رد جنرالات إسرائيليون على طلب رئيس الأركان، أفيف كوخافي، من قادة الجيش، إعداد خطة للانتصار في الحروب القادمة في الشمال والجنوب، وإعداده لورشة عمل بمشاركة طواقم من هيئة الأركان، وكافة قادة الألوية والفرق، وضباط من رتبة عميد فما فوق؛ بهدف تقديم خطة سنوية، لتحقيق انتصار واضح للجيش على كافة الجبهات في حال اندلاع الحرب.
الثقافة التنظيمية لن تتغير
المنظر الحربي الإسرائيلي الشهير الجنرال يهودا فاغمان، قال إن "الجيش الإسرائيلي لديه مشكلة بتحقيق فرضية الانتصار؛ لأن مسألة عدم تحقيق الجيش للانتصار المطلوب فكرة لم يعهدها في السابق".
وأضاف في مقابلة نشرتها صحيفة معاريف، أن "حرب غزة الأخيرة "الجرف الصامد 2014" يمكن مقارنتها بعمليات سابقة تحولت إلى انتصار كاسح، ليس بتغيير الأدوات القتالية، بل بتغيير الثقافة التنظيمية داخل الجيش، هناك أمور لا تتغير ولن تتغير، لأنها من طبيعة الحرب والمقاتلين، لكن المعارك العسكرية التي تحصل مع الجيوش النظامية تختلف عن تلك التي تحدث داخل المناطق السكنية المدنية".
عدم الانتصار فكرة جديدة:
وأشار إلى أن "كوخافي أثبت في السابق أن الجيش بإمكانه إخضاع المنظمات الفلسطينية داخل المناطق السكنية، كما حصل في عملية السور الواقي في الضفة الغربية 2002، وبالتالي فإن عدم القدرة على تحقيق الانتصار أمام الفلسطينيين فكرة جديدة على الجيش".
لم ننتصر منذ 73:
وأوضح أنه "منذ انتهاء حرب أكتوبر 1973 مع مصر وسوريا لم يتمكن الجيش الإسرائيلي من تحقيق انتصار جارف، داخل إسرائيل وخارجها، وآخر جولة عسكرية برية خاضها الجيش الإسرائيلي بصورة كبيرة كانت خلال حرب لبنان الأولى 1982، لكن اليوم الكل يدرك في إسرائيل أن هناك خشية جدية من تفعيل سلاح المشاة في أي حرب قادمة".
وتساءل الجنرال: "هل تحول سلاح المشاة الذي كان عصب الجيش الإسرائيلي طوال خمسة عقود مساعدا لسلاح الطيران؟ أو أن طرق القتال تغيرت؟ أم أننا لا نريد المخاطرة بحياة جنودنا والجبهة الداخلية المدنية؟".
وأكد أنه "في بدايات حرب لبنان الأولى شن الجيش حربه لوقف إطلاق قذائف الكاتيوشا على الجليل شمال إسرائيل، وقد فعل ذلك خلال 48 ساعة، وفي عملية السور الواقي بالضفة الغربية عام 2002 نجحنا في دخول مخيمات اللاجئين، ووقف العمليات التفجيرية التي تخرج منها، وتشهدها المدن الإسرائيلية".
هم كوخافي استعادة امجاد الماضي:
وختم بالقول إن "مهمة كوخافي الجديدة أن يعيد سيرة وزير الحرب الأسبق موشيه ديان، بحيث يحقق الانتصار في أي حرب يخوضها، وفي حال لم ينجح بذلك، فإنه لا يملك الجواب الكافي أمام العدو الخارجي، سواء الفلسطيني أو غيره، وهذا رد ينبغي للإسرائيليين ألا يقبلوا به".
الجيش نسي كيف ينتصر:
الجنرال أمتسيا خان، قائد فرقة "شاكيد" في الجيش الإسرائيلي، قال إن "الجيش الإسرائيلي نسي كيف يحقق الانتصارات، لأن الجنرالات الحاليين أخذوا الدولة نحو مزيد من الإخفاقات والعمليات الفاشلة في كل الحروب التي خاضها الجيش؛ لأنه لم يتحقق في نهايتها الحسم المطلوب، فقط هناك ردود فعل ليس أكثر".
المستوى السياسي متراس الضعف:
وأضاف في مقابلة مع موقع القناة السابعة التابع للمستوطنين، أنه "منذ حرب سلامة الجليل في لبنان 1982 لم يحقق الجيش الإسرائيلي أي انتصار حاسم في ساحات المعارك، وفي الحالات القليلة تحقق التعادل مع الأعداء، وبذلك لم يحقق الجيش أي انتصار حاسم منذ تلك الحرب، وبعدها بدأت تظهر عليه حالة من الضعف، والاحتماء خلف المستوى السياسي".
لم نعد نملك الكنوز:
وأشار إلى أن "مظاهر التراجع في الجيش الإسرائيلي جعلتنا نفقد مع مرور الوقت الكنوز الإستراتيجية التي تحصلت لدينا منذ الحرب الأولى 1948، بدليل أن الجنرال موشيه يعلون وزير الحرب السابق تحدث بكلام غير مسؤول خلال حرب لبنان الثانية في 2006، حين أعلن أن الجيش ينوي إبقاء صواريخ حزب الله في مستودعاته حتى تصدأ".
لا اهداف ولا تخطيط
وأوضح أنه "في حروب غزة الثلاثة: الرصاص المصبوب 2008، عمود السحاب 2012، الجرف الصامد 2014، رأينا حالة من عدم الجاهزية واستخلاص الدروس والعبر، حين شن جنرالات الجيش، خاصة غابي أشكنازي وبيني غانتس، تلك الحروب دون أهداف واضحة، ولا تخطيط جدي".
منذ الـ82 نتلقى الضربات:
وختم بالقول إن "حروب غزة استغرقت أياما وأسابيع طويلة دون تحقيق أي إنجاز، ولم يعد سرا أننا منذ اندلاع حرب لبنان الأولى 1982 بقيادة الجنرالين أريئيل شارون ورفائيل إيتان دأبت إسرائيل على تلقي الضربة تلو الأخرى دون انتصار، وفي أحسن الأحوال حققت التعادل مع العدو".