جـريدة السفـير
في غياب «التاريخ الموحد».. هل تنفع التكنولوجيا اللبنانيين؟
هل يمكن إزالة تاريخ من الذاكرة بجرة قلم؟
في إيرلندا وجدوا في الموسيقى والرسم وصناعة الأفلام والتكنولوجيا سبيلا لينعموا بالنسيان ويتجاوزوا الحرب، كرّسوا فكرة «لا تذكر الحرب».. تعاملوا مع تاريخهم بالفن والابتكار.. ونجحوا. لكن هل تنفع كل الوسائل المذكورة وتساعد على محو «سوداوية» الحرب في لبنان؟
سؤال طرح في مؤتمر «تعليم التاريخ في لبنان: الواقع الراهن خبرات وتطلعات»، الذي افتتحه «المركز التربوي للبحوث والإنماء» أمس في فندق كراون بلازا ـ الحمرا، بالشراكة مع «المجلس الثقافي البريطاني في لبنان»، ومعهد المواطنة وإدارة التنوع في «مؤسسة أديان»، وبرعاية وزير التربية ممثلا بمديرة «المركز التربوي» ندى عويجان، وبمشاركة سفير بريطانيا هيوغو شوتر، مديرة «معهد المواطنة» نايلة طبارة، مديرة «المجلس الثقافي البريطاني» دونا دونا ماكغاوين وحشد تربوي وطلابي.
«للتاريخ دور في بناء المواطنة المتنوعة»، أكدت طبــارة في أولى الكلمات. وأوضحت أن «المواطنة الحاضنة للتنوع مبنية على مبدأين، اولهما تثمين التنوع سواء كان تنــوع مكونات المجتمع الثقافية والدينية أو اختلاف وجهات النظر الذي تبنى عليه ديناميكية الشراكة بدلا من مبدأ الانصهار»، وثانيهما «مبدأ الشراكة الفاعلة المبنية على الحس النقدي والمسؤولية».
بعدها قالت ماكغاوين: «نحن هنا بعد أسبوع على انتخاب رئيس للبنان، بعد عامين ونصف عام من الفراغ الرئاسي، ونحن ايضا على أبواب انتخابات رئاسية أميركية، وبذلك سيتم صنع التاريخ»، مضيفة: «نحن في خضم تغيرات كبيرة في العالم وهذه هي اللحظات التي يجب على اولادنا وأجيال المستقبل أن يتعلموها في الفصول الدراسية المقبلة».
بدورها، شددت عويجان على «أن الدستور ينص على كتاب تاريخ موحد يستند إلى منهج مفصل ويأخذ في الاعتبار هواجس اللبنانيين، لكي يكون مصدرا للعبر التي تتوقف عند معانيها ومغازيها بكل عمق وتبصر».
بعد الكلمات، كان عرض لتجربة إيرلندية تشرح طرقا ووسائل جديدة اعتمدت في تدريس التاريخ في محاولة لتجاوزه. وتعتمد التجربة على الطلاب الذين قدّموا مشاريع متنوعة، وعلى أساتذة المادة وقد حققت تجارب جيدة على الرغم من أن المشروع أطلق في العام 2010 أي تاريخ انتهاء الحرب هناك.
وإذا كان المؤتمر قد عقد لمناقشة واقع تعليم التاريخ في لبنان، في جلستين تناولتا منهج تعليم مادة التاريخ في لبنان: الأهداف والكفايات وأدوات كتابة التاريخ واكتشاف الماضي وكتابة تاريخ النزاعات، إلا أنه بدا أقرب إلى مناقشة الوسائل التقنية والتكنولوجيا التي يجب استخدامها في التعليم، أكثر من التركيز على المضمون. فما تكشفه الصور التي علقت على جدران قاعة المؤتمر، من استذكار للحرب، إحدى الصور جسدت حالة طفل يعيش في بيت من «التنك» على أنقاض المدينة الرياضية، في مقابل صورة للمدينة نفسها في زمن السلم، يؤكد أن الحرب لم تغادر ذاكرة اللبنانيين. هي باقية معهم، ومع أبنائهم، وهؤلاء مشكلتهم أكبر إذ إنهم لم يعرفوا تاريخا واضحا.
هكذا هم اللبنانيون يعملون دائما على تكريس فكرة «تنذكر ت ما تنعاد» في محاولة بائسة لتجاوز الحرب، فلا هم تذكروها بالشكل المطلوب، ولا تمكنوا من نسيانها. هنا يكون السؤال: إذا كان التاريخ أسودَ إلى هذا الحد، فهل يمكن للتكنولوجيا أن تحقق ما عجز عنه الحبر؟
ادهم جابر
جـريدة المـدن
هل سيدرس الطلاب البيولوجي في الصيف؟
بدأت الاعتراضات على تعديل المناهج تظهر إلى العلن، إثر شعور الأساتذة بتخفيف الضغط النفسي عليهم، بعد انتخاب رئيس للجمهورية، وتوقع حكومة جديدة، وتغييرات جوهرية في الحقائب الوزارية.
أول الغيث كان من أساتذة مادة علوم الحياة (Biology)، بعد التعديلات التي لحقت بهذه المادة، والمحاور التي تم شطبها من الدروس.
فقد فوجئ أساتذة المادة، وعددهم 1958 أستاذاً، أن اللجنة المختصة في مادة علوم الحياة، المكلفة من المركز التربوي للبحوث والإنماء بقرار من وزير التربية الياس بوصعب، قد أضافت دروساً إلى المنهج القديم، الذي يعاني أصلاً كثيراً من الحشو والتعقيدات. وبحكم تجربتهم في تعليم المادة، اعتبروا أن هذا سيؤدي حتماً إلى نتائج أكثر سلبية، وإلى مزيد من التراجع في مستوى طلاب هذه المادة، بالإضافة إلى عدم تمكنهم من إنجاز المطلوب في الوقت المتاح. فتداعوا إلى مناقشة الموضوع، ووقع 283 أساتذاً على عريضة، ورفعوا ملاحظاتهم إلى وزير التربية، والمدير العام للوزارة فادي يرق، الذي أخذ بالملاحظات. أما الوزير فلم يعط أي رد ولم يحدد أي موعد للأساتذة للاستماع إلى رأيهم.
ويرى الأساتذة أن الزيادات فرضت بطريقة غير منظمة ومدروسة ولا تناسب الوقت المعطى تحت مسميات مختلفة مثل: تعديلات– إعادة النظر في المنهاج، وذلك ضمن مجموعات من الأساتذة "لا يمتلكون التمثيل الصحيح: لا يمثلون الارشاد والتوجيه، ولا يمثلون لجان الامتحانات الثانوية ولا يمثلون الأساتذة، في المدارس الخاصة أو الرسمية".
ويشير أحد أساتذة المادة إلى أنه تم في هذه التعديلات زيادة محاور كاملة وتعليق بعض الأفكار القليلة من الدروس بطريقة قصاصات، وتم تعليق العمل بمحاور كانت لا تدرس مسبقاً من قبل المعلمين. ولم يتم الأخذ بالاعتبار وقت التدريب أو الأنشطة الصفية أو اللاصفية، ولا حتى المسابقات السريعة أو للعطل غير المحسوبة.
ويقول أستاذ مادة علوم الحياة ومنسقها رائد معنا لـ"المدن" إن مناقشات حصلت في المركز التربوي، على مدى ست ساعات متواصلة، تم خلالها تبادل وجهات النظر في كثير من النقاط بشكل إيجابي وموضوعي وعلمي، والنتيجة "صدور توضيحات، للتوضيحات الموضحة سابقاً مع بعض اللمسات الصغيرة، لكن من دون أي تعديل".
وفي تشخيصه المشكلة والأسباب يشير معنا إلى "تدني معدلات ونسب النجاح في مادة علوم الحياة (البيولوجي) في المرحلة المتوسطة والثانوية، خصوصاً في فرع علوم الحياة، التي تصل إلى 11.75 من 20". والسبب: "عدم وضوح الدروس في الكتب الرسمية". "هروب الطلاب من صف علوم الحياة واستسلامهم للمعدلات المنخفضة". والسبب: "فقدان الأسئلة الوافية في الكتب المدرسية". الاستياء الدائم من قبل معلمي المادة بعد معاناتهم الطويلة، والسبب: "تعقيدات بعض الأفعال الاجرائية في بعض الأحيان". استياء الأهل من معدلات نتائج هذه المادة لأولادهم، والسبب: "البريم القاسي والمحدود في أحيان أخرى". استياء مديري المدارس الخاصة من معلمي البيولوجي والضغط عليهم سلباً، والسبب: "ضعف اللغة عند قسم كبير من طلاب لبنان لاعتماد مادة العلوم على اللغة بشكل كبير".
أما الحل المنطقي الذي يراه معنا، ويمكن أن يطبق خلال عام أو اثنين، فيتمثل في "تطوير المناهج (الدروس+ الأسئلة)، تبسيط وتوضيح طرق وضع مسابقات الامتحانات الرسمية، التخفيف من عبء بعض التعقيدات لبعض الأفعال الإجرائية، ووضع بريم مقبول ومستقر مع مرور السنوات". والإعلان عن هذه القرارات في شهر آذار، لكي يتم إخبار جميع المعلمين وتدريبهم للعام المقبل.
ويسأل أحد المشاركين في الاجتماع الذي جرى في المركز التربوي، بحضور مديرة مكتب الارشاد والتوجيه ورئيسة دائرة الامتحانات الرسمية بالتكليف هيلدا خوري: "كيف ستتم معالجة المشكلة التي ستحدث في المدارس والثانويات من جراء التأخر بانهاء البرنامج في مادة العلوم، بحسب ما أقرّت هيلدا خوري؟ وكيف يمكننا إنهاء البرنامج لصفوف الشهادات الرسمية في أول أيار؟".
يذكر أن عدد أسابيع التدريس الفعلي في صفوف الشهادات هو ٢٢ أسبوعاً. والأسئلة المطروحة: كيف يمكن إنهاء برنامج بحاجة إلى ٢٥ أسبوعاً بحسب توزيع المركز التربوي؟ لماذا تفردت لجنة العلوم وحدها بالعمل على استبدال محاور بأخرى ولم تلتزم بقرار الوزير أسوة بلجان المواد الأخرى؟ لماذا المطلوب من أستاذ مادة العلوم أن يبقى على مدار العام الدراسي مستنفراً متوتراً يبحث عن ساعات إضافية لإنهاء البرنامج، أما المعلمون الآخرون مطمئنون على إنهاء برامجهم قبل الوقت المحدد لهم؟ أسئلة برسم المركز التربوي، لعلّ الإجابات تأتي سريعاً لإنهاء الإشكالية القائمة.
عماد الزغبي
مـوقع العـهد
المعرض التوجيهي التاسع: خطوة نحو غَدٍ أفضل
ولأنَّ مستقبل الشبابِ الواعد هو رهنُ اختياراتِهم الأساسيّة، الجامعيّة منها والمهنيّة، كان لا بدّ أنّ يُوجَّه هؤلاء نحو مسارهم الصحيح الذي يتلاءم مع قدراتِهم وتطلعاتهم؛ وبالتالي يمنع تشتتهم فيما بعد. ولعلّ من أهمِ المؤسسات التي تُعنى بذلك جمعية المركز الإسلامي للتوجيه والتعليم العالي، التي بَذلت ولا تزال تبذل قصارى جُهدها من أجل تحقيقِ سياسة تربوية توجيهية تهتم بشؤون الطلاب وتطلعاتهم من جهة، وتلبي متطلبات سوق العمل من جهة أخرى. ويعدّ معرض التوجيه المهني الذي يقيمه المركز في قصر الأونيسكو في بيروت هذا العام، كما في كل عام، من أبرز الخطوات في هذا المجال.
المعرض التوجيهي التاسع
برعايةِ معالي وزير الصناعة الدكتور حسين الحاج حسن وتحتَ عنوان "اختصاصك مش حظ"، يُطلق المركز الاسلامي للتوجيه والتعليم العالي المعرض التوجيهي التاسع في لبنان لطلاب المرحلةِ الثانوية والذي سيقام في 10، 11، و12 من تشرين الثاني 2016. يَتضمنُ المعرض محاضرات توجيهية في مختلف الاختصاصات؛ وهو ينقسم إلى قسمين قسم خاص بالجامعات، حيث لكل جامعة جناحها الخاص تعرض فيه كل ما لديها من اختصاصات وأقساط ولقاءات مع الطلاب، وقسم القطاعات المهنية، تحت كلٍّ منها أحد القطاعات التالية: القطاع الصحي، القطاع الزراعي، قطاع العلوم الهندسيّة، قطاع المعلومات والتكنولوجيا، قطاع الإدارة والحقوق، قطاع التربية الاجتماعيّة.
ولا بدَّ لنا من الاشارة إلى أن المعرض يُعنى بتعريف الطالب على الاختصاصات الجامعيّة وعلى المهن، ويفسح لهم المجال للاستفسار أكثر عنها عبر الاستفادة من تجارب ذوي الاختصاصات. كذلك يقدّم لهم الفرصة لاختبار شخصيتهم المهنيّة والقيام بأنشطة فعليّة.
نحو غدٍ أفضل
مدير العلاقات العامة في جمعية المركز الإسلامي للتوجيه والتعليم العالي الاستاذ علي عيسى يصف المعرض بـ"المشروع الناجح" انطلاقًا من استمراريته وفعاليته وازدياد المشاركين فيه كل عام. ويؤكّد عيسى في حديث مع موقع "العهد" على أهميّة الهدف الذي يسعى المركز دائماً لتحقيقه من خلال هذا المعرض، ألا وهو "تشكيل وعي مهني لدى الطلاب". ويفسّر كلامه قائلاً "يقوم المعرض على تعريف الطلاب الى المهن بشكل أوسع وأدقّ، كما ويعرّفهم الى الاختصاصات المختلفة وبالتالي يحدد المسار الذي عليهم أن يسلكوه للوصول إلى المهنة التي تناسبهم."
هذا الهدف الأساسي تتبعه عدّة أهداف فرعيّة بحسب عيسى والتي تتعدّى عرض الاختصاصات الجامعيّة على الطالب إلى تبيان المهارات المطلوبة لاختيار الاختصاص وبالتالي المهنة فيما بعد، وتعريفه الى أهم الجامعات الموجودة في لبنان." ويشير عيسى خلال حديثه إلى "ازدياد مشاركة الجامعات ضمن هذا المعرض إلى حوالي 26 جامعة تعدّ الأهم على مستوى التعليم اللبناني، ومنها الجامعة اللبنانية، الكلية الحربية والمعهد العالي للدكتوراه."
أمّا ما يميّز هذا المعرض عن سابقيه، فهي "الأنشطة التجريبية والمهنية الجديدة والتي يختبر الطالب من خلالها مهاراته ويتعرف الى المهن أكثر." هذا الأمر يعدّ أمرًا مشجعًا للطلاب المهتمين الذين يتهافتون لازالة الضباب عن مستقبل حياتهم المُقبل. ولذلك يتمنى عيسى على الطلاب "الاستفادة القصوى من هذا المعرض والاستفهام بشكل أكبر عن الاختصاصات." ويختم مشددًا على دعوته إيّاهم "إدراك أهمية اختيار الاختصاص الجامعي والمهن المستقبليّة."
الجامعات المشاركة في المعرض التوجيهي التاسع هي: الجامعة اللبنانية، AUB، LAU، USJ، LIU، IUL، Phoenicia، USEK، BAU، University of Balamad، AUCE، AUST، NDU، AUL، Global، LCU، MUBS، AOU، Universite???? Antoine، USAL، Haigazian، جامعة المعارف، جامعة رفيق الحريري، جامعة الرسول (ص)، كلية جويا الجامعية. هذا بالإضافة إلى شركتي Studypedia وWTG (Way To Germany) التي ستشرح الخطوات الواجب اتباعها للطلاب الراغبين متابعة دراستهم في ألمانيا.
نور الهدى صالح
جـريدة الأخبار
تعليم التاريخ: تطوير التفكير أم بناء هوية مشتركة؟
في انتظار قرار سياسي يفك أسر منهج كتاب التاريخ، تخرج محاولات لتحفيز تدريس المادة وإبعادها عن الملل و«التسطير» (وضع سطر تحت المعطيات المطلوبة للحفظ).
فاتن الحاج
لمؤسسة أديان عرس في كل قرص. كما في مادتي التربية المدنية والفلسفة، كذلك في التاريخ تفرض المؤسسة الخاصة نفسها شريكاً للمركز التربوي للبحوث والإنماء في إعادة النظر بتعليم التاريخ في لبنان، ويحضر مرة جديدة شعار المواطنة الحاضنة للتنوع الديني والثقافي والحفاظ على الهويات الطائفية الشخصية للتلامذة.
في الظاهر، لا يبدو حتى الآن أن هناك تدخلاً مباشراً في إعادة صياغة منهج المادة كما في المادتين الأخريين، بل إنّ التمويل البريطاني ينصب بصورة خاصة على تدريب المعلمين لمساعدة الطلاب في المرحلة الثانوية على استنباط قراءات جديدة للتاريخ، عبر تنمية مهارة البحث عن موضوعات مثيرة للجدل وتحليل أسبابها وآثارها على هويتهم وحياتهم الحاضرة.
في الواقع، ما يقدم للطلاب بالتنسيق بين مؤسسة أديان والمجلس الثقافي البريطاني والمركز التربوي يأتي على شكل نشاط على هامش الجدول الدراسي، وهو ليس منهجاً أو كتاباً، بل مشروع دولي يطبق في أكثر من مكان في العالم. وفي لبنان، انطلق المشروع عام 2014 واختبره حتى الآن نحو 500 طالب من 30 مدرسة رسمية وخاصة. قاربوا 5 دروس نموذجية تتعلق بالنزاعات في ايرلندا الشمالية والهند وسيراليون وجنوب أفريقيا ولبنان. اختار هؤلاء أحداثاً تاريخية وأنتجوا أفلاماً وأجروا مقابلات مع شخصيات مؤثرة في الأحداث ومقارنات ببلدان شهدت نزاعات مشابهة.
طلاب ثانوية نزيه البزري الرسمية الذين حضروا أمس لعرض تجربتهم في مؤتمر «تعليم التاريخ في لبنان: الواقع الراهن، خبرات وتطلعات» قالوا لقد «أدركنا أن التاريخ ليس قصة واحدة مطبوعة في كتاب نحفظها عن ظهر قلب، بل وجهات نظر نتعلم منها كي لا نكررها، ووسيلة قائمة على التحليل والتفكير النقدي». وظهر أن المتعلمين أبدوا اهتماماً بأدوات تعليم التاريخ «لكوننا نعيش في عصر التكنولوجيا».
في إيرلندا الشمالية، ساهم المشروع في تحفيز الطلاب والأساتذة على تدريس النزاع بين البروتستانت والكاثوليك، بعدما كان التعليم منفصلاً عن المجتمع لفترة طويلة، وبقي هناك اصرار على تجنيب المدرسة ثقافة ذكر الحرب والادعاء بأن كل شيء يسير على ما يرام. وبرغم حماسة الطلاب لتنفيذ مشاريع عن الحروب بين الطائفتين، ظل بعض الأساتذة والأهالي يتذمرون من تعريف أبنائهم بالطائفة الأخرى.
لم يُبد أي من التربويين المشاركين في المؤتمر اعتراضاً على المشروع نفسه والجهة التي تنفذه وتموله، بل إنّ النقاش تمحور حول الانقسام السياسي والمسار الذي رافق وضع منهج كتاب التاريخ في لبنان. توحيد المنهج أو الكتاب هو إحدى المسائل الخلافية، فمنهم من يرى أنّ التوحيد يلغي الحشرية العلمية ويلزم التقيد بحرفية الرواية الرسمية الموحدة، فيما يرى آخرون أنّه البديل عن موزاييك الكتب الملونة بألوان المذاهب، وخصوصاً أن لدينا حذرا نتيجة التنوع الديني. تركز مديرة مركز الدراسات اللبنانية مهى شعيب على أهمية تطوير التفكير التاريخي وتعزيز قدرات الطالب ليبني روايته الخاصة، إذ ليس مطلوباً سرقة روحية المادة بالحتمية التاريخية وتذويب آراء التلامذة من خلال تقديم رواية واحدة وبناء هوية مشتركة واستراتيجية موحدة. يكون ذلك بطرح تساؤلات وجعل الطلاب يجيبون عنها، وبدلاً من اعطائهم معلومات خاطئة.
الياس قطار، استاذ التاريخ في الجامعة اللبنانية يؤكد هو الآخر أن رفض حيادية التاريخ لا يعني اغفال اي معطى يتعلق بحدث معين، سواء أكان يعجبنا أو لا يعجبنا، إذ لسنا ناضجين لنعطي رأياً نهائياً في أي حدث.
جـريدة النهار
"وحدة العائلة التربوية" في مؤتمر لمعلمي "القوات":
هل من رهان على التربية كصانعة للتغيير؟
تفاوتت المقاربات حول الرسالة المنوط بالمؤسسة التربوية القيام بها في المؤتمر التربوي الذي نظمته مصلحة المعلمين في "القوات اللبنانية"، في مقر الأمانة العامة للمدارس الكاثوليكية، بعنوان "من أجل وحدة العائلة التربوية"، فغاب التركيز على المدرسة الرسمية ورفع مستوى جودتها كأساس لرفع شأن التعليم، وتركز الاهتمام على علاقة المعلمين بالتلامذة والأهل في المدرسة الخاصة.
لم تخرج المداخلات عن السياق التقليدي الذي يرى في وحدة العائلة التربوية موضوعاً أخلاقياً، باستثناء ما طرحه عضو الأمانة العامة للمدارس الكاثوليكية ليون كلزي، الذي تساءل عن المؤسسة التربوية، أهي للإصطفاف أم هي صناعة التغيير؟ مستنتجاً أن على التربويين أن يكونوا صانعي الوعي بالدرجة الأولى.
في حين أثار النائب إيلي كيروز في كلمة بإسم رئيس "القوات" سمير جعجع، مسألة مهمة تتعلق بتمثيل الأهل بلجان منتخبة من قبلهم، ما يساهم في تحمل مسؤولياتهم التربوية بالتعاون والتضامن مع إدارة المدرسة والمعلمين.
ومع ذلك فإن وجود مثل هذه اللجان لا يعفي الأهل من ممارسة مسؤولياتهم التربوية المباشرة تجاه أبنائهم.حضرت مسألة علاقة التربية بالسياسة، لكن المداخلات لم تتطرق الى دور المعلمين في رفع مستوى المدرسة وتشكيل الوعي، الى مسألة أساسية تتعلق بحقوقهم، باعتبارهم ركناً أساسياً في العائلة التربوية، باستثناء ما أشار اليه وزير التربية الياس بوصعب، الذي أعاد تصويب النقاش، بقوله أن من المعيب أن يحصل المعلم على راتب أقل من الراتب الذي يتقاضاه تلميذه قبل أو بعد تخرجه، فكيف يمكننا بناء وطن طالما أن الدولة غائبة غيابا تاماً عن إنصاف الأساتذة والمعلمين، وهذا الأمر يستدعي التبصر والتعمق في البحث ضمن هذا المؤتمر التربوي، سيما وان ضعف الترابط بين مكونات العائلة التربوية جاء في شكل أساسي من الخلاف حول السلسلة.
ماذا عن المناهج التربوية وعلاقة العائلة التربوية بها؟ كان هذا الموضوع شبه غائب عن مناقشات المؤتمر، خصوصاً في كلمات الإفتتاح الرسمية، باستثناء ما اشير اليه عن البناء التربوي المتين الذي يستدعي الإطلالة على كل ملفات التربية. وكانت نقطة مهمة جاءت من راعي المؤتمر البطريرك ما بشارة بطرس الراعي، حيث قال ممثله المطران جوزف نفاع ان المشكلة الأساسية في المدراس الخاصة هي اقتصادية، فكلفة التعليم المتميز أصبحت عالية جدا، داعياً الى ردم الهوة كي يعود القطاع التربوي الى تأدية الدور الحيوي المطلوب منه.
جريدة اللواء
«حراك المتعاقدين الثانويين» لتعديل واحتساب أجور التصحيح
وجّه «حراك المتعاقدين الثانويين» مذكرة الى رئيس مجلس النواب نبيه بري تناشده «العمل بقرار مجلس الوزراء 2016 الداعي الى تعديل وإحتساب أجور التصحيح والمراقبة في الإمتحانات الرسمية للمعلمين وزيادة هذه الأجور»، مشدّدين على أنه «بعد معاناة طويلة في سبيل إنتزاع حقوق المعلمين وتحديدا هنا الحق في زيادة أجور التصحيح والمراقبة في الامتحانات الرسمية، والتي كانت لا تتلاءم مطلقا لا مع تعب وجهد المعلمين ولا مع نمو وتطور الاوضاع الاقتصادية، إستطعنا وبعون الله وبمساعدة كل من وزيري التربية والمال الوصول الى صيغة رفعنا بموجبها هذه الأجور والذي تجسد بتوقيع كل من الوزيرين المحترمين على قرار الزيادة هذه وبموافقة مجلس الوزراء».
ولفتوا الى أن «المشكلة أن وزارة المال لها إجتهادها الخاص الذي عرفنا لاحقا مضمونه والذي يتلخص بتجزأة قرار الزيادة لتحتسب المالية فقط أجور الدورة الثانية ولتبقي أجور الدورة الأولى على السعر القديم (الدورة الاولى هي الأهم). هذا ما أخبرنا به ونحاول اصلاحه بالتوجه إليكم للتدخل مع وزير المال لتنفيذ مضمون القرار دون إجتهادات ستوفر حتما المال على خزينة الدولة، لكنها حتما أيضا ستمنع عن آلاف المعلمين حقوقا مكتسبة شرعها لهم القانون والحق والضمير، وستضر حتما بقطاع واسع من المعلمين المتعاقدين والملاك بما يقارب عشرات الآلاف».
الوكالة الوطنية
من الوكالة
• برعاية رئيسة الجامعة الاسلامية في لبنان الدكتورة دينا المولى، وبالتعاون مع المعهد الفرنسي في السفارة الفرنسية، نظم قسم اللغة الفرنسية وآدابها في كلية الآداب والعلوم الانسانية يوما أدبيا حول أعمال الكاتبة والروائية الفرنسية سيلفي جرمان Germain Sylvie في قاعة الاحتفالات الكبرى في مقر الجامعة في خلدة، بحضور مساعد رئيس مجلس الأمناء الأستاذ نزيه جمول، وأمين عام الجامعة د. حسين بدران وعمداء وحشد من ممثلي الجامعات والأساتذة والطلاب.(..)
• نظمت ورشة عمل طالبية في مقر اتحاد الشباب الديموقراطي الفلسطيني "أشد" في مخيم مار الياس - بيروت، بدعوة من الفرع الجامعي للاتحاد، في حضور قيادة الاتحاد وحشد من الطلبة الجامعيين الفلسطينيين من مختلف جامعات بيروت.(..)
الموضوعات المدرجة ضمن هذه الصفحة تعرض للقارئ أبرز التقارير التربوية في الصحف المحلية،
وموقع التعبئة التربوية لا يتبنى مضمونها