خمس سنوات على حرب اليمن ولا تزال تشتعل اوارها رغم كل المآسي التي خلفتها مختلف انواع الاسلحة حتى المحرم منها دولياً، ولا شيئ يوحي انها اقتربت من نهايتها رغم تكاليفها الهائلة وابعادها الاقليمية وصعوبة حسمها حيث تنهك السعودية وتستنزف من هيبتها كدولة ومن رصيدها على الصعيد الاقتصادي والسياسي.
وقد سلطت صحيفة الاندبندنت البريطانية الضوء على الاسباب التي تفرض استمرار هذه الحرب عبر تقرير بعنوان "الدول الغربية تحرص على إبقاء الحرب في اليمن مستعرة حرصا على المكاسب الاقتصادية".
واعتبر التقرير، الذي أعده مراسل شؤون الشرق الأوسط في الصحيفة، بورز دراغي، أن "واحدا من أبرز الأحداث في الشرق الأوسط خلال الأسبوع الماضي كان قيام جندي يقاتل ضمن صفوف القوات اليمنية الحكومية ولم يحصل على راتبه منذ فترة بإطلاق النار على نفسه في أحد المعسكرات في مدينة عدن الواقعة تحت السيطرة الاماراتية والسعودية".
وأشار التقرير إلى أن قيام شاب بقتل نفسه بهذا الشكل لعجزه عن إعالة أسرته يعد مؤشرا على حجم البؤس الذي يعانيه اليمنيون في ظل الحرب الدائرة هناك.
ويرى دراغي: ان "الأكثر إثارة للسخرية في صراع اليمن انه أكثر الصراعات في العالم قابلية للحل السريع لو أخلصت القوى الدولية والغربية النوايا بدلا من تجاهل الأمر وكأن لم يكن، فاليمن ليس مثل سوريا والعراق وليبيا (التي تعد) محط اهتمام القوى الدولية الكبرى، التي ليس لها الكثير من المصالح هناك حتى مضيق باب المندب الذي لا يمر منه إلا القليل من صادرات النفط الدولية".
وتابع: "وعلى خلاف حركة طالبان وخليفة حفتر، أكدت جميع القوى المتحاربة في اليمن رغبتها في تقاسم السلطة، فليس هناك طرف عاقل يمكن أن يظن أن بإمكانه حكم هذه الدولة الواقعة جنوب شبه الجزيرة العربية بمفرده".
ماذا لو انفقت السعودية اموال الحرب على التعليم؟
ويؤكد التقرير أن "عواقب الحرب تتراكم بمرور الوقت، فالأسبوع الماضي وردت أنباء على قيام إيران بتزويد الحوثيين بأسلحة متطورة، حيث اتهم الأمريكيون الإيرانيين بإمداد الحوثيين بصواريخ (كورنت) روسية الصنع المضادة للدروع بالإضافة إلى صواريخ أرض-جو، وهو ما أدى إلى توجه الحرب في اليمن إلى المزيد من التصعيد بدلا من الحلحلة السلمية".
ويطالب دراغي بتخيل وضع اليمن الآن لو كانت السعودية قد استثمرت نصف الأموال التي أنفقتها في الحرب خلال السنوات الخمس الماضية في تطوير التعليم والمشروعات الزراعية.
ويضيف الكاتب أن القوى الغربية، وخاصة الولايات المتحدة وفرنسا، تحرص على استمرار الحرب لأنها تبيع المزيد من الأسلحة بشكل دوري للسعودية، وهو ما يوفر غطاء دبلوماسيا لاستمرار الصراع في اليمن.
بتوقيت بيروت