جريدة السفير
ربع المراهقين في بيروت يعانون اضطراباً نفسياً
يسجل انتشار الاضطرابات النفسية والسلوكية عند المراهقين في لبنان معدلاً أعلى من البلدان العربية. إذ تعاني نسبة 26.1 في المئة من المراهقين (أي معدل واحد على أربعة)، في محافظة بيروت، من أحد الاضطرابات النفسية أو السلوكية. في المقابل، يفتقر المراهقون الحصول على خدمات الرعاية الطبية اللازمة إذ لا تحصل سوى نسبة 6 في المئة من المصابين على العلاج المتخصّص.
تعود هذه المعطيات الى دراسة في شأن انتشار الاضطرابات النفسية والسلوكية عند المراهقين في لبنان وبالتحديد في محافظة بيروت ونشرت في 31 أيار الماضي في المنشورة العلمية «Social psychiatry and psychiatric epidemiology». شملت الدراسة، وفق المشاركة فيها الباحثة في كلية العلوم الصحية في «الجامعة الأميركية في بيروت» الدكتورة ليليان غندور، 510 مراهقين تتراوح أعمارهم بين 11 و17 عاماً. وارتكزت على إجراء مقابلات وتعبئة استمارات مع المراهقين والأهالي، وتعتبر العينة تمثيلية لمحافظة بيروت.
تشير النتائج إلى أن نسبة 14 في المئة من العينة تعاني اضطراباً نفسياً او سلوكياً واحداً، بينما تسجل نسبة 8 في المئة اضطرابين، ونسبة 3 في المئة من ثلاثة اضطرابات ونسبة 0.8 في المئة أربعة اضطرابات أو أكثر. تنتشر الاضطرابات النفسية والسلوكية بمعدل 6.7 في المئة (اضطرابات في المزاج)، 13.1 في المئة (قلق)، 10.2 في المئة (نقص في الانتباه وإفراط في الحركة)، و4.7 في المئة (اضطراب في السلوك).
تعتبر تلك المعدلات، وفق الباحث الرئيس والمتخصّص في الاضطرابات النفسية والسلوكية عند الأطفال والمراهقين الدكتور فادي معلوف، مرتفعة مقارنة مع الدول العربية. فيصنّف لبنان في شأن انتشار القلق عند المراهقين بين الدول التي تعيش بسلام من دون أزمات مثل الإمارات (نسبة انتشار القلق عند عينة من المراهقين 1.6 في المئة)، وعُمان (5.6 في المئة) وقطاع غزة (21.5 في المئة).
من جهة أخرى، يرتبط انتشار الاضطرابات النفسية والسلوكية عند المراهقين، وفق غندور، بعوامل عدة. يتعرّض المراهقون الذين لديهم أهل منفصلون، أو مطلقون، أو متوفون لمعدل ثلاث مرات من الاضطراب النفسي أو السلوكي أكثر من المراهقين الذين يعيشون وسط عائلة طبيعية بسبب نقص العاطفة والحنان وقلة ثقة بالنفس.
وتزيد العوامل الجينية والوراثية من خطر الانتشار إذ يتعرّض المراهقون الذين لديهم تاريخ عائلي بالاضطرابات النفسية لمرتين أكثر من غيرهم. وترتبط الإصابة بمشاكل صحية بظهور اضطرابات نفسية ومنها الاكتئاب والتوتر والقلق. يشرح معلوف أن التنمر عند المراهقين يمكن أن يشكل سبباً لظهور الاضطرابات النفسية والسلوكية أو نتيجة لها. وتلحظ الدراسة أن الإناث هنّ أكثر عرضة للإصابة باضطرابات في المزاج بينما الذكور هم أكثر عرضة لاضطرابات في السلوك نسبة الى اختلاف التركيبة البيولوجية عند المراهقين بين الجنسين.
ولم تتلقّ سوى نسبة 6 في المئة من المصابين العناية الطبية اللازمة، بينما اعتبرت نسبة 37.6 في المئة من أهالي المصابين أن أبناءهم بحاجة إلى علاج طبي أو نفسي، ما يبيّن وجود نقص في توفير العلاج للأشخاص المصابين باضطرابات نفسية أو سلوكية. يُعيد معلوف النقص في تأمين العلاج إلى العدد الضئيل للأطباء النفسيين في لبنان (75 طبيباً بمعدل طبيبين لكل مئة ألف نسمة) وخصوصاً الأطباء النفسيين المتخصصين عند الأطفال والمراهقين، إلى النقص في الخبرات والكفاءات العلمية، والى عدم تغطية شركات التأمين لكلفة العلاج النفسي.
توصي الدراسة بضرورة فهم النقص في تأمين العلاج للمصابين باضطرابات نفسية أو سلوكية، وبتحديد الحواجز المادية والمعنوية التي تحدّ من الحصول على العلاج النفسي للأشخاص الذين يحتاجونه، وبدراسة مسألة التنمر في المدارس وآثارها السلبية على الأفراد، وبتعزيز الوعي في شأن تشخيص الاضطرابات النفسية والسلوكية عند المراهقين الذين يعانون مشاكل صحية.
ملاك مكي
جريدة الأخبار
عندما يلتقي «اليمين» و«داعش»... ضد الفلسفة
«بُشرى مِن أمير المؤمنين وسعياً مِنه لرفع الجهل، وتعميم العلوم الشرعيّة، ومقاومة العلوم والمناهج الفاسدة، واستبدالها بمناهج إسلاميّة صحيحة، فقد أمر بـ (...) إلغاء المناهج الفلسفيّة بشكل نهائي». ليس هذا الإعلان منسوباً الى وزير التربية في لبنان، ولا إلى المركز التربوي للبحوث والإنماء التابع للوزارة، ولا إلى أيّ لجنة تعمل على «تطوير» المناهج المدرسيّة... إنما هو لـ«الخليفة» زعيم «داعش» أبي بكر البغدادي
محمد نزال
البيان رقم 1 لـ"الخلافة" الداعشيّة، قبل نحو عامين، كان بيان إعلان ولادة "الخلافة" نفسها، أمّا البيان رقم 2 فلم يكن سوى: "إلغاء تدريس الفلسفة". إلى هذا الحد المسألة مهمّة عندهم. تدريسها جريمة، فعل كفر وزندقة، وبالتالي لا تخفض عقوبتها دون "قطع الرأس".
الجماعة ليسوا حمقى، كما يحلو للبعض تصويرهم، إنّما يعلمون جيّداً ما يفعلون. لا يُتوقّع مِن عاقل، وقد حاز سلطة، أن يسمح بتدريس ما يُهدد سلطته، بل "أيديولوجيته" وأصل فكرة وجوده. لكن ماذا يُقال عن مجموعة أشخاص في لبنان، يحوزون سُلطة، وهم ليسوا من اتباع البغدادي حتماً، إنّما، وغالباً، بغايات "زاروبيّة" مُتخيّلة تحمل الكثير مِن الوهم والسذاجة، قرّروا الآن أن يُفرحوا قلب "الخليفة" الحاكم ما بين الموصل والرقّة، ويلتقوا معه!
ناقوس الخطر الذي قُرِع مِن بعض مُدرّسي الفلسفة في لبنان، خلال الشهر الماضي، على خلفيّة حذف فصول مِن المادّة، بطريقة اعتباطيّة وفجائيّة، في امتحان الثانويّة العامة... تبيّن أنّه كان في محلّه تماماً. المسألة ليست مجرّد حذف فصول، ليست مجرّد "تسهيلات" آنيّة خدمة للطلاب، لمرّة واحدة كما قيل، بل إلغاء لمادّة "الفلسفة العربيّة" مِن أصلها منهجيّاً.
يوم الخميس الماضي، في قصر الأونيسكو، وفي ختام الندوة التي نظّمتها رابطة أساتذة التعليم الثانوي، بهدف "تطوير مادّة الفلسفة ووعي أهميتها في بناء الإنسان"... فوجئ بعض الأساتذة الحاضرين بإذاعة توصيات لم تُناقش معهم، بل أكثر مِن ذلك، فوجئوا بالدعوة إلى التوقيع عليها عند الباب أثناء مغادرتهم. مِن بين هذه التوصيات، وبنص واضح: "دمج مادّة الفلسفة العربيّة بمادة الفلسفة العامة". عندها، حصل هرج ومرج، ارتفعت الأصوات مِن المعترضين، في الوقت الذي كان فيه بعض الحاضرين يوقّع ويُغادر. في وقت لاحق، كتب بيار مالك، مسؤول قسم الفلسفة في المركز التربوي للبحوث والإنماء التابع لوزارة التربية، إن "الموافقة على الدمج تمّت". كتب ذلك للمجموعة التي تضم الأساتذة على تطبيق "واتس آب".
ما الذي يحصل؟ ما حكاية هذه الحماسة للتخلّص مِن "الفلسفة العربيّة" بهذه الطريقة المُريبة؟ في الواقع، ليس بالضرورة أن يكون لوزير التربية الياس بو صعب علاقة بهذا الإيعاز مباشرة، إنّما، وبحسب أساتذة متابعين، فإن "بعض مَن له ثأر مع الفلسفة العربيّة منذ أمد بعيد، بما تُمثل مِن صبغة إسلاميّة، ونتيجة لنزعة طائفيّة مقيتة عندهم كأفراد، أخذوا من تساهل الوزير في الآونة الأخيرة فرصة للانقضاض على المادة وتهشيمها". بعض الأساتذة الذين عملوا سابقاً مع بيار مالك، الذي يبدو أنّه مِن أكثر المتحمّسين لإلغاء الفلسفة العربيّة، ينقلون عنه تحامله على "الثقافة الإسلاميّة" بشكل عام، والاستخفاف برموز تاريخية لمعت فكريّاً في هذه الثقافة، في إطارها الحضاري - الزمني، بمعنى أشمل مِن الدين كعقيدة وشريعة. كم تبدو الحكاية مبكية، لا مضحكة، عندما يتبيّن أن أمثال هؤلاء، وبهكذا وعي يميني أصبح خارج اللحظة التاريخيّة، هم الذين يُحدّدون ماهية المناهج الدراسيّة للأجيال! هذا ما يتداوله عدد لا بأس به من أساتذة الفلسفة اليوم، وبغض النظر عن ثبوته مِن عدمه، لا تجد أي جهة رسميّة مستعدة لأخذ ما يُقال على محل الجد، أقلّه للتحقيق والتثبّت. يَصدق، مُجدّداً، أولئك الذين يقولون دوماً: إن الحرب الأهليّة لم تنته. لقد سكت المدفع، فقط، إنما رواسبها ما زالت تحرّك الوعي هنا وهناك. وبالمناسبة، ليس لـ"داعش" الحاليّة، بما هي امتداد للعقل السلفي التاريخي، بالمعنى الضد عقلانيّ، ثأر مع ديكارت أو كانط أو هيغل، إنّما ثأرهم كان، وما زال، مع النبات الفلسفي المحلي للتربة التي أنتجت أمثال الفارابي وابن سينا وابن رشد. هؤلاء الذين يجتمع ضدّهم "الداعشي" و"الطائفي" على حدّ سواء... وكلّ لأسبابه. هنا كلّ الحكاية.
لكن، في المقابل، ثمّة بقعة ضوء في هذا المشهد، أساتذة فلسفة مسيحيين، بعضهم متديّن، وقفوا في الخطوط الأماميّة دفاعاً عن الفلسفة العربيّة. منهم، مثلاً، أستاذة الفلسفة في الجامعة اللبنانية الدكتورة نايلة أبي نادر. كانت حاضرة في ندوة الأونيسكو، واعترضت بحدّة، واصفة بأسى ما يحصل: "أننا أمام مجموعة مِن السلفيين المسيحيين كانوا وما زالوا يتحيّنون الفرص لإلغاء الفلسفة العربيّة. يُسخّفون المادّة ويهزأون مِن فائدة أن يدرس الطالب تاريخ التصوّف، مثلاً، وعموماً ما يمت إلى العقلانيّة الفلسفيّة التي ظهرت في البيئة الإسلاميّة تاريخيّاً. كأنهم يقولون للمسيحي إن المسلم ليس لديه تجارب عقلانيّة مضيئة، وأنهم داعش فقط، وبالتالي عليك أن تظلّ خائفاً منهم". وتضيف، شاكية مِن قلة المتضامنين مِن المعنيين، وغير مصدّقة لما تتعرض له المادّة مِن تحقير: "هذه جريمة. ما يحصل، إن اكتمل، فنحن أمام جريمة بحق الفلسفة والإنسان". أستاذ آخر، معروف في الوسط التربوي بتمسّكه بالعلمانيّة، يرفض "هذه المهزلة التي تحصل. نرفض أن تكون المسألة طائفيّة، لكن أيضاً لا يمكن السكوت، المسألة ليست شخصيّة إطلاقاً. القضية علميّة محض. مع دمج المادتين سيصبح التدريس مستحيلاً، لن يتعرف الطالب على خصوصيته الثقافية عندها. الفلسفة أهميتها بفعلها التركيبي وليس بفعلها الجزئي. هي ليست فكرة، بل سياق، وهم يُخرجون الفلسفة الإسلاميّة مِن سياقها التاريخي ومضمونها الحضاري. يريدون أن يتم عرضها بشكل موجز، كأفكار معلقة في الهواء، وهذه مهزلة". لا داعي لأن نحوّل المشكلة إلى ثنائيّة مُسلم - مسيحي. الذي فينا يكفينا. القضيّة لا تحتمل طفوليّات وبهلوانيّات، كان يُفترض أن تكون انقرضت، وأصبحت مدعاة للسخرية، وتستحق أن توضع بمرتبة "ما فوق التفاهة" قياساً باللحظة التي يعيشها عالم اليوم.
حسناً، إن كان القيّمون اليوم لا يُحبّون فلاسفة الإغريق، ولا يودّون الوقوف عند فلاسفة العصر الإسلامي، فلا بأس، إنّها ذائقتهم الخاصة، ولكن شرط ألا نكون أمام "خبيصة" مناهج. فلتكن علميّة بكل ما للكلمة مِن معنى. وهنا لا بأس أن يُراجعوا أحد فلاسفة العلم في العصر الحديث، كارل بوبر، في "البحث عن عالم أفضل" إذ يقول: "لا يمكن التعامل مع الفلسفة بوصفها مُتحفاً تُعرض فيه صور عن العالم بطريقة تجميعيّة مُكثّفة. وقد يَظلم المرء كبار الفلاسفة حينما ينفي عنهم الأصالة ويشبههم بالذين يكتفون بعرض إبداعاتهم الفنيّة للجمهور".
في ضرورة الحفاظ على الفلسفة العربية كمادة مستقلّة
إلى من يهمّه الأمر من حضرات المسؤولين التربويين.
تحية طيبة وبعد،
يهمّني أن أبيّن لكم الأسباب التي تدعو إلى الحفاظ على استقلالية مادة الفلسفة العربية، وذلك استناداً إلى ما يأتي:
أولاً: على الصعيد النظري:
- إن التراث العربي الاسلامي، نظراً الى تعدّد حقوله المعرفية، ووسع الحقبة التاريخية التي يغطيها، يجب أن يتمّ تقديمه من منظور فلسفي موضوعي بعيد عن التعصب والحذف والتحوير.
- ان ما تشهده المجتمعات العربية الاسلامية في زمننا الحاضر يرتّب علينا أن نبرز بوضوح مكامن العقلانية في التراث والتي تشكّل نقاط القوة فيه، حيث تجلّت عبر التاريخ أبرز المقاربات والنظريات الفلسفية إن في مجال المعرفة أو الالهيات أو الاخلاق أو السياسة.
- ان منهاج الفلسفة العامة، على أهميته، لا يسمح للتلامذة بالتعمّق في الفكر اليوناني والفكر الاسلامي على حدّ سواء، لذا من المفيد الابقاء على مادة الفلسفة العربية بشكل مستقل، لكي يتسنى للطالب تحصيل ما هو ضروري في سياق مترابط، يوفر لهم الغوص في إشكالية الفكر الفلسفي بعمق.
- ان منهاج الفلسفة العربية كما تطمح لجنة تطوير المناهج أن تقدّمه يعمل على معالجة موضوعات فلسفية شغلت الفكر في الحقبة الوسيطية كما النهضوية كما المعاصرة، الأمر الذي يسلّط الضوء على دور روّاد النهضة، كما يبرز أهمّ الانجازات الفلسفية المعاصرة، وفي كل ذلك نقض للمقولة القائلة بأن الفلسفة غريبة عن الفكر العربي، وبأنها ماتت مع ابن رشد وابن خلدون. ان هذا الهدف، يمكن بلوغه على نحوٍ أفضل في حال كانت المادة مستقلّة.
- نظراً الى أن المجتمع اللبناني مجتمع متعدّد ومسيّس وغارق في كثير من الأحيان بالتمذهب والمناحرات الطائفية الرخيصة، من الحكمة بمكان أن نترك لمادة الفلسفة العربية استقلاليتها لكي تلعب دوراً مزدوجاً في التأسيس للحوار الجدي والرصين والبنّاء، كما لمفهوم المواطن الذي يحترم الاختلاف ويطّلع عليه بموضوعية. انه بإمكانها أن تقول للتلميذ المسيحي بأن في الإسلام حضارة راقية أنتجت الكثير، وأبدعت، وواكبت المسار العالمي للفكر في حقبة معينة من التاريخ، وهي بمقدورها اليوم أن تستعيد هذا الدور.
كما انه بإمكانها أن تقول للتلميذ المسلم بأن الحضارة العربية غنية بالإنجازات التي أسهم بها المسيحيون، مع الإشارة الى أن التاريخ الإسلامي ليس مبنياً على القتل والقمع والترهيب، إنما يزخر بالمحطّات الفكرية المشرقة، والأسماء النيّرة، والإنجازات القيمة التي اعترف بها الغربيون أنفسهم.
- من المؤسف أن يفاخر الغرب بأعلامه من أدباء وشعراء وفلاسفة، ويفيهم حقهم من خلال إدخالهم في منهاج التدريس، بينما نجد من يحاول عندنا التقليل من أهمية مفكرينا عن طريق اختصار انجازاتهم، ودمجها بتاريخ فكر غني يزخر بالمبدعين، وفيه ما يكفي من نتاج راقٍ لا يحتاج الى المزيد.
من المؤسف أيضاً، أنه في حين يكرّس المستشرقون جهداً كبيراً، كما مراكز الأبحاث والجامعات الغربية، من أجل دراسة التراث العربي الاسلامي، نجد انه في لبنان يتمّ بذل الجهد المضاعف لتقريب هذه المادة من الطالب، ولإقناعه بأهميتها، وهو - أي الأستاذ – مضطر اليوم الى أن يُقنع المسؤولين التربويين بأهمية المحافظة على استقلالية هذه المادة التي من شأنها أن توفر لها هالة من الجاذبية والاحترام من جهة الطالب.
ثانياً: على الصعيد العملي:
- اذا قمنا بعملية مسح لمختلف الجامعات التي تخرّج أساتذة الفلسفة في لبنان، نجد أن هناك تفاوتاً بينها في ما يتعلّق بالتركيز على الفكر الغربي أو الفكر العربي. إذ من النادر أن نجد جامعة، أو حتى طالباً، قد انهمّ بالتركيز على الفكرين الغربي والعربي بشكل متوازٍ. وهذا أمر طبيعي نظراً الى التراكم المعرفي، وتفضيل كل جامعة، وكل طالب، فكراً على آخر. لذا من الضروري الفصل بين المادتين لإيفاء كل قسم حقّه.
- إن جعل الفلسفة العربية مادة مستقلّة من شأنه أن يخفّف على الطالب عبء التحضير للامتحانات المدرسية كما الرسمية، لأنه ليس عليه ان يدرس، لكي يُمتحن في اليوم الواحد، مضموناً مثقلاً بالنصوص والنظريات الغربية والعربية. الفصل يسهّل عليه التعاطي مع المادة، كما يسهّل على المصحح إنجاز عملية التصحيح بدقة أكثر وحرفية أكبر. لا حاجة لنا هنا بأن نذكّر أنه بمجرّد تغيير الحصة، والاستاذ، والكتاب، هناك وقع مريح على الصعيد النفسي كما على الانتاج الفكري لدى التلميذ.
- ان المدارس التي تختار أن تدرّس مادة الفلسفة باللغة الاجنبية سيكون لديها عائق فعلي يكمن في ترجمة النصوص التراثية الاسلامية الى اللغة الاجنبية. كذلك ان الأمر سيربك لجنة وضع الاسئلة في الامتحانات الرسمية، والمصححين على حدّ سواء.
أخيراً، إن في الابقاء على مادة الفلسفة العربية مادة مستقلة، خرقاً للعصبية الكامنة في النفوس، ومحاولة جادة لإفشال بناء الحواجز بين الأديان والطوائف. الفصل بين المادتين من شأنه أن يُسهم في فسح المجال أمام التلميذ كما الأستاذ للتفكّر في كيفية ترسيخ هذه المساحة المشتركة بين الحضارتين، والدينين، بعيداً عن أجواء الضغط واتباع وتيرة السرعة، من أجل إنجاز عدد كبير من الفصول، في سياق مادة واحدة تجمع كمّا كبيراً من الموضوعات والإشكاليات، وذلك قبل الموعد المحدّد للامتحان.
هدف تعليم الفلسفة في النهاية بناء الانسان، من خلال تمتين المقاربة العقلانية لدى المتعلّم، وتوسيع أفق تفكيره، وتقعيد أسس الانفتاح الفكري على الآخر المختلف في جو من الحوار العقلاني والنقاش المرتكز على الحجج والبراهين وإعادة النظر الدائمة بالفرضيات الفكرية.
* نايلة أبي نادر /أستاذة الفلسفة في الجامعة اللبنانيّة
أسماء المرشحين لرئاسة الجامعة اللبنانية
أغلق باب الترشح لمنصب رئاسة الجامعة اللبنانية على 40 مرشحا ومرشحة، قُبلت اليوم طلباتهم جميعا، على أن تعرض في وقت لاحق على مجلس الجامعة اللبنانية لانتخاب خمسة مرشحين ومرشحات، تُرفع أسماؤهم إلى مجلس الوزراء ليعيّن رئيسا او رئيسة من بينهم، بموجب مرسوم بناء على اقتراح وزير التربية.
المرشحات والمرشحون هم:
- يوسف غزاوي (معهد الفنون)
- علي رمال (مستشار رئيس الجامعة الاعلامي)
- عادل خليفة (كلية الحقوق)
- زينب سعد (عميدة سابقة للمعهد العالي للعلوم والتكنولوجيا)
- محمود شرف الدين (معهد الفنون)
- تيسير حمية (عميد سابق لكلية الزراعة)
- وسام غياض (مدير سابق لكلية الحقوق والعلوم السياسية)
- يوسف نصر (عميد مكلّف سابق لكلية السياحة)
- داني عازار (كلية العلوم)
- رفيق يونس (العميد الحالي لكلية الهندسة)
- محمود مراد (كلية ادارة أعمال)
- حسين سعد (كلية الاعلام)
- مشهور مصطفى (معهد الفنون)
- أكرم قانصو (مدير سابق لمعهد الفنون الجميلة)
- عادل مرتضى (كلية الهندسة)
- جورج كلاس (عميد سابق لكلية الاعلام وعضو حالي في مجلس الجامعة)
- سالم درويش (كلية الزراعة)
- جلال جمعة (كلية العلوم)
- جعفر عبد الخالق (كلية ادارة الأعمال)
- جمال حايك (مدير سابق لكلية ادارة الأعمال)
- وفاء بري (عميدة سابقة لكلية الآداب)
- فؤاد أيوب (العميد الحالي لكلية طب الأسنان)
- رجاء مكي (معهد العلوم الاجتماعية)
- خليل حسين (كلية الحقوق)
- محمد دبوق (كلية العلوم)
- جمال شرارة (كلية العلوم)
- محمد محسن (كلية الاعلام)
- فوزات فرحات (كلية الحقوق)
- جان داوود (عضو مجلس جامعة)
- سمير المدور (العميد الحالي لكلية الزراعة)
- محسن صالح (معهد العلوم الاجتماعية)
- حسن صالح (كلية ادارة الأعمال)
- نينا زيدان (العميدة الحالية لكلية الصحة)
- تيريز الهاشم (العميدة الحالية لكلية التربية)
- محمد صميلي (عضو مجلس جامعة)
- بسام بدران (كلية العلوم)
- ديما حمدان (كلية الآداب)
- محمد جباعي (كلية ادارة الأعمال)
- محمد وهبة (كلية ادارة الأعمال)
- يمامة شريم (كلية العلوم)
حسين مهدي
جريدة النهار
ورش التربية الجامعيّة في القدّيس يوسف
للسنة الرابعة توالياً، أقيمت ورش التربية الجامعيّة في جامعة القدّيس يوسف في بيروت، وهي تهدف إلى تطبيق أحدث أساليب التعليم وأجودها، وجمعت في نسختها الرابعة ما يزيد على 250 أستاذًا من الجامعة.
استهلّت الجلسة الافتتاحيّة بكلمة لرئيس الجامعة البروفسور سليم دكّاش ألقاها نائب الرئيس البروفسور ميشال شوير، ثم شددت مندوبة رئيس الجامعة لضمان الجودة والتربية الجامعيّة البروفسورة ندى مغيزل نصر على الارتباط بين ورشة التربية الجامعيّة وعملية ضمان الجودة (الماضية قُدُمًا في الجامعة اليسوعيّة) في ضوء المعايير العالميّة، كما بيّنت تأثير ذلك على نوعية التنشئة التي يتلقاها الطلاب. توزّع المشاركون على 11 ورشة بحسب المواضيع التالية: التكنولوجيا في خدمة التربية الجامعيّة، تصميم الملف الإلكترونيّ E-portfolio: اعتماد الصفوف المعكوسة، استعمال الفايسبوك كأداة دعم تربوية، استخدام اللوح التفاعليّ. تخطيط الدروس: تحديد الوقت المستثمر من قبل الطالب للتعلم، تصميم وحدات تعليميّة على ضوء نتائج التعلّم، استخدام الطرائق الناشطة. تقويم طرائق التعلّم: تصميم خرائط مفاهيميّة، تقويم تكامليّ للمكتسبات، تقويم المكتسبات بناءً على شبكة معايير. مرافقة الطلاب:
آليات مرافقة الطلاب.
عدد من هذه الورش سيشكّل فصولاً إضافيّة في الإصدار الجديد (2016-2017) من "دليل التربية الجامعيّة" الذي تصدره جامعة القدّيس يوسف إلى جانب الأفلام التي ترافقه، وهي (الأفلام والدليل) متوافرة على الموقع الإلكتروني التالي mpu.usj.edu.lb.
وهذا الحدث هو الثاني خلال السنة 2016-2017 حول التربية الجامعيّة وضمان الجودة المخصّص لأساتذة جامعة القدّيس يوسف. فقد أقيمت أربعة لقاءات حول ضمان الجودة خلال شباط الماضي، جمعت ما يزيد على 400 أستاذ اقترحوا خلال ورش العمل التي توزعوا عليها، مشاريع ترتبط بالتربية الجامعية، بهندسة البرامج، بدعم الطلاّب وبالبحث، وهذا على في ضوء التوجهات العالميّة (usj.edu.lb/qualite).
جريدة اللواء
اللجنة درست ملفات مرشّحي رئاسة «اللبنانية»
عقدت اللجنة المكلّفة دراسة ملفات المرشّحين الى منصب رئاسة الجامعة اللبنانية اجتماعاً بحضور رئيس الجامعة الحالي الدكتور عدنان السيد حسين الذي تنتهي ولايته في 13 تشرين الثاني المقبل، وناقشت اللجنة الملفات لـ40 مرشّحاً، وتبيّن لها ان جميع المتقدمين يستوفون شروط الترشيح، وطرح الدكتور السيد حسين استثناء المرشّحين الذين يبلغون سن التقاعد قبل اكمال ولايتهم، الا ان اللجنة رفضت البحث بهذا الطرح لأنّ القانون لا يسمح باستثناء احد.
وكان باب الترشّح الى منصب رئاسة الجامعة اللبنانية قد أغلق على 40 أستاذا تقدّموا بترشيحاتهم وهم:
حسين علي سعد (إعلام)، يمامة فايز شريم (علوم)، محمد سليم وهبه (إدارة أعمال)، محمد معروف جباعي (إدارة أعمال)، ديما محمد حمدان (آداب)، بسام محمد بدران (علوم)، محمد شحادي صميلي (علوم)، ترير فايز خطاب الهاشم (تربية)، نينا فيليب سعد الله (صحة)، حسن عباس علي حسين صالح (ادارة أعمال)، محسن محمود صالح (علوم اجتماعية)، سمير زخيا المدور (زراعة)، جان جرجس داود (فنون)، فوزات خليل فرحات (حقوق)، محمد حسن محسن (إعلام)، جمال محمد علي شرارة (علوم)، محمد عبد الأمير دبوق (علوم)، خليل علي خليل حسين (حقوق)، رجاء محمود مكه (علوم اجتماعية)، فؤاد حسين أيوب (طب أسنان)، وفاء حسين بري (آداب)، جمال أحمد حايك (إدارة أعمال)، جعفر فواد عبد الخالق (إدارة أعمال)، جلال عبد الله جمعه (علوم)، سالم محمد درويش (زراعة)، جورج ميخائيل كلاس (إعلام)، عادل عبد الله مرتضى (هندسة)، أكرم مصطفى قانصو (فنون)، يوسف حسن غزاوي (فنون)، علي أحمد رمال (اعلام)، عادل علي خليفة (حقوق)، زينب نمر سعد (علوم)، محمود محمد شرف الدين (فنون)، تيسير عباس حمية (علوم)، وسام حسين غياض (حقوق)، فهد مالك نصر (علوم)، داني لطف الله عازار (علوم)، رفيق حسن يونس (هندسة)، محمود نجيب مراد (إدارة أعمال)، ومشهور علي مصطفى (فنون).
ويُنتظر ان يختار مجلس الجامعة في جلسته الاولى بعد عيد الفطر خمسة مرشّحين من بين الاربعين، ممن استوفوا شروط الرتبة كما تنص المادة العاشرة من قانون اعادة تنظيم الجامعة اللبنانية، ويرفعها الى وزير الوصاية ليرفعها بدوره الى مجلس الوزراء، ليجري التعيين قبل انتهاء ولاية رئيس الجامعة، في وقت لا يزال يدور جدل قانوني بين من يرى انه يحق لرئيس الجامعة الاستمرار بمهامه حتى تعيين بديل بعد انتهاء ولايته، وبين من يؤكد انه عند الشغور يتسلّم مهام الرئاسة العميد الاكبر سناً، والسؤال اذا تعطل التعيين اي من الرأيين سيكون الارجح؟
ماستر جديد في «الإعلام الرقمي»
والتسجيل لمباراة الدخول إلى «إعلام اللبنانية»
أعلنت عمادة كلية الاعلام في الجامعة اللبنانية في بيان، عن اطلاق ماستر مهني جديد للعام الجامعي المقبل في الاعلام الرقمي.
ويأتي الماستر في الاعلام الرقمي استجابة لسوق العمل الذي يشهد طلبا متزايدا على الصحافة الرقمية، كما أن هذا التخصص يفتح ميادين العمل في المؤسسات التجارية على أنواعها بسبب تداخل الاعلام الرقمي ومواقع التواصل وعالم الاعلان مع هذا التخصص الجديد.
ينضم هذا الماستر الجديد الى ماسترات الكلية المتخصصة وهي:
-في اختصاص الصحافة:
-ماستر مهني في الصحافة الاقتصادية والتنموية.
-ماستر مهني في الصحافة الصحية والبيئية.
-ماستر في الاعلام الفرنكوفوني.
-في اختصاص العلاقات العامة والاعلان:
-ماستر مهني في اتصال المؤسسات.
-وفي اختصاص ادارة المعلومات، الماستر المهني المتطابق معه.
كما أعلنت العمادة عن بدء التسجيل في الدبلوم المهني في الانتاج الاعلامي لحملة شهادة الاجازة في الاختصاصات المتنوعة.
وأعلنت كلية الاعلام في الجامعة اللبنانية في بيان، عن استمرار تسجيل الطلاب للمشاركة في مباراة الدخول في الاعلام والعلاقات العامة والاعلان وادارة المعلومات للعام الجامعي 2016-2017 التي تجري يوم الثلثاء في 19 تموز في مبنى كلية العلوم - الفنار.
يجري التسجيل في فرعي الكلية، اليونسكو(فرع1) وسد البوشرية(فرع2)، في اختصاصات الكلية الثلاثة:
-الصحافة وعلوم الاعلام.
-العلاقات العامة والاعلان.
-ادارة المعلومات.
وتتضمن مباراة الدخول مسابقتين: الاولى تحليل نص كتابي باللغة العربية، والثانية تحليل نص كتابي باللغة الاجنبية.
الموضوعات المدرجة ضمن هذه الصفحة تعرض للقارئ أبرز التقارير التربوية في الصحف المحلية،
وموقع التعبئة التربوية لا يتبنى مضمونها