*اسعد الله صباحكم بكل خير والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته*
التقرير التربوي الصحفي اليومي الاثنين 28/10/2019
شهيب: البيانات المنسوبة لي حول موضوع فتح المدارس مختلقة
وطنية - صدر عن المكتب الإعلامي لوزير التربية والتعليم العالي أكرم شهيب، البيان الآتي: "يعود وزير التربية والتعليم العالي ويؤكد مجددا أن كل البيانات التي تصدر حول موضوع فتح المدارس وتنسب الى وزير التربية والتعليم العالي هي مختلقة وعارية عن الصحة تماما، وأن موقف الوزارة بهذا الصدد لن يعلن إلا من خلال مؤتمر صحافي يعقده الوزير شخصيا بهذا الخصوص".
شهيب ينفي خبر إعادة فتح المدارس الاثنين
وطنية - أصدر المكتب الإعلامي لوزير التربية والتعليم العالي أكرم شهيب بيانا شدد فيه على أن "الكلام المتداول عن قرار مزعوم لوزير التربية والتعليم العالي بإعادة فتح المدارس يوم الاثنين المقبل، هو كلام مختلق وعار من الصحة تماما. لذلك، وزير التربية والتعليم العالي يؤكد أنه حين يقرر إعادة فتح المؤسسات التربوية سيعلن ذلك من خلال مؤتمر صحافي، منعا للتشويش وتداول الأخبار المغلوطة".
صفي الدين: الورقة الإصلاحية خطوة إلى الأمام
وطنية - رأى رئيس المجلس التنفيذي في "حزب الله" السيد هاشم صفي الدين، خلال احتفال تأبيني في ياطر الجنوبية في حضور رئيس كتلة "الوفاء للمقاومة" النائب محمد رعد، على أن "البلد أصبح في خضم تحد مهم وحساس حين انفجر الناس نتيجة الضغط الاجتماعي والاقتصادي والتراكم الجائر من قرارات للحكومة مؤداها إهمال الطبقات الفقيرة والمتوسطة في المجتمع".
وقال: "منذ بداية هذا التحرك الشعبي الذي بدأ بشكل عفوي، دعمنا المطالب التي تحدث عنها الذين نزلوا إلى الساحات، لأننا من هؤلاء الناس، ونحن الأعرف بأوجاعهم وآلامهم، فمقاومتنا الشريفة انطلقت من هذه البيوت الفقيرة والمتواضعة. وحينما حذرنا من استغلال البعض لهذا الحراك، إنما أردنا حفظه وصيانته حرصا عليه، ودعونا إلى أن يكون بمنأى عن الأحزاب والسياسيين لئلا يستغل هذا الحراك من بعض الجهات التي لا يليق بها أن تتكلم باسم أوجاع الناس وصرختهم وحراكهم، فهؤلاء الذين يريدون أن يركبوا موجة الحراك، هم من المترفين وبعضهم من الذين عملوا على ظلم الناس وإلحاق الحيف بهم لسنوات طويلة، وعليه، ما هو أسوأ من الجوع، أن يعمد من جوع الناس إلى استغلال جوعهم لمآرب سياسية".
أضاف: "الجميع يعرف في لبنان أن "حزب الله" كان طوال تاريخه من المطالبين بحقوق الفقراء والمحرومين، وهذا لم نحد عنه يوما، بل تلقينا السهام من أجله، لذا حين انطلق الناس في احتجاجاتهم، وجدنا أنفسنا الأقرب إليهم، واليوم نحن لسنا في خصومة مع الحراك أبدا، بل نقدر ونحترم أهدافهم وما يقومون به، وحين قلنا إن هناك جهات تتلقى تمويلا بناء لمعلومات مؤكدة، لم نقصد حتما كل الذين شاركوا في الحراك، فمن قال إنه لم يتلق تمويلا ودفع من ماله الخاص نصدقه، ولكن من هم متهمون ومعروفون لم ينفوا هذا الأمر".
ورأى أن "الورقة الإصلاحية التي أقرتها الحكومة هي بعض من الورقة الإصلاحية التي تبناها "حزب الله"، ولكن لم يؤخذ بكل ما قدمناه، ونحن نعتبر أن هذه الورقة هي خطوة إلى الأمام لا أكثر". وشدد على أن "المطلوب الآن من السلطة السياسية أن تتحمل المسؤولية للمسارعة في تنفيذ وعودها في الحكومة وفي المجلس النيابي، ونحن سنتابع ونراقب، ونحذر المسؤولين أنه إذا لم يسارعوا إلى تنفيذ هذه الوعود التي التزموها، سيكون لنا موقف واضح وحاسم، وبالتالي المطلوب في هذه المرحلة الدقيقة، التحلي بالحكمة والمسؤولية حتى يخرج بلدنا من أزمته".
"الذباب الالكتروني" الأصفر يستهدف رئيس الجامعة الأميركية
المدن ــ يشن حزب الله حملة شرسة، تخوينية وتخويفية وتضليلية، عبر وسائل التواصل الاجتماعي وتطبيق الواتساب، ضد من يعتبرهم فاعلين في الانتفاضة الشعبية اللبنانية. وهو يوزع رسائله على نطاق واسع ومكثف، تنفيذاً لخطته بلجم من يعتبرهم من "بيئته" عن أي تعبير أو مبادرة أو مشاركة في الانتفاضة، وتشجيع من يعتبرهم من أتباع الأحزاب المتحالفة معه على الانسحاب من الاعتصامات والتظاهرات. وهذا السعي لا يتورع عن استخدام أساليب التحريض المذهبي أو التخوين السياسي، بطموح واضح لإعادة إنتاج انقسام طائفي وسياسي بمواجهة هذه اللحمة الوطنية التي أظهرتها "ثورة 17 تشرين الأول".
ويعتمد الحزب على مجموعاته المحترفة، المشابهة لما يدعى الذباب الالكتروني، في تصميم وتأليف محتوى هذه الدعاية المضادة، والممنهجة. فبعد أن نشر صوراً ونبذات شخصية لمن قال أنهم فاعلين في تنظيم ودعم اعتصامات الجنوب، في صور والنبطية وكفررمان وبنت جبيل، موزعاً إياهم بين عميل إسرائيلي سابق أو ابن عميل، أو "سفارات" أو "شيوعي" أو "يسار ديموقراطي" حاقد على المقاومة أو "بوق إعلامي" حاقد على حزب الله..إلخ، كان الغرض منها التهويل على كل من يشارك في اعتصامات وتظاهرات الجنوب.
وفي حملة أخرى، استهدفت الماكينة الإعلامية من تسميهم "قادة" للانتفاضة اللبنانية أو محرضين وأعداء للمقاومة، خصوصاً حزب "القوات اللبنانية" ورئيسها سمير جعجع. لكن استهداف السياسيين بدا غير مجدٍ مع ضعف الدلائل عن ارتباط الانتفاضة بالأحزاب السياسية أو الشخصيات البارزة.
ربما لهذا السبب بدأوا باستهداف رموز مهمة في المجتمع المدني. ويبدو أن "بنك أهدافهم" بدأ يتوسع ليطال شخصيات غير سياسية لها وزنها المدني والاجتماعي والثقافي. ففي مساء الأحد بدأ الذباب الالكتروني للحزب بنشر رسائل نصية مرفقة بصورة مصممة مع شعارات (memes)، تستهدف حصراً رئيس الجامعة الأميركية فضلو خوري. وعلى الأرجح، فإن البيان المشترك الذي أصدره رئيسا الجامعة الأميركية والجامعة اليسوعية، إضافة إلى خطاب خوري لطلابه، قد أغاظا الحزب الخميني، لقوة تأثير أرقى جامعتين في لبنان والمنطقة في المجتمع اللبناني المتعلم، ولقوة تأثير الحضور الطلابي من هاتين الجامعتين وفاعليته في الانتفاضة، والإضافة النوعية والثقافية على تعبيرات الانتفاضة.
وكان بديهياً، أن يستعين هذا "الذباب" في استهداف فضلو خوري بأدبيات صحيفة "تحسس الرقاب" التي تنكبت دور رأس حربة التهجم على الجامعة الأميركية في السنوات الماضية، ضمن حملة تحويلها جامعة غير أميركية، وربما الاستيلاء عليها لتكون صرحاً إيرانياً مثلاً، أو لتصير على شاكلة الفرع الأول من الجامعة اللبنانية البائسة والمنكوبة.
ومن المعروف أيضاً، أن نقمة حزب الله على الجامعة الأميركية في بيروت، تجددت مع اتهامات متمادية بأن الجامعة "تمتثل" للسياسة الأميركية العقابية ضد الحزب. وكأن الجامعة مجرد دكان في الضاحية الجنوبية يعصى على أوامر أحد "مطاوعي" الحزب!
لكن، وبعيداً عن الاستهجان أو الاستخفاف بمحتوى هذه الحملة، ولأن القائم بها له تاريخه "المجيد" في تحويل الوعيد إلى فعل مريع، يتوجب اعتبار هذه الحملة بوصفها تحريضاً جدياً على الجامعة وطلابها ورئيسها.
خطف الحراك
الأخبار ــ LBCI تعترف بتلقّي التمويل مع «الجديد» و«mtv»
«القوات» تقطع الطرقات وصراعات على «المستقبل»
يصرّ منظّمو التظاهرات، لا سيّما القوات اللبنانية، على قطع الطرقات وشلّ البلاد، في رسالة واضحة بمنع عودة الحياة. اليوم سيكون حافلاً بالتعطيل، مع ابتعاد الجيش عن الطرقات وغياب أي أفقٍ للحلول، يبدو المشهد مظلماً وخطر الانهيار النقدي يقترب
11 يوماً، والشلل يضرب البلد الواقف على شفير انهيار مالي، من أقصاه إلى أقصاه. والانهيار الذي كان مقدّراً له أن يحصل بعد عامٍ أو عامين، يقترب بسرعة قياسية، واحتمالات المجهول والفوضى أقرب إلى التصديق.
في اليوم التالي لجلسة «الواتس أب»، بدأت انتفاضة غضب شعبي عارم على فساد السلطة، وعلى تراكم تاريخي لا يمتّد لثلاثة عقود فحسب، بل يبدأ من اللحظة التي تأسّس فيها نظام المحاصصة. لكنّ ما يجري اليوم، وسيادة منطق «الثورة للثورة»، وقطع الطرقات المنظّم في جغرافيات بالغة الدّقة، بات لعباً مكشوفاً لإحلال فوضى أهلية كبرى.
فتفاصيل اشتراك الدول الإقليمية في دعم جماعات محدّدة من المتظاهرين، وشخصيات ووسائل إعلام تزداد وتتكشّف كل يوم، والدفع في الشارع نحو السقوف المرتفعة يصل نقطة اللاعودة.
ورغم كل الصراع بين معسكري قطر وتركيا من جهة والإمارات والسعودية من جهة أخرى، إلا أن هذه الأدوات الأميركية التي لا تتفّق في ما بينها إلا على أمن إسرائيل وتخريب العالم العربي، انخرطت بالتدريج في لعبة تمويل مرتزقتها، التي تنفّذ على الأرض سيناريو يشبه الانقلاب، مستغلةً انتفاضة شعبية انفجرت في لحظة ارتكاب السلطة خطأها القاتل.
رئيس مجلس إدارة «أل بي سي آي»، بيار الضاهر، اعترف قبل أيام للرئيس سعد الحريري، كيف تلقّى أموالاً من السعودية والإمارات، مع زميليه تحسين الخيّاط وميشال المرّ، في جلسة عوّض بها الحريري انقطاعه عن لقاء السفيرين السعودي والإماراتي، على عكس باقي الدول الأخرى، لا سيما الأوروبية منها. السعوديون والإماراتيون أيضاً موّلوا رئيس حزب القوات سمير جعجع، لكي يعود ويذكّر اللبنانيين بميليشياته وحواجزه «السلمية». أما القطريون، فدخلوا مؤخّراً إلى سوق التحريض اللبناني، بطلب من الأتراك، الذين يركّزون على طرابلس وعكار، بهدف توسيع نفوذهم المتزايد منذ العام الماضي عبر الجمعيات التركية، وإحلال التوازن مع المال الإماراتي الذي يوزّعه يحيى مولود مندوب تحسين الخياط في طرابلس، والوزير السابق أشرف ريفي، قائد «حرّاس المدينة». ولا يغيب المال القطري عن النشاط البارز لحزب التحرير والجماعة الإسلامية، التي وإن لم تكن تشارك بأعداد كبيرة من المتظاهرين، إلا أنها تقدّم مجموعات منظّمة وتدير قطع الطرقات في عدد من المناطق. ولم يظهر بعد من يدعم حركة الوزير السابق نهاد المشنوق، الذي يحرّك بعض مسؤولي تيار المستقبل ليؤثروا في الشارع في بيروت والبقاع الأوسط وصولاً إلى مجدل عنجر. لكنّ الأكيد، أن الرئيس الحريري طلب من وزيرة الداخلية والبلديات عدم استعمال قوى الأمن الداخلي خراطيم المياه لتفريق المتظاهرين في أكثر من منطقة، لعلمه بأن مناصرين للمستقبل يقطعون الطرقات ويتظاهرون.
أمّا الأميركيون، فهم حتى الآن، كما في كلّ مكان من هذا العالم، يطمئنون الحاكم ويُعدّون لإسقاط الدولة. فهم يربتون على كتف الحريري لعدم تقديم استقالته، لكنّهم يطلقون العنان لأدواتهم لتمويل الأحزاب وبعض الجمعيات التي تدير التحركّات للضغط عليه ومطالبته بالاستقالة. يطلبون من الحريري تنفيذ الإصلاحات، ويمنعون الجيش اللبناني من فتح الطرقات التي تشلّ البلد، لا سيّما طريق الجنوب على الخطّ الساحلي وطريق الشمال، ويشدّون على يد جعجع لاستمراره في تقطيع أوصال البلاد من جلّ الديب والزوق إلى الكورة.
واليوم، يبدو سيناريو قطع الطرقات الذي بدأ ليل أمس عبر ركن السيارات وتجميعها على الطرقات، استباقاً لتنفيذ الجيش أي خطوة وعد رئيس الجمهورية ميشال عون بتنفيذها، في وقت قدّم الجيش للسلطة «نموذجاً» عن محاولة فتح الطرقات بالقوّة في منطقة البداوي أول من أمس. وبات ارتباك الجيش يشكّل قلقاً لدى القوى السياسية، لأن غياب المؤسسة العسكرية سيدفع حتماً إلى المواجهة في الشارع بين قاطعي الطرق وباقي اللبنانيين، الذين يدفعون فاتورة الخراب مرّتين، مرة على يد السلطة، والثانية على أيدي أصحاب الأجندات .
وما ليس مفهوماً، هو قيام وزير التربية أكرم شهيّب بالتزام إقفال المدارس والجامعات من دون مبرّر في عدد من المناطق، في الوقت الذي التزم فيه النائب السابق وليد جنبلاط سقف عدم شلّ البلد والخروج «الرسمي» من الطرقات لمحازبي التقدمي الاشتراكي، إذ إن شهيّب كان بإمكانه ترك التقدير لرؤساء المناطق التربوية لتقدير الأوضاع في مناطقهم، فما الذي يمنع فتح المدارس والجامعات في الجنوب والبقاع والشمال وجبل لبنان الجنوبي سوى قرار الوزير «حتى إشعار آخر»؟
يوم أمس أجرى الرئيس نبيه برّي اتصالاته لفتح المدارس والجامعات حيث أمكن بعد اتفاقه مع حزب الله على الأمر، وبدأ بإصدار بيان أعلنت فيه مدارس حركة أمل فتح أبوابها أمام طلابها اليوم. وكذلك الأمر فعلت الجامعة اللبنانية الأميركية، معلنة فتح أبوابها أمام طلابها في بيروت وجبيل، بعد أن اتفقت الجامعة الأميركية والجامعة اليسوعية على المشاركة في مسار التعطيل، بعد عقود من عدم الاتفاق بين الجامعتين على أي موقف موحّد.
وعن التعديل الوزاري أو تشكيل حكومة جديدة، يبدو أركان السلطة جاهزين لإخراج وجوهٍ نافرة من الحكومة، من بينها وزير الخارجية جبران باسيل، في حال يؤدّي هذا الإجراء إلى سحب فتيل الشارع وتقديم تنازلات للمتظاهرين الذين لا تتحكّم فيهم الأجندات السياسية. لكنّ أي خطوة من هذا النوع لن تحدث الآن من قبل السلطة، وبدعم واضح من حزب الله، لعدّة أسباب، أوّلها أن الحزب والرئيس عون يرفضان التفاوض على أي تغييرات قبل فتح الطرقات، الأمر الذي يواجه برفضٍ من القوات اللبنانية تحديداً، التي تفاوض عن المتظاهرين في جبل لبنان الشمالي. كما أن خشية حزب الله وعون، أن من يحرّك الشارع نحو نقطة اللاعودة، سيطالب بالمزيد من التنازلات التي تصل حدّ إسقاط الرئيس عون، وهو ما يعتبره حزب الله خطاً أحمر. كما أن أي خيار تشكيل حكومة جديدة، ولو كان هناك اتفاق مسبق، ليس مضموناً، مع السيناريوات التي تتسرّب نقلاً عن الطاقم الدبلوماسي الأميركي في بيروت حول نيّة الأميركيين في حال استقالة الحكومة وإعادة تكليف الحريري، منعه من التشكيل، وإبقاء الدولة مبتورة. ولم تصل حتى الآن المفاوضات التي بدأت بين الحريري وعون مع بعض الشخصيات التي تحرّك الشارع، عبر وسيط فرنسي، إلى أي أفق، ما دام المحرّكون لم يتجاوبوا مع دعوة عون إلى الحوار.
ويدفع حزب الله بقوّة نحو العمل بشكل سريع على إعادة تفعيل العمل الحكومي والنيابي، وهو ما عبّر عنه رئيس المجلس التنفيذي للحزب السيد هاشم صفي في تحذير واضح بقوله: «إذا تلكأ المسؤولون في لبنان في كل المواقع السياسية والمسؤولة عن تنفيذ الورقة الإصلاحية، فنحن نحذرهم من ذلك وسيكون لنا موقف واضح وحاسم أمام كل اللبنانيين». وأضاف صفي الدين: «حين انطلق الناس في احتجاجاتهم، وجدنا أنفسنا الأقرب إليهم، واليوم نحن لسنا في خصومة مع الحراك أبداً، بل نحن نقدّر ونحترم أهدافهم وما يقومون به، وحين قلنا إن هناك جهات تتلقى تمويلاً بناءً على معلومات مؤكدة، لم نقصد حتماً كل الذين شاركوا في الحراك، فمن قال إنه لم يتلقَّ تمويلاً ودفع من ماله الخاص نصدّقه، ولكن من هم متّهمون ومعروفون لم ينفوا هذا الأمر».
ولم يحدّد رئيس الحكومة موعد جلسة الحكومة، التي تردّد أنها قد تعقد يوم الثلاثاء لاستكمال ترجمة الورقة الإصلاحية، إلا أن النشاط النيابي يفتتح اليوم في اجتماع تعقده اللجنة الوزارية المكلّفة بمناقشة مشروع قانون العفو العام، الذي لا يبدو أنه سيكون على قدر آمال عشرات آلاف المطلوبين في الشمال والبقاع تحديداً.
الراعي: الشعب مصدر السلطات ولا تستطيع السلطة تجاهل صرخته بحكومة مصغرة وحيادية بل عليها الإصغاء لمطالبه قبل فوات الأوان
وطنية - ترأس البطريرك الماروني الكاردينال مار بشارة بطرس الراعي، قداس الأحد على مذبح كنيسة الباحة الخارجية للصرح البطريركي في بكركي، "كابيلا القيامة"، عاونه فيه المطرانان حنا علوان وبيتر كرم، أمين سر البطريرك الاب شربل عبيد، القيم البطريركي العام الاب جان مارون قويق، في حضور وفد من "التيار الوطني الحر" في كسروان - جبيل يتقدمه النائبان روجيه عازار واسعد ضرغام وكوادر "التيار"، النائب الياس حنكش ووفد من المكتب السياسي لحزب "الكتائب اللبنانية" برئاسة الوزير السابق سليم الصايغ، الوزير السابق يوسف سلامة وحشد من الفاعليات والمؤمنين.
بعد الإنجيل المقدس، ألقى الراعي عظة بعنوان "كل ما عملتموه لأحد إخوتي هؤلاء الصغار، فلي عملتموه"(متى40:25)، قال فيها: "الحالات الست التي يعبر فيها الرب يسوع عن حاجة كل إنسان، أي الجوع والعطش والعري والغربة والمرض والسجن، لا تقتصر على المستوى المادي والإقتصادي، بل تشمل أيضا المستوى الروحي والمعنوي والثقافي. فالجائع يحتاج إلى خبز وطعام، وكذلك إلى علم وعمل. والعطشان يحتاج إلى ماء، وأيضا إلى عدالة وكرامة وحقوق أساسية. والعريان بحاجة إلى ثوب وحذاء وسكن، وأيضا إلى وظيفة ومكانة ودور في مجتمعه. والغريب هو العائش في وطن غير وطنه، وهو أيضا الذي يعيش مرارة الغربة في وطنه الذي لا يسمح له بتحفيز قدراته، ولا يشركه في إنمائه، فيعيش مرارة التهميش والإهمال والإقصاء. والسجين هو المأسور وراء القضبان الحديدية، وهو أيضا أسير القهر والاستبداد الظلم والاستكبار من أصحاب النفوذ والقابضين على القرار وسير المؤسسات الدستورية والإدارات العامة".
وتابع: "الشعب اللبناني، بأطفاله وشبابه وكباره ونسائه، الذي يعيش ثورته الإيجابية الإصلاحية في تظاهرات عفوية منذ أحد عشر يوما، على الطرقات في جميع المناطق اللبنانية وفي بلدان الانتشار، فلأنه يعاني من هذه الحالات الست ماديا ومعنويا واقتصاديا ومعيشيا. فلا ينظر إلى هؤلاء المتظاهرين السلميين الحضاريين بنظرة فوقية أو إستهتارية أو تسييسية. ولا يحق الانحراف بانتفاضتهم إلى نزاع حزبي أو إلى أهداف إيديولوجية هدامة. إنها في الحقيقة ظاهرة التحام الشعب اللبناني على اختلاف أطيافه، تحت راية لبنان، في مدنه وبلداته المختلفة، حول مطالبه الوطنية المحقة بالكرامة والعدالة الاجتماعية، الرافضة للواقع المالي والاقتصادي المتعثر، والمطالبة بحكومة توحي الثقة".
وقال: "إن هذا المشهد يؤكد للجميع أن ثقافتنا الوطنية التاريخية هي ثقافة الحرية والحياة الكريمة، في دولة المواطنة الحاضنة للتنوع. فلا مجال هنا لترهيب أو لتخوين شبابنا الذين يضحون من أجل تصويب الممارسة السياسية بحيث تتحلى بالتجرد والنزاهة والشفافية. إن ثقافة العيش المشترك التي تميز لبنان إنما ترتكز على قيم ثلاث: الحرية والتعددية والكرامة الإنسانية. وعليه، لا شرعية لأي سلطة لا تكون ضامنة لهذه القيم وخادمة لها. إن الشعب، في دستورنا اللبناني، هو مصدر السلطات وأساس شرعيتها. لذلك لا تستطيع السلطة السياسية تجاهله، بل عليها أن تصغي إلى مطالبه، وتتفاعل معه قبل فوات الأوان. صرخة المتظاهرين هي هي، منذ أحد عشر يوما: تأليف حكومة جديدة بكل وجوهها، مصغرة وحيادية، ومؤلفة من شخصيات مشهود لها بكفاءاتها، وتكون محط ثقة الشعب، ومتفق عليها مسبقا منعا للفراغ، لتعمل على تطبيق الورقة الإصلاحية التي أعلنها دولة رئيس الحكومة في 21 تشرين الأول الجاري، والتي يقبلها المتظاهرون ولكنهم لا يثقون بأن الحكومة الحالية قادرة على تنفيذها، وقد أمضت سنتين بعد مؤتمر "سيدر" لكتابتها، ولم تقم إلى الآن بأي إصلاح مطلوب من هذا المؤتمر للاستفادة من المال المرصود لمساعدة النهضة الإقتصادية في لبنان".
أضاف: "هذه الورقة الإصلاحية اعتبرها فخامة رئيس الجمهورية في كلمته بتاريخ 24 تشرين الاول الجاري، "الخطوة الاولى لانقاذ لبنان وإبعاد شبح الانهيار المالي والاقتصادي عنه" وأكد على "ضرورة اعادة النظر بالواقع الحكومي الحالي لهذه الغاية". فاننا نطالب جميع القوى السياسية المعنية التجاوب مع دعوة فخامة الرئيس وصرخة الشعب المتكررة".
وتابع: "إن نظامنا السياسي في لبنان ديموقراطي لا ديكتاتوري، تعددي لا أحادي، وطني لا مذهبي، وشعبه هو مصدر السلطات (راجع مقدمة الدستور، "ج" و "د"). ولا أحد يختزل الشعب ويفرض رأيه أو إرادته عليه. فيا ايها السياسيون، كما كنتم تبحثون عن رضى الشعب وصوته في زمن الانتخابات، إبحثوا الآن عن هذا الشعب وعما يرضيه، لئلا تخسروا ثقته بشكل نهائي. لا تهملوا هذه الانتفاضة الوطنية لئلا يكبر حجمها وتخرج عن مسارها الوطني الإيجابي، بفعل المخربين المأجورين المندسين بثوب الحمل. وأنتم أيها المنتفضون، حافظوا على خلقية انتفاضتكم، ولا تسقطوا في تجربة النزاعات الحزبية والمذهبية. سهلوا للمواطنين حقهم في التنقل والمرور من أجل تلبية حاجاتهم، ولا تظهروا كأنكم أسياد الطرق العامة التي هي ملك للجميع. فتجاوبوا مع الجيش اللبناني والقوى الامنية التي نحيي جهودها ونثمن حكمتها. وأدعوكم للوقوف عند الساعة الخامسة والنصف من مساء كل يوم لتلاوة مسبحة وردية السيدة العذراء، التي هي سلاحنا الامضى والاقوى، بدءا من هذا المساء وسأتلوها معكم عبر وسائل الاعلام ووسائل التواصل الاجتماعي، ملتمسين من الله بشفاعتها، وهي سيدة لبنان، وبشفاعة قديسيه، أن يستجيب لصلاتكم وصلوات كل ذوي الإرادات الحسنة، ويمس ضمائر المسؤولين السياسيين ويلهمهم السبيل إلى إخراج لبنان من هذه الأزمة الخطيرة للغاية على مصيره. فلا يدخل إلينا "شتاء" ذاك "الربيع العربي" الهدام، إذا تصرفنا جميعنا بوعي وحكمة".
البابا فرنسيس: نصلي كي يستمر لبنان فسحة تعايش سلمي وعلى الجميع البحث عن الحلول الصحيحة عبر الحوار
وطنية - أكد البابا فرنسيس، عقب صلاة التبشير الملائكي ظهر اليوم الأحد في ساحة القديس بطرس، أنه يتوجه بفكره "إلى الشعب اللبناني العزيز، وخاصة إلى الشباب الذين أسمعوا خلال الأيام الأخيرة صرختهم أمام التحديات والمشاكل الاجتماعية والأخلاقية والاقتصادية في البلاد"، وحث الجميع على "البحث عن الحلول الصحيحة عبر الحوار".
كما وتضرع "إلى مريم العذراء سيدة لبنان كي يستمر هذا البلد، وبدعم من الجماعة الدولية، فسحة تعايش سلمي واحترام لكرامة كل شخص وحريته لما فيه مصلحة منطقة الشرق الأوسط بكاملها والتي تعاني كثيرا".
تيمور جنبلاط جال على مرجعيات روحية: المرحلة دقيقة جدا تتطلب وحدة الكلمة والصف للحفاظ على الاستقرار العام
وطنية - جال رئيس "اللقاء الديموقراطي" النائب تيمور جنبلاط على عدد من المرجعيات الروحية العليا لطائفة الموحدين الدروز، في إطار التواصل الدائم مع هذه المرجعيات وشرح الواقع العام للمنطقة، وخصوصا ما يجري في الداخل اللبناني على المستويات السياسية والاقتصادية والأمنية وانعكاساته على المرحلة المقبلة، وناقلا اليها تحيات رئيس "الحزب التقدمي الإشتراكي" وليد جنبلاط.
ورأى جنبلاط في هذا السياق "أن المرحلة التي يمر بها لبنان والمنطقة دقيقة جدا تتطلب من الجميع أعلى درجات اليقظة والتنبه والوعي، إلى جانب التشديد على وحدة الكلمة والصف للحفاظ على الاستقرار العام في الوطن، وحماية المنجزات".
كما وضع المشايخ بصورة التحرك المستمر الذي يقوم به وزراء ونواب "اللقاء الديموقراطي" و"الحزب التقدمي الإشتراكي" على كل المستويات "من أجل التأكيد على المبادئ والثوابت"، التي تشكل برأيه "المداخل والحلول للمشكلات القائمة، والمواقف الأساسية منذ اليوم الأول للاحتجاجات الشعبية النابعة من أحقية المطالب للمتظاهرين والتمسك بحرية الرأي وعدم التعرض لهم من أي جهة كانت، في إطار سياسي وأمني يوفر الامن للمواطنين الذين يعلنون عن هواجسهم ومطالبهم والتي من واجب السلطة أخذها بعين الاعتبار، ومن ذلك إطلاق الإجراءات الإصلاحية الضرورية، ومعالجة الواقع الحكومي التي ينادي به هؤلاء ومعهم مجموعة من الفرقاء السياسيين لتقديم جرعة أمل على المستويين الاقتصادي والسياسي العام".
ورافق جنبلاط في الجولة وزيرا التربية والتعليم العالي أكرم شهيب والصناعة وائل أبو فاعور، النائبان فيصل الصايغ وهادي أبو الحسن، قاضي المذهب الدرزي الشيخ غاندي مكارم، مستشار النائب جنبلاط حسام حرب، وكلاء داخلية الحزب التقدمي الإشتراكي في مناطق الشوف عمر غنام، والجرد جنبلاط غريزي، عاليه يوسف دعيبس، والمتن عصام المصري.
التقدمي: إدعاءات فرض الخوات ملفقة ورئيس الحزب أكد في في كل تغريداته حرية التظاهر والتعبير عن الرأي
وطنية - نفى "الحزب التقدمي الإشتراكي" في بيان، فرضه خوات مالية على المواطنين للعبور، وقال: "يصر البعض سواء من المواطنين في الشارع أو من جهات أخرى على اتهام الحزب التقدمي الإشتراكي بالحصول على "خوات مالية" على الطرقات لسماح المواطنين بالعبور.
إن الحزب التقدمي ينفي نفيا قاطعا وجذريا كل هذه الاتهامات الملفقة والمختلقة والعارية تماما عن الصحة.
ويذكر أنه منذ اللحظات الأولى لاندلاع الثورة تعاطى بكل إيجابية عقلانية مع جميع المواطنين ولم يقف حائلا أمام مشاركة الناس في كل الأماكن والمناطق التي يتواجد فيها وانتقالهم إلى الساحات.
كما يذكر بمواقف رئيسه وليد جنبلاط في كل تغريداته التي أكد فيها على حرية التظاهر والتعبير عن الرأي وحماية المتظاهرين".
فرنجية: الحراك في أيامه الأولى كان عفويا ونتخوف من حرفه عن مساره لزرع الفوضى
وطنية - أكد رئيس تيار "المردة" سليمان فرنجيه "اننا مع الناس ومع وجعهم وهمومهم"، لافتا الى "ان كل ثورة تنبثق من وجع الناس هي ثورة محقة انما الخوف من حرف الحراك عن مساره لزرع الفوضى".
كلام فرنجية جاء خلال لقاء مع بعض كوادر "المردة" والعديد من الناشطين على مواقع التواصل الاجتماعي من التيار والمناصرين حيث لفت الى "ان الحراك في أيامه الأولى شكل صرخة حقيقية وكان عفويا، ولكن ما ظهر بعد ذلك دفعنا الى الحذر، وهناك خوف من حرف الحراك عن مساره لزرع الفوضى".
واذ اكد ان الحراك أثبت قدرته على تفعيل الأمور ودفع السلطة الى مراجعة دقيقة لفت الى انه "لو اتخذت السلطة بالأمس الخطوات التي طرحتها اليوم لكانت منحت الشعب بعضا من ثقة بجدية عملها".
وأوضح "ان لبنان يمر اليوم بمرحلة دقيقة واتكالنا على وعيكم والابتعاد عن ردات الفعل الغرائزية والعاطفية، فالوعي مطلوب والحذر مطلوب"، لافتا الى "ان استغلال عواطف الناس وأوجاعهم أقصر الدروب وأسهلها لزرع الفتنة".
ولفت الى "ان الحقد لا يبني بل يدمر والتشفي كما ان الشماتة ليس من شيمنا، ويجب في كل الظروف أن نحافظ على شخصيتنا وأن لا ننجر للرد على المثل بالمثل ونكون قدوة في التعاطي".
وأكد انه "رغم كل ما يجري في لبنان والمنطقة فان الأمل بالغد كبير لذا المطلوب ضبط الانفعالات وعدم الانجرار الى ردات الفعل المطلوبة ونحن نتميز بالانسجام بين القيادة والقاعدة في ظل الثقة المتبادلة التي تمنحنا الأمان على أساس خياراتنا وقناعتنا وتمسكنا بمشروعنا السياسي الذي نرى فيه مشروعا إنقاذيا فعليا للبنان".
وشدد فرنجية على اننا "ثابتون في تحالفاتنا خصوصا مع المقاومة ونحن جزء أساسي من هذا المحور وسنقف بالمرصاد لكل ما ومن يهدد وجودنا او مشروعنا وهويتنا ووطننا" مضيفا "كفى اللبنانيين وخصوصا المسيحيين دفع أثمان غالية نتيجة التهور او الرهانات الخاطئة".
وتابع: "ظلمنا من العهد إنما ظلمنا لن يثنينا عن الدفاع عن قناعاتنا وخطنا الذي ضحينا جميعنا لأجله من إيماننا، أنه الخط الوطني الذي حمى وصان ويصون لبنان".
وختم داعيا "لجعل مواقع التواصل الاجتماعي منابر للتعبير عن الرأي بوضوح وحسم وليس عبر الشتم والتجريح"، قائلا: "لا تسمحوا لبعض الجهلة او الراغبين بزرع الخلاف بدفعكم الى الانفعال".
مجلس ثورة الارز: لسماع صوت الشعب وعدم اقفال الطرقات
وطنية - نوه "المجلس الوطني لثورة الأرز - الجبهة اللبنانية"، في إجتماعه الأسبوعي بمواقف البطريرك الماروني الكاردينال مار بشارة بطرس الراعي في ما خص الحراك الشعبي الذي عم المناطق كافة.
ودعا المجتمعون الى "التروي في ممارسة أي عمل أو منظومة سياسية والإبتعاد عن الشتائم وإقفال الطرقات، والى تبني مبدأ تحقيق اللامركزية الإدارية الموسعة، حصر السلاح في لبنان بالقوى الشرعية وإخضاع المهام الدفاعية والأمنية لقرار السلطة السياسية وحدها وتعزيز القدرات الدفاعية للقوى المسلحة الشرعية.
وناشدوا المتظاهرين "أن يضعوا إستراتيجية سياسية ترتكز على: تطوير السلطة القضائية، درس قانون للانتخابات النيابية، إنشاء هيئة مستقلة لمكافحة الفساد، تعزيز هيئات الرقابة والمحاسبة، العمل على إستحداث حكومة ظل، مهمتها التفاعل مع القرارات الحكومية وطرح مقترحات مقابلة وبالتالي كشف أفضل الحلول".
وطالب المجتمعون السياسيين ب "تطبيق القوانين المرعية الإجراء وسماع صوت الشعب بما يخدم هموم المواطنين وخدمة الصالح العام".
العجز في الميزانية الأميركية يقترب من ترليون دولار
المصدر: "أ ف ب" ــ ارتفع #العجز في ميزانية #الولايات_التحدة بنسبة 26 في المئة في السنة المالية 2019 مقتربا من ألف مليار دولار على الرغم من نمو الاقتصاد وعائدات الرسوم الجمركية الجديدة التي نجمت عن الحرب التجارية مع الصين.
وقالت وزارة الخزانة الأميركية إن عجز الدولة الفدرالية للسنة المالية 2019 التي انتهت في أيلول يبلغ 984 مليار دولار، أي 4,6 في المئة من إجمالي الناتج الداخلي.
وهذا العجز هو الأكبر منذ 2012 عندما بلغ 1100 مليار دولار في عهد الرئيس السابق باراك أوباما بينما كان أول اقتصاد في العالم يخرج من الأزمة المالية ومن الانكماش الكبير.
وقال المسؤولون في وزارة الخزانة الأميركية إن الرسوم الجمركية العقابية التي فرضت على السلع الصينية في إطار المواجهة التجارية التي تخوضها إدارة ترامب مع بكين، حققت عائدات قياسية بلغت ثلاثين مليار دولار، بزيادة نسبتها سبعين بالمئة عن الأحوال العادية.
لكن ذلك لم يمنع زيادة العجز 205 مليارات دولار إضافية عن 2018.
وأكد وزير الخزانة الأميركي ستيفن منوتشين أن "البرنامج الاقتصادي للرئيس (دونالد) ترامب يجدي"، دعيا المشرعين إلى الحد من "التبذير والنفقات اللامسؤولة".
وسجلت الواردات ارتفاعا نسبته 4 في المئة وبلغت 3462 مليار دولار وهو مبلغ قياسي، لكن وتيرة زيادة النفقات كانت ضعف ذلك، أي 8 في المئة لتبلغ 4447 مليار دولار وهو رقم قياسي تاريخي أيضا.
وفي ما يتعلق بالنفقات، كان لشيخوخة السكان الذي يتزامن مع ارتفاع رواتب التقاعد (+6 في المئة) ونفقات التأمين الصحي (+8 في المئة) للأكثر فقرا (ميدي-ايد) والأكبر سنا (ميديكير)، تأثير كبير في هذا العجز.
لكن العجز سجل ارتفاعا أيضا بسبب زيادة خدمة الدين التي بلغت 51 مليار دولار (10 في المئة) وزيادة النفقات العسكرية (+9 في المئة) والمساعدات للمزارعين الذين يعانون من حرب الرسوم الجمركية الأميركية الصينية.
وقال ستيفن منوتشين "لتتمكن أميركا من امتلاك مالية عامة دائمة، علينا تبني مقترحات -- مثل خطة ميزانية 2020 التي تقدم بها الرئيس دونالد ترامب -- تهدف إلى خفض النفقات غير المجدية واللامسؤولة".
وأدى خفض الضرائب وخصوصا على الشركات إلى الحد من نمو واردات الدولة على الرغم من استمرار الانتعاش الاقتصادي الذي يؤدي عادة، من خلال إحداث وظائف، إلى مزيد من الواردات الضريبية لخزائن الدولة. ولم تنشر وزارة المالية تقديرات للميزانية الجديدة التي بدأت، لكن مكتب الموازنة في #الكونغرس يتوقع ان يبلغ العجز ألف مليار دولار العام المقبل و1500 مليار في 2028.
ويؤيد هذا التزايد في العجز إلى زيادة دين أكبر اقتصاد في العالم الذي بات يبلغ 23 ألف مليار دولار.
ولدفع النفقات المتزايدة للدولة، زادت وزارة الخزانة قروضها بمقدار 1052 مليار دولار.
وقال رئيس لجنة الموازنة في مجلس الشيوخ مايك إينزي أن "مسار الميزانية الحالي لا يمكن أن يستمر".
وأضاف محتجا "بينما تتزايد واردات الدولة، ترتفع نفقاتها بوتيرة مضاعفة"، مؤكدا أنه "لم يعد بإمكاننا تجاهل هذه التحديات الميزانية التي تواجهها أمتنا".
الأب سليم دكاش لـ"النهار": الدولة القوية أهم من الرئيس القوي
ديانا سكيني ــ "النهار" ــ دعا رئيس جامعة القديس يوسف الأب سليم دكاش الشعب المتظاهر الى عدم الانجرار الى محاولات ضرب التحرك الوطني. وقال في مقابلة عبر "ويب.تي.في. النهار" عقب صدور بيان مشترك مؤيد للانتفاضة بين الجامعة اليسوعية والجامعة الأميركية في بيروت، أن " تحليلنا المشترك يقول بألا عودة الى الوراء". وأضاف: "نحن في إطار تجديد للحياة الوطنية ويجب ألا نغرق في الوحول، لا بدّ من الاصغاء الى الشعب وأخذ اجراءات تؤدي الى الخلاص الوطني".
وتعليقاً على كلمة رئيس الجمهورية ميشال عون، أشار الى أن "القضاء المستقل هو ضمانة تطبيق القوانين، وليس الحكومة وحدها مسؤولة، وهذا أمر أساسي". وذكّر بكلمة "البطريرك الراعي الذي كان واضحاً في شأن ضرورة استقلالية القضاء".
ورأى دكاش أنه "لابدّ من تشكيل حكومة مصغرة تمسك البلد، وتضع الخطط وتوصلنا الى حالة مقبولة من جديد، ذلك أن تشكيل حكومة جديدة لابدّ أن يحصل لتطبيق بعض البنود التي أوردَها الرئيس سعد الحريري في الخطة الحكومية".
وعن الفراغ، قال "لنفكّر في وضع ما قبل هذه الانتفاضة"، متسائلاً "ألم نكن في ورطة على الصعيد المالي قبل الانتفاضة... لابد من متغيّرات".
ورداً على سؤال حول الأدبيات العونية المتخوفة من استهداف "الرئيس القوي"، شدد الأب دكاش على "أننا نريد دولة قوية، وهذا المهم، وهذه الدولة لا تبنى الا باجتماع الكفاءات".
وكان رئيسا جامعة القديس يوسف البروفسور الأب سليم دكاش اليسوعي، والجامعة الأميركية في بيروت البروفسور فضلو خوري، السلطات اللبنانية إلى الإستجابة "لأمنيات شعبنا في وقتٍ قريب بحيث تُتّخذ الإجراءات المؤسّساتيّة الضروريّة للخروج من الأزمة الحاليّة، مع الإشارة إلى أنّنا نبقى مستعدّين للمساهمة في إيجاد الحلول التي تفتح الباب أمام بلوغ الخلاص الوطني".
وأصدر دكاش وخوري بياناً تضامنياً مع التحركات الشعبية في لبنان، باسم الجامعتين، قالا فيه، "إنّ ما يعيشه لبنان هي صرخة وطنيّة حقيقيّة، وهي أكبر حركة توحيديّة وطنيّة منذ عام 1943، تعبّر بعمق عن معاناة وحاجات شعبنا اللبناني ورغبته العظيمة في إعادة بناء وطنه على قواعد جديدة". أضاف البيان، إنّ جامعتينا اللتين إلتزمتا تاريخيًّا بناء الكيان اللبناني الكبير منذ نشأة دولته في عام 1920، لا يمكنهما إلاّ المشاركة في مساهمة الأساتذة والطلاب والإداريين والمتخرجين الذين هم اليوم على أرض الوطن من أجل حقوق كلّ اللبنانيين من دون استثناء.
تابع، إنّ السلطات الرسميّة اللبنانيّة يجب عليها أن تحتضن الروح الجديدة التي تحضّ اللبنانيين إلى الوحدة وإلى التلاقي والعمل معًا من أجل دولة مدنيّة تتجاوز الطائفيّة والمحاصصة وتقوم على قِيَم الحريّة والأخوّة والمساواة والعدالة وعلى قاعدة احترام الحقوق والواجبات للجميع.
وأدان البيان كلّ المحاولات التي تسعى إلى قمع المظاهرات، ودعيا "الجيش اللبناني وقوى الأمن إلى حماية المتظاهرين وبينهم العديد من طلاّبنا وأساتذتنا وإداريينا ومتخرّجينا وهم يدعون إلى لبنان الكفاءة والمحاسبة والتضحية بالذات".
وختم، "إنّنا نحض السلطات اللبنانيّة على الاستجابة إلى أمنيات شعبنا في وقتٍ قريب بحيث تُتّخذ الإجراءات المؤسّساتيّة الضروريّة للخروج من الأزمة الحاليّة، مع الإشارة إلى أنّنا نبقى مستعدّين للمساهمة في إيجاد الحلول التي تفتح الباب أمام بلوغ الخلاص الوطني.
الجامعة الأميركية في بيروت: لا نتدخل بالسياسة وتم اجتزاء تصريحات الدكتور خوري حول الحراك
وطنية - صدر عن مكتب رئيس الجامعة الأميركية في بيروت الدكتور فضلو خوري، البيان التالي:
"تناولت بعض مواقع التواصل الاجتماعي تصاريح لرئيس الجامعة الأميركية في بيروت الدكتور فضلو خوري في ما يتعلق بالحراك الذي يشهده لبنان. وقد اجتزأ البعض من هذه التصريحات وكثرت الشائعات حول مضمونه.
يهم مكتب الرئيس وإدارة الجامعة توضيح ما يلي:
أولا: إن الدكتور فضلو خوري وإدارة الجامعة الأميركية في بيروت لا يتدخلان بالسياسة لا مباشرة ولا غير مباشرة، بل يتطلعان فقط لمستقبل الطلاب ومصلحتهم من دون أي تفرقة، وذلك من خلال دور حيادي يمارسه الرئيس خوري والإدارة، ويهدف فقط إلى المصلحة العامة اللبنانية بعيدا عن أي انقسامات سياسية لا علاقة للجامعة بها.
ثانيا: تم نشر بعض الفيديوهات للرئيس خوري وهو يحاور الطلاب ويتحدث إليهم. للتوضيح، فإن من عادات الرئيس اليومية التحدث مع الطلاب داخل حرم الجامعة وخارجه، وهذا ليس بالشيء الجديد.
ثالثا: يشدد الرئيس خوري وإدارة الجامعة على حماية حرية الرأي واحترام جميع الآراء من دون تفرقة. وينادي الرئيس والإدارة دائما بالحوار بين اللبنانيين وخصوصا الطلاب ولا يؤيدان أي انزلاق إلى العنف. من هنا تأتي جميع مناشدات الرئيس خوري إلى الطلاب للتعبير عن رأيهم سلميا وعدم الدخول في أي مشاكل.
رابعا: يهم الرئيس خوري التوضيح بأنه، وإدارة الجامعة، على أتم الاستعداد الدائم للمساعدة والمساهمة في إيجاد الحلول البناءة. ومن هنا يأتي البيان المشترك الذي أصدره الرئيس خوري مع رئيس جامعة القديس يوسف الأب سليم دكاش، وفيه تم التركيز على الملاقاة بين الجميع والعمل معا من أجل المصلحة العامة اللبنانية، والتأكيد بأن الجامعتين على أتم الاستعداد للإسهام في إيجاد الحلول التي تحفظ الوطن والمواطنين والطلاب لتكون لهم حياة وتكون حياة أفضل".
رئيسا الاميركية واليسوعية: لحماية المتظاهرين وبينهم طلابنا واساتذتنا فهم يدعون إلى لبنان الكفاءة والمحاسبة والتضحية
وطنية - أعلن رئيس الجامعة الأميركية في بيروت فضلو خوري ورئيس جامعة القديس يوسف في بيروت سليم دكاش اليسوعي في بيان مشترك، أن "ما يعيشه لبنان هي صرخة وطنية حقيقية، وهي أكبر حركة توحيدية وطنية منذ سنة 1943، تعبر بعمق عن معاناة وحاجات شعبنا اللبناني ورغبته العظيمة في إعادة بناء وطنه على قواعد جديدة. وإن جامعتينا اللتين التزمتا تاريخيا بناء الكيان اللبناني الكبير منذ نشأة دولته في سنة 1920، لا يمكنهما إلا المشاركة في إسهام الأساتذة والطلاب والإداريين والخريجين الذين هم اليوم على أرض الوطن من أجل حقوق كل اللبنانيين من دون استثناء".
وأشارا الى أن "السلطات الرسمية اللبنانية يجب عليها أن تحتضن الروح الجديدة التي تحث اللبنانيين على الوحدة والتلاقي والعمل معا من أجل دولة مدنية تتجاوز الطائفية والمحاصصة، وتقوم على قيم الحرية والأخوة والمساواة والعدالة وعلى قاعدة احترام الحقوق والواجبات للجميع".
وإذ دانا "كل المحاولات التي تسعى إلى قمع المظاهرات"، دعوا الجيش اللبناني وقوى الأمن إلى "حماية المتظاهرين وبينهم العديد من طلابنا وأساتذتنا وإداريينا ومتخرجينا وهم يدعون إلى لبنان الكفاءة والمحاسبة والتضحية بالذات".
وحثا "السلطات اللبنانية على الاستجابة إلى أمنيات شعبنا في وقت قريب بحيث تتخذ الإجراءات المؤسساتية الضرورية للخروج من الأزمة الحالية، مع الإشارة إلى أننا نبقى مستعدين للاسهام في إيجاد الحلول التي تفتح الباب أمام بلوغ الخلاص الوطني".
#الحراك_تأذى_بفضلو
الأخبار ــ الفيديو المتداول لرئيس الجامعة الأميركية في بيروت، فضلو خوري، والذي يتصرف فيه كـ«قائد للثورة» ويعطي توجيهاته السياسية فيه للثوار، أثار الكثير من الاستهجان أمس. على وسائل التواصل الاجتماعي، انطلق «وسم» #الحراك_تأذى_بفضلو، مع نشر معلومات عن الفساد في الجامعة، وعن راتب رئيس الجامعة (يفوق الـ800 ألف دولار سنوياً)، وعن قرار «الأميركية» بعدم قبول دفع أقساط الطلاب فيها بالليرة اللبنانية في بداية الأزمة النقدية التي ضربت البلاد اخيراً. وأصدر خوري بياناً امس، بصفته رئيساً للجامعة، يضج بالاكاذيب. هو اولاً اتهم «البعض» باجتزاء تصريحاته، وثانياً زعم انه والجامعة لا يتدخلان بالسياسة، و«يتطلعان فقط لمستقبل الطلاب ومصلحتهم من دون أي تفرقة». وبعد زعم الاجتزاء، عاد خوري ليقول: «تم نشر بعض الفيديوهات للرئيس خوري وهو يحاور الطلاب ويتحدث إليهم. للتوضيح، فإن من عادات الرئيس اليومية التحدث مع الطلاب داخل حرم الجامعة وخارجه، وهذا ليس بالشيء الجديد».
وبعد زعم عدم التدخل بالسياسة، وضع خوري نفسه، وجامعته، في موقع مُرشد اللبنانيين ومنقذهم، إذ قال: «يهم الرئيس خوري التوضيح بأنه، وإدارة الجامعة، على أتم الاستعداد الدائم للمساعدة والمساهمة في إيجاد الحلول البناءة. ومن هنا يأتي البيان المشترك الذي أصدره الرئيس خوري مع رئيس جامعة القديس يوسف الأب سليم دكاش، وفيه تم التركيز على الملاقاة بين الجميع والعمل معا من أجل المصلحة العامة اللبنانية، والتأكيد بأن الجامعتين على أتم الاستعداد للإسهام في إيجاد الحلول التي تحفظ الوطن والمواطنين». وللامانة، يمكن التأكيد أن هذا الجزء الأخير من البيان فيه بعض الصدق. فخوري، يعمل مع بعض الشخصيات والاحزاب التي تريد مصادرة الحراك الشعبي سياسياً، على إعداد ورقة تضم أسماء «الشخصيات المرشحة لتولي مناصب وزارية في الحكومة المقبلة». هذه اللائحة ينشط لإعدادها كل من بيار عيسى (الامين العام لحزب الكتلة الوطنية)، والنائب السابق روبير فاضل، بالتعاون مع فضلو خوري. وحتى يوم امس، كانوا قد وضعوا على اللائحة اسماء 57 شخصاً، يرون انهم «مقبولون لدخول الحكومة المقبلة». فعيسى، ورغم هامشية حزبه الذي حصل عليه كـ«هدية» من عميد الكتلة كارلوس إده، يجري تسويقه كأحد «حكماء الثورة». اما روبير فاضل، الذي تضجّ تقارير الأجهزة الأمنية بمعلومات عن مشاركته، وزوجته، في تمويل بعض الجمعيات الناشطة في ساحة الشهداء، وخاصة تلك التي تريد «فرض نفسها في مقدم الصورة»، فيعمل بصفته عضواً في «مجموعة الازمات الدولية». ولم يُعرف بعد موقف «المجموعة» من مساعيه. حتى اللحظة، لا يزال الثلاثي يعمل «في الخفاء». ورغم هامشيتهم الظاهرة، إلا ان اوهام الثلاثي كبيرة جداً، وخاصة لجهة دورهم في المرحلة الانتقالية.
4000 طالب وأستاذ وموظّف من مختلف الجامعات والصرخة واحدة (صور)
النهار ــ نحو 4000 طالب وأستاذ وموظف من مختلف الجامعات، هتفوا بصوت واحد ضد الفساد، الطائفية، المحسوبية، العنصرية، الإقطاعية، الذكورية، التلوّث، البطالة والهجرة.
كلفة هذا التحرك، وعنوانه "جامعات لبنان تنتفض"، كانت 228 ألف ليرة (عبارة عن ميغافون ولافتة)، تمّ تمويله من أساتذة جامعيين في تجمّع الجامعات في لبنان، وفق ما ورد على موقعهم.
الشباب وقود الساحات... ماذا دفعهم الى افتراشها؟
مجد بو مجاهد ــ "النهار"
تكمن الملاحظة الأولى التي يمكن أيّ مراقب عن كثب للتحرّكات المطلبية أن يكوّنها بعد أسبوع على انطلاقها، في أنّ فئة وازنة من المتظاهرين تتشكّل من شباب وشابات وجدوا في الساحات موطئ قدم. من يترقّب المشهدية بإمعان، يخيّل اليه أنه يتجوّل في إحدى الكليات الجامعية، حيث يحتشد عنصر الشباب على هيئة مجموعات صغيرة، يتشاطرون الآراء أو يستطلعون الأجواء الحماسية في ميدانهم التعبيريّ. ويظهر من ملابس مجموعة كبيرة من الشبان أنهم "على الموضة"، ويولون مظهرهم الخارجي اهتماماً، أكان عبر ارتداء الملابس الرياضية أم العصرية - بغضّ النظر عن قيمتها المادية - أو عبر مزيج من العطور الفوّاحة في أرجاء ساحتي رياض الصلح والشهداء، علماً أن هذه المشهدية لا تلغي سواها من المشهديات، كأن يظهر على هيئة كثيرين أنهم معوزون أو غير جامعيين، لكنّ المقصود من التصويب عليها تحديداً القول إن ما يسمّيه محتشدو الساحات "الانتفاضة" - والبعض يذهب أبعد في حدود التوصيف، فيعتبر أن ما يحصل "ثورة" - هو ليس نقمة على "الجوع" أو الضرائب فحسب، بل إنه "تراند" يتصدّر الخريطة من أفكار وطروح فكرية ووطنية وجدت في الساحات مساحة لها كي تسرح وتحوم في الهواء الطلق.
ما هي الأسباب التي دفعت بعنصر الشباب - وقود الساحات - الى افتراش هذه الطروح والأفكار واعتناقها والتشبّث بمصطلح "ثورة"، بدلاً من اقتصار التحرّكات على مطالب محدّدة وترقّب تنفيذ ما وعدت به الحكومة؟ من يتسنّى له التحدّث الى فئة من عنصر الشباب الذين يتبنون مصطلح "ثورة"، أكان في الشارع أم عبر دردشة مكتوبة ومفتوحة من خلال تطبيقات الهواتف الذكية (واتساب) أو مواقع التواصل الاجتماعي، يتراءى له أن هناك بحثا عن قاعدة تكسبهم صفة العناصر الفاعلة في محاولة لاغناء جدول أعمال يومياتهم، وهي مرآة انعكاسية لواقع شبيه يتقصّدون معايشته، ألا وهو تمديد عمر مرحلتهم الجامعية عبر تعدّد الاختصاصات الجامعية أو الاحتكام الى "الماجستير"، في انتظار فرصة العمل. وهكذا، أضحت ساحات الاعتصام بمثابة قاعات جامعية يحلو المكوث فيها.
فرص العمل والطموح
يقول عميد كلية الاعلام في الجامعة اللبنانية الدكتور جورج صدقة لـ"النهار" إن "هذه الظاهرة طبيعية، ذلك أن الشباب هو العنصر التغييري في تاريخ الشعوب، ويتمتع بالجرأة والطموح والنظرة الى المستقبل. ويعتبر الشباب عنصراً تغييراً في المجتمعات، رغم أن الانتفاضة شعبية الطابع ولا تخصّ الشباب فحسب، لكنه العنصر المعني بها في غياب فرص العمل والطموح نحو مجتمع أفضل. وساهمت مواقع التواصل الاجتماعي في تشارك الناس سخطهم وهمومهم المشتركة، رغم أن الانتفاضة لم تولد من مواقع التواصل، لكنها ساهمت في حال التعبئة طوال سنوات، فيما تعتبر وسائل الاعلام وقود الانتفاضة".
حراك ميداني كي لا تتحول الثورة إلى "مخيم"
وليد حسين|المدن ــ رداً على الخطاب التهديدي والتخويني الذي أطلقه أمين عام حزب الله حسن نصر الله، عادت وامتلأت ساحتا رياض الصلح والشهداء بعشرات آلاف المواطنين، رغم حملة الترهيب يوم الجمعة.
لكن التحدي الحقيقي الذي بات يعمل عليه الناشطون يكمن في الاستمرار بقطع الطرق يوم الإثنين، وشل حركة البلد، إسوة بالأسبوع الأول لانتفاضتهم. خصوصاً أن خطاب نصر الله، الناطق باسم السلطة، الفاقدة للشرعية كما يقول المتظاهرون، كان واضحاً وأشبه بأوامر موجهة للأجهزة الأمنية بوجوب وضع حد للاعتصامات في المناطق، ومع قطع الطرق، وفتح المقفلة منها. إذ تبين أن قطع الطرق يشكل واحد من مكامن قوة "الثورة" في ضرب عصب السلطة. فالتظاهر في وسط العاصمة وبقية المدن من دون شل حركة البلد يفقد المتظاهرين الفاعلية في تحركهم.
اليد "المالحة"
وكان نصر الله قد "أمر" المتظاهرين التزام الساحات وفتح الطرق، بحجة تسيير أمور الناس. فهو يريد الساحات أن تصبح عبارة كرنفالات، يشارك الناس فيه ويأكلون ويشربون ويصرخون حتى الصباح، ويعودون إلى بيوتهم من دون أي فعل سياسي، أو من دون القدرة على ممارسة أي ضغط سياسي، واقتصار الأمر على مجرد احتجاج اجتماعي، على غرار تثبيت المتعاقدين في الجامعة اللبنانية أو ضمان الشيخوخة، وخلافها..
وكانت مفاعيل خطاب نصر الله قد بدأت في معظم المناطق. إذ عمدت القوى الأمنية على محاولة فتح الطرق بالقوة. ففي بيروت تدخلت القوى الأمنية لفض الاعتصام الصباحي على جسر الرينغ بالقوة، أو "بيد مالحة" كما لمّح حسن نصر الله في خطابه، الذي ذكر فيه بتدخل الجيش لفض اعتصامات للحزب ووقع فيها قتلى.
لكن الناشطين توافدوا بالمئات إلى الجسر، وعملوا على قطعه في أوله لناحية برج الغزال، وفي منتصفه. وتمكنوا من إفشال مخطط فتح الطريق. ثم انسحبت القوى الأمنية وسط تجمهر عناصر من حزب الله وحركة أمل، ووقفوا على الرصيف يتحينون الفرصة للانقضاض على المتظاهرين. وراحوا يتفاوضون مع بعضهم البعض طالبين عدم التعرض لنصر الله وللرموز الدينية، رغم عدم تطرق أي المتظاهرين لأي منهم. ليس هذا وحسب، بل ذهبت بهم الحيلة إلى إنشاد اغنيات للأطفال لتجنب هؤلاء المتربصين بهم، الذين بدوا أشبه بالمطاوعين، إذ وقفوا فوق رؤوسهم يستمعون إلى كل كلمة تقال. ورغم ذلك حاولوا مراراً وتكراراً إزعاجهم أو ترهيبهم، بما يذكر بتصرفات الفاشيين. هكذا، استمر الناشط ونفي قطع الطريق، متوعدين بالبقاء فيه.
محاضرات جامعية وحلقات نقاش
وكانت ساحة رياض الصلح قد شهدت توافد بعض "المندسين" صباحاً، أتوا بأعلام وراحوا يطلقون الدعوات لعدم قطع الطرق واعطاء الحكومة فرصة من أجل المضي بالإصلاحات. وراحوا يفتعلون بعض المشاكل المتفرقة مع المتظاهرين.
وإسوة بالأيام السابقة أكمل أساتذة بعض الجامعات والمدارس تنظيم الدروس للطلاب في ساحة الشهداء. ونظمت كلية الحقوق في جامعة القديس يوسف نقاشات سياسية حول إشكالية اسقاط الحكومة وتشكيلها، وماذا يعني اسقاط النظام. كما عملت مجموعات عدة على تخصيص حلقات نقاش سياسية ومطلبية. وحضر بعض الفنانين والمحامين والأطباء. وافترشت النسوة والأمهات بعض الطاولات، ورحن يقدمن الطعام البيتي المجاني للمتظاهرين. وذهبت بعض المجموعات إلى تقديم السندويشات البيتية، مشيرين إلى أنها من تمويل السفارة الفلانية، تندراً واستخفافاً بما قاله نصر الله، متهماً المتظاهرين بأنهم يتلقون التمويل من السفارات. ما جعل "الثورة" تبدو وكأنها دخلت في يوميات اللبنانيين، الذين انتقلوا بعاداتهم وحياتهم إلى الساحة.
الأيام المقبلة
بات وسط العاصمة، حيث تتوزع أكشاك بيع المأكولات والمياه والنرجيلة، وخيم الناشطين ومنصات المجموعات، يشبه كرنفالات المدن الأوروبية. مشهد مبهج لاجتماع الناس. لكن قد يصبح خارج السياسة في حال انتصرت مشيئة نصر الله. إذ أن محاولات حصر المتظاهرين في ساحات مغلقة على ذاتها، سيؤدي إلى تقطيع أوصال ثورتهم.
لذا الرهان الحالي عند الناشطين هو الاستمرار بملء الساحات في المناطق والحفاظ على التواصل فيما بينها عبر شل حركة البلد سلمياً. وقد بدأ الناشطون بالتحضير للأيام المقبلة، وسيعمدون إلى قطع الطرق، رغم التحذيرات والتسريبات التي بدأت تتوالى عن تدخل القوى الأمنية لفتحها بالقوة. كما سيشهد الأسبوع المقبل تحرّكات نوعية وصولاً إلى إعلان العصيان المدني.
اسماعيل سكرية متوجها الى طلاب الجامعات: لا تأخذوا الثورة الى مكان اخر هو حقل مفخخ بالالغام
وطنية - خاطب رئيس الهيئة الصحية الدكتور اسماعيل سكرية في بيان الطلاب، قائلا: "ان الحراك الطالبي الجامعي، يشكل عنصرا هاما في دعم الانتفاضة الشعبية ومطالبها المحقة، بل هو رائد اساسي في الدفع في اتجاه بلوغ الهدف وقيمة مضافة لها وزنها وبريقها المميز، بخاصة اذا كانت محررة من توجيهات ادارتها الجامعية التي يبقى وزنها الاساس داخل جدران البرج الاكاديمي بكبير احترام وتقدير... فأما ان تنزلق بعض المجموعات الطالبية وبتطرف لافت الى هتافات تنخرط في الاصطفافات السياسية خارج اطار المطالب الشعبية وفي هذا اساءة كبيرة للانتفاضة الشعبية ومطالبها عامة ولصدقية الحراك الطالبي الجامعي بخاصة ولمستواه الثقافي الراقي.. واما ان تبقي انتفاضة 17 تشرين اول محقة في مطالبها بريئة في تطلعات شبابها. لا تاخذوا الثورة الى مكان اخر هو حقل مفخخ بالالغام".
مارسيل خليفة يغني "يا علي" في النبطية... الحراك مستمر سلمياً والمدارس الخاصة تفتح أبوابها غداً
النبطية - سمير صباغ ـ "النهار" ـ كان مشهد الحراك السلمي في الباحة المجاورة للسرايا النبطية حاشداً بالوجوه الشابة منذ ساعات الصباح، رغم انسحاب عدد إضافي من الشخصيات المستقلة، مع العلم ان مسيرة الاحد الماضي كانت اكثر حشداً. الا ان مشاركة الفنان مارسيل خليفة عصراً أعطت زخماً اضافياً للمعتصمين الذين غنوا معه "صامدون هنا" و"يا علي" وغيرها من الأغاني الثورية، ليتوجهوا بعدها بمسيرة في اتجاه مصرف لبنان الذي وصفوه بأنه "السارق الأكبر عبر الهندسات المالية".
وكان المعتصمون قد رددوا الكثير من الشعارات الداعية الى إسقاط النظام، ونظموا سلسلة بشرية تربط ساحة الاعتصام في النبطية بالساحة المقابلة في كفررمان لمسافة أقل من كيلومتر.
من جهته، أعلن المحامي علاء الدبس الذي كان ناشطاً قانونياً في الحراك انسحابه منه "لان السيد حسن نصرالله ذو صدقية وقد تعهد بمحاربة الفاسدين ومتابعة الإصلاحات، وهذا يكفيني لانسحب"، مؤكدا تراجعه مع عدد من المحاميين عن الاخبار الذي قد تقدموا به لدى النيابة العامة عقب احداث الخميس الفائت. كذلك اعلن الممثل أسامة المصري انسحابه من الحراك الذي شارك فيه منذ بدايته في النبطية، وحذت حذوه وجوه مستقلة، فيما استمرت وجوه مستقلة أخرى بمشاركتها مع استمرار العصب اليساري على زخمه.
وكانت بلدية النبطية قامت بصيانة أعمدة الانارة المجاورة لباحة السرايا وأضاءتها، رداً على اتهامها بانها لا تريد تشغيلها، لكنها رفضت نصب أي خيم في الباحة، وتدرس إمكان فتح مسرب جديد للقادمين في اتجاه النبطية من بيروت دون الحاجة الى المرور من دوار كفررمان، اذا ما استمر اقفاله غداً.
ودعت المدارس الخاصة بغالبيتها الى متابعة الدراسة غداً باستثناء المدرسة الانجيلية والراهبات، فيما المدارس الرسمية تنتظر قرار وزير التربية.
وعلى دوار كفررمان لا تزال الخيم قائمة في انتظار ما سيقرره المعتصمون لجهة فتح الدوار كاملاً او لا، بعد اعلانهم نيتهم البحث عن خطوات جديدة للتحرك، مع العلم ان الفنان مارسيل خليفه شارك معتصمو كفررمان ليلتهم. كذلك جدد تجار الدوار مطالبتهم بإعادة افتتاح الدوار بالكامل عبر بيان وزعوه.
الأكيد ان الحراك سيستمر في النبطية وعلى دوار كفررمان، وإن باشكال جديدة، لكن الأكيد ايضاً ان مدينة النبطية بدأت تستعيد زحمتها التجارية والحياتية ولا سيما مع إعادة افتتاح معظم المدارس الخاصة غداً، وسط تشديد مصادر الثنائي الشيعية على رغبتها في احتواء الموقف جنوباً. فأي مشهد ستكون أمامه الساحات في النبطية غداً؟
اللجان الشعبية في صور طالبت الاونروا بفتح المدارس
وطنية - دعت اللجان الشعبية والاهلية في منطقة صور، إدارة الاونروا باتخاذ قرار بفتح جميع المدارس في صور يوم غد الاثنين، "حرصا على مستقبل أطفالنا خصوصا ان جميع الطرقات مفتوحة منذ عدة أيام وليس هناك من عائق يحول دون وصول الطلاب والموظفين إلى مدارسهم".
بتوقيت بيروت