جريدة النهار
مأساة التلميذ أحمد العابدي... عائلته تتهم المعلمة بقتله والأخيرة تنفي
ليس بجديد القول أن النظام التربوي المتوارث من القرون الماضية يستولد المشاكل والمأسي التربوية والاجتماعية، وآخر تداعياته وقصصه وفاة الطفل الفلسطيني أحمد عابدي ابن السنوات العشر، بعد تأكيد عائلته ضرب المعلمة له، فيما تؤكد الاخيرة انها غضبت من التلميذ فسحبت اوراقاً منه بالقوة ما أدى الى ارتطام رأسه بالحائط، لكنها تنفي ان تكون الحادثة سبب الوفاة بسبب الفارق الزمني بين توقيتهما.
وإذا كانت القصة تتراوح بين تأكيد العائلة ونفي المعلمة دفع المغدور فتلقى صدمة قاسية على رأسه سببت له تورماً، وكانت السبب المباشر أو غير المباشر لوفاته، إلا أن القصة مأساة كبيرة، متكررة، لا تتيح مجالا للجدل حول سؤال "الحق على مين؟"، فهناك فقدان لطفل، وانتهاك لقيم التربية الحديثة.
وفق رواية عائلة الضحية، قامت المعلمة سهى ز. بدفع التلميذ أحمد في مدرسة "ميديا" التابعة للاونروا في الزاهرية، مما تسبب له بإصابة قاسية في رأسه بعد ارتطامه، فتورم جانب منه. كما ان "أحمد كان بصحة جيّدة ولم تظهر عليه أي مشكلة صحية قبل حادثة ارتطام رأسه بجسم صلب في الصف".
وعند وقوع الحادثة، وما بعد، لم يعد أحمد طفلا عاديا، "نشطا، كثير الحراك، مشاغبا"، كما وصفته معلمته. كان يشكو من عوارض مختلفة، فيضطر الأهل للتنقل به إلى المستشفيات، وعيادات الأطباء، فخضع لفحوص كثيرة، ولتخطيط (سكانر)، وطلب من أهله إجراء صورة IRM له، لكن الصورة لم تجرَ لأحمد، لأن "الأطباء افادوا أن حالته الجسدية، ونحافته لا تسمح له بالخضوع لمتطلبات الصورة"، بحسب افرادٍ من عائلته، أو بسبب الإهمال، على ما يلفت إليه تلميحاً بعض المعنيين الصحيين.
كانت التقارير الطبية تشير إلى أنه بحالة طبيعية في الإثني عشر يوما التي قضاها متألما بين لحظة وقوع حادثته، ولحظة وفاته. ولو كانت التشخيصات لحالته صحيحة، فثمة تساؤل يطرح نفسه عن سبب شكواه، وتألمه، وشعوره مرة بالرغبة في التقيؤ، وأخرى بالدوخة، كما روى ذووه، لتختتم مسيرة الأيام الاثني عشر بالوفاة المفاجئة. لا يمكن لعقل أن يقبل أي تبرير يعدم الربط بين الحادثة والوفاة مهما كانت تبريرات ال IRM، وسواها من تفاسير.
علاء العابدي، عم الطفل أحمد، لا يقبل، باسم عائلته، تمرير قصة وفاة ابن شقيقه أحمد دون عقاب الجاني-المعلمة. و"إذا لم تعاقبها الدولة، فهناك من سيعاقبها"، كما قال.
وروى متغيّرات حالته بعد الحاثة، وخضوعه للفحوصات التي لم تظهر أي مشكلة عنده قبل الوفاة، على ما قاله الأطباء، ذاكراً أن الأطباء الذين كشفوا على حالته بعد الوفاة أكدوا أنها تسببت بجلطة في الدماغ أودت بحياته.
المصادر الطبية قالت أنه "من الناحية العلمية لا يمكن تأكيد ربط الوفاة بالصدمة بعد اثني عشر يوما على وقوع الحادثة".
أما الطبيب الشرعي فأودع تقريره لدى النيابة العامة، والمعلمة برأت نفسها من سبب الوفاة وارسلت تسجيلاً على مجموعات واتسآب، معترفة بوقوع الحادثة ومسؤوليتها عنها، وقالت أن "الحادثة وقعت في شهر تشرين الثاني"، ووصفت الطفل أحمد بأنه "مشاغب جدا". وأفادت أنه لحظة وقوع الحادثة "كان يقوم باللعب بأوراق صغيرة اثناء الحصة، فما كان مني الا ان طلبت منه تسليمي اياها، و حين رفض أخذتها منه بالقوة ما ادى لاصطدام رأسه في الباب الذي خلفه".
ونفت المعلمة مسؤوليتها عن وفاة الطفل الذي "دخل البارحة الى المستشفى وثم توفي اليوم بسبب مضاعفات وتصلب للشرايين في الرأس"، كما قالت.
تنتهي قصة أحمد بنهاية حياته، "علها تكون عبرة للمعلمين والأهل أن يأخذوا الأطفال بالحسنى"، كما يقول أهله.
طرابلس-رولا حميد
تدريب 60 أستاذاً رسمياً حول الإشكاليات البيئية
نظّم كرسي التربية على المواطنة البيئية والتنمية المستدامة التابع لمؤسسة "ديان" وجامعة القدّيس يوسف، وبالتعاون مع جمعية درب الجبل اللبناني ووزارة التريبة والتعليم العالي ومكتب وزير الدولة لشؤون التنمية الإدارية والسفارة السويسرية والإتحاد الأوروبي، دورة تدريبيّة لـ60 استاذًا من 30 مدرسة رسميّة واقعة على مسار درب الجبل اللبناني عن الإشكاليات البيئية.
تدرّب الأساتذة خلال المرحلة الاولى من الدورة على مفاهيم ومبادئ وتحديات المواطنة البيئية والتنمية المستدامة والمشاريع المشتركة، ودمجها مع مختلف المواد المدرسية، مع تركيز على مواضيع المياه والنفايات. واختتمت الدورة بعرض للمراحل المقبلة للمشروع، والتي ترتكز على دعوة الأساتذة الى تطبيق مشاريعهم المشتركة مع تلامذتهم خلال السنة الدراسية 2016 - 2017، وعلى متابعة الإشراف من الكرسي والجمعية على تنفيذ المشاريع المقترحة في سبع مدارس، وعلى تنظيم مؤتمر طالبي في نيسان 2017 تعرض خلاله المشاريع المنفذة.
الموضوعات المدرجة ضمن هذه الصفحة تعرض للقارئ أبرز التقارير التربوية في الصحف المحلية،
وموقع التعبئة التربوية لا يتبنى مضمونها
