*اسعد الله صباحكم بكل خير والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته*
التقرير التربوي الصحفي اليومي الجمعة 01/11/2019
حزب الله يتصدّى لخرق العدوّ الجوّي: تبديد الرهان على القيد الداخلي
علي حيدر ــ الاخبار ــ شكَّل تصدّي حزب الله الصاروخي لخرق العدو الجوي فوق جنوب لبنان، أمس، ترجمة لما تعهد به الأمين العام لحزب الله السيد حسن نصر الله، بعد اعتداء الضاحية في 25 آب الماضي. وهو ما كانت قيادة العدو ــــ ومعها حلفاء المقاومة وخصومها ــــ تنتظر استشراف آفاق ما إذا كان حزب الله قد قرر السير في هذا المسار الدفاعي عملياتياً، أو سيكتفي بما تم إسقاطه حتى الآن على الحدود مع فلسطين المحتلة. أسلوب التصدي الذي نفذه حزب لله، أي استخدام صاروخ أرض ــــ جو، كان كافياً للدلالة على أن مستوى الهدف من النوع الذي يتطلب استخدام هذا النوع من الأسلحة. ما تقدّم يتلاءم مع ما أقر به جيش العدو، كما نقلت القناة 13 في التلفزيون الإسرائيلي، بأن الطائرة المستهدفة هي من نوع «زيك» (هرمس 450). وبحسب القناة نفسها، تُستخدم هذه الطائرة لجمع المعلومات الاستخبارية، وقادرة على حمل صواريخ لشن هجمات جوية.
تلمَّسَ العدو جدية حزب الله في التصدي لخروقاته الجوية. وإذا كان جيش العدو قد اتخذ إجراءات عملانية احتياطية لحماية طائراته منذ أن أطلق الأمين العام لحزب الله وعده، فإنه بات الآن أكثر إدراكاً لحقيقة أنه أمام واقع عملياتي في سماء لبنان لم يسبق أن شهده منذ عشرات السنوات. على ما تقدم، من السهولة التقدير أن العدو بات على يقين بأنه سيكون لهذه العملية ما يليها، وأن ما جرى ليس إلا محطة في سياق متواصل في مواجهة الخروقات المتواصلة. من هنا، وبالرغم من سقوط طائرات استطلاع إسرائيلية سابقة، إلا أن التصدي الذي نفذه حزب الله، وبلحاظ الزمان والمكان وطبيعة الهدف والأسلوب، لهُ بُعد استثنائي وتأسيسي لمسار جديد ــــ من الناحية العملانية ــــ في مواجهة الخروقات الجوية.
ينطوي تصدي حزب الله الصاروخي للتجسس الجوي للعدو، (وثبت أنه يمكن أن يتحول في أي لحظة الى اعتداء جوي كما حصل في الضاحية، وانطلاقاً من مزايا الطائرة المستهدفة) على أكثر من بُعد إضافي يتصل أيضاً بالسياق والتوقيت. أتت العملية الصاروخية (أرض ــــ جو) بعد الكشف عن مساعي وزارة الخارجية الإسرائيلية مع عواصم القرار الغربي الرامية إلى ربط المساعدات إلى لبنان بنزع سلاح حزب الله النوعي، وبعد إعلان نتنياهو عن هزة أرضية يمرّ بها لبنان. كشفَ عن بعض جوانب الفرصة التي ينطوي عليها هذا التوصيف ــــ الموقف، من منظور تل أبيب، رئيسُ أركان جيش العدو أفيف كوخافي، بالقول إن «حزب الله مشغول بالتظاهرات التي يشهدها لبنان»، بحسب ما نقل عنه المعلق الأمني يوسي ميلمان. وبالاستناد إلى نظرة العدو الى البيئة الداخلية اللبنانية تحديداً وكيفية تأثيرها المحتمل على خيارات حزب الله ــــ وفق الرهانات الإسرائيلية ــــ يمكن التقدير بأن هذه العملية حطّمت أي رهان راوَد القيادتين السياسية والأمنية في تل أبيب، على أن ما يجري في الداخل اللبناني قد يشكل قيداً على حركة حزب الله في المبادرة والرد. أهمية هذا المعطى ودلالته أن العدو بعدما فشل في منع تراكم قدرات حزب الله الصاروخية والعسكرية على المستويين الكمّي والنوعي، يحاول أن يؤثر ويستفيد من التطورات التي قد تترك أثراً على إرادة حزب الله في تفعيل هذه القدرات. لكن هذه العملية شكلت ضربة قاسية للرهانات المتصلة بالظرف الداخلي اللبناني الحالي.
بعبارة أخرى، إذا ما كانت قيادة العدو تراقب لاستكشاف مدى تقييد تعقيدات المشهد السياسي والأمني والاقتصادي الداخلي على أداء حزب الله، فقد أتاه الجواب جليّاً ومفاجئاً. وينبغي التذكير بأن هذا المستوى من الرسائل العملانية ــــ لجهة الزمان والمكان والأسلوب والتوقيت والهدف ــــ يساهم في تعزيز استقرار لبنان، كونها تحدّ من احتمال إقدام العدو على مغامرات بالاستناد الى تقديرات، «ساعده» حزب الله على اكتشاف خطئها ــــ ولو من ناحية النتائج المترتبة ــــ قبل أن يصطدم بالواقع ويتسبب بما قد يورط نفسه ولبنان في مواجهة يسعى الأطراف كافة، ابتداء، الى تجنبها.
وبلغة أكثر مباشرة، بات العدو أكثر إدراكاً بعد هذه العملية بأن حزب الله، وبالرغم من المستجد الداخلي الذي يزداد تعقيداً وخطورة بكل المعايير، متوثب وجاهز للرد على أي اعتداء قد يبادر إليه العدو، وفي مواجهة أي تهديد يحدق بالمقاومة، وهو ما سيحضر بالضرورة على طاولة القرار السياسي والأمني لدى دراسة خياراته بالاستناد الى الظروف السياسية الداخلية في لبنان.
من المؤكد، وبالاستناد الى المحطات التي مرت بها مواجهة حزب الله ضد الاحتلال والعدوان الإسرائيلي، أن قيادة العدو أدركت لدى سماعها خبر التصدي الصاروخي للخرق الجوي الإسرائيلي، بأن حزب الله، لدى تنفيذه ما توعد به أمينه العام قبل نحو شهرين، مصمّم على مواجهة أي اعتداء قد يبادر إليه متذرعاً بالتصدي لاعتدائه الجوي. وهو ما وضع القيادتين السياسية والأمنية أمام خيارات ضيقة، فاختارت منها تجنب أيّ اعتداء يستدرج رداً مضاداً من قبل حزب الله. أتى هذا القرار بالرغم من إدراك قيادة العدو أن هذه العملية تؤشر بما لا لبس فيه الى مسار متواصل في هذا المجال، وأنها ترجمة عملية لمساعي المقاومة الهادفة الى فرض قواعد اشتباك جديدة في الأجواء اللبنانية. مع ذلك، ينبغي تأكيد أن المقاومة لم تدّع يوماً أنها قادرة على منع تحليق طائرات العدو في الأجواء اللبنانية، وهو حقها وواجبها لو كانت قادرة، كما هي حال معادلات القوة في البر والبحر وفي استهداف العمق الإسرائيلي.
تبقى دلالة أساسية، لا تقل أهمية عن الرسائل المتصلة بمعادلات الصراع مع العدو، وهي أن حزب الله أثبت بالممارسة مرة أخرى، أنه مهما كان عبء الوضع الداخلي ثقيلاً عليه، بعناوينه السياسية والاقتصادية والأمنية، وأيّاً كانت السهام التي تلقَّاها، ولا يزال، تبقى جهوده الأساسية موجّهة نحو حماية البلاد من العدو الإسرائيلي. وأنه في أشد الظروف الداخلية تعقيداً لم ترتبك رؤيته ولا أولويّاته.
تسمية الحريري غير مضمونة... و«التكنوقراط» مرفوضة | أميركا تدخل على خط التأليف: حجب مساعدات عن الجيش
الأخبار ــ بدأت أمس المشاورات غير الرسمية للاتفاق على شكل الحكومة المقبلة واسم الرئيس الذي سيكلف تشكيلها. لا مسلّمات في التعاطي مع أي من الملفين. فلا اسم سعد الحريري محسوم، ولا حكومة التكنوقراط مقبولة في ظل التحديات السياسية التي تواجه البلد. لكن، قبل أن تحسم كل الأطراف وجهتها، كان الأميركيون يسعون إلى فرض أجندتهم من خلال حجب 105 ملايين دولار عن الجيش
في خطوة غير مسبوقة، قررت إدارة الرئيس الأميركي دونالد ترامب حجب مساعدات عسكرية عن الجيش اللبناني بقيمة 105 ملايين دولار. ونقلت وكالة «رويترز» عن مسؤولَين أميركيين رفضا الكشف عن اسميهما أن وزارة الخارجية أبلغت الكونغرس أن مكتب الميزانية في البيت الأبيض ومجلس الأمن القومي اتخذا ذلك القرار، من دون الإشارة إلى سببه.
وتأتي هذه الخطوة، التي تطال الجيش اللبناني بالدرجة الأولى، لتنبئ بمسار تصعيد بدأت به أميركا في لبنان. ولأن التنسيق عال بين الجيش والأميركيين، فقد فُسّرت هذه الخطوة بكونها محاولة للتأثير في المسار الحكومي، لا سيما لناحية رفض إشراك حزب الله في الحكومة، عبر التلويح بأن واشنطن ماضية في مواجهة حزب الله، ولو كان ذلك على حساب هز الاستقرار اللبناني.
ويأتي هذا الإعلان في وقت حاولت الولايات المتحدة أن تبدي حرصها على عدم التدخل في مسار الأحداث في لبنان، إذ سرّبت عبر قناة «ام تي في» أن «أميركا كانت بصدد إصدار عقوبات جديدة على حلفاء لحزب الله إلا أنّها أجّلتها كي لا تفسّر على أنّها تدخّل في الشأن اللبناني».
حكومياً، كانت زيارة الوزير علي حسن خليل إلى بيت الوسط، أمس، فاتحة عودة التواصل بين «معسكري» الحكم، في سبيل تشكيل حكومة جديدة.
وقد خرج خليل بخلاصتين، الأولى إن الحريري راغب بالعودة إلى رئاسة الحكومة والثانية بأنه يميل إلى حكومة تكنوقراط. لكن في المقابل، فإن الجو العام لدى 8 آذار، صار ميّالاً إلى عدم قبول هذه الحكومة، مع استعداد لمناقشة حكومة سياسية مطعّمة بوجوه تكنوقراط، انطلاقاً من أن المرحلة المقبلة ستشهد تحديات سياسية عديدة، ولا يمكن، بالتالي، مواجهتها بحكومة لا تملك قراراً سياسياً.
أما بالنسبة لاسم الرئيس المكلف تشكيل الحكومة، فلم يحسم الرئيسان ميشال عون ونبيه بري وحزب الله مسألة تسمية الحريري، بالرغم من تيقّن الجميع أن حظوظه هي الأعلى. ولا يتعلق هذا الموقف، بحسب المعلومات، بمحاولة الاتفاق على صورة الحكومة المقبلة قبل الخوض في التسمية، بل يتعلق بالموقف من الاستقالة نفسها، والتي يعتبر بري أن الحريري خذله عندما أعلنها، فيما يذهب عون وحزب الله إلى اعتبارها طعنة في الظهر.
وفي ما بدا واضحاً أن عون يتريث في الدعوة إلى الاستشارات النيابية، ريثما يتم الاتفاق على صورة الحكومة، فإن مصادر مطّلعة أكدت أن النقاش يتعلق بخطوات أبعد من تشكيل الحكومة أيضاً. أما مصادر قصر بعبدا، فقد أشارت إلى أن التأخير يعود إلى الرغبة في إعطاء الكتل النيابية الفرصة لتحديد موقفها، مؤكدة أنها لن تتأخر عن الأسبوع المقبل. وأفضت المشاورات أمس إلى تأجيل حسم موقف حزب الله وحركة أمل، بعدما وعدهما الرئيس ميشال عون والتيار الوطني الحر بتقديم اسم تنطبق عليه صفة «تكنوقراط»، لدرس إمكان تبنّيه من تحالف 8 آذار - التيار الوطني الحر.
الحريري ينتظر التكليف ممن «طعنهم» في الظهر
في مقابل الصراع على شكل الحكومة ووجوهها، كانت مجموعات الحراك الشعبي تؤكد على مطلب «حكومة الإنقاذ المدنية» من خارج أحزاب السلطة القائمة.
إلى جانب النقاشات المرتبطة بتشكيل الحكومة، ركّز خليل في الاجتماع مع الحريري على العراضة التي نفذها المستقبل في المناطق اللبنانية أمس. رئيس الحكومة المستقيل أعاد تأكيد عدم مسؤوليته عما حصل، وقال إنه أعطى تعليماته للاجهزة الأمنية بمنع تكراره، وبتوقيف أي متورط. لكن في المقابل، فإن القناعة كانت جليّة بأن من يتحمّل مسؤولية قطع الطرقات هو الحريري في الشمال والبقاع وطريق الجنوب، والقوات اللبنانية في جل الديب، وان هدفهما الضغط باتجاه إعادة تكليف الحريري تأليف الحكومة بشروطه. وأبدت أوساط متابعة خشيتها من أن يؤدي ذلك إلى شارع مقابل شارع، خصوصاً أن قواعد حركة أمل وحزب الله بدأت تضغط على قياداتها للتحرك في وجه قطع طريق الجنوب الذي يشكل إغلاقه استفزازاً كبيراً للحزبين ولجمهورهما.
بهدوء
ابراهيم الأمين ــ ليس في مقدور محتج غاضب او متظاهر في الشوارع ضبْط انفعالاته في معرض مقاربته ما يجري من حوله. حتى ان من غير المنطقي مطالبته، في عز انتفاضته، بالتصرف خلافا لطبيعة المواجهة نفسها. هذه صفات من هو «ممسك بالأرض»، او من هو «موجود على الأرض»، لكنها ليست صفات من يفترض به التفكير والتخطيط والقيادة. وبالتأكيد ليست صفات من ينطق ويتحدث ويفاوض. وهنا مشكلة الحراك الاساسية.
في لقاءات مع تسعة ممثلين عن مجموعات ناشطة في الحراك، كان لا بد من فهم انهم يملكون حضوراً، لا سيما أن لغالبيتهم باعاً طويلاً في التحركات المطلبية القطاعية السابقة (اقتصاد، بيئة، أملاك عامة، حقوق انسان...). لكن هؤلاء، المشاركين في ادارة انشطة كثيرة من الحراك القائم منذ 17 تشرين الأول، يصعب على أحد تقدير الحجم الفعلي لتأثيرهم على مسارات الحراك. وهذا ما يفرض التعامل معهم بواقعية توجِب عدم إلزامهم بكل ما يحصل في الساحات والطرقات.
هذه اللقاءات، تفيد في فهم الآتي:
أولاً: إن معرفة حجم الأزمة الفعلية التي يواجهها لبنان لم يكن متلازماً مع أي تقدير بأن الناس ستخرج الى الشارع بهذه الطريقة. ولم يكن أحد يقدّر كيف ستكون الامور. والكل أقرّ بأن التصرف كان يتم لحظة بلحظة ويوماً بيوم. وان احداً لم يكن لديه برنامج متكامل بشأن طريقة التحرك وأدواته وأشكاله، ولا بشأن الشعارات التي ترفع، ولا بشأن خطة العمل والتصعيد والتراجع والتفاوض. وهذا الامر دفع هؤلاء، كما غيرهم، الى التصرف بشيء من اللامسؤولية أمام فكرة ان يبقى الحراك من دون قيادة ومن دون وجهة واضحة الاهداف والمطالب.
ثانياً: لا وجود لأي آلية للتنسيق بين القوى والمنظّمات والجمعيات، كما لا يمكن تخيّل آلية من هذا النوع. وهربت «المجموعات» والقوى والشخصيات نحو الحديث عن العفوية الكاملة. ثم صارت أسرى هذا التوصيف الذي عقّد مهمة خلق آليات التنسيق والاشراف والعمل. وبعدها صار كل هؤلاء ينفون قدرتهم على ادّعاء النطق باسم الناس. وبدل المعادلة الطبيعية التي تقول إن هناك من يقود وينطق، لجأ هؤلاء الى معادلة التماهي مع انفعالات الناس، وتحويل صراخهم الى شعارات وآليات عمل. وعمد الجمهور مرارا الى تحديد الخطوة التالية، بينما يركض هؤلاء خلف الناس المتنقلين بين ساحة واخرى وبين شارع وآخر. كما كان لذلك الاثر الاكثر تعقيداً حيال ترك الجمهور فريسة لوسائل اعلام هي حكما جزء من الطبقة الفاسدة في البلاد، وحيث ظهر الاعلام، مرة جديدة، على هيئة احد اركان النظام المستهدف.
ثالثاً: تراجُع من يفترض بهم القيادة عن المبادرة الى الدور المطلوب، وترك الحراك وناسه عرضة للنهب المنظم من قبل قوى وجمعيات ومنظمات وشخصيات، هم من اركان السلطة نفسها او من اركان شركة المضاربة، او حتى من قبل من يعرضون انفسهم كبدائل، وبعضهم جربه الناس في السلطة مرات. عدم المسارعة الى تنظيم الحراك من خلال خلق آليات التنسيق جعل آخرين، سواء كانوا مخلصين في غاياتهم او يصطادون في مياه الأزمة، يتقدمون الصفوف، وصارت المبادرات تتجاوز الكلام العشوائي على الشاشات الى مستوى الاستعداد لمحاورة السلطة. علما ان عدم حصول ذلك كان بسبب الفوضى نفسها التي زادت منها الخلافات الحقيقية والعميقة بين هذه المجموعات، وهي خلافات لا يمكن تغطيتها بشعر وطني يستخرج من خزائن الدولة البالية.
رابعا: ان المشتركات بين المتظاهرين العفويين، او بين المجموعات الحزبية او الاهلية او غيرها، لم تكن كافية للتفاهم على لائحة الاهداف الواقعية. وبدل التصرف بواقعية ازاء ان خصمهم يمثل حالة جدية في البلاد، تصرف هؤلاء على اساس ان الشارع اجتاح جميع القوى المتنفذة في السلطة. وهذا تصرف ساذج ان لم يكن اكثر، خصوصا عندما يغرق الفاعلون بين المتظاهرين في لعبة الارقام حول اعداد المشاركين في الحراك. وكل ذلك جعل الجميع من المعنيين على الارض يهربون الى كلام عام، والى شعارات عامة، والى رفع السقوف بطريقة تذكر بالحملات الانتخابية. ما تقدّم شكّل عطبا مركزيا في الحراك، خصوصا بعد مباشرة الحكومة، على تعاستها، بالتفاعل معه، علما ان هذا التفاعل ظل قاصرا ومعبّرا عن مكابرة وإنكار، وهي سمة لا تزال بارزة في أداء كل فريق السلطة.
تراجع من يفترض بهم القيادة عن المبادرة الى الدور المطلوب وتركوا الحراك وناسه عرضة للنهب المنظم
خامسا: لم يكن الناس بحاجة الى من يوجه اليهم الدعوة للنزول الى الشارع، لأن الجمهور كان يراقب مسار الحراك، وصار يتفاعل معه ايجابا او سلبا بحسب ما يراه او يسمعه. وبدل ان يدرس من يفترض به دور القائد حالة الشارع بعد اسبوع من انطلاقة الحراك، بقصد انتاج آليات تنظيم الخطوات بالتوالي، هرب هؤلاء نحو الدعوات المفتوحة التي تعطل مهمة التنسيق، وهي دعوات خلطت الحابل بالنابل. وعندما سارعت قوى كثيرة الى اطلاق اوسع عملية قذرة للاستيلاء على حراك الناس، لم يُظهر الذين يعتبرون انفسهم في موقع المحرك والموجه اي مسؤولية عملانية في حماية الحراك وتحصينه. وسمح هؤلاء، لقلة، نعم قلة، تنتشر بين ناشطين فاسدين، واعلام فاسد، واحزاب فاسدة، بان ينتجوا عملا مؤثرا، عبر ترك الامور مبهمة وعامة، وكل ذلك بقصد منع تبلور قيادة قادرة على استثمار الحراك بما يخدم قضايا الناس.
سادسا: بدا ان الجمع الكبير غير قادر على التعامل مع الانقسامات السياسية في البلاد. وبدل التنبه الى مخاطر تقديم العناوين السياسية الخلافية على العناوين الاصلاحية المشتركة، غرق من يفترض ان بيدهم الامر في لعبة التشنج، والتفاعل سلبا مع اي اعتراض او تشكيك او رفض لما يقال هنا وهناك، وصولا الى حدود ان من يتظاهر من اجل حفظ حريته في التعبير والتغيير، لم يعد يتحمل الرأي المخالف. (هذا الكلام لا علاقة بأي غزوة همجية تعرض لها المتظاهرون، وهي تبقى فعلا بشعا قامت به مجموعات تخضع لاجندة سياسية وحزبية). لكن الضيق يتصل بالمعارك العشوائية التي قامت على المنابر المنتشرة كالفطر في الاعلام ووسائله المختلفة. وهو ما عزز بعض الشكوك عند مَن لديه حذره الكبير من مآلات حراك لا يمكنه تنظيم نفسه. وهذه مسألة ليست تفصيلية، لان بين المؤثرين في هذه المنابر من يعتقد أن التغيير يجب ان يكون شاملا من حيث الوجهة السياسية الكبيرة. وهؤلاء ليسوا في اوضاع شخصية او اجتماعية او وظيفية يمكن اعتبارها اوضاع المقهورين فعليا، حتى ولو كان بينهم من يريد الاحتجاج على سياسات فاشلة في الادارة العامة للدولة ومؤسساتها. لكن المهم هنا الاولوية التي تتحكم بعقولهم وسلوكهم، وهي اولوية لا تتطابق مطلقا مع اولوية الذي يريد علما وعملا وطعاما وعلاجا من دون اذلال. ومن استسهل اختفاء الفروقات الطبقية والاجتماعية بين كتلة المتظاهرين، اخذه الفولكلور نحو الوحدة الوطنية بشكلها التقليدي الرديء. وبالتالي، استسهل غياب الاطار المنطقي الذي ينتج ملفا او عنوانا او هدفا يمكن من خلاله الدخول فعليا في مرحلة تغيير شاقة.
لذلك، ليس بيد احد، من الاكثر فهما لواقع لبنان السياسي والاقتصادي والاجتماعي، الا اللجوء الى هدوء في العقل وفي التفكير. اما غضب الناس، فأنا - شخصيا - كنت ولا ازال، اراه فاعلا بعفويته، عندما يتحول الى عنف مركز على من يسرق المال العام، بمعزل عن هويته وموقعه ومكانه. والعفوية هنا، تسبق اي تظاهرات او اعتصامات يمكن ان تقود لاحقا الى تغيير حقيقي.
ليس من باب الضغينة، لكن من باب القهر، يمكن مراقبة صور الساحات التي يتراجع عدد الحاضرين فيها، وبعضها خلا من الناس، بينما لم يحطّم المتظاهرون باب اي مؤسسة من مؤسسات الفساد المتجمعة في قلب بيروت المنهوب!
تيار المستقبل اجتمع برئاسة الحريري: الحراك الشعبي نجح بتخطي الاصطفافات الطائفية وحواجز الولاءات العمياء
وطنية - ترأس الرئيس سعد الحريري، اجتماع المكتب السياسي لـ"تيار المستقبل" الذي انعقد، ظهر اليوم، في بيت الوسط، في حضور جميع أعضائه.
وأعلن المكتب السياسي للتيار، في بيان، انه تم خلال الاجتماع مناقشة "التطورات الميدانية للانتفاضة الشعبية التي حيا سلميتها، التي استمرت عليها، برغم محاولات ميليشيوية للإساءة إليها وإخراجها عن توجهها الوطني وتطييفها".
وشدد المكتب السياسي على "الهوية الوطنية للحراك الشعبي في كل المناطق، وهو الحراك الذي حقق نقلة نوعية في المسار الوطني اللبناني ونجح بقوة في تخطي الاصطفافات الطائفية وحواجز الولاءات العمياء".
وإذ نوه "بردود الفعل الشعبية التي رافقت استقالة الرئيس سعد الحريري والالتفاف الشعبي حوله في العاصمة بيروت والعديد من البلدات والمدن في الشمال والبقاع والجنوب"، ناشد "المناصرين والأحبة في كل المناطق التجاوب مع نداءات الرئيس الحريري، بأن يلتزموا موجبات السلامة الوطنية، وتجنب محاولات الاستفزاز والامتناع عن اقفال الطرقات والتعاون مع الجيش والقوى الأمنية في المحافظة على الهدوء والانتظام العام".
وختم البيان: "ان "تيار المستقبل" يتطلع للنجاحات المطلبية والسياسية الوطنية التي حققها الشباب اللبناني في كل الساحات، ويتوقف أمام الدور الاستثنائي والمميز الذي اضطلعت به فتيات ونساء لبنان في تقديم أرقى الصور عن مشاركة المرأة في الحراك الشعبي".
السنيورة: حذار من العودة الى الساحات والمواقف الطائفية وحتى لا ينقض أعداء وحدة اللبنانيين على روح الانتفاضة
وطنية - ثمن الرئيس فؤاد السنيورة "عاليا، الانتفاضة الشعبية والشبابية التي شهدها ويشهدها لبنان منذ السابع عشر من الشهر الجاري"، واعتبر في بيان، أن "ما شهده ويشهده لبنان منذ ذلك التاريخ حتى اليوم، أعاد إحياء الأمل بلبنان الموحد السيد الحر المستقل القائم على العيش المشترك الإسلامي المسيحي الذي أطلقه الاستقلال الأول عام 1943 وأعاد تثبيته وتجديده إتفاق الطائف والاستقلال الثاني عام 2005".
وقال: "ان انتفاضة السابع عشر من تشرين المباركة هي حدث لم يحصل على مدى تاريخ لبنان الحديث حيث أعاد شباب وشابات لبنان عبرها توحيد اللبنانيين وجمعهم في ساحة واحدة تبدأ من عكار وساحة النور في طرابلس الأبية عروس الثورة في الشمال، لتصل الى مستديرة العلم في وسط مدينة صور الصامدة المناضلة مرورا بقلب بيروت وجل الديب والذوق والجبل وصيدا والنبطية والبقاع وكل نقاط الانتفاضة الحيوية".
وتوجه الى "شابات وشباب لبنان الذين انتفضوا بعفوية صادقة، وفرضوا لغة جديدة عمت لبنان كله وحلت محل اللغة الطائفية البالية، بالتحية والتقدير والاعتزاز والفخر لهذه الوقفة المشرفة التي تحمل إلى اللبنانيين الأمل المتجدد، وتعيد تذكيرهم بالأسس والمنطلقات التي لطالما حلموا بها. حيث أعلن الشباب تمسكهم بالدولة المدنية ومؤسساتها مطالبين بالتصدي الحازم لكل أشكال الفساد والإفساد تحت سلطة القانون والقضاء العادل والمستقل والنزيه، وكذلك الالتزام الثابت بأحكام الدستور والقانون وبحماية الحريات العامة وكذلك الإلتزام بأصول وقواعد الحوكمة والحكم الرشيد".
وخاطب شابات وشباب لبنان، قائلا: "ما جرى منذ يومين في ساحتي الشهداء ورياض الصلح من اعتداء على المعتصمين أمر مهين للبنانيين ومرفوض ومدان ولا يمكن القبول به على الاطلاق، وعلى السلطة القضائية والاجهزة الامنية ان تجري تحقيقا دقيقا بهذا الاعتداء ومن وقف خلفه، وأن تلاحق المعتدين المعروفين والظاهرين. لقد استطاع شباب لبنان وشاباته كسر حاجزي الخوف والصمت وأن يرهبوا الإرهاب إذ صمدوا بوجه محاولات الاعتداء وأذعروا المعتدين، وهم قد نجحوا وفي لحظة تاريخية واستثنائية بتحويل المشكلة الفردية لكل مواطن لبناني إلى هم وطني. وأثبت الجسم اللبناني بالتالي مناعته وقدرته على ابتكار وسائل الدفاع عن ذاته لأن الطبيعة تستطيع أن تقاوم المرض عبر التمسك بالحياة".
وتوجه السنيورة الى "شابات وشباب لبنان الذين مارسوا السياسة بأنقى أشكالها عبر شعارات غير سياسية"، بالقول: "حذار من العودة الى الوراء وإهدار ما حققته انتفاضتكم المباركة، وحذار من العودة الى الساحات والمواقف الطائفية والمذهبية لكي لا يقوم أعداء الانتفاضة وأعداء وحدة اللبنانيين بالانقضاض على روح انتفاضة شابات وشباب لبنان المباركة لإعادة تقسيم الساحات".
وثمن "الموقف الوطني للجيش اللبناني وكفاءته وحكمته وصبره ومثابرته في حماية اللبنانيين وصده لمحاولات قمع الحق بالتظاهر السلمي، وكذلك تثمين عمل وجهد كافة المؤسسات الأمنية الأخرى التي عملت من أجل حماية المتظاهرين".
وأكد على "الشابات والشباب أن يحافظوا على الشمولية الوطنية للانتفاضة ومدنيتها ونبذ محاولات الإنجرار وراء زواريب الطائفية والمذهبية، لكي يحافظوا على روح هذه الانتفاضة الوطنية التي ستفتح الطريق الى المستقبل الواعد بوطن سيد حر مستقل حديث ومتطلع دوما الى الامام".
الراعي: نصلي للرب ان يلهم المسؤولين كي يتخلوا عن مصالحهم الصغيرة المعيقة للحلول وتشكيل حكومة جديدة
وطنية - ترأس البطريرك الماروني الكاردينال مار بشارة بطرس الراعي مساء اليوم، ساعة سجود امام القربان المقدس في كنيسة الصرح البطريركي في بكركي شارك فيها عدد من الاساقفة والكهنة والراهبات والمؤمنين.
في مستهل الرتبة القى الراعي تأملا قال فيه: "نسجد الليلة امام القربان المقدس لمدة ساعة كي نجدد ايماننا بحضور المسيح معنا وفي ما بيننا وهو مصدر ايماننا وصخرة رجائنا وينبوع محبتنا. نواصل صلاتنا مع كل الذين يتألمون للاوضاع التي يمر بها لبنان ومع كل الناس الذين يواصلون تظاهراتهم وحركتهم في الشوارع والساحات ومع كل الناس الموجودين في منازلهم، كما مع كل المرضى في المنازل والمستشفيات".
اضاف: "نصلي مع كل من يحمل هم الوطن لنضع كل امنياتنا ومقاصدنا الصالحة بين يدي الرب يسوع وامام محبته العظمى. ولو كانت الاوضاع تبدو ربما غير مريحة جدا أو سيئة أكثر، فان هذا يستوجب منا جميعا الاصغاء أكثر الى صوت الرب الحاضر معنا والذي يقول لنا: "لا تخافوا". عندما هاجت الامواج على السفينة ، كما يقول الانجيل، وكان يسوع يقول لا تخافوا انا هنا، وقام بتهدئة العواصف، كانت تلك علامة للكنيسة وهي السفينة التي تسير في هذا العالم. نعيش اليوم العواصف والرياح ولكن نجدد ايماننا بالاصغاء الى صوت الرب "لا تخافوا انا هنا، انا معكم".
وتابع: "في الوقت نفسه في هذه الساعة المباركة نصلي ونلتمس من الرب يسوع ان يلهم المسؤولين. كي يخرجهم من انانيتهم، ولكي يجملهم بالتجرد، ولكي يتخلوا عن مصالحهم الصغيرة التي تشكل العوائق التي تقف امام الحلول وامام تشكيل الحكومة الجديدة المنتظرة من الشعب كله. نضع كل ذلك الليلة في قلب محبة الرب يسوع، ونجدد ثباتنا بالايمان بحضوره معنا ورجاءنا به، ونتمسك بالقيم الروحية والايمانية، لانه ربما فقدنا ونفقد الكثير منها، خاصة بين شبابنا. واننا نشهد الكثير من التجاوزات التي ليست في محلها، ومن الامور غير الاخلاقية، اضافة الى دخول تيارات مندسة معادية للكنيسة وللدين وللقيم وللأخلاق".
وختم: "نحن نقول لكل الصبايا والشباب لا تسمحوا بأن تعبث بكم هذه التيارات وتفسد تفكيركم وقيمكم. صحيح اننا نمر بمصاعب كثيرة وقاسية، وهناك ايضا رياح تتقاذف الكنيسة، سفينة الخلاص، ولكن ربان هذه السفينة هو الرب يسوع "وابواب الجحيم لن تقوى عليها".
جعجع: المطلوب حكومة مستقلة وتغيير النظام غير مطروح راهنا
وطنية - أكد رئيس حزب "القوات اللبنانية" سمير جعجع أن "الثورة التي قامت في لبنان كانت ولا تزال وستبقى ثورة لبنانية خالصة، نشأت بشكل عفوي تلقائي وهي الآن بصدد أن تفرز بعض القيادات من صفوفها".
وقال جعجع في حديث لصحيفة "الإتحاد" - الإماراتية ينشر غدا: "إن استقالة الحكومة ليست هدفا بحد ذاتها وإنما خطوة أولى باتجاه تصحيح المسار القائم في لبنان والذي أدى إلى ما نشهده من ظروف إقتصادية مالية معيشية صعبة جدا، دفعت الناس للنزول إلى الشوارع".
أضاف: "إن الخطوة الوحيدة القادرة على تصحيح هذا المسار في الوقت الراهن هي تشكيل حكومة مختلفة تماما عن سابقاتها وألا تكون مشكلة من الأكثرية النيابية الموجودة بل تضم وجوها جديدة مستقلة كل الإستقلال، وهذا الطرح ليس وليد اليوم وإنما كنا طرحناه خلال اللقاء الإقتصادي في بعبدا في 2 أيول 2019".
ودعا جعجع إلى "الذهاب باتجاه الخطوات العملية المطلوبة لمعالجة الأوضاع الناشئة على الصعد الإقتصادية والمعيشية والإجتماعية"، معتبرا أن "التغيير في المؤسسات الدستورية ككل دفعة واحدة يمكن أن يكون مغامرة كبيرة جدا جدا في الوقت الحاضر، ويمكن ألا يعطي النتيجة التي يتمناها الناس. لذا، يجب وضع الجهد في تشكيل حكومة مستقلة عن التركيبة السياسية الحالية لتبدأ بالعمل فورا على انتشال لبنان من الواقع الذي يتخبط فيه".
ورأى أن "مسألة تغيير النظام اللبناني ليست مطروحة في الوقت الراهن بقدر ما ان المطروح هو حل المسائل الإقتصادية المالية المعيشية".
وطالب الأجهزة الأمنية والقضائية بالعمل على "توقيف كل من أقدم على الإعتداء على المتظاهرين باعتبار انه لا يجوز أن يترك هذا التسيب الحاصل على ما هو عليه، وإلا تكون الدولة تشجع الناس على الإعتداء على بعضها البعض، وما ستظهره التحقيقات بطبيعة الحال سيؤثر على الأحزاب التي كانت وراء هذا الإعتداء".
وعن مسألة كشف السرية المصرفية عن حسابات السياسيين، قال: "هذه الخطوة لا يمكن أن تؤدي إلى أي نتيجة وهي مضيعة للوقت، ففي لبنان معلوم للجميع من يسرق ومن لا يسرق من دون قضاء أو محاكمات حتى، لذا يجب الذهاب بشكل مباشر إلى إقصاء هؤلاء عن السلطة".
وردا على اتهام "القوات اللبنانية" وهو شخصيا بتمويل وتحريك الثورة، قال: "ليس لدى الفريق الآخر أي شيء لإتهام القوات اللبنانية به اليوم سوى شعارهم الشهير "إمبريالي صهيوني إستعماري". لذا نراهم يقومون بما يقومون به، ويا ليت نسمعهم يتهموننا بشيء جدي مرتبط بالفساد، فيما نحن لدينا أشياء وأشياء آنية وحقيقية وملموسة لنقولها عنهم في هذا الإطار".
وختم متوجها إلى الشعب العربي بالقول: "إن الشعب اللبناني انتفض في كل مكان من طرابلس حتى النبطية وصور، ومن الساحل بيروت إلى الداخل بعلبك الهرمل، من كل المناطق ومن كل الطوائف، لانه شعر بأزمة خانقة اقتصادية، الشعب اللبناني شعب حي لذا أتمنى من كل الشعوب العربية ألا تنسى الشعب اللبناني في أي لحظة من اللحظات أو تعمل على مساعدته كل حسب قدرته في المجال الذي تتيح له الظروف فيه لمساعدة الشعب اللبناني".
مدارس وجامعات مقفلة في الجنوب والشمال والبقاع وفي بعلبك حركة طبيعية
وابة التربية: استمر إقفال عدد كبير من المدارس والجامعات في الجنوب، وتحديداً في مدينة صيدا، وأنسحب الأمر على مدينة النبطية، بحيث أقفلت الجامعة اللبنانية أبوابها أمام الطلاب، ومعها جامعتي LIU و AUCE نظراً لإستمرار الحراك الشعبي، وكذلك، استمر الإقفال في مدارس ومعاهد وجامعات الشمال، على الرغم من دعوة وزير التربية والتعليم العالي في حكومة تصريف الأعمال أكرم شهيب، إلى إعادة فتح المدارس والجامعات، وكذلك دعوة رئيس الجامعة اللبنانية فؤاد ايوب، إلى فتح ابواب الجامعة اليوم.
صيدا
وكانت معظم المدارس في صيدا، اعلنت اقفال ابوابها اليوم بعد ما شهدته المدينة مساء أمس الأربعاء (30/10/2019) حرصا على سلامة طلابها.
النبطية
وفي النبطية تأجل الاعتصام الذي كان مقررا اليوم في كلية العلوم في النبطية، دعما للحامعة، من دون معرفة الطلاب. وكان الطلاب حضروا إلى الكلية صباحاً، وفوجئوا بأن الكلية مقفلة، من دون أن يعرفوا بوجود أعتصام أو بعدم فتح أبواب الكلية.
كذلك، أستمرت أبواب جامعتي LIU و AUCE بالإقفال، ولم يحضر الطلاب، بعدما صدر بيان عن الجامعتين ليل الخميس، يعلن عن إستمرار الإقفال.في حين فتح عدد كبير من المدارس الرسمية والخاصة أبوابها أمام الطلاب.
بعلبك
تشهد مدينة بعلبك حركة عادية، وقد استأنفت المدارس والثانويات الرسمية التدريس، بعد تعطيل استمر أسبوعين. في أستمر الإقفال في مدارس البقاعين الأوسط والغربي.
طرابلس
وأستمر اقفال المدارس والمعاهد والجامعات في طرابلس، ونفذ اعتصام أمام دائرة التربية في طرابلس، حيث كان عدد من الموظفين يمارسون عملهم كالمعتاد، غير أن المحتجين عمدوا إلى الطلب من الموظفين مغادرة مركز عملهم، وهذا ما حصل.
موظفو دائرة التربية في طرابلس توقفوا عن العمل بطلب من المحتجين
وطنية - طرابلس - أفاد مندوب "الوكالة الوطنية للإعلام" أن محتجين اعتصموا أمام مبنى دائرة التربية في طرابلس مرددين الهتافات، ومؤكدين "استمرار التحركات الشعبية واقفال كل المؤسسات حتى تحقيق المطالب". وطلبوا من الموظفين مغادرة المبنى واقفاله فتمت تلبية مطلبهم.
إقفال المدارس والجامعات الرسمية والخاصة في عكار
وطنية - عكار - أفاد مندوب "الوكالة الوطنية للإعلام" أن الثانويات والمدارس الرسمية والخاصة أقفلت أبوابها اليوم نتيجة قرار حراك منطقة الجومة تعطيل المدارس وذلك في بيان اصدره ليل امس، وقد عمد ناشطو الحراك صباحا إلى قطع الطريق امام باصات الطلاب عند مفترق بلدة بزبينا - البرج وطريق عيات - عكار العتيقة لمدة ساعتين ومنعوا الطلاب من الوصول إلى مدارسهم.
وكانت المدرسة الوطنية الارثوذكسية فرع رحبة قد أعلنت مساء امس عن توقف الدراسة اليوم. كما اقفلت جامعة البلمند - كلية عصام فارس للتكنولوجيا في بينو أبوابها وكذلك معهد تكريت الرسمي الفني والتقني.
رابطة التعليم الثانوي: الفوضى في سعر الدولار قد تكون الشرارة الثابتة لإعادة تفلت الأوضاع
وطنية - أكدت "رابطة أساتذة التعليم الثانوي" في بيان، "تبنيها المطالب التي تطالب بالاصلاح الاجتماعي والاقتصادي ومحاربة بؤر الفساد، وهي أمور كانت الرابطة أول من سلط الأضواء عليها".
وأضاف البيان: "من هنا تدعو الرابطة المسؤولين إلى الإسراع في تشكيل حكومة قادرة على إنقاذ البلد على كل الصعد والإلتزام بتطبيق الورقة الإصلاحية التي أقرتها الحكومة المستقيلة على رغم تحفظنا على بعض بنودها وبخاصة الخصخصة وغياب نقاط أساسية كثيرة أخرى".
كما وطالبت الرابطة "حاكم مصرف لبنان بالتدخل فورا لإيقاف حال الفوضى في سعر صرف الدولار التي أصابت كل المواد الإستهلاكية، وهددت القيمة الشرائية، وقد تكون الشرارة الثابتة لإعادة تفلت الأوضاع، فيجب البدء فورا بإستئصال الفساد من كل المؤسسات وضبط سلطة المصارف على شؤون الدولة وإعادة المال المنهوب وإقرار القوانين اللازمة لذلك".
ودعا البيان إلى "تأمين المستحقات المالية للأساتذة والموظفين (الرواتب والأجور) في وقتها، والمحافظة على القيمة الشرائية لليرة اللبنانية من خلال تأكيد دفع ثمن المشتريات بالليرة اللبنانية وليس بالدولار وبخاصة فواتير الهاتف الخليوي وبطاقات التشريج، وتثبيت صرف الدولار وضبط التلاعب بالوضع الاقتصادي من حيث الاحتكار والسوق السوداء".
كما ودعا إلى المراقبة الفاعلة والحثيثة للسوق الاقتصادية، وتلبية الطلب الداخلي من الدولار، مع الحفاظ على سعر صرف ثابت للعملة الوطنية، وتحويل الأموال اللازمة لتعاونية موظفي الدولة والسرعة القصوى، لتتمكن من القيام بواجباتها تجاه الموظفين".
حرق علم إسرائيل في "الرينغ" يثير جدلاً
المدن ــ أثارت فتاة من المتظاهرين اليوم على جسر الرينغ سجالاً في مواقع التواصل، وذلك بعد اعتراضها على إحراق العلم الإسرائيلي وقولها "ما بحب ينحرق علم ولا بلد".
وقام عدد من المتظاهرين بإحراق العلم الإسرائيلي أمام عدسات الكاميرات التابعة لوسائل الإعلام التي كانت متواجدة في المكان لتنقل على الهواء مباشرة قيام الجيش اللبناني بفتح الطريق على الجسر بالاتجاهين. وقال المتظاهرون إنّهم يحرقون العلم كي يُظهروا للعالم أنهم ليسوا عملاء وإنّهم يرفضون الاتهامات التي كيلت إليهم، بهدف شيطنة ثورتهم وتشويه صورتها.
وأدّى هذا الأمر إلى اعتراض الفتاة التي كانت متواجدة بين المتظاهرين، والتي بررت ذلك بقولها: "أنا خلقت هون وعشت نصف حياتي بأميركا، ولذلك ما بفهم قد الشعب يللي عاشوا كل حياتهم هون، ليه بدي أكره إسرائيل، أنا ما بحب إكره شي"، وأضافت: "هالثورة مش كرمال إسرائيل، كرمال لبنان. لازم التركيز على دولتنا والحق يللي عم نطالب فيه"، مؤكّدة أنّ رأيها يعبّر عنها فقط، وأنها تحترم "حق الآخرين بأن يكرهوا إسرائيل".
وأدّى تصريح الفتاة إلى حصول بلبلة وسجالات بعد رفض أحد المواطنين ما وصفه بـ"الدفاع عن إسرائيل". ولاحقاً توجّه المتظاهرون بكلمة اكدوا فيها أن ما حصل لا يمثلهم، مشددين على ان ثورتهم معيشية وليست مسيّسة.
وبالرغم من ذلك، لم يسلم المتظاهرون من هجوم مناصري الاحزاب المناهضة للثورة، الذين وجدوا في تصريح الفتاة "دليلاً" على صحّة اتهاماتهم بأن الحراك "مشبوه" و"غير وطني"، بحسب ما تُظهر تغريدات البعض. والأدهى من ذلك، هو توصيف ما حصل على أنه "إشكال بين مناصرين لإسرائيل ومعادين لها"، ليذهب البعض إلى القول إنّ "تصريح الفتاة العفوي فضح الحراك وكشف من يحرّكه ويقف وراءه"!
لكن الرد جاء سريعاً من مغردين آخرين، حيث تم تداول مقطع فيديو لمقابلة تلفزيونية سابقة مع وزير الخارجية في الحكومة المستقيلة، جبران باسيل، دافع خلالها عن حق إسرائيل في أمنها.
وكتبت الصحافية ليال حداد قائلة: "البنت اللي طلعت رفضت حرق علم اسرائيل تمثّل نفسها، واللي بده يحسبها عالثورة، ساعتها بدنا نحسب فايز كرم عالتيار الوطني الحر، وبدنا نحسب نوح زعيتر على حزب الله...".
شباب الثورة.. وشباب "كلّن"
رشا الأطرش|المدن ـ هي ثورة شباب، لا شك في ذلك. انتفاضة 17 تشرين الأول 2019، قوامها جيل في على أبواب العشرينات وصولاً إلى الثلاثينات من العمر. أسلوبها، خطابها، وسائطها الإعلامية والاجتماعية، همومها للحاضر والمستقبل، موسيقاها، تصاميمها الغرافيكية، شعاراتها، وحتى نكاتها. ثورة على عُصبة حُكم، وتقاليد سياسية واجتماعية وثقافية مهلهلة، وزعامات تكبُر هؤلاء بثلاثين عاماً وربما خمسين. أجيال أكبر سناً تلتحق بشباب لبنان المنتفض. بعضها يحاول ركوب موجتها، طمعاً في مقعد قيادي، أو علاجاً لإحباطات فشل متتالٍ، لكنها ليست صانعتها.
هؤلاء الثوار يراكمون الخبرات، منذ الشرارة الأولى للربيع العربي العام 2011، مروراً بالتجربة المتواضعة والقصيرة لـ"إسقاط النظام الطائفي"، ثم "طلعت ريحتكن" خلال أزمة النفايات العام 2015، وقبل هذا كله محكّ 8 و14 آذار 2005 ونتائجهما. لعلها الخيبات والصدمات التي أفرزت أسئلة وإشكاليات، يحاول جيل الثورة الآن التعامل معها والتصدي لها. ولعلها أيضاً آمال المُمكن بوَحي من انتفاضتي السودان والجزائر الأخيرتين، وغيرهما.
لكن ثمة شباباً آخرين. فمنفّذو الهجمات المتتالية على ساحتي الشهداء ورياض الصلح، وساحات تظاهر لبنانية أخرى، هم من الجيل نفسه، إنما بأجندة وشعارات مناقضة، بل متماهية مع الطغمة المُستهدفة بالثورة، وظهّروا صورتها الأوضح. بعض خطاب الانتفاضة يَستعدِيهم، لا يراهم رفاق الجيل وهمومه، بل انعكاسات وجوه "كلن يعني كلن" في مرآة يافعة. والبعض الآخر يرفع شعار استيعابهم، على قاعدة أن هؤلاء ليسوا فقط شباباً مثلهم، بل هم أيضاً موضوع الثورة، هم المسحوقون المهمشون الذين "يستغلهم" الزعيم، وبالتالي فإن مكانهم الطبيعي ضمن الثورة التي يفترض بها أن تخاطبهم وتحاول استقطابهم لتحريرهم. ولا ننسى أن في صفوف قوى الأمن والجيش شباباً أيضاً. وإذا كان كل من المنطقَين لا يخلو من وجاهة، إلا أن الأول يواجه معضلة الإقصاء، وحرمان نفسه من التوسع والمزيد من الخرق للحصون الطائفية والمناطقية. والثاني، يصوّر أولئك "الشبيحة" وكأنهم مسلوبو الإرادة والخيار والقرار، وهذا ما يجافي الدقة. كما أنه، وفي لحظة تعاطفه معهم ومحاولته احتضانهم، يهينهم ويحيلهم أطفالاً بحاجة إلى راعٍ: الثورة الراعية بدلاً من الزعيم الراعي. والنتيجة أن "صراع الأجيال" لا يبدو منظاراً كافياً للمشهد الحالي، إلا في ناحية واحدة، وهي أن الشباب، أينما اصطفوا الآن، سيكونون حتماً ورثة مفاعيل الثورة هذه، بإنجازاتها وإخفاقاتها. لكن مستقبلاً مُستشرَفاً لا يسعه أن يكون معنى الحاضر.
لعلها، إذاً، مسألة زمن. الزُّمرة الحاكمة اليوم، بصرف النظر عن المروحة الجيلية لوجوهها، تنتمي إلى عقد التسعينات من القرن العشرين، إلى صيغة "الطائف" وما بعد الحرب الأهلية، أياً كانت التعديلات التي طرأت عليها، وعُمقها، والتحالفات التي أُنجزت أو فُكَّت مذذاك. لكن الواقع أن عُمر الأخطبوط يناهز 30 عاماً، وربما أكثر، إذا ما احتسبنا أمراء الحرب ومجسّاتهم. وهي، بهذا المعنى، طاعنة في السن، بالمقياس الطبيعي لتداول السلطة ومساءلتها ومحاسبتها في أي دولة ديموقراطية تتمتع بأبسط مقومات الحياة السياسية المعافاة، أي بمقياس إماتتها وإعادة إحيائها كل أربعة أعوام أو ستة. أما ثورة 2019، فزمنُها فتِيٌّ، ابن يومه وحقبته وأفكارهما وأدواتهما.
ثورة قتل الأب؟ الأرجح.. وإن بدا الأب، هذه المرة، متبدل الهوية، مُتلوّنها، من داخل البطريركية الحاكمة. "بيّ الكل" ميشال عون، ليس وحده، رغم استئثاره باللقب و"الكاستنغ" للدور، بل لعله بات "الجَدّ" المتقادم الذي يتحلق الورثة حول سريره. حسن نصرالله؟ نعم قوية. نبيه بري ووليد جنبلاط؟ إلى حد كبير. وسعد الحريري ابن شهيد... ومعهم الصف الثاني والثالث من الشبكة المهيمنة. لكن هناك أيضاً الأب المؤسسة: الحزب، الطائفة، العشيرة، النظام السياسي والزبائني، شبكة خدمات الولاء الموازية، الدستور المحنّط، والقوانين المولودة أفعوانية أو ميتة، المُحرَّمات، من قضايا الجندر إلى الشتيمة هتافاً، والمقدّسات حيث العمامة تعصم زعيماً سياسياً وعسكرياً، ومظلوميات تُنسَج أساطير لتكريس قائد. أما الثورة، فلا قائد لها، ولهذا ستبقى شابة، حتى تنتصر.. أو يئدها أب خائف.
بتوقيت بيروت