لماذا يشتري الأمريكيون السلاح لا المُطهرات لمواجهة «كورونا»؟
فشل ترامب في توفير الثقة للاميركيين، امنا اجتماعيا و.... وتراجع الثقة بالسلطات على جميع المستويات..
عند ظهور كل ازمة، سواء كانت صحية او امنية او سياسية، يلجأ الاميركيون الى اقتناء الاسلحة، هذا ما اشارت اليه مجريات الاعوام الاخيرة، وتضاعفت في ولاية الرئيس الاميركي الحالي دونالد ترامب.. فاثناء حدوث الازمة الاقتصادية شرع الاميركيون الى شراء الاسلحة، وعند ظهور جائحة كورونا انفلت الشارع وسادت الفوضى واستبيحت الممتلكات العامة والخاصة، وانقسم عوام الاميركيين في اقتنائهم للسلاح بين من اراد ان يدافع عن نفسه ومن يريد ان يتخذ من السلاح وسيلة للسلب حيث لم تعد القوى الامنية قادرة على حماية المجتمع من ميليشيات مدعومة من المفترض انه رئيس.. بمعنى آخر فان ترامب فشل في توفير الثقة لشعبه بتوفيره الامن الاجتماعي والاقتصادي، كما ان ثقة الناس تراجعت بالسلطات المفترض انها معنية بحمايته..
واذا ما اردنا ان نعود الى اسباب هذه الظاهرة، فان الانطباعات المبنية على الوقائع تشير الى ان شخصية ترامب الجدلية واسلوب ادارته للسلطة اظهرت انه يتجاوز المؤسسات الحاكمة او يجري استخدامها من خارج سياقاتها الناظمة،
كتب كل من بيتر روبيسون وراشيل أدامز هيرد وإيريك لارسون تقريرًا على موقع «بلومبرج» قالوا فيه إن الصراع انتقل إلى شوارع أميركا في عام 2020، وأصبحت «الملابس القتالية» أسلوب حياة تخدم وكلاء إنفاذ القانون العسكريين والمسلحين المستقلين الذين يقلدونهم، وذلك قبل أسبوع من يوم الانتخابات.
وأوضح التقرير أنه منذ العام الماضي، شهدت عمليات الشراء عبر الإنترنت قفزة بمقدار 20 ضعفًا في مبيعات السلع مثل قناع الغاز CM-6M بقيمة 220 دولارًا لشركة Mira Safety في أوستن بولاية تكساس. قال مؤسس الشركة رومان زرازيفسكي عن زبائنه الجدد: «لا يهم من سينتخبون. إنهم يعتقدون أنه بغض النظر عمن سيفوز، بايدن أو ترامب، سيكون هناك أشخاص مستاءون من النتيجة».
قبل زمن ليس ببعيد، منذ جيل مضى، كان ارتداء ملابس تشبه ملابس الحرب مقتصرًا على المحارب المخضرم الذي لم يعد من فيتنام أو الشاب الغاضب المهووس بالأقنعة الواقية من الغازات والأحذية القتالية، التي يراها في متاجر السلع الحربية.
أصبح التحول واضحًا مع احتجاجات هذا الربيع بعنوان «حياة السود مهمة» والاستياء الشديد من عمليات الإغلاق بسبب جائحة كورونا. الآن أصبح السلاح في كل مكان –بحسب التقرير – من مناهضي الفاشية الذين يرتدون ملابس مموهة إلى المتطرفين اليمينيين الذين ظهروا في مبنى الكابيتول في ميشيغان، واعتقال رجال في مؤامرة لاختطاف الحاكمة جريتشن ويتمير.
في بعض الضواحي، أصبح ارتداء الملابس العسكرية عادة يومية. تحاول سلسلة متاجر للبيع بالتجزئة تسمى 5.11 Tactical، التي تعود جذورها إلى صديق لأبناء الرئيس دونالد ترامب، تحويل المظهر إلى علامة تجارية وطنية عصرية. وحققت مبيعات سنوية تصل إلى 400 مليون دولار تقريبًا من خلال متاجر في أماكن تشمل تولسا وأوكلاهوما وفورت بليس التابعة للجيش الأميركي في إل باسو بولاية تكساس. كما ارتفعت مبيعات الأسلحة والذخيرة في جميع أنحاء البلاد.
قالت إليزابيث نيومان، مساعدة وزيرة الخارجية السابقة لمنع التهديدات في وزارة الأمن الداخلي: «إنه دليل على ازدياد القلق لدى الكثير من الناس خلال الأشهر الستة الماضية – بسبب الجائحة، والإحباط أو الغضب بشأن جهود الإغلاق الحكومية المختلفة والاعتقاد بأن هذه الجهود تنتهك حرياتهم الفردية».
أضافت نيومان، التي استقالت هذا العام بسبب ما وصفته بفشل إدارة ترامب في معالجة التهديدات المحلية أن المعدات القتالية تعبير عن «شكل من أشكال الوطنية العسكرية، وهي طريقة للعثور على هوياتهم». فيما قال مات ماتيرازو، مؤسس شركة دانفيل، كاليفورنيا، إن نصف الطلبات في Gladiator Solutions تأتي من المدنيين، وهو تغيير كبير عن السنوات التي كان فيها أفراد إنفاذ القانون هم الزبون الرئيسي.
وأضاف ماتيزارو: «لقد شهدنا ارتفاعًا كبيرًا في المبيعات بنيويورك ونيوجيرسي وإلينوي – ليس فقط تلك الولايات ولكن شيكاغو ومانهاتن وكوينز وسان فرانسيسكو. لم نتعامل من قبل مع أشخاص من سان فرانسيسكو». وأكد أن غالبية مبيعاته هي سترة واقية من الرصاص بقيمة 220 دولارًا يمكنها مقاومة الرصاص المنطلق من رشاش AK-47.
قبل الجائحة – يكشف التقرير – كانت شركة 5.11 Tactical، ومقرها في إيرفين بولاية كاليفورنيا، تفتتح متجرين شهريًا، مما جذب العملاء لعروض ترويجية مشابهة لعروض الطهي في متاجر ويليامز سونوما التي تبيع أدوات المطبخ في الولايات المتحدة. وسط رفوف من الأحذية العسكرية، والسراويل والسترات، تعلم الحضور في هذه العروض الدفاع عن النفس وتجاوز الصدمات.
حافظت مبيعات المستهلكين المرتفعة بشكل غير متوقع على النمو خلال عمليات الإغلاق، وفقًا لشركة Compass Diversified Holdings، وهي شركة مقرها في ويستبورت، كونيتيكت تمتلك 5.11 Tactical. ارتفعت مبيعات المتاجر نفسها بما في ذلك التجارة الإلكترونية بنسبة 10.5% في الربع الثاني بعد نمو 7.5% في الربع الأول، حسبما قال رئيس العمليات بات ماكارييلو للمحللين في مؤتمر عبر الهاتف في يوليو (تموز).
قال ماكارييلو إن «عقلية التأهب» هي أحد الأسباب التي تجعل المتجر يربح.
شهدت رابطة الحمل المخفي للسلاح في الولايات المتحدة انفجارًا في عدد العضويات. وهي الرابطة التي يبلغ عدد أعضائها نصف مليون عضو، وتقول إنها «مكرسة لمساعدة الأميركيين المسلحين بشكل مسؤول في الاستعداد لما قبل وأثناء وبعد حادث الدفاع عن النفس». قال تيم شميدت، الرئيس، إن المجموعة سجلت أعضاء أكثر أربع مرات من العام الماضي. لكنه يوصي بعدم شراء سترات واقية من الرصاص. قال شميت: «أنت تعد نفسك لموقف لا يجب أن تكون فيه. لا يوجد سبب لإدخال نفسك في موقف عنيف».
تستفيد شركات المعدات العسكرية من اندفاع المواطنين للانضمام إلى الجماعات المسلحة – يشدد المقال – بعضها مرتبط بالفصائل المناهضة للحكومة أو المتعصبين للبيض.
قال جوش إليس، مالك موقع MyMilitia.com، الذي يسمح للمستخدمين بالعثور على مجموعات بالقرب منهم: «لقد شهدنا زيادة كبيرة منذ أبريل (نيسان)». سجل موقع Angry Viking الأسرع نموًا، والحديث نسبيا، 1500 عضو ولديه الآلاف في انتظار الانضمام، وفقًا لمديره ديلان ستيفنز، البالغ من العمر 41 عامًا من هيوستن.
في سبتمبر (أيلول)، عندما اجتمع متظاهرو العدالة الاجتماعية في كنتاكي ديربي في لويزفيل، كان ستيفنز يرتدي سترة سوداء مضادة للرصاص، ويضع بندقية نصف آلية على صدره وينضم إلى آخرين من مجموعته. قال إنه أبلغ الأعضاء أنه في صناديق الاقتراع في 3 نوفمبر (تشرين الثاني)، يجب أن يرتدوا ملابس مدنية وأن يبلغوا الشرطة عن أي نشاط مشبوه – ما لم يتعرض شخص بريء للهجوم؛ ثم يُسمح لهم بالمشاركة.
موقع MyMilitia.com مليء بالمشاركات من الوافدين الجدد الذين يسعون للحصول على المشورة، مع منتديات تحلل مزايا وعيوب المعدات العسكرية. يقول أحد المنشورات: «استعد للحرب في نوفمبر».
ظهر دونالد ترامب الابن في الإعلان عن مختلف العلامات التجارية. أثار ترامب الابن، وهو متحمس للأسلحة النارية ما أسماه «جيش لترامب» لمشاهدة استطلاعات الرأي، انتقادات لظهوره في عروض شهر يوليو لصالح صانع بنادق في ولاية يوتا عضو في The Order، وهي طائفة تنادي بتعدد الزوجات يعتبرها مركز قانون الفقر الجنوبي مجموعة كراهية.
حضر ترامب الابن وشقيقه إريك معرضا في مونتانا للمالك السابق لـ5.11 تكتيكال، دان كوستا. امتلك كوستا الشركة بعدما تحولت من بيع سروال واحد يرتديه متدربو مكتب التحقيقات الفدرالي إلى أول علامة تجارية وطنية «للملابس العسكرية». باع كوستا معظم حصته في عام 2007.
تتوقع شركة كوستا الجديدة، First Tactical، التي اندمجت مع شركة Point Blank Enterprises، للسترات والدروع الواقية من الرصاص في فلوريدا، مبيعات تزيد عن 20 مليون دولار هذا العام ، ارتفاعًا 9 ملايين دولار عن العام الماضي.
بتوقيت بيروت