*حماده دعا المانحين في بروكسل2 إلى الوفاء بالتزاماتهم لسنوات طويلة وسد الفجوة المالية التراكمية لتعليم النازحين*
وطنية - بروكسل - بدأ وزير التربية والتعليم العالي مروان حماده برنامج مشاركته في مؤتمر بروكسل الثاني بحضور إفتتاح جلسات العمل المخصصة للوزراء الوافدين من لبنان والأردن وتركيا مع وزراء الدول المانحة والمنظمات الدولية والجمعيات والوكالات العالمية والشرق أوسطية المشاركة في هذا اللقاء العالمي المخصص للنازحين. ورافق حماده إلى المؤتمر، المدير العام للتربية فادي يرق ومديرة مشروع التعليم الشامل صونيا الخوري وعدد من المستشارين، وتمحور اللقاء حول حماية النازحين في المنطقة التي نزحوا إليها.
وعقد وزير التربية على هامش جلسة الإفتتاح، اجتماعات ثنائية بدأها في الصباح الباكر مع المدير الإقليمي لليونيسف في الشرق الأوسط وشمال أفريقيا غيرث كاباليري، في حضور الوفد اللبناني والمستشارة التربوية لليونيسف جانيت فوغيلار، وتناول البحث التحديات والإحتياجات التي يطالب لبنان بتأمينها من أجل تأمين الدعم المستمر لبرنامج وزارة التربية في تأمين التعليم للجميع من لبنانيين ونازحين.
ثم اجتمع حماده مع وزير الدولة البريطاني لشؤون التنمية الدولية أليستر بيرت، والموفد البريطاني الخاص إلى الشرق الأوسط مارتن لونغدن ونائب مدير وزارة الدولة البريطانية للتنمية بن ميللور، وتم البحث في استمرار الدعم البريطاني والمساعدة على إيجاد مانحين جدد للاسهام في الجهود الدولية لتأمين تعليم النازحين واللبنانيين.
واجتمع كذلك مع المديرة التنفيذية للاتحاد العالمي للعمل من أجل التربية سارة براون، وبحث معها في التحديات التي يواجهها لبنان في ظل استمرار الأزمة السورية وتزايد النازحين وارتفاع عدد المتعلمين، والحاجة الملحة لتوفير التمويل لاستقبالهم وتقديم التعليم الجيد لهم.
كما عقد لقاء مع المفوض الأوروبي لسياسة الجوار وتوسيع إطار المفاوضات يوهانس هاين، بحضور سفيرة الإتحاد الأوروبي لدى لبنان كريستينا لاسن، وتناول البحث تعاظم تأثير الأزمة السورية على لبنان والحاجة إلى التزامات اكبر من جانب الجهات المانحة.
كما اجتمع مع نائبة وزير الدولة النروجي للشؤون الخارجية ماريان هاجن، وكان عرض لتعزيز قدرة لبنان على الإستمرار في تقديم رسالته التربوية إلى جميع الأولاد على أرضه.
مداخلتان
وفي جلسة العمل الأولى للمؤتمر، قدم حماده مداخلته في حلقة تحت عنوان "إطلاق مبادرة أبطال السياسة من أجل التعليم في الصراعات والأزمات". وقال فيها: "إن التحدي الملح الذي تواجهه الحكومة اللبنانية هو في تأمين التعليم الجيد لكل طفل طاوله الصراع والأزمة في سوريا، خصوصا وأن عدد المتعلمين وصل إلى نحو 630،000 طفل وولد نازح نتيجة للأزمة السورية".
أضاف: "إننا نشهد كل يوم تأثير الصراع في سوريا على المجتمع اللبناني وعلى استقراره، وقد تكونت لدينا دروس يستفيد منها المجتمع التربوي العالمي، لا سيما وأننا في لبنان نواجه تحديات من خلال قيام وزارة التربية بتوفير التعليم النظامي وغير النظامي، في ظل استمرار تدفق النازحين إلى لبنان، خصوصا وأن أعداد الأطفال النازحين الذين ولدوا في لبنان يتضاعف وأصبحت حمايتهم أمرا ملحا أيضا. كنا نتحدث سابقا في مؤتمر بروكسل الأول عن أطفال وفدوا إلى لبنان من مناطق في سوريا مثل الرقة والقامشلي وحمص وحماه وحلب ودمشق، لكننا اليوم نتحدث إليكم عن جيل جديد من الأطفال السوريين الذين ولدوا في لبنان والذين يفوق عددهم 135،000 وأصبح نحو ثلثهم في عمر الدخول إلى مدارس الروضة أو التعليم الأساسي، وإن هؤلاء سوف يحظون بفرصة التعليم بلغات متعددة مثل العربية والفرنسية والإنكليزية، وسوف يتعودون من خلال التعليم على حرية التعبير داخل الصفوف".
وتابع: "اعتمدنا نظام الدمج المدرسي لكي لا يتسرب أي طفل إلى خارج التعليم بل أن تتم الإفادة من طاقاته لبناء مستقبله. كما بدأنا نظام الدمج لذوي الإحتياجات الخاصة والصعوبات التعلمية، من خلال اختلاط الأولاد من كل الطبقات الإجتماعية والعائلات الروحية، لكي يحمل الجميع رسالة التسامح والعيش معا ليس فقط إلى الشرق الأوسط بل إلى العالم أجمع".
وأردف: "الوقائع والأرقام تتحدث عن نفسها، 631،209 طفل غير لبناني يحتاجون إلى التعليم الجيد، أي بالنسبة إلى مليون متعلم لبناني هناك واحد من إثنين من المتعلمين من النازحين. كما أن المدارس الرسمية اللبنانية تحتضن 220،842 تلميذ غير لبناني، و53 % من الأولاد المعوقين السوريين تتراوح أعمارهم بين 6 و14 سنة، نتيجة الحرب في سوريا".
وقال حماده: "اننا في السنة الثامنة للأزمة السورية، وفي ظل الآلام وعدم الإستقرار في المنطقة لم يعد هدفنا فقط العمل لكي لا يضيع جيل خارج التعليم، بل طموحنا بات إعداد جيل جديد متعلم ومختلف ليكون من بينهم القادة الجدد الذين نأمل أن يؤمنوا الحل للوصول إلى سوريا آمنة في المستقبل. وأنا كأحد أبطال المبادرات السياسية، أدعو المجتمع الدولي الى دعم واحتضان التعليم في الأزمات والإستثمار في الحالة اللبنانية على المدى الطويل تلبية لأهداف الأمم المتحدة 2030. لقد نجحنا في توفير التعليم لمئات الألوف من غير اللبنانيين في ظل أزمة مستمرة، ولكننا أيضا عملنا من أجل تحقيق أهداف 2030 لتحقيق أهداف التنمية المستدامة من خلال نوعية التعليم".
الجلسة الثانية
في الجلسة الثانية، تحدث المفوض الأوروبي ستيليانيدس عن الأزمة والإسهامات في المعالجة، ثم تحدث حماده، فأطلع الحضور على أجواء الحرب السورية خصوصا في المدن والمناطق المحاذية للحدود اللبنانية. ولفت إلى "تأثيرات الأزمة على لبنان ما يؤدي إلى حال من عدم الإستقرار، وإلى الحاجات الكبيرة في كل مجال، خصوصا مع توافد موجات جديدة من النازحين غير المسجلين، والتسبب بمخاطر أمنية وبتغيير ديموغرافي عميق، مما يؤثر بعمق على استقرار لبنان وعلى تركيبته الإجتماعية المعقدة"، مشيرا إلى أن "النازحين يتطلعون إلى توافر مناخ من السلام لعودتهم أو أنهم يتطلعون إلى آفاق جديدة خارج منطقة الشرق الأوسط"، مشددا على أن "أجواء الصراع والحرب راسخة في نفوس النازحين وأولادهم".
وشكر حماده "الدول التي وقفت إلى جانب لبنان في هذه الأوقات، والذين أسهموا في الجهود المشتركة بانتظار توفير الحل المناسب في سوريا، وتأمين مناخ أكثر استقرارا في الشرق الأوسط".
وكرر موضوع الأعداد من النازحين الذين أصبحوا في عمر دخول مرحلة الروضة، موضحا أن "وزارة التربية تواجه هذا التحدي بتوسيع مجال استقبال الأولاد في المدارس الرسمية، وتعمل لتأمين تعليم جيد ودمج الجميع في منظومة التعليم"، مؤكدا أن "لبنان ممتن لجميع الشركاء الذين أسهموا في دعم برنامج وزارة التربية RACE لتأمين جودة التعليم للجميع".
وشدد على أن "التعليم يستدعي توفير التمويل لآجال طويلة من أجل المستلزمات وتأمين المعلمين"، داعيا "جميع المانحين إلى تأمين دعم والتزام مالي لثلاث سنوات مما يجعل لبنان قادرا على التخطيط للتعليم لثلاث سنوات حتى 2021، وذلك يتطلب نحو 634 مليون دولار سنويا، أي في حدود 1،09 مليار دولار لثلاث سنوات، وهي الفترة التي يتطلبها تعليم طفل في مرحلة الروضة ليتعرف على أصول القراءة والكتابة والحساب، يعني محو الأمية الرقمية والحروفية".
وقال حماده: "لم نحصل حتى الآن على التزامات مالية من جانب المانحين تمكننا من التخطيط للعام الدراسي المقبل الذي يبدأ في أيلول. وهناك فجوة مالية تبلغ نحو 150 مليون دولار من أصل 364 مليون دولار يحتاجها لبنان من أجل تمكينه من الإستجابة للأزمة السورية".
وأوضح أن "لبنان يتحمل فجوة مالية تنتقل من سنة إلى أخرى، وقد بلغ حجمها التراكمي نحو 14 مليون دولار، وهو المبلغ المخصص فقط للدفع الملح لاستقبال النازحين"، مبديا "فخر لبنان واعتزازه بتأمين تعليم 220،842 تلميذا نازحا في العام الدراسي المنصرم". وقال: "بدأنا بتطوير المناهج وتحسين أداء المعلمين، والتقدم في مشروع الدمج التربوي. لبنان استقبل التلامذة الأكثر حاجة وأدخلهم إلى برنامج التعليم غير النظامي، ريثما ينتقلون إلى التعليم النظامي، كما باشر استقبال التلامذة الذين يعانون صعوبات واحتياجات خاصة، وشكل لجنة وزارية لوضع سياسة لحماية الأولاد".
ودعا "المجتمع الدولي إلى الوفاء بالتزاماته المالية، لكي يتمكن من الحفاظ على المنشآت العامة التربوية وغيرها، وتأهيلها لتستقبل التلامذة اللبنانيين والنازحين البالغ عددهم نحو مليون، ولكي يتمكن لبنان من تحقيق الإستقرار وتنمية قطاعاته، مما يعني تغطية حاجات تبلغ نحو 364 مليون دولار لمشروع RACE 2 وتأمين تطبيق خططه 2021 - 2018"، آملاً أن" تتوافر الإعتمادات في أيلول 2018 وأن يؤكد المانحون التزاماتهم للسنوات المقبلة".
لبنان من بين الأبطال
وفي إطار الحملة الجديدة لتعميم التربية ومكافحة الأمية في العالم، تم اختيار لبنان من بين خمسة أبطال لهذه الحملة التي تشارك فيها المنظمات غير الحكومية ويؤيدها بعض المنظمات الأممية، والتي دعت إليها مؤسسة "ملالا" وجمعية "التربية لا تنتظر".
وتحدث حماده في الإحتفال الذي حضره مئات المشاركين، فدعا إلى "تحويل ما نعاني منه إلى حلم بشرق اوسط جديد يعمل لبنان من خلاله على تربية الأطفال اللبنانيين وغير اللبنانيين، على نشأة هذا الجيل، جيل المحبة والحوار والإنفتاح". وقال: "لا يكفي أن نعلم أطفال سوريا الحساب والقراءة والكتابة بل يجب أن نعلمهم طريقة التفكير التي نعمل عليها في لبنان، أي التفكير الحر واحترام رأي الآخر والانتقال معهم ومع المشرق العربي إلى بيئة جديدة".
وشرح عبر الأرقام كيفية "ازدياد الضغط على لبنان من الولادات الجديدة ومن بعض الموجات التهجيرية من محيط دمشق، التي تنتج عما يقوم به النظام السوري في المنطقة وتنعكس موجة جديدة من النازحين في اتجاه لبنان".
*إجتماع عمل بين المركز التربوي ومركز SKILD حول اضطرابات اللغة وفهم سمات التوحد ومعالجة السلوك داخل الصف*
وطنية - تحت عنوان "البرامج الوطنية التربوية للتلامذة ذوي الصعوبات التعلمية"، عقدت رئيسة المركز التربوي للبحوث والإنماء الدكتورة ندى عويجان إجتماع عمل مع مركز SKILD المتخصص بالتشخيص والعناية بالتلامذة ذوي الصعوبات التعلمية ، ضم مؤسس المركز والأمين العام للمدارس الإنجيلية الدكتور نبيل قسطة، وذلك لمناسبة اليوم الوطني للتلامذة ذوي الصعوبات التعلّمية، وفي إطار التعاون المستمر بين المؤسستين
وشارك في الاجتماع عن فريق عمل مركز SKILD مديرة المركز السيدة هبة الجمل، ووفد متخصص من جامعة BIOLA ضم مديرة برنامج تدريب المعلمين الدكتورة دنيس إيستمان، ومدير برنامج التعليم الخاص الدكتور روبين لابربيرا ومديرة قسم اللغة التخاطبية الدكتورة طونيا دنتوما.
وحضر عن المركز التربوي كل من رئيسة قسم الخدمات النفسية والإجتماعية الدكتورة سمر الأحمدية، المستشارة التربوية الدكتورة بسما فرنجية، مسؤولة مركز الصعوبات التعلمية في دار جونيه السيدة لميس حيدر، المعالجة النفسية الدكتورة ميشلين عون، والسيدات كارلا شديد، ندى بركات، ريتا حسون عطالله، رنا عوكر وكارينا حلبي.
وناقش المجتمعون المواضيع والقضايا التربوية ، وخصوصا المندرجة في إطار ورشة تطوير المناهج وتعزيز التعاون بين الفريقين في الشؤون التربوية والتي تحددت ضمن ثلاثة مواضيع تمحورت حول النظام المتعدد المستويات لدعم جميع المتعلمين، والمواضيع المتصلة باضطرابات اللغة وطرق التشخيص لمساعدة المتعلمين في الصيف ، وفهم خصائص المتعلم الذي يعاني من سمات التوحد ، وتعلم طرق التدخل لمعالجة السلوك داخل الصف.
الدولة لا تعترف بشهاداتها!
ريم طراد ــ الاخبار ــ في غياب الإطار الوطني للمؤهلات، ثمة في لبنان شهادات صادرة عن معاهد مهنية أو معاهد أخرى تابعة لوزارات لا تعترف وزارة التربية بها رسمياً كشهادات أكاديمية، بما دون متابع حامليها تحصيلهم الجامعي
مديريتا التعليم العالي والتعليم المهني والتقني مديريّتان «شقيقتان» في وزارة التربية والتعليم العالي، إلّا أنّ «الشرخ» كبير بينهما. إذ أن مسارات التحصيل التعليمي من خلال الملاءمة بين هيكليتي التعليم المهني والتقني والتعليم العالي ليست بأفضل حال. في السابق، لم يكن هناك تمييز أكاديمي بين البكالوريا الفنية (BT) والامتياز الفنّي (TS) التابعتين للتعليم المهني والتقني. فمن كان يرغب من الحائزين الشهادة الثانية بمتابعة دروسه في الجامعة كان عليه أن يبدأ من الصفر تماماً كمن يحمل الشهادة الأولى، علماً بأنّ هناك فارق 3 سنوات دراسية بين الشهادتين.
بعدها، صدر المرسوم الوزاري الرقم 8590 عام 2012 فنص في مادته الـ 16 على إمكان أن يتابع من يحمل شهادة TS بمعدل 12 من 20 دراسته الجامعية في مختلف مؤسسات التعليم العالي في لبنان في الاختصاص الذي يتلاءم مع اختصاصه التقني أو المهني، شرط أن ينجز بنجاح 50% على الأقل من عدد الساعات والأرصدة المتوجبة، و70% على الأقل من عدد الساعات والأرصدة المطلوبة لنيل شهادة دبلوم مهندس أو الإجازة الجامعية في الهندسة او أي شهادة جامعية يتطلب نيلها إنجاز 5 سنوات دراسية.
الاعتراف بمعادلة شهادة TS لم يرافقه الاعتراف نفسه بالنسبة إلى الإجازة الفنيّة (LT). حتّى الآن، لا قيمة أكاديمية مضافة لحامل LT في متابعة دراسته الجامعية. هذا الفصل في المسارين يعزوه المدير العام للتعليم العالي أحمد الجمال إلى أنّ قيمة شهادة LT المضافة هي في العمل وليس في المتابعة الأكاديمية، إذ يختلف مضمونها عن مضمون الإجازة الجامعية. ولفت الى أنّ وزارة التربية تتجه للسماح لمن حاز معدّل 12 من 20 في LT بمتابعة دراسته الجامعية إذا لم يحز على هذا المعدل في TS.
المشكلة ليست محصورة داخل وزارة التربية فحسب. فالأخيرة لا تعترف أيضاً بشهادات تصدر عن معاهد رسمية تابعة لوزارات أخرى مثل المعهد الوطني العالي للموسيقى (كونسرفتوار) التابع لوزارة الثقافة. فمن ينل ماجستير في أحد الاختصاصات من الـ«كونسرفاتوار» لا يعتبر، أكاديمياً، حائزاً على شهادة! والأمر نفسه ينطبق على المعهد التابع لمجلس القضاء الأعلى ومعهد باسل فليحان المالي والاقتصادي والمعهد الوطني للإدارة وغيرها.
أمّا في ما يخصّ المدرسة الحربيّة، فقد نصت المادة 14 من «قانون نظام الكلية الحربية في لبنان» (25/8/2011) الذي حوّل المدرسة إلى كلية على الآتي: «يمكن احتساب المواد العامة والمواد النظرية التي درسها الطالب في الكلية أو سابقاً في المدرسة الحربية، لحيازة الإجازة في العلوم العسكرية، عند انتقاله إلى اختصاص آخر في مؤسسة جامعية في لبنان أو الخارج، شرط أن لا تتجاوز نسبة المواد المحتسبة 40% من مواد برنامج الاختصاص الجديد الذي يرغب الطالب متابعته».
هنا يوضح الجمّال أنّه لم تصدر مراسيم أو قوانين تصنّف المعاهد المذكورة مؤسسات تعليم عالي في لبنان على عكس الكليّة الحربيّة، وهو أمر يستدعي بالمناسبة تغييراً شاملاً في المناهج وطرق التدريس. ويلفت إلى أن هذه المعاهد تمنح شهادات تدريب غير منظمة ضمن إطار جامعي، وبالتالي لا تعترف وزارة التربية بشهاداتها.
لكن لماذا تعترف الوزارة، في المقابل، بشهادة BT الصادرة عن المدارس الزراعية الفنية التابعة لوزارة الزراعة؟ يعيد الجمال هذا الامر إلى صدور مرسوم سابق بذلك.
الحل المؤجّل
يشرح الخبير في تحديث وتطوير التعليم العالي بيار جدعون أنّ حلّ هذه المسألة يكمن في اعتماد ما يسمّى الإطار الوطني للمؤهلات National Qualification Framework NQF. ,الإطار المعمول به عالميّاً عبارة عن جدول يقسم إلى أربع خانات عموديّاً: المعرفة، المهارات، الخلقيات، والمستوى، وإلى خانات عدة أفقيّة. كلّ شهادة تقيّم بعدد النقاط التي تحوز عليها وفقاً لهذا الإطار من قبل لجان مختصّة. بالتالي، تصبح الأهمية مدى كفاية الشخص وليس شهاداته التي قد تقبل بها الوزارة أو لا تقبل. وهو يردم الهوّة بين التعليم وبين حاجات سوق العمل لناحية مقارنة ما يحتاج إليه العمل من كفايات وما يمتلكه الشخص منها.
جدعون، العضو في لجنة تشكلت في وزارة التربية بين عامي 2010 و2012 للعمل على هذا الإطار، يشير إلى «أنّنا أعددنا مسودة، ولكنه لم يتمّ العمل بها حتّى الآن». فيما يعزو الجمال عدم اعتماد الإطار حتّى اليوم إلى الحاجة إلى ورشة كبيرة تتطلّب التعاون بين مختلف الوزارات، رغم كلّ التجارب والنشاطات السابقة في هذا الخصوص والتي لم تتسم بنتيجة فعليّة حتّى الآن. ويكشف عن تنظيم ورشة في هذا الخصوص في 25 و26 حزيران المقبل، بمشاركة خبراء لمقاربة التجارب النروجية والفرنسية مع هذا الإطار.
*الجامعة اللبنانية احتفلت بعيدها ال 67 وكرمت ريادين ومنحت الرومي دكتوراه فخرية ايوب: لدعمها وتحويلها إلى جامعة ريادية وابتكارية*
وطنية - احتفلت الجامعة اللبنانية بعيدها السابع والستين لتأسيسها، في قاعة المؤتمرات في مجمع رفيق الحريري في الحدث، برعاية رئيس الجامعة البروفسور فؤاد أيوب، وفي حضور العقيد شربل توميا ممثلا قائد الجيش العماد جوزاف عون، العميد الياس طبجي ممثلا المدير العام لقوى الأمن الداخلي اللواء عماد عثمان، الرائد ابراهيم شرقاوي ممثلا المدير العام لأمن الدولة طوني صليبا، العقيد ماهر رعد ممثلا مخابرات الضاحية، العقيد حسن الخطيب ممثلا مدير المخابرات في الجيش، رئيس رابطة الأساتذة المتفرغين في الجامعة اللبنانية الدكتور محمد صميلي، رئيس مجلس المندوبين في الرابطة الدكتور جورج قزي، الفنانة ماجدة الرومي وعدد من الأساتذة وموظفي الجامعة اللبنانية والطلاب ووسائل الإعلام.
ابو شقرا
بدأ الاحتفال بالنشيد الوطني ونشيد الجامعة أدتهما فرقة كورال الجامعة اللبنانية وموسيقى الجيش. بعدها ألقت الدكتورة وفاء أبو شقرا كلمة اشارت فيها الى أن "الجامعة اللبنانية وبالنظر إلى البيئة التي انطلقت منها والظروف التي حكمت هذه الإنطلاقة والأهداف التي رسمتها قبل 67 عاما والمهارات التي منحتها لألوف الطلاب والكفاءات التي خرجتها والإنجازات التنموية التي حققتها والدور الذي أدته وتؤديه وستؤديه على الرغم من كل الحواجز التي توضع في طريقها، أخذت على عاتقها ومنذ التأسيس مهام التعليم للريادة".
صميلي
اما الدكتور صميلي، فقال: "لقد انتشرت فروع الجامعة على مساحة الوطن فأصبحت حاضرة في أكثر من خمسين فرعا في مختلف المحافظات اللبنانية، وقد كان لهذا التفريع صدى إيجابي لدى القسم الأكبر من أبناء الشعب اللبناني وخصوصا المقيمين منهم في المناطق البعيدة عن العاصمة، وأظهرت الأيام مدى الحاجة لهذه الفروع، فازداد الإقبال على التعليم العالي، وخصوصا في المناطق الريفية حيث كانت الجامعة بعيدة المنال وحلما لدى الكثيرين منهم، وشكلت الجامعة حاجة إنمائية وإقتصادية".
أضاف: "إن الجامعة اللبنانية أصبحت مؤسسة علمية رائدة تساهم في تأمين أرقى المستويات العلمية وفتح مجالات واسعة تؤمن فرص التعليم والعمل للجميع دون تمييز وتساهم في عملية الانصهار الوطني بعيدا عن الانقسامات الطائفية والمناطقية. وقد خرجت الجامعة على مدار السنين أجيالا من المبدعين في اختصاصاتها كافة، ضاقت بهم مساحة الوطن فانتشروا في البلاد العربية والأجنبية يساهمون يوميا في نهضة الإقتصاد اللبناني وفي زيادة الدخل القومي وفي تحويل الأموال لعائلاتهم وذويهم".
ولفت الدكتور صميلي إلى أن "رابطة الأساتذة قد شكلت منذ تأسيسها الدرع الواقي للجامعة والمدافع الأول عن مصالح أساتذتها وموظفيها وطلابها. وتمكنت بفضل وعي القيمين عليها من الحفاظ على صدقيتها ووحدتها واستقلاليتها وتحييدها عن الصراع السياسي والتعامل مع جميع المسؤولين بإيجابية ومطالبتهم بكل مسؤولية باحترام أنظمة الجامعة وقوانينها".
وأعلن ان "الرابطة تمكنت منذ تأسيسها ولحينه من تحقيق عدد من الإنجازات الهامة الأكاديمية والإجتماعية، ولكن للأسف هذه الإنجازات لم تكن تتحقق إلا بعد صراع مرير ومطالبة حثيثة". وقال: "آن الأوان لأن يصبح إقرار مطالب الجامعة وحقوق أساتذتها وجميع العاملين فيها عاديا وروتينيا من دون اللجوء إلى الإعتصامات والإضرابات".
اضاف: "هناك العديد من المطالب المحقة لأهل الجامعة والتي تستمر الرابطة بالدفاع عنها، تبدأ بتطبيق واحترام القوانين الخاصة بكيفية إجراء التعاقد في الجامعة، إلى حق المتعاقدين بالتفرغ وعدم الإنتظار لسنوات في ظل عقود المصالحة المهينة، إلى دخول الملاك للمستحقين لتأمين الاستقرار الوظيفي".
أيوب
وقال البروفسور أيوب: "إذا كانت المناسبة اليوم هي الذكرى السابعة والستين لتأسيس الجامعة، فلا بد من أن نستذكر في هذه المناسبة مؤسسي كلياتها الأوائل الذين ساهموا في بنيانها العلمي، والذين غادر كبار ومنهم بالأمس القريب معالي الوزير السابق البروفسور حسن مشرفية الذي ارتبط اسمه بكلية العلوم وما زالت بصماته راسخة في أروقتها وقاعاتها".
أضاف: "أن يكون مشروع الجامعة اللبنانية وشعارها في يوم عيدها السابع والستين في صناعة الريادة يعني أن الجامعة اللبنانية أخذت على عاتقها مسؤولية صناعة الريادة على مستوى الوطن، وهي تؤكد في كل مجال بحثي ومعرفي أن أبناءها وخريجيها يتصدرون المراكز الريادية على مستوى لبنان والعالم العربي وعلى المستوى العالمي، ويشهد على ذلك الإنجازات التي حققها ويحققها بشكل مستمر طلاب الجامعة اللبنانية".
وتابع:" حفاظا على مواكبتها للتطور العلمي، عملت الجامعة اللبنانية منذ إنشائها، على تعزيز الروابط مع الجامعات ومراكز الأبحاث في الدول المتقدمة، وهي تتشارك معها بـ 300 اتفاقية تعاون، بهدف تبادل الخبرات والبرامج والأساتذة والطلاب وإجراء الأبحاث في شتى المجالات".
وأردف: "انطلاقا من الأهداف التي وضعتها الجامعة اللبنانية قبل سبعة وستين عاما، والكفاءات التي خرجتها، والإنجازات التنموية، المستدامة وغير المستدامة التي حققتها، والطموحات التي تضعها نصب أعين كوادرها، والدور الذي أدته وتؤديه وستؤديه على الرغم من كل التحديات التي تواجهها، فالجامعة اللبنانية تأخذ على عاتقها مهمة عصرنة مناهجها بما يعني أن تتماشى هذه المناهج مع متطلبات هذا العصر لتشارك في بلورة إنسان مفكر، منهجي، يخطط لمستقبل، متطور، يساهم في بناء المجتمع والوطن".
وأكد أيوب أن "الجامعة اللبنانية تعمل على تشجيع البحث العلمي، وهي تمول اليوم 730 بحثا يعمل عليها ما يقارب نصف الهيئة التعليمية، إضافة إلى مئات المساعدين من الطلاب في مراكز الأبحاث في الجامعة اللبنانية والخارج".
وأشار إلى ان "السباق والمنافسة بين الجامعات اليوم يتمحور حول تنمية ريادة الأعمال والمجتمع ونشر الثقافة ودعم الرواد بكل الطرائق من خلال المحاضرات وورش العمل والفعاليات العلمية والبحثية وغيرها. وبما أن الجامعة تستقطب عددا كبيرا من الشباب، وهي الشريحة التي يعول عليها لتطوير المجتمعات، لذا، يفترض إيلاؤها الأهمية ولا سيما أن الجامعة اللبنانية تضم 79 ألف طالب وطالبة، أي أنها تقوم بإعداد وتأهيل نصف طلاب التعليم العالي في لبنان".
وأكد أن "الجامعة بما امتلكته من تراكم معرفي خلال سبعة وستين عاما الماضية مؤهلة لإدارة وتطوير مهارات ريادة الأعمال داخل مؤسساتها ومن خلال ما تمتلكه من كفاءات علمية". وقال: "إن الأزمة الاقتصادية التي نعاني منها اليوم توجب علينا كجامعة وطنية، أن ننهض بالمجتمع وندفع عملية التنمية الشاملة اقتصاديا واجتماعيا، من خلال نشر الثقافة والفكر الريادي بين أفراد المجتمع. لذا علينا أن نستمر في تطوير أدواتنا التعليمية والبحثية وبرامجنا بحيث يتم إدخال مفهوم ريادة الأعمال في جميع الفصول التعليمية وهذا اتجاه عالمي تسلكه الدول المتقدمة للحد من أزمة البطالة وهجرة الأدمغة".
وتابع: "لا شك بأن الجامعة اليوم تمر في ظروف ليست اعتيادية لأسباب تعرفونها جيدا، فهناك ملف التفرغ الذي نعمل على إنجازه منذ فترة وما زلنا نتابع حيثياته ليرى النور بما يحقق ويخدم أهداف الجامعة، ويعطي الحق لأصحابه، ونؤكد أننا مع كامل الحقوق للأساتذة الذين يفترض أن يحصلوا عليها قبل هذه الأيام، مع مراعاتنا لمصالح طلابنا ومستقبلهم بما يضمن استمرار العام الدراسي وعدم التأخير في إنجاز برامجهم السنوية حتى لا نضطر إلى تأخير إجراء الامتحانات النهائية هذا العام".
وأكد "ان الريادة التي نتطلع إلى تحقيقها في جامعتنا تستوجب منا العناية والاهتمام بكل مرافقها، ومن هنا، نحن نتعاطى مع قضية المدربين بكل اهتمام حيث لا بد من تطمين هذه الفئة من العاملين وزرع الاستقرار في نفوسهم والاطمئنان إلى مستقبلهم".
وقال: "إنني في هذه المناسبة أدعو جميع العاملين في الجامعة اللبنانية إلى تدعيم تحولها إلى جامعة ريادية وابتكارية عبر بناء المهارات والكفاءات الريادية للطالب من خلال تطوير أساليب التعليم والبحث تعزيزا للقدرات التنافسية لخريج الجامعة اللبنانية في سوق العمل المحلي والدولي".
اضاف: "في عيد الجامعة السابع والستين نتطلع إلى تعزيز الشراكة وتبادل الخبرات بين الباحثين في الجامعة اللبنانية وقطاعات الانتاج ومؤسسات الدولة. فالجامعة اللبنانية مؤهلة لإدارة وإنتاج المشروعات التي تخدم الدولة ومجتمع الأعمال، إن هذه الشراكة ضرورية جدا لدعم المشروعات الريادية والرواد أنفسهم. لذلك ندعو الجميع إلى تمكين الجامعة وتعزيز قدراتها المالية عبر دعم موازنتها، وقدراتها العلمية من خلال استقطاب الكفاءات المتجددة التي يعبر عنها الأساتذة الذين يتطلعون إلى التفرغ في الجامعة. فبقدر ما ندعم الجامعة بقدر ما نمكنها من إنتاج المشاريع الابتكارية التي يمكن الاستثمار فيها وهذا ما ينعكس إيجابا على زيادة الفرص الاستثمارية التي يسعى لبنان اليوم إلى جذبها من خلال المؤتمرات الدولية، حيث أن الجامعة هي المرتكز الأساسي لحل المشكلات الاقتصادية والثقافية، وهي حجر الأساس في النهوض المجتمعي والحضاري".
وتوجه إلى الطلاب قائلا: "إذا كان من خصائص ريادة الأعمال تعزيز التقدير الذاتي والثقة بالنفس وتغذية المواهب والإبداعات الفردية، والرغبة في الإنجاز، فكونوا على يقين، أن الإعداد الأكاديمي الذي تتلقونه في كليات جامعتكم ومعاهدها هو الذي يمنح خريج الجامعة اللبنانية ثقة عالية بالنفس. هذه الثقة التي لطالما شكلت الدافع الذاتي المستمر للكثير من الخريجين، حيث نراهم دائما يحققون النجاح والتميز أينما حلوا في أصقاع المعمورة وهم يقدمون للمجتمعات التي يقيمون فيها إضافة حضارية على المستوى الثقافي والعلمي والاقتصادي، لا لشيء سوى أنه امتلك البنية المعرفية التي شكلت الدافع القوي للإنجاز، وهذا مصدر فخرنا واعتزازنا بكم".
وختم: "نحن على ثقة أن كل طالبة وطالب، وكل باحثة وباحث في الجامعة اللبنانية هم من صناع مشاريع الريادة في لبنان والعالم".
تكريم
وخلال الإحتفال تم تكريم عدد من الأساتذة والباحثين من أصحاب الكفاءات العلمية الرفيعة الذين سجلوا براءات اختراع أو حصلوا على أوسمة وجوائز عالمية في ميدان اختصاصهم، وعدد من الطلاب الذين تميزوا بحصولهم على جوائز علمية.
ومن بين المكرمين الدكتور جواد فارس الذي ألقى كلمة الرياديين فتوجه بالشكر إلى الجامعة اللبنانية بإدارتها على "هذه المبادرة، بتكريم رياديين والإعتراف بدورهم، الأمر الذي يؤدي إلى تعزيز انتمائهم للجامعة ويحفزهم على استكمال مسيرة الإنجازات". وقال: "في لبنان، ركزت على القنابل العنقودية وهي نوع من المتفجرات التي كانت تسبب إصابات بالغة في المدنيين اللبنانيين. وقد أدت أبحاثي إلى إنتج "مقياس فارس للإصابات جراء القنابل العنقودية" ونشره في مجلات محكمة عالميا. هذا المقياس ساهم في تصنيف جرحى ومصابي القنابل العنقودية وساعد في تقديم أفضل علاج ممكن لهم. ونتيجة لذلك، تم اختياري من قبل مجلة "فوربس" العالمية ضمن قائمة تضم 30 شخصية الأكثر إلهاما في العالم تحت 30 سنة، وبالتالي أصبحت أول طبيب لبناني يتم إدخاله في هذه القائمة في مجال العلوم والرعاية الصحية".
اضاف: "هذه الإنجازات من صنع الجامعة اللبنانية ومن صنع مركز أبحاث علم الأعصاب بإدارته وأساتذته بشكل خاص. فعنوان "صناعة الريادة" يليق بها بامتياز. ومن هنا واجب علينا أن نحصن الجامعة اللبنانية ونحميها، لأن وطنا من دون جامعة هو وطن بلا هوية".
الرومي
كما كرمت الجامعة الفنانة ماجدة الرومي ومنحتها دكتوراه فخرية، والتي بدورها ألقت كلمة أكدت فيها "أن الجامعة اللبنانية كانت وستبقى الملجأ والملاذ، الحضن والمتكأ والحلم المراد تحقيقه، الأمل والسهر".
وتابعت: "هذه الجامعة انتميت وأمضيت فيها بضع سنوات في كلية الآداب والعلوم الإنسانية حيث تعرفت إلى أساتذة أعلام وطلاب ما زلت معهم على صداقة ومعرفة. فكنا عائلة كبرى، هي عائلة الوطن الغالية، فردا فردا كأي فرد من عائلتي الصغرى".
أضافت: "جئت اليوم إليكم لأعلن وفائي لسنديانة صرح في العلم والمعرفة، لسنديانة واسعة الإختصاصات، لسنديانة تخرج منها المقتدر ماديا وغير المقتدر، من انتشرت شهرتهم ونجاحهم ليس في أرجاء لبنان فحسب إنما في العالم أجمع. آلاف منهم تبوأوا المراكز الأولى والعليا في مختلف ميادين الحياة".
وأشارت إلى "ضرورة النهوض بالجامعة الوطنية وتطويرها وتعزيزها بشرا وحجرا، ودعمها ومساندتها بكل ما أوتينا به من طاقات لتبقى لأبنائنا وأحفادنا ولكل طالب علم، الأم والبيت والحضن".
اسماء المكرمين
وفيما يلي أسماء المكرمين من أساتذة وموظفين وطلاب الذين كرمتهم الجامعة في عيدها السابع والستين:
الأساتذة: الدكتور وليد عمار، ندى السردوك، الدكتور نزار ضاهر، الدكتورة هدى مقنص، الدكتور كريكور كريكوريان، الدكتور باسكال سلامة، الأستاذ غازي مراد، البروفسور يوسف فارس، الدكتورة منى تنوري، الدكتور ابراهيم الدهيني، الدكتور أمين محمد خليل شعبان، الدكتور عماد القصعة، الدكتور جيهان نصر، الدكتور رولان الحاج، الدكتورة أسماء شباني، الدكتورة هبة المولوي، الدكتور عباس مغربل، الدكتور حسين جمعة، الدكتور جواد فارس.
الطلاب: جويس قزي، سمر قداح، ريمون حاج، بتول الخطيب، نور بو كروم، إليسا سكر، رانيا حيار، أحمد حجازي، حسين شعيتو، أسامة قندقجي، جورج اللهيبة، رينا حمدان.
وقد تخلل اليوم الجامعي الطويل نشاطات علمية وصحية وفنية، شارك فيها عدد من كليات الجامعة، بالإضافة إلى معرض لوحات فنية جال في ارجائه البروفسور أيوب.
*احتفال في النبطية بذكرى حسن كامل الصباح ممثل أيوب: الجامعة اللبنانية تعمل لإصدار جائزة باسمه*
وطنية - أحيت "لجنة الصباح الوطنية" وبلدية النبطية الذكرى الـ83 لغياب حسن كامل الصباح، بحفل في مبنى كلية العلوم في الجامعة اللبنانية في النبطية، برعاية رئيس الجامعة البروفسور فؤاد أيوب ممثلا بعميد كلية العلوم البروفسور بسام بدران، ممثل النائب هاني قبيسي الدكتور محمد قانصو، ممثل النائب عبد اللطيف الزين سعد الزين، النائب السابق أنور الصباح، مديرة معهد العلوم الاجتماعية الفرع الخامس الدكتورة سناء صباح، مدير كلية العلوم فرع النبطية الدكتور وسيم رمال، وسيم غندور ممثلا السفير فؤاد غندور، ممثل رئيس بلدية النبطية الدكتور أحمد كحيل عضو المجلس البلدي عباس وهبي، وفاعليات.
وهبي
وألقى وهبي كلمة البلدية فأشار الى أن هذا الاحتفال "يدل على الوفاء لمن بذل حياته من اجل تنوير الانسانية جمعاء"، لافتا الى أن "البلدية تعتز بإحياء هذه الذكرى متضامنة مع لجنة الصباح الوطنية".
الصباح
وتحدث رئيس "لجنة الصباح الوطنية" مهند الصباح عن حياة الراحل العلمية ورحلته من النبطية الى بيروت ودمشق والولايات المتحدة، متنقلا بين جامعاتها ومؤسساتها العلمية، مشددا على أن "اختراعات الصباح هي على جانب عظيم من الاهمية والريادة في مجال علم الكهرباء، وقيمتها عظيمة جدا".
وقال نقلا عن أحد العلماء في العالم: "لو بقي الصباح بيننا لكان للعالم وجه آخر".
وتمنى على "كل أب وأم مراعاة أبنائهم وتشجيعهم وتسهيل اختيار التوجه العلمي".
بدران
بدوره، قال بدران: "نتذكر العالم الصباح فتى العلم الكهربائي، ما أوتينا من عرفان وتقدير. وكلما كرمناه كلما وجدنا كم اننا مقصرون امام رجالاتنا الذين اعلوا ذكر لبنان في محافل العلم على امتداد الكواكب".
أضاف: "لقد قصرت دولتنا ومجتمعنا بحقك كثيرا، فأين الحدائق باسمك، واين الساحات والشوارع والمتاحف والقاعات والمؤتمرات والجوائز باسمك. من لا يتذكرك مخطىء بحق امتنا، ومن لا يتذكر امثالك لتكون في وجدان امتنا لا يستأهل عطاءاتك، فكل أمة لا تستذكر عظماءها تخدم عدوها من حيث لا تدري".
وتابع: "أعدك والوعد قسم، ان ذكراك ستكون في وجدان الجامعة وان اسمك سيكون على لسان اهل العلم. نعمل ليكون هناك جائزة باسمك تصدرها الجامعة اللبنانية للرياديين الحقيقيين في قلب جامعة الوطن".
بعد ذلك، سلم رئيس اللجنة الى بدران كتابا عن الراحل.
*كلية الإعلام احتفلت بيوبيلها الذهبي وكرمت خريجي 1972 رفول ممثلا عون: أمن المجتمعات يتوقف على خير الكلام وصدقية المعلومة*
وطنية - احتفلت كلية الإعلام في الجامعة اللبنانية بيوبيلها الذهبي، في احتفال رسمي اقامته برعاية فخامة رئيس الجمهورية العماد ميشال عون ممثلا بوزير الدولة لشؤون رئاسة الجمهورية بيار رفول، في قاعة الاحتفالات في مجمع رفيق الحريري الجامعي - الحدت، في حضور رئيس مجلس النواب نبيه بري ممثلا بالنائب عاطف مجدلاني، رئيس مجلس الوزراء سعد الحريري ممثلا بالدكتور داود الصايغ، المحامي اميل جعجع ممثلا وزير الاعلام ملحم الرياشي، ممثلين لقائد الجيش وقادة الاجهزة الامنية، رئيس الجامعة اللبنانية الدكتور فؤاد ايوب، مدير مكتب الاعلام في رئاسة الجمهورية رفيق شلالا، وحشد من عمداء الكليات ومديري الفروع والاساتذة والطلاب والشخصيات الاعلامية والاجتماعية.
وتضمن الاحتفال تكريم خريجي الكلية الذين تبوأوا مناصب سياسية رفيعة، وتكريم دورة الخريجين الأوائل الذين تخرجوا عام 1972.
أبو خليل
استهل الاحتفال بالنشيدين الوطني ونشيد الجامعة، أدتهما فرقة كورال كلية الاعلام في الجامعة. ثم ألقت عريفة الاحتفال الاعلامية سمر أبو خليل كلمة رحبت فيها بالحضور وشددت على أهمية المناسبة.
تلاها عرض وثائقي عن كلية الاعلام ونشأتها وتطورها وابرز خريجيها.
الخرسا
ثم القى الاعلامي فؤاد الخرسا كلمة باسم الخريجين المكرمين، وقال: "اسمحوا لي قبل الدخول في المناسبة الذهبية ان انوه باهمية هذا اللقاء الجامع بين جيل الخريجين الاوائل وتجربته المهنية الاولى، والاجيال اللاحقة وما حققت، وان كان لجيلنا ما يميزه انه وضع الحجر الاساس لهذه المسيرة الاعلامية المضيئة. فاننا هنا وباسم الخريجين الاوائل نضم صوتنا الى اصوات الاساتذة المتفرغين في الجامعة اللبنانية المطالبين بحقوقهم المشروعة، لأن الحرف الاول الذي تعلمناه في الصحافة على أيديهم هو خوض معركة الدفاع عن الحقوق والحريات، ولانهم علموا كثيرين ممن هم الآن في موقع السلطة والقرار، ومنهم التحية الى ارواح اساتذتنا الاوائل ومن هم على قيد الحياة.
اما الذاكرة فيأخذني حنينها الى كلية الاداب في الاونيسكو، حيث المقر الاول والقاعة والمحاضرات التي جمعتنا بزملاء جاؤوا من مواقع اكاديمية مختلفة ومناطق متنوعة من بيروت الى جبل لبنان فالشمال والجنوب والبقاع، وقبل الفروع والتفريع، جذبهم انشاء معهد هو الاول من نوعه في الجامعة اللبنانية وربما في المنطقة، حيث كانت الصحافة يومها تشع باسماء صحافيين كبار وكتاب بارزين ساهموا في صناعة الرأي العام والدفاع عن حقوق المجتمع وحرياته، وكانوا بالنسبة الى جيلنا المثال، وحيث الطموح يتخطى الحصول على اجازة في الاعلام".
أضاف: "ما نريد ايصاله في هذه المناسبة لإدارة كلية الاعلام، بكل تقدير، ومن موقع التجربة وتطور المهنة، هو تأكيد نقطتين:
الاستعانة بمدربين مؤهلين لديهم القدرة على نقل خبراتهم، ولا سيما اننا اليوم في عصر الانترنت والتكنولوجيا والصحافة الالكترونية ومواقع التواصل الاجتماعي، ما يساهم في تعزيز فرص نجاح الخريجين في اي مؤسسة اعلامية يرتادونها، والتعاون مع كليات مماثلة عربية أو اجنبية وصولا الى التوأمة معها اذا لزم الامر، ما يرفع من شأن الشهادة الجامعية وحامليها".
وأكد أن "ما يعنينا نحن ايصاله كخريجين أوائل هو احتضان الكلية لهذا الرعيل كشريك استشاري يستعان بخبراته في مجال التدريب، لأن الخبرة باجماع أهل الرأي والمعرفة تتقدم على المواد النظرية مهما تطورت".
وختم: "أنهي الكلمة باقتراح ارفعه الى رئاسة الجامعة وعمادة الكلية مع الامل بتلبيته، وهو العمل على تنظيم حفل تكريمي سنوي لافضل المجلين في حقل الصحافة والاعلام من خريجي كلية الاعلام في الجامعة اللبنانية، التي نريدها متقدمة على غيرها من الجامعات، لاننا نفتخر بانتمائنا اليها وتخرجنا منها، والسلام".
صدقة
ثم القى عميد كلية الاعلام الدكتور جرجس صدقة كلمة قال فيها: "الاحتفال باليوبيل الذهبي لكلية الاعلام، هو تأكيد لدور هذه الكلية الرائدة على مساحة العالم العربي التي اعطت لبنان والدول العربية علما وفكرا وثقافة.
خمسون عاما ابدع طوالها مئات الاساتذة الذين أفنوا عمرهم في تأسيس اجيال من الطلاب. هم الجنود المجهولون الذين لا تعرفهم الشاشات ولا الجمهور، ولم تذكرهم الصحف ولا مجال لتعدادهم.
خمسون عاما ابدع فيها جسم اكاديمي على رأسه عمداء الكلية ومديروها ورؤساء الاقسام. هم ايضا عملوا بصمت وجهدوا لريادة الكلية وتطويرها.
خمسون عاما وجسم اداري في الكلية من موظفين ومدربين ومكتبيين واكبوا الاكاديميين والطلاب معا وكان لهم مدماكهم في بناء هذا الهيكل.
خمسون عاما أبدع فيها الخريجون أيضا، فرفعوا اسم الكلية حيثما حلوا وكانوا دوما فخورين بها ومعترفين بجميلها. وها نحن اليوم نكرم شلة من هؤلاء الخريجين.
كثيرون من خريجيها يستحقون التكريم ومنهم سفراء وسياسيون ومستشارو رؤساء دول، ومنهم كتاب وباحثون ومفكرون، ومنهم رؤساء تحرير في الكثير من المؤسسات الاعلامية في لبنان والعالم، ومنهم عمداء واساتذة جامعيون، ومنهم صحافيون ومراسلون ونجوم شاشات وخبراء في الاعلام والسياسة، اضافة الى خريجيها في ميادين العلاقات العامة والاعلان الذين اسسوا لهذين القطاعين في لبنان والعالم العربي، فضلا عن خريجي اختصاص ادارة المعلومات والمكتبيين، اولئك المؤتمنين على المعلومة والمعرفة في الكثير من الجامعات والمؤسسات العلمية والمدنية".
أضاف: "خريجو كلية الاعلام يعملون في ميادين الكلمة والصورة والمعلومة والثقافة، وهي ميادين تتحكم بالمجتمعات وتبني الانسان. لذا فإن دور كلية الاعلام لا يقتصر على تأهيل الطالب لدخول سوق العمل، انها كلية الفكر، كلية الكلمة، انها مصنع العقول".
وتابع: "كليتنا آمنت دوما بدورها الريادي، وبأن العنصر البشري هو الطاقة الاولى في البناء والانتاج. لم يكن هاجس التجهيزات الهم الاول، وان كان دوما حاضرا. هي عملت دوما على التأسيس لنخب فكرية وثقافية، ذات دور ريادي في قيادة المجتمع ورسم اتجاهاته من خلال دور نقدي استشرافي يرسم طريق المستقبل.
منذ التأسيس كان الهدف تعزيز الثقافة وبناء الفكر والنقد ونشر قيم الحرية والاخلاق والانسان. فحمل خريجوها هذه القيم اينما حلوا، وساهموا في تطوير المجتمع ورقيه. وهذا يندرج في سياق المهمة الاولى التي زود الرئيس شارل حلو بها العميد الأول للكلية الصحافي خليل الجميل بعد نكسة عام 76، وهي الدفاع عن القضايا العربية".
وقال: "منذ انطلاقها عرفت الكلية دينامية فريدة في التجدد ومواكبة التطور العلمي والمهني في ان. معهد الصحافة في مرحلة التأسيس، تحول الى كلية، درس فيها منذ نشأتها ابرز المفكرين والاعلاميين، وتطورت مناهجها واختصاصاتها بشكل دائم تماشيا مع تطور العلم والمجتمع. وها هي لا تزال تواكب التطور السريع الحاصل في ميادين اختصاصاتها، لاسيما وان الثورة التكنولوجية الطاغية في العالم اليوم، ثورة الاتصالات، هي في صلب ما تدرسه الكلية. ولا بد من شكر رئيس جامعتنا البروفسور فؤاد ايوب الذي، منذ تسلمه مهامه، أولى كليتنا عناية خاصة ولم يبخل عليها في كل ما تطلبه كي تبقى على ما هي عليه من ريادة وتميز".
وأكد أن "كلية الاعلام مدركة لدورها على الصعد المختلفة. مدركة لدورها حيال طلابها. هي مستمرة برسالتها على صعيد لبنان والعالم العربي. اساتذتها يحملون رسالتها من جيل الى جيل، وعيدها هو عيد الاعلام اللبناني، عيد الجامعة الوطنية وعيد كل لبنان".
أيوب
وتلاه أيوب الذي قال: "إن رعاية فخامة رئيس الجمهورية لاحتفال الذكرى الخمسين لتأسيس كلية الاعلام يؤكد مدى الاهمية التي يوليها فخامته للجامعة اللبنانية وكلياتها، كما يؤكد الحرص على الثوابت الاساسية لنهضة هذا الوطن بكل مؤسساته ومرافقه، ليقينه أن العلم هو الرافعة التي تعلي قدر الانسان والمجتمع والدول.
امس احتفلنا بيوم الجامعة اللبنانية السابع والستين، واليوم نحتفل باليوبيل الخمسين لكلية الاعلام.
ها هي جامعتنا العريقة تراكم الخبرات والمعرفة وتخط لها اسما من ذهب بين الجامعات العالمية.
جامعتنا على رغم سنها، جامعة شابة متطورة تواكب التغيير والتطور، اساتذتها الحاملون ارقى الشهادات ومن مختلف الجامعات العالمية يطورونها باستمرار، يواكبون تطور العلوم في العالم، يدخلون افضل اساليب التعليم والبحث العلمي، مختبراتها وتجهيزاتها في حال تطوير مستمر لرفد الخريجين بأفضل المستويات العلمية.
هذه حال كلية الاعلام، التي صدرت كفاءاتها وخريجيها الى كل الدول العربية من دون استثناء، وأطلقت الاعلام العربي مكتوبا ومرئيا وفضائيا ورقميا. انها كلية تشع منذ خمسين عاما على لبنان والعالم العربي، يحمل خريجوها قيم الثقافة والحرية والاخلاق يزرعونها حيث يحلون، هم مؤتمنون على اللغة العربية، وعلى القضايا العربية، لم يبخلوا بعطاءاتهم وتفوقوا في مختلف وسائل الاعلام والاعلان والتواصل في الكثير من دول العالم".
وأضاف: "كلية الاعلام، شأنها شأن كليات الجامعة الاخرى، واكبت التطور العلمي في برامجها وتجهيزاتها. وقد افتتحنا هذا العام استوديو اذاعي وتلفزيوني في الفرع الاول، ونحن في طور تجهيز استوديو مماثل في الفرع الثاني.
والكلية أطلقت هذا العام مناهج جديدة تراعي الثورة الحاصلة في ميدان علوم الإعلام والاتصال، كما كانت العام الماضي قد أطلقت ماسترات متخصصة في الإعلام الرقمي.
قد تكون كلية الاعلام الكلية الأصغر بين كليات الجامعة اللبنانية، لكن اهميتها وإشعاعها لا يقاسان بحجمها. ان خريجيها يبدعون يوميا بفكرهم وعطائهم وثقافتهم التي تشكل المصدر الرئيسي للكتاب والمفكرين والمؤرخين. والكل يعرف كيف ان وسائل الاعلام والتواصل تشكل سلطة رئيسية في المجتمع، انها السلطة الرابعة التي تتحكم بالفكر وتشكل سلطة رقابية على السلطات الاخرى في المجتمع".
وختم أيوب: "مبروك لهذه الكلية يوبيلها. مبروك لخريجيها الفخورين بانتمائهم الى الجامعة اللبنانية والذين يستمرون اوفياء لجامعتهم الوطنية وما قدمته لهم.
مبروك لهيئتها التعليمية، لطلابها وإدارتها.خمسون سنة وراءنا، ونظرنا دائما الى الامام لنستمر في صناعة الريادة والتميز".
ثم كانت كلمة راعي الاحتفال ألقاها الوزير رفول، وقال: "مرت حروب وأزمات كثيرة على لبنان لكنه استطاع الصمود والانتصار بفضل إنسانه المسلح بالعلم والمعرفة وبفعل الدور الرائد الذي لعبته المؤسسات التربوية والتعليمية في تحقيق النهضة العربية . وكان للجامعة اللبنانية وما زال أهمية قصوى في إعداد الكادرات والنخب بتأمين الفرص للجميع مشكلين مع سلاحا للدفاع عن سيادة لبنان ورسالته.
تميز لبنان بالجودة النوعية في التعليم ما أمن للطلاب اللبنانيين والعرب المعرفة والخبرات والمهارات اللازمة في حقول الإبداع المختلفة وسوق العمل، وهذا ما جعل النبوغ اللبناني ثروة وطنية لا يستهان بها أينما حل في العالم حيث تفاعل وأنتج وأبدع نهضة وعمرانا وحضارة".
وأضاف: "تحتاج الدولة القوية الى ركيزتين، الأمن والقضاء، لضمان حكم القانون وإحقاق العدالة، وتحتاج الدولة الحديثة التي تتمتع بالاستقرار وبالسلم الأهلي المستدام الى التنمية في قطاعي التربية والتعليم. لقد أثبتت التجارب الحالية للأزمات في محيطنا الإقليمي الملتهب أنه كلما انخفضت نسبة التعليم إرتفعت نسبة الأمية وازدادت نسبة الجريمة والتطرف وانحلال الأخلاق، وهذا يعود الى جهل لنمط تطوير المجتمعات بانخفاض حصة التعليم في موازنات الدول ما جعلها في دوامة من العنف والصراعات والفوضى والتخلف. ولا يمكن أن يتحقق الاستقرار في الدول العربية إلا عبر الانتهاء من الافكار الهدامة لمجتمعاتنا من خلال مناهج تعليمية تعزز ثقافة المواطنة، في علاقة تشاركية في الحقوق والواجبات، بين الفرد والدولة وتدعم الفكر النقدي لصناعة عقول حرة قادرة على تغيير الذهنية التقليدية بتحررها من الخوف والحاجة نحو التنمية والتطوير".
وتابع: "لا شك أن الاعلام يلعب دورا أساسيا في هذه المنظومة بتعزيز الثقافة ونشر الحقيقة ما يساهم في تكوين الرأي العام الذي ينتج سلطة ويقدر على مساءلتها . وكلما التزم الإعلام في إداء دوره بنقل قضايا الناس الى المسؤولين بشفافية كلما تعززت الديمقراطية كنمط حكم وثقافة حياة.
إن إلاعلام هو "السلطة الرابعة" التي تحتاج الى ممارسة دورها في ارساء قيم الحوار وحق الاختلاف لا في الانزلاق نحو الصراعات الشبيهة ببشاعة الحروب في منطقتنا.
وإننا نفتقد اليوم إعلاميين ذوي أقلام حرة قادرين على التنوير ونشيد بدورنا بالمكرم بيننا وهو أحد أعلام الكلمة الحرة المسؤولة في بلادنا، فؤاد الخرسا، مستذكرين مقابلته مع الامام المغيب موسى الصدر أعاده الله لنا سالما، مع ورفيقيه يوم قال إن الصراع في لبنان يفتقر الى الوعي السياسي. لذلك على أهل الاعلام والفكر ممارسة دورهم في نشر الوعي لبناء الدولة القوية التي يفتخر بها ابناؤنا".
وختم: "باختصار، يقولون إن الاعلام مهنة المتاعب لأن هدفها البحث عن الحقيقة ولا تسكت عن ظلم. وبذلك فهي رسالة لأن أمن المجتمعات يتوقف على خير الكلام وصدقية المعلومة. فكونوا رسل النور، والعنوا ظلمة الجهل!
وإلى الجامعة اللبنانية، هذا الصرح الوطني الذي خرج نخبة من خيرة ابنائنا بمستوى عال من المكانة والتقدير، نقول إن دورها اساسي في إكمال المسيرة من ضمن كلية الاعلام على تعزيز الانتماء الوطني والحس المسؤول بقضايا المواطن على حساب "سكوب" أو إشاعة رخيصة تهدم لنا اساسات الوطن".
تلا ذلك توزيع دروع تقديرية للخريجين المكرمين من دورة 1972.
*اطلاق جائزة إيناس أبو عياش في الحقوق في الجامعة اللبنانية جريصاتي واوغاسبيان: تحفز على الإبداع واطلاق المشاريع للوصول إلى أعلى المستويات*
وطنية - أطلقت مؤسسة إيناس أبو عياش الخيرية "جائزة ايناس ابو عياش في مجال الحقوق"، برعاية وزير العدل سليم جريصاتي وحضور، في قاعة كمال جنبلاط في كلية الحقوق والعلوم السياسية والادارية (الفرع الاول) في مجمع رفيق الحريري الجامعي - الحدث.
كما حضر الحفل وزير الدولة لشؤون المرأة جان اوغاسبيان، رئيس الجامعة اللبنانية البروفسور فؤاد ايوب، رئيسة المؤسسة أيناس أبو عياش، عميد كلية الحقوق والعلوم السياسية والإدارية في الجامعة اللبنانية الدكتور كميل حبيب، القاضي الدكتور مروان كركبي، المحامي محمد مطر وعدد من الأساتذة وموظفي الكلية والطلاب.
بعد النشيد الوطني ونشيد الجامعة اللبنانية، رحبت الدكتورة نعمة مكة بالحضور، مشيرة إلى أن رؤية مؤسسة إيناس أبو عياش هي "مشروع ريادي عصري، يحاكي قصة عشق للإبداع وينمي ثقافة التنافس والإبتكار، ويساهم في تطوير القدرة على تحقيق الأحلام والطموحات".
مطر
وألقى مطر كلمة قال فيها: "لقد طلبت مني رئيسة المؤسسة ان أشارك طلاب الحقوق تجربتي كمحام عامل في لبنان وخارجه، وعليه فإني أخاطبكم زملاء المستقبل".
أضاف:"لا تكون تجربة إلا في بيئة، والبيئة التي يفترض أن يمارس أي محام مهنته فيها هي بيئة حكم القانون. وحكم القانون هو عدم جواز ممارسة سلطة الدولة اعتباطا أو تعسفا، وفي هذا رفض لمفهوم حكم الرجل إزاء حكم القانون، فعلى القوانين أن تكون أولا بمفعول مستقبلي، ثانيا سهلة المنال والوصول إليها وثالثا أن تكون واضحة".
وشدد على ضرورة "التعاون بين المحامين والقضاة والسعي دائما إلى إعلاء الغاية النهائية للقانون باعتبار أنهم جميعا عملاء في خدمة تحقيق العدالة، وقوام ذلك المساءلة والمحاسبة من داخل المؤسسات وخارجها، وفي محاربة الفساد وفي حماية فصل السلطات وتفعيل الرقابة الشعبية عبر الدفاع عن الحريات العامة الأساسية".
كركبي
ثم كانت كلمة للقاضي كركبي اعتبر فيها "ان الاستقلال فضيلة لا يقتنع بها الناس دائما، ويحاولون الالتفاف حولها إذا اقتضت مصلحتهم ذلك". وقال: "غالبا ما يحاولون مراجعة القاضي بشأن قضاياهم بحجة شرح وجهة نظرهم عله يقتنع بها، وهنا يبرز دوره في صدهم بلباقة وحكمة، فيعودهم على نهجه في العمل ويشعرهم باستقلاله ومناعته وعدم تأثره بما يبدونه من آراء وحجج خارج نطاق المحاكمة".
واكد ان "على القاضي أن يكون مستقلا تجاه زملائه مهما علت مرتبتهم ومركزهم، وتجاه أصدقائه وأقاربه، ويجب ألا يسعى إلى الشكر والثناء والشعبية بل فقط أن يكون أهلا للثقة والإحترام".
وتوجه إلى القضاة المبتدئين، فأوصاهم بـ"تجنب التمسك المفرط بألقابهم وامتيازاتهم، فلا تأخذهم النشوة من وضعهم الجديد".
أبو عياش
ثم كانت كلمة لرئيسة المؤسسة أبو عياش توجهت من خلالها لطلاب كلية الحقوق، فوصفتهم بـ"المميزين، إذ تقوم مهنة المحاماة على إنصاف المظلوم".
وقالت: "إذا آمنتم بجمعية ايناس أبو عياش بصدق، ووضعتم يدكم بيدها أعدكم أننا سنحاول تأمين البيئة المناسبة للجامعة اللبنانية، وبالتعاون مع البروفسور أيوب والوزير جريصاتي، وخلق دولة من أهم الدول في المحاماة".
اضافت: "القضية التي يحملها الإنسان هي سلاحه، فلتكن قضيتنا تحقيق العدالة وإنصاف المظلومين والوصول إلى دولة القانون والعدل".
أيوب
من جهته، قال رئيس الجامعة اللبنانية: "ليست المرة الأولى التي تطل بها مؤسسة إيناس أبو عياش الخيرية على الجامعة اللبنانية، فقد حمل العام الماضي أول نشاط لها، وكانت الجائزة للطالبة المتميزة فاطمة مازح من كلية الهندسة التي فازت بمشروعها الذي قدمته، وكان موضوعه "توقع حرائق الغابات عن طريق استشعار جهاز التوقع البصري".
وتابع: "هذه المبادرة السنوية التي تقوم بها مؤسسة إيناس أبو عياش لها دلالاتها المتعددة، والتي تحمل أكثر من معنى يشير إلى أهداف هذه الجمعية التي، عاما بعد عام، تولي العلم وأهله أهمية كبرى عبر تشجيع الطاقات والمواهب المتميزة، كما تؤكد عمق الترابط والعلاقة مع الجامعة الوطنية التي ندرك حجم مكانتها عند أهل هذه المؤسسة".
واكد أن "هذه الجائزة التي يتم تقديمها لطالب أو لطالبين في الجامعة تفتح المجال أمام الطلاب لمزيد من التحفيز وتنمية القدرات لديهم، وتدفعهم لبذل جهود مضاعفة في مجال البحث"، مشيرا الى ان "هذا النوع من التشجيع من قبل بعض الجمعيات وهيئات المجتمع المدني لطلاب في الجامعات له نتائجه الإيجابية التفاعلية التي من شأنها أن تعمق الصلة بين الأهل والطلاب وتشكل فرصا لمجالات كثيرة من التعاون، خصوصا وإن الشباب هم الذين تعلق عليهم الآمال المستقبلية في تطوير سبل الإنتاج والتقدم الحضاري".
وقال: "نقدر لجمعية إيناس أبو عياش هذه البادرة الكريمة، كما نقدر لها دورها الإجتماعي الخيري والإنساني، وهذا يأتي في صلب العمل القيمي الذي يحتاجه مجتمعنا، وإن التطلع إلى آمال الشباب هو من الأهداف السامية التي يرقى إليها الإنسان في حياته دون هدف، سوى التشجيع والمساهمة في إنماء القدرة العلمية للأجيال".
وشكر جريصاتي راعي هذا النشاط، كما شكر أوغسابيان لحضوره ومباركته، ورئيسة وأعضاء مؤسسة إيناس أبو عياش الخيرية، متمنيا لها "دوام العطاء والمزيد من النجاح لما فيه خير أبنائنا".
حبيب
ثم كانت كلمة للعميد حبيب، قال فيها: "إن كلية الحقوق والعلوم السياسية هي الكلية الكيانية التي تسكن الوطن، مستشارة الجمهورية في عهد الرئيس القوي العماد ميشال عون، القوي بوحدتنا الوطنية وبتنوعنا وبمحبتنا للبنان".
وتابع: " حن في هذه الكلية لا ندخل بمنافسة مع أحد، لأننا منجزون ولأننا الأوائل. الأوائل في معهد الدروس القضائية، والأوائل في نقابتي المحامين، والأوائل في المعهد الدبلوماسي، والأوائل في مجلس الخدمة المدنية. نحن أيضا السباقون في ربط خريجينا بسوق العمل من خلال إنشاء ماسترات مهنية في تخصصات التخطيط والإدارة والمنظمات الدولية والوظيفة العامة وإجراءات العقد".
أضاف: "طلابنا لديهم الجرأة أن يحلموا، كمؤسسة أبو عياش. وهم موزعون على مساحة الوطن يدافعون عن المظلومين، يعرفون معنى الظلم عندما غاب عن بعض السلطة السياسية أهمية الجامعة اللبنانية في وحدة لبنان".
أوغاسابيان
أما الوزير أوغاسبيان، فقد ألقى كلمة شجع من خلالها الطلاب على المشاركة في المسابقة التي تقيمها مؤسسة ايناس أبو عياش الخيرية، وحثهم على العمل والإبداع وابتكار المشاريع، مشددا على "دعم المؤسسة لهم في أي خطوة جدية يتوقون إلى الإستمرار والوصول بها إلى أعلى المستويات".
وشرح تفاصيل المسابقة، وقال: "سيتم اختيار المشاريع المرشحة في الجامعة خلال شهر آب المقبل، ثم تعرض على لجنة متخصصة من كلية الحقوق والعلوم السياسية في شهر أيلول بعدها يتم الإعلان عن المشروع الفائز بالجائزة في شهر تشرين الأول".
جريصاتي
ثم كانت كلمة الوزير جريصاتي الذي توجه إلى الطلاب قائلا: "أنتم النواة التي نأمل ونعول عليها من أجل بناء الدولة القادرة والقوية في جميع المجالات والميادين، فمن دونكم ومن دون جهودكم لا يمكن للبنان أن يقوم ويتقدم ويتطور، لأن تطور المجتمعات والشعوب يقاس بما تقدمه لأنفسها ولأوطانها وللحضارة الإنسانية من إبداعات وإنجازات وخدمات تساهم في إرتقاء الإنسان إلى القمة في سلم القيم المجتمعية".
وشكر أبو عياش "لأنها أخذت المبادرة وخصصت جائزة مالية لمبدع من بلادي، تحفزه على الإستمرار في الإبداع وتحفز زملاءه على حذو حذوه"، معتبرة أنها "بهذه المبادرة ترسي ثقافة التكريم في بلادنا كسلوك بحاجة إلى أن يتجذر في فكرنا ومزاجنا وممارستنا، لا لشيء إلا لأن الإنسان مفطور على التقدم إن أراد أن يعيش إنسانيته، وأن مؤشرات التقدم إنما يجدها في تقدير الغير لما يقوم به، من دون تزلف أو محاباة أو مجاملة أو منة".
وتمنى "لكل فرد النجاح وإستمرار التألق والإبداع لرفع اسم لبنان عاليا في العالم".