X
جديد الموقع
حزب الله يهنئ الشعب الفلسطيني على كسر قيود الاحتلال عن المسجد الأقصى المبارك
حزب الله: ما قام به أبناء عائلة الجبارين في القدس درس لأحرار الأمة..
الإمام الخامنئي: الجرائم بحق الشعب الايراني لن تزيده إلا كرهاً للادارة الأميركية وأذنابها بالمنطقة كالسعودية
بيان صادر عن حزب الله تعليقاً على اقتحام النظام البحراني لمنزل آية الله الشيخ عيسى قاسم
حزب الله يدين بأشد العبارات : الحكم ضد آية الله الشيخ عيسى قاسم جريمة
السيد حسن نصر الله يهنئ الشيخ روحاني بإعادة انتخابه رئيسا للجمهورية الاسلامية

التقرير التربوي اليومي :: التقرير الصحفي اليومي 21-11-2019

img

فيلتمان للبنانيين: خياراتنا أو الفوضى!

الأخبار ــ في الثاني والعشرين من آذار الماضي، كان وزير الخارجية الأميركي مايك بومبيو في بيروت، يهدّد اللبنانيين. وضعهم بين خيارين: إما مواجهة حزب الله، أو دفع الثمن. ما قاله بومبيو قبل 8 أشهر، كرره السفير الأميركي السابق (والأشهر) في لبنان، جيفري فيلتمان، أمام الكونغرس. قال ما معناه إن امام اللبنانيين خيارين: إما الالتزام بسياسات واشنطن، او الانهيار. وسياسات واشنطن تعني أيضاً الوقوف في وجه حزب الله (في شهادته، كرر فيلتمان كلمة حزب الله 49 مرة)، وإضعاف حلفائه في أي انتخابات مقبلة، وتأليف حكومة تكنوقراط

قدّم جيفري فيلمان رؤيته الخاصة بالوضع في لبنان. «ما يحدث مرتبط بالمصالح الأميركية»، هذا ما أكّده. وبدا الحراك في الكونغرس لافتاً، إذ التأمت اللجنة الفرعية للشرق الأوسط وشمال أفريقيا والإرهاب الدولي (أحد فروع لجنة الشؤون الخارجية في مجلس النواب الأميركي)، في جلسة بعنوان «ما هو التالي للبنان؟ دراسة الآثار المترتّبة على الاحتجاجات القائمة»، للاستماع إلى إفادة فيلتمان.

التظاهرات التي خرجَت في لبنان، منذ 17 تشرين الأول «لا تتعلّق بالولايات المتحدة». نبّه فيلتمان إلى ضرورة تجنّب ما من شأنه أن يصبّ التركيز على بلاده، لأن نتيجة ما يجري، راهناً، ستؤثّر على مصالح واشنطن، إن كان إيجاباً أو سلباً «في ما يمكن أن يشكّل لحظة محورية في تاريخ لبنان».

ثمّة وجهتَا نظرٍ شائعتان في الولايات المتحدة عندما يتعلّق الأمر بلبنان؛ الأولى رومانسية. أما بالنسبة إلى الثانية، فلبنان الذي عانى حرباً أهلية دموية، يُعدُّ قاعدة أماميّة خطيرة لإيران، تهدّد المصالح الأميركية في المنطقة وخارجها.

استعرض فيلتمان مدى تأثير «لبنان الصغير» على المصالح الأميركية بطرق كبيرة. الأكثر وضوحاً منها، هو «إسقاط إيران لدورها الإقليمي الخبيث» من خلال «حزب الله» الذي يمتلك قدرات متقدمة لتهديد إسرائيل وغيرها من حلفاء واشنطن. في الوقت ذاته، فإن خطر قيام الجماعات السنية المتطرفة بإنشاء معاقل لها في الداخل اللبناني قد تراجع إلى حدٍّ كبير، والفضل يعود لجهود الجيش اللبناني «المثيرة للإعجاب». من هنا، فإن تاريخ «حزب الله» والجماعات الإرهابية يوضح بما لا يدعُ مجالاً للشكّ، «مصلحتنا» في استقرار لبنان. بالنسبة إلى فيلتمان، أصبحت الحروب الأهلية بمثابة أدوات لتوسيع نفوذ إيران: من لبنان مروراً بالعراق وسوريا واليمن، حيث أنشأت الجمهورية الإسلامية جذوراً عميقة بات من الصعب التغلّب عليها. كذلك، أبدى قلقه من توسّع الدور الروسي «العدواني» في الإقليم والمتوسط، ومن كون هذه الأخيرة تضع لبنان نصب أعينها كمكان لمواصلة دورها المتصاعد. للدلالة على وجهة نظره، سأل: «ماذا لو استغلت روسيا موانئ لبنان الثلاثة ومخزونات الهيدروكربون البحرية؟ ستفوز في شرق وجنوب المتوسط، على حسابنا». ليس هذا فحسب، فهو قلق أيضاً من تنامي النفوذ الصيني، وصعوبة مقاومة اللبنانيين تقنية الجيل الخامس الصينية، «بالنظر إلى الحالة المؤسفة لشبكة الاتصالات». يخلص إلى أن لبنان، باختصار، «مكان للمنافسة الاستراتيجية العالمية، وإذا تنازلنا عن الأرض، سيملأ الآخرون الفراغ بسعادة».

مصالحنا أولاً

تعجّب كثر، على مرّ السنوات، مِن «الخدعة المسرحية» التي أتقنها لبنان: البقاء عائماً على المستوى السياسي والاقتصادي، وسط ظروف توحي بانهيار وشيك. لفت فيلتمان إلى أن التنبؤات بمصير لبنان غالباً ما أثبتت أنها خاطئة. لكن هذه المرة، يبدو الأمر مختلفاً، إذ إن إدارة الدين الداخلي والخارجي للبنان ليست معقّدة بشكل متزايد في اقتصاد لا ينمو فحسب، بل إن الجمهور مرهق وغاضب من الخطاب الطائفي والأعذار التي يستخدمها القادة السياسيون لتعزيز مصالحهم السياسية والمالية الضيقة. نتيجة لذلك، يخضع النظام السياسي اللبناني برمته إلى تدقيق علَني عدائي، وليس «حزب الله» إلّا هدفاً لهذا التدقيق.

لن يأتي المستثمرون الغربيون والخليجيون الى لبنان إذا ظل اللبنانيون راضين عن كونهم جزءاً من المحور الإيراني - السوري

الاحتجاجات الجارية حالياً تفوق بأهميتها ما جرى في 14 آذار 2005، «ذلك أن الشيعة انضموا إليها هذه المرة». وعلى الرغم من كونها لا تتعلّق بالولايات المتحدة، أشار إلى أنها تتقاطع مع المصالح الأميركية. لطالما صوّر «حزب الله» نفسه على أنه «لا يقهر» و«نظيف» و«مناهض للمؤسسة» مقارنة بالأحزاب اللبنانية الأخرى. لكن خطابات أمينه العام السيد حسن نصر الله، المشككة في التظاهرات، قوّضت الرواية التي تمَّت رعايتها بعناية، لدرجة أنها كانت أكثر فعالية من سنوات من الجهود الأميركية في هذا السياق. دعا نصر الله «الذي يروج لنظريات التدخل الأجنبي»، إلى إنهاء الاحتجاجات. لم يعد في إمكان الحزب أن يدّعي أنه «نظيف»، ومن حيث التصوّر العلني لدوره السياسي، فإنه هبط إلى نفس مستوى الأحزاب اللبنانية الأخرى المشكوك فيها. ذكّر أن الولايات المتحدة حاولت، وعلى مدى سنوات، حثّ اللبنانيين على مواجهة حقيقة أن «حزب الله» وصواريخه يخلقان خطر الحرب مع إسرائيل بدلاً من توفير الحماية منها.

التظاهرات الحالية تقوّض، أيضاً، «بشكل بنّاء» الشراكة بين «حزب الله» و«التيار الوطني الحر». شراكةٌ فرضت، بحسب فيلتمان، قشرة من الغطاء المسيحي على الحزب، ومكنته من توسيع نفوذه داخل المؤسسات الحكومية. مصوباً على وزير الخارجية جبران باسيل، قال إن الأخير لطالما استغلّ ما وصفه بـ«القلق الصادق» الذي تشعر به الولايات المتحدة ودول أخرى إزاء وضع المسيحيين في الشرق الأوسط، لتحويل الانتباه عن فساده ودوره الشخصي في تمكين «حزب الله».

على النقيض، أشاد فيلتمان بأداء الجيش اللبناني «الرائع». برأيه، حدثت بعض المشاكل والتناقضات في ردّ فعل الجيش على الاحتجاجات، حين قام بحماية المتظاهرين في بيروت «ضدّ بلطجية حزب الله وأمل»، بينما غضت عناصره الطرف في النبطية والجنوب. لكن بشكل عام، تعامل باحتراف وضبط النفس في الزوايا الأمنية والسياسية. وأُجبرت القوات المسلحة على العمل والمجازفة من دون أيّ توجيه سياسي أو غطاء من القيادة المدنية اللبنانية، ومع تهديدات مقنّعة من الحزب لقمع الاحتجاجات. يمكن، وفق فيلتمان، القوات المسلحة اللبنانية أن تكون مثالاً على كيف يمكن أن يبدأ الاحترام العام لمؤسسة وطنية مستقلّة وقادرة وذات مصداقية، في إزالة المشاعر الطائفية، لافتاً إل أن «هذه ظاهرة لا تخصّنا، ولكنها بالتأكيد تصبّ في مصلحتنا».

الاحتجاجات وخطابات نصرالله المشككة بها كانت أكثر فعالية من سنوات من الجهود الأميركية لتقويض صورة حزب الله

قد يتساءل البعض في واشنطن عمّا إذا كان على القوات المسلحة اللبنانية الآن الاستعداد لمواجهة الحزب ديناميكياً ونزع سلاحه بالقوة. «ستكون هذه وصفة لحرب أهلية، تستفيد منها إيران وعملاؤها». لذا وجب «التفكير على المدى الطويل». ولكن، بشكل عام، يعرف ضباط القوات المسلحة، مدى تحسُّن قدرات الجيش وكفاءته المهنية بفضل التدريب المستمر والمعدات الأميركية، وهو ما بدأ يدركه الشعب. يقارن هنا بين عمليتي نهر البارد (2007)، والجرود (2017)، للدلالة على تحسّن قدرات الجيش اللبناني! في الأولى، قُتل 158 من جنود الجيش وضباطه؛ أما في المعركة الثانية التي استغرقت عشرة أيام فقط، فقتل 7 من عناصر الجيش، من دون أن يأتي على ذكر مشاركة «حزب الله» والجيش السوري في هذه العملية. في المحصلة، «يجب أن ندرك أن علاقة القوات المسلحة اللبنانية وحزب الله ليست قصة حب أبدية»، مبدياً أسفه لـ«تجميد المساعدات الأميركية العسكرية للجيش اللبناني، الذي سيعطي الحزب وسوريا وإيران نقطة نقاش مريحة حول عدم موثوقية» أميركا.

لا مستثمرين... إلا إذا

بينما ركّزت التظاهرات على القضايا المطلبية، إلا أنها تحدث في ظل أزمة مالية تلوح في الأفق. إذ يتأرجح لبنان منذ فترة طويلة على شفا كارثة مالية. وبسبب تشديد قيود التأشيرات على أوروبا والولايات المتحدة، وتراجع إمكانات التوظيف في دول الخليج، فُقد المنفذ التقليدي للشباب اللبناني، الوظائف في الخارج، وقدرته على تحويل مبالغ كبيرة من العملة الصعبة. يمكن لخصخصة أصول الدولة، كالاتصالات والكهرباء، وفق فيلتمان، أن تنتج إيرادات، وتحسّن الخدمات على المدى الطويل. وبالتأكيد، فإن الحوكمة الشفافة الموثوقة، يمكن أن تسهم في تحسينات اقتصادية. كما أن الاستثمارات الجديدة وعودة السياح الخليجيين والشركات والودائع المالية ستُحدث فرقاً كبيراً.

باسيل استغلّ «القلق الصادق» للولايات المتحدة إزاء وضع المسيحيين لتحويل الانتباه عن فساده ودوره في تمكين حزب الله

مع ذلك، فإن النجاح في جذب المستثمرين الغربيين ودول مجلس التعاون الخليجي سيظلّ بعيد المنال في ظل غياب التغييرات. سيبحث المستثمرون الغربيون والخليجيون في أي مكان آخر عن الفرص إذا ظل اللبنانيون راضين عن كونهم جزءاً من المحور الإيراني - السوري. المستثمرون والسيّاح لن يعودوا إلى لبنان بأعداد كبيرة طالما أن الحزب قادر على أخذ البلاد إلى الحرب من دون الالتفات إلى الرأي العام أو العودة إلى الحكومة.

هنا خيّر فيلتمان اللبنانيين بين: الطريق المؤدّي إلى الفقر الدائم أو الرخاء المحتمل. كيف؟ من خلال تحديد ما إذا كانوا سيستمرون في قبول الحكم السيّئ إلى جانب الفيتو الفعّال على القرارات الحكومية التي يصرّ عليها «حزب الله». قد لا يتمكّن الناخبون اللبنانيون من تجريد الحزب من ترسانته بين عشية وضحاها، لكن يمكنهم اغتنام الفرصة الانتخابية المقبلة لتجريده من الشركاء البرلمانيين الذين يستخدمهم لتأكيد إرادته السياسية: وهذا ما يفسر، وفق فيلتمان، الخط الأحمر الذي وضعه نصر الله على الانتخابات النيابية المبكرة.

التغيير وشروطه

رأى فيلتمان أن احتجاجات عام 2005، التي نجحت في إجبار الجيش السوري على مغادرة لبنان، تقدّم درساً مهمّاً في المرحلة الراهنة، تتمحور حول قيمة المبادرة المحلية المقترنة بالدعم الخارجي. مثلاً، لو كانت الولايات المتحدة وفرنسا ضغطتا كي ينسحب السوريون، وبقي اللبنانيون في منازلهم، لكان في إمكان نظام الأسد مقاومة الضغوط الخارجية. ولو أن واشنطن وباريس تجاهلتا خروج اللبنانيين إلى الشارع بأعداد هائلة، لسحَقَ النظام السوري التظاهرات بالقوّة. إن الجمع بين تجمهر اللبنانيين في الشوارع بأعداد هائلة واهتمام المجتمع الدولي، بقيادة البلدين، لم يعطِ السوريين خياراً قابلاً للتطبيق سوى الخروج. وكما في 2005، يمكن أن يساعد الاهتمام المتواصل اليوم من قِبَل الكونغرس والإدارة، ومجلس الأمن الدولي، على حماية المتظاهرين. لكن فيلتمان نوّه إلى أن التظاهرات لا يمكن أن تستمر إلى أجل غير مسمى، خصوصاً أن المواطنين العاديين منهكون من التكاليف الاقتصادية للشلل القائم في البلاد. لذلك، قد يُحدث الاهتمام الأميركي المستمرّ فرقاً، حيث يكافح اللبنانيون لتحديد كيفية تجاوز الاحتجاجات المحلية.

لن يكون من الحكمة التدخل مباشرةً في القرارات السياسية اللبنانية، والتي من شأنها أن تجعل من السهل على نصر الله (أو سوريا أو إيران أو روسيا) تشويه سمعة المتظاهرين ومطالبهم، بحسب فيلتمان. كما يجب ألا يُنظر إلى أن الولايات المتحدة تفرض اختيار رئيس وزراء لبنان المقبل أو وزراء معيّنين في الحكومة، فتلك قرارات لبنانية حصرية. و«بما أن مصالحنا الوطنية ومصالح حلفائنا الإقليميين ستتأثر بما يحدث في لبنان، فإننا نتحمّل مسؤولية توضيح وجهات نظرنا من خلال عملنا وبكلماتنا. يستحق اللبنانيون أن يفهموا تماماً الآثار المترتبة على القرارات التي يتخذونها في شأن التعيينات والسياسات الحكومية».

احتجاجات عام 2005 تقدّم درساً مهمّاً في المرحلة الراهنة حول قيمة المبادرة المحلية المقترنة بالدعم الخارجي

من هنا، فإن الخطوة الأولى يجب أن تكون الإفراج سريعاً عن المساعدة العسكرية. هذا من شأنه أن يضع الولايات المتحدة إلى جانب المؤسسات الوطنية ذات المصداقية. وفي الوقت الذي تتجه فيه شعبية الجيش اللبناني إلى التصاعد مقارنة بتراجع سمعة حزب الله، يمكن واشنطن تعزيز قوة الدفع الإيجابية هذه. كما من شأن إطلاق المساعدة أن يقوّض المحاولات المستمرة التي يقوم بها الحزب وإيران وسوريا وروسيا لجذب اللبنانيين إلى مداراتهم من خلال التشكيك في صدقية الولايات المتحدة. كذلك، يمكن الأخيرة أن تربط الإفراج عن المساعدات بإصرار على أن تبقى القوات المسلحة اللبنانية خارج السياسة، وأن تعامل المتظاهرين السلميين باحترام متساوٍ في جميع أنحاء البلاد. «أوصي أيضاً بأن يكون موقفنا واضحاً بأننا لا نريد أن نرى الانهيار المالي أو السياسي للبنان (خشية أن توفر الفوضى والحرب الأهلية المزيد من الفرص لإيران وسوريا وروسيا للتدخل)، لكن قدرتنا على التدخل وحشد الدعم المالي والاقتصادي تعتمد على قرارات اللبنانيين أنفسهم، بما في ذلك تشكيل الحكومة المقبلة وسياساتها». وأكد فيلتمان استعداد بلاده للوقوف إلى جانب لبنان، شرط أن «يمضي اللبنانيون قدماً». وإذا عالجت الحكومة اللبنانية مسائل الحكم والمساءلة، فيمكن المجتمع الدولي الاستجابة؛ أما إذا عادت الحكومة إلى «العمل كالمعتاد»، فـ«لن نتمكّن من حشد الدعم لمنع الانهيار. وفي ظل دعوة المتظاهرين إلى حكومة تكنوقراطية وليس حكومة سياسية، يمكن أن تؤكد رسالتنا العامة على توقعاتنا بأن حكومة لبنانية جديدة، إذا طلبت الدعم الدولي، ينبغي أن تعالج بشكل فعال وفوري تطلعات الإصلاح للشعب اللبناني».

ينصح فيلتمان اللبنانيين الذين عاشوا لفترة طويلة بالرضا مع تناقض الهوية الذاتية مع الغرب «أثناء إيوائهم لشركة فرعية إرهابية إيرانية»، إلى فهم الآثار المترتّبة على المسار الذي يختارونه. في الأزمات المالية السابقة، حوّلت دول الخليج العربية ودائعها بالعملات الأجنبية إلى المصرف المركزي اللبناني بشكل موقت لدعم الاحتياطيات. «هذا يمكن أن يتكرّر». إذ يمكن الولايات المتحدة، كما يؤكد فيلتمان، إلى فرنسا وغيرها من الدول، قيادة التواصل مع المؤسسات المالية الدولية في ما يتعلّق بدعم لبنان. ومع وجود الأشخاص المناسبين والسياسات المناسبة، قد تنفّذ حكومة لبنانية جديدة في النهاية الإصلاحات التي قد تؤدي إلى إطلاق حزمة مساعدات بقيمة 11 مليار دولار تم الاتفاق عليها في مؤتمر «سيدر». ومن شأن هذه التدابير أن توفر للمسؤولين اللبنانيين فترة راحة قصيرة، ولكن بالنظر إلى الماضي، فإن العبء يقع على كاهل المسؤولين اللبنانيين للتغلب على الشكوك المحلية والدولية، من خلال اختيار وجوه وسياسات ذات مصداقية لمجلس الوزراء المقبل. وسيؤدي استمرار المحسوبية والفساد وتدليل «حزب الله» إلى الهبوط المتواصل، في حين أن الإصلاح والمساءلة والشفافية والاعتماد على المؤسسات الوطنية بدلاً من الحزب، يمكن أن يجتذب نوع الدعم الذي يؤدي إلى وجهة أفضل، حيث تقدم الولايات المتحدة وغيرها الدعم والشراكة.

رسالة الكونغرس إلى الأمم المتحدة: تجريد سلاح حزب الله

سامي خليفة ــ وسط التفاعلات السياسية اللبنانية الساخنة، واستمرار الثورة الشعبية، وتصاعد الضغوط الخارجية، خصوصاً من جانب الولايات المتحدة، برزت من جديد قضية حزب الله وسلاحه في واشنطن، بتصعيد مستمر تنتهجه إدارة ترامب لإرضاخ الحزب، أو تعديل التوازن السياسي في لبنان.

خطوة تصعيدية

أخر الخطوات التصعيدية الأميركية، عبّرت عنها مجموعة من 240 عضواً في الكونغرس الأميركي، بعد أن بعثوا برسالة إلى الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريس، داعين المجتمع الدولي لمواجهة جماعة حزب الله في لبنان، استباقاً لاجتماع مجلس الأمن يوم الإثنين حول القرار 1701.

وكان مجلس الأمن الدولي تبنى منذ أكثر من 13 عاماً، بالإجماع، القرار رقم 1701 لإنهاء حرب تموز 2006 بين إسرائيل وحزب الله. ودعا القرار حينذاك الحكومة اللبنانية إلى نزع سلاح جميع الجماعات شبه العسكرية في البلاد، بما في ذلك حزب الله، وضرورة حصرية السلاح تحت سلطة الدولة. كما وسع من تفويض قوة الأمم المتحدة المؤقتة في لبنان، "اليونيفيل".

تنص الرسالة، المؤرخة في 18 تشرين الثاني، والتي نشرها موقع JNS الإسرائيلي، على أن جهود لبنان لتنفيذ هذا القرار لم تنجح منذ ذلك الحين. وبدلاً من ذلك، قام الحزب، تحت أنظار اليونيفيل والمجتمع الدولي، ببناء قدرة مدمرة تستهدف السكان المدنيين في إسرائيل.

أنشطة حزب الله

تذكر الرسالة أنشطة حزب الله داخل لبنان، بدعم من إيران، بما في ذلك امتلاكه ترسانة عسكرية ضخمة تتكون من حوالى 150 ألف صاروخ وقذيفة يمكن أن تستهدف إسرائيل، وكيف تشكل المجموعة اللبنانية "تهديداً صارخاً" للدولة العبرية.

وقد جاء في نص الرسالة ما يلي: "نحثكم (أي الأمين العام للأمم المتحدة)، على مساعدة رئيس وزراء لبنان ورئيس جمهوريته على استعادة السيادة اللبنانية بشكل تام، وتنفيذ جميع بنود قرار مجلس الأمن رقم 1701، بما في ذلك السماح لقوة الأمم المتحدة المؤقتة في لبنان بالوفاء بتفويضها في الجنوب اللبناني. في الوقت عينه، نطلب منكم الإصرار على أن تقوم اليونيفيل بهذا التفويض بمعزل عن ضغوط حزب الله. يجب على قوة الأمم المتحدة المؤقتة في لبنان الإبلاغ بدقة عن انتهاكات حزب الله للقرار 1701، والعمل مع الحكومة اللبنانية لإزالة أسلحة حزب الله من الجنوب".

تحذير

من دون تحديد جهة معينة، تفيد الرسالة بأنه سيتعين على القيادة السياسية اللبنانية اتخاذ خطوات كبيرة لمعالجة المخاوف الشعبية العميقة، بشأن عدم الاستقرار الاقتصادي والحكم والفساد، وتدعو الأمم المتحدة إلى مواصلة الجهود لضمان بقاء الحكومة اللبنانية مستقلة وذات سيادة كاملة.

وفي ختام الرسالة قال أعضاء الكونغرس: "نخشى وقوع خسائر مدنية كبيرة في لبنان إذا اضطرت إسرائيل للدفاع عن مواطنيها، بعد أن وضع حزب الله ترسانته الضخمة في مناطق مدنية، ما حوّل الكثير من سكان لبنان إلى دروع بشرية. لذلك سيتحمل حزب الله المسؤولية عن ذلك، وكذلك حكومة لبنان والمجتمع الدولي".

 

الأمم المتحدة: لتأليف حكومة تستجيب لتطلعات المتظاهرين في لبنان

"تويتر" ــ دعت #الأمم_المتحدة، في تغريدةٍ عبر حسابها في "تويتر"، إلى تأليف سريع لحكومة في لبنان تستجيب لتطلعات المتظاهرين وتحظى بدعم من البرلمان.

كما شجّعت الأمم المتحدة القوى الأمنية على الاستمرار بحماية المتظاهرين السلميين.

الموفد من مؤسسة كونراد اديناور زار مقر الدستوري وحوار عن إجراءات صنع القرار في المحاكم والمجالس

وطنية - بعبدا - زار وفد من مؤسسة "كونراد اديناور" مقر المجلس الدستوري، وكان في استقباله رئيس وأعضاء المجلس.

ضم الوفد خبراء وقضاة دستوريين وهم: القاضية السابقة في المحكمة الدستورية الفيدرالية في المانيا -البروفسورة غاترود لوبرولف، نائب رئيس المحكمة الدستورية العليا في مصر المستشار عادل عمر شريف، المستشار فيصل الغريب من دولة الكويت، المحاضرة في القانون الدستوري ميراي شكرالله، مديرة برنامج حكم القانون في منطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا لدى المؤسسة الدكتورة آنيا شوالر شلتر، مديرة المشاريع لبرنامج حكم القانون في منطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا لدى المؤسسة ساندي حداد، الباحث لدى برنامج حكم القانون في منطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا لدى المؤسسة روبرت بول.

وجرى خلال اللقاء حوار عن إجراءات صنع القرار في المحاكم والمجالس الدستورية والذي سيستكمل في نقاش معمق يوم غد الأربعاء وفق البرنامج المحدد.

وجال الوفد في مقر المجلس، وتم التقاط الصور التذكارية في أرجائه.

مسؤول أميركي: لتأليف حكومة بشكل عاجل و"حزب الله" مهتمّ بمصالح رعاته الإيرانيين

المصدر: "الحرة" ــ أكد مسؤول في الخارجية الأميركية، اليوم، أنّ مشاكل لبنان الاقتصادية "جدية" وتتطلب عناية فورية من قبل حكومة جديدة للبلاد، التي تشهد منذ نحو شهر مظاهرات مناهضة للطبقة السياسية.

ودعا المسؤول، في حديث لموقع الحرة، إلى تأليف حكومة تلبي مطالب الشعب، لديها القدرة والإرادة السياسية لرسم اتجاه جديد مخصص للإصلاح ومحاربة الفساد.

وحول ما إذا كانت #الولايات_المتحدة تؤيد حكومة سياسية أو تكنوقراط، قال المسؤول الأميركي: "إننا ندعو القادة السياسيين في لبنان إلى تسهيل تشكيل حكومة جديدة بشكل عاجل يمكنها بناء لبنان مستقر مزدهر وآمن يستجيب لاحتياجات مواطنيه. أما من الذي يجب أن يقود الحكومة ويخدم فيها فقرار يعود للشعب اللبناني".

لكنه استطرد قائلاً إنّ "الولايات المتحدة تدعم تشكيل حكومة جديدة تتألف من أفراد يتمتعون بالمصداقية والقدرة ويمكنهم إجراء الإصلاحات اللازمة لإعادة البلد إلى مسار مستدام".

وعمّا إذا كانت الولايات المتحدة تعارض تشكيل حكومة جديدة تضم "حزب الله"، قال المصدر نفسه في الخارجية الأميركية: "لقد أثبت "حزب الله" مراراً وتكراراً أنّه مهتم بمصالحه الخاصة ومصالح رعاته الإيرانيين أكثر من اهتمامه بما هو مفيد للبنان"، مشيراً إلى أنّ "الشعب اللبناني غاضب من فشل حكومته المستمر في دفع عجلة الإصلاحات التي يمكن أن تعالج القضايا التنظيمية والفساد".

وبشأن تقديم مساعدات اقتصادية أو مالية للبنان، قال المسؤول الأميركي إنّ "إصلاحات حقيقية وملموسة من قبل الحكومة اللبنانية يمكنها أن تساعد في إطلاق العنان للمساعدة الدولية للاقتصاد اللبناني في المستقبل".

كما أشار إلى أنّه "لدى الولايات المتحدة والمجتمع الدولي مصلحة قوية في تسهيل نجاح هذه الإصلاحات، عندما يكون لديهما حكومة جديدة قادرة وذات مصداقية يتعاونان معها".

وحول موعد استئناف المساعدات العسكرية الأميركية للبنان، ترك المسؤول الأميركي لمكتب الإدارة والموازنة في  البيت الأبيض الإجابة على هذا السؤال.

إسرائيل بين صيانة «الردع» وحافّة المواجهة

 علي حيدر ــ الاخبار ــ بعيداً عن عدوى المبالغات التي يبدو أنها انتقلت من بعض العرب إلى اسرائيل، شكّل الاعتداء الذي شنّه جيش العدو صباح أمس في سوريا ترجمة للهاجس الذي يسكن صُنّاع القرار السياسي والأمني في تل أبيب، ومحاولتهم إقناع أعدائهم في محور المقاومة بأن إسرائيل ليست السعودية، وأنها لن تسلّم بمعادلة الاستنزاف التي يسعى هذا المحور إلى فرضها عليها. للوهلة الأولى، لا يبدو أن ثمّة تناسباً عسكرياً بين حادثة إطلاق أربعة صواريخ على جبل الشيخ، وبين الاعتداء الإسرائيلي الذي قالت تقارير عبرية إنه استهدف مواقع لـ«قوة القدس» في الحرس الثوري الإيراني والجيش السوري. لكن لناحية الرسائل، يمكن القول إن ما جرى يتجاوز في مخاطره اللحظة السياسية، ويتصل بمستقبل المعادلات التي يسعى كلّ من الطرفين إلى بلورتها.

العديد من المعلّقين العسكريين الإسرائيليين كشفوا أن صواريخ جبل الشيخ كانت رداً على اعتداء إسرائيلي استهدف قافلة تعود إلى «إحدى القوى الموالية لإيران» في شرق سوريا، لكن لم يتمّ الإعلان عنه في حينه. وفي ضوء هذا السياق، يبدو واضحاً أن تل أبيب فهمت رسالة الصواريخ على أنها تأسيس لمعادلة جديدة في الردّ على الاعتداءات الإسرائيلية التي تندرج تحت عنوان «المعركة بين الحروب». وقد يكون ما رفع من منسوب القلق لدى إسرائيل هو أن صواريخ جبل الشيخ أثبتت صحة التقديرات التي أوردها العديد من المسؤولين والخبراء والمعلّقين خلال الأسابيع الماضية، وفحواها أن إيران اتخذت قراراً بالردّ على الضربات الموضعية في سوريا. في المقابل، كشف العدوان الإسرائيلي الأخير، بعد جلسة تقدير عقدها وزير الأمن مع الأجهزة المختصة، أن تل أبيب خلصت إلى أن عدم الرد سوف يُفهَم لدى أعدائها على أنه تردّد وخوف، وبالتالي سيدفعهم إلى تعزيز قوة ردعهم وهامش مبادرتهم، والأخطر أنه قد يُقيّد استراتيجية «المعركة بين الحروب»، مع ما سيترتّب على ذلك من تداعيات تتصل ببناء القدرات العسكرية والصاروخية في سوريا وتطويرها. مع هذا، حرصت إسرائيل على تجنّب خيارات دراماتيكية في عدوانها؛ فهي تفادت (خلافاً للإشاعات الإعلامية) قتل أيٍّ من أعضاء الحرس الثوري الإيراني، وبقيت ملتزمة قدراً من القيود المتصلة بالدولة السورية، خشية ردود مضادة ربما تكون أكثر شدة.

عمدت إسرائيل إلى اتخاذ قرار مدروس لا يستهدف «تغيير القواعد» حسبما أوضح مسؤول أمني رفيع

من هنا، عمدت إسرائيل إلى اتخاذ قرار مدروس، لا يستهدف «تغيير القواعد» حسبما أوضح مسؤول أمني رفيع (ربما يكون وزير الأمن نفتالي بينت حسبما ألمحت إليه صحيفة «هآرتس»)، وإنما «وضع معادلة جديدة» قوامها «أن لا يطلق أعداؤنا النار على دولة إسرائيل». وفي الاتجاه نفسه، رأى المعلق العسكري في «هآرتس»، عاموس هرئيل، أن الجيش الإسرائيلي لن يسلّم بتبلور معادلة مع الجولان مشابهة لما يحدث مع قطاع غزة، في إشارة إلى المخاطر الكبيرة التي يمكن أن تترتب على ذلك على الجبهة الشمالية. وبما يتوافق مع ما كان عبّر عنه وزير الخارجية، يسرائيل كاتس، في تعقيبه على حادثة جبل الشيخ، اعتبر هرئيل أن الهجوم الإسرائيلي يهدف إلى التأكيد أن «إسرائيل ليست السعودية، ولن توافق على عدم الردّ على شنّ هجمات ضدها، كما حصل بعد الهجوم المكثّف الذي استهدف منشآت النفط السعودية في أيلول الماضي»، كما أنها تريد حمل «(قائد قوة القدس قاسم) سليماني على إعادة النظر في مشروع زيادة قوته وتموضعه العسكري»، بحسب هارئيل.

من جهته، لفت معلّق الشؤون الأمنية في صحيفة «يديعوت أحرونوت»، رون بن يشاي، إلى أن رسائل الهجوم الإسرائيلي توزّعت على الأطراف المعنية كافّة من إيران إلى سوريا وروسيا، مضيفاً أن تل أبيب استهدفت إفهام القيادة الإيرانية أنها «ستردّ بشكل شديد على أيّ مسّ بسيادتها، ولن ترتدع عن خوض معركة كبيرة أو حتى حرب»، مستدركاً بأن إسرائيل وجّهت أيضاً «رسالة ثانوية، وهي أنها تسعى إلى الحفاظ على المواجهة في أطر عسكرية، وعدم توسيعها إلى مناطق وأهداف مدنية». وفي ما يتعلق بالدولة السورية، أشار بن يشاي إلى أن الدولة العبرية أرادت القول إنها «ستدمّر تدريجياً القدرات العسكرية للجيش السوري، وإنها ستوسّع ضرباتها كي تستهدف رموز النظام»، متجاهلاً بذلك حقيقة أن كبح تطور قدرات الجيش السوري هو هدف إسرائيلي مُعلَن وغير آنيّ، ولا يرتبط بهذه الحادثة أو تلك، وهو ما تمت الإشارة اليه في استراتيجية الجيش المحدثة في نيسان/ أبريل 2018. وبخصوص موسكو، اعتبر بن يشاي أن «الرسالة الأهم والأساسية تقول للروس إنه طالما لا يتوقف الإيرانيون والقوات الموالية لهم عن إنشاء جبهة برية ونصب قذائف صاروخية ضد إسرائيل في الأراضي السورية، فلن يتمكن الكرملين من تحقيق هدوء ووقف لإطلاق نار».

في ضوء ما تقدّم، يمكن القول إن كلّاً من الطرفين (إسرائيل ومحور المقاومة) أوصل رسائله إلى الآخر، وأصبح أكثر فهماً لحدود خصمه والقيود التي يلتزم بها حتى الآن، مع بقاء احتمال التدحرج إلى مواجهة عسكرية أكبر مما شهدته الساحة السورية حتى الآن. لكن ما لم يتناوله المعلّقون والخبراء الإسرائيليون هو أن المواجهة قد تتّسع لتشمل أطرافاً أخرى، بما يجعلها أكثر خطورة وأشدّ تأثيراً في البيئة الإقليمية للأمن القومي الإسرائيلي. ولعلّ هذا هو ما عبّر عنه نائب المفتش العام الرئيس في «البنتاغون»، غلين فاين، عندما قال إن «القيادة المركزية الأميركية تشعر بالقلق من إمكانية قيام الوحدات المرتبطة بإيران بالانتقام يوماً ما، في حال رأت أن الولايات المتحدة متواطئة في الغارات التي شنّتها إسرائيل»، حسبما نقلت عنه صحيفة «جيوزاليم بوست».

إسقاط دعوى أمام القضاء الأميركي ضد مصارف لبنانية

سلوى بعلبكي ــ النهار ـ أسقط 26 إسرائيلياً بعضهم يحمل الجنسية الأميركية، دعواهم التي كانوا قد تقدموا بها أمام القضاء الأميركي ضد 10 مصارف من 11 مصرفاً لبنانياً، مطالبين بتعويضات عن خسائر لحقت بهم في حرب تموز 2006، وذلك بالاستناد الى قانون مكافحة تمويل الارهاب الاميركي Anti-Terrorism Act.والمصارف التي أسقطت عنها الدعوى، باستثناء سوسيتيه جنرال، هي: فرنسبنك، الشرق الأوسط وأفريقيا، بلوم، بيبلوس، عوده، بنك بيروت، لبنان والخليج، اللبناني ــــ الفرنسي، بيروت والبلاد العربية وجمّال ترست، من دون ذكر تفاصيل عن سبب التراجع عن هذه الدعوى.

إلا أن مصادر مصرفية أكدت لـ"النهار" أن أساس الدعوى ضعيف ولا يستند الى أسس واقعية وقانونية وكان هدفها واضحا هو الابتزاز المالي، وتاليا من البديهي ألا تمر في القضاء الاميركي الذي أسقط في الاشهر الثمانية الماضية 4 دعاوى مشابهة ضد مصارف أميركية وأوروبية، موضحة ان واحداً من الاعتبارات التي أخذها المدعون في الاعتبار هو احتسابهم للكلفة مقابل الربح المحتمل. أما لماذا استثني "سوسيتيه جنرال" من اسقاط الدعوى، وهو أمر لم يذكر في الكتاب الذي وصل الى الجانب اللبناني عن تراجع المدعين عن الدعوى.

بري: كان المطلوب بالغرف السوداء اراقة الدماء والأولوية كانت وستبقى لبنان وسلمه الاهلي الفرزلي: نية جدية بإتجاه الحل

وطنية - قال رئيس مجلس النواب نبيه بري خلال "لقاء الاربعاء" النيابي في مقر الرئاسة الثانية في عين التينة، ان "الخاسر الأكبر بالأمس كانت الفتنة ومن كان يؤججها والرابح الأكبر كان لبنان وسلمه الأهلي، لأن الرهان كان على تعميم الفراغ الذي حذرنا منه تكرارا ومرارا".

أضاف: "بغض النظر عن الذي حصل إلا انه بالنسبة لنا كان اهم ما فيه انه لم تسقط نقطة دم واحدة، لأن المطلوب كان في الغرف السوداء التخطيط لإراقة الدماء وهو ما لا نقبله، فالأولوية بالنسبة إلينا كانت وستبقى لبنان وسلمه الأهلي".

وشدد الرئيس بري على "تفعيل عمل المطبخ التشريعي من خلال لجانه النيابية، وخاصة لجنة المال والموازنة من أجل مناقشة وإقرار موازنة 2020".

وختم: "إننا أمام واجبنا الوطني الذي لن يسمح بخراب البلد، ومجلس النواب هو بمثابة الأم التي تحافظ على أبنائها جميعا".

وكان رئيس المجلس استقبل في اطار لقاء الاربعاء النيابي النواب السادة: علي بزي، بلال عبدالله، الوليد سكرية، فيصل الصايغ، غازي زعيتر، عدنان طرابلسي، محمد خواجة، ايوب حميد، محمد نصرالله، فادي علامة، ابراهيم عازار، سليم سعادة، علي المقداد، حسن عزالدين، هاني قبيسي، علي خريس، فريد البستاني، حسن فضل الله، حسين جشي، علي فياض، الآن عون، علي عمار، ياسين جابر، مصطفى الحسيني وقاسم هاشم.

الفرزلي

كما عرض الرئيس بري الاوضاع العامة وشؤونا مجلسية وآخر المستجدات السياسية ومحتوى رسالة الكونغرس الأميركي للأمم المتحدة خلال استقباله نائب رئيس مجلس النواب ايلي الفرزلي، الذي قال بعد اللقاء: "لا شك انه في لقاء دولة الرئيس تم تقويم الذي جرى بالأمس تماما كالأب الذي يحنو على اولاده، والتعاطي مع اهلنا وشبابنا بالرغم من هذا العمل الذي تم والذي استند الى حسن النية في التعاطي مع موعد انعقاد الجلسة، نرى انه وقع ومر والتفكير هو في الغد الذي يحمل في طياته بصورة جدية، وخصوصا في ما يتعلق بمشاريع وإقتراحات القوانين المعيشية وذات الصلة بمطالب الحراك، وهناك تمسك بالتأكيد على تنفيذ مطالب الحراك التي هي مطالب الشعب اللبناني برمته سواء شارك في الحراك او لم يشارك، وهي ايضا رغبة الزملاء النواب سواء شاركوا او لم يشاركوا".

اضاف: "سئلت من احد المراجع الإعلامية عما اذا تبلغ المجلس النيابي الرسالة؟ فسألته اية رسالة، فأجاب رسالة انه لا يجوز للمجلس ان يجتمع في ظل غياب حكومة. فقلت له هل تريد ان تغيب نص مادة دستورية اي المادة 16، كان الجواب بشكل واضح ان التعطيل لمادة دستورية اساسية وهي المادة 19 التي تتحدث ان مجلس النواب هو الهيئة المشرعة الوحيدة في البلاد والتي تتحدث عن الفصل بين السلطات وهذا الموضوع هو موضوع نقاش، ويجب الا ننسى انه عندما كان المطلوب التشريع في ظل حكومة مستقيلة في موضوع يتعلق بالعقوبات التي كانت ستفرضها الولايات المتحدة الاميركية او المجتمع الدولي، جرى اجتماع للمجلس والتشريع بالتسليم من رجال الحكومة المستقيلة، الامور تعالج بالهدوء والحوار ومن رجال الدستور والقانون في البلاد".

وتابع: "في ظل الحراك وما يجري في البلاد يجب الا يصرف النظر ويجب الرؤيا في مذكرة مثلا وقعت بالامس من 35 نائبا من مجلس النواب الاميركي تطالب فيها الامم المتحدة التدخل لتنفيذ القرار 1701 حماية لأمن اسرائيل من مخاطر محتملة من "حزب الله" على اسرائيل، لذلك يجب ان لا ننسى ان هذا الوطن هو في قلب الصراع العربي الإسرائيلي. وان الاستهدافات هي من كل حدب وصوب، وهكذا رسائل اعتقد انها لن تقف إلا حجر عثرة وعقبة امام تشكيل الحكومات وتسهيل مهمة الشعب اللبناني في تشكيل حكومة تؤمن الإستقرار السياسي وبالتالي الإقتصادي والاجتماعي، فكل المخاوف والشكوك التي ترعى العلاقات بين مختلف المكونات السياسية في البلاد قائمة على فلسفة وحيدة هي مدى تأثر لبنان بالواقع المحيط به، اذا اتت الولايات المتحدة بمثل هكذا رسائل هي لا تزيد إلا الشكوك بين القوى السياسية بين بعضها البعض مما يقف حائلا دون تسهيل مهمة تشكيل الحكومة، هذه الامور جميعا كانت محور نقاش مع الرئيس بري نأمل ان تسلك الامور كافة المسلك الطبيعي والهادىء من اجل استقرار المجتمع اللبناني".

وردا على سؤال حول التمسك بعودة الرئيس سعد الحريري اجاب الفرزلي: "مسألة التمسك بالرئيس الحريري او بإرادته هي تتعلق بإحترام المكونات السياسية لبعضها البعض وهذا امر لازم ومدخل لتأمين الإستقرار السياسي والإقتصادي، وهذا ما نفتش عنه والمتابعة مستمرة لإيجاد المخارج".

وعن صحة ما يحكى عن اسماء بديلة للرئيس الحريري وحول اشارات خارجية بهذا الشأن؟

اجاب: "اي اسم بديل هو اسم بإرادة الرئيس الحريري، وانا لست مطلعا".

وحول التفاؤل الذي ينقل عن الرئيس بري حول موعد تشكيل حكومة؟

قال الفرزلي: "علينا ان نخرج من مسألة المواقيت، الامور معقدة، وهناك رسائل وتصريحات دولية تتداخل وتنعكس على بعضها البعض وتعطى بالسر بإستقلال عن المطالب البريئة للحراك البريء، لكن هناك نية جدية لدفع الامور بإتجاه الحل".

وردا على سؤال حول موقف التيار الوطني الحر الذي دعا الى تحديد جلسة نيابية لإنتخاب هيئة مكتب المجلس واللجان؟ اجاب: "هذه الدعوة مشكورة وتبين حرص هذه الفئة السياسية على تكوين السلطة بشكل طبيعي في المجلس النيابي لكن هذا يأتي وقته في الوقت المناسب، اما من الان والى حينه فاللجان ستعمل بصورة طبيعية مع التذكير انه عام 1989 تم التمديد للجان، بعد 15 يوما جرى انتخابات كل ذلك يجب الا يتعارض مع استعداد اللجان للعمل خصوصا الإصرار والتمسك بمطالب المحتجين حتى لو نسوها هم".

الحريري ترأس إجتماعا لكتلة المستقبل بحث في المستجدات السياسية

وطنية - ترأس رئيس حكومة تصريف الأعمال سعد الحريري في الأولى والنصف من بعد ظهر اليوم في "بيت الوسط" إجتماعا لكتلة المستقبل النيابية في حضور رئيسة الكتلة النائب بهية الحريري والأعضاء. وتناول الاجتماع آخر المستجدات السياسية والأوضاع العامة في البلاد.

لبنان: الحريري يسقط برفضه التكنوسياسية.. وهذه البدائل

حسين أيوب ــ موقع 180درجة ــ تراوح الأزمة السياسية في لبنان مكانها حتى الآن، وباتت الخيارات محدودة في ما يخص تسمية رئيس جديد للحكومة خلفا لرئيس الوزراء المستقيل سعد الحريري، وكل واحد منها يحمل في طياته أما فرصا أو تحديات..    

فيما بدأ الحراك الشعبي شهره الثاني، عشية عيد الإستقلال اللبناني في الثاني والعشرين من تشرين الثاني/نوفمبر، تستمر الأزمة السياسية المفتوحة في لبنان عالقة بين حدي عودة سعد الحريري بشروطه المرفوضة من الآخرين، أو البحث عن بديل له لكن بموافقته وتوقيعه السياسي، وبالتالي، لا يبدو سعد الحريري الذي إستقال قبل أقل من شهر مستعدا للتضحية بسهولة برئاسة الحكومة، ولا قوى 8 آذار/ مارس التي تتحكم بالأكثرية النيابية في مجلس النواب حالياً، حسمت أمرها بذهابها وحدها نحو خيار بديل لزعيم تيار المستقبل، بل ظل لسان حالها أن الأولوية هي لعودة الحريري إلى رئاسة الحكومة أو لمن يسميه هو، “لكن ليس المطلوب الذهاب إلى حكومة بشروط الحريري ومواصفاته وحده”.

ماذا يقول الحريري في الموضوع الحكومي؟

في إجتماع إستثنائي عقدته كتلة المستقبل النيابية، اليوم (الأربعاء)، عرض سعد الحريري أمام الحاضرين كل الملابسات التي رافقت المسار الحكومي منذ بدء الحراك الشعبي في 17 تشرين الأول/أكتوبر الماضي حتى الآن، وقال إنه كان في البداية يميل إلى إجراء تعديل وزاري يؤدي إلى إزاحة عدد من الوزراء السياسيين من حكومته، وعلى رأسهم رئيس التيار الوطني الحر وزير الخارجية جبران باسيل، ولكن عندما وجد صعوبة في ذلك، قرر تقديم إستقالته من الحكومة، برغم كل تمنيات الرئيس اللبناني ميشال عون ورئيس البرلمان نبيه بري وقيادة حزب الله عليه بأن لا يقدم على هذه الخطوة، بحجة أنها قد تدفع لبنان نحو المجهول.

وأبلغ الحريري أعضاء كتلته النيابية أنه ليس صحيحا كل ما يقال عن بعد خارجي فرض إستقالته، وقال إن هذه الخطوة التي أقدم عليها كانت لبنانية مئة بالمئة.

وقال الحريري إنه منذ إبرام التسوية الرئاسية قبل ثلاث سنوات حتى إستقالته، كان ميشال عون متعاوناً معه، وقدم له تسهيلات عديدة، ويسري ذلك على نبيه بري وحزب الله اللذين شكلا قوة الدفع الأساسية في إتجاه إقرار ورقة الإصلاحات الإقتصادية، وسجل لحزب الله أن ممثليه في الحكومة المستقيلة كانوا الوزراء الأكثر تفهما وإنتاجية.

وقال الحريري إنه كان صريحاً منذ بداية الأزمة بأنه مستعد لترؤس حكومة إنقاذ تضم فقط وزراء إختصاصيين، وأضاف: قلت لهم أعطوني حكومة إختصاصيين فقط لمدة خمسة أو ستة أشهر، وبعدها شكلوا الحكومة التي تريدونها. سأركز في هذه الفترة الزمنية المحددة (حكومة الستة أشهر) على أمرين إثنين لا ثالث لهما:

أولا، محاولة تدارك الأزمة الإقتصادية والمالية والحد من نتائج أي إنهيار، ولذلك سأركب طائرتي وأجول العالم وأشحذ من أجل الحصول على مساعدات وقروض، مستفيدا من فرصة وجود حكومة تعطي الثقة للداخل والخارج.

ثانيا، إقرار قانون إنتخابي جديد يخرجنا من القانون الحالي، ويمكن أن يشكل إقتراح القانون المقدم من كتلة الرئيس نبيه بري الأساس للوصول إلى لبنان دائرة إنتخابية على أساس النسبية.

وقال الحريري إنه إذا تمكن من النجاح في هاتين المهمتين، يمكن لباقي الشركاء أن يقرروا بأن تستمر الحكومة أو يأتون بحكومة بديلة، و”غير هيك ما بدي ياها”.

وكرر الحريري أكثر من مرة أمام نواب كتلته بأنه ليس من الصنف الذي يستطيع أحد أن يملي عليه آراءه وخياراته، سواء من الداخل أم الخارج، غير أن الجميع يعلم أننا لا نستطيع المضي بالوضع الحالي، وأعطى مثالاً على ذلك العراقيل التي وضعها وزراء التيار الوطني الحر، في الحكومة المستقيلة والتي أدت إلى تأخير فرصة “سيدر” (أكثر من 11 مليار دولار)، وضعت بتصرف لبنان قبل 18 شهرا، ولم نتمكن من الإستفادة بقرش واحد منها، حتى الآن، بسبب المناكفات والنكايات والعراقيل، خصوصا في قطاع الكهرباء. وسأل الحريري “كيف يمكن أن ننقذ البلد بهذه الذهنية… وبآليات عمل تعرقل ولا تسهل”؟

وفي موضوع إختيار محمد الصفدي لرئاسة الحكومة، أوضح الحريري أن إقتراح الصفدي قدمه إليه جبران باسيل، بينما هو كان قدم لائحة من ثلاثة أسماء أبرزها القاضي نواف سلام (سفير لبنان السابق في الأمم المتحدة) لكن الثنائي الشيعي رفض هذا الخيار، ولذلك عدنا إلى خيار الصفدي.

ونفى أن يكون هو من أحرق ورقة الصفدي، وقال: رؤساء الحكومات السابقين هم الذين أحرقوا هذه الورقة، وأنا بعدما توافقت مع باسيل ثم مع علي حسن خليل وحسين الخليل على إسم الصفدي، إجتمعت هنا (في بيت الوسط) برؤساء الحكومات السابقين نجيب ميقاتي وفؤاد السنيورة وتمام سلام وقلت لهم إننا إتفقنا على تسمية الصفدي رئيسا للحكومة، وفوجئت بالثلاثة يعترضون وقلت لتمام سلام ألم أعرض عليك أن تكون رئيسا للحكومة وأنت رفضت وسألت ميقاتي السؤال ذاته وكيف رفض هو الآخر، وقال لي (ميقاتي) إن مصلحة لبنان أن تكون أنت (الحريري) رئيسا للحكومة، بينما تجادلنا حول أسماء أخرى (تردد أن الحريري أبلغ رؤساء الحكومات السابقين أنه تبلغ من وليد علم الدين رفضه أن تسند إليه المهمة ولكن السنيورة قاطعه وقال له إن علم الدين تحدث معه وأبلغه موافقته على التسمية)، وقال الحريري إنه فوجىء بعد ذلك ببيان رؤساء الحكومات الذين أصروا على تسميتي، وعندها سقط عمليا خيار الصفدي.

وكان لافتا للإنتباه أن الحريري شدد أمام نواب كتلته على أن المطلوب منا “أن نعمل بأيدينا وأرجلنا لمنع أي صدام سني شيعي، فنحن لسنا هواة فتنة سنية شيعية”.

وقال مشاركون في الجلسة إن الحريري لم يتطرق لا من قريب ولا من بعيد إلى موضوع إستقالة نواب كتلة المستقبل من المجلس النيابي، وقال إن مشكلته في الحكومة هي مع جبران باسيل وليست مع ميشال عون أبدا.

وفهم النواب أن الحريري لم يقفل خطوطه مع حزب الله وحركة أمل، وأنه ما يزال أسير معادلة أنا أو لا أحد من نواب المستقبل لرئاسة الحكومة، وأنه ليس مستعدا لتسمية أية شخصية لترؤس الحكومة الجديدة، لكنه مستعد لتبني الإسم الذي يحدث صدمة إيجابية وأن يعطيه الثقة من دون المشاركة في الحكومة، لأن الأولوية لحكومة إختصاصيين (تكنوقراط).

في المقابل، لا يملك فريق الأكثرية النيابية ونواته الأساس كتل حزب الله وأمل والتيار الوطني الحر، أي تصور متكامل حتى الآن، برغم المشاورات الجانبية التي جرت في الساعات الأخيرة سواء بين الخليلين من جهة أو بين حزب الله والتيار الوطني الحر.

وعلم أن الآراء تتمحور حول ثلاثة خيارات:

الخيار الأول ويتمسك به الرئيس نبيه بري والأمين العام لحزب الله السيد حسن نصرالله هو تسمية سعد الحريري رئيسا لحكومة تكنوسياسية تقدم لها كل التسهيلات اللازمة، غير أن هذا الخيار يصطدم برفض الحريري ترؤس أية حكومة تكنوسياسية أولا وإصرار جبران باسيل على أن يتمثل في أية حكومة برئاسة الحريري ثانيا.

الخيار الثاني وهو الذي طرحه الوزير جبران باسيل غداة إستقالة الحريري ويقضي بذهاب فريق الأكثرية النيابية (70 صوتا على الأقل في مجلس النواب) إلى تسمية شخصية أخرى لرئاسة حكومة أكثرية من لون سياسي واحد، وهذا الخيار، فضلا عن خطورته الميثاقية (غياب المكون السني الأساسي والأقوى عن رئاسة الحكومة بعكس رئاستي الجمهورية ومجلس النواب)، يواجه برفض من حزب الله وبري لأنه سيستدرج الشارع السني إلى ردة فعل ربما تكون أقسى من تلك التي حصلت في العام 2011، ويمكن أن يضع البلد أمام تحديات ومخاطر ومشاكل وتهديدات لا يمكن تحمل تداعياتها في هذه المرحلة الخطيرة لبنانيا وإقليميا.

الخيار الثالث، وهو المرجح حتى الآن، أن يتجدد الحوار في الأيام القليلة المقبلة مع الحريري من أجل محاولة تزكية شخصية سنية وازنة يختارها رئيس الحكومة المستقيل أو يوافق عليها لتشكيل حكومة تكنوسياسية جديدة، وتحدث صدمة إيجابية في لبنان، وخصوصا في أجواء الشارع السني والحراك الشعبي.

الحريري يصرّ على نواف سلام وحكومة مستقلّين

منير الربيع ــ لا تزال القوى السياسية تبحث عن صيغة لإعادة إنتاج السلطة ذاتها وتشكيل حكومتها. ورغم تشابه النوايا، إلا أن لكل طرف قراءته ومعطياته. هناك من يجزم بأن الأزمة ستكون طويلة، وأضحت مرتبطة بملفات إقليمية ودولية. وهناك من يصر على تدبير حلّ وإيجاد قواسم مشتركة تعيد إنتاج تسوية مشابهة لما كان قائماً. لكن من الواضح تفاقم التباينات بين هذه القوى السياسية المختلفة، خصوصاً تلك التي تريد القفز فوق مطالب الناس، وإعادة اختراع اصطفاف سياسي جديد كما كان سابقاً، بين 8 و14 آذار.

"الغرف السوداء"!

لهذا، يكثف حزب الله وحلفاؤه من هجومهم على سعد الحريري وسمير جعجع ووليد جنبلاط. والهجوم تركّز بعد مقاطعتهم لجلسة مجلس النواب يوم الثلاثاء. وقد شملت الانتقادات قائد الجيش وقوى الأمن الداخلي، بوصفهما على علاقة جيدة بالولايات المتحدة الأميركية. وتعطيل جلسة مجلس النواب للمرة الثانية لم يمرّ بسهولة عند الرئيس نبيه بري، الذي قال في لقاء الأربعاء النيابي، حسب ما نقل عنه النائب علي بزّي: "الأولوية هي للبنان وسلمه الأهلي"، وقائلاً "كان المطلوب في الغرف السوداء التخطيط لإراقة الدماء وهو ما لا نقبله. والأولوية كانت وستبقى لبنان والسلم الأهلي". وأضاف برّي، حسب بزّي، إن "الخاسر الأكبر بالأمس كانت الفتنة. والرابح الأكبر كان لبنان والسلم الأهلي. والرهان كان على تعميم الفراغ الذي حذرنا منه".

ولفت بزي إلى أن "برّي أكد على تفعيل عمل المطبخ التشريعي من خلال لجانه النيابية، وخاصة لجنة المال والموازنة، من أجل إقرار موازنة عام 2020. وشدد على أن مجلس النواب هو بمثابة الأم التي تحافظ على ابنائها".

بين القصرين

في المقابل، كانت بعض الاتصالات السياسية بين بعبدا وعين التينة، في سبيل الوصول إلى حلّ. وقد تنقّل نائب رئيس مجلس النواب، إيلي الفرزلي، بين القصرين، لنقل الرسائل والأفكار حول حكومة جديدة متوافق عليها، مع إعطاء الحريري هامش تسمية من يريده لتشكيل الحكومة، أو اقتراح اسمين أو أكثر للتوافق على أحدهم، بهدف تشكيل حكومة تكنوقراط. وهنا قال الفرزلي: "أي اسم بديل عن الحريري هو اسم بإرادته"، مشدداً على أن "مسألة التمسك بالحريري تتعلق باحترام المكونات السياسية لبعضها البعض". وأضاف الفرزلي: "هذا الحراك والأجواء في البلد يجب أن لا تحجب النظر عن مذكرة تم توقعيها بالأمس في مجلس النواب الاميركي تطالب فيه الأمم المتحدة بتنفيذ القرار 1701، حماية لأمن اسرائيل".

وتسربت أجواء من قصر بعبدا، مفادها أن الحريري لم يعد المرشح الوحيد لتشكيل الحكومة، على الرغم من أن الثنائي الشيعي ما زال يتمسك بالحريري حتى الآن. ويحاول إقناعه بتشكيل حكومة تكنوسياسية. وأفادت الأجواء ذاتها أن الثنائي الشيعي سيكون له طروحات أخرى، في حال استمر الحريري على موقفه.

الحريري و"بيته"

في بيت الوسط عقدت كتلة المستقبل اجتماعاً لها. وكان من الواضح أن أعضاء الكتلة التزموا التكتم الشديد عن فحوى الاجتماع. فيما نقلت بعض المصادر أن الأمور لا تزال تراوح مكانها، مؤكدة أن خطوط الاتصال مفتوحة مع الجميع، مباشرة وغير مباشرة. لكن، لم يُسجَّل أي خرق جدي. وتؤكد مصادر "المستقبل" أن الحريري كرر تمسكه بتشكيل حكومة تكنوقراط، خالية من السياسيين. وحسب ما تشير مصادر "المدن"، فإن الحريري تحدث عن تقديم الكثير من الاقتراحات عليه، للقبول بتشكيل حكومة أو اختيار الشخصية التي يراها مناسبة. لكنه أصر على أن الشخصية التي ستتولى التشكيل يجب أن تكون مستقلة وغير سياسية، وتترأس حكومة تكنوقراط. إلا أن باسيل يرفض ذلك، ويصرّ على البقاء داخل الحكومة. وأفصح الحريري أنه تلقى عروضاً كي يسمي شخصيات من تياره لترؤس الحكومة، لكنه رفض ذلك، وتمسك بخيار الشخصية المستقلة. وبظنه، المعادلة باتت تتجاوز الأحزاب. ولو كان سيختار شخصية من حزبه لكان عاد هو إلى رئاسة الحكومة. وحسب المعلومات، كان قد طُرح على الحريري تكليف ريا الحسن أو بهية الحريري بتشكيل الحكومة، لكنه رفض. وهنا تشير المصادر إلى أن الحريري يتمسك بترشيح نواف سلام.

وسئل الحريري عما هو فاعل في حال ذهب حزب الله وعون إلى تشكيل حكومة من لون واحد. فأجاب أن هذا احتمال ممكن أن يحصل. لكن حينها لن يشارك في الحكومة ولن يمنحها الثقة.

جنبلاط : المشاركة في الحكومة ستكون لها الأثر السلبي على الحزب التقدمي ولا بد من انتخابات نيابية جديدة

وطنية - كشف رئيس الحزب التقدمي الإشتراكي وليد جنبلاط عدم نيته المشاركة في الحكومة المنوي تشكيلها، مشيرا في حديث لـ"ام تي في" أن "المشاركة ستكون لها الأثر السلبي على الحزب التقدمي ".

وفي ما يلي نص الحوار:

* ماذا عن القرار الذي اتخذته بعدم المشاركة في أي حكومة مقبلة ولو كان الرئيس سعد الحريري يرأسها؟

- المشاركة في الحكومة سيكون له المزيد من الأثر السلبي على الحزب. واليوم اتخذ قرار داخل الحزب ببدء ورشة تغيير وقد بدأت الخطوات التمهيدية في هذا الإطار على الصعيدين التنظيمي والسياسي.

أضاف: "بعد عقود من المشاركة في الحكم حتى لو كان بعضها نافع لكننا اصبنا بالاهتراء. وبالتالي، الهم اليوم داخلي لاعادة الاعتبار لتراث الحزب آخذين بالاعتبار أنه لا بد من طرق جديدة للتواصل مع الناس وهذا ما اثبتته الثورة".

* الحكومة قد تكون من لون واحد عندها في ظل امتناع القوات اللبنانية عن المشاركة أيضا، فما تعليقكم؟

- أولا، لا علاقة لي بحسابات القوات. ثم، فلتكن من لون واحد ولتقم بالمطلوب وهو الأهم أي خفض العجز. والبدء بنهضة بنيوية ابتداء من الكهرباء.

* قد يرى البعض أن "الإشتراكي" تهرب من مسؤوليته بعدم المشاركة؟

- لا نملك القدرة على المشاركة ووضع الحلول. بين المشاركة وبين الحزب افضل إصلاح الحزب.

ماذا عن شكل الحكومة التي تراها الانسب هل هي التكنوقراط؟

- فلتكن هناك وجوه جديدة وجديرة، من هو الشخص الذي سيأتي ولا يكون له رأي سياسي؟ ولكن لماذا نعيد السياسيون الذين اهترؤوا وتحكم فيهم الصدأ الفكري؟

* وهل سيكون باسيل من ضمن وزرائها؟

- أعتقد أن هناك وجوها انتهت.

هناك مواطنون في هذه الثورة تجاوزوا الأحزاب ولو أن بعضها حاول ركوب الموجة لكنهم فشلوا.

* ماذا عن اتهام "الإشتراكي" بركوب الموجة كذلك؟

- نحن لم نشارك كحزب ومن نزل من مناصرينا نزل بشكل فردي وهذا حقهم.

* ماذا يقال في ملف الحكومة؟

- إن حزب الله لم يضغط علي للبقاء في الحكومة، بل تضامنت مع الحريري إلى أن استقال وغرقنا جميعنا. وبعد الاستقالة نصحت الحريري أكثر من مرة بعدم ترؤس الحكومة المقبلة. فليحكموا حتى لو كانت من لون واحد، يبدو أن كلامي لم يلق صدى.

* ماذا تنصح الحريري اليوم؟

- لا بد من التغيير. لو كنت مكانه لا أشارك بل اقف متفرجا، لكن القرار يعود له.

* ما رأيكم بمقابلة الرئيس عون الأخيرة؟

- انتهى العهد، في الشارع. كتبها غسان عياش، إنتهت الجمهورية الثانية. إنتهى الطائف.

* ماذا عن عملية التكليف الأخيرة التي ربطها الرئيس عون بالتأليف قبل الدعوة إلى الاستشارات الملزمة؟

- كله مخالف للدستور. الرئيس عون وكذلك الحريري. لماذا لم تجتمع حكومة تصريف الاعمال؟ حدث في الماضي أن طال التشكيل وكانت تجتمع.

* ماذا عن علاقتكم بالرئيس الحريري؟

- تواصلنا يوم اتفقوا على إسم الصفدي واخبرني أنهم سيعتمدون اسمه فقلت له: "اياك والصفدي".

* ماذا عن الجلسة التشريعية ومقاطعة "الإشتراكي" لها؟

- لا يمكننا أن نشارك بالتصويت على قانون العفو بهذا الشكل، إضافة نحن نعلم أن معظم مؤسسات الدولة فقدت اليوم الثقة، لذلك ومن اليوم الأول قلت لا بد من إنتخابات نيابية جديدة. لا يمكننا المشاركة في جو كهذا.

* وماذا عن التسوية الرئاسية؟

- كانت هي الشرارة التي اوصلتنا إلى هنا، العهد كله كمنظومة سياسية إنتهى.

*أنتم من هذه المنظومة فعل أنت انتهيت أيضا؟

- دائما على المرء أن يعلم التوقيت المناسب للخروج.

* ما الجديد في قضية الشهيد علاء أبو فخر؟

- حذار في المماطلة، نحن والثورة سنتابع بدقة مسار التحقيق.

* وماذا عما اشيع عن أن الضابط الذي كان في السيارة اشتراكي؟

- إنه درزي نعم ولكنه تابع للمؤسسة العسكرية وليس اشتراكيا.

* وما ردكم عما قيل بأن الحزب استغل استشهاد أبو فخر؟

- لم نستغل، خاطرت بحياتي ونزلت ليلة استشهاده كي لا تتأزم الأمور مع الجيش.

* ماذا عن علاقتكم بحزب الله؟

- الاتصال القائم منذ مدة هو تحت شعار "تنظيم الخلاف"، لكنني لا اوافقهم الرأي بأن معظم ما يجري في الشارع مؤامرة، هناك تعبير صادق للشعب للتغيير.

ولدى سؤال جنبلاط عن رأيه بالاشتباك الأخير بين التيار الوطني والمستقبل، فضل ألا يجيب مبديا عدم اهتمامه بالموضوع.

 

السنيورة: قيام رئيس الجمهورية بمشاورات مخالفة صريحة للدستور والحريري هو الاقدر على تولي المسؤولية وحكومة الاختصاصيين حالة استثنائية

وطنية - قال الرئيس فؤاد السنيورة في حديث الى قناة "سكاي نيوز": "بعد استقالة الرئيس سعد الحريري يفترض برئيس الجمهورية من حيث المبدأ وتقيدا بالدستور، أن يبادر إلى دعوة المجلس النيابي الى استشارات نيابية ملزمة لرئيس الجمهورية، أولا بإجرائها وثانيا بنتائجها. الذي جرى انه قد مضى 19 يوما ولم يبادر رئيس الجمهورية إلى إجراء الاستشارات النيابية، بل هو قد استغنى عن ذلك، وإذ به يبادر الآن إلى القيام بمشاورات، هذا بحد ذاته يعتبر مخالفة صريحة للدستور".

أضاف: "من واجب رئيس الجمهورية أن يقوم بالاستشارات النيابية الملزمة لا ان يقوم بالتعدي على صلاحية الرئيس المكلف بتأخير الاستشارات ومن خلال التدخل بتحديد طبيعة الحكومة وشكلها، لأن الرئيس المكلف هو، وحسب الدستور، من يقوم بالمشاورات النيابية وغير النيابية ويحدد طبيعتها وشكلها من أجل أن يتوصل إلى تأليف الحكومة، وهو الذي بالتالي يتحمل مسؤولية هذه المهمة. كذلك فإن رئيس الجمهورية عندما يقوم بتلك المشاورات ويحدد طبيعة وشكل الحكومة، فإنه يقوم بالتعدي على صلاحيات المجلس النيابي وفي ذلك مخالفة دستورية أيضا، وبالتالي أصبح فخامة الرئيس وكأنه يؤلف قبل التكليف".

 

الراعي: نصلي كي نسمع بعضنا ونصل الى كلمة حوار وقوة الحراك هي في تمتعه بروح السلام

وطنية - واصل البطريرك الماروني الكاردينال مار بشارة بطرس الراعي تلاوة صلاة المسبحة الوردية على نية لبنان، في كنيسة سيدة الإنتقال في الصرح البطريركي ببكركي، والتي تنقل عبر شاشتي "تيلي لوميار" و Charity TV ووسائل التواصل الاجتماعي التابعة لها وللمكتب الاعلامي في بكركي، وقد شارك فيها هذه الليلة اعلاميون واعلاميات وفنانون وحركات رسولية واخويات.

قال "هذا وسنتابع الصلاة على نية من يقومون بالحراك المدني ونقول لهم ان قوتهم هي في تمتعهم بروح السلام والحضارة والأخلاق واحترام الناس، هذه هي كل قوتهم، وهي لا تكمن لا بالخلاف ولا بالنزاع ولا بالإعتداء على احد. كما اننا نوجه نداء للجيش اللبناني والقوى الأمنية التي نقدرها ونحترمها والتي هي سياج الوطن وللمتظاهرين الا يتواجهوا، وهذا ما أكد عليه قائد الجيش منذ يومين إذ قال "الشعب اللبناني ليس عدونا" ولكن قد يكون هنا او هنالك ارتكابات عنف وهذا امر غير مسموح به".

وختم: "نرفع نوايانا وتبقى النية الأساسية من اجل احياء الحوار بين السياسيين المسؤولين وبين شعبنا وشبابنا القائم بالحراك المدني الحضاري الرائع والسلمي الذي هو نعمة من ربنا، ولعله يكون فجرا جديدا في حياتنا اللبنانية".

التيار الوطني الحر رفض كل مشاريع قوانين العفو: متمسكون بالميثاقية والمؤسسات الدستورية السبيل للاصلاح والنهوض الإقتصادي

وطنية - أصدرت الهيئة السياسية في "التيار الوطني الحر" تعقيبا على ما حصل في مجلس النواب البارحة، البيان الآتي:

-" يؤكد التيار التزامه بالخط الاصلاحي ويطلب من اللبنانيين المنتفضين الدعم لإقرار اقتراحات القوانين المتعلقة بمكافحة الفساد والتي تقدم بها الى المجلس النيابي والتي يمكن اقرارها باعتبارها من ضمن تشريع الضرورة بالمعنى الضيق وفقا للنهج الذي التزمه التيار منذ دخوله الندوة البرلمانية، وهي القوانين المتعلقة باسترداد الأموال المنهوبة وكشف السرية المصرفية ورفع الحصانة والمحكمة الخاصة بالجرائم المالية والهيئة الوطنية للفساد.

- يرفض التيار كل مشاريع قوانين العفو العام عن الجرائم المرتكبة، ويطالب بتحصين استقلالية القضاء ودعمه للقيام بواجباته كسلطة مستقلة في محاسبة الفاسدين وفي إجراء المحاكمات المطلوبة في أسرع وقت ممكن وفقا للأصول.

‏- يجدد التيار الوطني الحر تمسكه بالميثاقية ‏ويدعو إلى احترامها بمعناها الواسع داخل مجلس النواب ‏اعتارفا بالمكونات الأساسية في نظامنا الديمقراطي التوافقي مع التأكيد على رفض استغلالها في غير مكانها والتذرع بها من أي كتلة نيابية تهربا من أي تشريع لازم.

ان التيار الوطني الحر ينبه الى "أن شلل المؤسسات الدستورية هو السبيل الى اللاستقرار السياسي والفوضى التي نتخوف منها والتي تؤدي الى انهيار الإقتصاد والبلد. اما عمل المؤسسات الدستورية في ظل ما هو مطروح امامها من موازنة وقوانين للفساد هو السبيل الى الاصلاح والنهوض الإقتصادي. وعليه فإن التيار يدعو المجلس النيابي الى انتخاب هيئة مكتب المجلس واللجان النيابية في أسرع وقت لتأمين انتظام العمل البرلماني وفقا للأصول".

المجلس الماروني نوه بالبيان الفاتيكاني عن الحراك: لأخذ الفاصل الزمني القصير لتكليف رئيس حكومة بالصبر

وطنية - اجتمعت الهيئة التنفيذية للمجلس العام الماروني في مقره المركزي في المدور، وترأس الاجتماع الوزير السابق وديع الخازن في حضور نائب الرئيس المحامي اميل مخلوف والأعضاء، وتم البحث في الأوضاع الحرجة في البلاد.

وتوقف المجتمعون في بيان عند "البيان الفاتيكاني اللافت الذي حيا انتفاضة لبنان الشعبية المذهلة، خصوصا الشباب والصبايا، وعلى الدينامية الإيجابية التي خلقوها والتي ينبغي ألا تنطفئ بأي شكل من الأشكال، علينا العمل لتكون حافزا للبنان متجدد أكثر عدالة وديمقراطية وتضامنا وأخوة".

واعتبرت أنه "أبلغ تعبير عن أحقية هذه الانتفاضة التي لم يسبق لدولة الفاتيكان أن دعمتها بشكل استثنائي، والذي سبق غبطة البطريرك الكاردينال مار بشاره بطرس الراعي وأعلن دعم بكركي ونصرته لقضايا الحراك المحقة، لاسيما بروز حركة طلابية عارمة جسدت طموح الشباب إلى التغيير والإنتقال إلى مرحلة جديدة من المواطنة البعيدة عن الطائفية والمحاصصة والفساد الذي نهب أموال الشعب من خزينة الدولة".

وأهاب الحاضرون بـ "حراجة الأوضاع التي بلغت حد الإنهيار"، مناشدين "رئيس الجمهورية العماد ميشال عون، المؤتمن على الدستور، أن يسارع إلى إجراء الإستشارات النيابية فورا لتدارك هذا التدحرج والإنزلاق نحو المجهول".

وختم المجتمعون بدعوة "الحراك إلى أخذ الفاصل الزمني القصير لتكليف رئيس حكومة بالصبر، لكي يتمكن رئيس الجمهورية من ضمان أمان التكليف والتشكيل لئلا يفلت زمام الأمور إلى ما لا يمكن ضبطه بعد ذلك".

لقاء باريس والتحوّل الدولي: تأييد الانتفاضة.. ولا تدخّل

منير الربيع|المدن ـتتغير النظرة الدولية تجاه لبنان شيئاً فشيئاً. ما تقدّم منذ أكثر من شهر في الساحات لم يكن متوقعاً بالنسبة إلى المجتمع الدولي. المشهد في بيروت والمناطق المختلفة، بالعيون الدولية، يبدو "مشرقاً" على حدّ تعبير مسؤولين دوليين، خصوصاً أن الانتفاضة على الواقع القائم، وعلى اختلال التوازن، وعلى الفساد والسمسرات وسياسة المحاور، قد بدأت تحقق نتائج إيجابية بكل مدنية وسلمية. يقدّم لبنان نموذجاً عربياً وشرق أوسطياً للتغيير السلمي، بخلاف ما سارت عليه رياح الربيع العربي التي تحولت إلى العنف وغرقت بالتطرف والدماء.

الثورة تثبت نفسها

عندما بدأت الثورة لم يكن أي من القوى المحلية أو الخارجية تعيرها هذا الاهتمام، أو تراهن عليه. صحيح أن التعاطف معه كان قائماً، والمراقبة كانت حذرة، بانتظار اتضاح وجهة الأمور ومساراتها. القوى السياسية لم تكن مقتنعة بما يمكن أن يحققه المتظاهرون. ولذلك، كانت هناك حال استخفاف ولا مبالاة، وتضييع الوقت للحفاظ على الحكومة. بعدها بدأ التدرج في "تعديل حكومي" لم يتحقق، ولم يوافق عليه الشارع. سقطت الحكومة وطالب الشارع بحكومة تكنوقراط. ما يعني المطالبة بتغيير حقيقي بالوجوه والسياسات. بموازاة هذا، كان الموقف الدولي واضحاً في تعاطفه مع الانتفاضة اللبنانية، مشدداً على توفير الحماية للمدنيين من أي اعتداء.

وهذا ما تكرس على الأرض في أداء الجيش والقوى الأمنية. بُعيد إسقاط الحكومة ومنع عقد جلسة مجلس النواب في المرة الأولى، بدأت النظرة تتغير. والأكيد أنه في هذه الحالات تبدأ الدول في إعادة قراءتها وفق المتغيرات. ووجدت أن الحراك جدّي وقادر على تحقيق التغيير بكل سلمية، وإن ببطء وتدرّج.. ولا بأس من دعم هذه التحركات، لأن الرهان على السياسيين لطالما فشل، خصوصاً فيما يتعلق بتقديم المساعدات وتنفيذ الإصلاحات.

إشادة بالشباب اللبناني والجيش

بواقعية أكثر، أرادت الدول التدخل بشكل أو بآخر متكئة على الوقائع الجديدة لتصحيح الاختلال في موازين القوى، وفي تجاوز الدستور والمؤسسات. وبالطبع، هناك اعتراض على التحاق لبنان بالمحور الإيراني. وهذا ما يدفع اللبنانيون ثمنه اليوم بمنع المساعدات وبأزمة اقتصادية خانقة بدأت تنحو بالبلاد نحو الانهيار.

الاستعصاء الذي استمر لأيام، دفع الفرنسيين إلى التحرك بإيفاد كريستوف فارنو إلى بيروت ولقاء المسؤولين. حصيلة لقاءاته بحثها مع مسؤول أميركي هو ديفيد شينكر ومسؤول بريطاني. وتكشف معلومات "المدن" أن اللقاء الثلاثي الذي عقد في العاصمة الفرنسية لم يخلص إلى نتائج حاسمة، أو واضحة بخصوص التدخل في الأزمة اللبنانية ومعالجتها. وكان هناك إشادة بالشباب اللبناني الذي انتفض، وتمكن من تحقيق أهداف كثيرة. وتخلص النظرة الثلاثية إلى أن هناك إمكانية للتغيير بفعل هذه الحركة الشعبية، شرط توفير الحماية لها.

وحسب المعلومات، لم تتقدم أي من الدول بأي مبادرة في هذه المرحلة، وترك المجال للشباب اللبناني ليعبر عن ما يريده وما يطرحه من مشاريع وبرامج التغييرية، مقابل توفير كل سبل الحماية له. وهذا ما يتوضح في الإلحاح الدولي المتكرر، وخصوصاً الأميركي، على حماية المتظاهرين ومنع الاعتداء عليهم، وصولاً إلى حد التلويح بوقف المساعدات العسكرية، إذا ما وقع أي اعتداء على المتظاهرين. هذا الأمر يفسره بعض اللبنانيين بأنه تدخل أميركي له بعد سياسي يتصل بتطويق حزب الله ورئيس الجمهورية. ويرى فيه البعض سبباً لسوء في العلاقة بين الحزب وعون وباسيل مع قائد الجيش. والانزعاج انسحب أيضاً على رئيس مجلس النواب نبيه بري، الذي اعتبر ان الجيش لن يسمح بقطع الطرقات. وظن أن جلسة مجلس النواب ستنعقد.

تأييد المطالب واستياء روسي

يعتبر البعض أن المجتمع الدولي كان يضع الأجهزة الأمنية تحت المراقبة الدقيقة، في أدائها مع المتظاهرين. وهذا يدل ضمناً أن الرهان الدولي على الانتفاضة يكبر ويتنامى. فيما يعتبر حزب الله وعون أن ما يجري هو مؤامرة اميركية، وأنها هي التي منعت بعض الكتل النيابية من المشاركة في الجلسة ومقاطعتها، لا سيما كتلة المستقبل، القوات، والاشتراكي.

تؤكد المعلومات أن الاجتماع الثلاثي خلص إلى نقطة واحدة أساسية، وهي ترك الحرية للشعب اللبناني في ما يريده، مع عدم التدخل بالتفاصيل السياسية، والتمسك بشرط أن تكون أي حكومة ستولد ملبية لتطلعات اللبنانيين. أيضاً، هذا يعني ضمناً دعم مطالب الحراك بالتغيير. والموقف الدولي هذا استفز موسكو، التي تتحرك بفاعلية للدفاع عن عون وحزب الله، وتحرص على "العهد" وتتمسك بحكومة يتمثل فيها حزب الله بشكل مباشر. وقد تواصلت موسكو مع باريس بهذا الخصوص. وإذا كانت باريس تؤيد حكومة تضم مختلف الكتل وتتفهم وضع حزب الله وموقعه وتمثيله بشخصيات غير حزبية وغير مستفزة، إلا أن هذا الأمر على ما يبدو مرفوض من الأميركيين والبريطانيين. الذين يفضلون ترك الصراع مفتوحاً بين الشعب اللبناني والقوى السياسية.

يفترض حالياً بهذا الموقف الدولي أن يمنح المزيد من الفرص للانتفاضة، التي ستكون قادرة على تسجيل المزيد من النقاط لصالحها وإن ببطء. كما بإمكان هذه الانتفاضة الاستثمار بتصدع القوى السياسية وتنابذها فيما بينها وتوسع خلافاتها، كما هو الحال اليوم بين تيار المستقبل والتيار الوطني الحر.

بالمحصلة، يُنظر إلى هذا الحراك على أنه سيؤسس لتغيير جذري بالتركيبة اللبنانية وبآلية الإدارة السياسية. ووفق هذه النظرة، لن تصل أي مساعدات دولية إلى لبنان قبل تحقيق هذا التغيير.

عزمي بشارة: ما يحصل في لبنان تاريخي

المدن ــ بث التلفزيون العربي حلقة خاصة من برنامج "حديث خاص" استضاف فيها الباحث والمفكر الدكتور عزمي بشارة في لقاء تفاعلي خصص للرد على أسئلة الجمهور التي وردت للتلفزيون بعد الحلقة السابقة التي تحدث فيها الدكتور بشارة حول الحراك العربي في العراق والجزائر ولبنان.

أكّد الدكتور بشارة ردا على سؤال من المشاهدين ان ما يحصل في لبنان حالة آنية، لكنه في طريقه لإخراج لبنان من الحالة الطائفية، فما يحصل في لبنان تاريخي بسبب عمق النظام الطائفي اللبناني الذي تحكمه المحاصصة في كل شيء، لكن من الصعب تصور إزالة النظام الطائفي هناك بين عشية وضحاها. ومع ذلك فإن ما سيهيمن في النهاية هو هذا التيار اللاطائفي

وبشأن رفض الحراك للسياسيين الطائفيين والحديث عن حكومة تكنوقراط، نبّه بشارة إلى أهمية أن لا يتحول ذلك إلى نوع من النفور من السياسة لأن ذلك يشجع الديماغوجيين والشعبويين، فليس هناك غنى في النهاية عن دور السياسيين ولا يمكن الاكتفاء بالتكنوقراط رغم تفهم موقف الحراك من السياسيين الآن، لكن لا بد على المدى البعيد من أن تنشأ ثقافة معادية للطائفية.

أما في ما يخص حزب الله فقد استبعد بشارة أن يلجأ الحزب لاستعمال سلاحه في الداخل، مشيرًا في الوقت نفسه إلى الوضع الصعب الذي يمر به حزب الله بسبب وضع إيران وبسبب تحالفاته الداخلية. وتساءل الباحث والمفكر عن سبب تصرف حزب الله وكأن الثورة ضده وكأنه هو حامي النظام الطائفي، وأكد الدكتور بشارة من جديد أن موضوع الحراك الاحتجاجي هو النظام الطائفي وليس حزب الله.

وشدد الدكتور بشارة أنه في لبنان لا يوجد صانع قرار واحد، وهذه الثورة لن تنتهي الى زوال صانع القرار هذا لأن هناك مراكز متعددة للقوى وموزعة بحسب الطوائف، لذلك لا يجب على الحراك اللبناني استنساخ أي تجربة أخرى، فالموضوع في لبنان هو موضوع النظام الطائفي وهذه معركة طويلة. "

اوضاع الاحتجاجات كما كانت يوم امس:

المصارف والمدارس والدوائر الرسمية فتحت ابوابها في طرابلس والطرقات سالكة باستثناء ساحة النور واوتوستراد البداوي

وطنية - افاد مندوب الوكالة الوطنية للاعلام في طرابلس "ان المصارف في مدينة طرابلس فتحت أبوابها أمام الزبائن، وسط حماية وتدابير امنية اتخذتها عناصر قوى الامن الداخي امام الابواب الخارجية، وتشهد المصارف زحمة غير مسبوقة، دون تسجيل اي اشكال او اعتراضات تذكر من قبل المواطنين حتى الساعة".

تجدر الاشارة الى "ان الطرقات في المدينة ومحيطها سالكة امام حركة المرور، باستثناء ساحة النور واوتوستراد البداوي المقطوع بالاتجاهين منذ ليل امس، فيما معظم المدارس والجامعات والثانويات استأنفت الدروس لليوم الثاني على التوالي، كذلك فقد فتحت المؤسسات الخاصة والدوائر الحكومية أبوابها، لكن بعض المتظاهرين الذين جابوا شوارع المدينة منذ الصباح الباكر عمدوا الى التجمهر امام الدوائر الحكومية والمؤسسات العامة والمدارس، وطالبوا ادارات المدارس بالاقفال، كما طالبوا موظفي المؤسسات العامة ترك مكاتبهم.

 

تجمع عدد من الطلاب داخل حرم البلمند في الكورة

وطنية - افادت مندوبة "الوكالة الوطنية للاعلام" عن تجمع عدد من الطلاب داخل حرم جامعة البلمند في الكورة تضامنا مع مطالب الحراك الشعبي، حيث افترشوا الارض وحملوا الأعلام اللبنانية.

تجدر الاشارة إلى أن الجامعة فتحت ابوابها بشكل طبيعي مع حق الطلاب بالحضور او التظاهر.

مسيرة طالبية في رحبة تضامنا مع شباب أوقفوا في رياض الصلح

وطنية - عكار - نفذ طلاب ومواطنون من بلدة رحبة مسيرة تضامنية مع الشباب الذين اوقفوا في رياض الصلح مساء امس وافرج عنهم اليوم. وجابت المسيرة شوارع البلدة وردد المتظاهرون الاناشيد الوطنية الحماسية.

الحركة طبيعية في الكورة

وطنية - افادت مندوبة "الوكالة الوطنية للاعلام" ان قضاء الكورة يشهد حركة طبيعية ، بعد ان كانت قد فتحت كل طرقاته سابقا ، وتستقبل المصارف لزبائنها وسط حماية عناصر قوى الامن الداخلي، غير ان بعض الحركات الطلابية الاحتجاجية التي جرت امام بعض المدارس والجامعات ادت الى امتناع بعض الطلاب عن حضور دروسهم، في حين بقيت جامعة" liu " في ضهر العين مقفلة ، كذلك فان طلاب الجامعة اللبنانية - البحصاص مازالوا معتصمين

اقفال المدارس الرسمية والخاصة في الجومة

وطنية - عكار - اقفلت العديد من المدارس الرسمية والخاصة أبوابها صباح اليوم في منطقةالجومة، بعد دعوات صدرت عن الحراك المستقل في الجومة "للتضامن مع ما حدث امس في رياض الصلح ".

ودعا الحراك الى "تعطيل المدارس والمشاركة في اعتصام في خيمته في بلدة العيون"، داعيا إلى "عدم إقفال الطرقات".
وقام محتجون باقفال احد المصارف في رحبة.

مسيرة للمحتجين في حلبا واقفال مؤسسات ومصارف ومدارس

وطنية - عكار - يواصل المحتجون في محافظة عكار اقفال الطرق الرئيسية،احتجاجا على ما حصل يوم امس في ساحة رياض الصلح .

ونظم المحتجون في ساحة الاعتصام في بلدة حلبا مسيرة جابت شوارع البلدة وعمدوا على اقفال كل المؤسسات والمصالح الرسمية وكذلك المصارف والمدارس الرسمية والخاصة.

من جهة ثانية، باشر المحتجون في ساحة الاعتصام عند مستديرة العبدة باعادة فتح طريق عام المنية -العبدة عند نقطتي البيادر وجسر النهر البارد في بلدة المحمرة وكذلك عند مستديرة العبدة.

المحتجون والطلاب اقفلوا الثانويات والمدارس في الضنية

وطنية - الضنية ـ أغلق المحتجون والطلاب الثانويات والمدارس الرسمية في الضنية الأبواب، وقاموا بتعطيل الدروس فيها، بعدما أعلن يوم أمس، أن اليوم سيكون يوم تدريس عادي.

وشمل الإغلاق ثانوية بخعون الرسمية، مدرسة إيزال الرسمية، تكميلية سير للصبيان، مدرسة مرشد درباس الرسمية في سير، مدرسة حقل العزيمة الرسمية وثانوية قرصيتا الرسمية. كما أغلق المحتجون والطلاب مركز أوجيرو في بلدة بخعون.

 

مسيرة طالبية جابت شوارع صيدا

وطنية - صيدا - جابت مسيرة طالبية شوارع المدينة باتجاه عدد من المرافق العامة، وتوقف الطلاب امام مؤسسة كهرباء لبنان داعين الى مواصلة التحرك، ثم اكملوا مسيرتهم باتجاه ساحة ايليا.

 

https://lh6.googleusercontent.com/grq_H8o2hcQcs3a6fkMhQFxNK7xdifYBl4msN6gif6fisS_wD3065iTp0M4W7i6x0xCFRqjKckYE5UhjPCRNcqgVcFd6-LJOh_KwQoGxxhRHxcL8gxHcKWGjD0x2tkqewLsK2_Crswfo6DSuKQ

 جان الاشقر أول لبناني يفوز بجائزة GREEN TALENTS AWARD في برلين

وطنية - نجح الدكتور جان الاشقر ابن الـ28 عاما، والحائز دكتوراه Biochimie من كلية العلوم في جامعة القديس يوسف، ودكتوراه في الهندسة الكيمائية، من جامعةUniversité de Bretagne bonjour Sud - فرنسا، بأن يكون اول لبناني يفوز بجائزة Green Talents Award من وزارة الابحاث والتعليم الالمانية - برلين، وقد اختير من اصل 837 باحثا من 97 دولة.

واشار بيان للكلية الى ان "هذه الجائزة العالمية تهدف الى تكريم العلماء الشباب الباحثين في مجال التنمية المستدامة. ويأتي الفائزون من اختصاصات علمية عديدة ويتم تكريمهم لإنجازاتهم المتميزة في جعل المجتمعات أكثر استدامة".

وقدم الدكتور الاشقر ابحاثا لمعالجة النفايات بطريقة خضراء، تحديدا بما يسمى Anaerobic Digestion التي تنتج غاز الميتان من النفايات العضوية كطاقة خضراء بديلة ومتجددة.

ولفت البيان الى ان "هذه الجائزة تعتبر من اهم الجوائز البحثية التي تشرف عليها وزارة الابحاث والتعليم الالمانية، ويشارك في الاحتفال حشد من الباحثين الألمان والاجانب، واعضاء من البرلمان الالماني والديبلوماسي والجسم الاعلامي الالماني والغربي.

وتسلم الدكتور الاشقر الجائزة من وزير الدولة الألماني لشؤون التعليم والابحاث مايكل مايستر، في حضور نائب السفير اللبناني في برلين القنصل الدكتور حمزة جمول".

 

https://lh4.googleusercontent.com/GP9BqmHyD9g2Bb4Yqed9MN_33OO6tW_bD8GABEbesVnzWK5rSHcN8Q26UyjzLAQiy7562kLDab1OYco0rmK7RjBCpsm5_Cg7-iQG_LpMkr94Iozp_mKPLD0vuSwN2oqy89y2oY561ont6BNQkg

 سيرة جيل الانتفاضة وتجاربه الشبابية السابقة: تحطيم الأصنام

محمد أبي سمرا ــ هو شاب من مواليد العام 1993 في الأشرفية. أسرته من الطبقة المتوسطة. أمه أرثوذكسية بترونية - طرابلسية، وتدرّس الرياضيات في جامعة القديس يوسف. والده أرثوذكسي من أصول فلسطينية - سورية، ومن سكان الأشرفية، ومهندس يعمل في تجارة الأدوات والمواد الطبية. خاله كان في الحرب الأهلية في حزب الوطنيين الأحرار. عمه مثقف يساري من شهداء "ثورة الأرز" عام 2005.

في طفولته البيتية تفتح وعيه الأول على حساسية اليمين المسيحي اللبناني في عائلة أمه وكلامها الناقم على السيطرة السورية على لبنان، وقبلها على المنظمات الفلسطينية المسلحة. أما في عائلة والده فكان الكلام السياسي قليلاً، ويظل خافتاً متحفظاً، نظراً لجذور العائلة الفلسطينية والسورية، وإقامتها في الأشرفية، منذ ما قبل الحرب. القيم أو الثقافة العلمانية، والإيمان المسيحي، هما السائدان في حياة أهله البيتية. وهو حتى اليوم علماني ومؤمن إيماناً شخصياً هادئاً، يحمله على القول إنه ليس ملحداً. عمه المثقف اليساري، وهو عرابه، هذّب تشربه بالنقمة على سوريا والسوريين في صباه الأول، وحمله على التمييز بين نظامها وشعبها، ومنه عرف شيئاً عن اليسارية.

أخبار السياسة وأحاديثها كانت حاضرة في البيت. وفي مدرسته الليسيه الفرنسية عند طرف الأشرفية، كان الكلام السياسي حاضراً في اليوميات المدرسية، ومداره الاحتلال السوري للبنان، حتى انفجر بقوة في العام 2005، وبعده. وجاء اغتيال عمه الذي ترك جرحاً بليغاً في العائلة، محفزاً أساسياً لبحثه عن سياق الحوادث ومعناها، ودفعه إلى تلمس بدايات وعيه السياسي معاني السياسة. سوى خاله، ليس في عائلته وأسرته من انتمى إلى حزب أو ناصر زعيماً سياسياً. وجماعات 14 آذار ومنظومتها وزعامتها نظرت العائلة إليها نظرة متحفظة وسلبية. لأن تلك المنظومة وزعاماتها خيّبت آمال شعب الانتفاضة وطموحه في الحرية والديموقراطية والاستقلال، وبناء دولة المساواة وتجديد الحياة السياسية، وإطلاق مبادرات الأجيال الشابة.

النادي العلماني

أثناء دراسته العلوم السياسية في الجامعة الأميركية في بيروت، انتسب إلى النادي العلماني الطلابي في الجامعة، وصار ناشطاً فيه مع مجموعة من أمثاله من الطلاب. وبعدما كانت أجواء انتفاضة 14 آذار 2005 بداية تفتحه السياسي في حياته العائلية والمدرسية، صار عمله في النادي الطلابي الجامعي إطار تفتحه ونشاطه الشخصيين والفرديين والشبابيين.

ومدار دعوة النادي العلماني وتطلعاته ونشاطه، الخروج على النظام الطائفي ومنظومة السلطة وزعاماتها، بل إسقاطها. وفي العام 2011 وموجة الثورات العربية، اندفع  طلاب النادي في تأييدهم هذه الثورات، وخصوصاً السورية، بلا التباس ولا غمغمة. وتفرّد النادي بين المجموعات والنوادي الطلابية في الجامعة الأميركية، باطلاقه حملة تعاطف وتأييد للسوريين وثورتهم في إطار "طلاب من أجل سورية حرة". وتميز النادي أيضاً في وضوح حملته ضد منظومتي 14 و8 آذار وانقسامها العامودي. وطلاب النادي العلماني يتحدرون من أهل يساريين وشيوعيين سابقين، ومن علمانيي ولبراليي الفئات المتوسطة، ومتنوعين طائفياً ومناطقياً، ودخلوا إلى الجامعة الأميركية قادمين من مدارس نخبوية، كالليسيه الفرنسية، والآي. سي، والجمهور، والكرمل سان جوزيف، ولويز فيكمن. وشارك النادي بحماسة في حملة إسقاط النظام الطائفي اللبناني وتظاهراتها في بيروت عام 2011، تأثراً بالثورات العربية ونسجاً على منوالها في لبنان.

وتميز النادي العلماني بمشاركته النشيطة في حملة "المسيرة العلمانية" وتنظيمها. وهي مسيرة حاشدة تنطلق كل مرة من مكان معين، وبادر إلى تأسيسها راقص وراقصة في بيروت. وبين العامين 2012 و2013 شهد النادي قفزة جديدة في نشاطه ضد المنظومة السياسية اللبنانية المتحدرة من الحرب الأهلية، وتجديدها في الانقسام العامودي بين 14 و8 آذار. وصار النادي يجمع ما بين 200 و300 طالب وطالبة في الجامعة، وصار على صلة وثيقة بمجموعات وجمعيات المجتمع المدني، ومنها "الجمعية اللبنانية لديموقراطيات الانتخابات" (لادي)، وشارك في تظاهرات احتجاجية في وسط بيروت ضد التمديد للمجلس النيابي في العامين 2013 و2014. فراكم الطلاب المحتجون الغضب ضد البرلمان والمنظومة السياسية، واستطاع النادي حيازة منصب نائب الرئيس في الجامعة و3 أعضاء من أصل 17 عضواً في الحكومة الطلابية، وانتخاباتها في العام 2014.

أزمة النفايات

احتجاجات طلاب النادي وتظاهراتهم ومحاولتهم الدخول إلى مبنى البرلمان، ورشقهم سيارات النواب بالبيض والبندورة احتجاجاً على تمديد ولايتهم النيابية، مهدت لمشاركتهم الواسعة والحماسية في الحركة الاحتجاجية الواسعة على الإدارة الحكومية لجمع النفايات ومطامرها، وانتشارها الواسع والمقذّع في شوارع بيروت صيف 2015. كانت هذه الحركة مفصلية في نشاط شبان النادي العلماني الذين كانوا قد تخرجوا من الجامعة وصاروا عاملين في مهن ووظائف متنوعة، وظلوا على تواصل شبكي مصبه النشاطات الاحتجاجية واستمرارهم فيها، إلى جانب سواهم من المجموعات الشبابية الكثيرة. وفي 22 آب 2015 استخدمت القوى الأمنية العنف المفرط ضد شباب الحركة الاحتجاجية على إدارة النفايات وتراكمها في شوارع المدينة.

وكانت ساحة رياض الصلح المكان الأبرز الذي تعرض فيه المحتجون لحملة العنف الأمني، عندما كانوا حوالى 300 شاب وشابة في الساحة. مجموعة منهم اقترحت إقفال الطرق لساعتين أو ثلاث في بيروت في تلك الليلة، رداً على ذلك العنف. منهم من سار في تظاهرة عفوية انطلقت نحو شارع الحمراء، فاشتبكوا مع موكب الوزير رشيد درباس، ورمو النفايات وقطعوا الطريق أمام المصرف المركزي، وأمام منزل رئيس الحكومة الأسبق فؤاد السنيورة في شارع بلس.

مهّدَ ما حصل في 22 آب للتظاهرة الضخمة التي جمعت نحو 50 ألف متظاهر بساحة رياض الصلح في 29 آب. وفي الأثناء ولد هتاف "كلن يعني كلن" من صفحة فيسبوكية باسم "إلى الشارع"، ونشرت الصفحة صورة السيد حسن نصرالله، باعتباره من المنظومة السلطوية. قبل ذلك كانت صورة محمد رعد تمثل حزب الله، من دون التجروء على "قدسية" حسن نصرالله، الذي أدى إبراز صورته وكسر هالته إلى الهجوم على الإعلامية ديما صادق التي كانت تبث حلقة تلفزيونية عن الاحتجاجات مباشرة من ساحة الشهداء.

استمرت الحركة الاحتجاجية ضد إدارة النفايات وأزمتها طوال أربعة أشهر. المجموعة الشبابية المتحدرة من النادي العلماني اختبرت في تلك الأشهر نشاطها الاحتجاجي الذي عاشته بفرح تهكمي غامر ومنتشٍ، غيّر نمط حياتها وعلاقاتها اليومية، وجعلها سيّالة ومندفعة في نشاطها التلقائي المباشر الذي بدأ ينحو نحو التنظيم في العمل والتأطير العنقودي أو الشبكي والأفقي، بلا قيادة ولا مراتب تنظيمية، وعلى مبادرات جماعية وفردية.

حملة بيروت مدينتي

انتهت تلك الحركة الاحتجاجية، فانخرطت المجموعات الشبابية المتحدرة من النادي العلماني في حملة "بيروت مدينتي" تمهيداً للانتخابات البلدية في بيروت 2015، فوظفت نشاطها وخبراتها في الحملة التي جمعت أساتذة جامعات ونقابيين وفاعليات بيروتية وناشطين في المجتمع المدني، فتشكلت لجان للتنظيم والتواصل مع المجتمع البيروتي وعائلاته.

استمرت حملة "بيروت مدينتي" ثلاثة أشهر، وكانت اختباراً جديداً للمجموعات الشبابية، وجاءت نتائجها مفاجئة بحصولها على 40 في المئة من أصوات المقترعين في انتخابات بلدية بيروت.

شبكة مدى

كانت فكرة إنشاء شبكة تضم مجموعة من طلاب الجامعات وخريجيها في لبنان، قائمة منذ العام 2013. ونشأت الفكرة بين مجموعات من طلاب الجامعتين الأميركية واليسوعية، يعتبرون أن الأجيال الطلابية والشبابية مهمشة، بل تعيش خارج الحياة السياسية والانتخابية التي تتصدرها أجيال تقليدية سابقة، تتحكم وحدها بتركيب السلطة والحياة السياسية منذ نهاية الحرب الأهلية. أما الجيل المولود ما بعد الحرب، والذي ورث هذه التركيبة في السلطة والعمل السياسي من دون أن يكون له مكان فيها، ويفضي به تعليمه الجامعي في الجامعات المرموقة (الأميركية، اليسوعية، واللبنانية الأميركية) إلى الهجرة، فيما يفضي التعليم بطلاب الجامعة اللبنانية إلى البطالة وطلب وظائف إدارية دنيا من زعماء التركيبة السياسية، فلا فاعلية سياسية واجتماعية لها في البلاد، سوى تجديد هذه التركيبة ومساوئها وترسيخها: خريجو الجامعات المرموقة المهاجرون والعاملون في الخارج، يرسلون إلى أهلهم وبلدهم حوالى 6 مليار دولار في السنة، تسد عجزاً في موازنات الدولة وفي حياة البلد الاقتصادية. أي أن هذه الهجرة ومردودها يعملان على ترسيخ السلطة السياسية الفاسدة في لبنان.

أدت هذه الأفكار الى نشوء شبكة مدى من الطلاب الجامعيين والخريجين، لكسر هذه الدوامة. وعرفت الشبكة نهضتها وتوسعها في العام 2017. وهي شبكة لتفعيل العمل والنشاط السياسيين خارج أطر التركيبة القائمة، على أسس وممارسات علمانية وديموقراطية، وبناءً على مبدأ المواطنة والمساواة الجندرية والاجتماعية، وضمت الشبكة مجموعات وافراداً، ونظمت عملها في شبكات أفقية مفتوحة.

روافد الثورة

شكلت هذه التجارب والروافد وسواها من أمثالها، سوابق انتفاضة 17 تشرين الأول 2019 المفاجئة والمستمرة. وصاحب رواية تلك التجارب والاختبارات والروافد، لم يكن يتوقع أن يفضي الاحتجاج على قرار الضريبة على "الواتس أب" ألى ما أفضى إليه في تلك الليلة التي أعقبت بأيام عشر حرائق الأحراج الواسعة في مناطق لبنانية كثيرة، وسواها من المهاترات بين أركان السلطة في البلاد. كان يرى أن الأفق شبه مسدود، والقدرة على الاحتجاج والاعتراض ضعيفة.

لبى دعوة انطلقت على شبكة فيسبوك للتجمع على جسر الرينغ ليلة 17 تشرين الأول. بلا أمل بحدوث تحرك استثنائي وصل إلى الجسر وشارك نحو 300 شاباً وشابةً في الوقفة الاحتجاجية والصدام مع القوى الأمنية، قبل مغادرته إلى منزله، ليفاجأ بأخبار إطلاق موكب الوزير أكرم شهيب النار على متظاهرين في ساحة رياض الصلح التي سارع إليها، ليجد جمهرة من ثلاثة أو أربعة آلاف شخص من المحتجين الهاتفين، فتسلق إشارة سير وراح يصور المشهد ويبثه على شبكات التواصل. ومن رياض الصلح قام مع مجموعة من أصدقائه بجولة في شوارع بيروت، ففوجئ بمجموعات من الشبان تخرج من الزواريب والشوارع وتقطع الطرق بمستوعبات النفايات والحرائق.

كانت تلك المشاهد تنبئ أن ما يحصل كبير ولن يهدأ، وسيستمر أياماً قبل خفوته وانطفائه كالعادة. لكن الأيام توالت وشمل التحرك أحياء ونواحي كثيرة من بيروت، وتمدد إلى المناطق. إنها انتفاضة أو ثورة، إذاً، ولن تتوقف. واشتعلت وسائل التواصل الإلكتروني بالصور والشعارات والنداءات، واختلطت بصور وشهادات البث التلفزيوني المباشر. لبنان كله ينتفض ويثور. ولم يعد يقتصر الأمر على المجموعات الشبابية، التي اختلطت بجمهور شعبي من الفئات الاجتماعية الكثيرة التي راحت تنزع عنها ولاءاتها وانتماءاتها السابقة.

من ظواهر الانتفاضة، تلك الأقنعة المستلهمة والمستلة من بطل فيلم "جوكر" الذي كان يعرض في الصالات البيروتية. اختلطت صور الفيلم بمشاهد الحياة اليومية في بيروت. وصارت صور طرابلس وحشودها في ساحة النور تذكّر بثورة مدينة حمص السورية. والقرع على الطناجر في الأحياء في أوقات من النهارات، صار يذكر بما حدث في ثورة تشيلي. مشاهد لا تحصى في الانتفاضة تستدعي مشاهد أخرى من الثورات والانتفاضات العربية والعالمية الأخيرة.

شبان الانتفاضة وشاباتها أعاد الحدث الكبير وصلهم عبر شبكات التواصل الاجتماعي بزملائهم وزميلاتهن على مقاعد الدراسة ما قبل الجامعية، وسائر النشاطات الاحتجاجية في الأندية والمجموعات الاحتجاجية أثناء حياتهم الطلابية الجامعية. العلاقات والاتصالات تتسع وتتشعب أفقياً وشبكياً، وسط التدفق الشعبي الميداني في الساحات والشوارع.

وسقطت الحكومة. وحواجز اجتماعية وسياسية بدأت تنكسر وتتلاشى، فيما الحماسة والشغف الجسورين ينطلقان إلى الأقاصي. لن يعود الشبان والناس إلى القمقم والتحاجز السابقين، ولا إلى الشرانق الاجتماعية والسياسية التي سجنوا أنفسهم سجنتهم فيها المنظومة السياسية. لقد انفتح الأفق الذي كان مقفلاً. والرأي العام التقليدي والسائد انقلب على المنظومة السياسية، وصار إلى جانب الشبان والشابات الناشطين الذين/اللواتي ينتظرون من سنين هذه الفرصة المفاجئة. ولم تعد المنظومة السياسية التي خرجوا منها، تستطيع ابتزازهم وابتزاز الناس في الشوراع والساحات، لإعادتهم إلى تلك الشرانق المقفلة.

https://lh4.googleusercontent.com/9gH8ZvsCLlzSSiaF9DtX5iaUG6LyIJHYQG2vbTammnku1YCwmt7KoL-ib-PcUUw9FL1tBuds22TUl_JNrjp0IdExN9wiKVrSTPEi7QWqKRJJ3kPs8USlxdjzPJ5Rq0CUyk1YrsYaC04ShU6nTA

المنتدى العربي للبيئة والتنمية: لتطوير المنهج التربوي بشريا وتقنيا وماديا ليصبح تفاعليا

وطنية - ترأست رئيسة المركز التربوي للبحوث والإنماء الدكتورة ندى عويجان جلسة العمل الرابعة ضمن فاعليات المؤتمر السنوي الثاني عشر للمنتدى العربي للبيئة والتنمية في البلدان العربية الذي عقد في بيروت تحت عنوان: "التربية البيئية في البلدان العربية"، وكانت هذه الجلسة تحت عنوان: "التربية البيئية في المدارس العربية". وقالت عويجان في كلمة في مستهل الجلسة: "التربية هي أساس كل تنمية، والإنسان هو المسؤول الأول عن بيئته وإقتصاده وبحره ومياهه وهوائه وتطوير ذاته وبالتالي وطنه. ومع تطور مفهوم التنمية المستدامة في التعليم، لم يعد الترابط بين المدرسة والبيئة الخضراء ترفا بحد ذاته، بل أصبح ضرورة تربوية تستوجب سياسة متكاملة ونهجا شاملا ومنظومة تشاركية تدخل فيها الهندسة الخارجية والداخلية والتجهيزات الصفية والمدرسية، كما وتتداخل معها ثقافة مجتمعية تطاول المتعلمين وذويهم وجميع العاملين في المدرسة. فتبدأ أسس التربية البيئية بالوعي والمعرفة وتعزيز القيم البيئية وتترجم بمهارات وسلوكيات ومواقف توجهنا نحو الإنخراط في المسار البيئي السليم فنحافظ على إستدامة عطاءات الطبيعة وحسن إدارة ثرواتها الطبيعية لتحسين نوعية الحياة على هذا الكوكب".

أضافت: "إن المهمة التربوية التي نتطلع اليها، هي مهمة بالغة الأهمية ليصبح المتعلمون مواطنين فاعلين في البيئة التعليمية التعلمية والنظم الإيكولوجية التي يعيشون فيها. من هنا تسعى التربية البيئية إلى تعزيز الرؤية التعلمية التعليمة الشاملة للفرد ضمن محيطه على جميع الأصعدة وهذا يتطلب تضافر الجهود بطريقة متزامنة ومتسقة يسودها التعاون والتشارك بين القطاعات المختلفة".

تابعت عويجان:"انطلاقا من هذه المسلمات وإيمانا منا بأن مناصرة البيئة المحلية والعالمية تعتبر مسؤولية عامة، لا بد من أن تتحول التربية البيئة إلى ثقافة مجتمع ومنظومة حياة تدمج في التعليم العام وتظهر في الشخصية القاعدية لأبنائه، وتنتقل من خلال التنشئة الإجتماعية، لترشيد استهلاك الموارد الطبيعية والمنتجة كما وإنتاج طاقة بديلة نظيفة وطبيعية ومتجددة".

وقالت :"أن المركز التربوي للبحوث والإنماء والعائلة التربوية في لبنان تجد في هذا المؤتمر مسارا جديدا وقدوة في تحويل الأفكار العربية والعالمية إلى إعداد الموارد البشرية للمستقبل، لقيادة التغيير في السلوكيات وتكريس الوعي إلى خطورة العبث بمواردنا العربية المحدودة، لكي نحفظها متجددة ومستدامة للأجيال الآتية".من هنا رؤيتنا بإدماج التربية البيئية في مقومات النظام التربوي لمجتمع سليم ومعافى ومواطن منفتح وفاعل بيئيا".

افد
ثم تحدث مدير البرامج في "افد" والمؤلف المشارك في وضع تقرير المنتدى العربي للبيئة والتنمية شربل محفوظ، فعرض نظرة عامة حول التربية البيئية في مدارس المنطقة العربية، والأنشطة المعتمدة في هذا الإطار، مشيرا إلى "التفاوت بين الرؤية وبين التطبيق والى قلة التوازن في المواضيع البيئية في بعض المواد التعليمية. كما اشار الى المواضيع الاكثر تداولا في المناهج العربية".

التازي

وكانت كلمة لرئيس جمعية "تلاسمطان للبيئة والتنمية" الدكتور عبد الإله التازي الذي عرض خبرة ميدانية في البيئة في المدارس المغربية. وشدد على أهمية التربية والتوعية البيئية في جميع المواد، وأشار إلى المدارس الإيكولوجية والسياحة البيئية.

بو فخر الدين

بعد ذلك، تحدثت المديرة العامة لجمعية الثروة الحرجية والتنمية في لبنان سوسن بو فخر الدين فأشارت في مداخلتها إلى تجربة الجمعية في المدارس اللبنانية من خلال البرامج والأنشطة. وتحدثت عن الشراكة التي جمعتها بالمركز التربوي، خصوصا في ما يتعلق بوضع استراتيجية للتربية البيئية ومناهج الحلقتين الأولى والثانية من التعليم الأساسي، وتحدثت عن الدليل التدريبي الذي تم إعداده، ولفتت إلى الحملة التي هدفت إلى التخفيف من استعمال الورق في المؤسسات التربوية.

وبعد نقاش مع المنتدين، ختمت عويجان بالتوصيات الآتية:

"1-تطوير المنهج التربوي بكل عناصره ومستلزماته البشرية والتقنية والمادية؛ ليصبح منهجا تفاعليا بأهداف وكفايات متعارضة Compétences Transversales، يحاكي احتياجات العصر، مراعيا معايير (مفاهيم وقيم) الثقافة الخضراء والبيئة المدرسية الخضراء والمجتمع الأخضر والمواطن الأخضر مع سمات وملامح محددة؟

2-تطوير برامج هادفة، ودورات تدريبية متخصصة لجميع العاملين في القطاع التربوي خاصة المعلمين ، كما وإنتاج أدلة وموارد تربوية، والعمل على إنشاء أندية لدعم هذه الثقافة في المدارس، مسابقات، كرنفال بيئي، سينما خضراء، سياحة بيئية.

3-تعزيز الإعلام التربوي.

4-إعتماد معايير المدرسة الإيكولوجية أو المدرسة الخضراء، تضمن الأمن والحماية والبيئة المنسجمة مع حاجات المتعلمين وحاجات المجتمع.

5-التنسيق بين الوزارات والمديريات والمدارس الرسمية والخاصة، والمؤسسات المواكبة المعنية.

6-الاهتمام بالطفولة المبكرة؛ لما للتدخل المبكر من مردود في تنشئة المتعلم على الثقافة الخضراء.

7-الإستدامة من خلال الإستراتيجية والتخطيط ومتابعة التنفيذ والتقييم ومواكبة الدراسات والأبحاث لدعم هذه الغايات.

8-وأخيرا الإستدامة من خلال استصدار القوانين والمراسيم التطبيقية لهذه الغايات".

وختمت: "معا لبناء مجتمع أخضر والحل يبدأ من التربية!".

 https://lh3.googleusercontent.com/AcMZO5gvxhPaLb9t0TEbqt1FkaK_Uth-roQhmNKW_uwjlUqTDtP_RmCwXFWbWGzOz07rCyuz4LFY2AKIWWUe-WtLaXDQZdaax25N0Vo-UdTI9v9n75my-HJk3ZqhmX3guEfal7C49s-MPdoc_g

 ندوة في ثانوية المهدي الغازية تناولت معاني المولد النبوي

وطنية - نظمت ثانوية المهدي الغازية ندوة، لمناسبة المولد النبوي الشريف وولادة حفيده الإمام الصادق وأسبوع الوحدة الإسلامية 1441 - 2019، ضمت المرشد الديني في الثانوية السيد ابراهيم ياسين، وإمام مسجد الغفران في صيدا الشيخ حسام العيلاني، ورئيس الديوان الأسقفي في مطرانية صيدا للروم الملكيين الكاثوليك الأب جهاد فرنسيس، في حضور المسؤول الثقافي في قطاع صيدا حسن جمول ومسؤول التعبئة التربوية محمد زراقط، ومسؤول شعبة الغازية سمير حسون والكادرين الإداري والتعليمي وتلامذة صفي الثاني والثالث الثانوي.

قدم الندوة، ربيع بشير، وبعد آيات قرآنية لمحمد غندور، تلت التلميذة حوراء مدلج قصيدة شعرية حول مناقب نبي الرحمة والهدى، ثم عرض فيديو من وحي المناسبة، ليقدم بعد ذلك كل من علماء الدين الثلاثة مداخلته حول شخصية الرسول الأكرم، ومعاني الذكرى، فتحدث ابراهيم ياسين قائلا: "الرسول الأكرم محمد رمز للانسانية، تنضوي تحت عباءته البشرية جمعاء".

وأشاد الشيخ العيلاني "بعظمة النبي بأنه عرف منذ صغره بالصادق الأمين، ومثالا للتواضع التي تقتدي به الأجيال عبر العصور...".

وركز الأب فرنسيس في حديثه "أن الأديان هي رسالة موجهة من الله، والمسيحية دين محبة والإسلام دين رحمة وهنا يكمن التكامل".

وفي الختام، كرم مدير الثانوية الضيوف عبر تقديم لوحات فنية بريشة الفنان راضي راضي قدمها مدير الثانوية الأستاذ ناجي غدار.

 

 

 

مواقيت الصلاة

بتوقيت بيروت

الفجر
5:21
الشروق
6:33
الظهر
12:27
العصر
15:48
المغرب
18:37
العشاء
19:28