مع بداية انتشار جائحة كورونا في العالم استعجلت الولايات المتحدة الاميركية اتهام دول تناصبها العداء انها تخفي اعداد المصابين بهذا الوباء وكذلك الوفيات، في وقت تعاطت هي مع هذه الجائحة على انها قد لا تكون مرتعا لها، ولما اصابتها حاولت المكابرة واصطدمت نظريات نخبها بين موافق على نظرية مناعة القطيع ومعارض لها فوقت اهل تلك البلاد اسرى هذا الوباء وانتشر بشكل كشف عجز الجهاز الصحي في الولايات المتحدة الاميركية عن مواجهته ودفعه عن عامة الناس حتى صارت اميركا ـ الدولة الاولى في عدد الاصابات..
واذا امكن التقاط القليل من نتائج هذه الجائحة في القطاع الصحي فان ما لا يمكن تلمس كل ابعاده هو مكانة هذه الدولة التي حاولت التربع على رأس هرم السلطة العالمي عسكريا واقتصاديا..
اقتصاديا:
فقد أظهرت بيانات أميركية رسمية أرقاما صادمة حول تداعيات تفشي فيروس كورونا على أكبر اقتصاد في العالم خلال الأشهر الثلاثة الماضية.
ووفقا لأرقام رسمية، سجل الاقتصاد الأميركي في الربع الأول من العام تراجعاً حاداً لم تعرفه البلاد منذ عقد، وانحدر أكبر اقتصاد في العالم بمعدل سنوي قدره 4.8 في المئة . وهي المرة الأولى التي يعاني فيها الاقتصاد الأميركي منذ عام 2014 الذي انتهى بتوسّع قياسي.
وقالت "بي بي سي" إن هذه الأرقام لا تعكس الصورة الكاملة للأزمة، إذ لم تُفرض جميع القيود حتى نهاية شهر مارس.
وقال صانعو السياسة في المصرف المركزي الأميركي،بعد اجتماع لهم، إن الأزمة تسببت في "صعوبات إنسانية واقتصادية هائلة في الولايات المتحدة وحول العالم".
وقال مجلس الاحتياطي الفيدرالي في بيان: "ستؤثر أزمة الصحة العامة المستمرة بشكل كبير على النشاط الاقتصادي والتوظيف والتضخم على المدى القريب، وستطرح مخاطر كبيرة في التوقعات الاقتصادية على المدى المتوسط."
ومنذ بداية أزمة الفيروس، تقدّم أكثر من 26 مليون شخص في الولايات المتحدة بطلبات للاستفادة من إعانات البطالة، وشهدت الولايات المتحدة انخفاضا تاريخيا في دورة الأعمال وفي ثقة المستهلك.
ويتوقع المحللون أن يتقلّص النمو بنسبة 30 في المئة أو أكثر في الأشهر الثلاثة من أبريل حتى يونيو. ووصف مارك زاندي ، كبير الاقتصاديين في مؤسسة "موديز" الأمر بغير المسبوق.
والانكماش الذي يعاني منه الاقتصاد الأميركي هو جزء من التباطؤ الاقتصادي العالمي نتيجة انتشار فيروس كورونا.
دور المستهلك
قبل أن تطيح جائحة فيروس كورونا بالاقتصاد العالمي، كان من المتوقع أن ينمو الاقتصاد الأميركي بنحو 2 في المئة هذا العام.
ولكن بحلول منتصف شهر أبريل ، دخل 95 % من البلاد في حالة الأغلاق بدرجات مختلفة.
ورغم مخالفة بعض الولايات للتعليمات، إلا أنها لا تزال سارية في العديد من الولايات الأخرى ، بما فيها تلك التي تعتبر المحرك الرئيسي للاقتصاد مثل نيويورك وكاليفورنيا.
وحذرت العديد من الشركات التي تشارك نتائج الفصول السنوية مع المستثمرين من ضربات مهمّة ناتجة عن الوباء.
وقالت شركة جنرال إلكتريك إن إيراداتها تراجعت بنسبة 8 في المئة في الربع الأول من العام، بينما أفادت شركة "بوينغ" التي كانت تمرّ فعلاً في أزمة بعد تحطم قاتل لطائرتها "737 ماكس "، عن انخفاض بنسبة 48 في المئة ، وقالت إنها تخطط لخفض الإنتاج وعدد الوظائف.
وقال الرئيس التنفيذي للشركة دايف كالون إن الفيروس "يؤثر على كل جانب من جوانب عملنا ، بما في ذلك طلب عملاء شركات الطيران واستمرارية الإنتاج واستقرار سلسلة الإمداد".
وقالت وزارة التجارة إن الإنفاق الاستهلاكي - الذي يمثل نحو ثلثي الاقتصاد الأميركي - انخفض بنسبة 7.6 في المئة في الأشهر الثلاثة الأولى من العام.
وانخفض الإنفاق على الخدمات الغذائية وأماكن الإقامة أكثر من 70 في المئة، بينما انخفضت مشتريات الملابس والأحذية أكثر من 40 في المئة.
كما انخفض الإنفاق الصحي - رغم انتشار الفيروس - حيث دفع الخوف من العدوى الأطباء إلى تأجيل العلاجات الروتينية والرعاية الطبية.
ومن المتوقع أن تكون الضربة الاقتصادية التي تلقاها اقتصاد الولايات المتحدة أكثر إيلاماً بين شهري أبريل و يونيو . لكن الاقتصاديين يقولون إنه من المرجح أن تشهد تقديرات الربع الأول تراجعاً طفيفاً بعد تلقي الحكومة المزيد من البيانات.
وقال مارك زاندي إنه من الصعب جداً قياس عمق التراجع: "لن نعرف حقاً مدى الضرر الاقتصادي لسنوات."
واستجابت الولايات المتحدة للأزمة الاقتصادية عبر إنفاق جديد بلغ أكثر من 3 تريليونات دولار .
وقام مجلس الاحتياطي الفيدرالي أيضًا بتدخل كبير تمثّل بخفض أسعار الفائدة في إطار يتراوح بين 0 و0.25 في المئة واستخدام سلطات الطوارئ لتوسيع مشتريات السندات ومنح القروض.
وترك مصرف الاحتياطي الفيدرالي أسعار الفائدة دون تغيير ، قائلاً إنه ملتزم باستخدام "مجموعة كاملة من الأدوات" لدعم الاقتصاد.
جثث في نيويورك:
وفي مجال آخر نقلت صحيفة نيويورك تايمز عن سكان منطقة بروكلين بمدينة نيويورك انهم لاحظوا في الأيام القليلة الماضية انبعاث روائح كريهة في المنطقة، ما استدعى قيام بعض السكان بطلب السلطات المحلية وتسجيل شكاوى وتبليغات.
واضافت الصحيفة ان هذا الأمر دفع السلطات للتحرك وعثرت الشرطة على مصدر الرائحة التي تبين أنها تفوح من شاحنات في داخلها عشرات الجثث المتحللة حيث قامت السلطات ببدء التحقيقات لمعرفة مصدر الجثث واحتمال أن تكون مصابة بفيروس كورونا المستجد.
واشارت الى الشاحنات المجهزة ببرادات كانت مركونة في منطقة سكنية في بروكلين وقد تم وضع جثث الموتى المصابين بفيروس كورونا على أن يأتي دورها في عملية الحرق في إحدى المحارق، لكن بعد مرور أيام عديدة تحللت الجثث في البرادات وأدت إلى انتشار الروائح الكريهة في المنطقة.
بتوقيت بيروت