تتسع دائرة العنصرية، التي تجلت آخر مفرداتها في الولايات المتحدة الاميركية بالجريمة التي ارتكبها 4 رجال شرطة بيض بالاميركي من اصل افريقي جورج فلويد.
وهي اخذت طريقها الى المجتمعات الاوروبية الاستعمارية، اذ لم تقم سلطات هذه الدول، بما يكفي لازالة هذه الثقافة الممارسة من عقول شعوبها، وبعضها لم يخفف منها، بل ان بعضها تعززت لديه هذه النزعة، فاستبطنها الى حين توفرت له ظروف تظهيرها ومارسها في حق شركائه في اوطانه متى تحينت له الفرص لذلك.
ولعل الكيان الصهيوني هو واحد من هذه المجتمعات التي تعيش على هذه العنصرية وتمارس فيها بكل اتجاهاتها يهودا وغير يهود ـ حتى لو كانوا اميركيين واوروبيين ـ ويهودا وعرباً ـ حتى ولو اظهروا قربهم من عرب يخدمون اهدافهم وسياساتهم تجاه اشقائهم، ويهودا وفلسطينيين، وآخر تمظهرات عنصريتهم يهودا ويهود ـ الاشكيناز والسفرديم، ويهودا بيض ويهودا سود ـ الآتين من القارة السمراء ـ افريقيا..
ولأن هذه العنصرية، باتت لا تخدم المشروع الصهيوني، لا بل باتت تشكل تهديدا لبقائه، استدعت نقاشا لدى نخبه من زوايا متعددة وكان للاجتماعية زاويتها اذ نقلت صحيفة هآرتس كلاما لباحث في شؤون الفاشية ومظالمها "إن الفاشية الإسرائيلية تصاعدت في الآونة الأخيرة، وبدأت تل أبيب تفقد العديد من الحواجز التي تحميها من هذا الخطر المحدق، المهدد للمجتمع الداخلي.
وأشارت صحيفة "هآرتس" في افتتاحيتها، إلى أن البروفيسور زئيف شترنهل، قال في حديث سابق له ان الخطر المحدق بالمجتمع الإسرائيلي، هو نتيجة لتفشي الفاشية.
ونقلت الصحيفة عن "شترنهل" ثلاثة مؤشرات على التصاعد الكبير للفاشية الإسرائيلية:
وأوضحت الصحيفة أن "الحرب ضد الديمقراطية التي شدد شترنهل عليها، معناها إعلاء شأن المجتمع ومصلحة الخلاص الاجتماعي كقيمة مركزية، على حساب مصلحة الفرد والمساواة بين عموم المشاركين في النشاط الاجتماعي".
وذكرت الصحيفة، أن "إسرائيل لم تعد منذ زمن بعيد تقيم مساواة حقيقية بين أولئك الذين تتشكل منهم الجماعة الاجتماعية فيها؛ يهودا، عربا (يحملون الجنسية الإسرائيلية)، فلسطينيين في المناطق المحتلة، لاجئين، طالبي لجوء، وغيرهم".
وأضافت: "هذه التعريفات، تلقى تعبيرا في المعتقد؛ أنه ليس كل أبناء الجماعات الإثنية متساوون في خصالهم، كفاءاتهم وقدراتهم، ومن هنا فلا ينبغي أن يكونوا متساوين في حقوقهم أيضا".
وأشارت "هآرتس"، إلى أن "الرغبة في التحكم، تطورت إلى صراع دموي ضد كل من يعد، عن حق أو عن غير حق، عدو الأمة؛ وهذا مفهوم مطاط، ذو معان قابلة لتفسيرات مختلفة؛ تلقى في إسرائيل تعابير سياسية ونفسية تبرر أفعال ظلم ومس بالأبرياء".
وبينت أن شترنهل، "سعى لتحذير الإسرائيليين من ميول مشابهة وقعت في أوروبا في القرنين التاسع عشر والعشرين".
بتوقيت بيروت