في أسرع وقت ممكن، واتخاذ التدابير المناسبة".
وطنية - الكورة - وقعت جامعة البلمند مذكرة تفاهم في مجال النقل الذكي مع شركة "WeGO" الرائدة في مجال النقل العام، من أجل تطوير نظام جديد لإدارة البنى التحتية والنقل الذكي (ITMS) ليتم تنفيذه في جبيل، كسروان، المتن والكورة في المقام الأول قبل التوسع في جميع أنحاء لبنان.
وجاء توقيع هذه الاتفاقية، في إطار سعي جامعة البلمند الدائم لوضع قدرتها العلمية والتكنولوجية في خدمة المجتمع المحلي، وتتضمن آلية العمل مع مركز نظم المعلومات الجغرافية في جامعة البلمند لاعتماد أحدث التقنيات.
وقع على الإتفاقية، كل من المدير العام للشركة هنري بو شديد، ونائب رئيس جامعة البلمند للشؤون الدولية البروفسور رامي عبود، في حضور النائب السابق الدكتور فادي كرم، الذي لعب دورا محوريا في إنجاز هذه الاتفاقية، بالاضافة الى عميد كلية عصام فارس للتكنولوجيا بالوكالة الدكتور إيلي كرم، ومديرة مركز GIS الدكتورة أمل ايعالي وعدد من الإداريين.
كما جرى توقيع اتفاقية تعاون بين مركز نظم المعلومات الجغرافية في جامعة البلمند وبلدية بتوراتيج في الكورة، بهدف تطوير خرائط ذكية تربط جغرافية القرية بالمعلومات الاجتماعية والاقتصادية المفضلة التي تم جمعها من خلال مسح ميداني.
وقع على الإتفاقية كل من قائم مقام الكورة كاثرين كفوري بصفتها قائم بأعمال البلدية، والبروفسور رامي عبود، في حضور عميد القبول والتسجيل وشؤون الطلاب بالوكالة الدكتور وليد مبيض، وايعالي وعدد من الإداريين.
وأشاد عبود بهاتين الاتفاقيتين، مشيرا إلى أنها تأتي في سياق سعي جامعة البلمند لدعم مبادرات الريادة التكنولوجية، مشددا على أهمية نقل التكنولوجيا والأبحاث من المختبر إلى المجتمع، حيث توضع موارد الجامعة في خدمة لبنان.
وطنية - فاز لبنان بميدالية ذهبية في "المعرض الهندي الدولي للاختراعات" عن ابتكار Tablet To Table لرئيس مركز تقنيات المعلوماتية المتطورة ACT Center المبتكر ربيع بعلبكي، الذي مثل الهيئة الوطنية للعلوم والبحوث في المعرض. ويجسد هذا الابتكار منهجيتي التعليم التطابقي والتناغمي عبر استخدام أدوات وبرمجيات تكنولوجية تفاعلية.
امتد المعرض، الذي أقيم في مدينة حيدر آباد الهندية، من 1 إلى 3 كانون الأول، واستضاف 300 مشروع واختراع من 30 دولة مختلفة من كل أنحاء العالم.
ورافق بعلبكي مسؤول لجنة ريادة الأعمال للشباب في innovation and Entrepreneurs incubator iEi حسين أيوب، وعقدا اجتماعات عدة مع رئيس جمعية المخترعين الهنود والعديد من المبتكرين ورجال الأعمال الدوليين، لا سيما في مجالي الذكاء الاصطناعي وتكنولوجيا التعليم. وتستمر زيارتهما حتى 10 الحالي، حيث سيشاركان منظمة النخب للأرقام القياسية في عملية تحكيم تحطيم رقمين قياسيين خلال مشاركة أكثر من 975 مدرسة في مهارات إبداعية لحوالى مليون ونصف مليون تلميذ.
وكانت منظمة النخب للأرقام القياسية وقعت مذكرة تفاهم خلال فعاليات مباراة العالم 2019 في نيسان الماضي مع الهيئة الوطنية للعلوم البحوث، التي تشارك في معارض الاختراعات الدولية للمساهمة في ترويج الابتكار اللبناني، لا سيما من رواد التكنولوجيا الشباب.
وطنية - حل الفريق اللبناني المؤلف من الطلاب قمر غندور وكريم رضى من الجامعة اللبنانية كلية الهندسة الفرع الثالث - الحدت، وزميلهم رامي القادري من جامعة AUST، بالمرتبة الاولى في التصفيات النهائية لمسابقة هواوي لتقنية المعلومات والاتصالات في الشرق الأوسط 2019 التي أقيمت في مقر الشركة الرئيسي بمدينة شينزن في الصين".
وعقد نائب رئيس الشركة للعلاقات العامة والإعلام جو كيلي مؤتمرا صحافيا أوضح خلاله انه "تم هذه السنة استثمار مبلغ 17 مليار دولار في قطاع البحث والتطور، وهذا ما يجعل شركة هواوي في المرتبة الخامسة عالميا في هذا الاطار".
واوضح ان هواوي "موجودة في 170 دولة، وهي اليوم في المرتبة 62 عالميا في المؤشر العالمي لافضل العلامات التجارية، واول شركة صينية تدخل هذا المؤشر، كما وحلت في المرتبة 12 لمؤشر افضل قيمة مالية للعلامة التجارية".
وقال: "ان السوق الاول لمنتجاتنا هو الصين وفي المرتبة الثانية أوروبا والشرق الاوسط وأفريقيا الامر الذي يشكل 25% من عائداتنا، اما الأقل اهمية فهو السوق الاميركي".
فاتن الحاج ــ الاخبار ــ في تهريبة موصوفة، ومن دون تشاور أو طلب رأي المعلمين أو نقابتهم، قرّر عدد من المدارس الخاصة، نهاية الشهر الماضي، إعطاء نصف راتب، أو جزء بسيط من الراتب، أو عدم دفع الرواتب من الأساس! بحجة الأحوال الاجتماعية والاقتصادية، أنزلت الإدارات، في توقيت واحد، عقاباً جماعياً في المعلمين بصرف النظر عن وضع كل منها وما إذا كانت تعاني من تعسّر مالي أم لا . انقضّ بعضها على الحقوق، رغم الإقرار بتسديد معظم الأهالي للدفعتين الأولى والثانية من القسط الأول. وهي بذلك، بحسب رئيس نقابة المعلمين رودولف عبود، تعمد إلى المتاجرة بالمعلم والتلميذ والأهل، في تجاوز للقوانين التي تفرض عليها الالتزام بعقود المعلمين وشروط عملهم.
لم تتردد بعض الإدارات في تهديد المعلمين بخسارة عملهم إذا اعترضوا على تدبيرها. علماً أن العلاقة بين المعلمين وإدارات المدارس وخصوصاً المنضوية ضمن اتحاد المؤسسات التربوية الخاصة، «لم تكن سليمة وإيجابية»، كما قال عبود، على خلفية عدم تطبيق قانون سلسلة الرتب والرواتب بكل مندرجاته. لذلك، «لم يكن سهلاً على الإدارات إقناع المعلمين بالتدابير المتّخذة من باب التضامن والتضحية والتنازلات العادلة والمتوازنة». وسأل عبود المدارس: «ماذا سلّفتم المعلمين لتفرضوا عليهم تقبّل ما لا ذنب لهم فيه؟».
مصادر بعض المعلمين قالت إلى «الأخبار» إنّ إدارات المدارس «تضعنا مجدداً في مواجهة الأهالي، تماماً كما حصل يوم تطبيق السلسلة، وتستخدم رواتبنا كورقة ضغط، فيما علاقتنا هي مع الإدارات التي أبرمنا معها عقودنا ولا علاقة لنا بما إذا سدّد الأهل الأقساط أم لا». ووفق المصادر، «هناك مدارس افتعلت الأزمة، فيما ليس لديها ولدى الأهل أي حجة مالية وأكاديمية لعدم تسديد الحقوق. فإقفال بعض المدارس لبضعة أيام كان قسرياً ولا يندرج ضمن مسؤولية المعلمين، وقد بدأ التعويض فعلاً بساعات بعد الظهر أو أيام السبت أو تقليص عطل الأعياد».
رغم هذا كله، لم يعلن النقيب في مؤتمره الصحافي أمس إضراباً عاماً مركزياً في كل المدارس، باعتبار أن التعاطي «سيكون على القطعة»، لا سيما أنّ بعض إدارات المدارس أعطت المعلمين حقوقهم القانونية كاملة. لكنه أكّد، في الوقت نفسه، توفير الغطاء النقابي للمعلمين، في مواجهة التدابير المُجحفة للإدارات، بما في ذلك التوقف عن التدريس والإضراب. وطلب من المعلمين إعلام النقابة خطياً بقرارات جمعياتهم العمومية كي تقدم لهم الدعم المعنوي والقانوني. وتمنى، في المقابل، على وزارة التربية تسديد المنح المدرسية للمدارس المجانية، وعلى الأهل المساهمة العملية في حل هذه المشكلة من خلال تسديد ما تيسّر من القسط المدرسي المستحق.
ونقل عبود أجواء الاجتماعات التي عقدها وزير التربية أكرم شهيب، أمس، مع نقابة المعلمين واتحاد المؤسسات التربوية الخاصة واتحادات لجان الأهل، لجهة تشكيل لجنة طوارئ ستعقد اجتماعات يومية للخروج بحلول موضعية بشأن مصير العام الدراسي والامتحانات الرسمية. وقال إنه طلب التشديد على أن رواتب المعلمين حقوق قانونية يجب أن تُدفع لهم بالكامل، وفي حال التعسر يجري الاتفاق بين الإدارات والمعلمين على آليات الدفع، كلٌّ بحسب وضعه.
وطنية - عقد نقيب المعلمين في المدارس الخاصة رودولف عبود مؤتمرا صحافيا، بحضور المجلس التنفيذي للنقابة لمناقشة خطط التحرك، احتجاجا على حسم 50 في المئة من رواتب الأساتذة في المدارس الخاصة.
واستهل عبود المؤتمر قائلا: "نطل عليكم اليوم لإطلاع الرأي العام التربوي والوطني على بعض الأمور التي تجري والتي تفقد رسالتنا التربوية بعض نبلها ورفعتها وذلك للأسف الشديد، بمساهمة بعض المسؤولين من أركان التعليم في لبنان".
وقال: "سنذكر بداية بأن القوانين والتشريعات الخاصة بالتعليم بشكل عام، والتي تعنى ايضا بالتعليم الخاص، ما زالت هي هي، من دون تعديل أو إلغاء، وستبقى كذلك بإرادة الزميلات والزملاء ممن يتعبون ويعملون من دون كلل، ومهما كانت ظروفهم القاهرة، من أجل طلاب العلم، أجيال الغد. لذلك، أقول: لن ينجح الساعون الى إلغاء حقوق المعلمين في مسعاهم، مهما حاولوا الضغط على المعلمين وعلى الأهل وعلى التلاميذ".
اضاف: "منذ إقرار القانون 46 ونشره صيف عام 2017 وحتى اليوم، لمس المعلمون أن إتحاد المؤسسات التربوية الخاصة لم يكترث البتة لحقوقهم بدل أن يشعرهم بالممارسة أنهم شركاء بالعملية التربوية. ومن أبرز الأمثلة على ذلك:
- متاجرة بعض أصحاب المدارس الخاصة بالمعلم والتلميذ والأهل.
- رفض مسؤولي المدارس الخاصة في لبنان تطبيق القوانين المرعية الإجراء وخصوصا القانون 46 بكامل مندرجاته.
- بدعة "دفعة على حساب" تعويض المعلم أو راتب تقاعده في صندوقي التعويضات والتقاعد خلافا لكل القوانين التي تحكم عملهما.
- تملص ممثلي إتحاد المؤسسات التربوية في مجلس إدارة هذين الصندوقين من الأحكام القضائية التي كرست حقوق المعلمين المدرجة في القانون 46.
- غياب أي إيجابية من قبل إتحاد المؤسسات التربوية مع محاولات نقابة المعلمين لتطبيق القانون 46.
- غياب أي تنسيق بين نقابة المعلمين وإتحاد المؤسسات التربوية الخاصة.
- حرمان جزء كبير من المعلمين من تعويضاتهم أو رواتب تقاعدهم".
وتابع: "بدأنا السنة الثالثة منذ إقرار سلسلة الرتب والرواتب الجديدة والسجال مستمر مع إتحاد المؤسسات التربوية الخاصة في لبنان".
واعتبر ان "نصف الراتب جزء بسيط من الراتب أو حتى لا راتب على الإطلاق وهذا ما فعلته إدارات بعض المدارس نهاية الشهر الماضي من دون تشاور أو نقاش أو طلب رأي المعلمين أو نقابتهم أو حتى الوقوف على خاطرهم".
وتساءل: "لماذا "فش الخلق" بالمعلمين وجعلهم "كبش محرقة" أخطاء إداراتهم، وما هو ذنب المعلمين في سوء الإدارة المالية لتلك المدارس وتقصيرها عن ضمان حقوق المعلمين المادية، ألا تطال الازمة الاقتصادية المعلمين، وهل المعلمون محصنون من تداعياتها؟ هل حصلوا على حقوقهم المعنوية والمادية على مدى السنوات الثلاث المنصرمة منذ صدور القانون 46؟".
اضاف: "لماذا تطبق هذه التدابير الآن وفي توقيت واحد، وهل صحيح أنه الحل الأوحد لتجاوز ما يدعونه أزمة اقتصادية ومالية قاهرة أم إنهم إستسهلوا الانقضاض على حقوق المعلمين، لا بل على القوانين التي تفرض عليهم الالتزام بعقود وشروط عمل المعلمين ولماذا لا يصار الى استعمال ما يفرضه قانون تنظيم الموازنة المدرسية، أي القانون 515، من مدخرات مالية تحت مسميات عديدة يعرفها مسؤولو المدارس؟".
وتوجه الى المعلمين قائلا: "مستمرون الى جانبكم في القرارات كافة التي ستتخذونها دفاعا عن حقوقكم التي ترعاها القوانين اللبنانية بما فيها التوقف عن التدريس والاضراب. وسيبقى المجلس التنفيذي للنقابة مواكبا وداعما لقضيتكم المحقة بكل ما يملك من وسائل قانونية وشرعية. وهذا أضعف الإيمان تجاهكم. وسنبقى على استعداد لتقديم الدعم المعنوي والقانوني اللازمين لما تتخذونه من سبل قانونية لمواجهة هذا التدبير المجحف".
وطالب المعنيين "بتسديد المنح المدرسية العائدة للمدارس المجانية"، وتمنى على المعلمين "التعاون الى حد التضحية مع إدارتهم المدرسية"، كما تمنى على الأهل "المساهمة العملية بحل هذه المشكلة الكبرى من خلال تسديد ما تيسر من القسط المدرسي المستحق".
وختم مؤكدا على "ثابتتين: اولا نقابة المعلمين لكل المعلمين، وهي السند الداعم لحقوقهم، ثانيا النقابة حريصة كل الحرص على نجاح العام الدراسي الجاري".
وطنية - اعتبر المكتب التربوي في "التنظيم الشعبي الناصري" في بيان، انه "لم يعد خافيا على أحد بأن الأزمة المالية الحاصلة في المدارس الخاصة باتت مستفحلة بشكل كبير وتهدد الكادر التعليمي وتؤثر على مستقبل الطلاب"، مشيرا الى ان "المعلم هو الدعامة الرئيسية للصرح التربوي، ورسالته التربوية والإنسانية هي محط ثقة واهتمام، وحقوقه المشروعة المقدسة هي واجب والتزام، وأي خلل من شأنه أن يحد من عزيمته وجهده في العمل".
واعلن "التضامن الكامل مع المطالب المحقة للمعلمين، والتأييد للاضراب التحذيري الذي دعا إليه المعلمون في جمعية المقاصد الخيرية الإسلامية في صيدا".
وطالب "نقابة المعلمين في المدارس الخاصة بالتحرك من أجل إنصاف المعلمين وإعطائهم حقوقهم المشروعة".
متعلمو البزنسون في الكفور شاركوا إلى جانب مدارس كاثوليكية في مسابقة ايطالية
وطنية - جونية - شارك متعلمو "مدرسة القديسة جان انتيد" لراهبات المحبة - البزنسون في بلدة الكفور - فتوح كسروان، إضافة الى الكثير من المدارس الكاثوليكية اللبنانية، الى جانب متعلمين من مختلف اقطار العالم، في المسابقة العالمية التي نظمت من DFC GLOBAL في ايطاليا.
وقدم متعلمو البزنسون اقتراحا لحل المشاكل البيئية في لبنان، وانطلقوا من الحل الاساسي والاهم وهو إعادة التدوير.
وأشاد الامين العام للمدارس الكاثوليكية الاب بطرس عازار بهذه المبادرة "التي تبعث الامل للجيل الطالع، في تخطي العوائق التي تواجه لبنان". وتمنى ان "يسمع صوت طلاب لبنان الحضاري في انحاء العالم، وان يؤمن لهم جو ملائم مثمر، بهدف الحصول على مستوى راق في رسالة التربية والتعليم".
جعفر المهاجر ــ الاخبار ــ إنّ المادة الأوّلية، التي يبني منها المؤرّخ كتابته أو يصوغ منظوره التاريخاني، هي أُولى الإشكاليات التي عليه أن يواجهها برأيي. ثم إنّ عليه أيضاً أن يُبيّنها فوراً للقارئ، لأنها تُبيّن له قيمة المُستندات التي يعتمدها، وسيكون لها أبعد الأثر على البناء الذي سيشيّده منها. كذلك، سيكون عليه أن يأخذ بعين الاعتبار وجاهتَها ورُتبتَها في سلسلة المواد التي بين يديه. بين أولى وثانوية، لكلٍّ منها موقعه ووظيفته بين دليل مستقل وبين مؤيّد له.
فمن المواد الأولية الأُولى من حيث الرتبة، روايات الشهود عن مُعاينة أو سماعٍ مباشر، ووثائق من الدرجة نفسها (مُدونات، سجلّات، نقوش، رقائم، مُذكّرات، سيرة ذاتية... إلخ). ومن الثانويّة الأدنى رتبة، الروايات والمدوّنات المتأخّرة عن زمن الحدَث، شفَهيةً كانت أم كتْبيّة، والمرويات الشفوية غير المنسوبة، وإن تكُن هذه أحياناً ذات قيمة عظيمة، خصوصاً في التأريخات البعيدة.
وعلى كل حال، فإنّ من المعلوم أن قيمة المصادر الأولية تفوق من حيث المبدأ الثانوية منها. لكنّ هذه قد تكون عظيمة النفع أحياناً، بوصفها مؤيّدات أو معارضات لِما أتت به بعض المصادر الأولية، خصوصاً حيث تختلف هذه في معطياتها أو في بعضها. وعلى كل حال، ومهما تكن قيمة المصادر الأولية التي يأخذ المؤرّخ عنها من حيث المبدأ، فإنّ عليه أن يأخذ بعين الاعتبار دائماً موقع الراوي أو الكاتب وموضوعيّته وحياده وكفايته في فهم الأحداث وروايتها. ومن الغنيّ عن البيان، أنّ علينا أن نكون حذرين جدّاً في ما يأتينا به راوٍ أو كاتب، نعرف أنّه يولي التزامه السياسي أو المذهبي أو النسَبي أو الشخصي اعتباراً غالباً على مادة وأُسلوب عمله.
وبفضل التقدّم الكبير وارتفاع درجة الاهتمام، واتّساع العمل على الآثار المادية القديمة، حصل تقدّمٌ مُوازٍ في درجة معرفة الإنسانية بعضَ الحضارات القديمة المُندثرة. آخر إضافةٍ إلى تلك المواد الأولية للكتابة التاريخية، بدأت في العقود الأخيرة باستفادة المؤرّخين من التقدّم الكبير في تقنيات تحليل الحمض النووي للبشر، في معرفة الأُصول البشرية. قدّمت للمؤرّخين معلوماتٍ جمّة وقوية عن وجوه اندماج الجماعات البشرية وتشعّباتها وهجراتها منذ أقدم العصور. فهذه على نحو الإجمال ما عليه العمل بين المؤرّخين في ما سمّيناه المادةَ الأولية التي يُركّب منها المؤرّخ رؤيتَه أو منظورَه التاريخاني. أوردناها على سبيل التمهيد، للتعريف بما نرى فيه مادةً أولية إضافية على كلّ ما ذكرناه، نرى أنّها لم تحظَ بالاهتمام الذي تستحقّه بوصفها مادةً أوليةً موثوقةً أو مقبولة لكتابة التاريخ.
(2)
نعني بهذه المادة الأوّلية المنكورة الأسماء، أسماءَ الأشخاص والجماعات، وأسماء المواقع الجغرافيّة والطوبوغرافيّة، ذلك أنّ هذه الأسماء إنّما توضع مبدئياً ابتغاء تمييز موضوعاتها بعضها عن بعض. لكنّ اختيارها يخضع لاعتباراتٍ كامنةٍ آتيةٍ من الثقافة السائدة أو الحالة التاريخية التي كانت عليه موضوعاتها، آن وضع تلك الأسماء. وبذلك، تتجاوز الغايةَ الأولية منها، لتغدو أوعيةً يودع فيها الناس جانباً أو عنصراً أو أكثر من جوانب أو عناصر هويتهم أو تاريخهم. ستظهر قيمتُها في ما بعد أن تضيعَ هذه أو تُنسى، ولا يبقى منها إلا ما هو مودَعٌ في بعض هاتيك الأسماء.
هو ذا ما قد يمنحها في ما بعد قيمةً خاصةً بالنسبة إلى المؤرّخ الإنساني. والحقيقة أنّ هذا البحث ما هو إلا نتيجةٌ لِما تراكم لدينا من تجارب جمّة في هذا النطاق. ولطالما وصلنا عبرَ أسماء بعض البشر أفراداً وجماعاتٍ، وأسماء المواقع الجغرافية والطوبوغرافية، إلى نتائج تأريخية، ما كان يمكن أن نصل إليها عن أيّ طريقٍ آخر، للافتقار إلى النصوص التي تتّجه مباشرة إلى إشكالية البحث الذي نعالجه، وسنقفُ عليها أدناه، غالباً، لأنها لم تكُن موضع عناية أو ملاحظة من الذين سجّلوا تاريخنا، الذي تغلُبُ عليه الصفة السلطويّة. وبذلك يبتعد مسافة مناسبة عن الصفة الإنسانية، التي منها تلك الأسماء وما قد يكون فيها من دلالات.
الأمر الجامع بين الطريقتَين البلدية الفارسية والمهنية الشامية هو الحاجة إلى التعريف الوافي بالشخص
إن الأسماء، سواء كانت للبشر أفراداً وجماعات، أو للأماكن والمواقع، هي خصوصية بشرية قادمة من خصوصية اللغة بهذا الإنسان، (أولاد آدم) بحسب الأنثروبولوجيا الإيمانية، والـ(homosapiens) بحسب الأنثروبولوجيا العلمية، من دون كلّ ما نعرفه من مخلوقات. وجه أهميّتها المُطلقَة أنّها تستحضر المُسمّيات استحضاراً رمزيّاً، أي دونما حاجة إلى حضورها أو استحضارها موضوعياً. لكنّها، بالإضافة إلى ذلك، أوعية يودع فيها الناس عفواً جانباً من خصوصيّتهم الثقافية، أو ملمحاً من ملامح حالتهم التاريخية. فنحن حين نسمع اسم أيّ إنسان قد نعرف عفواً بعض خصوصيّاته: منبته، مواصفات البيئة الثقافية أو الجغرافية أو الاجتماعية التي ينتمي إليها من حيث المنبت أو النسب أو اللغة أو الدين والمذهب... وكلّما كانت معلوماتنا بأحد هذه الشؤون أغنى، كلّما كانت استفادتنا من الأسماء أوسع وأكثر دقّة. مثلاً، إن نحن عرفنا من شخصٍ أنّ اسمه عبد الحسين، فإنّنا سنعرف عفواً، على نحو الترجيح القوي، أنه مسلم شيعي. وإذا كان اسمه حنّا، فالأرجح أنه مسيحي كاثوليكي، وأنطوان مسيحي أرثوذكسي. والأمثال على ذلك لا تنتهي، سواءٌ في أسماء البشر أو في أسماء المواقع، وما من داعٍ لإيراد المزيد من الأمثال في ما يخصُّ المواقع والأماكن، اعتماداً على ما سنأتي عليه منها في عمود البحث.
(3)
ولعلّ من أطرف الشواهد على العلاقة بين أسماء البشر وبين جانبٍ من مواصفاتهم العملية، ما لاحظناه من النِّسَب المُلحقَة بأسماء الأشخاص في منطقتين ثقافيّتين عريقتين، هما المنطقة الثقافية الفارسية (إيران، بلدان آسية الوسطى، أذربيجان، المناطق الإسلامية من شبه القارة الهندية)، وبين المنطقة الشامية. ذلك أننا لاحظنا أنّ الأُولى منهما تغلب عليها نسبة الأشخاص والأُسرات إلى البلدان التي وُلد المُسمَّون أو نشأوا أو عاشوا فيها: قُمّي، طهراني، قزويني، تبريزي، خويي، لكهنوي... إلخ، بحيث أنّ من النادر أن تجد هناك من يُنسب إلى غيرها. أمّا المنطقة الشامية فالغالب عليها النسبة إلى المِهَن: نجار، حداد، صائغ، فحّام، صابونجي... أمّا النسبة إلى البلدان فقد توجد نادراً فيها. هنا، لاحظنا أنها إنّما تدلُّ على أنّ المنسوب من المُنتقلين إلى البلد الذي يعيش فيه من بلدٍ غيره، فعندما نجِـدُ في دمشق، مثلاً، أُسرةً منسوبةً إلى بعلبك (البعلبكي)، فهذه إمارة قاطعة، أو قوية على الأقل، تدلُّ على أنّها بعلبكية الأصل، كانت قد تحوّلت في الماضي إلى سُكنى موطنها الحالي.
هذه الملاحظة قد تكون أحياناً ذات أهمية كبيرة للمؤرّخ الإنساني، الذي من جملة اهتماماته رصد الحركات السكانية بين البلدان، وتأثيرها على صورة المجتمع، وعلى مادتها التي تشكّلت في الماضي. ومن الواضح أنّ هذا القبيل من النِّسَـب وما شابهها تنطوي على تسجيلات ضمنية لحركة سُكانية، شرط أن تكون من حجم يصلح لأن يُعبّر عن حركة حقيقية، أي ليست حالةً فردية صغيرة قد تكون خاضعة لأسباب شخصية بحتة، إن نفعت فبكتابة سيرة شخصية عند اللزوم وليس أكثر.
مهما يكُن، فإنّ علينا، بما أنّنا نبحث عن الأسرار الخبيئة في الأسماء، أن نتساءل: ما هو السرّ الخفيّ الكامن وراء تلك الظاهرة بوجهيها؟ ما هو السبب الذي جعل أهل المنطقة الثقافية الفارسية يؤثرون الانتساب إلى بلدانهم، في حين آثر الشاميّون الانتساب إلى مهنهم؟
في الجواب نقول:
ما هو بغنى عن البيان، أنّ الأمر الجامع بين الطريقتَين، البلدية الفارسية والمهنية الشامية، والحافز الداعي لتذييل أسماء الناس إجمالاً بصفة عامّة، بعد الأوصاف الشخصية الخاصة (الاسم واسم الأب مثلاً)، هو الحاجة إلى التعريف تعريفاً وافياً بالشخص في كلّ وجوه شبكة علاقاته، الأمر الذي تؤدّيه اليوم بنحوٍ أدقّ بكثير بطاقات الهوية، جوازات السفر، بطاقات المصارف، البطاقات المهنية، التي لا يستغني أحدُنا اليوم عن حملها في حلّه وترحاله. ومن ذلك في تاريخنا، أنّه كان من دأب أسلافنا الأعراب، حين يلتقي أحدهم بآخر لا يعرفه، أن لا يكتفي أو يهتم بمعرفة اسمه الشخصي، بل يطلب منه أوّل، وقبل أي حديث، أن ينتسب له بذكر اسم قبيلته. وعلى ضوء ما قد عرفه كلا الاثنين من نسب صاحبه، تنبني العلاقة بين الاثنين، ودّية أو حيادية أو حذِرَة.
والذي يلوح لنا أنّ الفارق الثقافي، في هذا الشأن، بين الاثنين الفارسي والشامي، يرجع إلى فارقٍ سياسي، ذلك أن الشامية منهما كانت، بعد انهيار الدولة الإسلامية الجامعة، ذات صفة مركزية حاضرتها دمشق. فلم يكُن ثمّة من فائدة أو فارق بتعريف الشخص ببلده، لأن كلّ أهلها سواءٌ بالاعتبار السياسي ــ الاجتماعي. وفي حين كانت تنظيمات السوق قويةً فيها، فهي مصنّفة مهنياً: سوق الصاغة، سوق الحدّادين، سوق المناخلية، سوق السروجية (صانعو السروج)... كما لا تزال بعض أسمائها في دمشق اليوم، حتى بعدما زالت مقتضياتها، بل كان لكل سوق منها مرجعٌ مهني يحمل لقب (شيخ السوق)، له سلطة مرجعية احترافية مطلقة على أقرانه المهنيين. فمن هنا كان تذييل اسم الشخص بذكر مهنته، ينطوي على تعريف كافٍ بالمُسمّى وبمرجعيّته، بل وقد يساعد على معرفة محل عمله.
أمّا في إيران، قلب الثقافة الفارسية، فكانت في الفترة نفسها تفتقر إلى الصفة المركزية الجامعة سياسياً، بل مضت عليها فترة طويلة من الزمان انحدرت فيها الهوية الجامعة، لتمنح محلّها الدول ــ المدن، حيث كلُّ مدينة كبيرة كانت دولةً قائمة بنفسها من حيث نظام الحكم السائد فيها المُتغلّب عليها وفي نطاقها. فكان الانتساب إلى المدينة كافياً في التعريف بالمُسمّى، بل سرى هذا التقليد حيثما وصلت الثقافة الفارسية من ثلاث جهاتها، ربما على سبيل تقليد الغالب. واستمر ذلك حتى بعدما زالت مقتضياته، منذ قيام النهضة الصفوية وحتى اليوم، لأن الاستمرار هو سيّد التاريخ. وكم لذلك من أمثال، من ذلك كلمة «أبي» في أسماء الأُسرات في جبل لبنان الشمالي.
(4)
الكُنية (أبو...) ممّا يتبادله الناس في مخاطباتهم على سبيل التحبُّب والتودّد. وهي تتركّب عادةً اليوم من «أبو» مُضافةً إلى اسم ابن المخاطَب البكر. هكذا، عندما نُخاطب شخصاً بكنيته فهذا يُلمحُ إلى أننا نعرفه بما يكفي، ونعرف من خصوصياته الأُسرية التي لا تُحتشَم اسم أكبر أبنائه، بخلاف اللقب الذي يأتي للتعظيم أو عكسه، واستعماله في المخاطبات ينطوي على موقفٍ مناسبٍ من المخاطَب. والكُنى في أسماء الأُسرات من خصوصيّات المنطقة الشامية، شائعةٌ جداً فيها، يبدو أنّ أصلها كنية لشخصٍ ثم قد تسري وتبقى من بعده في نسله، وهي تُعامَل عندهم مُعاملة المبني على الضمّ دائماً (أبو). موضع الملاحظة هنا، أن منطقة جبل لبنان الشمالي حصْراً تختصُّ، من بين كلّ أنحاء المنطقة إجمالاً، بأنّ الجزء الأول من الكنية (أبـ...) تُعامَل أيضاً فيها معاملة المبني، ولكن غالباً جداً على الكسْـر (أبي)، بحيث نجدُ فيها مئات الأُسرات التي تحمل اسم (أبي) مُضافةً إلى اسم شخص. لكننا ما إن نعبر الطريق القديم، الفاصل بينه وبين جبل لبنان الجنوبي، المعروف قديماً وحديثاً باسم طريق الشام، فإننا لن نجد هذه الـ(أبي) إلا نادراً جداً.
إذن، المُلاحظة هنا من شقّيَن:
ــ كثرة الكنى كثرة فاحشة في أسماء الأُسرات في جبل لبنان الشمالي، خلافاً لكلّ ما نعرفه من المنطقة الشامية إجمالاً.
ــ إن هذه الكُنى في أسماء الأُسرات فيها تأتي غالباً جداً بصيغة (أبي...).
لكنّنا قد نجد (أبي) نادراً جداً أيضاً في غير جبل لبنان الشمالي، ومثال ذلك أُسرة (أبي رعد)، التي نجدها في بزيزا قضاء الكورة في الشمال وفي الدامور الساحلية الجنوبية ــ مسيحيّتين ــ وفي شمسطار بسهل البقاع ــ شيعية. وأُسرة (أبي راشد) التي نجدها في بجدرفِل في قضاء البترون الشمالي، وفي بِسْري في قضاء جزّين في الجنوب. وبمزيدٍ من البحث، قد نجد حالات مُشابهة. ومع ذلك، فإن هذه الحالة تبقى نادرة بالقياس إلى المئات المنسوبة إلى (أبي..) في جبل لبنان الشمالي. لذلك، فإنّه ما من فائدة من البحث عن أمثلةٍ إضافية. وتفسير هاتين الحالتين الشاذتين سهلٌ جداً، وذلك بافتراض أنّهما من الكورة والبترون، نزحتا إلى منطقتَي جزّين والبقاع. والحركة السكانية بين أنحاء ما هو اليوم لبنان السياسي أمرٌ معروف، حيث سرعان ما قد يتحوّل النازحون إلى ما يتناسب مع الوعاء الديني لوطنهم الجديد. ولعلّ أنموذج أُسرة أبي رعد مثالٌ على ذلك.
لم يلبث الهمدانيون الحضارمة أن هبطوا من الأعالي إلى طرابلس الخالية بعدما ارتفع عنها التهديد الرومي البحري
بهذا البيان نصِلُ إلى تحديد إشكالية البحث بالسؤال التالي: ما هو السرّ الكامن في هذه الخصوصية؟ لماذا لا نجدُ (أبي) غالبةً في أسماء الأُسرات إلا في جبل لبنان الشمالي؟ الجواب خبيءٌ، ولا ريب عندنا، في التاريخ الخاص للمنطقة، وبالتحديد في التبدّلات السكانية الجذرية، التي خضعت لها غير مرّة في ماضيها، فنقلتها مرّةً بعد مرّة من حالٍ إلى حالٍ غيره.
فمن المعلوم، أولاً، وكما في كلّ حالةٍ من تبدّل سكاني مُماثلة، أنّ بصماته لا تضيع نهائياً من صفحة الجماعة، بل تبقى وإن مُتنكّرة بهيئةٍ أو بغيرها، حيث سيكون على المؤرخ الإنساني الحاذق أن يقرأها وأن يضعها في موضعها الدّلالي المناسب. من هنا، فإنّ علينا أن نُلمّ بتلك التبدّلات السكانية، عسى أن نجد بينها ما يهدينا إلى حلّ إشكالية البحث.
وعليه نقول:
1 ــ إنّ هذه المنطقة (جبل لبنان الشمالي)، كانت قبل دخولها في دار الإسلام على حالة ممتازة من الازدهار، خصوصاً المنطقة الساحلية منها، حيث ظهرت المدينة المُثلّثة Tripolis التي تُعرف اليوم باسمٍ مُحرّف (طرابلس)، ومدينة Biblos (جُبيل) اليوم، التي تُعَدّ من أقدم المدن المسكونة في العالم، وتنسب إليها إنجازات حضارية، بات بعضُها ذا صفةٍ عالمية، إلى جانب قُرىً وبلدان منتشرة على الساحل والهضاب المواجهة.
2 ــ ثم إنّ الفتح الإسلامي أدّى، تدريجاً أحياناً، إلى حالة هروب جماعي لسكانها باتجاه المنطقة الروميّة، شهدنا مثلها في عامّة أنحاء البرّ الشامي إجمالاً. لكن يبدو أنّ سكان منطقة لبنان الجبل وساحله لجأوا إلى السفن، قاصدين السواحل الروميّة القريبة، مستفيدين من خبرتهم في الإبحار، التي يفتقر إليها الفاتحون. هكذا، خلت المنطقة من السكان أو كادت، الأمر الذي انتهى إلى حالة قطْعٍ تاريخي أُنموذجي شاملة، بحيث انغلق بابٌ على مسارٍ تاريخي، لينفتح بابٌ آخر على مسارٍ مختلفٍ غيره. وذلك أمرٌ لم يدركه اللبنانيون، الذين لم ينفكّوا عن العمل على الارتفاع بتاريخ مشروعهم السياسي حضارياً، إلى الشعوب والحضارات التي سبقت الفتح الإسلامي.
في هذا السياق، خلا قلبُ جبل لبنان الشمالي، أي ما هو اليوم قضائي كسروان وجبيل، من السكان تماماً. لا يعمره إلّا النُسّاك وأهل العرفان، بحيث اتّخذ منه شعراء التصوّف رمزاً للتنسُّك والبُعد عن الخلق، وطلباً لحياة خالصة للعبادة، مقطوعة العلائق بالخلائق.
3 ــ لكنّ هجرةً سكانية خرجت من الكوفة حوالى سنة 50 هـ/670 م، لتنزل في ما نزلته جبل الظنيين في أقصى شمال الجبل، المعروف اليوم باسم الضَنّية، على الهضاب المواجهة لمدينة طرابلس من شرقيّها ــ بدأت حركةً معاكسةً باتجاه الامتلاء. تلك هي الهجرة الهمدانية الكبرى (نسبةً إلى شعب همْدان اليماني الحضرمي)، التي نزلت نواحي عدّة من الشام، وكان منها مَن نزل منطقة البحث، لتبدأ منها حالة سكانية متدحرجة، استولدت تاريخاً لا يزال يتفاعل ويُنتج حتى اليوم.
4 ــ أُولئك الهمدانيون الحضارمة ما لبثوا أن هبطوا من الأعالي إلى مدينة طرابلس الخالية، بعدما ارتفع عنها التهديد الرومي البحري. ومع الوقت، نهضت المدينة بإمارة أُسرةٍ من الأُمراء العلماء بني عمّار الطائيّين، حيث باتت موطناً لجملة إنجازاتٍ حضارية ــ ثقافية متكاملة (سياسية وتنموية وثقافية)، بحيث يمكن حُسبانها درّة الزمان في ذلك الأوان.
5 ــ في آخر القرن السادس هـ/أوائل القرن الثاني عشر م، هجّـر الغُزاة الصليبيون أهل طرابلس جماعياً، فلجأوا بجموعهم إلى أقرب الجبال إليهم. وهكذا، امتلأ جبل لبنان الشمالي بالسكان، كما لم يمتلئ من قبل، حيث حاولوا إحياء ما قصمته صروف الزمان. وهكذا، برز في نواحي كسروان وجبيل، عددٌ من العلماء وأهل القلم.
6 ــ في أوائل القرن الثامن هـ/الرابع عشر م، شنّ العسكر المملوكي حملةً عسكرية على أهل كسروان ونطاقها، انتهت بتهجير أكثر الناجين من أهله إلى المناطق المجاورة شرقاً وجنوباً، ولم يبقَ منهم إلا باقية قليلة، من بعد تقلّب الأحوال في جبل لبنان الشمالي. فسيطر عليه التركمان فترةً قصيرة، ليُغادروه سريعاً باتجاه المناطق الساحلية الدافئة. وعلى الأثر، بدأت هجرة واسعة إليه من أعاليه الشمالية حاملةً جماعاتٍ مسيحية، كانت قد لجأت في الماضي إلى ما هو اليوم قضاءي زغرتا وإهدن، مُستفيدةً من حالة الفراغ السكاني.
في هذا السياق، بدأت حالة سكانية جديدة: الجماعات المسيحية تتكاثر بمزيدٍ من الهجرة إلى منطقتي كسروان وجبيل، وطبعاً بالتكاثر الطبيعي أيضاً، في حين أن البقية الباقية من السكان الأصليين تتناقص، بالتأثير المعنوي والعملي المتمادي لنكبة كسروان، حيث سقطت فيها أعدادٌ كبيرة من الرجال، بالإضافة إلى الذين هُجّروا إثر المعركة، أو اضطروا إلى الهجرة منهم بعدُ، بتأثير انهيار وضعهم السياسي ــ الاجتماعي.
بعد هذا البيان الإضافي، الذي خضنا فيه تحوّلاتٍ علقت أثناء ثمانية قرون من الزمان، أظن أن القارئ اللبيب قد بات آهلاً لأن يلمس ملامحَ حلّ إشكالية البحث، ذلك أنّه قد بات في وسعه أن يرى أن في قلب تلك التحولات، سواءٌ كان مُحرّكاً أساسياً لها أو موضوعاً لأعمال ومساعي غيره، تلك الجماعة الحضرمية التي نزلت مُبكّراً الأعالي الشمالية لجبل لبنان الشمالي، ثمّ عمرت ساحلَه المُقابل قروناً، ثم لجأت إلى قلبه، لتنتهي مِزَقاً في أنحاء ما هو اليوم لبنان السياسي. وما (أبي) الشائعة في أسماء أُسرات الجبل نفسه، إلا (أبا) الحضرمية، بعـدما تكيّفت مع اللهجة المحلية، التي تنحو إلى إمالة حرف الألف في النطق. وهي حركةٌ لا وجود لها في الفصيح، فحُلَّ الإشكال بكتبها في اللغة المُتفاصحة على ما هي عليه اليوم.
هكذا نصِل إلى نتيجةٍ واضحةٍ قويةٍ من شقّين:
ــ الأول: إن الاتساق التام بين جغرافيا انتشار الحضرميين في جبل لبنان الشمالي، قبل أن يتمزّق نسيجُهم السكاني، وبين الانتشار الحصري لـ(أبي) في أسماء الأُسرات في الجبل نفسه، دليلٌ قوي جداً على ما انتهى إليه بحثنا.
ــ الثاني: إن الكلمة في اسم الأُسرة دليلٌ لا يقلُّ قوّةً على أصلها الحضرمي.
ولا يستبعدنّ القارئ ثباتَ الكلمة على مرّ الزمان. فكم في اللغات الدارجة في مختلف الأقطار العربية من كلمات آتيةٍ من تاريخها البائد البعيد. كلماتٌ قبطية في مصر، وأُخرى من السريانية الشرقية أو الغربية في الشام والعراق. والأمثلة على ذلك كثيرة، يعرفها جيداً أهلُ الاختصاص.
* مؤرخ لبناني
بتوقيت بيروت