مواقف الامين العام لحزب الله السيد حسن نصرالله، التي اطلقها في مقابلته الاخيرة مع قناة المنار، ارخت بثقلها على الكيان الصهيوني وقياداته السياسية والامنية والاقتصادية.
سياسيا جاء رد رئيس حكومة الكيان بنيامين نتنياهو على خطاب الامين العام بقوله انه سيسدد ضربة عسكرية ساحقة له وللبنان، إذا ما تجرأ على ارتكاب حماقة وهاجم إسرائيل".
ولكن كلام نتنياهو لم يمر مرور الكرام على وزير الحرب الصهيوني السابق أفيغدور ليبرمان الذي شبه نتنياهو بـ”الكلب الذي ينبح ولا يعض".
اما على صعيد ما يسمى "الجبهة الداخلية" في جيش الاحتلال الإسرائيلي، فقد قررت تحصين 20 موقعًا من الهجمات الصاروخية، تحسبًا من إقدام حزب الله على استهدافها بصواريخ دقيقة، حسب ما أفاد الموقع الإلكتروني لصحيفة "هآرتس".
وأوضح الموقع أن قرار الجبهة الداخلية يأتي في أعقاب تقديرات استخباراتية بأن حزب الله سيعمل على استهداف مواقع إستراتيجية اسرائيلية من أجل الإضرار بقدرات "الجيش الإسرائيلي" القتالية وتسجيل انتصار معنوي في مواجهة مقبلة، علما بأن تقرير مراقب الدولة الإسرائيلي للعام 2016، كان قد لفت إلى خلل وإخفاق في تحصين مواقع تعتبر إستراتيجية لدى سلطان الاحتلال الإسرائيلي.
وقامت الجبهة الداخلية بتحديد المنشآت الإستراتيجية التي قد تكون هدفًا لهجمات حزب الله، من خلال عملية مسح للمواقع المهمة والحساسة، وتقرر تحصين عدد من المواقع بما في ذلك بناء جدران خرسانية، وتعزيز الأسقف والبنايات وتثبيت أبواب مقاومة للأضرار لمنع إصابتها بشظايا صاروخية، بما في ذلك دفن بعد المواقع بحيث تكون تحت مستوى الأرض.
وأشار موقع "هآرتس" إلى أنه من بين المواقع التي سيتم تحصينها منشآت تابعة لشركة الكهرباء وشركة خطوط الغاز الطبيعي الإسرائيلية، بالإضافة إلى مواقع حساسة وإستراتيجية واقعة على طول الاراضي الفلسطينية المحتلة وعرضها.
وبحسب المصدر، فإن المؤسسة الأمنية الإسرائيلية ترجح أن حزب الله يملك بالفعل عددًا محدودًا من الصواريخ الدقيقة القادرة على تهديد البنى التحتية الحيوية في إسرائيل(...)
وشدد الموقع على أن حزب الله يعمل على تحسين قدراته في هذا المجال بمساعدة إيران. وادعى أن بعض الهجمات العدوانية الإسرائيلية في سورية نفذت لمنع نقل أسلحة دقيقة لحزب الله. وفي هذا السياق، نقل الموقع عن تقرير لمعهد أبحاث بريطاني، أن حزب الله يملك بالفعل ما بين 20 إلى 200 صاروخ دقيق.
وكان الأمين العام لحزب الله، السيد حسن نصر الله، قد قدم خلال المقابلة التلفزيونية، بمناسبة الذكرى الـ13 لحرب لبنان الثانية ("حرب تموز" - 2006)، خريطة لفلسطين المحتلة، قائلاً إن الحزب قد طوّر قدرته على ضرب المواقع الإستراتيجية الإسرائيلية، وأشار باصبعه إلى المواقع التي قد يستهدفها الحزب، مؤكدا أن "حزب الله يمكن أن يتسبب في أضرار جسيمة".
وقال السيد نصر الله إن "المقاومة قادرة على أن تطال كل المساحة الجغرافية في فلسطين المحتلة"، وشدد على أن حزب الله "يستطيع استهداف المناطق التي تحتلها اسرائيل كلها، مضيفا: "حتى إيلات في شمال فلسطين تحت مرمى نيراننا لأي فترة زمنية يريدونها".
وتابع أن "الخط الساحلي في الكيان الغاصب من نتانيا إلى أشدود (من 60 إلى 70 كيلومترًا) تحت التهديد. جزء كبير من المستوطنين موجود في هذه المنطقة التي تحتوي على الكثير من الأهداف، ككل مراكز الدولة الأساسية، وزارة الحرب، ومطار بن غوريون، ومطارات داخلية، وتجمعات صناعية وتجارية، وبورصة إسرائيل، ومحطات إنتاج وتحويل رئيسية للكهرباء، ومحطات للمياه والنفط وغيرها من المراكز".
ولفت إلى "قدرة المقاومة على استهداف حاويات الأمونيا"، وتابع: "هنا لا أتحدث عن حرب برية ودخول إلى حيفا وشمال فلسطين المحتلة. ليست لدي الكلمة المناسبة للتعبير عن المشهد، والدمار الهائل هو الحد الأدنى للتعبير".
وكان تقرير مراقب الدولة للعام 2016 قد ذكر أن المواقع الإستراتيجية الإسرائيلية غير مستعدة للتهديدات الصاروخية. وكتب المراقب في تقريره أن وزارة الطاقة وسلطة الكهرباء لا تملك خطة للتعامل مع التهديدات بما في ذلك تعرضها لإطلاق الصواريخ والنيران، بما يشمل قطاعات واسعة تابعة لشبكات الكهرباء.
وفي العام 2018 الماضي، خصصت الحكومة الإسرائيلية ميزانية قدرها 150 مليون شيكل لتحصين المباني من الهجمات الصاروخية، وخاصة المباني العامة ومواقع البنى التحتية. في الوقت نفسه، طلبت قيادة الجبهة الداخلية ووزارة الأمن من الشركات الخاصة تقديم حلول بديلة لتحصين المنازل الخاصة غير المحصنة.
وكان قائد الجبهة الداخلية التابعة لجيش الاحتلال الإسرائيلي اكد في نقاش داخلي بالكنيست، أن 2.5 مليون إسرائيلي لا يتمتعون بالحماية المناسبة، وأن أكثر من 700 ألف منزل غير محصن من الهجمات الصاروخية. وفي سياق متصل، طالبت قيادة الجبهة الداخلية، خلال الأسبوع الجاري، بتحصين المؤسسات الصحية في البلاد.
بتوقيت بيروت