الرقم |
العنوان |
الجريدة |
1 |
الأخبار |
|
2 |
||
3 |
هكذا يرى شباب اليوم حرب الأمس |
السفير |
4 |
||
5 |
||
6 |
طلاب «الأميركية» يقطعون الطريق على تعيين أستاذ «مطبِّع مع الاحتلال» |
اللواء |
7 |
||
8 |
||
9 |
||
10 |
NNA |
|
11 |
الجمعية التربوية الدولية أطلقت برنامج البرمجة والتصنيع في 10 مدارس رسمية |
النهار |
12 |
||
13 |
المدن |
جريدة الأخبار
سلسلة الرواتب: رابطة التعليم الثانوي تتحرك وحدها
علّقت هيئة التنسيق النقابية اللقاء بين الاتحادات والنقابات العمالية، ومن بينها الاتحاد العمالي العام، والذي كان مقرراً الخميس الماضي، للتباحث في رفع سعر صفيحة البنزين، ولم تلغه.وهي تُعدّ حالياً لاجتماع قريب لم تحدد موعده بعد، من أجل التوافق على برنامج تحرك عمالي مشترك لمواجهة أي ضريبة تفرض على ذوي الدخل المحدود وليس ضريبة البنزين فحسب.
تنفي الهيئة أن يكون تصويبها على الضرائب لتغطية تقصيرها في قضيتها المركزية أي سلسلة الرواتب، إلاّ أن بعض مكوناتها لا يزال يعتقد بأن شل المؤسسات الدستورية، ولا سيما المجلس النيابي، سيُبقي التحرك صراخاً في الفراغ.
وحدها رابطة أساتذة التعليم الثانوي الرسمي تريد أن تستفيد من الوقت الضائع، كما يقول رئيسها عبدو خاطر، وتراهن على التئام اللجان النيابية المشتركة لتعديل الصيغة الأخيرة لمشروع السلسلة «الذي ألحق بأساتذتنا غبناً كبيراً»، على حد تعبيره. بحسب خاطر، تصر الرابطة على هذا التعديل، حتى لو كلفها ذلك تنظيم تحركات خاصة خارج إطار هيئة التنسيق. وهنا يقول إنّه شخصياً غير مقتنع باعتصام أو إضراب يوم أو يومين، «فإما أن تكون الضربة موجعة أو لا تكون»، لافتاً إلى أننا «سنقرر الخطوات التصعيدية المناسبة بعد جلسة مجلس المندوبين في 21 الجاري». خاطر يدعو باقي المكونات إلى الالتزام بما ورد في البيان الأخير لهيئة التنسيق «... تدعم الهيئة مطالب كل مكوّن من مكوناتها من دون استثناء».
وبالنسبة إلى رئيس رابطة موظفي الإدارة العامة محمود
حيدر، هناك حاجة إلى إعادة صياغة المطلب، بما يؤمن وحدة هيئة التنسيق. برأيه، هذا
يحصل بعد جلسة صريحة وجريئة مع رابطة أساتذة التعليم الثانوي، فإما «أن نتفق على
خطاب واحد ومنكمل كلنا أو نفترق ويتحرك التعليم الثانوي بمفرده في ما يخص قضية
السلسلة فقط». ويلفت حيدر إلى أن الفئة الثالثة من موظفي الإدارة العامة مغبونة
أيضاً، وجميع المحاولات التي قمنا بها باتجاه إنصافها باءت بالفشل. لا يبدو حيدر ميالاً إلى
استمرار تعليق التحرك بحجة تعطيل المؤسسات الدستورية، إذ يمكن رسم خطة تأخذ بعين
الاعتبار سقوط حجة عدم توفر الإيرادات، مع انخفاض أسعار البترول عالمياً وتوفير ما
يزيد على 1000 مليار ليرة لبنانية في الكهرباء وحدها».
في المقابل، يرى رئيس نقابة المعلمين في المدارس الخاصة
نعمه محفوض أن لا أفق لأي تحرك ما لم يستعد المجلس النيابي دوره، وهذا لن يحصل ما
لم يكن هناك ضوء أخضر من رئيس المجلس نبيه بري لتحديد موعد لجلسة تشريعية، «في ما
عدا ذلك، كل الحديث عن التئام اللجان النيابية المشتركة لبحث السلسلة هو كلام غير
واقعي». وفي انتظار عودة الحياة الطبيعية إلى المجلس، يقترح محفوض أن تصوّب الهيئة
عملها باتجاه موضوعات تطاول كل اللبنانيين مثل الضرائب وزيادة التضخم المالي.
مسؤول الدراسات في رابطة التعليم الأساسي عدنان برجي ينفي أن يكون هناك تعارض بين السلسلة وتدفيع الناس ضرائب جديدة، معرباً عن اعتقاده بأن حراك السلسلة يحتاج إلى اتفاق بين المكونات على الحد الأدنى والحد الأقصى المطلوب، فـ«الإصرار على تعديلات كبيرة لن يوصلنا إلى مكان».
فاتن الحاج
جورج حبش والجامعة الأميركيّة في بيروت
أفرطت الصحف العربية، خصوصاً اللبنانية ومنها «السفير» لسبب ما، في الثناء على الجامعة الأميركيّة وعلى دورها في عيدها الخمسين بعد المئة. لكن المزعج في كل الإشادات بالجامعة الأميركيّة في بيروت أنهم في كلّ مرّة يقحمون اسم جورج حبش في الأمر كأنه هو نتاج للجامعة، أو كأن للجامعة فضلاً على نضالات جورج حبش العظيم وعلى جهوده في تحرير فلسطين وفي تثوير الوضع العربي برمّته.
هم يوحون أن الجامعة الأميركيّة في بيروت هي التي علّمت جورج حبش حب فلسطين. والتهليل للجامعة الأميركيّة في بيروت هو جزء من احتفال الجامعة بنفسها: وما فقدته الجامعة في الإنتاج العلمي والبريق في الصيت عوضّته في العلاقات العامّة والدعاية الذاتيّة الخالية المضمون. والجامعة عملت على مرّ السنوات على فرض سرديّة واحدة مُوحّدة عن نفسها، على أنها خليفة لأم الشرائع وأنها منارة الشرق وأنها عطيّة الرجل الأبيض لنا، من دون مقابل. لكن هذه الاحتفاليّة تحتاج إلى بعض من التمحيص.
الثناء على الجامعة الأميركيّة (التي تنفق مبالغ طائلة في الترويج لنفسها في العالم العربي وفي أميركا) من تقاليد الجامعة نفسها. هي في الشرق تقول عن نفسها إنها منارة وواحة تنوير ونقطة ضوء، وغير ذلك من كلام لا يعني شيئاً محدّداً، لكنها في أميركا (خصوصاً في جلسات الاستماع في الكونغرس) تقول شيئاً مختلفاً كليّاً. هاكم (وهاكن) رئيس الجامعة السابق، بيتر دورمان، يقول في شهادة له أمام الكونغرس عن دور الجامعة الأميركيّة: «نحن مصدر معلومات لصانعي القرار في واشنطن» (راجع النص الكامل للكلمة في مجلّة «مين غيت»، عدد الربيع ٢٠١٢). من المُستبعد أن تقوم الجامعة بالترويج لنفسها بهذه الطريقة باللغة العربيّة، وللجمهور العربي. لا، في اللغة العربيّة هم يقولون: نحن أنتجنا لكم جورج حبش، كأن الفلسطينيّين الذين تخرّجوا من جامعات لبنان الرسميّة أو من جامعات عربيّة، أو الفلسطينيّين الذين لم يتخرّجوا من جامعة، لم يكونوا متعلّقين بقضيّة فلسطين.
والكتابات عن الجامعة في الإعلام العربي كانت أشبه
بإعلانات من قبل المكتب الإعلامي للجامعة. سمير عطالله في «النهار» (قي مقالة
بعنوان «سيري فعيْن الله ترعاك»، أي ان الجامعة تحظى بالبركة الدينيّة) يُعدّد،
كما هو مألوف في حالات كهذه، خرّيجي الجامعة المعروفين، وينوّه بصورة خاصّة
بالخرّيجيْن ألبرت حوراني وجرجي زيدان. فات عطاالله أن ألبرت حوراني لم يدرس يوماً
في الجامعة الأميركيّة في بيروت، بل هو درس في كليّة مجدولين في جامعة أوكسفورد
(بالمناسبة، لم يحمل حوراني شهادة الدكتوراه، لكن هذا لم يكن عائقاً امام تفوّقه
الأكاديمي، وأصبح أستاذاً في كليّة سانت أنتوني في أكسفورد بعد تخرّجه — لم تكن
الشهادات بذات الأهميّة آنذاك، وكان المرء يستطيع ان يراكم المعرفة والعلوم من دون
دَكْتَرة). أما جرجي زيدان، فكان المثال الخاطئ في تصنيف عطالله، فقد طُرد من
الجامعة الأميركيّة الرجعيّة لأنه ناصر الأستاذ لويس في قضيّة داروين الشهيرة
(التي كتب عنها شفيق جحا كتاب «داروين وأزمة ١٨٨٢»)، إذ أن القساوسة منعوا تدريس
داروين واعتبروا نظريّاته من الكفريّات. قصّة جرجي زيدان وغيره من المطرودين في
تاريخ الجامعة يُظهر الجانب الآخر من الجامعة التي قلّما يُتطرَّق إليه في الصحافة
العربيّة. نجحت الجامعة الأميركيّة في جعل اسمها رمز للتنوير والحريّات
الأكاديميّة، وهي لم تكن إلّا عكس ذلك.
لنرجع إلى الأصول. يذكر الكتّاب عن تاريخ الجامعة وعيدها
أنها —لطيبة قلبها— تخلّت عن المهمّة التبشيريّة التنصيريّة. لكن التخلّي عن
التبشير لم يكن إلا نتيجة الفشل الذريع فيه، ولأن المسلمين والمسلمات توجّسوا من
الجامعة عندما كانت تجاهر بمحاولتها تنصير المسلمين. وعندما تنصّر مسلم من رأس
بيروت (كامل عيتاني) في التاريخ المُبكّر للجامعة، روّج له المؤسّسون الأوائل، وكتب
عنه هنري جيسيب (الذي له كتابات عنصريّة ضد العرب والمسلمين) كتاباً بعنوان «كامل:
مُسلم تنصّر»، لكن الكتاب يوحي ان هؤلاء المُبشّرين تسبّبوا في قتله، عندما فرضوا
عليه التبشير بالدين المسيحي في المقاهي الشعبيّة في شهر رمضان (يزعم جيسب انه مات
مسموماً، لكنه لا يقدّم أي دليل، وليس هناك من معلومات عن مصيره). والتخلّي عن
التبشير القسري كان نتيجة مباشرة لاحتجاجات طلابيّة على مدى سنوات من قبل الطلاّب
اليهود والمسلمين فيها. وهذه كانت فحوى قضيّة العام 1909 الشهيرة. حينها، كان عدد
الطلاّب ٨٧٦، وبينهم ١٢٨ من المسلمين و٨٨ من اليهود. وتروي الزميلة بتي اندرسون (التي كتبت تاريخ الجامعة
وقضت ساعات في مكتبتها تبحث في أرشيفها وفي مطبوعات الجامعة) أن الجامعة ردّت في
بداية الفصل الدارسي على اعتراضات التلاميذ المسلمين واليهود على فروض المواد
التنصيريّة بإعلان رسمي أنه من المستحيل «عزل تدريب الشخصيّة (التنشئة) من الإلهام
الديني، وإيمان الكليّة بأن الدين المسيحي هو أفضل مَن ينمّي الشخصيّة، مع تأكيد
المضي في تدريس الدين المسيحي في المنهج والإصرار على الحضور المُتوجّب في
الكنيسة» (بتي أندرسون، «الجامعة الأميركيّة في بيروت: القوميّة العربيّة والتعليم
الليبرالي»، ص. ٨٥). والطريف أنّ الجامعة التي تصرّ على ربط الدين بالتنشئة
الأخلاقيّة رفضت طلباً من الطلاب المسلمين لإنشاء اتحاد طلابي إسلامي بحجّة رفض
التنظيم ذي التوجّه الديني بوجود «جمعيّة الشبّان المسيحيّين» («واي. إم. سي.
إي»)، والتي أُلقيَ على عاتقها مهمّة التبشير بالدين المسيحي بعد ثورة الطلاب غير المسيحيّين ضد فرض الدروس الدينيّة. ولقد ألحّ الطلاب المسلمون على إدارة الجامعة فقط من أجل ان يُسمح لهم بحضور صلاة في جامع قريب. لكن الأمور تعقّدت بعد إلقاء خطبة لقسّيس جاء فيها «نحن المسيحيّين محاطون بجدران عظيمة من الأعداء، المسلمون وغيرهم... هم يتربّصون بنا كي يلتهموننا». هذا ما أدّى إلى حملة اعتراض واحتجاج من قبل طلاب يهود ومسلمين متحدين ضد التعصّب الديني والتنصير الإجباري من قبل القيّمين على الجامعة. وهذه كانت بدايات التحوّل الذي أجبر الجامعة على التخلّي العلني المفروض عن سياسات ومناهج التنصير.
لكن النظرة التبشيريّة لم تكن منفصلة عن النظرة الاستشراقيّة الاستعماريّة التقليديّة. يقول المؤرّخ أسامة المقدسي في كتابه «مدافع الجنّة» إن «فكرة المُبشّرين (المسيحيّين) كرُوّاد تطلّبت النظرة إلى الإمبراطوريّة العثمانيّة كأسطورة التخوم الأميركيّة، كبلاد شبه بربريّة بحاجة إلى الاستعمار والتنوير على أيدي الفرديّة الأميركيّة الوعرة» (ص. ٢١٥). أما رئيس الجامعة، هوارد بلس (والذي لا يزال اسمه يزيّن شارعاً أساسياً في بيروت، كما لو أن إسم ونستن تشرشل سيزيّن شارعاً في القدس المُحرّرة)، فنقلت عنه بتي اندرسون كلامه في خطبة ألقاها في ١٩١٩عن الشعب «السوري»: إنهم أذكياء، قادرون، مضيافون، ومحبوبون لكنهم، بالإضافة إلى النواقص الحتميّة لعرق طال قمعه —مثل الخجل، وحب الإطراء، والمواربة، يعانون أيضاً من نواقص شعب يواجه نتائج الحضارة من دون المرور في مسيرة الحضارة. إنهم يفتقرون إلى التوازن، ويُثبَط عزمهم بسهولة، ويفتقرون إلى الإنصاف السياسي، ولا يتبيّن لهم بسهولة حدود حقوقهم. لهذا، يجب التعامل معهم بتعاطف، وحزم وصبر» (ص. ١٨-١٩).
لكن الإصرار على مهمّة التبشير كانت أساسيّة في مهمة الجامعة لسببيْن: الأوّل عقائديّ والثاني كان ماليّاً. كان المؤسّسون الأوائل يختلقون قصص تنصير ويرسلونها إلى إدارة جمعيّة المبشّرين في أميركا من أجل ان يستمر العون المادي. وهنري جسب كاد ان يزعم ان الشيخ المعروف يوسف الأسير، الذي يُطمس دوره في ترجمة «الإنجيل» وفي خبريّة «النهضة»، تأثّر بالتنصير («ثلاثة وخمسون سنة في سوريا»، ص. ١٤٥). وكان ستيفن بنروز يردّد حكايات مهينة عن المسلمين، وعندما سأله عمر فرّوخ عن مصدرها قال له إنه سمعها بالتواتر (عمر فرّوخ ومصطفى خالدي، «التبشير والاستعمار في البلاد العربيّة»، ص ١٠٤-١٠٥). لكن التنصير تغيّرت أطواره في الجامعة، ليس فقط عبر «جمعيّة المسيحيّين» بل أيضاً عبر أفراد في الهيئة التعليميّة. وكان شارل مالك يَحثّ المسلمين على التنصّر في صفوفه وخارجها (نجح في حالة الأب عفيف عسيران وأستاذ الفلسفة ماجد فخري)، ويُصرّ على أن الحقيقة هي واحدة، وأنها تتجلّى في الدين المسيحي. لو أن أستاذاً مُسلماً حثّ تلاميذه على اعتناق الإسلام في أي جامعة أميركيّة حول العالم، لتعرّض للفصل الفوري، وربّما -في هذه الأجواء المشحونة- وجد نفسه في غوانتنامو.
نحتاج إلى تأريخ جديد لدور الجامعة الأميركيّة في بيروت ولدورها في ما سُمي حنيناً بظاهرة رأس بيروت، أي تلك الواحة من التسامح والليبراليّة والحريّة في صحراء «التخلّف العربي». لكن القول إن الجامعة الأميركيّة هي التي أنتجت المحلّة المُنفتحة نسبيّاً هو مثل القول إن الجامعة أنتجت صنع الفول والحمّص في مطاعم شارع بلِس، أو انها ابتكرت سندويشات «مرّوش» في المنطقة. على العكس، إن بيئة الجامعة هي التي أثّرت عليها إيجاباً وحدّت من جشعها التبشيري والاستعماري. لم تضعف النوايا الاستعماريّة للجامعة عبر العقود، حتى (أو خصوصاً) بعد الحدّ من الدور التبشيري للجامعة نتيجة ثورة الطلاب غير المسيحيّين. والجامعة في حقبة الحرب الباردة كانت ناشطة في التبشير السياسي وفي فرض أجواء رجعيّة يمينيّة بين الطلاب. وكان العمل الطلابي مُعرّضاً دوماً للتدخّل المباشر من قبل إدارة الجامعة، وعاملت إدارة الجامعة شرطة مخفر حبيش على أنها خاصة بالجامعة لتأديب الطلاب (تعرّض الكثير منهم في السيتنيات والسبعينيات إلى التعذيب).
إن تجربة واحة رأس بيروت حدثت عرضاً في تاريخ الجامعة بسبب تجمّع عدد هائل من الطلاب العرب، ومن مختلف الأقطار العربيّة. تلاقح كل هؤلاء وتبادلوا الأفكار وتنظّموا وتجنّدوا على أطراف الجامعة، وليس في صفوفها. على العكس، كان هناك نفور بين الفكر التقدّمي الذي حمله عدد كبير من الطلاب وبين الفكر الرجعي الذي كان يُدرّس، ولا يزال في عدد من الأقسام في الجامعة. الفضل في تجربة الجو الليبرالي (غير الوهّابي) لمحلّة رأس بيروت يرجع لتجربة معيوشة من القوميّة العربيّة: إنها تجربة إقامة مخيّم شبه أكاديمي لطلاب عرب. إن تأريخ دور الجامعة الأميركيّة في بيروت في النصف الثاني من القرن العشرين يتضمّن دوماً تطرّقاً إلى دور مطعم «فيصل» في جذب التلاميذ وفي احتضان حلقات نقاش سياسي. وعليه، إن دور مطعم «فيصل» يفوق دور الجامعة من حيث ضخ روح قوميّة علمانيّة وحدويّة متسامحة في المنطقة التي وجدت فيها الجامعة صدفة. ويمكن هنا المقارنة بين الجامعة الأميركيّة في بيروت والجامعة اليسوعيّة فيها: الأولى كانت مؤسّسة تدريب النخب العربيّة، بينما كانت الثانية متخصّصة في تدريب النخب اللبنانيّة (المسيحيّة، حصراً مع بعض الاستثناءات). لكن منطقة الجامعة اليسوعيّة لم تتحوّل إلى ما تحوّلت عليه رأس بيروت، لأن الجامعة اليسوعيّة لم تستقطب طلاّباً عرباً من مختلف الأقطار كي يسبغوا على أجوائها ما كان يعتمر في رؤوسهم من فكر تقدّمي وتحرّري وعلماني متسامِح، ولم يكن في جسمها الطلابي قسم فلسطيني ناشط...
يجب التنويه هنا بدور الحزب السوري القومي الاجتماعي
الذي نشط في الجامعة الأميركيّة مُبكِّراً ونادى بالوحدة (الشاميّة) والتحرّر،
لكنه - بالأهميّة نفسها - نادى وكرّس الفكر والممارسة العلمانيّة في الحياة
الجامعيّة والخاصّة لأعضائه، وأثّر على أجواء رأس بيروت. وكان عدد من الأستاذة
والطلاب من الناشطين والناشطات في الحزب، كما ان الحزب تمتّع على مرّ العقود بنفوذ
قويّ في منطقة رأس بيروت، ما حصّن المنطقة ضد تسرّب الفكر الطائفي الإسلامي أو
المسيحي. أما منطقة الجامعة اليسوعيّة فقد كانت معقلاً لحزب الكتائب وباقي أفكار
حركات اليمين الرجعي الطائفي، ما لم يضفِ إلى المنطقة الحاضنة للجامعة تلك المسحة
التي طبعت منطقة رأس بيروت. لو أن الحزب السائد في منطقة رأس بيروت كان «النجّادة»
أو «الكتائب» لكان طابع المنطقة مختلف تماماً. هذه هي أسباب طابع رأس بيروت الخاص:
هو أثّر على أجواء الجامعة لا العكس.
وهناك عوامل أخرى ساهمت في إضفاء طابع مختلف وهادئ على رأس بيروت: إن التفاعل بين الطلاب العرب في مرحلة العلمانيّة، وضخ المنطقة بأفكار المرحلة السائدة، ساهم أيضاً في هذا المناخ المريح. لكن الفكر البروتستانتي غير المُرتبط بكنيسة رجعيّة أو سلطة دينيّة رجعيّة منع المنطقة من التحوّل إلى معقل رجعي ديني على غرار مناطق أخرى في لبنان. لكن الفكر البروتستانتي وحده لم يكن عاملاً فاعلاً في المناخ الليبرالي: لقد تأسست الجامعة كليّةً بروتستانتيّة رجعيّة ومعادية لفكر التنوير. وفضيحة الأستاذ لويس ونظريّة داروين شهدت نزاعاً بين طلاب عرب متنوّرين (مع كورنليوس فان دايك) وبين إدارة الكليّة الرجعيّة المعادية للتنوير. وأدّى النزاع إلى فصل جرجي زيدان وصحبه، وهجر الجامعة عدد من الطلاب الذين خاب ظنّهم في إمكانيّة التعايش بين التعليم في الجامعة واعتناق الفكر العلمي التنويري. ولم تكن تلك المرّة الوحيدة التي تلجأ فيها الجامعة إلى فصل طلاب بناء على معتقداتهم، هذه هي الجامعة التي تستفيض الصحف اللبنانيّة في الثناء على دورها في نشر حريّة الرأي والمعتقد فيما هي حاولت على مدى عقود فرض معتقد ديني واحد، ومنعت حريّة التعبير عن طلابها وعن أساتذتها (استمرّت الجامعة في معاقبة أساتذة على أفكارهم ومناصرتهم للمقاومة الفلسطينيّة حتى سنة الحرب الأهليّة، عندما فقدت الإدارة القدرة على القمع، وعندما غاب الناظر الأميركي الأبيض عن حرم الجامعة). والإشادات بتاريخ الجامعة ودورها تناست طرد أكثر من ١٠٣ طلّاب في عام ١٩٧٤ بسبب نشاطاتهم المناصرة للقضيّة الفلسطينيّة.
لكن نشر العلوم من خلال الجامعة ساهم في نشر فكر العلم المعادي للنظريّات الدينيّة. وهذا الفكر الذي يؤدّي إلى التشكيك الديني قلّل من إمكانيّة فرض أجندة دينيّة في مساحة صغيرة يكثر فيها أصحاب شهادات في العلوم (يزيد عدد الملاحدة بين العلماء - والعلماء هنا من العلوم وليس من «العلم الديني»). وفكر التشكيك حمله الطلاب العرب في الجامعة وأخذوه على محمل الجدّ، خلافاً من القساوسة الذين حاربوا الفكر التنويري. أي أنّ الفضل في التنوير يعود إلى الطلاب العرب وليس للقساوسة الأميركيّين الذين ما رضخوا لأجواء التنوير إلّا مرغمين.
ولا يمكن الكتابة عن تاريخ الجامعة وعن بيئة رأس بيروت من دون الإشادة والتنوير بدور الفلسطينيّين والفلسطينيّات داخل الجامعة وخارج أسوارها. هؤلاء هم الذين أدخلوا الفكر الثوري والتقدّمي إلى الحياة الجامعيّة فيها، وهم الذين أسهموا في بناء ثقافة في منطقة رأس بيروت من خلال المدارس والمتاجر. هذا إسهام فلسطيني آخر مجهول في الحياة الثقافيّة والسياسيّة في لبنان، أي أن جورج حبش هو الذي أثرى الجامعة الأميركيّة وأغنى جوّها الثقافي، وليس العكس.
ليس للجامعة فضل البتّة على جورج حبش، وليست ثوريّة
الرجل وتفانيه في خدمة القضيّة الفلسطينيّة والثورة العربيّة نتاج سنوات دراسته في
الجامعة. على العكس، تعرّض حبش للقمع في سنوات الدراسة من سلطة الدولة اللبنانيّة
ومن إدارة الجامعة التي كانت ترصد تلاميذها كالأطفال. أصبح حبش ثوريّاً ليس بفضل
الجامعة وإنما بالرغم منها. وحكاية إدراج اسم حبش في كل مقالة عن الجامعة فيها من
الإطراء على دور الجامعة ما لا تستحقّه. مقابل كل حالة نادرة مثل جورج حبش، هناك
حالات بالآلاف لأشخاص مثل فؤاد السنيورة ووليد جنبلاط وزلماي خليل زاد وغيرهم ممن
يدخلون الجامعة بأفكار تقدميّة ويخرجون منها بأفكار رجعيّة. حبش كان الاستثناء،
فيما كان السنيورة وجنبلاط وميقاتي وزلماي خليل زاد واشرف غاني هم القاعدة.
الجامعة فقدت دور تخريج النخب لأن هذا الدور بات مملوكاً من جامعات خليجيّة
وأميركيّة وبريطانيّة. خبا دور الجامعة وبات إنتاج الأساطير عن «الزمن الجميل»
تعويضاً عن فقدان الدور المؤثّر.
يكتنف تاريخ الجامعة، وتأريخها، أساطير حاكتها إدارة
الجامعة ومكتبها الإعلامي عبر العقود، بالإضافة إلى مساهمة جريدة «النهار» في خدمة
دور الجامعة. ويساهم في نشر هذه الأساطير مجموعة كبيرة من المتطوّعين الذين بحكم
موقعهم النخبوي الطبقي والاجتماعي يشعرون بامتنان لشهاداتهم، كأن الجامعة هي ضامنة
للتقدّم الفردي على أساس من العدل الاجتماعي. إن النخبة تعيد تدوير نفسها، وهي
تريد من الجامعة ان تبقى عاملة على إنتاج نخب جديدة. هذا يفسّر كيف ان رفيق الحريري وورثته ساهموا في تقديم
تبرّعات سخيّة إلى الجامعة مع أن الحريري درس في (ولم يتخرّج من) الجامعة العربيّة
في بيروت، التي أريدَ لها ان تكون فكرة رائعة وجامعة لكل العالم العربي، وبصرف
النظر عن الخلفيّة الطبقيّة.
إن حكاية الجامعة الأميركيّة في بيروت هي حكاية محاولة استعماريّة تبشيريّة لقولبة وتغيير الإنسان العربي. كان المُراد تصدير التصنيع الأميركي للشباب من أجل نشر التعاليم والقيم الأميركيّة للأمبراطوريّة. لكن التجربة باءت بالفشل، إلا إذا ساوينا بين النخب وبين العامّة في الشرق العربي. وبعض الشباب العربي لا يحتاج لتنشئة من الجامعة الأميركيّة كي يلهج بحمد الإمبراطوريّة: الدين الخليجي الحاكم يفعل ذلك بلغة عربيّة. لكن الجامعة باتت مجرّد صدى لتاريخ من تدريب النخب العربيّة... فلتكتفِ بالحنين إلى ماضٍ أكثر استعماريّة وتبشيريّة... لكنه لن يعود.
اسعد بو خليل
جريدة السفير
أغراضٌ كثيرة في بيت جدّتها. تحفٌ مزخرفة. لوحاتٌ بلونَيْ الحرب. الأسود والأبيض. أخرى بألوانٍ شاحبة. فيها كثيرٌ من الحزن. بعضٌ من الفرح. سيبيل تُعاينُها. في الدّار حاجات عجوزٍ. بالنّسبة لها، هي كنوز. سيبيل تمرّ بجانبها. تخشى إزالة معالمها، فتتجنّب اللّمس. حتّى غُبارها ذو قيمة. في زاويةٍ من زواياه زحمة كتب. أحدثُها رُبّما من عمر الصّبيّة. اثنان وعشرون عاماً. تجتاحُها الرّغبة في تصفّحها. كتاباً كتاباً. سطور الحرب المُغرية. لكن ذاك محرّم!
«لا تقربي من دومينيك»! لا
تعبثي بشهود الحرب. لم ترَ أحداً يجرؤ على إعادة الحياة إلى الكتاب المُغلق. ثقبٌ
واحدٌ في كتابٍ اسمُه «دومينيك» شكّل رُعب طفولتها. تلك الرّصاصة كان يُمكن أن
تخترق صدر أحد أفراد عائلتها. «قدّست» جدّتها الكتاب. وضعتهُ هناك، على ذاك الرّفّ.
ومنذ ذلك الحين، أصبح «لا يُطال». بعد اثنين وعشرين عاماً أقدمت سيبيل على
فعلةٍ لم يجرؤ عليها الآخرون. أحضرت كرسيّاً. اعتلته. تناولت «المُقدّس». المُرعب.
نفضت الغبار عنه. قلّبت صفحاته. وصلت إلى حيث استقرّ «القاتل» على الكلمات
الفرنسيّة. الموت لا يحتاج تعريباً. هذا إذاً ما كانت تخبّئه جدّتي؟ أحضرت كاميرَاها. «تِك». انتهت المهمّة.
.. وبعد فترةٍ قصيرة، فازت سيبيل جورج بالجائزة الأولى.
أفضل صورة في مسابقة رعتها السّفارتان الفرنسية والسويسرية في لبنان عن «التّصوير
الفوتوغرافي للشّباب، الحرب كما أراها». وعى «المركز الدّولي للعدالة الانتقاليّة»
أهمّيّة الفكرة، حثّ الشّباب على وضع كاميراتهم على أكتافهم والرّجوع أحد وأربعين
عاماً إلى الوراء. «الحرب الأهليّة اللبنانية». تلك الّتي لم يختبروها. «كيف
ترونها»؟ سألهم. فكانت إجاباتهم صوراً. أبلغ ألف مرّةٍ من كلّ أشكال التعبير.
هناك، في مكتبة «يافِث» بـ «الجامعة الأميركية في بيروت» عاد الجمهور عقوداً إلى الماضي. ابتسم أمام صورة سامي أوشان. ضحكات شبابٍ تهزأ بما تقاتل حوله الآباء. ذاك «اللاّ شيء». وجوههم ملطّخة بالألوان. من بيروت بشطريها، الشّرقي والغربي. وقفوا على «الخطّ الأخضر». أعينُهم تنظر بوقاحةٍ إلى بؤرة الكاميرا، فعين النّاظر. يقولون له بجُرأة «لا نأبه لخلافاتكم». اللّوحة التي حازت المرتبة الثّانية للشاب العشريني تقول بوضوح «لكم الأسود والأبيض، ولنا ألوان بيروت. دعونا نحيَ بألوانها».
ما تقوله وقفته، نظرته، يداه المعقودتان على صدره، تقاسيم وجهه، التّجاعيد حول عينيه، نظرته الشّاخصة نحو الأسفل، عقدة حاجبيه، ما تبقّى من شعره الأشيب، لا يحتاج إلى تفسير. خلف الحائط فتاةٌ صغيرة. عيناها شاخصتان نحو البعيد. «لا تتركوني أعيد كرّة الماضي». تقولُها من دون كلام. «لمَ يفصلني عن ذاك العجوز هذا الحائط؟».
تلك المعاني كانت كفيلة بتقاسم كريستينا بطرس، الطّالبة في «كلية الإعلام» في «الجامعة اللبنانية»، جائزة المركز الثّاني. وعنوان اللّوحة؟ «ملامح الهدنة».
صبيّةٌ لا تأبه لشيء. تستلقي على الشّاطئ. خلفها آخرون
هم أيضاً لا يكترثون للنّزاعات الفارغة. تمارا سعادة، ابنة الـ19 عاماً، ترى لبنان
الجديد من منظارٍ آخر. ندوبُ مبانيه كانت الفرصة الوحيدة لها كي تتعرّف على ما
اقترفت أيدي المجرمين. لم تُرد لهذه المعالم أن تكون أستاذها الوحيد. وسّعت بؤرة
نظرها. اختارت التّطلّع من خلال ذاك الضّوء الموجود في آخر النّفق. تمارا اختارت
رؤية لبنان من خلال شواطئه. أضوائه. لياليه. ضحكة صبيّةٍ غريبة وسط شارعٍ غريب.
أفكار تمارا الّتي نطقتها من دون كلام، حازت، قبل صورتها، على جائزةٍ خاصّة من
«المرصد الحضري في المعهد الفرنسي للشرق الأدنى».
المُتسابقة الأصغر تقوى على التّعبير. هنا، اختارت
الحديث عن الأمل. بساطة اللّوحة وقوّة الفكرة. صبيٌّ صغير، خفُت «بريق ألوانه».
خلف رأسه رشّاشٌ مخيف. يتشبّث بكلتا يديه بسياجٍ رفض التّخلّي عن اللّون. كلّ شيءٍ
يكمن في اللّون. يُكمل لون الخضرة أمامه المعاني. حنين أبو الحُسن، بأعوامها
الـ15، قالت للجميع «هُناك أمل»، فحصدت جائزةً خاصّة هي الأخرى.
25 صورة. قاعة صغيرة. أفكارٌ عملاقة. ضغطوا على العدسة. قالوا «انظروا إلى القباحة»! «هكذا أرى الحرب» أخبروا الجميع. لا أراها موتاً. لا أراها نهاية. أراها مدخلاً للعدالة. يحقّ لهذا الملفّ أن يُغلق. ولكن بشرطٍ واحد: الخواتيم السّعيدة. يحقّ للوالد أن يعرف مكان دفن ابنه. يحقّ للأمّ أن تُدرك مكان أولادها المفقودين. يحقّ لمَن غُيّب وأُبعد وأُخفي باسترجاع الحقّ. ويجب، مرّةً جديدة، ويجب لمن قَتل ونفّذ وحرّض وخطف وأَبعد وأَخفى، ووضع كلّ شيءٍ تحت مسؤوليّة الآخرين، أن يُعاقَب.
إلى ذلك الحين، إلى حين تحقيق العدالة الانتقاليّة، ستبقى كلمات كريستينا بطرس، الشّابة النّاضجة، هي الأصدق «الحرب لم تنتهِ. ما زلنا نحتفل ببدايتها، لكنّنا لم نحتفل قطّ بنهايتها. وواقعنا ما هو إلا هدنة حتّى إشعارٍ آخر».
مشاريع علمية إبداعية لتلامذة «الهادي»
يبكي علي السيد بألم، لأن مجموعته لم تنل المرتبة الأولى
في تحكيم مباراة المشاريع العلمية المدرسية 2016. تنهمر الدموع على خديه، وهو ينظر
إلى زملائه من غير مجموعات وقد اعتلوا المنصة لتسلم ميداليتهم. تسارع المعلمة
للتخفيف عن علي. يؤكد أنه عمل جيداً مع مجموعته، على مشروع «مخارج الحروف» لذوي الصعوبات التعلمية.
تجيب المعلمة، بعد أن تطبع قبلة على خده «مشروعك ناجح، لكنه لم ينل درجة التفوق».
يغمض علي عينيه للحظة ويجيب «رح ركز أكثر في المشروع الثاني حتى أحصل على التفوق».
بهذا الإصرار للتفوق، عمل نحو 120 تلميذاً من تلامذة
«مؤسسة الهادي للاعاقة السمعية والبصرية واضطرابات اللغة والتواصل»، على مشاريع
علمية، لمناسبة العشرية الأولى لمعرض المشاريع، وقدموا 39 مشروعاً بإشراف نحو
أربعين معلماً ومعلمه، بعنوان «عشرة على عشرة».
عرض التلامذة مشاريعهم أمام لجنة التحكيم، وتم اختيار
الفائزين بالمرتبة الأولى، برعاية الأمينة العامة لـ «اللجنة الوطنية للاونيسكو»
البروفيسورة زهيدة درويش جبور، وبحضور ماري الحاج ممثلة وزارة الشؤون الإجتماعية،
وإلهام قماطي ممثلة وزارة التربية والتعليم العالي، ومدير مؤسسة الهادي إسماعيل
الزين.
تنتظر التلميذة الكفيفة نور إسماعيل دورها، تقف أمام
مشروعها بكل ثقة، لاستقبال الزائرين. لم تكن تعلم نور أن مشروعها نال مرتبة
التفوق. نور ابنة الصف الثاني إبتدائي، عملت مع مجموعة على مشروع تعرف الكفيف على
الكلمات من خلال المربعات. تشرح نور سهولة الكتابة والإملاء من خلال مشروعها،
تتعجب درويش لقدرة هذه الفتاة الصغيرة في التعبير والتكلم بجرأة وباللغة
الإنكليزية، من دون أن ترتبك.
يحرص مدير المؤسسة إسماعيل الزين على توجيه التحية لجميع المشاركين، وسؤالهم عن معنوياتهم، وتأتي الإجابة موحدة، وكأنهم في صف واحد، «جاهزين ومعنوياتنا عالية».
يصرّ علي يونس على جذب انتباه جميع الحضور لمشروعه حول فرز النفايات بواسطة الصوت والضوء، معرفاً أنه في الصف السابع أساسي وعمل مع زملائه على المشروع، لكشف النفايات العضوية من النفايات الصلبة، وكيفية فرزها.
وعملت مجموعة آخرى من ذوي الحالات الخاصة، على جهاز لقياس كمية المتساقطات من الإمطار، وأخرى على «حديقة منمّطة» تهدي الكفيف.
قدم في المعرض فيلم وثائقي، لمشاركة تلامذة «الهادي» في المعارض طوال عشر سنوات، ونيلهم عشرات الجوائز العربية والأجنبية.
تبدي درويش دهشتها من قدرة هؤلاء التلامذة على تقديم إبداعات، بعدما أنعم الله عليهم القدرة والتفوق على الذات، والثقة بالنفس، وعلى تميز الأسرة التعليمية بالقدرة على المحبة والعطاء.
يؤكد عضو لجنة التحكيم أحمد يونس، أن اللجنة تشددت
كثيراً في اختيار المشاريع، وتم التركيز على: «مصادر المعلومات وتعددها، تحديد
المشكلة، هل طبقت الحلول أم لا، الفريق إبداعي أم لا، والتكلفة».
يلفت منسق المشاريع العلمية سميح جابر إلى أن الهدف من
المشاريع الداخلية، هو التحضير لمباراة العلوم السنوية، ولمباراة «الجامعة
الأميركية»، ونركز على كيفية شرح التلميذ الكفيف لموضوعه.
وبعد توزيع الميداليات الذهبية على المتفوقين، والبرونزية على باقي المشاريع، تم تكريم درويش، والحاج وقماطي.
عماد الزغبي
حدّد وزير التربية والتعليم العالي الياس بو صعب بقراره الرقم 35/م/2016 مواعيد امتحانات الكولوكيوم للعام 2016 ـ الدورة الأولى التي تبدأ في الحادي عشر من تموز بالامتحانات لخريجي الجامعات والمعاهد العاملة خارج لبنان، في «مدينة رفيق الحريري الجامعية ـ الحدث». وتبدأ في 16 تموز المقبل الامتحانات الشفهية والعملية للمتخرجين من الجامعات العاملة داخل لبنان وفي جميع الاختصاصات الطبية والطبية المساعدة، وللناجحين في الامتحانات الخطيّة من خارج لبنان وللمحتفظين بحقهم في الامتحان الشفهي والعملي من دورات سابقة، في «مدينة الحريري الجامعية». تقدم الطلبات لدى قسم الكولوكيوم في المديرية العامة للتعليم العالي أو بواسطة أي مكتب من مكاتب بريد «ليبان بوست»، بين الثالث من آيار والخامس من تموز.
جريدة اللواء
طلاب «الأميركية» يقطعون الطريق على تعيين أستاذ «مطبِّع مع الاحتلال»
لا تزال فكرة التطبيع مع الاحتلال الاسرائيلي تستفز مشاعر الطلاب، وتجعلهم ينتفضون في وجهها، رغم انشغال البعض منهم بهمومهم الحياتية، وانصرافهم عن بعض القضايا العربية، إذ من الملاحظ أنّ التحرّكات الطلابية أصبحت قليلة إنْ لم نقل معدومة في الآونة الأخيرة.
وتحت شعار «المطبّعون غير مرحّب بهم»، قطع طلاب الجامعة الأميركية في بيروت الطريق على تعيين وليد صالح أستاذاً متفرّغاً في قسم اللغة العربية في الجامعة، بعد كشفهم لهويته التعليمية، ومخالفته قوانين المقاطعة الأكاديمية للاحتلال.
طلاب الأميركية تمكّنوا من فضح أمر أستاذ الدراسات
الإسلامية في جامعة تورنتو، اللبناني الأصل، والذي يحمل الجنسية الأميركية، بعد
كشفهم النقاب عن أنّه زار الأراضي المحتلة مرّات عدّة، وشارك في محاضرات ومؤتمرات
أكاديمية عُقِدَتْ في جامعات إسرائيلية، كالجامعة العبرية في القدس المحتلة وجامعة
تل أبيب.
قصة إحراج الضيف المطبِّع، بدأت الإثنين الماضي إثر
مشاركة صالح في ندوة عقدتها الجامعة الأميركية بعنوان «الأدب العربي العثماني ـ
قراءات لكتابات منسيّة: مرعي الكرمي وكتابه بهجة الحاضرين وآيات المستدلّين»، فبعد
تجميع المعلومات عنه قرّر الطلاب الدخول إلى قاعة المحاضرة سلمياً ورفعوا لافتات
كُتِبَ عليها باللغة العربية والإنكليزية: «المطبّعون غير مرحّب بهم» ، «Normalizers Not Welcome».
كما وجّواهوا أسئلة إلى الأستاذ المُحاضِر حول قوميته
العربية وتطبيعه الواضح والصريح مع أعداء العرب والمسلمين، والأطفال العزَّل في
فلسطين، خصوصاً أنّ لصالح العديد من الأبحاث المنشورة في دوريات تصدر عن جامعات
إسرائيلية، آخرها بحث في علوم القرآن نُشِر في الدورية التي صدرت عن الجامعة
العبرية في القدس عام 2015، ومعروف عنه صداقاته الواسعة مع أكاديميين صهاينة مثل
«يوري روبن» أستاذ الدراسات الإسلامية والعربية في جامعة تل أبيب، الذي شاركه صالح
كتابة الكثير من الأعمال الأكاديمية، الأمر الذي دفع بصالح إلى الخروج من القاعة
وعدم الإجابة على الأسئلة المحرجة.
تحرّكات الطلاب قد تساهم بقطع الطريق نهائياً على أي
نيّة لتعيينه ضمن قسم اللغة العربية ولغات الشرق الأدنى، بعد تأكيد الجامعة
الأميركية أنّ صالح لم يرفق في سيرته الذاتية أيّاً من المعلومات حول علاقته
بالجامعات الإسرائيلية.
«حزب الله» يُثني
من جهتها، حيّت التعبئة التربوية في «حزب الله» الموقف الوطني المسؤول لطلاب الجامعة الأميركية «الذين وقفوا دوماً بوجه الأساتذة المتسلّلين المطبّعين مع العدو الصهيوني، والذي كان آخرهم وليد صالح»، وفق ما جاء في بيان للتعبئة التربوية.
ودعت إلى وقفة جدية حازمة من كل الفاعليات الأكاديمية الوطنية الشريفة ومن كامل الفاعليات المناهضة للتطبيع مع العدو من قوى المقاومة لإدانة هذه المحاولات المتكرّرة ومحاصرتها وإسقاطها، لأنّ «بيروت كانت عاصمة المقاومة وستبقى عاصمة المقاومة».
ويؤكد المشاركون في حملة المقاطعة أنّ انتفاضتهم على الأستاذ المُطبِّع، تأتي احتجاجاً على تعامله مع العدو الاسرائيلي الذي يرتكب المجازر بحق الأبرياء والأطفال وإمعانه في الغطرسة ضد الفلسطينيين، إضافة الى مخالفته الصريحة لقوانين المقاطعة الأكاديمية للاحتلال.
والجدير بالذكر أنّ العديد من الدول الأوروبية كانت قد شاركت في حملة المقاطعة الأكاديمية للاحتلال «الاسرائيلي»، وكان أبرزها مقاطعة 300 أكاديمي بريطاني لـ»إسرائيل» لاستمرارها بالاحتلال غير الشرعي للأراضي الفلسطينية.
كما تُشكل «حملة المقاطعة الأكاديمية والثقافية لإسرائيل» ساحة أخرى للمعركة ضد الاحتلال الاسرائيلي وسياساته، طرفها الأساسي أكاديميون غربيون وفلسطينيون، وأحد أهدافها فصم العلاقة الأكاديمية الوطيدة بين أوروبا و»إسرائيل».
زينة ارزوني
تحديد مواعيد الدورة الأولى لامتحانات الكولوكيوم
حدّد وزير التربية والتعليم العالي الياس بو صعب مواعيد إمتحانات الكولوكيوم للعام 2016 - الدورة الأولى وفقا للجداول الآتية:
الامتحانات الخطية لخريجي الجامعات والمعاهد العاملة خارج لبنان:
· الإثنين 11/7/2016 الساعة 9 قبل الظهر:الطب العام مبنى كلية العلوم الطبية/ الجامعة اللبنانية - الحدت.
· الثلاثاء 12/7/2016 الساعة 9 قبل الظهر:الصيدلة مبنى
كلية الصيدلة/الجامعة اللبنانية - الحدت.
الأربعاء 13/7/2016 الساعة 9 قبل الظهر: طب الأسنان مبنى
كلية طب الأسنان/الجامعة اللبنانية - الحدت.
· الخميس 14/7/2016 الساعة 9 قبل الظهر:علم التغذية - التمريض - القبالة - العلاج الفيزيائي - الأطراف الاصطناعية مبنى كلية الصحة العامة/الجامعة اللبنانية – الحدت
أما الامتحانات الشفهية والعملية للمتخرجين من الجامعات العاملة داخل لبنان وفي جميع الاختصاصات الطبية والطبية المساعدة، وللناجحين في الامتحانات الخطية من خارج لبنان وللمحتفظين بحقهم في الامتحان الشفهي والعملي من دورات سابقة وذلك وفقا لما يأتي:
· السبت 16/7/2016 الساعة 9 قبل الظهر:الطب العام مبنى كلية العلوم الطبية/ الجامعة اللبنانية – الحدت، مختبرات طب الأسنان مبنى كلية طب الأسنان/ الجامعة اللبنانية - الحدت.
· الإثنين 18/7/2016 الساعة 9 قبل الظهر:الصيدلة مبنى كلية الصيدلة/ الجامعة اللبنانية - الحدت.
· الثلاثاء 19/7/2016 الساعة 9 قبل الظهر:طب الأسنان مبنى كلية طب الأسنان/ الجامعة اللبنانية - الحدت.
· الأربعاء 20/7/2016 الساعة 9 قبل الظهر:التمريض - القبالة - الأطراف الاصطناعية مبنى كلية الصحة العامة/ الجامعة اللبنانية - الحدت.
· الخميس 21/7/2016 الساعة 9 قبل الظهر:العلاج الفيزيائي - علم التغذية مبنى كلية الصحة العامة/الجامعة اللبنانية – الحدت
وتقدّم طلبات الترشيح لهذه الامتحانات ولجميع الاختصاصات لدى قسم الكولوكيوم في المديرية العامة للتعليم العالي أو بواسطة أي مكتب من مكاتب بريد «ليبان بوست» وذلك إعتبارا من:يوم الثلاثاء تاريخ 3/5/2016 وتنتهي فترة تقديم هذه الطلبات في المديرية العامة للتعليم العالي في مهلة أقصاها يوم الثلاثاء تاريخ 5/7/2016 ضمنا.
وتنتهي فترة تقديم هذه الطلبات في مكاتب بريد «ليبان بوست» في مهلة أقصاها:يوم السبت تاريخ 2/7/2016 ضمنا.
«الأميركية» تُطلق برنامجين للدراسات العليا في الأمن الغذائي
تُطلِق كلية العلوم الزراعية والغذائية في الجامعة الأميركية في بيروت برنامجين للدراسات العليا في الأمن الغذائي. وهما برنامجان وحيدان في الدراسات العليا يختصان في الأمن الغذائي في منظومة مينا (الشرق الأوسط وشمال أفريقيا). والبرنامجان هما للماجيستر وللدبلوم. وستقدّم الكلية برنامج الدبلوم في الأمن الغذائي، ومدة هذا البرنامج سبعة أسابيع. وهو برنامج مكثّف لا يشمل درجة علمية. ويتعلم طلابه تحديات الأمن الغذائي وعلاقته بسلسلة القيم الغذائية.
وسيتمكّن طلاب برنامج الدبلوم من تحويل بعض ما يكسبونه
منه إلى رصيد دراسي يُحتسب مع برنامج الماجيستر. وستُعطى صفوف برنامج الدبلوم هذا
في حرم الجامعة الأميركية في بيروت، بدءاً من 30 أيار 2016.
أما برنامج الماجيستر في الأمن الغذائي، فستقدّمه الكلية
ابتداءً من خريف العام 2016. وهذا البرنامج هو برنامج كامل في الدراسات العليا
يزوّد الطلاب بإدراك أعمق للأمن الغذائي وبمهارات إضافية لتلبيته. ويقدّم برنامج الماجيستر
مسارين، مع أطروحة ومن دون أطروحة، ويمكن إكماله في سنتين أكاديميتين.
وهذا البرنامج يلائم الطلاب الراغبين بشهادة دراسات عليا كاملة. ويؤهّل هذا البرنامجطلابه للعمل في القطاعات الخاصة والحكومية وغير الحكوميةأو للحصول على المزيد من التدريب الأكاديمي، وستُدرَّس صفوف برنامج الماجيستر هذا في حرم الجامعة الأميركية في بيروت، بدءاً من أيلول 2016.
وللانتساب إلى أي من البرنامجين ينبغي على الطالب أن
يكون حائزاً البكالوريوس في حقل ذي صلة بالأمن الغذائي مثل الزراعة والتغذية
وإدارة الموارد الطبيعية،أو الاقتصاد. كذلك يجب أن يكون على كفاءة عالية باللغة
الانكليزية، وقد فُتح باب تقديم طلبات الانتساب إلى البرنامجين ضمن فترة تنتهي في
1 نيسان 2016.
وفي سياق آخر، يجري اختصاصيون في الجامعة الأميركية في
بيروت بحوثاً قد تقدّم حلاً لوباء البدانة الذي يتفشّى عالمياً، وذلك عن طريق
استخدام الفوسفور الذي يبدو، بطريقة مفاجئة، أنه عنصر فعّال لفقدان الوزن.
· استضافت كلية الحقوق في جامعة الروح القدس- الكسليك الندوة الخامسة للمعهد العالي للدكتوراه في الحقوق في الشرق الأوسط (EDDMO) بعنوان «الأنظمة القضائية المعاصرة الكبرى»، التي عقدت بالتعاون مع الوكالة الجامعية الفرنكوفونية (AUF) في قاعة المؤتمرات في الجامعة، بحضور الرئيس الأول لمحكمة التمييز القاضي جان فهد، ورئيس جامعة الروح القدس- الكسليك الأب هادي محفوظ.
· أطلق مكتب شؤون الطلاب في جامعة البلمند تطبيقا الكترونيا جديدا على الهواتف الذكية UOB-OSA، خلال ندوة أُقيمت في قاعة المكتبة 006 حرم الجامعة، بمشاركة ممثلين عن النوادي الطلابية.
الوكالة الوطنية
حزب الله: لا لأساتذة مطبعين مع العدو في الجامعة الاميركية
حيت التعبئة التربوية في "حزب الله" في بيان، "الموقف الوطني المسؤول لطلاب الجامعة الأميركية الذين وقفوا دوما بوجه الأساتذة المتسللين المطبعين مع العدو الصهيوني، والذي كان آخرهم وليد صالح".
ودعت إلى "وقفة جدية حازمة من كل الفاعليات الأكاديمية الوطنية الشريفة ومن كل الفاعليات المناهضة للتطبيع مع العدو من قوى المقاومة، لإدانة هذه المحاولات المتكررة ومحاصرتها وإسقاطها، فبيروت كانت عاصمة المقاومة وستبقى كذلك".
جريدة النهار
الجمعية التربوية الدولية أطلقت برنامج البرمجة والتصنيع في 10 مدارس رسمية
في رعاية وزارة التربية والتعليم العالي، وبمبادرة من الوزير السابق نقولا صحناوي، وبالشركة مع مؤسسة منى بسترس ومايكروسوفت، أطلقت الجمعية التربوية الدولية برنامج البرمجة والتصنيع في 10 مدارس رسمية، على مسرح ثانوية الأشرفية الثانية الرسمية.
وألقت إليان متني عن الجمعية التربوية الدولية كلمة شرحت فيها ما هو "الراسبري باي" الذي يعتبر أصغر كومبيوتر في العالم، وكيفية عمله.
ثم ألقى المدير العام لوزارة التربية والتعليم العالي فادي يرق كلمة فشدد على أهمية البرمجة في المجال التعليمي، خاصة أنها تسمح للشباب بتطوير قدراتهم الإبداعية، وبالتالي تحسين وضعهم الاقتصادي، خاصة وأن الأجيال الجديدة تواكب التقدم التكنولوجي في شكل يومي.
ولفت صحناوي إلى أنه يتوجب على الحكومة أن تتبنى خطة استراتيجية تكون فيها صياغة رموز تشفيرية coding مطروحة في مناهج المدارس التي تقوم بدورها بتحضير أجيال من التلامذة ليواكبوا عالم الغد، في كون لبنان جاهزاً للتغييرات الاقتصادية التي تحصل في القرن الحادي والعشرين، فيستطيع شباب لبنان تغيير العالم، من دون الحاجة إلى الهجرة. ولفت إلى أن المستقبل للمبرمجين في العالم، وأشار إلى أن نسبة المتخرجين في مجال البرمجة من الجامعات لا تزيد عن ٥% من نسبة تلامذة هندسة الكومبيوتر، في حين أن فرص سوق العمل في مجال العلم، التكنولوجيا، الرياضيات والهندسة تتطلب حوالى ٧٠% من أختصاصيي البرمجة. وسيتم تجهيز كل مدرسة من المدارس العشر بواسطة ١٠ أجهزة راسبري باي، بالإضافة إلى قطع يتم وصلها على الأجهزة لتفعيل دورها وقدرتها.
وفي ختام الحفل، جرى سحب إلكتروني بواسطة رجل آلي مبرمج وفاز تلميذان بجهازي راسبري باي.
مبنى حديث ومتطور لكلية الطب داخل حرم القديس يوسف
12 مليون دولار هبة من "ريمون وعايدة نجار" تغطي تكاليفه
جاءت هبة الـ12 مليون دولار من مؤسسة ريمون وعايدة نجار لإعمار مبنى نموذجي وحديث من 16 ألف متر مربع لكلية الطب في جامعة القديس يوسف، خطوة ضمن خريطة طريق وضعها رئيس الجامعة الأب سليم دكاش، والذي قال لـ"النهار" انها تهدف الى تعزيز كلية العلوم الطبية وجعلها في المقدمة.
وقع الاتفاق الأب سليم دكاش اليسوعي والمهندس ريمون
نجار، وأوضح دكاش لـ"النهار" أن الحروب التي شهدناها لم تسمح لنا بتطوير
الكلية وفقاً لتطلعاتنا. وأعلن أننا في طور نيل اعتماد للكلية من مؤسسات عالمية
مرموقة. ولفت إلى أن قراراً أميركياً صدر أخيراً وينص على أنه بدءاً من السنة 2022
لا يمكن لأي طالب أو أستاذ في كلية طب أن يتابع دراسته في الولايات المتحدة إلا في
حال ثبت أن الكلية نالت اعتماداً أميركياً.
وإذ اعتبر أن مسار الجودة في كلية الطب يتكامل من
الناحية المهنية، شدد على ترابطها "العضوي" مع مستشفى اوتيل ديو التواقة إلى الجودة من الناحيتين
الطبية والصحية. وتوقف عند أهمية المشروع والذي يهدف الى توفير مبنى متكامل وحديث لكلية
الطب، طلاباً، وأساتذة وإداريين. واعتبر أن جمع شمل أسرة الكلية وإعطاء الدروس
كلها في مبنى واحد سيفسح في المجال للتخصصات الطبية المتوافرة في حرم العلوم
الطبية – طريق الشام للإستفادة من المساحات المتوافرة، وهذا ينطبق على كليات
التمريض، طب الأسنان، القابلة القانونية، الصيدلة، العلاج الفيزيائي، تقويم النطق
وتقويم الأطراف وسواها.
وشدد على أن بناء الكلية سينسجم مع هندسة المباني القديمة مع "قيمة مضافة "تكمن في توفير منشآت عدة ومنشآت رياضية ومرآب للسيارات وكافيتريا متطورة، الى قاعات حديثة ممكنة للدروس وغيرها من المقومات الحديثة لكلية تواكب متطلبات العصر. وعما إذا كان هذا المشروع سيؤثر على إرتفاع أقساط تخصص الطب قال:" لن يؤثر، لأن الهبة المقدمة من المهندس ريمون نجار تغطي تكاليف إعمار البناء".
أما عميد كلية الطب البروفسور رولان طنب فقد تناول في حديثه لـ"النهار" الولادة الرابعة التي ستشهدها الكلية بمشاركة المهندس ريمون نجار. وكشف طنب أن المشروع سينطلق بعد إنجاز المعاملات القانونية الخاصة به، علماً أن ورشة بنائه التي تتم بإشراف المهندسين كريم ونبيل نجار تمتد لثلاث سنوات. وأعلن أن البناء الجديد سيحتوي على جزءين أساسيين مع الإشارة إلى أن المبنى يراعي المعايير العالية والمتقدمة لبيئة عصرية تلائم متطلبات القرن الـ21 كالمباني الخضراء، قاعات التدريس المزودة بالتقنيات الذكية ومكتبة متطورة وسواها من مكونات أساسية لعلم الطب. ولفت إلى أن الكلية الجديدة تصبو إلى توظيف أطباء متفرغين للتدريس في الجامعة وتشجيع البحث العلمي في هذا الميدان.
وعما إذا كانت المنافسة بين كليات الطب المستحدثة في جامعات لبنانية فرضت مشروعاً تطويرياً للكلية في الجامعة قال: "نحن سباقون في مشاريعنا في كلية الطب. لا نخشى المنافسة البنّاءة مع الكليات. نسعى معها الى التعاون المباشر والذي أتابعه شخصياً من خلال تنظيم اجتماعات بين عمداء هذه الكليات في لبنان لنتداول معاً في شؤون تتعلق بالتخصص والمهنة. واعتبر هذا اللقاء سابقة مهمة تعكس مدى إيماننا بالعمل الجماعي والتواصل بين الكليات".
أما عن استقطاب عدد أكبر من الطلاب فقال: "ليس هذا
ما نصبو إليه رغم أنه من الممكن أن يزداد العدد بعض الشيء". وشدد على أن
الكلية تبذل جهوداً لإعداد الطالب بمقومات الطبيب الإنسان. وشرح أهمية البرنامج
المعتمد اليوم في الكلية والذي يتسلح به الطالب بثقافة غنية في التكنولوجيا
والعلوم الإنسانية بمتفرعاتها، كالفلسفة وعلم النفس والتاريخ، ليتمكن من مقاربة
الحياة بأبعادها الإنسانية لأنه يتهيأ لعلاج مريض.
وبالنسبة الى المهندس ريمون نجار، فقد أوضح أسباب دعمه
كلية الطب في الجامعة، لأن هذا المشروع يصب ضمن التزامه دعم الطبابة والتخفيف من
وطأة المعاناة عند المريض. ونجار الذي درس الهندسة في جامعة القديس يوسف، تحول من
خلال مؤسسته إلى يد بيضاء تدعم القضايا الإنسانية من حولنا. فالأب دكاش أثنى في
كلمته "على حكاية النجاح المرتبطة بإسمه وعلى إلتزامه تشجيع
المؤسسات الصحية ودعمها مثل مستشفى مار يوسف (الدورة)، وأم النور(عجلتون)، والصليب
الأحمر (جونيه)".
أما رئيس إتحاد جمعيات متخرجي جامعة القديس يوسف القاضي شكري صادر فحيا مبادرة نجار اليوم والتي جاءت بعد دعم خاص ومميز من نجار للإتحاد.
جريدة المدن
الانترنت سيئ أيضاً في "اللبنانية" الحدث.. الحل في آذار؟
الانترنت مشكلة جديدة يعاني منها طلاب "الجامعة اللبنانية" في مجمع الحدث، حيث يشكو طلاب مختلف الكليات، وطلاب السكن الجامعي خصوصاً، من ضعف الشبكة وبطئها، ومن صعوبة إستخدام المواقع الالكترونية في خدمة الأبحاث التي يسعون إلى انجازها، من ضمن مهماتهم الأكاديمية. على أن هذه المشكلة تبرز، تحديداً، بعد إنتهاء دوام المكتبات الموجودة في كل كلية، والتي تقفل عند الساعة الخامسة عصراً كحد أقصى.
وتبدي مريم، وهي طالبة الدراسات العليا في كلية الحقوق، إستياءها من ضعف شبكة الانترنت في الكلية، خصوصاً أن ما تدرسه يتطلب منها انجاز أبحاث بشكل مستمر، إذ "يظهر الخلل واضحاً في الإنترنت عند إقفال المكتبة، حيث نضطر حينها لإستخدام هواتفنا للدخول إلى المواقع القانونية المحلية والعربية، لكن هذا لا يساعدنا كثيراً".
وتبدو المشكلة مضاعفة عند طلاب السكن الجامعي، إذ خُفضت
سرعة الإنترنت بشكل ملحوظ مقارنة بالسنوات السابقة، بالإضافة إلى حجب العديد من
المواقع الالكترونية التي يستخدمها الطلاب بشكل يومي لتسهيل دراستهم، وتحديداً تلك
المتعلقة بموقع Google وخدماته المتعددة، بالإضافة إلى موقع Youtube، وحصر توقيت إستخدام الانترنت بين الساعة الرابعة عصراً والثامنة
صباحاً، وهذا ما يجبرهم على اللجوء إلى مكتبات ومراكز خارج الجامعة لاتمام أشغالهم.
هذا الواقع دفع الطالب في كلية الهندسة أحمد نصرالله إلى
صياغة عريضة توجه فيها إلى رئيس الجامعة الدكتور عدنان السيد حسين عرض فيها
المشكلة بتفاصيلها، ووقع عليها حوالى ٤٠٠ طالب، ثم أوصلها بنفسه إلى
أمانة السر في الادارة المركزية لـ"الجامعة اللبنانية"، آملاً بتجاوب
إدارة الجامعة مع مبادرته هذه لما فيها من مصلحة للطلاب.
في المقابل، يقول لـ"المدن" المسؤول عن شبكة
الإنترنت في "الجامعة اللبنانية" جواد خليفة إن "مسؤولية
هذا الخلل مشتركة بين القسم التقني من جهة والطلاب أنفسهم من جهة أخرى". وهذا
ما يفسره بكون إستخدام الشبكة في الجامعة لا يتطلب إدخال أي رمز سري، بما يتيح
للطلاب إستخدامها في أعمال غير أكاديمية، أي لـ"التسلية والترفيه وتصفح مواقع
إلكترونية كمواقع التواصل الاجتماعي وغيرها، التي لا ترتبط أبداً بأي إستخدام
تعليمي مباشر. وهذا ما سوف يؤدي حتماً إلى الإخلال بجودة وسرعة الشبكة السلكية واللاسلكية،
نتيجة الضغط المتواصل على الشبكة".
لكن خليفة لا ينكر تقصير الجامعة في عدم ضبطها، حتى
الآن، "حسن إستغلال الانترنت وفقاً للغاية المطلوبة"، وهي في سياق تجاوز
هذه المشكلة، قررت "حجب بعض المواقع غير المنتجة وذلك لتخفيف الضغط".
غير أنه يشير إلى أنه، ومنذ بداية شهر آذار المقبل، "سيتم ضبط الشبكة أمنياً
عبر وضع رمز سري، وتحويل السرعة من ١٦٠ إلى ٢٢٠ ميجا بايتس، كما سيُعتمد نظام
الحساب الخاص بكل طالب على حدة، ليستخدمه مجاناً ومن دون أي تكلفة للإستفادة
أكاديمياً وتعليمياً وذلك تحت سلطتي ضبط ورقابة مستمرين يتم الآن العمل
عليهما". وهذا، وفق خليفة، سيؤدي إلى "توفر شبكة انترنت سليمة وعادلة
على صعيد كافة الكليات ومن دون أي إنقطاع".
هادي ياسين
الموضوعات المدرجة ضمن هذه الصفحة تعرض للقارئ أبرز التقارير التربوية في الصحف المحلية،
وموقع التعبئة التربوية لا يتبنى مضمونها
بتوقيت بيروت