لأن عجلة الاستقالات تكاد لا تهدأ، توقف المتابعون عن تعداد المستقيلين من ادارة الرئيس الخامس والاربعين للولايات المتحدة الاميركية دونالد ترامب، اذ لا يكاد يمر اسبوع الا ويعلن عن استقالة واحد من كبار مسؤولي هذه الادارة.

وليس غريباً على هذا الرجل تعاطيه المهين مع العاملين، اذ غالبا ما يعرف المقال باقالته عبر منصة تويتر، حتى ان وزير خارجيته مارك بومبيو، لم يخجل من اعلان ذلك، عندما عبر انه سيبقى في منصبه حتى يعلن ترامب اقالته عبر تويتر، "سأبقى هناك (في منصبي) إلى حين يغرد الرئيس بطردي من المنصب".

غير ان اسلوب ترامب المهين تجاه العاملين معه انسحب على الدول والاشخاص التابعين والملحقين فهو تعاطى كذلك مع حاكم آل سعود، سلمان بن عبد العزيز، ومع نجله وولي عهده محمد بن سلمان، ونقلت وسائل الاعلام مؤخراً وصف ترامب للرئيس الفرنسي ايمانويل ماكرون بالغبي والاحمق بعدما اعلن فرض ضريبة على شركات الإنترنت العملاقة.

وأضاف: "سنرد قريبا بالمثل بعد غباء ماكرون."

الا انه لم يجرؤ على وصف اي من معارضيه بمثل تلك الاوصاف رغم شراسة العداوة مع رئيس كوريا الشمالية ورئيس فنزويلا وغيرهم..

وبالعودة الى شريط المقالين من الادارة فان اخر هؤلاء كان رئيس المخابرات الوطنية الأمريكية، دان كوتس، وهو الذي كان يشرف بموجب منصبه على 17 وكالة استخباراتية أمريكية مدنية وعسكرية، من بينها وكالة المخابرات المركزية (سي آي أيه) ، وكان على خلاف دائم مع ترامب في قضايا دولية عديدة على راسها العلاقة مع روسيا وكوريا الشمالية وقضية الاتفاق النووي بين القوى الكبرى والجمهورية الاسلامية في ايران.

ورغم  اصطدام كل الذين استقالوا او معظمهم ، مع ترامب بسبب كذبه وعدم خبرته السياسية، الا ان استقالة كوتس ستكون اكثر وقعاً ودوياص من الاستقالات الاخرى، نظراً للمركز الحساس الذي كان يتبوأه ، وبسبب كشفه اكاذيب ترامب على الراي العام الامريكي في اخطر القضايا الدولية.

فقد اصطدم كوتس، الذي شغل منصبه منذ مارس/آذار 2017، مع ترامب مبكرا بعد توليه مهامه، حيث اتخذ موقفا متشددا إزاء روسيا، مما يتعارض تماما مع الموقف التصالحي الذي اتخذه ترامب إزاء الرئيس الروسي فلاديمير بوتين.

وفي يناير/كانون الثاني قال كوتس للكونغرس إنه من غير المرجح أن تتخلى كوريا الشمالية عن سلاحها النووي، مناقضاً تصريح ترامب أن بيونغ يانغ لم تعد تشكل تهديداً.

كما أنه قال لأعضاء الكونغرس إن إيران ما زالت ملتزمة بالاتفاق النووي مع القوى الدولية الذي وقع عام 2015، والذي انسحب منه ترامب في مايو/أيار 2018، بعد اتهام ايران بانتهاكه.