جريدة السفير
مؤتمر أكاديمي في باريس: فرنسا تفقد دورها العربي
شكلت «الأخطاء المثيرة للقلق التي ارتكبتها القيادة الفرنسية في الشرق الاوسط»، العنوان المشترك لكلمات المشاركين في مؤتمر «الأكاديمية الفرنسية للجيوبوليتيك» في جامعة السوربون في العاصمة الفرنسية باريس، والذي جمع عدداً من السياسيين والمفكرين.
وأجمع الحاضرون من المحاضرين العرب والأجانب على الإشارة الى ان تلك الأخطاء أصبحت ملتصقة الى حد التبعية العمياء بالسياسة الأميركية وما عادت متوازنة ولا مستقلة، وطالب بعضهم بـ «إعادة السير على طريق دمشق»، بينهم وزير الدفاع الاسبق جان بيار شوفنمان الذي كان قد استقال من منصبه احتجاجاً على غزو العراق، والنائب جيرار بابت الذي كان في طليعة النواب الذين زاروا دمشق مؤخراً والتقوا الرئيس بشار الاسد.
وحاضر من لبنان كل من الرئيس السابق لمعهد الدكتوراة في الجامعة اللبنانية الدكتور طلال عتريسي، الذي اعتبر أنه منذ بروز ايران كلاعب إقليمي ثم دولي، وبدلاً من ان تستغل فرنسا الأمر وتنحو صوب الاعتدال الدولي، تطابقت مع السياسة الاميركية وها هي تراكم الأخطاء وتفقد دورها.
وراى استاذ العلوم السياسية الدكتور عادل خليفة، ان فرنسا تخلت عن لبنان ولم يعد لها سياسة مستقلة وواضحة. وقال إن بداية الانحراف الفرنسي الخطير صوب اميركا بدأ مع القرار 1559 و«استمر مع صديق اسرائيل (الرئيس الفرنسي السابق) نيكولا ساركوزي وصولاً الى الرئيس الحالي فرانسوا هولاند الذي يُضحّي بكل شيء لاجل صفقات مع الخليج».
واستعرض الكاتب فيصل جلول تاريخ الدور الفرنسي ومحطاته المفصلية من حرب الخليج الى سوريا، معتبراً ان الديبلوماسية الحالية والأخطاء المتراكمة وانتشار الارهاب تضع فرنسا امام وضع مصيري يتطلب اعادة نظر في هذا الاصطفاف الأعمى خلف اميركا.
وكان لشوفنمان، القيادي اليساري المشاكس، مداخلة عميقة حول أخطاء السياسة الخارجية الفرنسية من العراق الى سوريا والثمن الذي تدفعه الآن بسبب انعدام الرؤيا والالتصاق الاعمى بالحلف الاطلسي.
وقد أجمع معظم المحاضرين على الخطأ الفادح في السياسة الفرنسية الراهنة حيال سوريا، وقبلها حيال ايران في الملف النووي، ما يؤدي الى فقدان فرنسا ما بقي لها من دور عربي لتصبح على قارعة طريق الاتفاقات والتوازنات الدولية.
جريـدة الأخبـار
ردود | المركز التربوي ودمج الفلسفة: لم نتقدّم بأيّ توصية رسمية
تعليقاً على التقرير المنشور في "الأخبار" (العدد الصادر في تاريخ 5/7/2016) تحت عنوان: "عندما يلتقي اليمين وداعش... ضد الفلسفة"، ردّت رئيسة المركز التربوي للبحوث والإنماء بالتكليف ندى عويجان بما يأتي:
1 – إن الدكتور بيار مالك، مسؤول قسم الفلسفة في المركز التربوي للبحوث والإنماء التابع لوزارة التربية، لم يكتب على "الواتساب" لمجموعة من الأساتذة "إن الموافقة على الدمج تمّت"، إذ إن الموافقة على دمج مادة الفلسفة العربية بمادة الفلسفة العامة تتطلب إجراءات عدة، تبدأ بدراسة اللجنة المختصة في المركز التربوي للبحوث والإنماء، مروراً بموافقة وزير التربية والتعليم العالي، وصولاً إلى استصدار مرسوم بهذا الشأن من قبل مجلس الوزراء، لأن تطوير أو تعديل المناهج يتم وفقاً للقوانين المرعية الإجراء.
وحتى تاريخه لم يتخذ المركز التربوي أي قرار ولم يتقدم بأية توصية رسمية، وإنما ما زلنا في مرحلة الدراسة.
2 – إن الدكتور مالك لم يتحامل يوماً على الثقافة الإسلامية، ولم يستخف بأية رموز دينية، ولم يتداول أصلاً في هذا الموضوع من قبل المشاركين. وإن ما نُسب إليه ليس إلا افتراءً واختلاق إشاعات لا أساس لها من الصحة. والجدير بالذكر أن الكاتب يقول في المقال نفسه إن هذه المعلومات نقلها إليه بعض الأساتذة، الأمر المستهجن لصحيفة غرّاء تنشر مقالاً قبل التحقق من صحة مصدره ومضمونه. مع الإشارة إلى أن وقائع الندوة موضوع المقال قد نشرتها صحف عدة بكل موضوعية، دون ذكر أي من الاتهامات التي وردت في التقرير المذكور.
3 – إن ما ورد في التقرير عن "ان الحرب الأهلية لم تنته. لقد سكت المدفع فقط، إنما رواسبها ما زالت تحرّك الوعي هنا وهناك"، يسبّب النعرات الطائفية والحرب الأهلية. وما نُسب إلى المركز التربوي والعاملين لديه من مسؤولين تربويين ما هو إلا اتهامات باطلة، في حين أن المركز التربوي للبحوث والإنماء، وتحديداً رئيس قسم الفلسفة الدكتور بيار مالك (وفي إطار العمل على تطوير المناهج)، اقترح إدخال مادة الفلسفة العربية إلى كافة فروع الثانوية العامة بغية إيصالها إلى طلاب لبنان في المرحلة الثانوية، بدلاً من أن تُدرّس فقط في فرع الإنسانيات.
ردّ المُحرّر:
تُصرّ "الأخبار" على أنّها نقلت بأمانة ما حصل ودار في ندوة "الأونيسكو"، التي نظّمتها رابطة أساتذة التعليم الثانوي. فالتقرير لم يتحدّث بأي شكل من الأشكال عن دمج رسمي حصل، بل ورد حرفياً أن "بعض الأساتذة الحاضرين فوجئ بإذاعة توصيات لم تُناقش معهم، بل أكثر مِن ذلك، فوجئوا بالدعوة إلى التوقيع عليها عند الباب أثناء مغادرتهم. مِن بين هذه التوصيات، وبنص واضح: دمج مادّة الفلسفة العربيّة بمادة الفلسفة العامة"، وهذه الواقعة وقعت.
على أي حال، تُرحّب "الأخبار" بالمواقف الإيجابيّة من مادة الفلسفة العربيّة، وهي، مع شريحة مِن الأساتذة، لا تُريد سوى ذلك. أخيراً، وبالتأكيد، وحتماً، ما مِن مقال يُمكنه أن يُسبّب حرباً أهليّة.
محطة للطاقة الشمسية في الجامعة الأميركية
افتُتحت امس محطة ضوئية لامركزية في كلية الهندسة التابعة للجامعة الأميركية في بيروت، وجرى تركيب هذا النظام بتمويل من مشروع MEDSOLAR لحوض المتوسط المموّل من الاتحاد الأوروبي.
يستمد هذا النظام الضوئي الطاقة مباشرة من الشمس ويحولها إلى كهرباء لتستخدمها منشآت الجامعة. وتصل قدرته إلى 150 كيلوواط ذروة مقسّمة بين مبنيين هما مبنى قسم الهندسة ومبنى البحث العلمي. وبحسب المسؤولين عن هذا المشروع، سيكون لمحطة الطاقة المنافع التالية:
- أولاً ستوّلد حوالي 275 ميغاواط ساعة في السنة، أي ما يوفر على الجامعة الأميركية حوالي 40 ألف دولار سنوياً يمكن استثمارها في تطوير التعليم.
- ثانياً ستحدّ من الأثر البيئي للجامعة من خلال تقليص انبعاثات الغازات المسببة لمفعول الدفيئة. وسيوفر المشروع ما لا يقل عن 190 طناً من انبعاثات ثاني أكسيد الكربون في السنة.
- ثالثاً يمكن استخدام المحطة كنموذج حيّ للطلاب في الجامعة لتعزيز معرفتهم النظرية لهذه الأنظمة، وفي إمكان الجامعة الوصول إلى البيانات الفنية عن النظام لناحية التصميم ومعلومات الأداء التي يمكن أن يستخدمها الأساتذة والطلاب على السواء.
مدير مركز الهندسة الكهربائية والكمبيوتر في كلية الهندسة في الجامعة الأميركية فريد شعبان أشار إلى أنّ النظام الضوئيّ في الجامعة قادر على تزويد المبنى بأكمله بالكهرباء، مشيداً بالمشروع، وواصفاً إياه بأنّه من أكبر المشاريع التي تقوم بها مؤسسة أكاديمية.
جريـدة النهار
هيام صقر مكرمة في احتفال متخرجي الأميركية: انتظروا (AUB) ثانية في مسيرة (AUST)
كرّمت جمعية متخرجي الجامعة الأميركية في بيروت، خلال احتفائها بمتخرجي اليوبيل الألماسي في فندق مونرو، رئيسة الجامعة الأميركية للعلوم والتكنولوجيا (AUST) الدكتورة هيام صقر، وكان ضيف الشرف الرئيس ميشال سليمان.
وبعد كلمة لرئيس الجمعية فواز المرعبي وكلمة لسليمان، عرض وثائقي عن المكرمة صقر تناول مسيرتها الأكاديمية ونجاحاتها العلمية ومساهمتها في إنشاء جامعة (AUST).
وألقت صقر كلمة قالت فيها: "في مسيرة حياتي التربوية والاجتماعية آمنت بكرامة الإنسان في نظرتي وسلوكي في الحياة، التزمت المبادئ والقيم: عدالة، تسامح، تآخي، وآمنت ان لا الفقر يهبط بالكريم ولا الغنى يعلي اللئيم. ونبذت التعصب بكل أشكاله الطائفية والمذهبية والعرقية والجنسية وأحببت لبنان وآمنت بمستقبله على رغم كل العثرات".
أضافت: "آمنت بالتربية والعلم رسالة تفاعل في المجتمع والتزمت ترسيخها في العائلة اللبنانية فساهمت في جامعة AUST في توفير فرص التعليم العالي في لبنان بكلفة محدودة وبأداء جيد".
تابعت: "هذه قصتي مع AUST فخر حياتي وانجازاتي ولدت من ذخر وهبته لي الـ AUB وها هي اليوم سائرة على طريقة الجامعة التي علمتني وربتني وكوّنتني، ولذا مع الوقت انتظروا AUB ثانية ولو على أصغر، على رغم ان الطموح لا ينقص والإرادة لا تنقص والتصميم موجود. ان تكريم جامعتي هو شرف ما بعده شرف وأن أكون بحضرة من سبقني ومن لحقني من المتخرجين الذين يكرمون اليوم أتيقن تماما من ان ما أراده رئيس الجامعة الأميركية في بيروت ستيفن بنروز قد تحقق لأن متخرجي الـ AUB تركوا ويتركون بصماتهم في كل الدنيا". بعد ذلك، قدم الرئيس سليمان درعا تقديرية إلى صقر.
جريدة اللواء
جامعات
• أعلنت رئاسة الجامعة اللبنانية عن حاجتها للتعاقد مع أساتذة التدريس في كلية طب الأسنان، في الإختصاصات الآتية: التعويضات الثابتة أو المتحركة، تقويم الأسنان، جراحة الفم والفكين، أمراض الفم وتشخيصها، أمراض وجراحة الأنسجة الداعمة للسن، أشعة الأسنان والوجه والفكين، العلاجات الترميمية والتجميلية، علاج الجذور، طب أسنان الأطفال وصحة الأسنان العامة. وأوضحت في بيان أن الطلبات «تقدم لدى أمانة سر عمادة الكلية - مجمع رفيق الحريري الجامعي- الحدث، ابتداء من 12/7/2016 لغاية 22 منه ضمنا».
• أعلنت عميدة كلية الصحة العامة في الجامعة اللبنانية الدكتورة لينا سعدالله عن موعد إجراء مباراة الدخول للعام الجامعي 2016 - 2017، وذلك يوم السبت الواقع فيه 16/7/2016. ويستمر تقديم طلبات التسجيل لهذه المباراة الى الثلاثاء 12 تموز ضمنا في فروع كلية الصحة العامة كافة.
• أقامت جامعة الروح القدس- الكسليك بالتعاون مع جامعة جورج واشنطن الأميركية حفل توزيع شهادات على المشاركين في برنامج مشترك بين الجامعتين حول «الإدارة الاستراتيجية والقيادة».(..)
• منحت السيدة منى الهراوي جائزة الرئيس الياس الهراوي السنوية إلى رئيس الجامعة اليسوعية الأب البروفسور سليم دكاش، في أوديتوريوم بيار أبو خاطر - كلية الاداب والعلوم الانسانية.(..)
• استقبل وزير التربية والتعليم العالي الياس بو صعب وفداً من بلدية القاع برئاسة الرئيس بشير مطر وعضوية أمين شحود وكارلا رزق، وتناول البحث الحاجات التربوية للبلدة ولمدارسها وأهلها وكيفية تلبية هذه الحاجات، كما تناول البحث بناء مدرسة رسمية جديدة في القاع على ارض تقدمها البلدية. واستقبل الوزير بو صعب أيضاً رئيس بلدية شكا فرج الله كفوري، وبحث معه في تأمين الاحتياجات التربوية لبلدة شكا ورفع أداء مدارسها الرسمية.
الوكالة الوطنية
المرشحة لرئاسة الجامعة اللبنانية رجاء مكي أعلنت برنامجها
أعلنت المرشحة لرئاسة الجامعة اللبنانية رجاء مكي برنامجها في بيان أشارت فيه الى أن "الجامعة تعاني منذ سنوات عدة، من حال ترهل يضعف قدرتها على لعب الادوار الوطنية، ومن هذه العوامل: المركزية الادارية والاكاديمية المولدة لبيروقراطية ادارية واكاديمية تبطىء وتعرقل سير العمل، ادارة تقتصر على تصريف الاعمال بحدها الادنى ولا تلامس مشاكلها البنيوية من زاوية الاصلاح، تغلغل سياسي في جميع زواياها، تفريغ معاهد الدكتوراه من وظائفها الاساسية، انعدام الانضباط والرقابة، التعاقد والتفريغ والادخال الفوضوي في الملاك، تطبيق فوضوي ومشوه لنظام ال LMD، غياب التوصيف الوظيفي للاساتذة حسب رتبهم، والوضع السيىء للابنية وتجهيزاتها في العديد من الفروع".
وذكرت عددا من "المهمات الملقاة على عاتق الرئيس الجديد للجامعة كالاتي: إعادة هيكلة للجامعة تتناسب مع حجمها والوظائف الجديدة التي يجب ان تسند اليها، وضع نظام جديد مرن يأخذ بالاعتبار المستلزمات الجديدة للتعليم العالي، وضع حد للتغلغل السياسي، تعزيز معاهد الدكتوراه، وضع انظمة ومعايير جديدة للتعاقد والتفرغ والتدرج والدخول الآلي في الملاك، وضع انظمة ومعايير للتقييم السنوي، إعادة النظر ببرامج التدريس بما يتناسب مع المستلزمات الحقيقية لنظام ال LMD وتمهين التعليم الجامعي، إنشاء مجلس علمي ذات صلاحيات جدية للسهر على اصلاح برامج التدريس وتطبيقها، توصيف وظيفي واضح للاساتذة حسب رتبهم وتقييمهم على اساسه سنويا، إنشاء مراكز ابحاث ومختبرات في جميع المعاهد والكليات وتزويدها بأنظمة مرنة تسمح لها التعامل مع القطاع الخاص، استحداث شهادة الاهلية في ادارة اطروحات الدكتوراه، الاعداد المستمر للكادرات في القطاع العام والخاص من خلال دورات تنظمها الكليات والمعاهد، إنشاء مجمعات في المحافظات كافة وإعادة هيكلة الادارة المركزية وتزويدها بدوائر جديدة".
وأكدت أن "جميع هذه الاصلاحات وسواها، ستكون في صلب النظام الجديد للجامعة".
جريدة المدن
"القوات" تكافح المخدرات: الأحزاب تعقّد المسألة أمنيّاً؟
لعلّ السؤال الأوّل الذي يخطر في الذهن، في ما يخصّ حملة التوعية على خطر المخدرات التي أطلقتها مصلحة الطلاب في "القوات اللبنانية" وتوّجتها بإطلاق أغنية "قرارك طبيب" بالتعاون مع عاصي الحلاني، هو أنّه كيف لحزب سياسي مثل "القوات اللبنانية" أنّ يصبّ ثقله في موضوع اجتماعي كالمخدّرات.
رئيس مصلحة الطلاب جاد دميان، يرى المسائل بطريقة مختلفة. فبالنسبة إليه "المصلحة معنيّة بشؤون الطلاب والشباب أوّلاً، وثانياً الأحزاب تهدف إلى دعم المجتمع ودفعه إلى الأمام". لذا يستغرب تعجّب البعض من حملة التوعية هذه. لكن التساؤل أيضاً لا ينحصر في ماهيّة "القوّات" ومصلحة طلّابها، بل يتعدّاه إلى التشكيك في تأثير المخدّرات في المجتمع اللبناني من ناحية حالات التعاطي والوفيّات. وهذا ما ردّ عليه دميان بالإستناد إلى دراسات أنجزتها أكثر من عشر جمعيّات ناشطة في موضوع التوعية على المخدّرات، إذ إنّ "معدّل أعمار تعاطي المخدّرات تراجع من سنّ 18 إلى سنّ 14. ما يعني أن التعاطي يضرب المدارس وأن أكثر من 4 آلاف حالة وفاة تحصل كل عام في لبنان بسبب المخدّرات".
تعديل القانون
يقسّم دميان أهداف الحملة إلى شقّين. أولاً، الشقّ التوعوي الذي يحثّ من لا يتعاطى على عدم دخول عالم المخدّرات ويساعد المدمن في العلاج والخروج من أزمته. وثانياً، الشقّ القانوني الذي يشمل طرح تعديلات قانون المخدّرات وكيفيّة معالجة المدمنين.
ففي الشق التوعوي، يقول دميان إن هدف المصلحة هو "تجاوز التهميش الذي يُعامل به المدمن، والوقوف بجانبه ومدّ اليد إليه لإخراجه من القاع الذي هو فيه، وجعل حياته ذات هدف ومعنى". فلا يصحّ وفق دميان "تحقير المدمن، كما لا يصحّ التعيّب من الحديث عن موضوع تعاطي المخدرات". ويرى أنّ من نتائج الحملة أن "أصبح الحديث عن المخدرات والمدمنين سهلاً، لا يتمّ التهرّب منه دائماً".
وفي الشقّ القانوني يشمل مشروع تعديل القانون الذي عمل عليه النائب جوزيف المعلوف بمساعدة الجمعيات المدنية تغييراً في سياسة تعامل الدولة مع المدمن باعتباره "مريضاً" وليس "مجرماً"، وأن يتم وضعه في أماكن مخصصة للعلاج، وليس في زنزانات يجتمع فيها مع تجّار المخدرات. و"القوّات ستضغط أكثر على الدولة لضبط عمليّات التهريب ومحاسبة الفاسدين ضمن الأجهزة الأمنية، الذين يسيّرون هذه العمليّات"، وفق دميان.
إختيار موضوع المخدّرات ليكون حديث الساعة في المصلحة لم يكن من باب الصدفة أو محصوراً بقرار شخص أو اثنين، بل هو نتيجة استطلاع أراء عينة من القواتيين المنتسبين إلى المصلحة، في المواضيع التي يرون في معالجتها مجتمعياً ضرورة ملحة. وكانت المخدّرات في صدراتها.
والآلية نفسها ستتكرّر الآن، وفق دميان، لكن بديمقراطية أكثر في ما يخصّ المواضيع التي ستطرح مستقبلاً، خصوصاً بعد اعتماد فكرة "التوصيات"، التي صُوّت عليها في مؤتمر المصلحة العام، الذي عقد مؤخراً للمرّة الأولى في تاريخها. وفي هذا المؤتمر، قُرر أن يكون "التعليم" بما يشمله من تحسين للقدرات والخبرة والنوعية والمناهج، الأولوية في نشاطات المصلحة المقبلة.
الفعالية والتناقض
واذا كان يمكن للحملة أن تنجح على الصعيد الاجتماعي، خصوصاً في التأثير على وعي الناس، إلا أنها على الصعيدين الرسمي والقانوني تواجه صعوبات، وفق دميان، نظراً "لعدم اجتماع المجلس النيابي لتعديل القانون والحاجة إلى رئيس للجمهورية قبل ذلك". كذلك فإنّ حلّ مشكلة مافيا المخدّرات وعلاقتها بالأجهزة الأمنية وأجهزة المخابرات، ليس أمراً واقعياً في بلد قائم على الفساد والإحتكار.
والملاحظ أيضاً أنّ فعاليّة الحملة يمكن أن تضرّ بها الحملة نفسها عبر بروز نتائج عكسيّة. فرغم التوعية على أنواع المخدرات واختلافاتها ضمن الحملة، إلّا أنّ عنوانها الأساسي يضع كلّ المخدّرات في خانة واحدة. وهذا ما لا توافق عليه جمعيات ناشطة في هذا المجال. فتصنيف مدخن الحشيش في مستوى متعاطي الهيرويين مثلاً يمكن أن يدفع الداخل الجديد إلى عالم المخدّرات من باب الحشيش إلى أن ينطلق لما هو شبيه بالحشيش بحسب ظنّه. وهناك تخوّف من أن يكون سعي الأحزاب لمحاربة المخدرات ذريعة جديدة لأجهزة المخابرات والتقصّي للاستمرار في اعتمادها المعاملة غير الإنسانية مع المتعاطين. وهذا ما يخشاه دميان، لكنّه يرى أنّ الحملة تركّز على مظلومية المتعاطي وحالته الصعبة قبل أي شيء. وبالتالي فإنّها "لا تشجّع القوى الأمنية على أساليبها غير الحضاريّة".
ويمكن لـ"القوّات" أن تتغنّى بالحملة كنوع من التجديد السياسي الذي "يُدخل الأحزاب في صلب المشاكل الاجتماعية ويجعلها تنسّق مع جمعيّات المجتمع المدني، التي تملك الخبرة التقنية"، وفق دميان. لكن هذا التجديد، في غايته، ربّما يعكس فكرة أكبر بالنسبة إلى "القوات"، لها علاقة بعقيدتها الأساسية، فيضحي التجديد المفترض تقليداً قديماً. فما تقوله أغنية الحلاني "رح يضعف لبنان" في حال ضعف الشباب أمام المخدرات، يعيد التركيز على لبنان ككلّ، متجاهلاً الفرد وخصوصيته، وعاكساً شموليّة في النظرة إلى المجتمع الذي تتمنّاه "القوّات". وهذا ما لا يختلف مثلاً عن حملة يمكن لـ"حزب الله" أن يطلقها لإنقاذ الشباب من آفة معيّنة يكون هدفها الأول تجنّب ما يضعف "المقاومة".
عباس سعد
الموضوعات المدرجة ضمن هذه الصفحة تعرض للقارئ أبرز التقارير التربوية في الصحف المحلية،
وموقع التعبئة التربوية لا يتبنى مضمونها