قالت كاتبة إسرائيلية، إن "الانتخابات الثالثة زادت من وتيرة الفوضى السياسية في “إسرائيل”، لأن حقيقة فشل بنيامين نتنياهو وبيني غانتس في تشكيل حكومتهما القادمة، تدفع الطرفين؛ الليكود وأزرق أبيض لزاوية ضيقة، وتظهر الحلبة السياسية في “إسرائيل” وكأن الانتخابات لم تنته بعد، ومن ثم فإن هذه الوضعية تعني أن من الواضح أن أحدا لم يستطع تحقيق اختراق، والتوتر آخذ بالازدياد".
وأضافت مازال معلم، محللة شؤون حزبية واجتماعية، في مقال لها على موقع "المونيتور"، أنه "ليس من المتوقع أن ينجح حزب ما في تشكيل حكومة مستقرة، مع أن نتنياهو لم يحظ بأقل من يوم واحد على شعوره بالنصر، وتحقيق إنجاز شخصي كبير، من خلال زيادة حصة الليكود ومعسكر اليمين والمتدينين في الكنيست بثلاثة مقاعد جديدة، لكنه سرعان ما استفاق على واقع صعب".
اخراج نتنياهو
وأشارت معلم، أن "نتنياهو يواجه اليوم من جديد بعد إعلان نتائج الانتخابات الثالثة، الشخص ذاته الذي يبذل كل جهد مستطاع لمنعه من تشكيل حكومته الخامسة برئاسته، وهو أفيغدرو ليبرمان، زعيم حزب يسرائيل بيتنا"، وقالت أن "ليبرمان سيواصل جهوده لتحقيق الهدف "السامي"ذاته، الذي يسعى إليه، ويتمثل بإخراج نتنياهو من مكتب رئاسة الحكومة الإسرائيلية".
المرشح للحكومة بلا لوائح اتهام
وأكدت أن "ليبرمان الذي حافظ على صمته في أول يومين بعد انتهاء الانتخابات، أعلن لاحقا أنه سيعود بكامل قوته لإرسال أخبار سيئة لنتنياهو، حيث قرر في أعقاب جلسة حزبية لأعضائه أنه سيعمل على سن قانونين، أحدهما يمنع عضو كنيست قدمت ضده لوائح اتهام ليكون مرشحا لرئاسة الحكومة، وفي هذه الحالة أبلغ مقربيه أنه سيوصي رئيس الدولة رؤوفين ريفلين بتكليف بيني غانتس لتشكيل الحكومة".
وأوضحت أن "نتنياهو لديه 58 مقعدا في الكنيست من معسكر اليمين والحريديم، فيما معارضوه يبلغ عددهم 62 نائبا، من أحزاب أزرق أبيض-يسرائيل بيتنا، وقوائم اليسار من العمل-غيشر-ميرتس، بجانب القائمة المشتركة، وهذا ائتلاف شعاره الأساسي "إلا بيبي"، وليس لديه قواسم مشتركة باستثناء إقصاء نتنياهو".
وأضافت أنه "وفقا للمخطط الذي يقوده ليبرمان، فإن غانتس سيقوم بتشكيل الحكومة القادمة بدعم القائمة المشتركة من جهة، ويسرائيل بيتنا من الخارج، مما يعني أننا أمام خطة لاغتيال سياسي لنتنياهو، صحيح أنها خطة مضمونة على الورق، لكنها على أرض الواقع تبدو فرص تحقيقها شبه مستحيلة، لأن مشروع سن القانون الذي يسعى إليه ليبرمان في الكنيست يبدو إشكاليا".
نتنياهو بط في مرمى صيد
وأشارت إلى أن "مشروع القانون الذي ينوي ليبرمان تقديمه، يجري بعد انتخابات بغرض إقصاء سياسي بعينه، مع أنه ليس بالضرورة أن كل أعضاء القائمة المشتركة سيدعمونه، لأنه في أعقاب الانتخابات السابقة في أيلول/ سبتمبر 2019 رفض أعضاء حزب "بلد" أحد مكونات القائمة المشتركة التوصية لغانتس بتشكيل الحكومة".
وأكدت "أن الواقع الجديد يعني أننا سنكون أمام مزيد من أدوات الضغط على نتنياهو، وإرسال رسالة لمعسكر اليمين والحريديم، أنه رغم الإنجاز الذي حققه، فسيكون مثل "بط في مرمى الصيد"، مما يعني أن هدف المعسكر المعارض لنتنياهو هو تفكيك معسكر اليمين الذي يقوده، فيما يستطيع غانتس تشكيل حكومة وحدة مع أحد من قادة الليكود، باستثناء نتنياهو، رغم أن هذا سيناريو تصعب فرص تحقيقه".
وأوضحت أن "نتنياهو يحوز على وضع قوي ومستقر في حزبه، ففي كانون الأول/ ديسمبر الأخير، هزم خصمه جدعون ساعر في الانتخابات الداخلية، وحافظ على قياده الليكود، لكن الانشغال المتزايد للإطاحة به من قبل أزرق- أبيض ويسرائيل بيتنا، يعيد إليهما زمام المبادرة، وإشعار أنفسهما بالقوة بعد يومين من حالة الذهول والشعور بالهزيمة".
نصر منفصل عن الواقع
وأكدت أنه "في الوقت ذاته، بدا مؤتمر النصر الذي عقده نتنياهو بعد ساعات من إعلان النتائج الأولية كأنه منفصل عن الواقع، صحيح أنه فاز في الانتخابات، لكنه لم يستطع بعد تشكيل الحكومة، وكذلك الحال لأزرق أبيض، حيث لم ينجح زعيمه غانتس في تشكيل الحكومة أيضا، وقد أعلن الحزب أنه بالتعاون مع القائمة المشتركة، سيبذلان جهودهما الحثيثة لطرد نتنياهو من الحلبة السياسية الحزبية، مما يجعلنا أمام لعبة خطرة".
وختمت بالقول بأن "كل ذلك يؤكد أن الانتخابات الثالثة لم تحل الأزمة السياسية التي تعانيها “إسرائيل” منذ ما يزيد عن العام، بل فاقمتها، لأنه لا أحد من المرشحين قادر على تشكيل الحكومة، مما يجعل من خيار حكومة الوحدة بالتناوب على رئاستها بين نتنياهو غانتس هو الأكثر واقعية في الظروف القائمة، وقادرة على تحقيق الهدوء في الحلبة الحزبية التي خرجت عن كل سيطرة، رغم أن احتمالية أن يحصل ذلك، ما زال بعيدا".
بتوقيت بيروت