كشفت الحرب الاسرائيلية الاخيرة في فلسطين المحتلة ان الشعب الفلسطيني اكثر التصاقا في وحدته كشعب واحد رغم كل محاولات الكيان الصهيوني في تقسيمه وفق الجغرافيا التي ابتدعها منذ احتلاله لفلسطين.
وقالت نوغا مالكين وهي كاتبة إسرائيلية إن "الجمهور الإسرائيلي يخدع نفسه حين يعتقد بأن الفصل بين الضفة الغربية وقطاع غزة وبين فلسطينيي الداخل سينجح، وأنهم سينسون أنهم جزء من الشعب الفلسطيني نفسه ".
وأضافت في مقال بصحيفة يديعوت أحرونوت، أن "الإسرائيليين الذين اعتادوا على التعامل مع الصواريخ التي تتساقط عليهم من غزة، والقصف الإسرائيلي على القطاع، اعتقدوا أنه بركان متفجر بين الحين والآخر، وكأنها ظاهرة طبيعية لا يوجد ما يفعلونه من أجل وقفها، وفي الوقت ذاته، زعموا أن العنف في البلدات العربية داخل “اسرائيل” في بداية حرب غزة، سقط علينا من العدم، وهذا غير صحيح".
وأكدت مالكين رئيسة قسم الأنشطة العامة في منظمة "سيكي" لتعزيز المساواة والمجتمع المشترك، أن "مشاهد مهاجمة العرب واليهود لبعضهم، والخوف من مغادرة المنزل، تشير إلى أن اليهود لا يفهمون حتى الآن كيف أنهم لم يروا إرهاصاته مسبقاً، بزعم أن العلاقات بين اليهود والعرب تتقوى وتتحسن، لكنهم في الوقت ذاته لم يتوقعوا ذلك لأنهم أنكروا حقيقة أن هناك دولتين تعيشان في “اسرائيل”، ولأن اليهود يحبون أن يخدعوا أنفسهم بأن الفصل الذي قطعوه بين فلسطينيي الضفة وغزة مع فلسطينيي الداخل كان ناجحًا".
وأشارت إلى أن "هذه المزاعم اليهودية جعلتهم ينسون أن الفلسطينيين الذين يعيشون داخل “اسرائيل” هم جزء من نفس الأمة الفلسطينية التي تحطمت إلى أشلاء عام 1948، وكنا نعتقد، ولا يزال الكثيرون من اليهود يعتقدون، أن الفلسطينيين في “اسرائيل” سينسون هذه الحقيقة مقابل المسائل الاقتصادية، وصورنا لأنفسنا بأن لدينا القدرة على إنتاج عمليات "إضفاء الطابع الإسرائيلي" عليهم، وعندما لم يحدث ذلك، فتحنا أعيننا أمام مفاجأة الواقع".
وأوضحت أن "السنوات الأخيرة شهدت تقاربا حقيقيا بين المجتمعين العربي واليهودي، لكن الأسابيع الأخيرة أظهرت أنهما يقفان على أرض متفجرة، صحيح قد يكون ملائما الاعتقاد أنه من الممكن شراء بعض الأقليات غير اليهودية بحقوق فردية، وفي الوقت نفسه الاستمرار بالحفاظ على دولة قومية دون الاعتراف بالحقوق المجتمعية والقومية للآخر، لكن المشكلة أن هذا "الآخر العربي" لا يريد ولا ينوي الاستسلام".
وتابعت بأن " “اسرائيل” ليست الوحيدة في العالم التي تعيش داخلها عدة دول، فهناك البرازيل ومقدونيا وسويسرا والهند، لكن العرب فيها ليسوا أقلية صغيرة تصادف أن وجدوا أنفسهم في دولة يهودية، لأن التصور السائد بين الجمهور العربي السائد أنهم جزء من الشعب الفلسطيني، فيما ترى “اسرائيل” نفسها أنها دولة قومية واحدة، وتطلب من العرب الذين لا ينتمون إليهم أن يجلسوا بهدوء، ويصمتوا، وهذا بالطبع لن يحدث".
وأوضحت أن "الحقيقة الماثلة أمامنا نحن اليهود أن هناك أمة عربية أخرى تعيش هنا، مع اللغة والثقافة والتاريخ، ولا يمكننا محوها من خلال تشريع أو قانون، ما يتطلب منا أن نتوقف أولاً عن كتابة قصص كاذبة، ونعترف بالواقع، ونتوقف عن معاملة العرب في “اسرائيل” على أنهم "غير يهود"، كي نعمل من أجل المساواة الكاملة دون شروط ودون تحفظات، ونتحلى بالشجاعة لسماع الرواية الفلسطينية".
بتوقيت بيروت