قال الخبير العسكري الإسرائيلي رون بن يشاي، إن "القصف الصاروخي الإسرائيلي الليلة الماضية على معسكرات التدريب الفارغة التابعة لحماس ردا على البالونات الحارقة، كان من النوع الذي لم يثر خوف سكان غزة منذ فترة طويلة، وأكد فقط على معادلة الردع التي تؤسس لها حركة حماس، ورغم أنه كان من الممكن حدوث خلاف ذلك، فمن الممكن أن تأتي فرصة أخرى في الأيام المقبلة، ويجب اغتنامها".
وأضاف بن يشاي، الذي غطى معظم الحروب العربية الإسرائيلية، في مقال له بصحيفة "يديعوت أحرونوت"، أن "الرد الإسرائيلي على بالونات غزة الحارقة يتعارض مع الالتزامات التي قطعها قادة الجيش الإسرائيلي بعد الحرب الأخيرة، لأن الضربة الجوية المحسوبة لمعسكرات حماس في خانيونس وغزة غير مؤثرة، وبالتالي تفسره حماس على أنه ضعف إسرائيلي، مما يعني تقويضا للردع".
وأشار إلى أن "هذا الضعف الإسرائيلي أحد الأسباب الرئيسية التي جعلت حماس تتجرأ على توجيه إنذار لإسرائيل بشأن القدس الشهر الماضي، وانحدرنا للحرب الأخيرة، ورغم ذلك جاء الرد الإسرائيلي على البالونات الحارقة والمتفجرة سريعا نسبيًا، لكنه ليس كافيا، وتأثيره محدود، مما يعني أن الغارة الجوية التي قررها رئيس الوزراء نفتالي بينيت ووزير الحرب بيني غانتس بعيدة كل البعد عن إرساء الردع الذي تعهدا بالحفاظ عليه".
وأوضح أن "الأسوأ من ذلك أن رد "الجيش الإسرائيلي" أكد فقط معادلة الردع المتبادلة الجديدة التي تسعى حماس لتأسيسها؛ وبموجبها إذا لم تخضع إسرائيل لمطالب حماس في القدس، فإن المستوطنين اليهود الذين يعيشون في مستوطنات غلاف غزة سيدفعون الثمن، حماس أعطت "إسرائيل" إنذارا آخر، مما دفعها لتغيير مسار مسيرة الأعلام، وسارعت الحركة كالعادة لعرض الخطوة الإسرائيلية على أنها استسلام لمطالبها".
وتابع أن "إسرائيل" ربما تبدو أكثر مطالبة بأن تصدر تحذيرا فوريًا وعامًا لحماس، وبموجبه تفهم التلميح، فتوقف إطلاق المناطيد والبالونات الحارقة، وفي حال واجهت قيادة حماس صعوبة أو تأخرًا في فهم الرسالة، فإن قنبلة دقيقة واحدة تستهدف هدفًا بارزًا في غزة ستوضح لها أن قواعد اللعبة قد تغيرت بالفعل من وجهة نظر "إسرائيل"، ووفقًا للقواعد الجديدة في غزة فإن حماس سوف تدفع ثمناً باهظاً أمام هذه البالونات الحارقة". على حد وصفه.
وأشار إلى أن "هناك ثلاثة أسباب معقولة على الأقل لكون رد الفعل الإسرائيلي جاء ضعيفًا ومنضبطًا:
وأضاف أن "الرد العسكري الإسرائيلي يجب أن يترافق مع منع تكثيف التنظيمات المسلحة لأسلحتها في قطاع غزة، وإبرام صفقة تبادل أسرى تعتبر معقولة في نظر الإسرائيليين، وقد طالب المصريون إسرائيل بضبط النفس، وردت الأخيرة جزئياً، لأن الحكومة الجديدة لم تبدأ بعد في العمل، ولم يكن مجلس الوزراء قد اجتمع بعد لمناقشة وتحديد السياسة المتعلقة بقضية غزة".
وختم بالقول إنه "إذا أصرت إسرائيل على عدم تسليم الأموال القطرية مباشرة لحماس، وإن لم تسحب مطلبها لمنع تصاعد حماس، وربط صفقة التبادل بموافقتها على إعمار غزة، فقد تحاول حماس تنفيذ مطالبها بإطلاق الصواريخ والبالونات الحارقة، وعندها ستأتي الفرصة التالية للحكومة الإسرائيلية لصياغة قواعد جديدة للعبة ضد غزة، وهذا ضروري حتى لو تطلب الأمر جولة قتال أخرى، وتلقي انتقادات على الساحة الدولية".
بتوقيت بيروت