موقع النشرة
الجامعات تدخل حرب نقابة المهندسين
تقام غدا السبت (اليوم) معركة قاسية في نقابة المهندسين في بيروت، فالنقيب هذه الدورة سيكون من حصة المسيحيين الذين لم يصلوا الى تفاهم على مرشح واحد، فللتيار الوطني الحر مرشحهبول نجم، وكان للقوات اللبنانية مرشحهانبيل أبو جودةالذي أعلن عزوفه عن الترشح، وللأحرار والمستقلين مرشحيهم، وللأحزاب المسلمة قرارها بدعم هذا وذاك. ولكن الجديد اليوم هو دخول الجامعات على خط المعركة.
في 17 آذار من العام الجاري صدر عن كلية الهندسة في الجامعة اللبنانية كتابا موجها لأساتذتها العاملين والمهندسين خريجي اللبنانية، وموقعا من عميد كلية الهندسة رفيق يونس، وفيه أنه "بناء لمحضر جلسة الجامعة المنعقد بتاريخ 8 آذار، وبناء لتوجيهات رئيس الجامعة اللبنانية فؤاد أيوب، نتمنى على المهندسين المذكورين أعلاه، دعم ترشيح المهندس ميشال فريد الخوري، مدير كلية الهندسة الفرع الثاني لمركز نقيب المهندسين-فرع بيروت".
ترى المصادر هذه الرسالة "تعدّيا" صريحا على حرية الاقتراع، وديمقراطية العملية الانتخابية. وتضيف: "ما قامت به الجامعة يشبه ما كانت تقوم به الأحزاب المالكة للشركات حيث كانت تجبر موظفيها على الانتخاب لصالح شخصيّة ما تحت طائلة الطرد من العمل"، سائلة: "هل اللهجة المخفّفة التي جاء فيها البيان تعني أن الأساتذة يستطيعون اختيار من يريدون من المرشحين؟ أم أن الكتاب جاء بمثابة وسيلة ضغط على اختيارهم"؟!.
وفي هذا السياق كان لعميد كلية الهندسة رفيق يونس رأيا مختلفا، اذ أن التجربة السيئة للجامعة مع نقابة المهندسين السابقة لم تكن مشجعة، وبالتالي أرادت بعد نقاش طويل في مجلسها ان تدعم أحد المرشحين لتكون مشاركة داخل النقابة، بحسب يونس. ويضيف في حديث لـ"النشرة": "نحن يناسبنا أن نكون حاضرين داخل النقابة، ووجدنا بالمرشح ميشال فريد الخوري شخصا كفوءا ومستقلا فدعمناه لكي نضع انتاجنا وعقلنا بخدمة هذه النقابة"، مشيرا الى أن "الجامعة اللبنانية هي المؤسسة الثانية بعد الجيش التي تضم جميع مكونات الوطن ولا تملك طريقة حزبية بالتفكير، فلماذا لا تمثّل داخل نقابة المهندسين"؟!.
وقد علمت "النشرة" أيضا أن جامعة الروح القدس الكسليك قد حذَت حذو الجامعة اللبنانية، ففي 27 اذار الماضي أصدرت كتابا اعتمدت فيه الصيغة نفسها ولكنها تمنّت دعم ترشيح المهندس بسكال سليمان دميان لعضوية مجلس نقابة المهندسين في بيروت، وهو عميد سابق لكلية الهندسة وحاليا عميد مشارك لكلية الطب في الجامعة. وقد حاولت "النشرة" التواصل مع نائب رئيس الجامعة للشؤون الإدارية الأب طلال هاشم ولكن دون جدوى.
تنطوي انتخابات نقابة المهندسين في بيروت على أهمية خاصة، كونها المؤشر الواقعي للانتخابات النيابية، وبالتالي تعتبر انتخابات الغد امتحانا جديا لقوة الأحزاب ومتانة التحالفات. وهنا تشير المصادر الى أن الفارق المتوقع بين الفائز وصاحب المركز الثاني سيفوق الألف صوت، وهذا ما جعل مرشح "القوات" ينسحب من المعركة، اذ انالتيار الوطني الحرتحالف مع حزب الله وحركة أمل وسينال نصف أصوات تيار المستقبل الذي وقع في حيرة من أمره بعد أن سلّفه الوطني الحر موقفا في انتخابات النقابة بالشمال.
بعد انسحاب مرشح القوات من سباق رئاسة النقابة أصبحت حظوظ مرشح التيار الحر كبيرة جدا، فهل تحصل أي مفاجأة تغير هذا الواقع؟.
محمد علوش
جريدة اللواء
«الشباب الوطني»: كلام زهرا بحق التعليم الرسمي حاقد
استنكر اتحاد الشباب الوطني هجوم النائب انطوان زهرا على التعليم الرسمي في لبنان، واصفا اياه بالإنفعالي المبني على مغالطات لم تعد منفصلة عن سعي كثير من قوى السلطة الحاكمة الى ضرب هذا التعليم، كما تم ضرب المستشفيات الحكومية وقطاع الكهرباء وكل ما يمت الى دولة الرعاية الإجتماعية.
وفي بيان أصدره قال الاتحاد: «ان هجوم النائب زهرا ليس منفصلا عن الحملة التي قادتها قوى اقتصادية متحكمة، اثرت على حساب الشعب اللبناني ونهبت خيرات الوطن ولم تشبع. لقد ساق احدهم افتراء كاذبا ينقضه الواقع يوميا من ان عدد المعلمين يفوق عدد الطلاب، فراحت جوقة الببغاويين غير التربويين تردده على غير هدى وبصيرة. لقد قدم التعليم الرسمي نتائج باهرة ليس في الزمن البعيد فحسب انما في العام المنصرم حيث حل الاوائل في الشهادات الرسمية من هذا التعليم، مما يؤكد ان الهدف ليس انتقاد المعلمين لتحسين الوضع القائم، انما هو معول هدم لما تبقى من هذا التعليم بعد ان تدنت موازنة وزارة التربية والتعليم العالي من 22% الى 7%، وها هي حكومة لبنان تزرع الأجواء ذهابا وإيابا الى مؤتمرات دولية طمعا بمعونات مالية على اسم التعليم الرسمي لكنها بالتاكيد لا تصرف هذه المعونات كلها على هذا التعليم».
واضاف: «ان اتحاد الشباب الوطني يدين ماجاء على لسان النائب زهرا ويطالب النواب والحكومة بإقرار سلسلة الرتب والرواتب، وبحماية التعليم الرسمي من حقد غير مبرر تقوم به جوقة كاملة من مدعي الحفاظ على الإقتصاد دون ان يتجرأ واحد منهم عن الكشف عن ثروته، من اين جاءت وكيف تضخمت».
الوكالة الوطنية
مصلحة المعلمين في القوات: متمسكون بالمكتسبات التي ناضل المعلمون لأجلها طويل
صدر عن مصلحة المعلمين في "القوات اللبنانية" البيان الآتي: "تطرق سعادة النائب أنطوان زهرا في مداخلته أمس في جلسة مساءلة الحكومة في المجلس النيابي إلى قضايا تربوية عديدة، خلفت ردودا أشعلت مواقع التواصل الإجتماعي.
لذلك، وبعد قراءة كلمة سعادة النائب زهرا، قراءةً متأنية، وبعد القيام بسلسلة من الإتصالات، يهم مصلحة المعلمين في "القوات اللبنانية" توضيح الآتي:
1-إن دعوة النائب زهرا رئيس المجلس النيابي الأستاذ نبيه بري إلى الإستعجال بعقد جلسة نيابية خاصة لإنهاء دراسة وإقرار سلسلة الرتب والرواتب "لأنها حقٌ لا مفر منه لأصحابها" هو موقفٌ إيجابيٌ منسجم ومتوافق، كما تدعو إليه مصلحة المعلمين وقيادة حزب "القوات اللبنانية".
2- إن دعوة النائب زهرا المعلمين في الثانويات بتعليم أبنائهم في المدارس والثانويات الرسمية لهو دليل ثقة منه بمستوى التعليم في هذه المدارس وتشجيع لسائر المواطنين بالإقتداء بالمعلمين كما أنه دعا إلى مكافأة الأساتذة الذين يعلمون أولادهم في المدارس الرسمية.
3-إن معارضة النائب زهرا لأعداد المتعاقدين في المدارس والثانويات، ولا سيما في التعليم المهني والتقني، يشير إلى مدى الألم الذي يعانيه القطاع التربوي في لبنان من خلال إغراقه بهذا الكم الهائل من دون دراسة علميةٍ للحاجات أو دراسة جدوى، بل خدمة للمداخلات والمنافع في أكثر الأحيان، وبعيدًا عن رأي هيئات الرقابة لا سيما مجلس الخدمة المدنية.
4-يهم مصلحة المعلمين في القوات اللبنانية أن تعلن تمسكها بالمكتسابات التي ناضل المعلمون من أجلها طويلاً والتي أعطاها القانون لهم، لا سيما قانون التناقص في القطاع الرسمي كما القطاع الخاص.
5-إن أساتذة التعليم الثانوي الرسمي في لبنان، هم العمود الفقري للتربية وإن مصلحة المعلمين في القوات اللبنانية تقدر جهود الأساتذة الثانويين، وكثر منهم يمدون المدارس الخاصة بخبراتهم وعلمهم. ولكن إذا كان التعليم الثانوي كما الإبتدائي يحتاج إلى رعاية، فمَنْ يمانع برعايته وتطويره ودفعه نحو الأفضل عبر إعطاء الحقوق للأساتذة وحفظ موقعهم الوظيفي؟
من هنا، كانت صرخة النائب زهرا، فاقتضى التوضيح".
اقفال بعض مدارس صيدا غدا بسبب الاوضاع الامنية في عين الحلوة
أفادت مندوبة الوكالة الوطنية للاعلام في صيدا ايمان سلامة، أن بعض مدارس مدينة صيدا ستقفل غدا، بسبب الاوضاع الامنية في مخيم عين الحلوة. وهي: العمانية الرسمية، مدرسة اجيال صيدا، مدرسة عائشة ام المؤمنين، مدرسة الاصلاح المختلطة، مهنية صيدا، مدرسة بهاء الدين الحريري ومعهد زايد التقني.
ملف التربية بين طلاب القوات اللبنانية والجمعيات المدنية
عقدت مصلحة طلاب حزب القوات اللبنانية برئاسة جاد دميان اجتماعا، للتباحث في مسودة المرسوم المتعلق بإدراج مفهوم السلامة المرورية في المناهج التربوية المدرسية، "ايمانا منها بضرورة العمل في المجال التربوي من خلال تطوير المناهج الدراسية وضرورة التكامل بين الاحزاب والجمعيات المدنية المختصة، في حضور الخبير القانوني الاستاذ انطوان عون، الخبير لدى المجلس الوطني للسلامة المرورية كامل ابراهيم، ممثل جمعية Road for Life روني ألفا، ممثل جمعيتي LASSA و YASA جو دكاش، ممثلة جمعية ALARM جميلة فخري، ممثلة جمعية Zeina Hauch Association رندا خاطر".
بعد عرض فيديو يشرح المشروع المقترح، قام عون بشرح للشق القانوني والاسباب الموجبة لهذا الاقتراح، كما شدد رئيس مصلحة الطلاب على أهمية هذا المشروع والتصور التنفيذي المقترح لتحقيقه.
نوه الحضور بخطوة مصلحة الطلاب في حزب القوات اللبنانية وتم الاتفاق على "سلسلة من الخطوات العملية المستقبلية من أجل الاستمرار في التعاون لتحقيق الأهداف بأفضل طريقة ممكنة".
بوابة التربية
ألف بحث في مؤتمر “العلوم والأبحاث في خدمة الإنسان”
نظمت الجمعية اللبنانية لتقدم العلوم مؤتمرها السنوي العلمي الدولي الثالث والعشرين مع كلية العلوم في الجامعة اللبنانية وبالتعاون مع المجلس الوطني للبحوث العلمية. حمل المؤتمر لهذه السنة عنوان “العلوم والأبحاث في خدمة الإنسان” وأقيم في مجمع بيار الجميل الجامعي في الفنار.
وقدم أكثر من 1000 باحث من لبنان والدول العربية والأوروبية والأميركية أوراق عملهم العلمية التي طالت مختلف ميادين المعرفة من علوم البيئة والكيمياء والفيزياء والرياضيات الى العلوم الهندسية والطبية والطاقة المتجددة، ومن العلوم التربوية والاجتماعية إلى العلوم الإنسانية فالفنون.
وقامت لجان تحكيم متخصصة ضمت أساتذة جامعيين من مختلف جامعات لبنان بدراسة الأبحاث التي قدمت فتم قبول حوالي 1400 بحث. ثم قام الباحثون، الذي قبلت أبحاثهم، بعرض أوراق عملهم أمام لجان التحكيم إما من خلال عرض شفهي أو من خلال ملصق يلخص بحثهم. وستصدر اللجان لاحقا أسماء الفائزين بأفضل عرض شفهي وأفضل ملصق عن كل فئة علمية لتقوم الجمعية بتقديم دروع وشهادات تقدير لهم.(..)
جريدة النهار
القرصنة الأميركية من البنك العربي إلى الجامعة الأميركية
بعد ابتزاز المصارف العالمية، وصلت يد القرصنة الاميركية الى الجامعة التي أسستها في لبنان ولاية نيويورك عام 1863 تحت إسم "الكلية البروتستانتية"، واختارت دانيال بلس أول رئيس لإدارتها. أخيراً، جاء في الأخبار أن إدارة الجامعة الاميركية في بيروت وافقت على دفع غرامة قدرها 700 ألف دولار. والسبب، كما أعلن مكتب الإدعاء الاتحادي، أن الجامعة أقرت بتدريب ممثلين عن راديو "النور" وتلفزيون "المنار".
وهما مؤسستان إعلاميتان تدرجهما وزارة الخزانة الاميركية بوصفهما فرعَيْن لجماعة "حزب الله".
ويُستدَل من هذا الاستنتاج أن مجلس الأمناء في نيويورك قد أذعن للضغوط التي مورست عليه "من قبل طرف سري لم تعلن هويته". وهذا الطرف الذي حجبت هويته عن قصد هو بالتأكيد "اللوبي اليهودي" الطامع منذ الستينات الى تحجيم دور الجامعة الاميركية في بيروت بعدما وصفها الرئيس جون كينيدي أمام البطريرك الماروني مار بطرس بولس المعوشي بأنها منارة متقدمة في الشرق الأوسط. وبما أن اسرائيل تريد الاستئثار بحظوة هذه المنارة، لذلك استولت على نصف المعونات والمساعدات المادية التي كانت مخصصة للجامعة الاميركية.
وواضح من نصّ بيان المدعي الاتحادي أنه يجهل طبيعة الظروف التي استخدمتها الجامعة لتقديم دعمها الثقافي الى هاتين الهيئتين. وحقيقة الأمر أن "حزب الله"، في نظر دول الاتحاد الاوروبي، كان منفتحاً على الشرعية بدليل أن اوروبا انتقدت جناحه المقاتل وبرأت جناحه الثقافي - الاجتماعي. وهذا يعني أن الجامعة الاميركية قامت بعملية الدعم الثقافي قبل أن تعلن الولايات المتحدة تصنيف "حزب الله" حزباً إرهابياً.
وهناك إشارة واضحة تحدث عنها القائم بأعمال المدعي الاتحادي في مانهاتن (حيث ترتكز نواة الحركة الصهيونية)، وفيها يطالب الجامعة بأن تتخلى عن فلسفتها التعليمية ومعاييرها وممارساتها حسب النموذج الاميركي الليبرالي للتعليم العالي.
وترى الجامعة، وفقاً للبيان التوضيحي الذي أصدرته، أن خريجيها ملتزمون حرية التعبير والتفكير واحترام التنوّع ونزاهة الحوار.
هذه القيم في نظر جون كيم، القائم بأعمال المدعي الاتحادي في مانهاتن، لم تعد قائمة في برنامج الجامعة التي أرادها أن تخضع لـ "مكارثية فكرية" تجرِّد هذا الصرح التعليمي من الشعارات التي وضعها دانيال بلس وأسلافه الرؤساء الذين زرعوا بذور التعبير الحرّ وحق الاعتراض وأعمال المقاومة الوطنية المشروعة.
ومن تلك البذور نبتت الحركات والتيارات التي طورت منطقة الشرق الأوسط من خلال 65 جنسية امتدت تأثيراتها السياسية والعقائدية من ايران والعراق حتى الجزائر والمغرب... ومن تركيا حتى السودان ومصر وليبيا واليمن وفلسطين. ومن رحم هذه الجامعة تخرج بإسم القوميين العرب، الطبيبان جورج حبش ووديع حداد. ومن الرحم ذاته تخرج طبيب العيون منصور أرملي، حامل شعار الشيوعية الأممية. وتنسحب تلك الذهنية المتنورة على آلاف الطلاب ممن ساهموا في الحكم أو في المعارضة من أمثال: القاضي عبدالرحمن الأرياني ومحسن العيني من اليمن... وأحمد الخطيب من الكويت... وحامد الجبوري وباسل قبيسي وسلام أحمد من العراق.
والقائمة تضيق بسجل الروّاد الذين فتحوا أسواق الأدب والتجارة والإعمار من أمثال: اميل بستاني وكامل عبدالرحمن وسعيد تقي الدين وحمد الفرحان وابرهيم طوقان وسعيد خوري وزها حديد ونزيه طالب والدكتور ابرهيم السلطي والشيخ نجيب علم الدين وأنيس المقدسي والأخوان الدكتور نجيب ومنير أبو حيدر. ومن المؤكد أن قائمة المجلين في كل الحقول تضيق بالصفحات المشرقة التي كتبها الآلاف ممن تفوقوا في اختصاصاتهم، والذين لا يسمح المجال بتعداد أسمائهم.
وما يهم الرأي العام المتتبع لتفاصيل هذه القضية الشائكة، هو معيار التسوية الذي التزمها الفريقان. ذلك أن الجامعة اشترطت الى جانب موافقتها على تسوية وزارة العدل الاميركية "أن تبقى ملتزمة تقديم أرقى وأفضل تعليم للطلاب في لبنان وخارجه." وأكدت أيضاً التزامها الوفاء لمهمتها من خلال تعليم مجتمع متنوع، من دون تفريق على أساس العرق أو الدين أو العقيدة أو أي عنصر تمييز آخر.
واختتمت دورها بعد تثمين الدعم السخي الذي تقدمه "الوكالة الاميركية للتنمية الدولية"، بقبول إجراء تدريب إضافي لأعضاء هيئة التدريس لضمان الامتثال للقانون الاميركي واللبناني! وكلمة "امتثال" تعني أن حرية التعبير والتفكير التي قدمتها الجامعة الاميركية في بيروت على امتداد مئة وخمسين سنة، ستتعرض لتوجيهات صارمة بواسطة قيود معنوية تمنعها من تحقيق دورها السابق. وهذا يعني أن الإرهاب الفكري الذي قدمه مكتب الإدعاء الاتحادي الاميركي كعلاج ضروري لاستمرار رسالة هذا الصرح الثقافي... سيتحول الى حملة اضطهاد يمكن أن تنسف كل مقومات نظام التعليم السابق. وفي ظل هذا التوافق، تصبح الجامعة الاميركية في بيروت واحدة من عشرات الجامعات التي سمحت الدولة بتأسيسها. وفي المرحلة الأخيرة أصابت سهام القرصنة الاميركية مصارف عربية عدة كان "البنك العربي" في قائمة المتضررين. و"البنك العربي" تكوّن على يد مؤسسه عبدالحميد شومان مع أربعة مساهمين في تموز (يوليو) 1930، في القدس. أي قبل حوالي عشرة اعوام من اندلاع الحرب العالمية الثانية، وقبل 18 عاما من إعلان إنشاء دولة اسرائيل. وبما أن فلسطينيي الـ"دياسبورا" كانوا يستخدمون فرع نيويورك كأداة تواصل لإرسال المساعدات الى ذويهم في الضفة الغربية بعد احتلال 1967، لذلك حرصت أجهزة "الموساد" على مصادرة كل الملفات المتضمنة قوائم الزبائن في الداخل والخارج. واستغلت "الموساد" تلك القوائم بغرض الانتقام من العائلات التي تقدم بعض الشهداء، علماً أنه ليس للبنك فيها أي ناقة أو جمل.
وبناء على افتراضات خيالية أنزِل العقاب بـ"البنك العربي"، بحيث غُرِّمت الإدارة الجديدة التي اشترت من عبدالحميد شومان كل الحصص المعروضة، غرّمتها محكمة نيويورك مبلغ 23 مليون دولار كدفعة أولى. واضطرت الادارة الجديدة برئاسة صبيح المصري الى الحصول على شهادات قانونية من الإدارة الاميركية في واشنطن، ومن الحكومة الأردنية في عمّان، بأن "البنك العربي" لا يموّل المقاتلين ولا يفتح حسابات لأعضاء المنظمات الفلسطينية المعارضة. ومع هذا كله، فإن محكمة نيويورك لم تأخذ بشرعية هذه الشهادات، الأمر الذي اضطرها الى القبول بمبدأ التسوية. ولكنها تسوية مجحفة كونها امتدت لمسافة زمنية طويلة جداً كان "البنك العربي" خلالها يدفع أجور المحامين، وأجور الخبراء. وقد تكدست المصاريف على نحو غير مألوف.
في إطار الحملة الدولية على الإرهاب، ما تزال الادارة الاميركية تتصرف حسب السياسة التي سادت في عهد جورج بوش الإبن. أي السياسة الانتقامية التي مورست بعد اعتداءات 11 ايلول (سبتمبر) عام 2001، وموت ثلاثة آلاف نسمة.
يجمع المراقبون والمعلقون على القول إن قرار اجتياح العراق لم يكن مرتبطاً بحادث إزالة البرجَيْن وإحراق جناح في البنتاغون. ذلك أن المحافظين الجدد في حينه، تبنوا هذا الخيار قبل أن يحققه الرئيس جورج دبليو بوش ونائبه ديك تشيني. وكان ذلك تحت عنوان "الحرب الاستباقية والضربة الاحترازية". وهي سياسة مخالفة للقانون الدولي بسبب افتقارها الى أدلة ثبوتية تسمح بالدفاع عن النفس. أو تسمح بتدمير بلد مثل العراق عام 2003 استناداً الى معلومات قديمة مستقاة من عملية تدمير المفاعل النووي قرب بغداد في 7 حزيران (يونيو) 1981. ومن أجل إثبات سوء النية المبيتة لدى واشنطن، لا بد من مراجعة حكاية خوسيه بستاني، أول مدير عام للوكالة الدولية للطاقة النووية (مركزها فيينا). وقد اختير هذا المحامي البرازيلي (والده لبناني الأصل من أنسباء الجنرال إميل بستاني) لهذا المنصب الحساس عام 1997. بعد مرور خمس سنوات، اختلف خوسيه مع إدارة بوش الإبن لأنه قدم تقريراً موثقاً يجزم فيه أن عراق صدام حسين لا يملك سلاحاً نووياً.
عقب نشر التقرير، شن شيوخ الحزب الجمهوري حملة شعواء ضد مدير الوكالة، انتهت باتفاق الرئيس الاميركي مع صديقه طوني بلير، رئيس حكومة العمال البريطانية، على إزاحته من منصبه. وهذا ما حصل بالفعل، قبل إختيار محمد البرادعي ليحل مكانه في المنصب. وبما أن خوسيه بستاني ينتمي الى حزب العمال الذي يرأسه لولا دي سيلفيا، فقد انتصر له وكافأه بتعيينه سفيراً لدى بلاط سانت جيمس.
وفي جلسة التعارف، سألته عن لقائه بطوني بلير رئيس الحكومة الذي ساهم في طرده من الوكالة. وهز رأسه مرات عدة ، قبل أن يعلق بلهجة تنمّ عن إحراج عميق، ويقول: لقد توسلت الرئيس لولا أن يعينني سفيراً في أي عاصمة أخرى غير لندن. وكنت مدركاً لحجم التحدي الذي سيثيره وجودي الديبلوماسي لدى حكومة تآمرت على طردي من وظيفتي.
وكان رد الرئيس البرازيلي قاطعاً، إذ قال: إذا اعتبرتك لندن شخصاً غير مرغوب فيه، فأنا لن أكون نادماً إذا بقي منصب سفيرنا شاغراً. ولما سألته عن سبب إعتراض بوش وبلير على تقريره، قال: إن المعلومات التي قدمتها لا تبرر الضربة العسكرية التي كانت تعدّ لها الولايات المتحدة مع بريطانيا. والدليل أن بلير أرسل 29 رسالة الى بوش في صيف 2002 يمهد فيها لتعاونهما حول الهجوم العسكري على العراق الذي تم تنفيذه عام 2003. ويُستفاد من التحقيق الذي أجراه البريطاني السير جون تشيلكوت أن الدولتين تآمرتا على وضع خطة وهمية ساهم في إعلانها وزير الخارجية كولن باول، الأمر الذي لم يجد المحقق، بعد طول عناء، أي سبب شرعي يبرر إفتعال الهجوم على العراق. وبسبب الغباء الذي غلف تدابير الوكيل الاميركي بول بريمر، رئيس سلطة التحالف، فقد ارتكب الخطأ السياسي الكبير عندما أمر بحلّ الجيش النظامي، وصرف أكثر من مليون جندي من الخدمة.
وكان من نتيجة ذلك القرار التعسفي المرتجل أن إتحد الضباط والجنود المسرّحون، ليؤلفوا قوة متمردة لم تلبث أن أعلنت من الموصل ولادة "داعش"!
سليم نصار/صحافي لبناني
الموضوعات المدرجة ضمن هذه الصفحة تعرض للقارئ أبرز التقارير التربوية في الصحف المحلية،
وموقع التعبئة التربوية لا يتبنى مضمونها