إيناس الحافي - أخصائية تكنولوجيا التربية
فكِّر قبل النشر...
عبارة يجب وضعها نصب أعين الجميع وحفرها في العقول وخصوصاً في مجتمعاتنا العربية التي تتلهف للنهوض والتطور والتخلص من الفساد.
أوقفوا الاستهزاء بالقطاع التربوي!
هذا القطاع الذي يؤسس ثقافة الشعوب ومنه تبنى الأوطان عبر الأجيال المتعاقبة.
أوقفوا تداول الفيديوهات والمقاطع الصوتية التي تسيء للتعليم من بعد! ليس مضحكاً، ليس مسلياً، وليس ممتعاً تناقل تلك المقاطع؛ ولو كان كذلك بنظر العديد من الناس.
أوقفوا المقاطع الصوتية التي تحمل سخريات سياسية لإضحاك الناس وإغاظة آخرين. عدا أنها تفتح نافذة تسمح بها للشباب بممارسة التنمر الإلكتروني وانتهاك خصوصيات الآخرين.
أوقفوا مقاطع الأمهات الغاضبة والتي تحمل سلبيات كبيرة. كلنا غاضبون، مستاؤون، وكلنا نتمنى أن يعود أولادنا لمقاعد الدراسة الواقعية وليس الافتراضية، هل نملك حلولاً بديلة لذلك التعليم؟
ألا تعتقدون أنّ كلاً منا يتعرض لأمور ساخرة ومضحكة خلال تعليم أبنائه ومنذ القدم؟ فلمَ نحوّلها الآن إلى طُعمٍ تصطادنا به وسائل التواصل الاجتماعي؟ لِمَ نخلق منها محتوى "رقميا" لا يرفعنا بل يسيء لأخلاقنا وقيمنا؟!
إنَّ نشر السخرية والسلبية لا يساهم في تدمير صورة "التعليم من بعد" فقط، بل ويدمر التعليم من جذوره وكل من يسعى جاهداً ليلاً ونهاراً لإنجاح هذه المهمة، من مدراء وخبراء، إلى كوادر تعليمية، إلى طلاب ناشئة، إلى الأهل، وبالتالي إلى مجتمع بأكمله!
لسنا أعداء للمرح، ولكن بما أن العلم هو إدراك الشيء، فعلينا أن نتصرف بحكمة وندرك ما نفعله قبل أن ننشر.
كلنا مسؤول وكلنا جنود هذه المرحلة وعلينا عبورها إلى بر الأمان. وكما الجنود تحمي الحدود، احموا حدود العلم وحصّنوها بالوعي والرقي وأوقفوا هذه المحتويات عندكم.
بتوقيت بيروت