اعتبر عضو الكنيست الصهيوني السابق نيئمان شاي ان الوضع "الوضع الذي تعيشه "إسرائيل" اليوم يشبه الرمال المتحركة، والتطورات المتلاحقة تهبط على الساسة الإسرائيليين مثل العاصفة، وتظهر مئات الآلاف من الأصوات التي ليس لها انتماء سياسي بخلاف موقفها تجاه نتنياهو، لكنها بحاجة ماسة للولاء الأيديولوجي..
مواقف شاي، وهو ايضا متحدث سابق باسم جيش الاحتلال، جاء بمثابة تحذير من "حالة موت الأيديولوجيا" وانتشار الفوضى التي تشهدها "إسرائيل".
وفي مقال نشرته صحيفة "يديعوت أحرونوت"، قال "شاي" إن تقييمه "يشمل جميع الأحزاب: الليكود، جدعون ساعر، أزرق- أبيض، يسرائيل بيتنا، وحزب العمل. فالجميع متشابهون وغير مبالين، والسياسة الإسرائيلية باتت بلا منصة حقيقية، وأصبحت مملة".
وأضاف: "يذكرنا وضع "إسرائيل" اليوم بعام 1973 حين انجرت لحرب مروعة، وبعد أربع سنوات على اندلاعها، جاء عام 1977 حين حدثت فيها الاضطرابات، وكشفت عن نقاط ضعف "اسرائيل" وفشل حكومتها، واليوم بعد إعلان جدعون ساعر انشقاقه عن حزب الليكود، وتشكيل حزب جديد، شكلت استقالته من الكنيست إنذارا باضطراب اليوم التالي".
وأشار شاي إلى أن "الاضطرابات التي شهدتها "إسرائيل" في عقود سابقة حصلت بين معسكرات اليمين والوسط والمتدينين، لكن صراعاتها اليوم ليست بين اليمين واليسار، او بين الأيديولوجيات المختلفة والمتعارضة والمتضاربة، بل ببساطة هي مع بنيامين نتنياهو أو ضده".
وأوضح شاي، الأستاذ الزائر بجامعة "ديوك" بولاية نورث كارولاينا الأميركية، نيابة عن "معهد الدراسات الإسرائيلية"، أن "المعركة السياسية اليوم في "إسرائيل" ذات أبعاد شخصية.. والنقاش الوحيد المتبقي هو من سيكون سائق المركبة، دون حديث عن السيارة والأمتعة".
وتابع بأن "الوضع الذي تعيشه "إسرائيل" يشبه الرمال المتحركة، والتطورات المتلاحقة هبطت على الساسة الإسرائيليين مثل العاصفة، وتظهر مئات الآلاف من الأصوات التي ليس لها انتماء سياسي بخلاف موقفها تجاه نتنياهو، لكنها بحاجة ماسة للولاء الأيديولوجي، بعد أن باتوا يشعرون أن الفوز في الانتخابات لا يؤدي لتحقيق المثل العليا، لذلك باتوا يذهبون مع الأسماء والأشخاص، بدلا من الانحياز للأفكار السياسية".
وقال: "نشهد تغييرا كبيرا في "إسرائيل"، ويبقى السؤال المهم، ليس ما إذا كان نتنياهو سيفوز مرة أخرى في الانتخابات أم سيخسر، لكن السؤال الأكثر أهمية: لماذا تخلت "إسرائيل" عن الجدل الأيديولوجي؟".
ونتيجة لتلك التطورات السياسية المتلاحقة، بحسبه، فإنها "لم تشهد خريطتنا السياسية أبدا مثل هذه الفوضى في الكنيست والحركات السياسية الملتوية، والتواصل والانفصال والانضمام والمغادرة، واللافت أنه مع تحسن مكانة إسرائيل الدولية، تتحسن قدراتها العسكرية والاستخبارية، ويختفي أعداؤها، ما يتطلب منها أن تحول تركيزها لشؤونها الداخلية".
وأضاف أن "غالبية من في المجتمع الإسرائيلي لا يديرون نقاشا مثمرا حقيقيا دون إهانات وألفاظ نابية، الأمر يتعلق بعلاقات اليهود والعرب، المتدينين والعلمانيين، الفقراء والأغنياء، ورغم أن هذه النقاشات ترتبط بالقضايا الدراماتيكية، فإن الإسرائيليين يفضلون إغلاق أعينهم، لأن أيا من الأحزاب والحكومات في السنوات الأخيرة لم تقدم لهم العلاج اللازم".
وتابع بأن "الجمهور الإسرائيلي يعيش أجواء مستمرة من العاصفة، بسبب المعسكرات السياسية والحزبية اليائسة وغير المبالية بالنقاشات الأساسية، خاصة مع زيادة الفجوات الاقتصادية والاجتماعية التي تقسم المجتمع الإسرائيلي، لذلك فإن جدعون ساعر عندما أسس حزبه الجديد، فإنه كما فعل ساسة آخرون، لم يركز على البرنامج الأيديولوجي، واكتفى بالتسويق الشخصي لقادة الحزب".
بتوقيت بيروت