تتعاظم المخاوف الإسرائيلية خشية نجاح حركات المقاومة في تنفيذ عمليات هجومية على الحدود، لاسيما من خلال التسلل واختطاف جنود أو مستوطنين، أو إطلاق النيران القناصة باتجاههم.
ولمواجهة هذه التهديدات الأمنية، فقد أعلن جيش الاحتلال من خلال فرقة غزة التابعة لقيادة المنطقة الجنوبية، عن مشروع سماه "الحدود الذكية والقاتلة"، الذي يهدف لدمج الروبوتات لتحل محل الجنود، من أجل تقليل تعرضهم للخطر على الحدود، لكن ضباطا كبارا في القيادة الجنوبية أكدوا أن المشروع لا يسير على الإطلاق وفق التوقعات، بل يتهمون من روجوا له بصورة مبكرة أنهم مارسوا تضليلا للمستوطنين والجنود.
الخبير العسكري الصهيوني أمير بوخبوط كتب في موقع واللا تقريرا أن "ضباطا في القيادة الجنوبية للجيش الإسرائيلي أكدوا له أن مشروع الروبوتات على حدود غزة، الهادف لتحديد مواقع ومهاجمة المسلحين الفلسطينيين دون كشف الجنود، لا يتقدم وفقًا للتوقعات، رغم أن الجيش كان فخورا بالمشروع، لكن مع مرور الوقت تبين أمامه العديد من الصعوبات، لأن المركبات التي يتم التحكم فيها عن بعد، وتقوم بدوريات على طول السياج الحدودي على الطريق، لم تنجح حتى الآن في تحديد الاختراقات، ولا تكشف نيران القناصة، وصولا إلى سيناريوهات خروج المسلحين من الأنفاق قرب الحدود".
وأضاف أن "ضباط القيادة الجنوبية يؤكدون في محادثات داخلية أن المشروع لا يسير كما هو متوقع، فهناك عدد غير قليل من الصعوبات التكنولوجية التي لا يبدو أنه يمكن التغلب عليها في الوقت الحالي، وأكثر من ذلك، أن هناك قدرا كبيرا من الجدل داخل الجيش حول الكيفية التي يجب أن يتقدم بها المشروع، ما يبقيه عالقا، رغم التكاليف الباهظة التي تم ضخها لإنجازه، ورغم أن فكرة دمج الروبوتات في الأنشطة العملياتية لمنع إلحاق الأذى بالجنود، مهمة وجيدة، لكن هناك فجوات كبيرة في تنفيذه على الأرض، وصعوبات في تأكيد إطلاق النار أو الهجوم من مسافة بعيدة".
وتتفاوت درجات الإحباط لدى قادة جيش الاحتلال من عدم تقدم مشروع الروبوتات، لكن الإجماع السائد لديهم أن هناك حالة من القلق بشأن عدم القدرة على الجمع بين الوسائل المختلفة، وهناك مخاوف من مواطن الخلل في عمل الطائرات المسيرة، أو المركبات التي يتم التحكم فيها عن بعد، رغم أن هذا المشروع كلف كثيرا من الأموال، ولكن لا يبدو أنه يتقدم، بما في ذلك الدخول في أعماق أرض "العدو"، وعدم القدرة على التقدم وفقًا للجداول الزمنية التي حددها الجيش الإسرائيلي.
صحيح أن المشروع تم تنفيذ تجربته التشغيلية الأولى في شمال قطاع غزة، لكن التحديات الناجمة عن التجربة الأولى، ستجعل من تقدم المشروع مسألة فيها نظر وتوقف، بسبب العجز عن عدم قدرة الأدوات المستخدمة على توفير استجابة تشغيلية مثالية في هذه المنطقة الحدودية الحساسة، ما يطرح تساؤلات جدية حول مدى النجاح المتوقع من توفير حماية متعددة الأبعاد على حدود غزة، في ظل التعقيدات القائمة التي قد تعرقل تعزيز حماية الحدود بالوسائل التكنولوجية والقدرات الرقمية المتقدمة.
بتوقيت بيروت