قال كاتب إسرائيلي إن "أزمة ظهور فيروس كورونا تركت تأثيراتها على تغير طبيعة العدو العسكرية الذي يواجهه الجيش الإسرائيلي خلال الأسابيع الثلاثة الماضية، حيث انشغلت الأجهزة الأمنية الإسرائيلية بتنفيذ إجراءات الحجر الصحي، في حين أن قادة وضباطا ميدانيين فكروا لحظة واحدة في السيطرة على منطقة فلسطينية، لكنهم ابدوا خشية من انتقال العدوى إليهم".
وأضاف أمير أورن، الخبير العسكري الإسرائيلي، في تقرير نشره موقع "ويللا" الإخباري، أن "الكورونا ظهرت كواحدة من أهم أحداث القرن الحادي والعشرين، ويبدو ان الجيش الإسرائيلي مطالب بالتأقلم مع الوضع الجديد".
تراجع الاداء
وأشار إلى أن "واحدة من التأثيرات المباشرة ما حل بسلاح الجو الإسرائيلي على لسان قائده الجنرال عميكام نوركين، الذي يحصل على مدار الساعة على تقارير أمنية واستخبارية من خلال مئات الطلعات الجوية في مختلف أنحاء الشرق الأوسط، عبر الصور والتوثيقات، وباستخدام مختلف أشكال الطائرات الحربية والقتالية وغير المأهولة، لكن هذا الروتين تغير في الأسابيع الثلاثة الأخيرة".
ويكشف أورن عن "تراجع حركة الطائرات الحربية الإسرائيلية، بل تقلصها إلى درجة غير مسبوقة وغير مقبولة، وفقا لمعايير الطيران الإسرائيلي، ولعل ذلك يذكرنا بالحظر الجوي الذي فرض على الطيران الأميركي لحظة تنفيذ هجمات 11 سبتمبر 2001؛ خشية استمرار الهجمات الجوية الموجهة من تنظيم القاعدة، وهنا لا تبدو مقارنة كورونا مع أحداث تدمير البرجين التوأمين في نيويورك مبالغة، بل إنها واقعية".
تغير في المهام
وأكد أن "تفشي وباء كورونا بات يلقي بتأثيراته السلبية على أداء الجيوش النظامية والقوات الحربية، وفي الحالة الإسرائيلية ترك الوباء نتائجه على الجيش الإسرائيلي والشرطة المدنية وطواقم الطبابة التابعة للمنظومة العسكرية والأمنية الإسرائيلية، مثل منظمة نجمة داوود الحمراء، على خلفية انخراط كل طواقهما في متابعة الوباء والمصابين به".
وأوضح أن "طبيعة الحرب القادمة لن يطرأ عليها تغير جوهري، هذا صحيح، لكن حالة الاستعداد لها والجاهزية المطلوبة ستترك تأثيرها في الأجواء، سواء في سلاحي البر أو البحر، وشبكات الاتصال، ومنظومة الصواريخ، والسايبر، وصولا إلى السلاح النووي، مع أن الساحة الأكثر انشغالا بوباء الكورونا في المجال العسكري هي القطاع البيولوجي والسلاح الكيماوي".
وختم بالقول إن "مثل هذه الوحدات المكلفة للقيام بتلك المهام العسكرية الإسرائيلية، شاركت في حروب إسرائيل في لبنان والأراضي الفلسطينية، وتدربت على القتال في مناطق سكنية مزدحمة، لكن أيا من قادة مثل هذه الوحدات لم يخطر على باله في أشد تصوراته تطرفا، أن يعلن أن مدينة "بيني براك" التابعة للحريديم باتت تحت سيطرة الجيش الإسرائيلي؛ من أجل منع تفشي كورونا".
بتوقيت بيروت