المتعاقدون المستقلون في اللبنانية: لايلاء ملف التفرغ الاهتمام
وطنية - دعت لجنة المتعاقدين المستقلين في الجامعة اللبنانية، رئيس الجامعة اللبنانية فؤاد ايوب ووزير التربية مروان حمادة، الى ايلاء ملف التفرغ العناية اللازمة، وأصدرت بيانا جاء فيه: "بعد التشاور مع الزملاء المتعاقدين نلفت عناية رئيس الجامعة ومعالي وزير التربية إلى أنه آن الآوان لينضج ملف التفرغ، كما أنه حان وقت اتخاذ الخطوات اللازمة من قبل وزير التربية ورئيس الجامعة ليبصر الملف النور قبل الانتخابات النيابية. وليقم كل مسؤول بما عليه من واجب تجاه الأستاذ المتعاقد في الجامعة اللبنانية بدل انتظار المستجدات السياسية".
أضافت: "ليتذكر أهل السياسة أن للمواطنين حقوقا لا نعلم هل يتغاضون عنها بافتعال الأزمات والتلطي خلفها. فهل يسمح حال البلد بإجراء الانتخابات ولا يسمح بتفرغ المستثنى والمستحق مع أن جميع أهل السياسة موجود. وهل للمسؤولين عن الأزمة ضمير حق يحمي مصلحة النائب ويغيب مصلحة المواطن"".
وختمت:"إنها صرخة حق، ودعوة لوقفة ضمير من قبل كل مسؤول. نستصرخ ضمائر الرؤساء الثلاثة فهل من مجيب؟".
ماذا جرى في اجتماع صندوق التعويضات وما المصير الفعلي للدرجات الـست؟
روزيت فاضل ــ النهار ــ حصلت " النهار" على نسخة لمحضر مجلس صندوق التعويضات لمعلمي المدارس الخاصة المنعقد في 10 تشرين الأول 2017 تظهر فيه تواقيع- أي دليل موافقة –المشاركين، على منح السلسلة وفقاً للقانون 46، ومنهم الأمين العام للمدارس الكاثوليكية الأب بطرس عازار على ما تم التوافق عليه في هذا الاجتماع. لكن الأب عازار عاد وأرسل كتاباً الى أعضاء مجلس الصندوق يطلب فيه سحب توقيعه من المحضر، لأسباب كان عليه تداركها قبل التوقيع على المحضر المذكور.
تراجع!
حاولنا معرفة رأي عضو مجلس إدارة صندوق التعويضات أنطوان مدور بالمحضر الذي حصلنا عليه وكتاب الأب عازار الذي طلب فيه سحب توقيعه. استعاد بالذاكرة "أن أعضاء مجلس إدارة الصندوق حضروا هذا الاجتماع في 10 تشرين الأول الماضي"، موضحاً أنهم "وقعوا على المحضر، الذي لحظ دفع السلسلة لمعلمين وفقاً للقانون 46، مع الإشارة الى انه كان أرسال الى هيئة التشريع والاستشارات طلب البت بثلاث مواد خلافية في القانون المذكور تتعلق الأولى بالمفعول الرجعي لغلاء المعيشة والثانية بمدى أحقية احتساب السلسلة للمتعاقدين والمتقاعدين في الجسم التعليمي والثالثة درجة تعيين المعلم الجديد".
توقف عند " توقيع المجتمعين كلهم على المحضر ومنهم الأمين العام للمدارس الكاثوليكية الأب بطرس عازار والمدير العام للتربية فادي يرق بصفته رئيس مجلس إدارة صندوق التعويضات". وقال: "لم يوقع المحضر خلال الاجتماع، بل طالب بمهلة يومين للتفكير قبل التوقيع على المحضر". وتساءل عن أسباب "تراجعه عن توقيعه، وهي سابقة لم نشهدها قبل اليوم" مشيراً الى ان الأب عازار "تلقى لوماً على ما وقع عليه من الأمانة العامة للمدارس الكاثوليكية او حتى من اتحاد المؤسسات التربوية الخاصة".
وأوضح مدور ان الأسباب التي تذرع بها الأب بطرس عازار لسحب توقيعه، "هي غير منطقية لأن جميع الأعضاء وقعوا على المحضر الأسبوع التالي من دون أي اعتراض". ونفى أيضاً ألا يكون "بحوزة الأب عازار كل الوثائق القانونية المطلوبة قبل توقيعه على المحضر". وقال: "لا يمكن اصدار أي شيك بمستحقات أي معلم بعد 21 آب لأن أي مدفوعات بسبب تمنع الأب عازار عن التوقيع وهو أحد الموقعين على الشيكات، لا تصدر الا بتواقيع ثلاثة، منهم الى عازار كل من فادي يرق بصفته رئيساً لمجلس إدارة الصندوق، وجمال الحسامي".
وأسف مدور لعدم تمكن يرق من تهدئة الوضع وتقريب وجهات النظر بين أعضاء مجلس إدارة صندوق التعويضات".
الغاء الدرجات الست!
ابدى مدور استغرابه من بيان اتحاد المؤسسات التربوية الخاصة، الذي أعلن فيه الالتزام بالسلسلة دون احتساب الـ 6 درجات،" مشيراً الى اننا" لم نرفع الى هيئة التشريع والاستشارات في الاجتماع المذكور في 10 تشرين الأول الماضي أي مشورة في هذا الخصوص، ما يطرح تساؤلات عدة عن هذا القرار".
من جهته، أكد عضو المجلس التنفيذي للأمانة العامة للمدارس الكاثوليكية الأب اندره ضاهر لـ “النهار" أن "الأب عازار، الذي يشارك في مؤتمر للمدارس الكاثوليكية في تونس، هو مخول الرد عن مجريات الاجتماع". وعن رأيه بما تضمنه البيان الأخير لاتحاد المؤسسات عن الغاء الدرجات الـ 6 قال: "أتحدث عما صدر عن الأمانة العامة للمدارس الكاثوليكية، التي تنتظر مشورة هيئة التشريع والاستشارات، في موضوع الـ 6 درجات". وذكر الأب ضاهر أنه "سبق أن رفعنا هذا المطلب في أحد اجتماعات لجنة الطوارئ"، مشيراً الى "ان البيان الصادر عن الاجتماع" لحظ هذا الطلب". وقال: "نحن سنلتزم بما تصدره الهيئة في هذا الخصوص".
وأعلن أننا "سندفع رواتب المعلمين، وفقاً للسلسلة الجديدة للمعلمين في كانون الأول"، مشيراً الى اننا "سنلحظ دفع الفوارق لرواتب شهريّ تشرين الأول والثاني". وحذر من عواقب هذه السلسلة على المدارس الخاصة في الأطراف، التي تنذر بخطر اقفالها، وهذا ما حذرنا منه مراراً".
يذكر ان الأب عازار لم يجب على هاتفه الخليوي، رغم محاولة اتصالنا به للوقوف عند رأيه على مجريات محضر اجتماع مجلس إدارة الصندوق.
اتحاد المؤسسات التربوية الخاصة: لالتزام إعداد الموازنات
وطنية - دعا اتحاد المؤسسات التربوية الخاصة في لبنان "المؤسسات والمدارس الخاصة كافة إلى التزام إعداد الموازنات المدرسية للعام الدراسي 2017/2018 وفقا للسلسلة من دون إدخال الدرجات الاستثنائية في الرواتب الجديدة للمعلمين، وبالتالي إعداد بيان عام المعلومات عن جميع أفراد الهيئة التعليمية للعام الدراسي 2017-2018".
وقال في بيان اليوم: "يؤكد اتحاد المؤسسات التربوية الخاصة في لبنان، وبعد إجرائه دراسة معمقة للقانون الرقم 46 تاريخ 21/8/2017 من مجموعة من المحامين، التزامه القانون لجهة المواد المحددة التي تعني التعليم الخاص، وهي الفقرة 3 من المادة الثانية القاضية بتحويل سلسلة الرواتب الملحقة بالقانون 63/2008 وفقا للجدول الرقم 17 الملحق بالقانون 46/2017، والمادة 13 التي تخضع افراد الهيئة التعليمية في المدارس الخاصة الداخلين في الملاك لأحكام القانون 46/2017 وتعطي المتعاقدين في المدارس الخاصة زيادة محددة قانونا. أما المادة التاسعة من القانون 46 التي تعطي درجات استثنائية فنرى أنها تطبق حصرا على أفراد الهيئة التعليمية في ملاك التعليم الرسمي الثانوي والابتدائي والمتوسط ولا تطال افراد الهيئة التعليمية في ملاك التعليم الخاص. مع الاشارة إلى أن الاسباب الموجبة لهذا القانون لم تذكر اطلاقا التعليم الخاص".
وتمنى على الإدارات المدرسية "مراعاة أوضاع الأهالي قدر الإمكان عند تحديد الأقساط المدرسية وفقا لهذه الموازنات"، ودعاها الى "المباشرة بدفع الرواتب بحسب السلسلة المحولة ابتداء من راتب شهر تشرين الاول، وكل بحسب واقعه وإمكانياته والطريقة التي يتم التفاهم عليها مع لجان الاهل والمعلمين والذين يشكلون مع إدارات المدارس أسرة تربوية واحدة".
وأمل في أن "يحتكم المعلمون والأهالي ومسؤولو المدارس والمعنيون كافة إلى العقل والحكمة في مواجهة هذا الواقع المستجد، بعيدا من لغة التهديد بالإضراب والتعامي عن الواقع".
نقابة المعلمين تؤكِّد الإضراب يومي 28 و29 الحالي وتعتصم غداً أمام النقابة والأربعاء أمام وزارة التربية
اللواء ــ عقد المجلس التنفيذي لنقابة المعلمين اجتماعاً للتباحث في الاضراب المقرر يوم غد الثلاثاء وبعد غد الاربعاء والخطوات التي ترافق الإضراب والتي تليه، وأكد على الاضراب والاعتصام غداً امام النقابة في بيروت وبعد غد امام وزارة التربية دفاعاً عن حقوق المعلمين الذين وصلوا الى نهاية الخدمة ولم يتقاضوا تعويضاتهم والزام المدارس بتطبيق القانون 46. واعتبر نقيب المعلمين رودولف عبود ان الوضع اليوم مأزوم اكثر من ذي قبل، لا سيما الزملاء الذين وصلوا الى نهاية الخدمة وينتظرون تعويضاتهم او معاشهم التقاعدي، لافتاً الى ان ممثلي النقابة في مجلس ادارة صندوق التعويضات يخوضون نقاشات ومعارك شرسة بكل معنى الكلمة من اجل تنفيذ القانون 46 وتصل الحقوق الى الزملاء الذين لم يعد لديهم مداخيل وينتظرون هذه التعويضات او المعاشات، ومشدداً على ان هذا الموضوع خط احمر بالنسبة الى النقابة وهو موضوع انساني.
وكرّر رفضه ان يكون صندوق التعويضات وسيلة ابتزاز او وسيلة ضغط، لن هؤلاء نعرف وضعهم وهناك اتصالات تردنا ،منها زميلة اثرت بنا كثيراً مصابة بمرض السرطان وتستنجد، لا سيما ان العلاج مكلف ولم يعد لديها مورد وتعويضها متوقف في الصندوق، وهذا امر غير مقبول، لا سيما ان كثير من الاساتذة مثل وضعها.
وتمنّى النقيب عبود التضامن الكامل من كافة الزملاء الأستاذة المشاركة في الإضراب المقرر يومي الثلاثاء والاربعاء في 28 و29 لأن الوقفة وقفة حق، مشيرا إلى ضرورة التواجد يوم الثلاثاء في مراكز النقابة في المحافظات التي ستكون مفتوحة من الساعة 10 صباحاً، وسيكون التجمع والاعتصام الكبير امام المركز الرئيسي للنقابة في العدلية عند الساعة الثانية بعد الظهر، نطلب من الجميع الحضور لا سيما من ينتظرون قبض تعويضاتهم، حتى نناقش اوضاعهم، مشيراً إلى أن هناك تجمعاً يوم الاربعاء أمام وزارة التربية والتعليم العالي عند الساعة 12 ظهراً، ومطالباً المعلمين المشاركة بكثافة في هذا التجمع، ومؤكداً ان التضامن والوحدة سيؤدي الى نجاح مسيرتنا للوصول الى تنفيذ القانون 46، نحن نتخطى موضوع الاساتذة في الخدمة الفعلية لأنهم يملكون مدخولاً حالياً، نحن نتحرك من اجل زملائنا الذين وصلوا الى نهاية الخدمة، وحقهم علينا وعلى الانسانية، ومعركتهم معركتنا لأننا جميعا سنصل الى هذه المرحلة، لأن صندوق التعويضات هو صندوق المعلمين وبالتالي الاموال فيه هي اموالهم ويجب الحفاظ عليها، ويجب ان تصل الحقوق الى اصحابها .
وشدد عبود على أن هدف الأستاذة ليس الإضراب بل إحترام القانون لا سيما الآن القانون 46 في المرحلة الحالية.
وتمنى ان تكون النقابة المرجع الاول والاخير لجميع المعلمين، وان يواكب المعلمون تحرك النقابة لينجح هذا التحرك.
نقابة المعلمين أكدت الاضراب الثلثاء والاربعاء
وطنية - عقد المجلس التنفيذي لنقابة المعلمين، جلسة استثنائية بعد ظهر اليوم، أكد فيها الاضراب يومي الثلثاء والأربعاء المقبلين.
ودعا المجلس المعلمين والمتقاعدين إلى الاعتصام العاشرة من قبل ظهر بعد غد الثلثاء في مراكز النقابة، والتجمع عند الثانية بعد الظهر، في المركز الرئيسي في العدليه في بيروت، اضافة الى اعتصام ظهر يوم الاربعاء المقبل، أمام وزارة التربية.
المدارس الخاصة: زيادة أقساط وإضراب
المدن ــ حسمت المدارس الخاصة قرارها ازاء الأقساط المدرسية وسلسلة الرتب والرواتب لأساتذتها. فاتحاد المؤسسات التربوية الخاصة في لبنان، أكد يوم السبت 25 تشرين الثاني، "التزام المؤسسات والمدارس الخاصة إعداد الموازنات المدرسية للعام الدراسي 2017/2018 وفقاً للسلسلة"، متمنياً على إدارات المدارس "مراعاة أوضاع الأهالي قدر الإمكان عند تحديد الأقساط".
وإن كان الاتحاد قد اعترف بالسلسلة، طالباً دفعها "ابتداءً من راتب شهر تشرين الأول"، إلا انه لم يعترف للأساتذة بالدرجات الاستثنائية، مستنداً إلى أن "المادة التاسعة من القانون 46 التي تعطي درجات استثنائية، تطبق حصراً على أفراد الهيئة التعليمية في ملاك التعليم الرسمي الثانوي والابتدائي والمتوسط، ولا تطال أفراد الهيئة التعليمية في ملاك التعليم الخاص. مع الاشارة إلى أن الأسباب الموجبة لهذا القانون لم تذكر اطلاقاً التعليم الخاص".
هذا الاعتراف المنقوص بحقوق الأساتذة، رفضته نقابة أساتذة التعليم الخاص، التي أكدت "ضرورة اعطاء الحقوق كاملة". ولأجل تحقيق المطالب، دعت النقابة إلى "الإضراب يومي 28 و29 تشرين الثاني"، وفق ما أكده نقيب الأساتذة رودولف عبود في حديث لـ"المدن".
لكن موقف النقابة قابلته المدارس الخاصة بالدعوة إلى "الاحتكام إلى العقل في مواجهة هذا الواقع المستجد، بعيداً من لغة التهديد بالإضراب والتغاضي عن الواقع". والدعوة إلى الاحتكام انسحبت على الأهالي، في دعوة إلى عدم التحرك ضد زيادة الأقساط التي قد تتجاوز 10%، علماً أن القانون يحدد السقف الأعلى للزيادة بـ10% سنوياً. لكن مصادر متابعة للملف ترى أن المدارس الخاصة "ستتجه إلى زيادة الأقساط بطريقة مقسّطة على 3 سنوات. ما يجعل الزيادة تلامس 30%".
الأقساط المدرسية سترتفع قريبا...وهذه هي النسبة!
الوكالة المركزية ــ فيما يحتدم الصراع بين نقابة معلمي الخاص واتحاد المدارس الكاثوليكية التي تنأى بنفسها عن الرد على ما أعلنته النقابة أمس في مؤتمر صحافي، من أن بعض المدارس المنضوية تحت شعارها ترفض الالتزام بسلسلة الرتب والرواتب، أعلنت مصادر تربوية متابعة لـ"المركزية" ان الامور متجهة نحو التصعيد بعد توتر ساد المواقف الاخيرة.
ولفتت المصادر الى ان تبعات التصعيد لن تكون لها عواقب سليمة خصوصاً بعد ان مس الموضوع صندوق تعويضات نهاية الخدمة للاساتذة.
واعتبرت ان الاضراب هو بداية الطريق، معلنة ان مجموعة شكاوى ستتقدم بها النقابة ابتداء من الاسبوع المقبل ضد ادارات المدارس التي لا تعترف بالسلسلة ولا تريد اضافة اي زيادة على رواتب الاساتذة، في ظل توجه الى عدم الاعتراف بالمفعول الرجعي لغلاء المعيشة، الامر الذي سيزيد تعقيدات اضافية الى الملف.
ورجحت المصادر ان تعمد لجنة الطوارئ التربوية الى عقد اجتماع الاسبوع المقبل برئاسة وزير التربية والتعليم العالي مروان حمادة في مقر الوزارة بعد ان عادت الامور الى طبيعتها مع اعلان الرئيس سعد الحريري التريث في الاستقالة، ومع قرب انتهاء انتخابات لجان الاهل أواخر الجاري، وذلك لاستكمال البحث من حيث انتهى الاجتماع الاخير، علّ الموضوع يسهم في توضيح وجهات النظر بين ممثلي النقابة وممثلي الاتحاد التربوي.
واشارت المصادر الى ان الزيادة المطروحة على الاقساط المدرسية ستكون مدار بحث بين المعنيين، موضحة انها حتمية في مرحلة ما بعد الانتهاء من اعداد الموازنات واطلاع لجان الاهل عليها لحصولهم على التواقيع اللازمة، وهي من الممكن ان تتراوح بين 10 و25 في المئة كحد أقصى.
لجان الأهل «المعلّبة»: مخالفات وتوريث ومحكومون وذوو سيرة «غير حسنة»!
فاتن الحاج ــ الاخبار ــ قلّة معرفة الأهل بالقوانين الناظمة للجانهم تعطي إدارات المدارس ذريعة لانتزاع حقوق اللجان المنتخبة بتمثيل الأهالي. هنا عينات من إدارات مدارس مارست ضغوطاً على المرشحين
الحكايات التي يرويها أولياء أمور عن انتخابات لجان الأهل لهذا العام تكشف تجاوزات مختلفة. إدارات المدارس لا تتوانى عن تعويم لجان أهل تابعة لها، وتتوسل أساليب تنطوي على كثير من المخالفات القانونية.
عدم احترام المهل القانونية
في مدرسة سيدة البلمند ــــ الكورة، حددت الإدارة يوم الإنتخاب بعد أسبوع من تاريخ اصدار الدعوة التي تتضمن اقفال باب الترشيحات قبل 4 أيام من تاريخ الإستحقاق الانتخابي، تاركة للأهل 3 أيام للتحضير والترشح وتشكيل اللوائح، وفي هذا مخالفة واضحة بالشكل. إذ ينص القانون 11/81 على وجوب الدعوة الشخصية الى الإنتخاب قبل أسبوعين على الأقل من تاريخ الإستحقاق.
جرت العملية الانتخابية في الجولة الثانية، كون النصاب لم يكتمل في الدورة الأولى، فتم الإنتخاب بمن حضر، وفازت اللائحة الموالية للإدارة بالتزكية. في اليوم التالي، تبلغت الإدارة بإلغاء نتائج الإنتخاب بناءً على اعتراض الأهل الذي نتج عنه تقرير لمفتش وزارة التربية يلحظ عدم احترام المهل القانونية، وطلبت رئاسة المنطقة التربوية في طرابلس إعادة العملية الانتخابية واحترام المهل. لكن الإدارة لم تتراجع عن دعم مرشحها إلى رئاسة اللجنة والمعروف بسيرته السيئة، ويشهد على سلوكه السيئ العديد من أبناء قريته ورعيته. إلاّ أنّ مدير المدرسة لم يتوان عن تقديم كل اشكال الدعم لمرشحه. وفي غياب مشاركة كثيفة للأهل، فاز مرشحو الإدارة المدرسية التسعة وثمانية من اللائحة المعارضة تم اختيارهم من «بلوك» المعلمين الموعودين من مرشح الإدارة بدفع سلسلة الرواتب من حساب الأهل وليس من حساب أرباح المدرسة.
لائحة منافسة في المدرسة الأنطونية
في مدرسة الأباء الأنطونيين في بعبدا، شكّل الأهل المعترضون على الزيادة المقترحة من إدارة المدرسة، وهي 37%، لائحة موحدة في وجه لائحة إدارة المدرسة التي تحاول إعادة ترشيح الرئيس السابق للجنة الأهل لدورة ثانية. وكان الأهالي كونوا في الأسابيع الأخيرة كتلة ضاغطة ونواة مجموعة عمل أودت إلى توقيع عريضة من 312 ولي أمر، أكدوا فيها رفضهم للزيادة واعطاء حقوق المعلمين وتطبيق القوانين الناظمة للموازنة المدرسية ولجان الأهل.
وراثة عائلية
في مدرسة راهبات المحبة كليمنصو، رشّح رئيس اتحاد لجان الأهل في المدارس الكاثوليكية في بيروت كامل الريشاني زوجته الى لجنة الأهل بعدما فقد هذا الحق لفوزه باللجنة لدورتين متتاليتين. علماً أن القانون يعتبر ولي الأمر (الأم أو الأب أو احد المكلفين رسمياً) صوتاً انتخابياً واحداً أو مرشحاً واحد، ولا يمكن اعتبار الأب ومن ثم الأم كوليي أمر مختلفين، وبالتالي لا يجوز ترشيح الزوجة.
ضغوط على الموظفين
في ثانوية روضة الفيحاء ـــ الفرع الفرنسي، نجح تجييش المعلمين والموظفين والضغوط التي مارستها إدارة المدرسة بإيصال مرشحيها للجنة الأهل في وجه لائحة رأسها أحمد عبد الله الذي عوقب منذ اشهر بطرد أولاده من المدرسة لأنه علّق على صفحات التواصل الاجتماعي على ارتفاع الأقساط. وقد تعرضت هذه اللائحة لحملة مبرمجة عبر الاتصال بالأهل فرداً فرداً والطلب إليهم عدم التصويت لها.
اللعب على الوقت
مدرسة في منطقة جبل لبنان أبلغت الأهالي عبر رئيس اللجنة الحالي تأخير موعد إجراء الانتخابات إلى ما بعد عطلة الميلاد ورأس السنة بشكل مخالف للقانون الذي يحدد الفصل الأول موعداً لإجراء الانتخابات، وذلك بغية تمرير التوقيع على الموازنة من اللجنة المنتهية الصلاحية.
مدرسة أخرى في النبطية خالفت المهل في الدعوة إلى انتخاب لجنة الأهل، فاعترض بعض الأهل وقدموا شكوى إلى قضاء العجلة، ما أدى إلى إبطال الدعوة الأولى للإنتخابات على أن تتبعها دعوة أخرى تحترم المهل.
ترشيح محكومين
إحدى المدارس العريقة رشحت لرئاسة لجنة الأهل شخصاً محكوماً بجرم الإحتيال والنصب، فيما لم يجد المرشح المعارض سبيلا للمواجهة إلاَ الإنسحاب. يذكر أن هناك دعوى تعرض للأخلاق العامة بحق المشرف على المدرسة.
المسألة تتعدى البساطة المعهودة في انتخاب لجان الأهل لهذه السنة. فما تسعى اليه المدارس ولا سيما اتحاد المؤسسات التربوية الخاصة هو رفض التوقيع على الموازنات من لجان الأهل ليتحول النزاع حول دفع السلسلة من الإدارات المدرسية vs المعلمين الى الأهل vs معلمين، من دون أن تسعى أي من اللجان المنتخبة بموافقة المدارس إلى طرح الموضوع الأساسي وهو فتح الموازنات والتدقيق فيها.
في الحالتين، سترفض لجان الأهل المعارضة للإدارة والموالية لها دفع الزيادات على الأقساط، ولكن من منها سيكون له دور في فضح الأرباح غير المشروعة للمدارس وسؤالها عن تراكم الزيادات التي حصّلتها بحجة السلسلة خلال السنوات العشر الماضية؟
لجان الأهل جددت رفضها لزيادة الأقساط وللاضراب:
نناشد رئيس الجمهورية عقد لقاء مع كل المعنيين لايجاد حلول تنصف الجميع
وطنية - جددت اتحادات وتكتلات لجان الأهل في بيروت والمتن وكسروان الفتوح وجبيل ومنسقية لجان الأهل المنبثقة عن لقاء الجمهور، رفضها لأي زيادة على الأقساط، مناشدة رئيس الجمهورية الدعوة إلى لقاء برئاسته يضم كل المعنيين لايجاد الحلول التي تنصف الجميع، ومتمنية على على ادارات المدارس التريث في إعداد الموازنات بانتظار قرار رئيس الجمهورية. وطلبت من نقابة المعلمين الرجوع عن الاضراب يومي الثلاثاء والأربعاء المقبلين، داعية إلى تعليق دفع القسط الثاني في كل مدرسة تقفل أبوابها في وجه طلابها. ولوحت بخطوات تصعيدية "أوجع بكثير من التعطيل والاضراب والتظاهر".
جاء ذلك في البيان الآتي نصه: "بعد تحرك لجان الأهل الرمزي بتاريخ 5 تشرين الثاني في ساحة ساسين، الذي أعلنت فيه رفض تحميل الأهل عبء الزيادة على الأقساط نتيجة تطبيق قانون السلسلة، مطالبة كل المعنيين في الدولة اللبنانية بايجاد حلول بديلة، جمدت اتحادات وتكتلات لجان الأهل تحركاتها التصعيدية على الأرض مراعاة لظروف البلد الأمنية والسياسية، إذ تزامن تحركها مع استقالة دولة رئيس الحكومة (سعد الحريري) وما تلاه من تداعيات.
ناشدت لجان الأهل في حينه، معالي وزير التربية متابعة الموضوع لإيجاد حلول لهذه الأزمة، وادارات المدارس لتخفيف الأعباء عن الأهل، كما المعلمين لعدم أخذ التلاميذ رهينة للتجاذبات بينهم وبين الدولة من جهة وبين اتحاد المؤسسات التربوية من جهة أخرى.
كما أعلنت لجان الأهل في بياناتها السابقة كافة، أنها مع حقوق المعلمين وأنها ليست ضد تطبيق القانون، لكن ليس على حساب الأهل لعدم تمكنهم من تحمّل هذا العبء في ظل الأوضاع الاقتصادية الراهنة وخاصة بعد أن حمّلتهم الدولة أعباء الضرائب نتيجة تطبيق السلسلة في القطاع العام.
علما أن لجان الأهل طالبت، منذ بدء الأزمة، كل من له علاقة في هذا الموضوع، لعدم وضع الأهل ولجان الأهل في المواجهة مع إدارات المدارس ومعلمي أولادهم كي لا ينعكس ذلك سلبا على العام الدراسي ويصبح التلامذة ضحية هذه الأزمة، فكفاهم ما تحملوا وما عانوا في السنوات السابقة نتيجة الاضرابات والاعتصامات.
أما الآن، وقد انتهت فترة التريث ولم نر في الأفق أية حلول غير تحميل الأهل عبء الزيادة ولم يحرك أحد ساكنا، كما لم نر أن الخطوات الموجعة أوجعت أحدا غير أهلنا وأولادنا، تدق لجان الأهل ناقوس الخطر في القطاع التربوي الخاص وتعلن ما يلي:
- تأكيد رفض تحميل الأهل عبء تطبيق قانون السلسلة، وعليه رفض أية زيادة على الأقساط قد تترتب عنه.
- مناشدة فخامة رئيس الجمهورية (العماد ميشال عون) بإلحاح، التدخل السريع لحل هذه الكارثة التربوية، والدعوة إلى لقاء برئاسة فخامته، يضم الفرقاء المعنيين كافة، ونحن على ثقة تامة أن فخامة الرئيس سيجد الحلول التي تنصف الجميع.
- الطلب إلى اتحاد المؤسسات التربوية والأمانة العامة للمدارس الكاثوليكية، دعوة إدارات المدارس إلى التريث قليلا بعد، في اعداد الموازنات المدرسية بانتظار قرار فخامة الرئيس، كما عدم تحميل الأهل أية زيادة على الأقساط.
- الطلب إلى لجان الأهل كافة تعليق التوقيع على الموازنات المدرسية، في حال عرضت عليهم متضمنة زيادة على الأقساط، بانتظار إيجاد الحلول البديلة عن تحميل الأهل عبء تطبيق قانون السلسلة.
- الطلب إلى نقابة المعلمين الرجوع عن الاضراب المعلن يومي 28 و29 تشرين الثاني وإيجاد وسائل أخرى للضغط أو للتفاهم، إذ أن مشكلتهم ليست مع الأهل ولا مع التلامذة إنما في مكان آخر.
- الطلب إلى إدارات المدارس إعلان يومي 28 و29 تشرين الثاني يومي تدريس عاديين.
- الطلب إلى جميع الأهل في المدارس الخاصة كافة، في حال عدم التراجع عن الاضراب، تعليق دفع الرسوم المدرسية- أي عدم دفع القسط الثاني- في كل مدرسة تقفل أبوابها بوجه طلابها.
- إن لدى لجان الأهل، خطوات تصعيدية أخرى أوجع بكثير من التعطيل والاضراب والتظاهر. لقد طالبنا بما فيه الكفاية لعدم زجنا وأولادنا في أتون المواجهة، وصبرنا حتى نفذ صبرنا، وقد أعذر من أنذر.
- تبقي لجان الأهل اجتماعاتها مفتوحة لمتابعة التطورات ولدراسة الخطوات التصعيدية اللاحقة".
كاريتاس رممت مدرسة كفرعقا الرسمية للبنات
وطنية - الكورة - رمم شبيبة كاريتاس لبنان- اقليم الكورة، مدرسة كفرعقا الرسمية للبنات، بمشاركة نحو 30 شابا وشابة من كاريتاس الكورة ومن تلامذة مدرسة الفرير في دده.
وأوضح المنسق الميداني لشبيبة كاريتاس لبنان بيتر محفوظ "ان الهدف هو خدمة الكنيسة والوطن، من خلال خدمة كل شخص محتاج. وهذا النشاط لا تستفيد منه المدرسة فقط، بل التلامذة ايضا". كما أكد ان "ترميم المدرسة هدفه خلق مساحة ملائمة لهؤلاء التلامذة ليتعلموا ضمن ظروف جيدة، ويأتي هذا النشاط ضمن مهام كاريتاس المستمرة لتنمية المجتمع".
من الأكاديميا إلى الأكاميديا
روجيه عوطة|المدن ــ ليست الأكاديميا في لبنان بخير على الإطلاق، إذ أنها تشارف بمجملها المؤسساتي على الموت، لكنها، تسعى إلى تأجيله، وبذلك، تشرع في الإحتضار. وهذا يأخذ أشكالاً متعددة، من التنازل التعيس عن أثرها التعليمي، إلى إعادة هيكليتها على أساس تجاري، وعلى نحو هرمي تسابقي، وبينهما، التخلي عن الهم البحثي. وهو الوضع الذي يودي بها إلى مزيد من الإنغلاق والإنفصال، فلا تبدو أنها تقلع عن إختزال خارجها في سوق العمل، الذي، في الأساس، يصيبها خلل في الدراية به. ولا تبدو أنها تتجرأ على إطلالة في داخلها، الذي لا تريده سوى استديو لإنتاج موظفها النموذجي، وهو بمثابة واجهة لعرض بضاعتها المعرفية تثبتها على ما تصنعه كمستهلك، وهو الطالب.
ومع منازعتها وإنزوائها، وعلى إثر تمسكها بهما، تكرس الأكاديميا في أرضها نزوعاً ونزوة، بحيث أنها تنكر ضرورة النظر في حالتها.
النزوع، موضوعه التستر على جمودها بتحرك محدد، وقوامه الإغتراب إلى السياسة الرسمية. فتنقل الأكاديميا مشهد الإنقسام الممانعة-اللاممانعة إلى إطارها، الذي يدّعي أنه نشيط، وفي الوقت نفسه، يستمر في تحصيص مناصبي خالص. فبنزوعه، يأخذ هذا الإطار من السياسة الرسمية، جلبَتها، لكي يخفي وجومه، ويأخذ منها حدة الإنشطار لكي يخفي توحده الهامد، وبعبارة أخرى، يأخذ منها التفرق لكي يخفي تشابهه الهالك.
أما النزوة، فموضوعها التستر على التعطل، أو على الكفّ عن الفعالية، وقوامه الإغتراب إلى الميديا. فينتقل إطار الأكاديميا إلى الشاشات الإعلامية، وهذا الإنتقال مُعَدّ له مسبقاً، وفي القاعة تحديداً، حيث الموظف النموذجي هو وجه على واجهة، يسوّق معرفته للمستهلك-الطالب، وحيث هذه المعرفة مستوية، ذروة إنعطافها هي إعلان الحرج، والخلاص إلى إنتظارالفاجعة. بهذا الإنتقال، يحل المقال مكان البحث، والإقتباس مكان الرجوع، والاسم المعروف مكان المدرس، والتهكم مكان التجهم. تخسر كل التقنية الأكاديمية قيمتها، فيستبدلها مستعملوها، بعد وصولهم بها إلى دروب مسدودة، إلى التقنية الميديوية، التي تكرسهم كمستنظرين، كطالبي نظرة، ليس من الأكاديميا، وليس من "جمهورهم" في القاعات فحسب، بل من الميديا، ومن "جمهورهم" في أوساطها أيضاً.
من الأكاديميا إلى "الأكاميديا"، والمعرفة، التي كانت ترتكز على جمع المواد العلمية، ترتكز الآن على جمع الآراء. والتي كانت تستند إلى التحليل، تستند إلى التدبيج. والمتكلم بها، الذي كان يلقنها، غدا، ونتيجة نموذجيته الوظائفية، مجرد متلفظ بها. وبعدما كان لا يضحك، صار يهزأ، تماماً، كأي مذيع تلفزيوني، من قبيل هشام حداد مثلاً!
لا إنقطاع بين الأكاديميا الفظة والأكاميديا. فالمدرس العبوس، الذي جرى نقده مطولاً، عرف كيف يستمر بواسطة الأكاميدي المستهزئ الذي لا يعبس ولا يلقن، بل يسخر ويبث في "جمهوره" الضغينة والنكد، ولو على سبيل القهقهة. لا بتر بين الإثنين. فالمدرس العبوس، الذي لم يوار زمنه، تواصل في الأكاميدي الذي يتوارى في الراهن، وفي حسبانه أن الراهنية زمنه. لقد أنجبت الأكاديميا الفظة، الأكاميديا، التي ندمت على ممارستها الأولية، أي الإكتشاف والتعليم، واستعاضت عنها بالإتباع والتعليق.
ليست الأكاميديا أن يكتب الأكاديميون في الصحف، أو يصرحوا عبر التلفزيونات. بل، على العكس، فهذه الصحف وهذه التلفزيونات تحتاج إلى أصوات وألسنة أخرى، تجيء من رجاء مختلف عن رجائها، وتمرر فيها قولها المغاير والكفؤ، معرفياً وأسلوبياً. مثلما أن الأكاديمين قد يستفيدون من هذه الصحف والتلفزيونات، للتمرن على الكتابة أو المحادثة، وذلك في حين إدراكها أنها بمقدورها تحويل شغيلتها إلى أكاديميين، تماماً كما في تجربة "مدرسة النهار". لكن الأكاميديا هي أن يستعيض الأكاديمي عن زمنه بزمن الميديا، وعن عدّته بعدّتها، وعن منطقه بمنطقها، وعن طلابه بجمهورها، مكرساً انتاجه كوجه على واجهة من القاعات إلى أي مكان ثانٍ مباين لها. وحين يعود إلى الأكاديميا، يتعامل معها كصرح ميديوي، لا كعمارة بحثية. وبالتالي، هي تحتاج إلى مدها بالمشاهير، من كل طرز، كدليل على اقترانها بوقتها، وعلى متابعتها له، تفتح لهم أبوابها كي يحققوا لموظفيها النموجيين الذيوع الذي أضحى معيار ترقيهم.
وكي لا تنقلب الأكاديميا إلى أكاميديا بالكامل، فهذا لا يستلزم الإرتداد إلى الأكاديميا الفظة، ومدرسها العبوس. كما يستلزم عدم الإفراط في نقض الأكاميديا بالتلويح بانسدادها، لأن هذا يشارك في تثبيتها. إلا أن تلافي ذلك الإنقلاب يتطلب، في البداية، إبداعاً بحثياً، وهو بالفعل موجود ومخفي في المكاتب. وهو بالفعل لا يعني الإعتماد على المنطق السائد في الفن المعاصر، الذي يعاني مأزق الأكاديميا ذاته. فكما أن البحث يتحول إلى ربيورتاج صحافي، كذلك الفيديو يتحول إلى ريبورتاج تلفزيوني. الإبداع في البحث، كل أكاديمي في مجاله، مع ما يرافق ذلك من شك وريبة وتواضع، هذا يقطع الطريق على نمو الإستعراض وتفاقم البيروقراطية. يفتح الطريق لولادة المعلمين الذين، وككل المعلمين، يمرنون طلابهم على أن يعوا، أن يروا، وأن يتحرروا، وهذا له حديث آخر. الإبداع في البحث، التحرك والفعالية، يأتيان من تلقائهما لاحقاً، وليس من تلقاء الهجس بهما، والتوجس منهما، ثم تحقيقهما بالإدعاء والإحباط.
بتعاون «الجامعة العربية» و«اليونيسكو» والأزهر في القاهرة
ورشة «مواجهة التطرّف»: الاعتدال وتوعية الشباب على الحوار
القاهرة ــــــ لارا السيد ــ المستقبل ــ عكست ورشة العمل الدولية التي حملت عنوان «معاً من أجل مواجهة التطرف والحوار» رغبة شبابية عربية لتضافر الجهود على المستويات كافة لمجابهة ظاهرة التطرف وتداعياتها من خلال العمل لنشر قيم الوسطية والاعتدال وثقافة الحوار، وتصحيح المفاهيم الدينية الخاطئة التي تعمل الجماعات الإرهابية على ترويجها تحقيقاً لمشروعها القائم على التطرف.
لم تغب عن الورشة التي نظمتها «جامعة الدول العربية» بالتعاون مع «اليونيسكو» و»مؤسسة الأزهر الشريف» و»المنظمة العالمية لخرّيجي الأزهر»، وعقدت في «فندق هيلتون راديسون»، الدعوة إلى تضافر الجهود الدولية لوقف النزاعات والوصول إلى تسوية تحد من الاقتتال، مع التشديد على أهمية إشراك الشباب في عملية صنع القرار السياسي بما يُسهم في تحقيق أهداف التنمية المستدامة 2030.
وشدد الشباب العرب المشاركون في الورشة على ضرورة العمل على النهوض بمستويات فرص التعليم الجيد للجميع وتعزيز دور المؤسسات الدينية في نشر قيم الوسطية والاعتدال ومعالجة قضايا التنمية والعمل على الحد من معدلات الفقر وتعزيز المساواة بين المواطنين وإقرار القوانين التي تكافح التهميش والتمييز، والتمسك بالحوار كأساس للتقارب بين مختلف الثقافات.
ساهمت الورشة بجلساتها التدريبية، في رفع مستوى الوعي بين الشباب المشاركين حول مخاطر ظاهرة التطرف وتداعياتها السلبية على مختلف الأصعدة السياسية والاقتصادية والاجتماعية، كما استطاعت أن تعزز جسور التواصل بين شباب من مختلف الثقافات، مسلّطة الضوء على مخاطر التفسير الخاطئ للنصوص الدينية والانسياق وراء هذه المفاهيم تحت مظلت الجماعات المتطرفة التي تهدد الأمن والسلم.
استطاعت الورشة عبر جلساتها والنقاشات التي تخللتها أن تعطي مناعة فكرية لدى الشباب تمكّنهم من نشر نتائجها في بلدانهم والتي تقوم على نشر قيم التسامح والتعاون لمواجهة انحراف السلوك وتغييب العقل باعتبارهما من أهم أسباب التطرف.
وركز المشاركون على تعميق التواصل وإحياء دور الأزهر والإسلام الوسطي للدفاع عن القيم الإسلامية ومواجهة حملات التشكيك والتشويه التي يتعرض لها الدين الإسلامي، وذلك من خلال أبناء الأزهر المنتشرين في كل دول العالم، فضلاً عن ترسيخ ثقافة الحوار لنبذ التطرف والإرهاب والعنف.
وأكد المشاركون على دور الأزهر عبر فروعه وأنشطته في التصدي لأفكار الجماعات المتطرفة وتصحيح المفاهيم عند الشباب ومواجهة فكر التطرف عبر معالجة انحراف السلوك والفكر من خلال غرس مبادئ الوطنية والاعتدال وقيم التعارف في نفوس الناشئة.
وأوصى المشاركون بضرورة أن تتعاون «الجامعة العربية» و«الأزهر» و«اليونيسكو» وعلى عقد لقاءات مكملة للورشة بغية تعميق التواصل بين الشباب العربي لمواجهة ظاهرة التطرف التي تنعكس صراعات وحروباً عبر تجنيد الجماعات المتطرفة للشباب الذي يتخبط في ظروف اجتماعية صعبة.
وتناولت ورشة العمل في جلساتها استخدام النصوص الدينية لتبرير العنف، والتي تستهدف تصحيح المفاهيم الدينية الخاطئة التي يتم توظيفها من قبل الجماعات المتطرفة مثل: التكفير، الجهاد، الخلافة، والحاكمية، وكذلك أسباب انضمام الشباب إلى الجماعات المتطرفة وانزلاقهم في براثن التطرف والعوامل المختلفة التي تدفع الشباب إلى الانضمام إلى الجماعات المتطرفة من بينها العوامل الاقتصادية والاجتماعية والنفسية، كما عرضت الورشة نماذج تاريخية ومعاصرة للمجتمعات المتماسكة والمتعايشة وأخرى تاريخية ومعاصرة ناجحة في تحقيق التعايش السلمي بين مواطنيها على الرغم من الاختلافات الدينية والعرقية.
فؤاد مقصود نجم العلوم: اللهاث وراء الأحلام
مقصود: الشهرة ليست هدفاً للعالم ولا تدخل ضمن أولوياته
دعاء دهيني ــ الاخبار ــ رغم المنافسة الشرسة، نجح فؤاد مقصود في الفوز بلقب أفضل مبتكر في العالم العربي. المخترع اللبناني تصدر تصويت لجنة التحكيم في برنامج نجوم العلوم، واستحوذ على 43%من أصوات الجمهور
على أبواب الجامعة الأميركية في بيروت يحيّيه أصدقاؤه: أهلا بعالم لبنان. يرد عليهم بضحكة قائلاً: واحد مثلكم عالم، ويمضي في طريق ألفها لليال طوال.
هو فؤاد مقصود، شاب لبناني يبلغ من العمر خمسة وعشرين عاماً. اختار الطريق الأصعب، كما يقول. بدأ اسمه بالظهور إعلامياً قبل أسابيع إثر اشتراكه في برنامج «نجوم العلوم».
إغراء «النانو تكنولوجي»
من بلدة علمان الجنوبية في قضاء الشوف، بدأت مسيرة الشاب فؤاد مقصود. مسيرة لم تكن واضحة المعالم كما يروي. فبعد تخرجه من ثانوية مغدوشة الرسمية، اختار كلية العلوم في الجامعة اللبنانية، وكانت خطته دراسة الطب، إلا أن الخطط تغيرت، مع إعادة توجيه بوصلته ومتابعة دراسته في كلية العلوم. في مرحلة الدراسات العليا، أهّلته علاماته للحصول على منحة لدراسة الهندسة البتركيماوية في جامعة الروح ــــ القدس الكسليك.
لم يكتف مقصود من العلم الذي فتح له أبواباً جديدة مدعومة مرة أخرى بمنحة دراسية، وهذه المرة في الجامعة الأميركية، حيث أغرته الأبحاث في «النانو تكنولوجي»، وهي تقنية الجزئيات المتناهية الصغر، التي أدخلها ثلاثة أساتذة من الجامعة الأميركية إلى لبنان والعالم العربي. الأبواب الفكريّة المشرّعة أمام الطلاب في الجامعة ساعدت مقصود وجعلت عمله، ضمن فريق، مثمراً.
نقل التكنولوجيا إلى منتج
من طاولة المختبر، بدأت الفكرة تتجلى لدى الشاب، إذ أدرك أن أمام هذه التكنولوجيا فرصة لأن تخرج وتصبح منتجاً بين أيدي الناس لتفيدهم. أنشأ مختبراً صغيراً خاصاً به، وعمل على فكرته ليالي طويلة حتى نجح في إخراج تقنية «النانو» إلى القطاع الصناعي لخدمة المجتمع.
اخترع مقصود آلة بإمكانها تغطية القطع القماشية أو الثياب بغشاء مؤلف من ألياف النانو فتصبح عازلة للمياه من الخارج، أما من الداخل فهي مزوّدة بدواء خاص لمعالجة الحروق البالغة، من الدرجة الثالثة خصوصاً، وتقرحات مرضى السكري والتشنجات العضلية.
أمام مقصود تحديات عمليّة في التسويق وجذب المستثمرين
طموح مقصود لم يخفت مع نجاحه في صناعة نموذجه الأولي للآلة، فتقدم إلى جانب 8000 شخص إلى برنامج «نجوم العلوم» بموسمه التاسع، الذي يعتبر أنه فرصة فريدة ونموذجية للمخترعين العرب. نجح مقصود إلى جانب 134 مخترعاً في التصفيات الأولية، وتأهل مع 33 شخصاً إلى المجلس العلمي في البرنامج، ليتنافس إلى جانب 9 مشتركين آخرين في الوصول إلى نهائيات البرنامج بعد حصوله على أعلى علامة في تاريخ البرنامج، إلى أن فاز باللقب.
لا خيار لنا سوى العلم
يؤكد مقصود أن أهمية البرنامج ليست فقط إعطاء فرصة للمخترعين العرب بالظهور الإعلامي لأن «الشهرة ليست هدفاً للعالم ولا تدخل ضمن أولوياته، وإن كان التقدير من المجتمع يعطيه دافعاً كبيراً، إلا أن العلماء لا يعتمدون عليه لأن هدفهم الرئيسي هو تقديم ما يخدم علمهم ومجتمعهم».
يقول إنّ البرنامج فتح له أبواباً لتعزيز اختراعه، إذ تمكن خلال ثلاثة أشهر من صناعة آلة أكبر بعشرات الأضعاف من النموذج الأوّلي الذي عمل عليه، وذلك من خلال الدعم الذي قدمه البرنامج على الأصعدة كافة.
طريق طويل لا زال أمام العالِم الشاب. فرغم حصوله على براءة اختراع أولية من الولايات المتحدة، إلا أن الأغراض الطبية لمنتجه تحتم عليه الحصول على مصادقات عالميّة أخرى يعمل عليها حالياً. وعلى غرار التحديات العلميّة، لا تزال أمامه تحديات عمليّة في التسويق لمنتجه وجذب المستثمرين.
يؤكد مقصود أن برنامج نجوم العلوم ساهم في ظهور اسمه إعلامياً وتعزيز اختراعه، إلا أن هناك العشرات من أمثاله من الشباب العلماء يقدّمون ما هو أهم من دون أن تعرف أسماؤهم.
بين الاستسلام والأحلام
يشجع مقصود أترابه من الشباب للمضي وراء أحلامهم أيّاً كانت. فرغم أن الطريق قد يكون أصعب كونهم ينتمون إلى هذه البلاد، إلاّ أن لذته أكبر، بحسب مقصود الذي استذكر الدموع التي ملأت عينيه حين أعلن أنه حصل على العلامة الأعلى في تاريخ برنامج «نجوم العلوم».
«ما بين الاستسلام والمضي وراء الأحلام شعرة»، يقول فؤاد، «فلولا دعم الأهل تارة والإصرار والتضحية تارة أخرى لما بقيت كل تلك الأيام أحاول ولنجحت العقبات والفشل المتكرر في ثنيي عن المضي في العمل».
الكثير من الإيجابية تلمع في عيني مقصود الذي يعتبر أن لا خيار لدى الإنسان بشكل عام واللبناني خصوصاً سواها لأن «العالم في سباق، لا يمكننا أن نقف ونرفع الراية ولا سبيل لذلك أمامنا سوى استغلال ما نملك، ولدى لبنان خزان من العلماء والقدرات الفكرية».
نجوم العلوم
هو برنامج تلفزيون الواقع التعليمي والترفيهي أطلق بمبادرة من مؤسسة قطر للتربية والعلوم وتنمية المجتمع. ويهدف البرنامج إلى دعم وتشجيع رواد الأعمال الطموحين في مجال العلوم والتكنولوجيا في المنطقة. يشارك في البرنامج علماء من مختلف البلدان العربية، وكان اللبناني بسام جلغا قد فاز في الموسم الأول من البرنامج في عام 2009.
إلى جانب فؤاد مقصود شارك في الموسم التاسع من البرنامج الشاب اللبناني وسيم الحريري الذي يبلغ من العمر 24 عاماً ويعمل على مشروع روبوت لتسليم الطعام لمرضى المستشفيات.
التلامذة الموهوبون: إلى القمة أو منها؟
سماح رمضان ــ الاخبار ــ من هو التلميذ الموهوب: هل هو «الذكي» أم «المتفوق أكاديمياً» أم «المبدع» أم «المتميز في الرسم والموسيقى»؟ الأخطاء الشائعة المحاطة بهذا التلميذ كثيرة، لكن الثابت أنه ينتمي إلى فئة ذوي الاحتياجات الخاصة، ويتطلب خطة فردية لمواكبة أدائه المختلف عن أقرانه
كثر الحديث، أخيراً، عن فئة «الموهوبين» في النظام التعليمي اللبناني. فبعد التركيز على فئة التلامذة ذوي الصعوبات التعلمية، ها نحن أمام تحد جديد يبقى في إطار قضية ذوي الاحتياجات الخاصة والدمج التربوي.
يمكن تشخيص «الموهوب»، إبتداء من عمر الـ 4 سنوات، ولو أنّه يفضل الإنتظار حتى سن السادسة، مع عدم إهمال الأهل والمعلمين أي مؤشر يدل على تميّز الطفل، وبالتالي اللجوء إلى المعنيين للمتابعة، إذ ثمة اختبارات عالمية معدة للغاية أشهرها
stanford - binet وwoodock - jhonson، واختبار wisc المنتشر تطبيقه في لبنان.
اختبار الذكاء معدلاً
الموهبة، بحسب ميرا علم الدين، منسقة برامج الموهوبين في مدرسة LWIS CIS، مسألة فطرية يمكن تطويرها، ولكن لا يمكن اكتسابها إذا لم تكن لدى الطفل استعدادات داخلية ذهنية ونفسية.
وبما أن «اختبار الذكاء» (IQ) المتعارف عليه يقيس الأداء الأكاديمي للتلميذ في الرياضيات واللغات فحسب، ظهر IQ معدّل يطال الإبداع، والالتزام ومهارات القيادة، وغيرها. هذا الاختبار ينسجم مع نظرية تعدد الذكاءات لعالم النفس التربوي الأميركي هوارد غاردنر، والتي تشير إلى أنّ الذكاءات عند الأشخاص متنوعة، من ذكاء منطقي، وطبيعي، واجتماعي، ولغوي، وموسيقي، وذاتي، ومكاني وغيرها.
من هم «الموهوبون»؟
إلاّ أن التلميذ «الموهوب» في مدارسنا لا يزال يحاط بكثير من الأخطاء الشائعة حول مفهوم الموهبة نفسه. إذ يتوقع المجتمع منه أن يكون مبدعاً في كل شيء، وأن تحصيله الدراسي هو حتماً أعلى من أقرانه. لكن الحقيقة مغايرة لذلك، إذ بحسب أدبيات الكشف عن هؤلاء التلامذة، قد نجد بعضهم يعانون من صعوبات تعلمية في أماكن أخرى. فالموهوب في الحساب مثلاً، قد يكون لديه صعوبة في الكتابة، أي أن الطفل «الموهوب» ليس بالضرورة موهوباً في كل الظروف ولو في المادة أو المهارة ذاتها.
أما العائق الثاني فهو المنهج. فالمناهج اللبنانية لا تراعي قدرات ذوي الاحتياجات الخاصة، وبالتالي يأتي الإمتحان الرسمي عائقاً ثالثاً بسبب عدم فهم الطفل الموهوب الأسئلة المطروحة، أو أن يُظلم في التصحيح فلا يحاسب إلا وفق أسس تصحيح موضوعة مسبقًاً. وبدل تطويع المناهج والإمتحانات بحسب قدرات الأطفال ومهاراتهم وحاجاتهم، نطوّع تلامذتنا بحسب المناهج، مع تأكيد أهمية الإمتحان لما يضع الطفل في حالة مشكلة (situation probleme) مع حدث ما ويتدرب على كيفية التعاطي مع مواقف مشابهة.
الانعزال والانطوائية
أهمية تطويع المناهج والإمتحانات بحسب قدرات الأطفال ومهاراتهم
هكذا، يجد الكثير من الموهوبين أنفسهم أمام مشاكل اجتماعية. فيلجأ جزء كبير منهم إلى الإنعزال، أو يرتبكون عند مواجهة الآخرين، ويعود ذلك، بحسب مارتا تابت المنسّقة السابقة لمشروع إعداد الخطة الوطنية التربوية لدمج ذوي الإحتياجات الخاصة في المركز التربوي، إلى أنّ الطفل الموهوب يشعر بأن الآخرين لا يفهمونه. فمثلاً يتسم الطفل الموهوب إجمالاً بالصدق في مختلف المواقف، وهذا ما قد يزعج الأقران، كما أنّ تحصيله العالي قد يكون أيضاً مشكلة أمام زملائه، فيجدون أنه طفل لا يحب اللعب بل تلميذ غارق بين الكتب. هذه الفكرة تعزز الشعور بالإنطوائية لدى جزء كبير من الموهوبين، ويأتي هنا الدور الكبير الذي يلعبه الأهل والمعلمون في تأمين الدمج الإجتماعي لهؤلاء الأطفال.
هنا يظهر عائق آخر وهو غياب التحفيز للطفل الموهوب، فيجد نفسه مجبراً على البقاء في صف لا يتناسب مع قدراته الذهنية ومهاراته العالية فيجتاحه الملل، أو تبدأ موهبته بالتلاشي بشكل تدريجي.
ورغم وجود تجارب عالمية في استحداث مدارس خاصة بالأطفال الموهوبين. إلا أنّ تابت تعد ذلك خطأ تربوياً لا يمكن قبوله، فالموهوب يجب أن يتفاعل مع جميع المحيطين في المدرسة التي هي تجربة مختصرة عن المجتمع.
التسريع أم فتح المسارات؟
وفي الحلول المقترحة، تطرح علم الدين أهمية تفعيل فكرة التسريع (ترفيع إلى الصف المناسب للقدرات) والمطوّقة من وزارة التربية بسبب وجود قانون يمنع التقديم للشهادة المتوسطة لمن هم دون 13 عاماً، والثانوية العامة لمن هم دون 16 عاماً. أما تابت فتعارض هذا المبدأ وتقول: «يجب العمل على فتح المسار التربوي، بمعنى أن يرفّع التلميذ إلى صف أعلى في المادة التي هو موهوب فيها فقط، على أن يتابع مع زملائه في الصف باقي المواد، إذ إنّ التسريع يضر الطفل الموهوب نظراً لإمكانية خسارته الكثير من الأهداف والكفايات والمهارات في مواد ليس موهوباً فيها».
ومن الاقتراحات ضرورة وجود فريق متكامل في المدرسة للعمل مع الموهوبين يقوم أساساً على المعلم، ومسؤول قسم الدمج التربوي، والمرشد التربوي ـــــ الإجتماعي، فضلاً عن أهمية تحضير بنية المدرسة لجهة وجود غرفة أو مركز مصادر تربوية تحتوي على ألعاب ذهنية وغيرها.
في العادة، تقوم المدارس التي تتبنى برامج للموهوبين بإعداد المعلم على أمور أساسية هي كيفية رصد هؤلاء الأطفال داخل قاعة الصف، وكيفية إعداد خطط فردية لمتابعتهم، وكيفية التعاطي معهم، وهذه الأمور هي الحد الأدنى قبل الشروع بتطبيق برنامج خاص بالموهوبين في أي مؤسسة تربوية.
تابت تدعو وحدة القياس والتطوير في المركز التربوي إلى توحيد الروائز المعتمدة (وسيلة اختبارية في علم النفس والتربية يميز بها بين أفراد جماعة ما بالنسبة إلى مقياس معين مثل الذكاء أو الملاحظة وغيرها)، أو على الأقل التعاقد مع باحثين تربويين ونفسيين للتحقق من صدقها وثباتها ومدى تناسبها مع البيئة اللبنانية، فتحد بذلك من الفوضى في مجال التشخيص التربوي.
برأيها، إن غياب الرقابة الرسمية في هذا المجال يفسح الطريق أمام بعض التجار، بإسم التربية، أن يبيعوا ويدرّبوا على «اختبارات قدرات» غير محكّمة من مركز بحوث، أو جامعة أو أي مرجع تربوي موثوق.
هل نحن في بلد ينتج العقول المبدعة؟
دانيال علي علوية ـ الاخبار ــ من المعروف تاريخياً أن لبنان بلد يفتقر إلى الموارد الطبيعية من معادن ونفط (حتى الآن على الأقل)، ويعتمد في اقتصاده على عقول أبنائه وسواعدهم، كما تعلمنا في كتب الجغرافيا والتربية الوطنية. فالموارد البشرية الحية تعوّض، بحسب البعض، النقص في مواردنا الطبيعية، إلى درجة أصبحت مقولة أن «لبنان بلد منتج للعقول» شائعة، بدليل أن نسبة لا بأس بها من أبنائنا، بالقياس إلى عدد السكان، يحققون الإنجازات المتميزة على المستويات التكنولوجية والعلمية والطبية والفنية وغيرها، في بلاد المهجر طبعاً.
بعيداً عن توصيف الأمور على الطريقة اللبنانية، ماذا لو قاربنا الموضوع من ناحية أكاديمية وتربوية وبشيء من التبسيط، وحاولنا الإجابة عن سؤال: هل هناك رؤية واضحة أو آلية مدروسة مدمجة بالنظام التعليمي اللبناني الحالي تضع لبنان في قائمة الدول التي ترعى المتميزين وتنتج النخب وتستثمر قدراتهم الكامنة؟
للإجابة عن هذا السؤال، بطريقة علمية، لا بد من الدخول قليلاً إلى عالم التربية المختصة بالتلامذة المتميزين والموهوبين، من أجل أن نضع معياراً يحدد مستوى الجهود المبذولة في النظام التربوي الوطني لتنمية مواهب وقدرات هذه الفئة من التلامذة.
في الادبيات، هناك تداول لأربعة مفاهيم رئيسية كثيراً ما يتم الخلط في تفسيرها: الذكاء العام، الموهبة، التفوق والإبداع، وهي مفاهيم حاكمة على تربية التلامذة المتميزين. فالذكاء العام هو قدرة عقلية عامة تساعد الفرد على التفكير المنطقي والتكيف والتفاعل مع البيئة المحيطة، بينما الموهبة قدرة عقلية خاصة متقدمة في مجال محدد. أما التفوق فهو التمكن الفعلي من الإنتاج المتقدم في مجال محدد. في حين أنّ الإبداع هو القدرة على تقديم منتج أصيل وجديد ومتطابق مع السياق الاجتماعي التي يظهر فيه.
بخلاف الذكاء العام، الموهبة متنوعة المجالات، وكذلك التفوق، وهذه المجالات تتوزع على أربعة: المجال الأكاديمي العلمي والتقني، المجال الرياضي والجسمي، المجال الفني والجمالي، والمجال الإداري والقيادي.
بخلاف الذكاء العام، الموهبة متنوعة المجالات، وكذلك التفوق، وهذه المجالات تتوزع على أربعة: المجال الأكاديمي العلمي والتقني الذي يغطي القدرات أو الانتاجات المتميزة في المواد الاكاديمية العلمية كالرياضيات والعلوم والبرمجة والهندسة... المجال الرياضي والجسمي الذي يغطي القدرات أو الانتاجات المتميزة في الألعاب الرياضية الفردية والجماعية والفنون القتالية والباليه والتعبير الجسدي... المجال الفني والجمالي الذي يغطي القدرات أو الإنتاجات في الفنون التشكيلية من رسم وتصوير ونحت والفنون الأدائية من إنشاد ومسرح وتمثيل وإخراج...، وأخيراً المجال الإداري والقيادي الذي يغطي القدرات الشخصية والإدارية والكاريزما أو الإنجازات القيادية والخطابة والتواصل مع الجماهير.
بعد تحديد المفاهيم الأساسية في تربية الموهوبين، لا بد من البحث عن الإجراءات التي يجب أن يلتزمها أي نظام تعليمي لاستثمار القدرات العقلية التي تمثلها هذه المفاهيم، والتي يمتلكها بعض التلامذة، ليستحق فعلاً لقب نظام تربوي راعٍ للمواهب ومنتج للعقول.
فبحسب الدراسات وتجارب الحكومات والمنظمات المتخصصة، تمر عملية استثمار التلامذة المتميزين في ثلاث مراحل رئيسية هي: الكشف، الرعاية، والتوجيه.
الكشف هي الأداة التي تستعمل لتحديد أصل وجود المواهب عند التلامذة، وتشخيص مداها الكمي والنوعي، وبالتالي اختيار مجموعات التلامذة الموهوبين في مختلف المجالات، وغالباً ما يتم كشف المواهب في عمر مبكر.
بعد تشخيص مواهب التلامذة، تأتي مرحلة الرعاية، وهي، بحسب الدراسات أيضاً، يمكن أن تأخذ أكثر من شكل، ضمن مدارس خاصة بالموهوبين بمنهج خاص بهم، أو على شكل إثراء موازٍ للعملية التعليمية. إذ يخضع التلامذة الموهوبون لبرامج إضافية خلال الدوام المدرسي أو خارجه، فيتم فيها تعميق خبراتهم ومعارفهم عامودياً وأفقياً في مجال الموهبة المحدد.
أما المرحلة الثالثة وهي على غاية من الأهمية لأنها تمثل مرحلة توجيه التلميذ إلى المسار الجامعي المتناسب مع قدراته وامكاناته الكامنة بما يتناسب مع حاجات المجتمع التي تشخصها الجهات الحكومية المعنية، بحيث يتم توجيه الطلاب إلى جامعات محددة وبعدها يعودون ليتم تسكينهم في الهيكل الوظيفي للمؤسسات العامة والخاصة، منعاً لتسربهم إلى الخارج، وفي المكان المناسب لهم والذي يمكنهم من الاستفادة القصوى من مواهبهم لتحويلها إلى منتجات متفوقة ومبدعة تنعكس تفوقاً على أداء المجتمع في تقدمه وإنتاجه للعلم والمعرفة.
لكن، بعد استعراض المنهجية التربوية العامة لمراحل تنمية الموهوبين وإعدادهم كأدمغة وكنخب، وبعد البحث بقليل من العناء في أروقة النظام التعليمي اللبناني نجد أن شيئاً مما ذكر أعلاه لا يحدث في مدارسنا، حتى الان على الأقل، ضمن رؤية وطنية شاملة تعنى باستثمار الموارد البشرية. بل على العكس، قد يسهم النظام الحالي أحياناً في قتل مواهب التلامذة، ما خلا القلة منهم التي تنجو من هذه المأساة، والتي نفتخر بها عند تميزها في الخارج! ولذلك نجد أن لبنان يفعل بالضبط في تنمية موارده البشرية تماماً، كما يفعل مع باقي الموارد الأخرى. فالليطاني يذهب ملوثاً إلى البحر هدراً، والنفط ما زال دفيناً تماما كقدرات الكثيرين من تلامذة المدارس في نظامنا التعليمي الحالي.
بالرغم من هذا الواقع الأليم، هناك بارقة أمل تتمثل في الفرصة التي يوفرها مشروع تطوير المناهج التعليمية الذي تعكف حاليا وزارة التربية على إنجازه من خلال المركز التربوي للبحوث والانماء، حيث نأمل أن يتم التخطيط لمشروع وطني جدي وواعد، لاستثمار القدرات الكامنة عند تلامذتنا، لأننا بذلك نكون أمام فرصة تنمية مواهب أبنائنا كما ونوعاً ومضاعفة أعداد شبابنا المتميزين والمبدعين، لنكون عندها بحق بلداً ينتج عقولاً موهوبة ومبدعة تجد مكانها المناسب في المؤسسات الوطنية ولا تضطر للهجرة إلى الخارج.
إلى ذلك الحين فإن كل موهوب ينجو من مقصلة النظام التعليمي الحالي يذهب إلى ما وراء البحر... تماماً كما يفعل نهر الليطاني كل يوم.
*باحث تربوي
إعادة تأهيل مدرسة ريحانة بري بتمويل من الكتيبة الإسبانية
وطنية - افتتح النقيب الإسباني في "اليونيفيل" فيرناندو مونيوث دي لا روسا مشروع إعادة تأهيل مدرسة ريحانة بري، في حضور مختار البلدة ورئيس بلدية الماري وأعضاء من المجلس البلدي، اضافة الى السلطات المحلية وعناصر من اليونيفيل.
أنجز هذا المشروع بتمويل من المملكة الإسبانية، وهو عبارة عن تركيب نوافذ وأبواب جديدة وطلاء جدران الغرف وشراء ألعاب وأثاث. وقد بلغت كلفة المشروع 4.150 $ أميركي وهو يهدف الى تحسين مستوى العلم لدى الجيل الجديد من أجل أن ينمو ويزدهر.
وشدد النقيب دي لا روسا على "أهمية العلاقة الجيدة التي تربط السكان المحليين باليونيفيل، وعلى أهمية هذا المشروع الذي يساعد في تأمين جو ملائم وآمن لطلاب مدرسة ريحانة بري، لكي يتعلموا ويلعبوا في الوقت عينه".
وقال: "ان اليونيفيل تسهم في تأمين المساعدة الى السكان المحليين من خلال برامج الدورات والمشاريع ذات التأثير السريع والمساعدات الانسانية التي تقوم بها من أجل تحسين التنمية في جنوب لبنان، وذلك وفقا للقرار 1701 الصادر عن مجلس الامن للامم المتحدة".
النشاط الثقافي لمدارس جمعية المشاريع الخيرية الإسلامية
وطنية - نظمت مدارس جمعية المشاريع الخيرية الإسلامية معرضها التوجيهي الجامعي الرابع في ثانوية الثقافة الإسلامية في بيروت، في حضور الهيئات الإدارية والتعليمية وعدد كبير من طلابها في بيروت والمحافظات، وشارك في المعرض كل من: الجامعة اللبنانية، الجامعة الأميركية، الجامعة اليسوعية، الجامعة اللبنانية الأميركية، الجامعة العالمية، جامعة بيروت العربية، الجامعة الدولية في بيروت، جامعة البلمند، الجامعة الأنطونية والجامعة الإسلامية.
واستمع الطلاب على مدار ساعتين إلى الشروحات التي قدمها ممثلو الجامعات المشاركة عن مواعيد القبول وشروطه والاختصاصات المتاحة والتسهيلات التي تقدمها.
احتفال لرابطة أساتذة اللغة الانكليزية برعاية وزير الثقافة
وطنية - أقامت رابطة أساتذة اللغة الانكليزية في لبنان (Atel )، احتفالا ثقافيا تربويا برعاية وزير الثقافة غطاس خوري ممثلا بسليمان خوري في قصر المؤتمرات في ضبيه، حضره ممثل البطريرك يوسف العبسي الارشمندريت بولس نزهة، الامين العام للمدارس الكاثوليكية الأب بطرس عازار، رئيس رابطة (Atel) رينيه وعدد كبير من مديري المدارس والطلاب.
بداية النشيد الوطني، ثم ألقى مفوض التربية في الرابطة أنور كوثراني كلمة رحب فيها بممثل الوزير والحضور، بعده تحدث خوري فأكد ان "معيار المثقف يقاس بمدى ما يكتسب من صنوف المعرفة وبمدى حيازته على جدارة او على الاقل على المام بكل صنف من هذه الاصناف لان الاصل في الإحاطة العامة للثقافة هو التعلم واعمال العقل والفكر والذي لا يبرز إلا بالتفاعل والتواصل وخاصة عبر التواصل اللغوي، فاللغة هي اساس واصل المعرفة، وبقدر ما نستحوذ على لغة سليمة صحيحة، مبنية على منهجية فكرية وموضوعية نتجه بشكل سديد صوب الارتقاء إلى الحالة الثقافية، فالثقافة التي ينعم بها الفرد بحد ذاته تبقى محددة ومحدودة،أن لم تتفاعل مع الآخر كي تؤتي جدواها كعلامة حضارية إنسانية معلومة".
وتابع: "العولمة التي نحياها نعيشها في عصرنا اليوم وتظهر أوجه عدة لله أهمها اللغة الإنكليزية التي تشكل لسانا مشتركا ومرجعا بين الثقافات، وبالتالي لغة عمادة في التكنولوجيا والعلوم، كما هي في الآداب. من هنا تبرز أهمية رابطة أساتذة اللغة الإنكليزية لما تسهم من تمهيد الطريق أمام مستقبل أجيالنا لمواكبة العولمة،إذ ليس المرتجعة أن نتعلم القراءة والكتابة والمحادثة للافق القصير بل لأجل فتح الباب واسعا للانخراط في مجالات المهن والتقنية والولوج إلى سوق العمل، بما يتضمنه من ابداع واستثمار في الفن والأدب والشعر والموسيقى وغيرها".
وختم: "أن المدارس اللبنانية رسمية كانت أو خاصة تولي اللغة الإنكليزية الأهمية الخاصة المستحقة وهي بالطبع مقدرة، إنما التقدير المميز هو لرابطة أساتذة اللغة الانكليزية ومثيلاتها كمجتمع مدني يتطلع إلى إعلاء هذه اللغة نظيراتها، لما لها من مردود ثقافي، حضاري، اقتصادي واجتماعي".
طربيه
وتحدث الدكتور علي طربيه باسم جامعة (LIU) فأثنى على دور الرابطة في نشر وتعزيز اللغة الانكليزية في المدارس اللبنانية كلها الرسمية والخاصة، مؤكدا على "دور الجامعة في مساعدة الطلاب للحصول على أعلى درجات العمل والثقافة في اللغة الإنكليزية لمواكبة عصر العولمة على كل المستويات".
عازار
وأكد الأب عازار على دور الرابطة ورئيسها رينيه كرم والاعضاء "والذين يبذلون جهودا جبارة مع الطلاب والمعلمين والمعلمات لرفع مستوى اللغة الإنكليزية بكل تفرعاتها، لنشر ما نحمله في لبنان من قيم في العالم الانكلوسكسوني تماما كما يحصل الأمر مع اللغة الفرنسية في العالم الفرنكوفوني".
وإذ أكد أن الأمانة العامة للمدارس الكاثوليكية تشجع كل المبادرات الهادفة إلى تعزيز التعليم ومواجهة التحديات دعا الجميع "للتضامن معها ومع كل المدارس الكاثوليكية".
واشار عازار الى "ان الامانة العامة تواكب طموحات الرابطة في صنع المعجزات المبنية على ضرورة توحيد الأسرة التربوية للقيام بالوطن الذي يقوده اليوم رئيس جمهورية شجاع وحكيم هو العماد ميشال عون".
باني
بعده ألقى ممثل(LCCI ) في الشرق الأوسط إيان باني كلمة أثنى فيها على دور الرابطة لجهة نشر اللغة الإنكليزية في كل المدارس اللبنانية وبأعلى المستويات ليساهم الطلاب اللبنانيون بنشر ثقافتهم في لبنان والمنطقة.
وفي النهاية تحدث رئيس الرابطة فشكر الجميع من اهل وطلاب واصدقاء على مشاركتهم في الاحتفال وخصوصا الأب عازار الذي يقدم كل الدعم للرابطة على المستويات كافة، كما وعد بأكمال المسيرة ومواجهة كل التحديات مهما كانت صعبة للوصول بلبنان وطلابه إلى أعلى درجات العمل والثقافة.
وختاما، وزعت الشهادات على 1200 طالب موزعين على عدد كبير من المدارس المنتشرة في كل المناطق.
اميون تكرم 50 استاذا متقاعدا في مبنى البلدية
وطنية - كرمت اللجنة الثقافية والاجتماعية في بلدية اميون ما يقارب الخمسين استاذا من اساتذة البلدة المتقاعدين من مواليد العام 1942 وما دون، خلال حفل اقيم في مبنى البلدية، في حضور قائمقام الكورة السيدة كاترين كفوري انجول، خطيبة الحفل رئيسة المعهد العالي للدكتوراه في الشرق الاوسط الدكتورة ليلى سعادة فرح، رئيس اتحاد بلديات الكورة المهندس كريم بو كريم، العقيد في الامن العام سليم البرجي، الدكتور وليد العازار، رئيس بلدية اميون المهندس مالك فارس والاعضاء، رئيسة اللجنة الثقافية الدكتورة كورين حاج عبيد، المفتش التربوي السابق فريد النجار، مديري مدارس، رؤساء جمعيات، فاعليات وحشد من ذوي المكرمين والمدعوين.
بركات
استهل الحفل بالنشيد الوطني ثم كلمة ترحيب وتعريف من الرئيس السابق للبلدية جرجي بركات اكد فيها "ان هذا التكريم الكبير هو عربون وفاء وتقدير للدور الفاعل الذي يقوم به المعلم الذي اضاء بعلمه وعقله تلك الزوايا المظلمة في نفوس وعقول صبية تحلقوا بطمأنينة وحنان حوله اخذا على نفسه مسؤولية بناء الاجيال المقبلة".
وشدد على "انه المعلم الذي قلب مفاهيم الحياة فارتقى بها رسالة عظيمة جعلها قويمة هادفة ترى العلم نورا وحقا".
فارس
واعلن رئيس البلدية انه ينتظر هذه اللحظة منذ سنوات طويلة، ليشكر فيها "اساتذة زرعوا في نفوس تلامذتهم وعقولهم القيم والاخلاق والعلم". وطلب الرحمة لمن رحل منهم، وعبر عن فخره الكبير واعتزازه بجميع الاساتذة الذين علموه واترابه من ابناء البلدة.
واكد "ان الاساتذة يستحقون الكثير، لاسيما انهم علمونا الاخلاق والتواضع ورفع شأن بلدة اميون عاليا".
واشار الى "ان بلدية اميون لا يرأسها رئيس واحد بل 15، وقد اخذت على عاتقتها الاضاءة على طاقات ابنائها لانهم يرفعون اسم بلدتهم اميون عاليا، في الوطن وبلاد الاغتراب. وهذا التكريم اليوم ما هو الا عربون وفاء وتقدير، لانكم تستحقون الاكثر".
وركز في الختام على ان بلدية اميون هي بلدية الجميع.
البرجي
وباسم المكرمين، القى المربي ميشال البرجي كلمة راى فيها "ان للمعلم دورا كبيرا في المجتمع، على عاتقه تبى الاوطان القادرة على تحمل المسؤوليات الكبيرة امام الشعب والتاريخ. المعلم هو صاحب اكبر رسالة تربوية وانسانية. وكلمة معلم كلمة مقدسة لاسيما ان اول تسمية للمعلم في التاريخ اطلقت على السيد المسيح".
متري
وقدمت مديرة مدرسة اميون السابقة يولا متري النحيلي باقة زهور للمربي البرجي، ونوهت بجهود الاساتذة المتقاعدين المكرمين ومزاياهم. ووجهت تحية قلبية الى من غاب منهم. وقالت: "نحن لم ننساكم، وذكركم باق الى الابد".
سعادة
والقت فرح كلمة عبرت فيها عن "اعتزازها بالوقوف امام اساتذتها وتقبيل ايديهم ورد جميلهم بكلمات صادقة منها".
وتوجهت اليهم بالقول: "ان اميون تألقت علما وثقافة وعزة واباء بكم وبكفاءاتكم، وافتخرت بكم درسا بعد درس وحرفا بعد حرف ويوما بعد يوم وسنة بعد سنة وعقدا بعد عقد".
ووجهت شكرها لبلدية اميون على الثقة التي اولتها اياها لترفع مشاعر عرفان الجميل امام المكرمين. بحيث ان "ما من بيت في هذه المدينة العريقة الا ويدين لكم بنجاحات ابنائه وبناته، وما من صوت علا الا وثقلتم نبراته، وما من معدن بني الا وكنتم اثاثه، وما من ومضة اضاءت الا وكنتم شعلتها وبريقها".
ولفتت النظر الى "ان اميون تعرف بعلم ابنائها وثقافاتهم وتطلعاتهم وفكرهم، فشكرا لكم لانكم ثقلتم الاذهان وانرتم العقول. وشكرا لكم لانكم هذبتم المنطق وصوبتم التفكير، وشكرا لكم لانكم فتحتم الدرب ووسعتم الافاق، وشكرا لكم لانكم بنيتم للنجاح منبرا وللتفوق معبرا.. اميون تعرف ايضا بانها قلعة الاسود والصمود والتحدي والعنفوان والزيتون. وتعرف اميون ايضا انها بلدة الانفتاح والرقي والحضارة، وما كانت لتكون كذلك لولاكم، فلان مكارم مواصفاتها شربت من نبعكم ايمانا وثقافة وعلما واخلاقا، فجاءت اميون قلعة الكبر وحاضنة لنا، اليها ننتمي قلبا وقالبا، وبها نعتز قيمة واكبارا".
واضافت: "في زمن كثرت فيه المنة وقل فيه العطاء، كنتم عطاء دؤوبا متفانيا مبدعا، كنتم عطاء متفانيا دون حساب ودون حدود، وفي زمن جعل فيه الفكر دون حكمة كنتم الحكمة التي بنت الاجيال، حكمة الامس واليوم والغد. كنتم رجاء التلامذة والاهل واميون والكورة. كنتم رجاء المؤمنين بتغير الثقافة والعلم والرقي، كنتم الرجاء المبني على قلعة ايمانكم ورسالتكم. فيا ايها المنتجون فكرا وفنا وثقافة وعلما، ايها المنتجون حقا وخيرا وجمالا، ايها المنتجون اخلاقا وقيما ومبادئ، اننا اليوم وفي كل يوم نشتاق اليكم اشتياق الارض العطشى الى المطر، واشتياق العود الى الطرب ورفة الجناح الى القمم".
وتابعت: "انتم حنين، انتم شوق، انتم خلق، انتم رجاء، انتم جود بلا طلب، انتم حديث حلال سحره لبق يمحو عن القلب كل الهم والكرب، انتم اشعة ايمان قد انطلقت في وطن مثل شعاع الشهب"
وقالت: "ايها المكرمون والمكرمات، اننا اليوم والاف من تلامذتكم هنا وفي اصقاع الارض ننحني امامكم ونقبل اياديكم، ونقدم لكم عظيم التقدير والاحترام ونشكركم".
وختمت: "يا مجد اميون في الكتب ويا سيوف عزتها واشراقتها واشعاعها، انتم جيل رسمه حلم يلبي الدعوة ان اومأت قمم، يهوى العلى وله يبتسم، جبينه بقمم العز يلتحم، نوره ببريق الشمس يلتئم، قوته التزام، سعيه سلام، عزته اقدام، قد حقق المجد".