نشرت صحيفة "نيويورك تايمز" تقريرا للصحافيين كارين زريق ومهر زافري، تتحدث فيه عن منع طالب فلسطيني من لبنان، كان من المفترض أن يبدأ عامه الأول في جامعة هارفارد، من دخول الولايات المتحدة.
ويشير التقرير، الذي ترجمته "عربي21"، إلى أن هذا المنع جاء بعد أن اعترض مسؤولو الهجرة على ما نشره أصدقاؤه على مواقع التواصل الاجتماعي، بحسب ما قاله هذا الأسبوع، ما أثار حفيظة المدافعين عن حرية التعبير.
ويلفت الكاتبان إلى أن الطالب إسماعيل عجاوي (17 عاما)، وصل إلى مطار لوغان الدولي في بوسطن يوم الجمعة، وتمت إعادته من أحد العاملين في الجمارك وحماية الحدود، بحسب تقرير ورد في الصحيفة الطلابية "هارفارد كريمسون".
وتنقل الصحيفة عن عجاوي، وهو من سكان صور في لبنان، قوله في روايته إنه تم البحث في هاتفه وجهاز الحاسوب المحمول الخاص به، وتم التحقيق معه في المطار حول أنشطة أصدقائه على مواقع التواصل الاجتماعي، مشيرة إلى أنه كتب أن مسؤولة صرخت في وجهه قائلة: "إنها وجدت اشخاص ينشرون آراء سياسية معارضة لأمريكا على قائمة أصدقائي"، وقال للمسؤولة إنه يجب عدم تحميله مسؤولية ما ينشره الآخرون، بحسب ما ذكر البيان.
ويورد التقرير نقلا عن عجاوي، قوله: "رددت بالقول إنه لا علاقة لي بتلك المنشورات، وبأنني لم أحبها ولم أشاركها ولم أعلق عليها، وقلت لها إنه يجب عدم تحميلي مسؤولية ما ينشره الآخرون"، وأضاف: "ليس هناك منشور واحد في صفحتي يناقش السياسة"، وقال عجاوي لصحيفة "كريمسون" بأنه تم إلغاء تأشيرته وأرسل إلى لبنان، فيما ستبدأ الدراسة في هارفارد في 3 أيلول/ سبتمبر.
وينقل الكاتبان عن المتحدث باسم وكالة الجمارك وحماية الحدود، مايكل مكارثي، قوله إنه لا يستطيع التعليق على تفاصيل حالة عجاوي بسبب قوانين الخصوصية، مشيرين إلى قول الوكالة في بيان لها: "اعتبر من غير المقبول إدخال هذا الشخص إلى الولايات المتحدة بناء على المعلومات التي تم اكتشافها خلال تفتيش وكالة الجمارك وحماية الحدود".
وتذكر الصحيفة أن البيان أشار إلى أن الزائرين الأجانب يجب أن "يثبتوا إمكانية دخولهم إلى الولايات المتحدة بتجاوز الأسباب التي تمنع دخولهم كلها، بما في ذلك ما يتعلق بالصحة، والجرائم والأسباب الأمنية، والمسؤولية العامة، والسماح بالعمل، والدخول غير الشرعي، ومخالفات الهجرة، والوثائق اللازمة وغيرها من النواحي"، فيما أشار مكارثي إلى أن بإمكان عجاوي أن يعيد تقديم طلب تأشيرة للدخول.
ويفيد التقرير بأنه بعد الوصول لعجاوي، من خلال وسيط، رفض أن يعلق على الموضوع، وأحال الأسئلة كلها إلى محاميه، ألبيرت مخيبر، الذي لم يكن التواصل معه متاحا في الحال للتعليق.
وينوه الكاتبان إلى أن أنصار حرية التعبير انتقدوا الإجراء الذي يقول عجاوي إنه اتخذ ضده، واحتجوا بأن حرمان طالب من فرصة الدراسة في إحدى أهم الجامعات في العالم بسبب منشورات نشرها آخرون على مواقع التواصل الاجتماعي، كما يدعي عجاوي، فيه ظلم وفيه ما يدعو للقلق.
وتورد الصحيفة نقلا عن المنتقدين، قولهم إن قضية عجاوي أبرزت المخاطر المحتملة للسياسات التي أعلنت عنها إدارة ترامب العام الماضي بأن المقدمين على تأشيرات دخول لأمريكا سيطلب منهم كلهم إعطاء تفاصيل حساباتهم على مواقع التواصل الاجتماعي على مدى السنوات الخمس السابقة.
وبحسب التقرير، فإن مديرة الدفاع في مؤسسة الحقوق الفردية في التعليم سارة ماكلغلين، تحدثت عن حالات عدة سجلت في الفترة الأخيرة، تضمنت "اتهامات بأن مسؤولي الهجرة الأمريكيين قاموا برفض تأشيرات بناء على الآراء السياسية"، وقالت: "تشكل اتهامات عجاوي، إن كانت دقيقة، تهديدا للحرية الأكاديمية، وهو ما يجب أن يؤخذ على محمل الجد من أولئك الذين يهتمون بحرية التعبير في الولايات المتحدة".
وينقل الكاتبان عن مديرة برامج حرية التعبير في مؤسسة PEN America سمر لوبيز، فقولها، في بيان، أن "منع الناس من دخول البلد، لأن أصدقاءهم ينتقدون الولايات المتحدة على مواقع التواصل الاجتماعي، يظهر تجاهلا مذهلا لمبدأ حرية التعبير".
وتورد الصحيفة نقلا عن المحامية كاري ديكل، التي تعمل في معهد Knight First Amendment في جامعة كولومبيا، قولها في بيان لها بأن القضية تؤكد المشكلات المترتبة على إعطاء الحكومة سلطة البحث في بيانات المسافرين، وأضافت: "إن الآثار المخيفة لحوادث من هذا النوع تلمس آثارها في مجتمعات أبعد من السنة الأولى في جامعة هارفارد، ما يؤدي إلى الرقابة الذاتية على مواقع التواصل الاجتماعي، ويهدد الحرية الفكرية".
وينقل التقرير عن جامعة هارفارد، قولها في بيان لها إنها "تعمل عن كثب مع عائلة الطالب والسلطات المتخصصة لحل المشكلة ليستطيع الانضمام إلى زملائه في الدراسة في الأيام القادمة".
ويورد الكاتبان نقلا عن عجاوي، قوله في مقابلة مع تلفزيون "العربي" في لندن، في فيديو تم نشره على صفحة "فيسبوك" الخاصة بتلك القناة، إنه يريد أن يدرس في كلية الطب، وأضاف أن قبوله في جامعة هارفارد "يظهر أن بإمكان الفلسطينيين النجاح والتفوق بالرغم من الضغوط المفروضة عليهم".
وتشير الصحيفة إلى أن رئيس الجامعة لورنس باكاو، قام بإرسال رسالة إلى كل من وزير الخارجية مايك بومبيو، والقائم بأعمال وزير الأمن القومي كيفين ماكلينان؛ للتعبير عن قلقه بخصوص تأشيرات الطلاب، وأشار إلى الدور المهم الذي يؤديه الطلاب والمدرسون والباحثون من أنحاء العالم في عمل الجامعة.
وتختم "نيويورك تايمز" تقريرها بالإشارة إلى قول باكاو في رسالته: "التأخر في التأشيرات بشكل متزايد يجعل حضور العلماء وتفاعلهم في الجامعة غير ممكن التوقع ومليء بالقلق.. ويتحدث الطلاب عن صعوبة الحصول على تأشيرات أولية، من التأخير والرفض، وعانى العلماء من تأجيل وتعطيل لما كان في السابق إجراءات هجرة روتينية، مثل تأشيرات العائلة، أو تجديد الإقامة، أو السماح بالسفر الدولي".
المصدر: عربي 21
بتوقيت بيروت